الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل في الميثاق
قال الطحاوي:
(وَالْمِيثَاقُ الَّذِي أَخَذَهُ اللهُ تَعَالَى مِنْ آدَمَ وَذُرِّيَّتِهِ حَقٌّ)(1) .
أخبر سبحانه أنه استخرج ذرية بني آدم من أصلابهم؛ شاهدين على أنفسهم أن الله ربهم ومليكهم، وأنه لا إله إلا هو.
وقد وردت أحاديث في أخذ الذريَّة من صلب آدم عليه السلام، وتمييزهم إلى أصحاب اليمين وإلى أصحاب الشمال، وفي بعضها الإشهاد عليهم بأن الله ربهم:
(1) انظر: ((شرح العقيدة الطحاوية)) (ص240-247) ، و ((مجموع الفتاوى)) (8/65) .
(2)
الأعراف: (172) .
فمنها ما رواه الإمام أحمد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ قال: ((إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم عليه السلام بنعمان (يعني: عرفة) ، فأخرج من صلبه كلّ ذريَّة ذرأها، فنثرها بين يديه، ثم كلَّمهُم قُبُلاً؛ قال: ألستُ بربِّكُم؟ قالوا: بلى شهدنا
…
)) إلى آخر الآية (1) .
وروى الإمام أحمد أيضًا عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ قال: ((يُقال للرجل من أهل النار يوم القيامة: أرأيت لو كان لك ما على الأرض من شيءٍ؛ أكنت مفتديًا به؟ قال: فيقول: نعم. قال: فيقول: قد أردتُ منك أهون من ذلك، قد أخذت عليك في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئًا، فأبيتَ إلا أن تشرك بي شيئًا)) .
وأخرجاه في ((الصحيحين)) أيضًا (2) .
- - - - - -
(1)(صحيح لغيره) . رواه أحمد في ((المسند)) (1/272) ، وابن جرير في ((التفسير)) (15338-شاكر) ، وابن أبي عاصم في السنة (رقم 202)، وانظر:((السلسلة الصحيحة)) (رقم 1623) .
(2)
رواه البخاري في الأنبياء، باب خلق آدم وذريته) ، ومسلم في (صفات المنافقين، باب طلب الكافر الفداء بملء الأرض ذهبًا) ، وأحمد في ((المسند)) (3/127، 129) .
…
- اعلم ـ وفقني الله وإياك ـ أن أخذ الميثاق والإشهاد عليه من أمور الغيب التي لا تتخيلها عقولنا القاصرة، ويجب علينا الإيمان بهما كسائر الغيبيَّات، ومن أحسن من رأيته أوضح مشكلها وأبانه الشيخ حافظ حكمي في ((معارج القبول)) (1/84-94) ، وللشيخ الألباني عند تخريج حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما السابق في ((السلسلة الصحيحة)) كلام جيد؛ فراجعه إن شئت.