الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فالتفعيلة التي في آخر الشطر من البيت تسمى: العروض -بفتح العين- والتفعيلة التي في آخر الشطر الثاني تسمى: الضرب، وما عدا ذلك من تفاعيل البيت يسمى: الحشو، هكذا:
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن
حشو عروض
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن
حشو ضرب
وكل بحر من بحور الشعر له نظام خاص في التغييرات التي تدخل على الحشو أو على العروض أو على الضرب. وسنوضح ذلك عند الكلام على وزن كل بحر.
وزن البحر الطويل
…
البحر الأول: الطويل
1 وزنه:
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن.
2 عروضه:
عروض هذا البحر، أي تفعيلته التي تقع في آخر الشطر الأول من البيت، لا تستعمل تامة، بل يحذف منها الحرف الخامس، أي الياء الساكنة فتصبح مفاعيلن مفاعلن.
وحذف الخامس الساكن له في العروض اسم اصطلاحي هو: القبض، وتسمى التفعيلة التي وقع فيها القبض: مقبوضة.
3 ضربه:
وضرب هذا البحر، أي تفعيلته التي تقع في آخر الشطر الثاني من البيت، قد يكون مقبوضًا في قصيدة أو غير مقبوض في أخرى.
وإذا جاء البيت الأول من القصيدة مقبوض العروض والضرب معًا لزم أن يستمر ذلك في بقية أبياتها.
4 حشو البيت:
عرفنا أن الحشو هو جميع تفعيلات البيت ما عدا تفعيلة العروض وتفعيلة الضرب.
وحشو البيت في بحر الطويل يحدث فيه تغيير اختياري بحذف النون الساكنة من فعولن الأولى أو الثالثة أو الخامسة أو السابعة في ترتيب التفاعيل، وبذلك تصبح فعولن فعولُ بلام متحركة أي بحذف الخامس الساكن: فتكون مقبوضة أيضًا.
وهذا التغيير غير لازم، فإذا ورد التغيير في فعولن الأولى فلا يلزم في غيرها من بقية البيت، كما أن قبض فعولن في حشو بيت ما لا يستدعي قبضها في حشو بقية الأبيات.
ويجب التنبيه على أن هناك فرقًا من جهة التسمية بين التغيير الذي يحدث في الحشو، والتغيير الذي يحدث في العروض والضرب.
فالتغيير الذي يحدث في الحشو يسمى: الزحاف، أما التغيير الذي يحدث في العروض والضرب فيسمى: العلة، وهو تغيير يلتزم.
وكما يكون الزحاف والعلة في بحر الطويل يكونان كذلك في غيره من البحور، ولكن ينبغي أن نتذكر أن لكل بحر زحافًا خاصًّا وعلة خاصة.
عروض الطويل وضربه:
عروض الطويل تأتي مقبوضة دائمًا.
أما ضربه فيأتي على ثلاثة أنواع:
1 مقبوضًا كذلك، أي بحذف الخامس الساكن لتصير مفاعيلن مفاعلن.
2 أو محذوفًا، أي بحذف السبب الأخير من مفاعيلن لتصير مفاعي وتحول إلى مفاعلْ بسكون اللام تسهيلاً للنطق، أو فعولن.
3 أو صحيحًا، مفاعيلن.
وعلى هذا يكون نظام البحر الطويل على الوجه التالي:
1.
--- مفاعلن أ. --- مفاعلن أ
2.
--- مفاعلن أ. --- مفاعل ب
3.
--- مفاعلن أ. --- مفاعيلن جـ
مثال النوع الأول: من معلقة زهير:
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه
…
وإن يرق أسباب السماء بسلم
ومن ها بأسبابل منايا ينلنهو
ااه اه ااه اه اه ااه اه ااه ااه
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن
وإن ير قأسبابس سماء بسللمي
ااه اه ااه اه اه ااه اااه ااه
فعولن مفاعيلن فعولُ مفاعلن
ومن ذلك نلاحظ أن عروض هذا البيت هي: مفاعلن، وضربه كذلك.
وهكذا يسير زهير في جميع أبيات معلقته من أولها إلى آخرها.
أما حشو البيت فنجد أن إحدى تفعيلاته وهي السابعة فعولن دخلها القبض فحولت إلى فعولُ بتحريك اللام وهذا غير لازم.
النوع الثاني: وهو ما عروضه مقبوضة وضربه محذوف أي: مفاعلْ بسكون اللام.
وقد افترض العروضيون أن أصل الضرب مفاعيلن فحذف من التفعيلة الأخيرة، أي تفعيلة الضرب السبب الخفيف من آخرها فصارت مفاعي، ولسهولة النطق بها تحولت إلى مفاعلْ بسكون اللام أي تفعيلة خماسية.
وهذا الضرب يسمى: محذوفًا؛ لحذف السبب الأخير من تفعيلته.
ومثال هذا النوع قول أبي نواس في مدح الخصيب أمير مصر:
تقول التي من بيتها خف محملي
…
عزيز علينا أن نراك تسير
أما دون مصر للغني متطلب
…
بلى.. إن أسباب الغنى لكثير
فقلت لها واستعجلتها بوادر
…
جرت فجرى في جريهن عبير
ذريني أكثر حاسديك برحلة
…
إلى بلد فيه الخصيب أمير
فتى يشتري حسن الثناء بماله
…
ويعلم أن الدائرات تدور
فما جازه جود ولا حل دونه
…
ولكن يسير الجود حيث يسير
فتقطيع البيت الأول هكذا:
تقولل لتي من بيـ تهاخف فمحملي
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن
عزيزن علينا أن نراك تسيرو
فعولن مفاعيلن فعولُ مفاعلْ
فالتفعيلة الأخيرة من الشطر الثاني أي الضرب محذوفة.
ومثال آخر قول مسكين الدارمي عندما أوعز إليه معاوية أن يقترح البيعة من بعده لابنه يزيد؛ ليعلم رأي قومه في ذلك:
ألا ليت شعري ما يقول ابن عامر
…
ومروان أم ماذا يقول سعيد؟
بني خلفاء الله مهلاً فإنما
…
يبوّئها الرحمن حيث يريد
إذا المنبر الغربي خلَّاه ربه
…
فإن أمير المؤمنين يزيد
فتقطيع البيت الأول هكذا:
ألالي تشعري ما يقولب نُعامرن
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن
ومروا نُأَ مْ مَاذا يقول سعيدو
فعولن مفاعيلن فعولُ مفاعلْ
النوع الثالث: ما كان عروضه مقبوضة وضربه صحيحًا أي: مفاعيلن، كقول الحطيئة في المدح:
أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا
…
وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا
وإن كانت النعماء فيهم جزوا بها
…
وإن أنعموا لا كدَّروها ولا كدُّوا
مطاعين في الهيجا مكاشيف للدجى
…
بنى لهم آؤباهم.. وبنى الجد
ويعذلني أبناء سعد عليهم
…
وما قلت إلا بالذي علمت سعد
فتقطيع البيت الأول هكذا:
ألاء كقومي إن بنو أح سنلبنا
فعولُ مفاعلين فعولن مفاعلن
وإن عا هدو أوْفَو وإن ع قدو شددو
فعولن مفاعلين فعولُ مفاعلين
فالعروض مقبوضة والضرب هنا صحيح وكذلك في بقية الأبيات الأخرى.
والخلاصة:
1 إن عروض الطويل مفاعلن
2 أما الضرب فهو: مفاعلن، أو مفاعلْ بسكون اللام، أو مفاعيلن.
فإذا رمزنا إلى العروض بالرمز (أ) أيضًا كان نظام قصائد الطويل كما يلي:
1 قصيدة فيها الوضع هكذا:
---- أ ---أ
---- أ ---أ
أي مفاعلن في العرض ومفاعلن في الضرب حتى نهاية القصيدة.
2 وقصيدة أخرى تكون العروض مفاعلن أي (أ) والضرب مفاعل أي (ب) فيكون نظامها كالآتي:
--- أ ---ب
--- أ --- ب حتى نهاية القصيدة.
3 وقصدة ثالثة تكون العروض مفاعل أي (أ) والضرب مفاعيلن أي (جـ) فيكون نظامها هكذا:
--- أ ---- جـ.
--- أ ----جـ حتى نهاية القصيدة.
