الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ينفقون أموالهم في سبيل الله (مع ما ينفقونه) كمثل (الزارع مع ما يبذره من) حبة أنبتت سبع سنابل
…
". وهذا من أساليب القرآن الموجزة المحكمة التي تعتمد على يقظة السامع أو القارئ واكتفائه بالقليل عن تطويل الكلام حيث لا تكون هناك نكتة بلاغية في تطويله.
* * *
9- ومن الإيجاز القرآني البليغ نَصْبُ {الْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ}
في قوله جل جلاله في الآية 162 من سورة "النساء": {لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا} ، بهدف تخصيصهم بالذكر على سبيل المدح لبيان أهمية الصلاة في الدين، إذ هي الرباط الذي يصل المؤمن بربه ويجعله دائماً على ذكر منه. وليس المقصود مجرد "المصلّين" بل {الْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ} ، أي الذين يؤدونها على وجهها، وتظهر في قلوبهم وأعمالهم ثمرتها، فهؤلاء هم الجديرون بالمدح لا الذين يأتون
الصلاة وهم كسالى مراءاةً للناي أو لمجرد التخلص من عبثها. والمعنى على ذلك هو: "الراسخون في العلم منهم والمؤمنون
…
، وخاصةً المقيمين الصلاة، والمؤتون الزكاة
…
" أو ما أشبه. وهذا من وظائف الإعراب في الأسلوب العربي الأصيل، إذ بإبدال حركة بحركة أو حرف بحرف يستغنى المتكلم عن لفظةٍ أو جملة بأكملها. ومن ذلك قول خرنق بنت هفّاف:
لا يَبْعَدَنْ قومي الذين همو
…
سُمً العُداة وآفة الجُزْرِ
النازلين بكل معتركِ
…
والطيبون معاقدَ الأُزْرِ
وهذان البيتان أيضاً:
إلى الملك القَرْم وابن الهما
…
م وليث الكتيبة في المزدَحَمْ
وذا الرأي حين تغم الأمو
…
ر بذات الصليل وذات اللحم
وكذلك قول ابن الخياط:
وكلً قوم أطاعوا أمر سيدهم
…
إلى نُمَيْراً أطاعت أمر عاديها
الظاعنين ولما يُظْعِنوا أحداً
…
والقائلون: لمن داَّر نخلَّيها؟
بيد أن جاهلنا الذي لا يفقه شيئاً في العربية يتطاول على الآية الكريمة قائلاً: "كان يجب أن يُرْفَع المعطوف على المرفوع فيقول: