الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مستنكراً: "وهل يمكن أن يكون الشهر الحادي عشر شيئاً آخر غير شباط؟ ". ومثله أيضاً عبارة "مدة يوم كامل"، حيث وُصِف "اليوم" بأنه "كامل"، ومعروف أن "اليوم" لا يمكن أن يكون إلا يوماً كاملاً لا ثلاثة أرباع يوم أو أربعة أخماسه أو خمسة أسداسه مثلاً؟ ومثله عبارة:"ومِنْ كلَ حيَّ من كل ذي جسد اثنين من كلً" حيث كرر عبارة "من كل" ثلاث مرات دون داع.
* * *
22- ومن "عشرة كاملة" إلى لغة "أكلوني البراغيث" كما يسميها النحاة
. ذلك أن الجاهل المتغشمر يظن بعقله الضيق أن هناك غلطة نحوية في قوله تعالى في الآية 3 نم "الأنبياء": {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} ؟ ، إذ يزعم أن الصواب يقتضي حذف "الواو" من "أسرّوا" فيكون الكلام:"وأسرَّ النجوى الذين ظلموا"(ص 111) . وهذا اعتراض يدل على تفاهة عقله، ذلك أن الآية تخلو تماماً مما يمكن أن يؤخذ عليها، فالتركيب عربي سليم مائة في المائة، ولو كان فيه أدنى شيء ما سكت عليه العرب. أما إذا أردنا توجيهه فنحن بالخيار: فإما أن
يكون تقدير الكلام: "وأسرَّوا النجوى، (أعني) الذين ظلموا: هل هذا إلا بشرَّ مثلكم؟ "، وإما أن يبقى الكلام على حاله دون تقدير، وتكون "واو الجماعة" في "اسرَّوا" حرفاً يدل على جمع الذكور (لا فاعلاً) كما تدل التاء في "أقبلتْ فاطمة" على المفردة المؤنثة، أو تكون "واو الجماعة" هي الفاعل، و"الذين ظلموا" بدلاً منها.
وعلى أية حال فقد وردت شواهد على هذا التركيب في الشعر العربي القديم. يقول عروة بن الورد:
وأحقرهم وأهونهم عليه
…
وإن كانا له نَسَبٌ وخِيرُ
ويقول أُحَيْحة بن الجراح:
يلومونني في اشتراء النخيـ
…
ـل أهلي، فكلهم يَعْذِلُ
ويقول عمرو بن ملقط:
أُلْفِيَتا عيناك عند القفا
…
أولى فأولى لك ذا واقيه
ويقول محمد بن عبد الله العتبي:
رآيْن الغواني الشيَّبْ لاح بعارضي
…
فأَعْرَضْن عني بالخدود النواضِرِ
ومثله الشاهد التالي:
ألا يا اسلما يا دِمْتَنَىْ أم مالكٍ
…
ولا يَسْلَما بَعْدَيْكما طَلَلانِ