والخطوط الأفقية تمثل حشو البيت.
التصريع.
والتصريع هو أن يجانس الشاعر بين شطري البيت الواحد في مطلع القصيدة أي يجعل العروض مشبهًا للضرب وزنًا وقافية.
ويحدث في النوع الثاني الذي ضربه (مفاعل) أي (ب) وفي النوع الثالث الذي ضربه (مفاعيلن) أي (جـ) .
ومثال النوع الثاني مطلع قصيدة في الرثاء لشاعر معاصر:
أفيقوا وإن جل المصاب أفيقوا
…
وصونوا عيونًا للدماء تريق.
وقولوا هنيئًا للألى وهبوا العلى
…
نفوسًا إلى نيل المرام تنوق
وتقطيع الشطر الأول:
أفيقو وإن جللل مصاب أفيقو
فعولن مفاعيلن فعولُ مفاعلْ (بسكون اللام)
وتقطيع الشطر الثاني:
وصونو عيوننلد دماء تريقو
فعولن مفاعيلن فعولُ مفاعلْ (بسكون اللام)
فآخر القصيدة مفاعل أي: (ب) في الضرب، أما العروض فيكون آخر الشطر الأول فقط (ب) . أما في الأبيات التي تلي المطلع فتعود فيها العروض إلى مفاعلن أي (أ) فيكون نظام القصيدة هذا:
--- ب --- ب
--- أ ---ب
--- أ --- ب إلى نهاية القصيدة.
وأحيانًا يكون التصريع في النوع الثالث، ومثاله مطلع قصيدة في وصف الربيع لشاعر معاصر:
إلى الشاعر الظمآن يا موجة النهر
…
إلى الشاعر المدود يا نسمة العصر
إلى شاطئ ألقت إليه قيادها
…
سفائن قد ملئت مجاهدة السير.
وتقطيع الشطر الأول هكذا:
الششا عر ظظمأ انيامو جتننهري
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
الششا عرلمكدو ديانس متلعصري
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
فالعروض فيه مفاعيلن أي: جـ، والضرب كذلك مفاعيلن أي: جـ، فيكون نظام القصيدة المصرعه التي من هذا النوع هكذا:
--- حـ --- جـ
--- أ ---جـ
--- أ ---جـ حتى نهاية القصيدة.
والتصريع كما يكون في بحر الطويل يكون في غيره من البحور. والأصل في التصريع أن يكون في البيت الأول من القصيدة، ولكن الشاعر أحيانًا يقسم قصيدته فقرات حسب الموضوع أو الفكرة، فيبدأ الموضوع أو الفكرة الجديدة ببيت مصرع كأنما اعتبر الموضوع الجديد أو الفكرة الجديدة قصيدة جديدة، وكل هذا بشرط اتحاد البحر والقافية، وإلا كانت قصيدة جديدة.
حشو الطويل:
والمشهور في حشو الطويل أن يدخله زحاف القبض وهو حذف الخامس الساكن فتصبح فعولن فعول، ومفاعيلن مفاعلن، كما عرفنا من تقطيع الأمثلة السابقة.
علامات الضرب الطويل.
ويمكننا أن نميز أضرب الطويل بعضها من بعض بعلامات منها:
أ- إذا كانت القافية مردفة: أي يوجد حرف مد قبل حرف القافية في آخر البيت كان الضرب بوزن مفاعلْ بسكون اللام، مثل:
ويعلم أن الدائرات تدور
…
فإن أمير المؤمنين يزيد
وكل الذي فوق التراب تراب
ب- وإذا كانت الكلمة الأخيرة في البيت غير مردفة، أي إذا كان حرف القافية قبله حرف صحيح ساكن فإن الضرب يكون بوزن مفاعيلن مثل:
إلى الشاعر المكدود يا نسمة العصر
…
لينطق بالسحر المبين من الشعر
حـ- وإذا كان حرف القافية قبله حرف متحرك فإن الضرب يكون على وزن مفاعلن مثل:
وإنك كالليل الذي هو مدركي
…
وإن خلت أن المنتأى عنك واسع
تدريبات على البحر الطويل
…
تدريبات على بحر الطويل
التدريب الأول:
الأبيات التالية من الطويل، والعروض فيها مقبوضة، والضرب إما تام، أو مقبوض أو محذوف. اكتب هذه الأبيات كتابة عروضية، وضع تفاعيلها تحتها، واذكر نوع الزحاف الذي دخل على بعض تفاعيلها:
1 عفا الله عن ليلى الغداة فإنها
…
إذا وليت حكمًا علي تجور
2 أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا
…
حنانيك بعض الشر أهون من بعض
3 إذا حل في أرضٍ بناها مدائنا
…
وإن حل عن أرض ثوتْ وهي بلقع
4 وقائلة: ماذا دهاك - تعجبًا.
…
فقلت لها: يا هذه أنت والدهر!
5 لعمرك ما الأبصار تنفع أهلها
…
إذا لم يكن للمبصرين بصائر
6 أتترك إتيان الزيارة عامدًا
…
وأنت عليها لو تشاء قدير؟
التدريب الثاني:
اكتب الأبيات التالية كتابة عروضية، وبين نوع العروض والضرب وكذلك نوع الزحاف في كل منها:
1 ونحن أناس لا توسط عندنا
…
لنا الصدر دون العالمين أو القبر
2 ومن مذهبي حب الديار لأهلها
…
وللناس فيما يعشقون مذاهب
3 وداع دعاني، والأسنة دونه
…
صببت عليه بالجواب جوادي
4 رضيت لنفسي كان غير موفق
…
ولم ترض نفسي كان غير نجيب.
5 ذريني فإن البخل لا يخلد الفتى
…
ولا يهلك المعروف من هو فاعله
6 سآتي جميلاً ما حييت فإنني
…
إذا لم أفد شكرًا أفدت به أجرًا
التدريب الثالث:
الأبيات التالية من بحور مختلفة. عين منها الأبيات التي من بحر الطويل، وبين نوع العروض والضرب في كل منها:
1 وما نيل المطالب بالتمني
…
ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
2 فيا لك من ليل تقاصر طوله
…
ولم يك ليلي قبل ذلك يقصر
3 سعادة المرء في السراء إن رجحت
…
والعدل أن يتساوى الهم والجذل
4 أتترك إتيان الزيارة عامدًا
…
وأنت عليها لو تشاء قدير؟
5 ومن الذي أوحى إليك بأنني
…
في التيه مضطرب بغير دليل؟
6 وما نعمة مشكورة قد صنعتها
…
إلى غير ذي شكر بمانعة أخرى
البحر الثاني: المديد
وزن البحر المديد
…
البحر الثاني: المديد
وتفعيلاته هي:
فاعلاتن فاعلن فاعلاتن
…
فاعلاتن فاعلن فاعلاتن
وهذا البحر من البحور القليلة الاستعمال، ولكن أنواعه تتفاوت في ذلك، وأكثرها نسبيًّا ما كانت عروضه وكان ضربه على فعِلن بتحريك العين، أي محذوفة مخبونة.
أعاريض المديد وأضربه:
أولاً: العروض صحيحة: فاعلاتن، وضربها صحيح كذلك: فاعلاتن.
مثل:
يا طويل الهجر لا تنس وصلي
…
واشتغالي بك عن كل شغلي
يا طويلل هجر لا تنسو صلي
…
وشتغالي بك عن كللشغلي
فاعلاتن فاعلن فاعلاتن
…
فاعلاتن فعلن فاعلاتن
ثانيًا: العروض محذوفة والضرب مقصور.
العروض محذوفة فاعلن، وأصلها فاعلاتن حذف من آخرها السبب الخفيف، فأصبحت فاعلا، ثم حولت إلى فاعلن تسهيلًا للنطق. وفي اصطلاح العروضيين تسمى هذه العلة بالحذف. فالعروض محذوفة.
أما الضرب مع هذه العروض فهو فاعلاتْ بتسكين التاء، أي: بحذف سابع التفعيلة وتسكين ما قبله، وتسمى هذه العلة: القصر، والتفعيلة تسمى: مقصورة. إذن فعروض هذا النوع من المديد محذوفة، والضرب مقصور مثال ذلك قول الشاعر:
لا يغرن امرأ عيشُه
…
كل عيشٍ صائر للزوال
لا يغررن نمرَ أن عيشهو
…
كللعيشن صائرن لززوالْ.
