المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الأمر عَنهُ وَلَده عجلَان حَتَّى مَاتَ رميثة في سنة 748 - البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع - جـ ١

[الشوكاني]

فهرس الكتاب

- ‌بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

- ‌ذكر من اسْمه أَحْمد

- ‌ أَحْمد بن يُوسُف الرباعي

- ‌حرف الْبَاء الْمُوَحدَة

- ‌حرف التَّاء الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة

- ‌حرف الثَّاء الْمُثَلَّثَة

- ‌حرف الْجِيم

- ‌حرف الْحَاء الْمُهْملَة

- ‌حرف الْخَاء الْمُعْجَمَة

- ‌حرف الدَّال الْمُهْملَة

- ‌حرف الذَّال الْمُعْجَمَة

- ‌حرف الرَّاء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السِّين الْمُهْملَة

- ‌حرف الشين الْمُعْجَمَة

- ‌حرف الصَّاد الْمُهْملَة

- ‌ السَّيِّد صَلَاح بن جلال بن صَلَاح الدَّين بن مُحَمَّد بن الْحسن ابْن المهدي بن الأمير علي بن المحسن بن يحيى بن يحيى

- ‌حرف الضَّاد الْمُعْجَمَة

- ‌حرف الطَّاء الْمُهْملَة

- ‌حرف الظَّاء الْمُعْجَمَة

- ‌حرف الْعين الْمُهْملَة

- ‌ عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الْغفار القاضي عضد الدَّين الإيجي

- ‌ عبد الرازق بن احْمَد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن أَبى المعالي مُحَمَّد بن مَحْمُود بن أَحْمد بن مُحَمَّد

- ‌ السَّيِّد عبد الْقَادِر بن احْمَد بن عبد الْقَادِر بن النَّاصِر بن عبد الرب بن علي بن شمس الدَّين

- ‌على بن الْحُسَيْن بن الْقَاسِم بن مَنْصُور بن على الموصلى زين الدَّين ين شيخ القوفية

الفصل: الأمر عَنهُ وَلَده عجلَان حَتَّى مَاتَ رميثة في سنة 748

الأمر عَنهُ وَلَده عجلَان حَتَّى مَاتَ رميثة في سنة 748 ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة

‌حرف الزاي

174 -

زَكَرِيَّا بن احْمَد بن مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الْوَاحِد بن الشَّيْخ أَبى حَفْص عمر الشاوي

الحفصي اللحياني الْقَائِم بِأَمْر الله صَاحب الْمغرب ولد سنة نَيف وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وتفقه وأتقن النَّحْو واستوزره ابْن عَمه الْمُسْتَنْصر مُدَّة ثمَّ ملك سنة 685 ثمَّ خلع فَتوجه إلى الْحَج سنة 709 ثمَّ رَجَعَ إلى الْقَاهِرَة سنة 710 فَجهز مَعَه النَّاصِر عسكراً فَملك طرابلس وخطب للناصر بهَا ثمَّ صبّحوا تونس فِي ثامن جُمَادَى الأولى فنازلوها وصاحبها أَبُو الْبَقَاء مَرِيض فَدخل زَكَرِيَّا الْبَلَد وَأشْهد ابو الْبَقَاء على ة نَفسه بِالْخلْعِ فَلَمَّا استوثق لَهُ الأمر قطع ذكر الْمهْدي من الْخطْبَة ثمَّ أرسل إلى صَاحب سحانة فهادنه فَسَار صَاحب سحانة إلى أفريقية رجال في بِلَاد هوَازن فخشي مِنْهُ صَاحب التَّرْجَمَة فَجمع مَا قدر عَلَيْهِ من المَال وَخرج من تونس سنة 717 قَاصِدا فاس فأقام بهَا ثمَّ توجه من فاس إلى طرابلس ثمَّ حمل أَهله وأمواله في الْبَحْر وَتوجه إلى الإسكندرية ثمَّ اسْتَأْذن النَّاصِر في الْقدوم عَلَيْهِ فأذن لَهُ وَدخل الْقَاهِرَة سنة 721 وَأَرَادَ الْحَج فَمَرض فأقام بهَا ورفض الْملك إلى أَن مَاتَ سنة 727 سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَكَانَ فَاضلا متقناً للعربية حسن النظم ويعاب بالشح وَأنكر عَلَيْهِ أهل بَيته إسقاط ذكر المهدي من الْخطْبَة وَكَانَ جده أَبُو حَفْص من كبار أَصْحَاب

