الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثامن: حكم الطاعن فى عدالة الصحابة رضي الله عنهم
عرفت فيما سبق أن الصحابة رضي الله عنهم، هم وسيلتنا وشهودنا على شريعتنا الغراء، فعنهم قبل غيرهم تلقت الأمة كتاب الله عز وجل، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا يعنى أن الطعن في عدالتهم، وتجريحهم، يزلزل بناء الإسلام، ويقوض دعائم الشريعة، ويشكك فى صحة القرآن، ويضيع الثقة بسنة سيد الأنام صلى الله عليه وسلم! .
ومن هنا جاءت
أقوال أهل السنة والجماعة، صريحة فى بيان حكم من ينتقصهم
،
وأن أمثال هؤلاء لهم خبيئة سوء، ومتهمين فى دينهم، وإليك نماذج من أقوالهم:
قال الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه لما سئل عن رجل تنقص معاوية، وعمرو بن العاص أيقال له رافضى؟ فقال:" إنه لم يجترئ عليهما إلا وله خبيئة سوء، ما انتقص أحدٌ أحداً من الصحابة إلا وله داخلة سوء". وفى رواية أخرى قال: " إذا رأيت رجلاً يذكر أحداً من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام "(1) .
ويُسئل الإمام النسائى عن معاوية بن أبى سفيان رضي الله عنهما فيقول: " إنما الإسلام كدار لها باب، فباب الإسلام الصحابة، فمن آذى الصحابة إنما أراد الإسلام، كمن نقر الباب - أى نقبه - إنما يريد دخول الدار، قال: فمن أراد معاوية فإنما أراد الصحابة (2) .
(1) البداية والنهاية 8/142.
(2)
تهذيب الكمال للحافظ للمزى 1/339 ترجمة الإمام النسائى.
وقال الإمام الحافظ أبى زُرْعة الرازى (1) رحمه الله تعالى: " إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وما جاء به حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن، والسنن، أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة " (2) .
…
وعن عبد الله بن مصعب (3) قال: قال المهدى: ما تقول فيمن ينتقص الصحابة؟ فقلت زنادقة، لأنهم ما استطاعوا أن يصرحوا بنقص رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنقصوا أصحابه، فكأنهم قالوا: كان يصحب صحابة السوء) (4) .
…
(1) أبو زُرْعة الرازى هو: عُبَيدُ الله بِنُ عبد الكريم بن يزيد القرشى المخزومى، أحد الأئمة الأعلام، وحفاظ الإسلام، وفضائله أكثر من أن تعد، مات سنة 264هـ. له ترجمة فى تذكرة الحفاظ 2/557 رقم 579، وطبقات الحفاظ للسيوطى 253 رقم 561، والعبر 1/379 رقم 264، 213، والإرشاد للخليلى ص 226، وطبقات المفسرين للداودى 1/375 رقم 321.
(2)
رواه الخطيب فى الكفاية ص 97، والحافظ ابن حجر فى الإصابة 1/10.
(3)
هو عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، ولى للرشيد إمرة المدينة، وقال فيه الخطيب: كان محموداً فى ولايته، جميل السيرة مع جلالة قدرة، ووثقة ابن حبان. مات سنة 184هـ. له ترجمة فى: تعجيل المنفعة ص271 رقم583، وتاريخ بغداد 10/173 رقم5313، والثقات لابن حبان 7/56، وميزان الاعتدال 2/505 رقم 4609، والتاريخ الكبير للبخارى 5/211 رقم 678.
(4)
أخرجه الخطيب البغدادى فى تاريخه 10/175، ونقله الحافظ ابن حجر فى تعجيل المنفعة، ترجمة عبد الله بن مصعب ص 271 رقم 583.