فاعلاتن فاعلن فاعلن
…
فاعلاتن فاعلن فاعلاتْ
(بسكون التاء)
في هذا النوع قد يرد البيت الأول بعروض على وزن فاعلات مثل الضرب، ثم تأتي بقية الأبيات بعروض محذوفة، وهذا هو التصريع كما تقدم في الطويل، ومثاله:
يا وميض البرق بين الغمام
…
لا عليها بل عليك السلام
إن في الأحداج1 مقصورة 2
…
وجهها يهتك ستر الظلام
1 الأحداج: جمع حدج وهو ما تركب فيه النساء على البعير كالهودج.
2 المقصورة من النساء: المحبوسة التي لا يسمح لها أن تخرج من بيتها، والقاصرة: امرأة قاصرة الطرف لا تمد عينيها إلى غير بعلها.
ثالثًا: العروض محذوفة مخبونة، والضرب كذلك محذوف مخبون.
العروض فعِلن أي: فاصلة صغرى، وأصلها فاعلاتن دخل عليها زحاف الحذف فأصبحت فاعلا، ثم حذفت الألف الثانية، أي حذف الثاني الساكن وهذا هو زحاف الخبن فصارت فعلا، ثم حولت إلى فعلن تسهيلاً للنطق، فالعروض بعد ذلك كله صارت محذوفة مخبونة.
والضرب كذلك فعلن ومثاله قول الشاعر:
غير مأسوف على زمنٍ
…
ينقضي بالهم والحزنِ
غير مأسو فن على زمنن
…
ينقضي بل هممول حزني
فاعلاتن فاعلن فعِلن
…
فاعلاتن فاعلن فعِلن
وهذا النوع هو أكثر أنواع المديد شيوعًا بالنسبة لباقي الأنواع.
زحافات هذا البحر
الزحاف الذي يدخل هذا البحر نوعان: أحدهما كثير شائع والثاني قليل نادر.
الأول: الخبن، أي: حذف الثاني الساكن من التفعيلة في الحشو، والحشو في المديد عبارة عن تفعيلتين فقط هما:
فاعلاتن فاعلن.
فتصبح كل واحدة بعد الخبن: فعلاتن فعِلن.
فبعض الأبيات تخبن فيه التفعيلة الأولى وبعضها تخبن فيه التفعيلة الثانية.
ويجوز أن يكون ذلك في الشطر الأول أو الثاني من البيت أو في كليهما، ويندر أن تخبن التفعيلتان في شطر واحد، وأندر منه في التفعيلات الأربع أي أن يدخل زحاف الخبن في جميع الحشو.
الثاني: المعاقبة، وذلك أنه يجوز أن تحذف بقلة:(ن) فاعلاتن أي: السابع الساكن، ويسمى هذا: الكف ولكن بشرط ألا تخبن فاعلاتن بل تسلم، كما يجوز خبن فاعلن مع عدم كف فاعلاتن.
وهاك أمثلة من بعض القصائد التي وردت من النوع الثاني: فعِلن، والذي هو أكثر أنواع المديد شيوعًا واستعمالاً:
قال حافظ إبراهيم:
حال بين الجفن والوسن
…
حائل لو شئت لم يكن
أنا والأيام تقذف بي
…
بين مشتاق ومفتتن
لي فؤاد فيك تنكره
…
أضلعي من شدة الوهن
وزفير لو علمتَ به
…
خلتَ نار الفرس في بدني
يالقومي
…
إنني رجل
…
حرت في أمري وفي زمني
وقال شاعر مصري معاصر:
يا فؤادًا جف أخضُرُه
…
واحتواه الشيبُ والهرمُ
لهفي.. كم أنت في حزَن
…
من هوى يطغي ويزدحم
غائم كالليل معتكرًا
…
هائج كالبحر يلتطم
فتزود للهودى أسفًا
…
وانس يا مسكين حبهم
هو حب.. لو إلى صنم
…
كان لبَّي حبَّنَا الصنمُ
وقال شاعر آخر:
من محبٍ شَفَّهُ سَقَمُهْ
…
وتلاشى لحمُه ودمُهْ
كاتب حنت صحيفته
…
وبكى من رحمةٍ قلمُهْ
يرفع الشكوى إلى قمر
…
ينجلي عن وجهه ظَلَمُهْ
من لِقَرْنِ الشمس جبهته
…
وللمع البرق مبتسمُهْ
خلِّ عَقْلِي يا مُسَفِّهَهُ
…
إن عقلي لستُ أتهمُهْ
للفتى عقل يعيش به
…
حيث تهدي ساقَهُ قدمُهْ 1
ويمكن أن نرمز إلى أنواع العروض والضرب المشهورة في المديد بما يلي:
أ= فاعلاتن، ب = فاعلن، جـ = فاعلاتْ، د= فعِلن
فتكون أنواع المديد المشهورة هي:
1: -- أ -- أ
2: -- ب -- جـ
3: -- د -- د
ولكن يستثنى من ذلك التصريع حيث تكون عروض أول بيت مثل الضرب.
1 البيت لطرفة بن العبد
تدريبات على بحر المديد
التدريب الأول:
الأبيات التالية من بحر المديد. بين نوع العروض والضرب في كل بيت منها، وإن كان فيها زحاف فاذكر نوعه:
1 إنما ذكرك ما قد مضى
…
ضلةٌ مثل حديث المنامْ
2 إن جرى قتلٌ على يده
…
فهو في حلٍ وفي سَعَةِ
3 اعلموا أني لكم حافظ
…
شاهدًا ما عشت أو غائبا
4 يا لبكر أنشروا لي كليبًا
…
يا لبكر أين أين الفرار
التدريب الثاني:
اكتب الأبيات التالية كتابة عروضية، ثم قطعها على حسب تفاعيل المديد، وضع رموز المتحرك والساكن تحت التفاعيل:
1 صار جدًّا ما فرحتُ به
…
ربًّ جَدٍّ جرَّه اللعبُ
2 تحسب الهجر حلالاً لها
…
وترى الوصل عليه حرام
3 إنما الذلفاء ياقوتةٌ
…
أُخرجت من كيس دِهْقَانِ1
1 الذلفاء: المرأة الصغيرة الأنف في استواء، والدهقان: من معانيها التاجر، وهو المراد هنا.
التدريب الثالث:
عين بحر كل بيت من الأبيات التالية:
1 وما الخيل إلا كالصديق قليلة
…
وإن كثرت في عين من لا يجرِّب
2 من يحب العز يدأب إليه
…
وكذا من طلب الدُّرّ غاصا
3 أعز مكان في الدُّنَى سرج سابح
…
وخير جليس في الزمان كتاب
4 أدلال ذاك أم كَسَل
…
أم تناسٍ منك أم ملل؟
5 إنما الدنيا بلاء
…
وكدٌّ
…
واكتئاب قد يسوق اكتئابا
6 يقولون لي: ما أنت في كل بلدة؟
…
وما تبتغي ما أبتغي جل أن يسمى
البحر الثالث: البسيط
أوزان البحر البسيط
…
البحر الثالث: البسيط
وتفعيلاته هي:
مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن
…
مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن
ويدخل هذا البحر من الزحاف ثلاثة أنواع هي:
أولاً: الخبن، وهو حذف الثاني الساكن. ويدخل هذا الزحاف في فاعلن فتصير فعَلن أي بعد أن كانت التفعيلة مكونة من: سبب خفيف ووتد مجموع تصبح فاصلة صغرى، أي ثلاث محركات فساكن.
ويدخل الخبن أيضًا مستفعلن فتحذف السين فتصبح متفعلن، أي بعد أن كانت التفعيلة مكونة من سببين خفيفين ووتد مجموع تصبح مكونة من وتدين مجموعين. وبعبارة أخرى تحول رموزها من: اهـ اهـ اا هـ إلى اا هـ اا هـ.
ثانيًا: الطي، وهو حذف الرابع الساكن. ويدخل هذا الزحاف في مستفعلن كذلك، ولكن في موضع آخر حيث تحذف الفاء فتصبح التفعيلة مستعلن، أي تكون سببًا خفيفًا وفاصلة صغرى هكذا:
اهـ اا اهـ.
