المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌حَرْفُ الهَاءِ 495 - الشريف أبو السعادات هبة الله بن علي - التاريخ المعتبر في أنباء من غبر - جـ ٣

[مجير الدين العليمي]

الفصل: ‌ ‌حَرْفُ الهَاءِ 495 - الشريف أبو السعادات هبة الله بن علي

‌حَرْفُ الهَاءِ

495 -

الشريف أبو السعادات هبة الله بن علي بن محمد بن حمزة، العلويُّ الحسنيُّ، المعروف بابن الشجري، البغداديُّ: كان إمامًا في النحو واللغة وأشعار العرب، كامل الفضائل، وله في النحو عدة تصانيف.

وكان حسن الكلام، حلو الألفاظ، وله شعر حسن، منه:

هَلِ الوَجْدُ خَافٍ وَالدُّمُوعُ شُهُودُ

وَهَلْ مُكْذِبٌ قَوْلَ الوُشَاةِ جُحُودُ

وَحَتَّى مَتَى تُفْنِي شُؤُونَكَ بالبُكَا

وَقَدْ جَدَّ جدٌّ لِلبُكَاءِ لَبِيدُ

وَإِنِّي وَإِنْ أَحْبَبْت مَا بِي مُكْرَهاً

لَذُو مِرَّةٍ فِي النَّائِبَاتِ جَلِيدُ

ولد سنة خمسين وأربع مئة، وتوفي يوم الخميس، السادس والعشرين في شهر رمضان، سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة.

والشجري: نسبة إلى شجرة، وهي قرية من أعمال المدينة - على

ص: 316

ساكنها أفضل الصلاة والسلام -، وشجرة اسمُ رجل، وقد سمت به العرب ومن بعدها، ولا نعلم هل يُنسب الشريف المذكور إلى القرية، أو إلى أحد أجداده؟ والله أعلم.

* * *

496 -

أبو القاسم هبة الله بن أبي الحسين [بن] يوسف، وقيل: أحمد، المنعوت بالبديع الأُسطُرْلابي، الشاعرُ المشهور: أحد الأدباء الفضلاء، كان أوحد زمانه في عمل الآلات الفلكية، متقناً لهذه الصناعة، وحصل له من جهة عملها مال جزيل.

ومن محاسن شعره:

أَهْدَى لِمَجْلِسِنَا الكَرِيم وَإِنَّمَا

أَهْدَى لَهُ مَا حَازَ مِنْ نَعْمَائِهِ

كَالبَحْرِ يُمْطِرُهُ السَّحابُ وَمَا لَهُ

فَضْلٌ عَلَيْهِ لأَنَّهُ مِنْ مَائِهِ

ومن قوله:

أَذَاقَنِي حُمْرَةَ المَنَايَا

لَمَّا اكْتَسَى خُضْرَةَ العِذَارِ

وَقَدْ تَبَدَّى السَّوَادُ فِيهِ

وكَارتي بعدُ في العِيَارِ

ص: 317

وكان ظريفًا في جميع حركاته.

توفي سنة أربع وثلاثين (1) وخمس مئة بعلة الفالج، ودفن بمقبرة الوردية بالجانب الشرقي من بغداد.

والأسطرلابي: نسبة إلى الأسطرلاب، وهو الآلة المعروفة، والأسطرلاب: لفظة يونانية معناها: ميزان الشمس.

* * *

497 -

أبو القاسم هبة الله بن الفضل بن عبد العزيز بن محمد بن الحسين، المعروف بابن القطان، الشاعرُ المشهورُ البغداديُّ: سمع الحديث من جماعة، وسُمع عليه، وله نوادر ووقائع وحكايات ظريفة، وله ديوان شعر.

واتفق أنه كان بدمشق، وقد رسم السلطان بحلق لحية شخص له وَجاهة بين الناس، فحلق بعضها، وحصلت فيه شفاعة، فعفا عن الباقي فعمل فيه، ولم يصرح باسمه بل رمزه وستره وهو:

زُرْتُ ابْنَ آدَمَ لَمَّا قِيلَ قَدْ حَلَقُوا

جَمِيعَ لِحْيَتِهِ مِنْ بَعْدِ مَا ضُرِبَا

فَلَمْ أَرَ النِّصْفَ مَحْلُوقًا فَعُدْتُ لَهُ

مُهَنِّئًا بِالَّذِي مِنْهَا لَهُ وُهِبَا

(1) في الأصل: "وثمانين"، والتصويب من "وفيات الأعيان"(6/ 52).

ص: 318

فَقَامَ يُنْشِدُنِي وَالدَّمْعُ يَخْنُقُهُ

بَيْتَيْنِ مَا نُظِمَا مَيْنًا وَلَا كَذِبَا

إِذَا أَتَتْكَ بِحَلْقِ الرَّأْسِ طَائِفَةٌ

فَاخْلَعْ ثِيَابَكَ مِنْهَا مُمْعِنًا (1) هَرَبَا

وَإِنْ أَتَوْكَ وَقَالُوا إنَّهَا نُصِفَتْ

فَإِنَّ أَطْيَبَ نِصْفَيْهَا الَّذِي ذَهَبَا

ولد في ضحى يوم الجمعة، السابع من ذي الحجة، سنة سبع وسبعين وأربع مئة، وتوفي سنة ثمان وخمسين وخمس مئة ببغداد، ودفن بمقبرة معروف الكَرخي، وقيل: توفي يوم عيد الفطر.

