الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: فوالله ما زال مروان يقصر عن أبى هريرة، ويتقيه بعد ذلك، ويخافه، ويخاف جوابه (1) .
وفيما سبق رد على دعوى الرافضة ومن قال بقولهم: " إن أبا هريرة لم يصاحب النبى صلى الله عليه وسلم إلا سنة وتسعة أشهر (2) ، فالمعروف أن أبا هريرة أسلم عام خيبر، وخيبر كانت فى جمادى الأولى سنة سبع (3) . وبين خيبر ووفاة النبى صلى الله عليه وسلم أربع سنوات، إلا شهرين تقريباً فإن الوفاة كانت فى ربيع الأول سنة 11هـ (4) .
خلقه وتقواه:
كان رضي الله عنه، صادق اللهجة، خفيف الروح محبباً إلى الصحابة، وكان رضي الله عنه تقياً ورعاً كثير التعبد، شديد الخشية لله تعالى، وكان يقول: "وأيم الله لولا آية فى كتاب الله ما حدثتكم بشئ أبداً، ثم يتلو قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} (5) .
(1) البداية والنهاية 8/111، 112، وانظر: الاستيعاب لابن عبد البر 4/1771 رقم 3208.
(2)
ينظر: شبهات حول الشيعة لعباس الموسوى ص 141، وشيخ المضيرة ص 135، وأضواء على السنة ص 200 كلاهما لمحمود أبو ريه، والسلطة فى الإسلام لعبد الجواد ياسين ص 241، والشيعة هم أهل السنة للدكتور محمد التيجانى السماوى ص220.
(3)
ينظر: طبقات ابن سعد 2/81.
(4)
ينظر: سير أعلام النبلاء 2/589 - 590.
(5)
الآية 159 من سورة البقرة.
وكان صواماً قواماً يتناوب قيام الليل، هو وزوجته، وخادمه، فيما رواه عنه أبو عثمان النهدى (1) رضي الله عنه قال:"تضيفت أبا هريرة سبعاً، فكان هو وامرأته، وخادمه يتعقبون الليل أثلاثاً: يصلى هذا، ثم يوقظ الآخر فيصلى، ثم يوقظ الثالث "(2) .
وقد أرسله النبى صلى الله عليه وسلم مع العلاء بن الحضرمى (3) إلى البحرين لينشر الإسلام، ويفقه المسلمين فى الدين (4) .
كما استعمله الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه على البحرين فترة ثم عزله، وبعد ذلك دعاه عمر ليوليه فلم يقبل أبو هريرة وقال:"أخشى أن أقول بغير علم، وأقضى بغير حلم، وأن يضرب ظهرى، وينزع مالى، ويشتم عرضى "(5) .
يقول الإمام الجوينى: "وهذا مما يتمسك به فى أبى هريرة رضي الله عنه فعمر مع تنزهه عن المداراة والمداجاة والمداهنة، اعتمده وولاه فى زمانه أعمالاً جسيمة، وخطوباً عظيمة، وكان يتولى زماناً على الكوفة وكان يبلغه روايته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلو لم يكن من أهل الرواية، لما كان يقرره عمر رضي الله عنه مع العلم بإكثاره (6) .
…
(1) أبو عثمان النهدى هو: عبد الرحمن بن مل، مخضرم، ثقة ثبت عابد، مات سنة 95هـ. له ترجمة فى: تقريب التهذيب 1/592 رقم 4031، وتذكرة الحفاظ 1/65 رقم 56، وشذرات الذهب 1/118، وطبقات ابن سعد 7/61.
(2)
ينظر: البداية والنهاية 8/113، وتذكرة الحافظ 1/36.
(3)
العلاء بن الحضرمى: صحابى جليل له ترجمة فى: أسد الغابة 4/71 رقم3745،، ومشاهير علماء الأمصار ص75 رقم 400، والإصابة 2/497 رقم 5642.
(4)
البداية والنهاية 8/116، وينظر: زاد المعاد 3/692، 693.
(5)
البداية والنهاية 8/114، 115.
(6)
البرهان فى أصول الفقه 1/240.