ثالثًا: الخبل، وهو حذف الثاني الساكن والرابع الساكن من مستفعلن
فتصبح متعلن، أي تصير فاصلة كبرى، أي أربع متحركات فساكن، ويصير رمزها هكذا: اا اا هـ فالخبل إذن هو الجمع بين الخبن والطي معًا.
وكل هذه الزحافات تكون في الحشو، أما العروض والضرب فلهما في الزحاف الذي يدخل عليهما ويسمى: علة نظام آخر.
البسيط التام والمجزوء:
وبحر البسيط كما يستعمل تامًّا، أي بثماني تفعيلات جريًا على أصله يستعمل كذلك مجزوءًا، أي بحذف تفعيلة من كل شطر، أو بست تفعيلات.
وسمي مجزوءًا لحذف جزء من كل شطر. ويشارك البسيط في هذه الظاهرة بعض أبحر أخرى نعرفها فيما بعد.
عروض البسيط وضربه:
وحتى يستعمل البسيط تامًّا أي غير مجزوء لا تبقى عروضه صحيحة، بل تغير من فاعلن إلى فعَلن. وضربه كذلك يكون كثيرًا فعَلن، وأحيانًا أخرى يكون فاعل، أي بحذف آخر الوتد المجموع وتسكين ما قبله.
وعلى ذلك يصبح وزن البسيط المشهور كالآتي:
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعِلن
…
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعِلن
فالعروض مخبونة، أي حذف ثانيها الساكن، والضرب: إما مخبون مثلها، وإما مقطوع، وذلك في حالة فاعل. والقطع: وهو حذف آخر الوتد المجموع وتسكين ما قبله؛ أي بعد أن كانت التفعيلة سببًا خفيفًا ووتدًا مجموعًا تصبح سببين خفيفين: فيصير الوزن في هذه الحالة كالآتي:
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعِلن
…
مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلْ
(بسكون اللام)
مجزوء البسيط:
مستفعلن فاعلن مستفعلن
…
مستفعلن فاعلن مستفعلن
وعندما يكون البسيط مجزوءًا تكون العروض على نوعين:
أ- مقطوعة: أي بحذف آخر الوتد المجموع وتسكين ما قبله، فتصبح مستفعلن: مستفعل، بثلاثة أسباب خفيفة، وضربها صحيح، فيصير الوزن:
مستفعلن فاعلن مستفعلْ
…
مستفعلن فاعلن مستفعلن
ب- صحيحة: أي: مستفعلن، والضرب في هذه الحالة ثلاثة أنواع:
1 صحيح: مستفعلن، فيكون الوزن:
مستفعلن فاعلن مستفعلن
…
مستفعلن فاعلن مستفعلن
2 صحيح مذيل: والتذييل: زيادة حرف ساكن على آخر الوتد المجموع الذي في آخر التفعيلة. وحينئذ تصبح نون مستفعلن ألفًا لسهولة النطق فتصبح بالتذييل مستفعلان. فيكون الوزن:
مستفعلن فاعلن مستفعلن
…
مستفعلن فاعلن مستفعلان
3 مقطوع: أي بحذف آخر الوتد المجموع وتسكين ما قبله فتصير مستفعلن: مستفعل، فيكون الوزن:
مستفعلن فاعلن مستفعلن
…
مستفعلن فاعلن مستفعلْ
(بسكون اللام)
مخلَّع البسيط
قد يدخل عروض مجزوء البسيط وضربه مستفعلن تغييران: أحدهما الخبن، بحذف الثاني الساكن وهو السين، والثاني القطع، بحذف آخر الوتد المجموع مع تسكين ما قبله، فتصبح بذلك مستفعلن متفعلْ
وتنقل إلى فعولن لسهولة النطق. وفي هذه الحالة يسمى هذا الوزن باسم معين هو: مخلع البسيط، ويكون وزنه كالآتي:
مستفعلن فاعلن فعولن
…
مستفعلن فاعلن فعولن
وزحافه في الحشو كزحاف البسيط أو مجزوء البسيط، أي يدخله زحاف الخبن أو الطي أو الخبل الذي هو مجموع الخبن والطي معًا.
وفيما يلي أمثلة للمشهور استعماله من البسيط:
1 فوزن النوع الأول من البسيط التام الذي يدخل الخبن على عروضه وضربه فيصير فعِلن هو:
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعِلن
…
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعِلن
مثاله:
في ليلة الهول والأحداث تلتطم
…
والشر يعصف بالوادي ويحتدم
كنا نخوض إلى الأعداء معتركًا
…
نرمي ونرمى به والبأس محتدم
كنا نباغتهم في حيثما كمنوا
…
كنا نشد عليهم كلما هجموا
2 ووزن النوع الثاني من البسيط التام حيث تكون عروضه مخبونة فعِلن، ويكون ضربه مقطوعًا فاعل، هو
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعِلن
…
مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلْ
ومثاله:
يا أم عمرو جزاك الله مغفرة
…
ردي علي فؤادي كالذي كانا
ألست أحسن من يمشي على قدم
…
يا أملح الناس كل الناس إنسانًا؟
ومن علامات النوع الأول أن يكون قبل رويه حرف متحرك، ومن علامات النوع الثاني أن يكون قبل رويه حرف مد.
وقد يدخل التصريع النوع الثاني كقول المتنبي:
عيد بأية حالٍ عدت يا عيد
…
بما مضى أم بأمر فيك تجديد؟
أما الأحبة فالبيداء دونهم
…
فليت دونك بيدًا دونها بيد
أصخرة أنا؟ مالي لا تحركني
…
هذي المدام ولا هذي الأغاريد؟
ماذا لقيت من الدنيا، وأعجبه
…
أنى بما أنا باكٍ منه محسود؟
فالضرب في جميع الأبيات مقطوع، أما العروض فيما عدا البيت الأول فهي مخبونة. وذلك جار على حسب القواعد السابقة، إلا البيت الأول فقد وردت العروض مقطوعة كالضرب من أجل التصريع.
مخلع البسيط: هو كما تقدم نوع من مجزوء البسيط، دخل على عروضه وضربه الذي هو مستفعلن الخبن والقطع فصارت مستفعلن متفعلْ بسكون اللام ثم تحولت إلى فعولن وبذلك صار وزنه:
مستفعلن فاعل فعولن
…
مستفعلن فاعلن فعولن
ومثاله قول الشاعر:
يا وحة النازح البعيد
…
وموئل الحائر الطريد
الريح تطغى.. فأنقذيني
…
من عصفها الجارف العنيد
وسلسلي الأمن في فؤادي
…
وأيقظي الشوق من جديد
وداعبي الروح بالأماني
…
يزدك من رائع النشيد
وعطري خاطري بذكرى
…
لقائنا الأول السعيد
أهواك أهواك يا حياتي
…
للفن والحب والخلود
تدريبات على بحر البسيط
التدريب الأول:
الأبيات التالية من بحر البسيط. بين نوع العروض والضرب في كل منها، واذكر نوع الزحاف في كل بيت إن وجد:
1 سبحان خالق نفسي كيف لذتها
…
فيما النفوس تراه غاية الألم
2 حسن الحضارة مجلوب بتطرية
…
وفي البداوة حسن غير مجلوب
3 إني لمن معشر ما ضيم جارهم
…
ولا رأى عندهم بؤسًا ولا خافا
4 وما أخوك الذي يدنو به نسب
…
لكن أخوك الذي تصفو ضمائره
التدريب الثاني:
الأبيات التالية من مجزوء البسيط ومخلَّع البسيط. اذكر العروض والضرب في كل منها، وكذلك نوع الزحاف إن وجد:
1 قد طال يا قلب ما تلاقى
…
إن مات ذو صبوة فكنه
2 ماذا وقوفي على ربع عفا
…
مخلولق دارس مستعجم؟
3 يا صاح قد أخلفت أسماء ما
…
كانت تمنيك من حسن الوصال
4 سيروا معًا إنما ميعادكم
…
يوم الثلاثاء ببطن الوادي
التدريب الثالث:
عين بحر كل بيت من الأبيات التالية، وبين ما فيها من زحاف:
1 لا أتاح الله لي فرجًا
…
يوم أدعو منك بالفرج
2 أضحي التنائي بديلاً من تدانينا
…
وناب عن طول لقيانا تجافينا
3 وقيدت نفسي في ذراك محبة
…
ومن وجد الإحسان قيدًا تقيدا
التدريب الرابع:
اكتب الأبيات التالية كتابة عروضية، ثم قطعها على حسب التفاعيل، وضع رموزها تحتها:
1 كل من حانت منيته
…
لم يدافع دونه حرسه
2 تقدمتني أناس كان شوطهم
…
وراء خطوي لو أمشي على مهل
3 وإني في بيت صغير مهدم
…
كأني في قصر كبير مشيد
البحر الرابع: الوافر
وزنه
…
البحر الرابع: الوافر
ووزنه
مفاعلتن مفاعلتن فعولن
مفاعلتن مفاعلتن فعولن
والتفعيلة الثالثة والسادسة هنا فعولن، والتي تمثل عروض الوافر وضربه هي في الأصل مفاعلتن، وقد طرأ عليها التغيير بالقطف، وهو تسكين الخامس المتحرك: اللام، وحذف السبب الخفيف من آخر التفعيلة، فأصبحت مفاعل، بوتد مجموع وسبب خفيف، ولسهولة النطق بها حولت إلى فعولن.