ص: 251

ابْن تومرت وَولى السلطنة بعده أَبُو ضَرْبَة فنازله أَبُو بكر الْمُتَقَدّم

175 -

زَكَرِيَّا بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن زَكَرِيَّا الأنصاري القاهري الأزهري القاضي الشافعي

ولد سنة 826 سِتّ وَعشْرين وثمان مائَة فحفظ الْقُرْآن وعمدة الأحكام وَبَعض مُخْتَصر التبريزي في الْفِقْه ثمَّ تحوّل إلى الْقَاهِرَة فِي سنة 841 فقطن الأزهر وأكمل حفظ الْمُخْتَصر الْمَذْكُور وَحفظ الْمِنْهَاج الفرعي وألفية النَّحْو والشاطبيتين وَبَعض الْمِنْهَاج الأصلي وَبَعض ألفية الحَدِيث وَمن التسهيل إِلَى كَاد وأتمه من بعد ثمَّ جدّ في الطلب وَأخذ عَن جمَاعَة مِنْهُم البلقينى والقاياتى والشرف السبكى وَابْن حجر والزين رضوَان وَغَيرهم وَقَرَأَ في جَمِيع الْفُنُون وَأذن لَهُ شُيُوخه بالإفتاء والتدريس وتصدر وَأفْتى وأقرأ وصنف التصانيف مِنْهَا فتح الْوَهَّاب شرح الْآدَاب وَغَايَة الْوُصُول فِي شرح الْفُصُول وَشرح الرَّوْض مُخْتَصر الرَّوْضَة لِابْنِ المقري وَله حَاشِيَة على شرح الْبَهْجَة للولي العراقي وَشرح لشذور الذَّهَب وَله شُرُوح ومختصرات في كل فن من الْفُنُون انْتفع النَّاس بهَا وتنافسوا فِيهَا ودرّس في أمكنة معتددة وَزَاد فِي الترقي وَحسن الطلاقة والتلقي مَعَ كَثْرَة حاسديه وَارْتَفَعت دَرَجَته عِنْد السُّلْطَان قايتباى وَكثر توسل النَّاس بِهِ إِلَيْهِ وَكَانَ السُّلْطَان يلهج بتوليه الْقَضَاء مَعَ علمه بِعَدَمِ قبُوله لَهُ فِي سلطنة خشقدم ثمَّ ولاه الْقَضَاء قايتباى وصمم عَلَيْهِ فأذعن بعد مَجِيء أكَابِر الدولة إِلَيْهِ فباشره بعفة ونزاهة ثمَّ عزل سنة 906 ثمَّ عرض عَلَيْهِ بعد ذَلِك فَأَعْرض عَنهُ لكف بَصَره وانجمع فِي مَحَله واشتهرت مصنفاته وَكَثُرت تلامذته وَألْحق الأحفاد بالأجداد وَعمر حَتَّى جَاوز

ص: 252

الْمِائَة أَو قاربها وَمَات في يَوْم الْجُمُعَة رَابِع ذي الْحجَّة سنة 926 وحزن النَّاس عَلَيْهِ كثيراً لمزيد محاسنة ورثاه جمَاعَة من تلامذته فَمن ذَلِك قَول عبد اللَّطِيف

(قضى زَكَرِيَّا نحبه فتفجرت

عَلَيْهِ عُيُون النيل يَوْم حمامه)

(ليعلم أَن الدَّهْر رَاح أَمَامه

وَمَا الدَّهْر يبْقى بعد فقد امامه)

(سفى الله قبراضمه غوث صيب

عَلَيْهِ مدى الأيام صبح غمامه)

175 -

السَّيِّد زيد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن الإمام الْقَاسِم بن مُحَمَّد