وأخباره كثيرة.

* * *

498 -

القاضي السعيد أبو القاسم هبة الله ابن القاضي الرشيد أبي الفضل جعفر بن المعتمد سناء الملك أبي عبد الله محمد بن هبة الله [بن] محمد السعدي، الشاعرُ المشهورُ المصريُّ: صاحب ديوان "الشعر البديع والنظم الرائق"، أحد الفضلاء والنبلاء، وله شعر حسن، منه:

لَا الغُصْنُ يَحْكِيكَ وَلَا الجُؤْذُرُ

حُسْنُكَ مِمَّا كَثَّرُوا أَكْثَرُ

(1) في الأصل: "ممتعًا".

ص: 319

يَا بَاسِمًا أَبْدَى (1) لَنَا ثَغْرُهُ

عِقْدًا وَلَكِنْ كُلُّهُ جَوْهَرُ

قَالَ لِيَ اللَاّحِي: أَلَا تَسْتَمعْ

فَقُلْتُ: يَا لَاحِي أَلَا تُبْصِرُ

وله من جملة أبيات:

وَمَا كَانَ تَرْكِي حُبَّهُ عَنْ مَلَالَةٍ

وَلَكِنْ لأِمْرٍ يُوجِبُ القَوْلَ بِالتَّرْكِ

أَرَادَ شَرِيكًا فِي المَحَبَّةِ ثَانِيًا

وَإِيمِانُ قَلْبِي لَا يَمِيلُ إِلَى الشِّرْكِ

وله نوادر كثيرة.

توفي في العشر الأول من شهر رمضان، سنة ثمان وست مئة بالقاهرة، ولم يبلغ عمره ستين سنة، وتوفي والده جعفر في منتصف شهر رمضان، سنة ثمانين وخمس مئة.

* * *

499 -

هَمَّامُ بنُ غالب، وقيل: هُميم - بالتصغير - بن غالب، وكنيته: أبو الأخطل بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان

(1) في الأصل: "أهدى".

ص: 320

ابن مجاشع بن دارم - واسمه بحر - بن مالك - واسمه عوف - التميميُّ المعروفُ بالفرزدق، الشاعرُ المشهور، صاحبُ جرير: كان أبوه غالب من جلَّة قومه، وأمه ليلى بنت حابس أختُ الأقرع بن حابس، ولأبيه مناقب مشهورة، ومحامد مأثورة، وكان هَمَّام أنشد سليمان بن عبد الملك الأموي قصيدة، فلما انتهى منها إلى قوله:

ثَلَاثٌ وَاثْنَتَانِ فَهنَّ خَمْسٌ

وَثَالِثَةٌ تَمِيلُ إِلَى سِهَامِ

فَبِتْنَ بِجَانِبِيَّ مُصَرَّمَاتٍ

وَبِتُّ أَفُضُّ أَغْلَاقَ الخِتَامَ

كَأَنَّ مَعَالِقَ الرُّمَّانِ فِيهِ

جَمْرُ غَضاً قَعَدْتُ عَلَيْهِ حَامِي

فقال له سليمان: قد أقررتَ عندي بالزنا، وأنا إمام، ولا بد من إقامة الحد عليك، فقال له الفرزدق: من أين أوجبتَ عليَّ يا أمير المؤمنين؟ قال: بقول الله تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} [النور: 2]، فقال الفرزدق: كتاب الله يدرؤه عني بقوله تعالى: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ} [الشعراء: 224 - 226]، فانا قلت ما لم أفعل، فتبسَّم سليمان، وقال: أولى لك.

ص: 321

وتوفي الفرزدق بالبصرة سنة عشر ومئة، قبل جرير بأربعين يوماً، وقيل: ثمانين يومًا، وقيل: إنهما توفيا سنة إحدى عشرة ومئة.

والفرزدق لقب عليه، والفرزدق: مقطَّع العجين، وإنما لقب به؛ لأنه كان جهم الوجه.

وله أخبار ونوادر يطول شرحها.

* * *

500 -

أبو الحسن هلال بن المحسن بن أبي إسحاق إبراهيم بن هلال، الحرانيُّ الكاتبُ: هو حفيد أبي إسحاق الصابئ صاحبِ الرسائل المشهورة، وكان صدوقًا، ذا فضائل جمة وتَواليف نافعة، ولد في شوال، سنة تسع (1) وخمسين وثلاث مئة، وتوفي ليلة الخميس، سابع عشر شهر رمضان، سنة ثمان وأربعين وأربع مئة.

* * *

501 -

أبو عبد الرحمن الهيثم بن عدي بن عبد الرحمن بن زيد بن أسيد بن جابر البحتريُّ الكوفيُّ: كان راوية أخبار، نقل من كلام العرب وأشعارها ولغاتها شيئاً كثيراً، وكان يرى برأي الخوارج، وله مصنفات في علم التواريخ، واختص بمجالس المنصور، والمهدي، والهادي، والرشيد، وروى عنهم.

(1) في الأصل: "سبع"، والتصويب من "وفيات الأعيان"(6/ 105).

ص: 322

وكانت ولادته سنة ثلاثين ومئة، وتوفي في غرة المحرم، سنة ست، وقيل: سبع ومئتين (1).

(1) في الأصل: "وثمانين ومئة"، والتصويب من "وفيات الأعيان"(6/ 113).

ص: 323