زحاف هذا البحر:
الزحاف الذي يدخل حشو هذا البحر هو العصْب بسكون الصاد.
والعصب: هو تسكين الحرف الخامس، وهو هنا اللام في مفاعلتن. والوافر من أكثر بحور الشعر استعمالا، ومن أمثلته قول شاعر معاصر:
وذي غرفٍ كساكنه رهيب
…
تجهم للرياء وعنه صاما
سعيت إليه لما ضل سعيي
…
وأخلفت المنى عامًا فعاما
سعيت إليه أعمره بروحي
…
وأنزل فيه صبًّا مستهاما
فألفي ملء ساحته قبولا
…
وأبصر في مسالكه اهتمامًا
وألمح في طويته عتابا
…
وأقرأ في محياه كلاما
فألبس فيه ظلا شاعريًّا
…
وأرجع فيه كالماضي غلامًا
وكم من قصة مثلت فيه
…
شفت بدءًا ولم تحمد ختاما
فإذا قطعنا الشطر الثاني من البيت الثالث وجدنا التفعيلة الأولى تأتي على الأصل محركة الخامس، والتفعيلة الثانية قد دخلها العصب، أي: تسكين الحرف الخامس هكذا:
وأنزل في هصببن مس تهاما
ااه اااه ااه اه اه ااه اه
مفاعلتن مفاعلتن فعولن
بتحريك اللام في مفاعلتن الأولى وتسكينها في الثانية.
مجزوء الوافر:
يختصر الوافر أحيانًا بحذف تفعيلة من كل شطر فيصبح وزنه هكذا:
مفاعلتن مفاعلتن
…
مفاعلتن مفاعلتن
وبذلك تصبح أولى التفعيلتين في كل شطر حشوًا، والثانية في الشطر الأول عروضًا، وفي الشطر الثاني ضربًا.
ويسمى الوافر بعد الحذف على هذا الوضع مجزوء الوافر. ويدخله زحاف العصب: أي تسكين الخامس على حشو مجزوء الوافر تمامًا كما يدخل على حشو الوافر كاملاً.
عروض مجزوء الوافر، وضربه:
أ- عروضه صحيحة غالبًا، ويجوز فيها العصب، أي تسكين الخامس.
ب- أما ضربه فنظرًا لنظام القافية يتحتم فيه أن يلزم حالة واحدة، فهو إما صحيح أو معصوب.
أمثلة.
1 مثال صحيح الضرب قول الشاعر:
أخ لي عنده أدبُ
…
صداقة مثله نسبُ
رعي لي فوق ما أرعى
…
وأوجب فوق ما يجب
فلو سبكت خلائقه
…
لقل أمامها الذهب
فالضرب في الأبيات الثلاثة صحيح، أي محرك اللام، أما عروضه فصحيحة في البيتين الأول والثالث، ومعصوبة في البيت الثاني، أي ساكنة الخامس.
2 ومثال الضرب المعصوب قول الشاعر:
صحا والفجر يرمقنا
…
بطرف نائم صاح
ِوودعنا على ظمأ
…
لحسن فيه وضاحِ
فليت الحب يسعدنا
…
فنلقى عنده الأمنا
ولكن أين ما نرجو
…
وكل سعادة تفنى؟
وتجدر الإشارة هنا إلى أن مجزوء الوافر قد يشتبه أحيانًا ببحر الهزج. وهذا أمر سنتعرض له بشيء من التفصيل عند الكلام على الهزج.
تدريبات على بحر الوافر
التدريب الأول:
الأبيات التالية من بحر الوافر ومجزوئه، فاكتبها كتابة عروضية، ثم ضع تحتها رموزها فتفاعيلها:
1 أبعد الأربعين محرمات
…
تماد في الصبابة واغترار؟
2 أيا قلبي أما تخشع؟
…
ويا علمي أما تنفع؟
3 تواعدنا
…
بآذار
…
لمسعى غير مختار
…
التدريب الثاني:
عين البحر في الأبيات التالية، وبين نوع العروض في كل منها:
1 وما وجد اشتياق كاشتياقي
…
ولا عرف انكماش كانكماشي
2 لا تنكرن رحيلي عنك في عجل
…
فإنني لرحيلي غير مختار
3 ومن ينفق الساعات في جمع ماله
…
مخافة فقْرٍ فالذي فعل الفقر
4 يا لقومي
…
إنني رجل
…
حرت في أمري وفي زمني
5 أبنت الدهر عندي كلُّ بنتٍ؟
…
فكيف وصلت أنت من الزحام؟
6 إذا صرف النهار الضوء عنهم
…
دجا ليلان ليل والغبار
التدريب الثالث:
عرف بالمصطلحات العروضية التالية:
الحشو - الخبن - العروض - الضرب - الطي - القبض - التذييل- العصب - القطع.
البحر الخامس: الكامل
وزنه
…
البحر الخامس: الكامل
ووزنه:
متفاعلن متفاعلن متفاعلن
متفاعلن متفاعلن متفاعلن
زحاف الكامل:
يدخله كثيرًا زحاف الإضمار، وهو تسكين الثاني المتحرك، وبذلك تصبح التفعيلة مكونة من سببين خفيفين ووتد مجموع مثل مستفعلن، وقد يدخله الطي: وهو حذف الرابع الساكن ولكن ذلك نادر جدًّا.
الكامل التام:
وهو ما كانت تفاعيله ستًّا، وله عروضان وخمسة أضرب هكذا:
العروض الضرب
أ- صحيحة: متفاعلن 1 صحيح. متفاعلن
2 مقطوع متفاعل1، أي بحذف آخر الوتد المجموع وإسكان ما قبله.
3 أحذ مضمر متْفا، بحذف الوتد المجموع وتسكين الثاني.
ب- حذّاء: متَفا 1 أحذ متَفا بتحريك التاء.
2 أحذ مضمر متْفا
2 مجزوء الكامل:
وهو ما حذف ثلثه وبقي على أربع تفعيلات، وله عروض واحدة وأربعة أضرب كالآتي:
1 يجوز في هذه الضرب أن يدخله الإضمار أيضًا وهو تسكين الثاني بالإضافة إلى القطع فتصبح متَفاعلْ بتحرك الثاني، متْفاعل بتسكين الثاني. كقول المتنبي:
يا من يعز على الأعزة جاره
…
ويذل من سطواته الجبار
كن حيث شئت فما تحول تنوفه
…
دون اللقاء ولا يشط مزار
إن الذي خلفت خلفي ضائع
…
مالي على قلقي إليه خيار
العروض الضرب
1 صحيح. متفاعلن.
صحيحة: 2 مقطوع متفاعل، بحذف السابع الساكن، وتسكين ما قبله.
متفاعلن
3 مذيل: وهو ما يزد عليه حرف فتصير متفاعلن متفاعلان.
4 مرفل: وهو ما زيد عليه سبب خفيف فتصير متفاعلن متفاعلاتن
ملاحظة: عروض هذا المجزوء وضربه الصحيح يشاركان حشوه من حيث الإضمار، أي تسكين الثاني أو عدم تسكينه، بمعنى أنهما قد يكونان على وزن متَفاعلن بتحريك التاء: أو متْفاعلن بتسكينها.