الْمُحَقق الْكَبِير شيخ مَشَايِخ صنعاء فِي عصره في الْعُلُوم الآلية بأسرها أَخذهَا عَنهُ جمَاعَة من أكابرهم كالسيّد هَاشم بن يحيى الشامي وَالسَّيِّد مُحَمَّد الأمير وَالسَّيِّد أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الشامي وَغَيرهم ولد فى سننة 1075 خمس وَسبعين وألف وَأخذ الْعلم عَن جمَاعَة من اعيان الْعلمَاء كالقاضى الْعَلامَة على ابْن يحيى البرطى والقاضى الْعَلامَة الْحُسَيْن بن مُحَمَّد المغربي وَالسَّيِّد الْعَلامَة الْحسن بن الْحُسَيْن بن الْقَاسِم وَكَانَ صَدرا مبجلاً مُعظما مفخماً لَهُ صُورَة كَبِيرَة وُصُوله شهيرة يهابه وُلَاة صنعاء وَيَخَافُونَ من أَن ينْهَى أمرهم إِلَى الإمام المهدي مُحَمَّد بن أَحْمد صَاحب الْمَوَاهِب وَكَانَ كثير الإجلال لَهُ إِلَى غَايَة ويطلبه إلى حَضرته مَرَّات وَيُعْطِيه الْعَطاء الْوَاسِع وَكَانَ يؤهل للإمامة ويرجى لَهَا وَقد برع في جَمِيع المعارف لاسيما علم الْمعَانى وَالْبَيَان فإنه فنه الَّذِي لَا يدانيه فِيهِ مدان وَلَا يخْتَلف في تفرده بِهَذَا الشأن اثْنَان وَشَرحه الْمجَاز لمختصر الشَّيْخ لطف الله الغياث الَّذِي سَمَّاهُ الإيجاز في الْمعَانى وَالْبَيَان يشْهد بفضله في هَذَا الْعلم فإنه شرح يشْرَح صدر طَالب فن الْمعَانى وَالْبَيَان لَان الشَّيْخ لطف الله ألف هَذَا الْمُخْتَصر معتصراً

ص: 253

لَهُ من تَلْخِيص الْمِفْتَاح لكنه ترك من عباراته مَا وَقعت فِيهِ مناقشة لأحد من الشُّرَّاح أَو أهل الحواشى وَزَاد مَالا بُد من زِيَادَته ثمَّ أَتَى صَاحب التَّرْجَمَة فاعتصر المطول وحواشيه والمختصر وحواشيه فِي شَرحه وَترك مَا فيهمَا من المباحث الَّتِى وَقع الِاعْتِرَاض عَلَيْهَا من أهل الحواشي ورسم مَا هُوَ الصَّوَاب وَأَنا أَظن أَن الشَّيْخ لطف الله إِنَّمَا جمع هَذَا الْمَتْن مَعَ قِرَاءَة الطّلبَة عَلَيْهِ للتلخيص وشروحه وحواشيه وَكَذَلِكَ صَاحب التَّرْجَمَة إِنَّمَا جمع الشَّرْح مَعَ قِرَاءَته كَذَلِك وَكَانَ كثير الْأَخْذ من حَاشِيَة الشَّيْخ لطف الله على شرح التَّلْخِيص وَقد قوبل هَذَا الشَّرْح بِالْقبُولِ من أَعْيَان الْعلمَاء ونقّادهم وَإِن لم يشْتَهر بَين الطّلبَة وَمَا أَحَق من رام حفظ التَّلْخِيص أَن يسْتَغْنى عَنهُ بِحِفْظ مُخْتَصر الشَّيْخ لطف الله وَمن رام الْقِرَاءَة في المطوّل والمختصر وحواشيهما أَن يقْتَصر على الْقِرَاءَة في شرح صَاحب التَّرْجَمَة فانه يسْتَغْنى بذلك عَن مهمات مافى غَيره وإن كَانَ الطَّالِب الرَّاغِب لَا يقنع الا بالتبحر فِي كل المعارف فانه لاريب أَن في المطوّل والمختصر وحواشيهما من الْفَوَائِد وَالْقَوَاعِد مَالا يسْتَغْنى عَنهُ طَالب علم الْمعَانى وَالْبَيَان وَقد كَانَ شَيخنَا السَّيِّد الْعَلامَة عبد الْقَادِر بن أَحْمد كثير الثَّنَاء على شرح صَاحب التَّرْجَمَة وَكَانَ يرشد طلبة هَذَا الْفَنّ إِلَيْهِ وأقرأ وَلَده إبراهيم الْمُتَقَدّم ذكره فِيهِ وَاسْتغْنى بذلك عَن غَيره من كتب الْمعَانى وَالْبَيَان وَكنت أهم في أَيَّام الطلب بِجمع حَاشِيَة على ذَلِك الشَّرْح وَأَنا إلى الْآن غير مُنْقَطع الرَّجَاء إن شَاءَ الله وَكَانَ لصَاحب التَّرْجَمَة اعْتِقَاد في الصُّوفِيَّة وَجَرت بَينه وَبَين السَّيِّد صَلَاح بن الْحُسَيْن الأخفش فِي ذَلِك منافرة بِسَبَب رجل كَانَ يملى الاذكار فِي جَامع صنعاء جَهرا يُقَال لَهُ القبتين

