الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تَابِع تَرَاجِم الأَعيَانِ
حَرْفُ الطَّاء المُهْمَلَة
175 -
طاوس أبو عبد الرحمن بن كيسان، الخولانيُّ الهمدانيُّ اليمانيُّ من أبناء الفرس، أحد الأعلام التابعين، سمع ابن عباس، وأبا هريرة، وروى عنه: مجاهد، وعمرو بن دينار، وكان فقيهاً جليل القدر، نبِيهَ الذِّكر، توفي حاجاً بمكة قبل يوم التروية بيوم، وصلى عليه هشام ابن عبد الملك في سنة ست، وقيل: أربع ومئة، وازدحم الناس عليه.
وفي مدينة بعلبك قبر يُزار، يزعمون أنه قبر طاوس، وليس كذلك.
واسمه ذكوان، وطاوس لقب له؛ لأنه كان طاوس القراء.
والمشهور أنه اسمه، وولده عبد الله فضائله مشهورة.
* * *
176 -
أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر بن عمر، الطبريُّ القاضي الفقيهُ الشافعيُّ: كان ثقة صدوقاً، صحيح المذهب، ومن شعره لما سئل شعراً:
وَمَا ذَاتُ دَرٍّ لَا يَحِلُّ لِحَالِب
…
تَنَاوُلُهُ وَاللَّحْمُ مِنْهَا مُحَلَّلُ
لِمَنْ شَاءَ فِي الحَالَيْنِ حَيًّا وَمَيِّتًا
…
وَمَنْ شَاءَ شُرْبَ الدَّرِّ فَهْوَ مُضَلَّلُ
إِذَا طَعَنَتْ فِي السِّنِّ فَاللَّحْمُ طَيّبٌ
…
وَآكِلُهُ عِنْدَ الجَمِيعِ مُغْفَّلُ
وَخِرْفَانُها لِلأَكْلِ فِيهَا كَرَاهَةٌ
…
فَمَا لِحَصِيفِ الرَّأْيِ فِيِهنَّ مَأْكَلُ
وَمَا يَجْتَنِي مَعْنَاهُ إِلَاّ مُبَرِّزٌ
…
عَلِيمٌ بِأَسْرَارِ القُلُوبِ مُحَصِّلُ
فأملى على الرسول حالاً وارتجالاً:
جَوَابَانِ عَنْ هَذَا السُّؤَالِ كِلَاهُمَا
…
صَوَابٌ وَبَعْضُ القَائِلِينَ مُضَلَّلُ
فَمَنْ ظَنَّهُ كَرْماً وَلَيْسَ بِكَاذِبٍ
…
وَمَنْ ظَنَّهُ نَخْلاً فَلَيْسَ يُجَهَّلُ
لُحُومُهُمَا الأَعْنَابُ وَالرُّطَبُ الَّذِي
…
هُوَ الحِلُّ وَالدَّرُّ الرَّحِيقُ المُسَلْسَلُ
وَلَكِنْ ثِمَارُ النَّخْلِ وَهْيَ غَضْيضَةٌ
…
تمر وَغَضُّ الكَرْمِ يُجْنَى ويُؤْكَلُ
يُكَلِّفُنِي القَاضِي الجَلِيلُ مَسَائِلاً
…
هِيَ النَّجْمُ قَدْراً بَلْ أَعَزُّ وَأَطْوَلُ
وَلَوْ لَمْ أُجِبْ عَنْهَا لَكُنْتُ بِجَهْلِهَا
…
جَدِيراً وَلَكِنْ مَنْ يَوَدُّكَ مُقْبِلُ
عاش مئة وسنتين لم يختل عقله، ولا تغير فهمه، يفتي ويستدرك على الفقهاء الخطأ، ويقضي ببغداد، ويحضر المواكب في دار الخلافة إلى أن مات، وصنَّف كتباً كثيرة.
ولم يزل على القضاء إلى حين وفاته.
ولد سنة ثمان وأربعين وثلاث مئة، وتوفي في ربيع الأول، لعشرٍ بقين منه، سنة خمسين وأربع مئة ببغداد.
* * *
177 -
أبو الحسن طاهر بن أحمد بن بابشاذ، النحويُّ: أصله من الديلم، وكان بمصر إمامَ عصره في النحو، وله المصنفات المفيدة، وكانت وظيفته بمصر: أن ديوان الإنشاء لا يخرج منه كتاب حتى يعرض عليه، ويتأمله، فإن كان فيه خطأ أو لحنٌ من جهة النحو، أصلحه، وإلا استرضاه، وله على هذه الوظيفة راتب من الجِراية (1)، وأقام على ذلك زماناً، ثم قطع علائقه، واستعفى من الخدمة، ونزل عن راتبه، ولازم
(1) جاء على هامش الأصل: "صوابة: الخزانة".
بيته واشتغاله إلى أن مات عشية اليوم الثالث من رجب، سنة تسع وأربعين (1) وأربع مئة بمصر، ودفن بالقرافة الكبرى - رحمه الله تعالى -.