أمثلة للكامل:
أولاً الكامل التام:
1 العروض صحيحة والضرب صحيح: مثالهما قول شاعر معاصر:
كفى دعابات الجنون فما بقي
…
لهواك معنى يرتجيه ويتقي
وهبيه كالأمس البعيد فمن له
…
في اليوم بالقلب القديم الشيق؟
2 العروض صحيحة والضرب مقطوع: مثالهما قول شاعر:
والعود أما العود فهو محدث
…
لبق يصوغ لي الغناء عزاء
ألقه كاليوم ينقلني إلى
…
دنيا نقيض طلاقة وبهاء
3 العروض صحيحة والضرب أحذ مضمر مثالهما:
قول أحد الشعراء:
عقم النساء فما يلدن شبيهه
…
إن النساء بمثله عقم
نزر الكلام من الحياء تخاله
…
ضمنًا وليس بجسمه سقم
4 العروض حذاء والضرب أحذ متَفا بتحريك الثاني مثالهما قول أبي نواس:
يا نفس خافي الله واتئدي
…
واسعي لنفسك سعي مجتهد
من كان جمع المال همته
…
لم يخل من هم ومن كمد
يا طالب الدنيا ليجمعها
…
جمحت بك الآمال فاقتصد
5 العروض حذاء والضرب أحذ مضمر: مثالهما قول أحد الشعراء:
يا روض أيامي التي سلفت
…
ومعين أشعار الصبى النضر
من لي بيوم فيك أهدؤه
…
وأبيع فيه بقية العمر
4 العروض صحيحة والضرب مذيل متفاعلان مثالهما:
صور نريك تحركًا
والأصل في الصور السكون
ويمر رائع صمتها
…
بالحسن كالنطق المبين
غض على طول البلى
…
حي على طول المنون
ملاحظة: قد يشتبه بعض أنواع الكامل ببحر الرجز، وسنوضع هذا التشابه عند الكلام على الرجز.
تدريبات على بحر الكامل
التدريب الأول
الأبيات التالية من بحر الكامل. بين نوع العروض والضرب في كل منها، واذكر نوع الزحاف في كل منها إن وجد:
1 ولقد أبيت مع الكواكب راكبًا..
…
أعجازها بعزيمة كالكوكب
2 ويلاه إن نظرت وإن هي أعرضت
…
وقع السهام ونزعهن أليم
3 لمن الديار برامتين فعاقل
…
درست وغير آيها القطر
4 الموت بين الخلق مشترك
…
لا سوقة يبقي ولا ملك
5لم يختلف في الموت مسلكهم
…
لا.. بل سبيلاً واحدًا سلكوا
6 الخير لا يأتيك متصلاً
…
والشر يسبق سيله المطرا
التدريب الثاني:
الأبيات التالية من مجزوء الكامل، اذكر العروض والضرب في كل منها وكذلك نوع الزحاف إن وجد:
1 قالوا الخضوع سياسة
…
فليَبْدُ منك لهم خضوع
وألذ من طعم الخضو
…
ع على فمي السم النقيع
2 ناري على شرف تأجـ
…
ج للضيوف السارية
يا نار إن لم تجلبي
…
ضيفًا فلست بنارية
3 أبنيتي
…
لا تحزني
…
كل الأنام إلى ذهاب
4-
هذا الربيع فحيِّهِ
…
وانزل بأكرم منزلْ
التدريب الثالث:
عين بحر كل بيت من الأبيات التالية، وبين ما فيها من زحاف:
1 أعطى الزمان فما قبلتُ عطاءه
…
وأراد لي فأردت أن أتخيرا
2 هل الروع إلا غمرة ثم تنجلي؟
…
أم الهول إلا غمة ثم تكشف؟
3 من كل منخوب الفؤاد وربما
…
فتشت فيه فما وجدت فؤادا
4 وأزرق الفجر يأتي قبل أبيضه
…
وأول الغيث طل ثم ينسكب
5 أوَ كلما اختلفت نوى وتفرقوا
…
لفؤاده من أجلهم نبل؟
6 فلا نزلتْ علي ولا بأرضي
…
سحائب ليس تنتظم البلادا
7 يا حسنهن وما لبسن سوى
…
ثوب الملاحة والصبا النضر
8 شفني ما شفه فبكى
…
كلنا يبكي على سكنه
9 أين المحبة والذِّما
…
م، وما وعدت من الجميل؟
10 ولما أن جعلت اللـ
…
ـه لي سترًا من النوب
رمتني كل حادثةٍ
…
فأخطتني ولم تصب
11 كذلك الله كل وقت
…
يزيد في الخلق ما يشاء
12 داء أصبت به الفؤاد ولم يزل
…
يبغي الشفاء ولاتَ حين شفاء
التدريب الرابع:
قطع الأبيات التالية على حسب تفاعيلها بعد كتابتها كتابة عروضية، ثم ضع تحت التفاعيل رموزها:
1 ليس الحياة سوى وغى..
…
والناس مغلوب وغالب
2 يا قلب لا تنثر أساك ولا تطف
…
بالذكريات وجوهن المحرق
3 فالجو جوي إذ أقمت بغبطة
…
والأرض أرضي والسماء سمائي
التدريب الخامس:
اذكر أعاريض الكامل وأضربه، مع التمثيل لكل نوع.
البحر السادس: الهزج
وزنه
…
البحر السادس: الهزج
أصل وزنه:
مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن
…
مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن
ولكنه لا يستعمل إلا مجزوءًا، أي بأربع تفاعيل، كل اثنتين في شطر وعلى ذلك يكون وزنه بعد اقتطاع تفعيلة من كل شطر كالآتي:
مفاعيلن مفاعيلن
…
مفاعيلن مفاعيلن
زحاف الهزج:
يدخل هذا البحر من الزحاف الكف وهو: حذف السابع الساكن، بشرط أن يكون ثاني سبب، فمفاعيلن بعد كفها تصبح مفاعيلُ بتحريك اللام.
عروض الهزج وأضربه:
للهزج عروض واحدة صحيحة، وله ضربان:(1) صحيح مثل العروض (2) ومحذوف، كالآتي:
العروض الضرب
صحيحة: 1 صحيح: مفاعيلن.
مفاعيلن 2 محذوف أي: بحذف السبب الأخير من مفاعيلن فتصبح مفاعي، وتنقل إلى مفاعلْ بسكون اللام، أو فعولن.
1 النوع الأول:
العروض صحيحة والضرب صحيح كذلك، كقول الشاعر:
عفونا عن بني ذهل
…
وقلنا القوم إخوان
عسى الأيام أن يرجعـ
…
ـن قومًا كالذي كانوا
فلما صرح الشر
…
فأمسى وهو عريان
ولم يبق سوى العدوا
…
ن دناهم كما دانوا
مشينا مشية الليث
…
عدا والليث غضبان
ويلاحظ أن زحاف الكف قد دخل حشو البيت الرابع في التفعيلة الأولى منه وهي: ولم يبق فوزنها مفاعيلُ بتحريك اللام.
كذلك دخل زحاف الكف عروض البيتين الثالث والأخير، أما الضرب فلا يدخله الزحاف نظرًا لوجوب الإبقاء على وحدة القافية.
2 النوع الثاني:
العروض صحيحة والضرب محذوف مفاعي التي تنقل إلى مفاعلْ بسكون اللام، أو فعولن، ومثاله قول الشاعر:
متى أشفي غليلي
…
بنيل من بخيل؟
غزال ليس لي منه
…
سوى الحزن الطويل
والبيت الأول مصرع.
التشابه بين الهزج ومجزوء الوافر:
عرفنا مما تقدم أن مفاعلتن في بحر الوافر ومجزوئه يدخلها من الزحاف العصب، وهو تسكين اللام، وبذلك تصبح مفاعلْتن بعد دخول العصب عليها مكونة من: وتد مجموع، سببين خفيفين. وفي هذه الحالة تشبه مفاعيلن في مقاطعها.
فإذا وردت قصيدة أو مقطوعة من الشعر على وزن: مفاعيلن مفاعيلن، وكان في أحد الأبيات: مفاعلَتن بفتح اللام فإن هذه القصيدة أو المقطوعة تكوم من مجزوء الوافر ولا تكون من الهزج. ومثال ذلك قول الشاعر:
وألقى رأسه شوقًا
…
على صدري كمن أغفى
أبالإغفاء تقتلني
…
وتخطف مهجتي خطفًا؟
فالتفعيلة الثانية من الشطر الأول للبيت الثاني، وكذلك التفعيلة الأولى من الشطر الثاني في نفس البيت هي: مفاعلَتن بفتح اللام. وهذا دليل على أن القصيدة أو المقطوعة التي منها هذان البيتان هي من مجزوء الوافر وليست من بحر الهزج.
