المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌حَرْفُ الَّلامِ 326 - أبو الحارث الليث بن سعد بن عبد - التاريخ المعتبر في أنباء من غبر - جـ ٣

[مجير الدين العليمي]

الفصل: ‌ ‌حَرْفُ الَّلامِ 326 - أبو الحارث الليث بن سعد بن عبد

‌حَرْفُ الَّلامِ

326 -

أبو الحارث الليث بن سعد بن عبد الرحمن: إمام أهل مصر في الفقه والحديث، كان مولى قيس بن رفاعة، وهو مولى عبد الرحمن بن خالد بن مُسَافر الفَهْمي، وأصله من أصبهان، كان ثقة سخيًا.

قال الشافعي رضي الله عنه: الليث بن سعد أفقهُ من مالك، إلا أن أصحابه لم يقوموا به.

وكان من الكرماء الأجواد، يقال: إن دخله كان في كل سنة خمسة آلاف دينار، وكان يفرقها في الصدقات وغيرها.

ويقال: إن الليث كان حنفي المذهب، وإنه ولي القضاء بمصر، وإن مالكًا أهدى إليه صينية فيها تمر، فأعادها إليه مملوءة ذهبًا، وكان يتخذ لأصحابه الفالوذج، ويعمل فيه الدنانير، فيحصل لكل من أكل كثيرًا أكثر من أصحابه.

ولد سنة اثنتين وتسعين للهجرة، وتوفي يوم الخميس، منتصف شعبان، سنة خمس وسبعين ومئة، ودفن يوم الجمعة بالقرافة الصغرى، وقبره أحد المزارات.

ص: 129

قال بعض أصحابه: لما دفنا الليث بن سعد، سمعنا صوتًا وهو يقول:

ذَهَبَ اللَّيْثُ فَلَا لَيْثَ لَكُمْ

وَمَضَى العِلْمُ غَرِيبًا وَقُبِرْ (1)

قال: فالتفتنا، فلم نر أحدًا.

وترجمه الشافعي ترجمة عظيمة، وكان يأتي إلى قبره بالقرافة في كل عشية جمعة، ويستمر حتى يقرأ على قبره ختمًا كاملًا، ثم استمر أهل مصر يفعلون ذلك بقبره في عشية كل جمعة إلى يومنا هذا، ويحتفلون بذلك، ولهم فيه اعتقاد عظيم، وله سر ظاهر، وأحوال بارزة - نفعنا الله تعالى به -.

* * *

(1) في الأصل: "فتر".

ص: 130