وبابشاذ: بباءين موحّدتين بينهما ألف، ثم شين معجمة، ثم ألف وذال معجمة -، وهي كلمة أعجمية معناها: الفرح والسرور.
* * *
178 -
أبو الغارات طلائع بن رزيك، الملقب الملكُ الصالح، وزيرُ مصر: كان والياً بمنية خصيب من أعمال صعيد مصر، فلما قُتل الظافر إسماعيل صاحبُ مصر، دخل القاهرة، وتولى الوزارة في التاسع عشر من ربيع الأول، سنة تسع وأربعين وخمس مئة، وكان فاضلاً، سمحاً في العطاء، سهلاً في اللقاء، جيد الشعر، وله ديوان في جزأين، ومن شعره:
وَمُهَفْهَفٍ ثَمِلِ القَوَامِ سَرَتْ إِلَى
…
أَعْطَاِفِه النَّشَوَاتُ مِنْ عَيْنَيْهِ
مَاضِي اللِّحَاظِ كَأَنَّمَا سَلَّتْ يَدِي
…
سَيْفِي غَدَاةَ الرَّوعِ مِنْ جَفْنَيْهِ
قَدْ قُلْتُ إِذْ خَطَّ العِذَارُ بِمِسْكَةٍ
…
فِي خَدِّهِ أَلِفَيْهِ لَا لَامَيْهِ
(1) في "وفيات الأعيان" لابن خلكان (2/ 516) وغيره: "سنة تسع وستين".
مَا الشَّعْرُ دَبَّ بِعَارِضَيْهِ وَإِنَّمَا
…
أَصْدَاغُهُ نَفَضَتْ عَلَى خَدَّيْهِ
النَّاسُ طَوْعُ يَدِي وَأَمْرِي نَافِذٌ
…
فِيهِمْ وَقَلْبِي الآنَ طَوْعُ يَدَيْهِ
فَاعْجَبْ لِسُلْطَانٍ يَعُمُّ بِعَدْلِهِ
…
وَيجُورُ سُلْطَانُ الغَرَامِ عَلَيْهِ
وَاللهِ لَوْلَا اثْمُ الفِرَارِ وَأَنَّهُ
…
مُسْتَقْبَحٌ لَفَرَرْتُ مِنْهُ إِلَيْهِ
ولما مات الفائز، وتولى العاضد مكانه، استمر على وزارته، وزادت حرمته، وتزوج العاضدُ ابنته، ثم عمل الحيلة في قتله، فأجلس له جماعة من أجناد الدولة يقال لهم: أولاد الراعي في موضع من القصر مستخفين فدخل القصر نهاراً، فوثبوا عليه، وجرحوه جراحات عديدة، فوقع الصوت، فعاد أصحابه إليه فقتلوا الذين جرحوه، وحُمِل إلى داره، ومات من يومه.
وكانت ولادته سنة خمس وتسعين وأربع مئة (1)، وخرجت الخلع
(1) قال في "وفيات الأعيان"(2/ 528): "ومات يوم الإثنين تاسع عشر رمضان سنة ست وخمسين وخمس مئة رحمه الله تعالى".
لولده العادل محيي الدين رُزيك (1).
وكان قد دفن بالقاهرة، ثم نقله ولده العادلُ من دار الوزارة التي دفن بها، وهي المعروفة بإنشاء الأفضل إلى تربته التي بالقرافة الكبرى، وكان نقله في تاسع عشر صفر، سنة تسع وخمسين وخمس مئة في تابوت، وركب خلفه العاضد إلى تربته، وهذا الصالح هو الذي بنى الجامع الذي على باب زويلة بظاهر القاهرة.
* * *
179 -
أبو يزيد طَيفور بن عيسى بن آدم بن علي البسطاميُّ: الزاهدُ المشهور، كان جده مجوسياً، ثم أسلم، وسئل أبو يزيد: بأي شيء وجدتَ هذه المعرفة؟ فقال: ببطنٍ جائع، وبدنٍ عارٍ.
وله كرامات مشهورة ظاهرة، توفي سنة إحدى وستين ومئتين.
* * *
180 -
الأمير سيف الدين طشتمر اليلبغاويُّ الدوادارُ: كان دوادار أستاذه يَلْبُغا، ثم صار دوادارَ الملك الأشرف، ثم ولي نيابة دمشق يسيراً، ثم ذهب إلى مصر، واستقر أتابكَ العساكر، ثم بعد شهر قبض، وسجن بالإسكندرية، ثم أُخرج إلى دمياط، ثم ولي نيابة صفد، ثم استعفى، وسأل الإقامة بالقدس، فأُجيب إلى ذلك.
(1) في الأصل: "رزبك"، والتصويب من "وفيات الأعيان"(2/ 528).
وكان يحب العلماء، ويجالسهم، وله اشتغال على الشيخ سراج الدين البلقيني، وأجازه بالإفتاء.
توفي في شعبان، سنة ست وثمانين وسبع مئة فجأة بالخلاء بالمدرسة التنكزية، ودفن بمدرسته التي أنشأها بالقدس الشريف - رحمه الله تعالى -.