أما إذا كانت جميع تفعيلات القصيدة أو المقطوعة على وزن مفاعيلن، فإن القصيدة أو المقطوعة تكون من بحر الهزج لا من مجزوء الوافر.
والخلاصة أن ورود مفاعلَتن بفتح اللام ولو مرة واحدة يقطع بأن القصيدة من مجزوء الوافر، وعدم ورود مفاعلَتن بفتح اللام في القصيدة يقطع بأنها من بحر الهزج.
تدريبات على بحر الهزج
التدريب الأول:
الأبيات التالية من بحر الهزج. بين نوع العروض والضرب في كل منها، واذكر نوع الزحاف في كل بيت إن وجد:
1 أيا من دونه المدح
…
وفي أفعاله قبح
إذا جازيت بالصد
…
فأين العفو والصفح؟
2 أحب البدر من أجل
…
غزال فيهم باد
3 غِنى النفس لمن يعقـ
…
ـل خير من غِنى المال
وفضل الناس في الأنفـ
…
س ليس الفضل في الحال
4 عرفت الشر لا للشر
…
لكن لتوقيه
ومن لا يعرف الشر
…
من الناس يقع فيه
5 لماذا أنت تشكوني
…
وبي مثل الذي بك؟
التدريب الثاني:
عين البحر في الأبيات التالية:
1 يا عمرو ما للناس قد
…
كلفوا بلا ونسوا نعم؟
2 ما ارتد طرف محمد
…
إلا أتى ضرًا ونفعًا
3 ترى من لست أنساه
…
على الحالات ينساني؟
4 إن الخلافة لم تزل
…
تزهو وتفخر بالأمين
5 اشغل قريضك بالنسيـ
…
ـب وبالفكاهة والمزاح
6 فقد نافسني الدهر
…
بتأخير عن الحضرة
فما ألقى من العلـ
…
ـة ما ألقى من الحسرة
7 سروري عنده لمع
…
ودهري كله أسف
التدريب الثالث:
كيف تفرق بين مجزوء الوافر وبحر الهزج؟
البحر السابع: الرجز
وزنه
…
البحر السابع: الرجز
والرجز هو أكثر بحور الشعر زحافًا واختصارًا.
ووزنه في الأصل:
مستفعلن مستفعلن مستفعلن
…
مستفعلن مستفعلن مستفعلن
زحاف الرجز: ويدخل الرجز من الزحاف ثلاثة أنواع هي:
1 الخبن: وهو حذف الثاني الساكن، وهو السين هنا.
2 الطي: وهو حذف الرابع الساكن، وهو الفاء هنا.
3 الخبل: وهو حذف الثاني الساكن والرابع الساكن معًا
فالتفعيلة الصحيحة: اه اه ااه مستفعلن
والتفعيلة المخبونة: ااه ااه متفعلن
والتفعيلة المطوية: اهـ اااه مستعلن
والتفعيلة المخبولة: ااااه متعلن
وقلما يدخل الخبل في جميع تفعيلات الرجز؛ لأن ذلك يعني حذف اثني عشر حرفًا منه، وهذا أمر يخل بموسيقى البيت. ولكن يحدث إذا دخل الخبل تفعيلة أن تصح أخرى أو يدخلها زحاف واحد لتعويض النقص.
وبحر الرحز يستعمل تامًّا ومختصرًا.
أ- فالتام: هو ما كانت تفاعيله ستًّا.
ب- والمختصر: ثلاثة أنواع هي:
1 مجزوء الرجز: وهو ما بقي البيت منه على أربع تفاعيل.
2 مشطور الرجز: وهو ما بقي البيت منه على ثلاث تفاعيل.
3 منهوك الرجز: وهو ما بقي البيت منه على تفعيلتين.
أعاريض الرجز وأضربه:
أولاً: الرجز التام:
وله عروض واحدة صحيحة، وضربها: إما صحيح مثلها، بوزن مستفعلن مع ملاحظة جواز زحاف العروض والضرب كزحاف الحشو. وإما أن يكون الضرب مقطوعًا، أي بحذف السابع وتسكين ما قبله وبذلك تتحول مستفعلن إلى مستفعلْ بسكون اللام. وعلى ذلك يكون عروض الرجز وضربه كالآتي:
العروض الضرب
صحيحة دائمًا (1) صحيح مثل العروض، أي: مستفعلن.
مستفعلن. (2) مقطوع، أي: مستفعلْ بسكون اللام بعد حذف السابع.
النوع الأول: العروض صحيحة والضرب صحيح كذلك، مع جواز زحاف العروض والضرب كزحاف الحشو. مثال ذلك قول أبي فراس الحمداني:
ثم قصدنا صيد عين قاصر
…
مظنة الصيد لكل خابر
جئناه والشمس قبيل المغرب
…
تختال في ثوب الأصيل المذهب
وقوله كذلك:
نحن نصلي والبزاة تخرج
…
مجردات والخيول تسرج
فقلت للفهاد فامض وانفرد
…
وصح بنا إن عن ظبي واجتهد
النوع الثاني: العروض صحيحة والضرب، مقطوع مستفعلْ بسكون اللام كقول الشاعر:
من ذا يداوي القلب من داء الهوى
…
إذ لا دواء للهوى موجود؟
بضم دال موجود:
وكقول الشاعر:
يا من إليه أشتكي من هجره
…
هل أنت تدري لوعة المهجور؟
إن كنت لا تدري فيكفي ما مضى
…
وامدد له من ظلك المنشور
أو كنت تدري ثم لا ترثي له
…
فالويل كل الويل للمغرور
وذلك بكسر حرف القافية في الأبيات الثلاثة وهو: الراء هنا
ثانيًا: مختصر الرجز، وهو ثلاثة أنواع:
1 مجزوء الرجز: وهو ما كان على تفعيلتين وتفعيلتين.
وعروضه وضربه صحيحان، مع جواز زحافهما، مثل:
خَوْدٌ1 يفوح المسك من
…
أردانها والعنبر
يضيق عن أردافها
…
إذا يلاث المئزر
تالله أنسى حبها
…
حياتنا أو أقبر
ومثاله كذلك قول الشاعر:
حول الحمى يا غانية
…
طفل حشاه دامية
تبكي عليه الساقية
…
وأنت فوق الرابية
مشغولة بالقدح
…
هذا أوان الفرح
ومن أمثلته كذلك قول شوقي:
لي جدة ترأف بي
…
أحنى على من أبي
وكل شيء سرني
…
تذهب فيه مذهبي
إن غضب الأهل علي
…
كلهم لم تغضب
مشى أبي يومًا إلى
…
مشية المؤدب
غضبان قد هدد بالضـ
…
ـرب وإن لم يضرب
فلم أجد لي منه غير
…
جدتي من مهرب
فجعلتني خلفها
…
أنجو بها وأختبي
وهي تقول لأبي
…
بلهجة المؤنب
ويح له.. ويح لهـ
…
ـذا الولد المعذب
ألم تكن تفعل ما
…
يفعل إذا أنت صبي؟
1 الخَوْدُ بفتح الخاء: الفتاة الحسنة الخلق الشابة مالم تصر نصفًا؛ وقيل: الجارية الناعمة والجمع خُود بضم الخاء.
2 مشطور الرجز: وهو ما كان كل بيت منه على ثلاث تفاعيل. ويعتبر البيت في الوقت ذاته شطرة من الرجز التام فلا يجزَّأ بعد ذلك:
ومثاله قول حافظ إبراهيم:
تحية كالورد في الأكمام
…
أزهى من الصحة في الأجسام
يسوقها شوق إليكم نامي
…
تقصر عنه همة الأقلام
3 منهوك الرجز: وهو ما بقي على تفعيلتين، مثل قول أبي نواس:
إلهنا ما أعدلك
…
مليك كل من ملك
لبيك قد لبيت لك
…
ما خاب عبد سألك
أنت له حيث سلك
…
لولاك يا رب هلك
التشابه بين الرجز والكامل:
مر بنا في بحر الكامل أن زحاف الإضمار، وهو تسكين الثاني المتحرك، يدخله كثيرًا، أي أن متفاعلن تصير متْفاعلن بسكون التاء.