ص: 254

فَأنْكر عَلَيْهِ السَّيِّد صَلَاح فألف صَاحب التَّرْجَمَة رِسَالَة سَمَّاهَا تشييد أَرْكَان القبتين ذكر فِيهَا مبَاحث أصولية وَأَحَادِيث وَرَأَيْت لَهُ رِسَالَة أُخْرَى في تَبْيِين الْفرْقَة النَّاجِية وَأحسن القَوْل فِيهَا وَرجح أَنهم من كَانَ على النمط الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ الصَّحَابَة وَله جَوَاب على النبراس الَّذِي اعْترض بِهِ الكردي على الأساس وَلكنه مَاتَ قبل تَمَامه وَكَانَ قد سَمَّاهُ الرَّد بالقسطاس وَمَات رحمه الله فِي سنة 1123 ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَة وَألف ورثاه السَّيِّد الْعَلامَة عبد الله بن علي الْوَزير بِأَبْيَات مُشْتَمِلَة على تَارِيخ وَفَاته وهي هَذِه

(هَاهُنَا عَلامَة الدُّنْيَا فزر

قَبره تحظى بأنوار وتسعد)

(هُوَ سعد الدَّين في تَحْقِيقه

وَهُوَ عِنْد الله في التَّحْقِيق اسعد)

(لقى الله فأرخ جال فِي

جنَّة الفردوس زيد بن مُحَمَّد)

سنة 1123

وقبر بقبته الْمُتَّصِلَة بمدرسة الإمام شرف الدَّين بِصَنْعَاء وَله شعر حسن فَمِنْهُ

(جمع الْحسن فأضحى

سَاكِنا بَين ضلوعي)

ص: 255

(بِأبي جَامع حسن

وَقفه جاري دموعي)

وَله قصيدة عَارض بهَا قصيدة ابْن زُرَيْق الَّتِى أَولهَا

(لَا تعذليه فإنّ العذل يولعه

قد قلت حَقًا وَلَكِن لَيْسَ يسمعهُ)

ومطلع قصيدة صَاحب التَّرْجَمَة

(بانوا فسالت على خدّيه أدمعه

مُورق الجفن مغرى الْقلب موجعه)

وَولد صَاحب التَّرْجَمَة هُوَ الْعَلامَة مُحَمَّد بن زبد من أَعْيَان الْعلمَاء لاسيما في علم الْمعَانى وَالْبَيَان فإنه من المبرزين فِيهِ وَكَانَ مَقْبُول الْكَلِمَة عِنْد الإمام الْمَنْصُور بِاللَّه الْحُسَيْن بن الْقَاسِم وَله بِهِ اتِّصَال وَمن ذُرِّيَّة صَاحب التَّرْجَمَة في عصرنا هَذَا

