المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل في أشراط الساعة - شرح العقيدة الواسطية - الهراس

[محمد خليل هراس]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الطبعة الرابعة

- ‌[عن ملحق الواسطية:]

- ‌عملي في الملحق:

- ‌المقدمة

- ‌أهميَّة العقيدة السلفية بين العقائد الأخرى:

- ‌أهميَّة ((العقيدة الواسطية)) بين العقائد السّلفيّة:

- ‌ لماذا سُمِّيَت بـ ((العقيدة الواسطية))

- ‌أهميّة شرح الشيخ هرّاس لـ ((العقيدة الواسطيّة)) بين شروحها:

- ‌((العقيدة الواسطيَّة)) وشروحها:

- ‌وصف النسخة الخطيّة للمتن:

- ‌عملي في الكتاب:

- ‌ترجمة موجزة للشيخ محمد خليل هرَّاس

- ‌متن العقيدة الواسطية

- ‌مقدمة الشارح

- ‌ قِيَاسُ الأوْلى

- ‌ قَاعِدَةُ الْكَمَالِ

- ‌ النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ فِي الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ مجملٌ ومفصَّلٌ

- ‌إِثْبَاتَ صِفَتَيِ الرَّحْمَةِ وَالْعِلْمِ

- ‌ صِفَاتِ السُّلُوبِ

- ‌مباحث عامَّة حول آيات الصفات

- ‌الْإِيمَانُ بِالْقَدَرِ

- ‌ الْعَرْشِ وَالْقَلَمِ؛ أَيُّهُمَا خُلَقَ أَوَّلًا

- ‌خُلَاصَةُ مَذْهَبِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ فِي الْقَدَرِ وَأَفْعَالِ الْعِبَادِ

- ‌مِنْ أُصُولِ [أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ]

- ‌ملحق العقيدة الواسطيَّة

- ‌فصل في أنواع التوحيد

- ‌فصل في الجماعة والفرقة

- ‌فصل في الموالاة والمعاداة

- ‌فصل في الحكم بغير ما أنزل الله

- ‌فصل في عدم الخروج على الأئمة

- ‌فصل في الميثاق

- ‌فصل في الإسراء والمعراج

- ‌فصل في أشراط الساعة

- ‌فصل في الجنة والنار

- ‌فصل في ذم الكلامووجوب التسليم لنصوص الكتاب والسنة

الفصل: ‌فصل في أشراط الساعة

‌فصل في أشراط الساعة

قال الطحاوي رحمه الله:

(وَنُؤْمِنُ بِأَشْرَاطِ السَّاعَةِ (1) ؛ مِنْ: خُرُوجِ الدَّجَّالِ، وَنُزُولِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عليه السلام مِنَ السَّمَاءِ، وَنُؤْمِنُ بِطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَخُرُوجِ دَابَّةِ الأَرْضِ مِنْ مَوْضِعِهَا) (2) .

قال الشارح: عن حذيفة بن أسيد؛ قال: اطلع النبي صلى الله عليه وآله وسلم علينا ونحن نتذاكر الساعة، فقال:((ما تذاكرون)) ؟ قالوا: نذكر الساعة. فقال: ((إنها لن تقوم حتى تَرَوْن قبلها عشرَ آياتٍ، فذكر: الدُّخَان،

(1) الشرط هو العلامة، والساعة القيامة، والمقصود بأشراط الساعة؛ أي: علامات القيامة التي تسبقها وتدل على قربها.

وقد قسم العلماء أشراط الساعة إلى صغرى وكبرى:

- والصغرى: هي التي تتقدم الساعة بأزمان متطاولة؛ كبعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وقبض العلم، والتطاول في البنيان..

- والكبرى: هي الأمور العظام التي تظهر قرب قيام الساعة، وهي المقصودة هنا.

(2)

انظر: ((شرح العقيدة الطحاوية)) (ص499-502) ، و ((مجموع الفتاوى)) (36/45) .

ص: 293

والدجَّال، والدابّة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى بن مريم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسفٌ بالمشرق، وخسفٌ بالمغرب، وخسفٌ بجزيرة العرب، وآخر ذلك نارٌ تخرج من اليمن؛ تطرد الناس إلى محشرهم)) . رواه مسلم (1) .

وفي ((الصحيحين)) عن ابن عمر رضي الله عنهما؛ قال: ذُكر الدجال عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال:((إن الله لا يخفى عليكم، إن الله ليس بأعور، وأشار بيده إلى عينه، وإن المسيح الدجال أعورُ عين اليمنى، كأنّ عينهُ عنبة طافية)) (2) .

وروى البخاري وغيرُه عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((والذي نفسي بيده؛ ليوشِكنَّ أن ينزلَ فيكم ابنُ مريم حَكَمًا عدلاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيضُ المال؛ حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة خيرًا من الدنيا وما فيها)) . ثم يقول أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَاّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159) } (3)[النساء: 159] .

(1)(صحيح) . رواه أحمد في ((المسند)) (4/6) ، ومسلم في (الفتن، باب الآيات التي تكون قبل الساعة) .

(2)

رواه: البخاري في (التوحيد، باب قول الله تعالى: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} ، ومسلم في (الفتن، باب ذكر الدجال وصفته وما معه) .

(3)

(صحيح) . تقدم تخريجه (176) .

ص: 294

وأحاديث الدجال وعيسى بن مريم عليه السلام ينزل من السماء ويقتله، ويخرج يأجوج ومأجوج في أيامه بعد قتله الدجال، فيهلكهم الله أجمعين في ليلة واحدة ببركة دعائه عليهم

يضيق هذا المختصر عن بسطها.

وأما خروج الدابَّة وطلوع الشمس من المغرب؛ فقال تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ} (1) .

وروى البخاري عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا تقومُ الساعة حتى تطلع الشمسُ من مغربها؛ فإذا رآها الناسُ؛ آمن مَن عليها؛ فذلك حين لا ينفعُ نفسًا إيمانُها لم تكن آمنتْ من قبل)) (2) .

وروى مسلم عن عبد الله بن عمرو؛ قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حديثًا لم أنسه بعدُ، سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:((إن أول الآيات خروجًا طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابَّة على الناس ضحًى، وأيهما ما كانت قبل صاحبتها؛ فالأخرى على إثرها قريبًا)) (3) ؛ أي: أول الآيات التي ليست مألوفة، وإن

(1) النمل: (82) .

(2)

رواه البخاري في (التفسير، باب {قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءكُمُ} ، ومسلم في (الإيمان، باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان) .

(3)

رواه مسلم في (الفتن، باب خروج الدجّال ومكثه في الأرض) .

ص: 295

كان الدجَّال ونزول عيسى عليه السلام من السماء قبل ذلك، وكذلك خروج يأجوج ومأجوج، كل ذلك أمور مألوفة؛ لأنهم بشر، مشاهدة مثلهم مألوفة، وأما خروج الدَّابَّة بشكل غريب غير مألوف، ثم مخاطبتها الناس، ووسمها إياهم بالإيمان أو الكفر؛ فأمر خارجٌ عن مجاري العادات، وذلك أول الآيات الأرضية، كما أنّ طلوع الشمس من مغربها على خلاف عادتها المألوفة أول الآيات السماوية. اهـ

- - - -

ص: 296