المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حرف الظاء المعجمة - التاريخ المعتبر في أنباء من غبر - جـ ٣

[مجير الدين العليمي]

الفصل: ‌حرف الظاء المعجمة

‌حَرْفُ الظَّاءِ المُعْجَمَة

181 -

أبو الأسود ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر ابن حِلْس الدؤلي: كان من سادات التابعين وأعيانهم، صحب عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وشهد معه وقعة صِفِّين، وهو بصريٌّ، وهو أولُ من وضع النحو، فقيل: إن علياً رضي الله عنه وضع له: الكلام ثلاثة أضرُب: اسم، وفعل، وحرف، ثم دفعه إليه، وقال: تَمِّمْ على هذا.

وأول ما وضع: باب التعجب، وقال: استأذنت عليَّ بن أبي طالب أن أضع نحوَ ما وضع، فسُمِّي: نحواً.

ومن شعره:

وَمَا طَلَبُ المَعِيَشةِ بِالتَّمَنِّي

وَلَكِنْ أَلْقِ دَلْوَكَ فِي الدِّلَاءِ

تَجِيءُ بِملْئِهَا (1) طَوْراً وَطَوْراً

تَجِيءُ بِحَمْأَةٍ وَقَلِيلِ مَاءِ

(1) في الأصل: "بمثلها".

ص: 12

واستخلفه علي بن أبي طالب عاملاً على البصرة، ولم يزل حتى قُتل علي، وأصابه الفالج، وكان معروفاً بالبخل.

وتوفي بالبصرة سنة تسع وستين في طاعون الجارف، وعمره خمس وثمانون سنة.

وقيل: مات قبل الطاعون بالفالج.

وقيل: توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز سنة تسع وتسعين.

والدُّؤل المنسوب إليها: قبيلة من كنانة.

* * *

182 -

أبو المنصور ظافر بن القاسم بن منصور بن عبد الله الجذاميُّ، الإسكندرانيُّ، المعروف بالحداد، الشاعرُ المشهور: له ديوان شعر أكثره جيد.

ومن شعره:

رَحَلُوا فَلَوْلَا أَنَّنِي

أَرْجُو الإِيَابَ قَضَيْتُ نَحْبِي

وَاللهِ مَا فَارَقْتُهُمْ

لَكِنَّنِي فَارَقْتُ قَلْبِي

وله في كرسي النسخ:

ص: 13

انْظُرْ بِعَيْنِكَ فِي بَدِيعِ صِنَاعَتِي

وَعَجِيبِ تَرْكِيبِي وَحِكْمَةِ صَانِعِي

فَكَأَنَّنِي كَفَّا مُحِبٍّ شبَّكَتْ

يَوْمَ الفِرَاقِ أَصَابِعاً بِأَصَابِعِ

توفي سنة تسع وعشرين (1) وخمس مئة.

* * *

(1) في الأصل: "خمس وأربعين"، والتصويب من "وفيات الأعيان"(2/ 542)، و "شذرات الذهب"(4/ 91).

ص: 14