الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البحر الرابع: الوافر
وزنه
…
البحر الرابع: الوافر
ووزنه
مفاعلتن مفاعلتن فعولن
مفاعلتن مفاعلتن فعولن
والتفعيلة الثالثة والسادسة هنا فعولن، والتي تمثل عروض الوافر وضربه هي في الأصل مفاعلتن، وقد طرأ عليها التغيير بالقطف، وهو تسكين الخامس المتحرك: اللام، وحذف السبب الخفيف من آخر التفعيلة، فأصبحت مفاعل، بوتد مجموع وسبب خفيف، ولسهولة النطق بها حولت إلى فعولن.
زحاف هذا البحر:
الزحاف الذي يدخل حشو هذا البحر هو العصْب بسكون الصاد.
والعصب: هو تسكين الحرف الخامس، وهو هنا اللام في مفاعلتن. والوافر من أكثر بحور الشعر استعمالا، ومن أمثلته قول شاعر معاصر:
وذي غرفٍ كساكنه رهيب
…
تجهم للرياء وعنه صاما
سعيت إليه لما ضل سعيي
…
وأخلفت المنى عامًا فعاما
سعيت إليه أعمره بروحي
…
وأنزل فيه صبًّا مستهاما
فألفي ملء ساحته قبولا
…
وأبصر في مسالكه اهتمامًا
وألمح في طويته عتابا
…
وأقرأ في محياه كلاما
فألبس فيه ظلا شاعريًّا
…
وأرجع فيه كالماضي غلامًا
وكم من قصة مثلت فيه
…
شفت بدءًا ولم تحمد ختاما
فإذا قطعنا الشطر الثاني من البيت الثالث وجدنا التفعيلة الأولى تأتي على الأصل محركة الخامس، والتفعيلة الثانية قد دخلها العصب، أي: تسكين الحرف الخامس هكذا:
وأنزل في هصببن مس تهاما
ااه اااه ااه اه اه ااه اه
مفاعلتن مفاعلتن فعولن
بتحريك اللام في مفاعلتن الأولى وتسكينها في الثانية.
مجزوء الوافر:
يختصر الوافر أحيانًا بحذف تفعيلة من كل شطر فيصبح وزنه هكذا:
مفاعلتن مفاعلتن
…
مفاعلتن مفاعلتن
وبذلك تصبح أولى التفعيلتين في كل شطر حشوًا، والثانية في الشطر الأول عروضًا، وفي الشطر الثاني ضربًا.
ويسمى الوافر بعد الحذف على هذا الوضع مجزوء الوافر. ويدخله زحاف العصب: أي تسكين الخامس على حشو مجزوء الوافر تمامًا كما يدخل على حشو الوافر كاملاً.
عروض مجزوء الوافر، وضربه:
أ- عروضه صحيحة غالبًا، ويجوز فيها العصب، أي تسكين الخامس.
ب- أما ضربه فنظرًا لنظام القافية يتحتم فيه أن يلزم حالة واحدة، فهو إما صحيح أو معصوب.
أمثلة.
1 مثال صحيح الضرب قول الشاعر:
أخ لي عنده أدبُ
…
صداقة مثله نسبُ
رعي لي فوق ما أرعى
…
وأوجب فوق ما يجب
فلو سبكت خلائقه
…
لقل أمامها الذهب
فالضرب في الأبيات الثلاثة صحيح، أي محرك اللام، أما عروضه فصحيحة في البيتين الأول والثالث، ومعصوبة في البيت الثاني، أي ساكنة الخامس.