176 -

السَّيِّد الْعَلامَة مُحَمَّد بن يحيى بن أَحْمد بن زيد بن مُحَمَّد

وَهُوَ من أَعْيَان السَّادة آل الإمام وَله معرفَة تَامَّة بفنون من الْعلم وَقد رافقته فِي قِرَاءَة كتاب الله عز وجل في الْمكتب وترافقنا في قِرَاءَة الْفِقْه وَبَعض الآلات فِي أَيَّام الصغر وَلَعَلَّ مولده سنة 1170 أَو قبلهَا بِقَلِيل أَو بعْدهَا بِقَلِيل وبيني وَبَينه مَوَدَّة أكيدة ومحبة صَادِقَة وَله عرفان بِعلم الطِّبّ وَقد انْتفع بِهِ النَّاس فِيهِ لاسيما في هَذِه الأيام بعد موت السَّيِّد يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحُسَيْن بن الْقَاسِم فان النَّاس عولوا عَلَيْهِ وانتفعوا بِهِ وَهُوَ الْآن مُسْتَمر على حَاله الْجَمِيل من أكَابِر آل الإمام رياسة ورفعة وشهرة

177 -

السَّيِّد زيد بن يحيى بن الْحُسَيْن بن الْمُؤَيد بن الإمام الْقَاسِم بن مُحَمَّد

الصنعاني ولد يَوْم الْخَمِيس لخمس لَيَال بَقينَ من ذي الْحجَّة سنة 1077 سبع وَسبعين وألف وَقَرَأَ على السَّيِّد الْحسن بن الْحُسَيْن بن الْقَاسِم الْمُتَقَدّم

ص: 256

ذكره وعَلى القاضي حُسَيْن بن عبد الله المسعودي وبرع في الْعُلُوم الأدبية وَقَالَ الشّعْر الْحسن فَمِنْهُ القصيدة الَّتِى مطْلعهَا

(قُم فقد أَلممْت صبا الإبكار

واكتسى الأفق حلَّة الأنوار)

(واحتلى جَيِّدَة قلادة تبر

من سنا الشَّمْس بعددرالدرار)

(دب جمر الصَّباح فى فَحْمَة اللَّيْل

وطارت نجومه كالشّرار)

ص: 257

وهي قصيدة طنانة روضية وَقد ترْجم لَهُ صَاحب نسمَة السحر وَهُوَ أَخُوهُ تَرْجَمَة فائقة طَوِيلَة وَذكر من شعره مَا يدل على أَنه في أَعلَى رتب البلاغة وأرّخ مَوته يَوْم عيد النَّحْر سنة 1104 أَربع وَمِائَة وَألف

178 -

الشَّرِيفَة زَيْنَب بنت مُحَمَّد بن أَحْمد بن الإمام الْحسن بن على ابْن دَاوُد المؤيدى

الادبية الشاعرة المجيدة من شعرهَا القصيدة الَّتِى كتبتها إِلَى زَوجهَا السَّيِّد على بن الإمام المتَوَكل على الله إسماعيل ومطلعها

(أصخ لي أَيهَا الْملك الْهمام

عَلَيْك صلوة رَبك وَالسَّلَام)

وَمن شعرهَا الْمَقْطُوع الَّذِي فضلت فِيهِ شهارة على صنعاء وَهُوَ

(وَقَائِل لي أَزَال لَيْسَ تشبهها

شهارة قلت قف لي واستمع مثلي)

(أَلَيْسَ صنعاء تَحت الظّهْر مَعَ ضلع

أما شهارة فَوق النَّحْر والمقل)

ص: 258

والنحر والمقل موضعان بشهارة كَمَا أَن وادى ظهر وضلع موضعان قريب صنعاء وَلها أشعار كَثِيرَة وَقد فَارقهَا علي بن المتَوَكل ثمَّ تزَوجهَا غَيره وَكَانَت تعرف النَّحْو وَالْأُصُول والمنطق والنجوم والرمل والسيمياء وَمَاتَتْ فِي شهر محرم سنة 1114 أَربع عشرَة وماية وألف بشهاره

179 -

زين العابدين بن حُسَيْن الحكمي أحد الْعلمَاء الْمَشْهُورين

المعاصرين من أهل الْقطر النهامى كثيرا مَا يكْتب الى من هُنَالك بمذاكرات وَله نثر متوسط فَمِنْهُ مَا كتبه إليّ عِنْد أَن وليت الْقَضَاء وَلَفظه الْحَمد لله الَّذِي ألهم مَوْلَانَا الإمام الأعظم والطود الباذخ الاشم أَمِير الْمُؤمنِينَ وَسيد الْمُسلمين المؤبد بالنصر والتمكين وَالظفر وَالْفَتْح الْمُبين الْمَنْصُور بِاللَّه رب الْعَالمين بإقامة من انتعشت بِهِ الشَّرِيعَة المحمدية من مَرضهَا وَقَامَت بِهِ قناتها مفصحة عَن مرادها خَالِصَة من مضضها واختصاصه من بَين الأنجم الزاهرة من عُلَمَاء العترة الأعلام بِالْفَضْلِ بَين الأنام والتصدّر للإصدار والإيراد عَن الْخَاص وَالْعَام وإعطاء الْقوس باريه وتقليد هَذَا الامر خريته الماهر بفجاجه ومراميه عين أَعْيَان سكان صنعاء وَمن حسنت بِهِ الأيام صنعاء القاضي الثبت الْعَلامَة الحلاحل الْعُمْدَة النحرير الفهامة الْغَيْث المدرار المقتطف من بُسْتَان عوارفه نوافح الأزهار ويانع الأثمار المقتبس من ثاقب فهومه أنوار الشموس والأقمار الكافل بغاية السؤل وَالتَّحْقِيق وَمن هُوَ بِكُل ثَنَاء خليق الَّذِي إذا اجْتمعت الْفَضَائِل فَهُوَ مُنْتَهى الجموع بغية

ص: 259

المستفيد بِالْعلمِ النافع الَّذِي لَيْسَ بمقطوع وَلَا مَمْنُوع من لَيْسَ لَهُ في تَحْقِيق الْعُلُوم ثاني مُحَمَّد بن علي بن مُحَمَّد الشوكاني حفظه الله وأمده بالتوفيق في جَمِيع الأمور وَأصْلح بتسديد آرائه الثاقبة ومقاصده الْحَسَنَة أَحْوَال الْجُمْهُور وَلَا زَالَ مَرْفُوع الجناب إلى الْغَايَة مَنْصُوبَة رايات مجده بداية وَنِهَايَة مُسْند إليه صَحِيح أَحَادِيث كل فَضِيلَة على الْحَقِيقَة لَا الْمجَاز مَحْكُوم لَهُ بِصدق المقدمتين بِأَنَّهُ كعبة أولي التَّحْقِيق الَّتِى لَيْسَ بَينهَا وَبَين طَالب الإفادة حجاز فَلَو مثلت كتب النُّحَاة بنعته لما جَازَ أَن يجري على نَعته النَّقْص وَالله الْمَسْئُول أَن يُعينهُ ويعافيه وَعَلِيهِ من السَّلَام مَا يحفل بِهِ وَمن الإكرام مَا يراوحه ويغاديه

(تَحِيَّة صبّ مَا الْفُرَات وماؤه

بأعذب مِنْهَا وَهُوَ أَزْرَق سلسال)

(تخصّ خدين الْفضل بدر أَوَانه

سليل على من بِهِ حسن الْحَال)

(أَخا الْعلم وَالتَّحْقِيق فِي كل مَبْحَث

فَمَا غَيره يُرْجَى إذا عَن إشكال)

(هُوَ الْحَاكِم الفيصول والعالم الَّذِي

لَهُ في عُلُوم الشَّرْع ورد ومنهال)

ثمَّ أَطَالَ النَّفس وَختم النثر بقصيدة من شعره أَولهَا

(سر يابريد بهَا بِغَيْر تمنع

وارو الحَدِيث عَن اللواو الاجرع)

(واحفظ حَدِيثهمْ الصَّحِيح وَلَا تزل

ترويه عَنْهُم عَالِيا في الْمجمع)

(فالعلم فِي علم الحَدِيث وَأَهله

أَتبَاع أشرف شَافِع وَمُشَفَّع)

(لازال طَائِفَة هداة مِنْهُم

يَرْوُونَهُ من أورع عَن أورع)

(لاسيما بَحر الْعُلُوم وحايز الْمَنْطُوق

وَالْمَفْهُوم شمس المطلع)

(حاوى الاصول مَعَ الْفُرُوع وناثر

أزهارها من بَحر علم أَنْفَع)

(سمع الحَدِيث رِوَايَة ودراية

عَن كل شيخ عَالم متضلع)

ص: 260