وعلى هذا إذا أضمر الكامل سواء أكان تامًّا أم مجزوءًا فإنه قد يشتبه
بالرجز، ولكن متى وجدنا تفعيلة محركة الثاني فإن القصيدة تكون من الكامل وإلا فهي من الرجز.
ومن العلامات الأخرى التذييل1 والترفيل2 فهما مختصان بمجزوء الكامل، وكذلك الزحاف بحذف الثاني أو الرابع إذ هو خاص بالرجز.
ملاحظة.
لكثرة الزحاف في الرجز استعمل في نظم العلوم، كألفية ابن مالك في النحو، والرحبية في الميراث، والشاطبية في القراءات.
وبعضها سار على قافية واحدة في آخر الأبيات، وبعضها جاء مزدوجًا بمعنى أن كل بيت يشبه فيه العروض الضرب في القافية كالألفية؛ وهاك نموذجًا منها.
قال محمد هو ابن مالك
…
أحمد ربي الله خير مالك
مصليًّا على النبي المصطفى
…
وآله المستكملين الشرفا
واستعين الله في ألفية
…
مقاصد النحو بها محوية
تقرب الأقصى بلفظ موجز
…
وتبسط البذل بوعد منجز
وتقتضي رضا بغير سخط
…
فائقة ألفية ابن معط
1 التذييل: زيادة حرف ساكن على ما آخره وتد مجموع.
2 الترفيل: زيادة سبب خفيف على ما آخره وتد مجموع.
تمرينات على بحر الرجز
التدريب الأول:
1 بين عروض الرجز وضربه في الأبيات التالية، واذكر نوع الزحاف في كل بيت:
أ- كأنما الماء عليه الجسر
…
درج بياضٍ فيه سطر
ب- يا خائف الموت وأنت سائقه
…
تفر من شيء وأنت ذائقه؟
ج- وبقعة من أحسن البقاع
…
يبشر الرائد فيها الراعي
د- أروح القلب ببعض الهزل
…
تجاهلا مني بغير جهل
التدريب الثاني:
ما نوع الرجز في الأمثلة التالية:
1 يا رب ظبي بمكانٍ خال
…
صبحته والليل ذو أهوال
2 ومرتدٍ
…
بطرةٍ..
…
مسبلة الطرائف..
كأنها
…
مرسلة
…
من زردٍ مضاعف..
3 أستعمل الشدة في أوانها
…
وأغفر الزلة في إبانها
يا لك أحباء، على عدوانها
…
نسوانها أمنع من فرسانها!
التدريب الثالث:
عين بحر كل بيت فيما يلي:
1 ما العمر ما طالت به الدهور
…
العمر ما تم به السرور
2 إن الغني هو الغني بنفسه..
…
ولو أنه عاري المناكب حاف
ما كل ما فوق البسيطة كافيًا
…
فإذا قنعت فكل شيء كاف
3 إن زرت خرشنة أسيرا
…
فلكم أحطت بها مغيرا
من كان مثلي لم يمت
…
إلا أسيرًا أو أميرًا
4 قامت إلى جاراتها
…
... تشكو بذل وشجا
أما ترين ذا الفتى؟
…
مر بنا ما عرجا
إن كان ما ذاق الهوى
…
فلا نجوت إن نجا
5 كل حيٍ عند ميتته
…
حظه من ماله الكفن
البحر الثامن: الرمل
وزنه
في الأصل:
فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
…
فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
زحاف الرمل: يدخل الرمل من الزحاف:
1 الخبن: وهو هنا حذف الثاني الساكن من التفعيلة، وعلى ذلك تصبح فاعلاتن فعِلاتن فبعد أن تكون وتدًا مجموعًا بين سببين خفيفين تصير فاصلة صغرى وسببًا خفيفًا. وهذا هو الزحاف المستحسن في الرمل.
وقد يدخله نوعان آخران من الزحاف هما:
أ- الكف أي: حذف السابع الساكن، وبذلك تصبح فاعلاتن فاعلاتُ بتاء متحركة.
ب- الشكل: وهو اجتماع الخبن مع الكف، فتصبح فاعلاتن فعِلاتُ بتاء متحركة.
ويستعمل الرمل تامًّا ومجزوءا.
1 الرمل التام.
عروضه دائمًا محذوفة1، بمعنى أن يحذف السبب الخفيف من آخر فاعلاتن فتصير فاعلا، وتنقل إلى فاعلن. وبذلك يصبح الوزن المستعمل للرمل التام هو:
فاعلاتن فاعلاتن فاعلن
…
فاعلاتن فاعلاتن فاعلن
عروض الرمل التام وأضرابه:
عروض الرمل التام محذوفة دائمًا، أي: فاعلن، ولهذه العروض ثلاثة أضرب كالآتي:
1 محذوف أي: فاعلن.
2 مقصور أي: دخله القصر، وهو حذف السابع الساكن وإسكان ما قبله وبذلك تصبح فاعلاتن فاعلاتْ بسكون التاء.
3 صحيح أي: فاعلاتن. وعلى ذلك يكون العروض والأضرب هكذا.
العروض الضرب
محذوفة فاعلن (1) محذوف فاعلن
مع جواز خبنها (2) مقصور فاعلاتْ بسكون التاء
(3)
صحيح فاعلاتن
1 وقد تأتي عروض الرمل على الأصل، أي صحيحة مع ضرب صحيح، كقول المتنبي
إنما بدر بن عمار سحاب
…
هطل فيه ثواب وعقاب
إنما بدر رزايا وعطايا
…
ومنايا وطعان وضراب
ما يجيل الطرف إلا حمدته
…
جهدها الأيدي وذمته الرقاب
النوع الأول: العروض محذوفة والضرب محذوف كذلك. مثاله
قول الشاعر:
علميني حكمة في طيها
…
بلسم الروح وترياق الجسد
يا حبيبي قالت العين التي
…
عرفت أنا انتهينا
…
للأبد
كل ما في الأرض من فلسفة
…
لا يعزي فاقدًا عمن فقد
النوع الثاني: العروض محذوفة والضرب مقصور، أي: فاعلاتْ بسكون التاء، ومثاله قول الشاعر:
يا رجاء العمر لو كان الرجاء
…
غير صبح الوهم أو ليل الشقاء
سر كما تهوى على أشلائنا
…
وعلى الماضي الذي جاز السماء
وانزع الرحمة.. لا تحفل بها
…
إنما الرحمة شرع الضعفاء
حبذا الكفران بالحب ولا
…
حبذا الإيمان فيه والوفاء
والنوع الثالث: العروض محذوفة والضرب صحيح فاعلاتن ومثاله
قول الشاعر:
حدثوني بالمنى يا أصدقائي
…
وصفوا لي بعض أوقات الهناء
مظلم النفس كأني ملك
…
غضب الله عليه في السماء
والبيت الأول هنا هو مطلع القصيدة، ولذا دخله التصريع فصارت العروض فيه صحيحة مثل الضرب، ولكن العروض تعود بعد البيت الأول محذوفة كأصلها كما يلاحظ في البيت الثاني.
2 الرمل المجزوء:
الرمل المجزوء هو ما حذف منه ثلثه، وبذلك يصبح كل شطر تفعيلتين اثنتين فقط.
عروض الرمل المجزوء وأضربه:
للرمل المجزوء عروض واحدة صحيحة دائمًا، أي: فاعلاتن، ولهذه العروض ثلاثة أضرب هي:
1 صحيح أي: فاعلاتن.
2 صحيح مسبغ أي: صحيح دخله التسبيغ، وهو زيادة حرف ساكن على السبب الخفيف آخر التفعيلة، وبذلك تصبح فاعلاتن فاعلاتان.
3 محذوف: أي: فاعلا وتنقل إلى فاعلن، وعلى ذلك يكون عروض مجزوء الرمل وأضربه هكذا.
العروض الضرب
صحيحة فاعلاتن (1) صحيح فاعلاتن مع جواز خبنها
مع جواز خبنها (2) صحيح مسبغ فاعلاتان
(3)
محذوف فاعلن
النوع الأول. العروض صحيحة والضرب صحيح كذلك.
مثاله قول الشاعر:
في ظلال النخلات
…
والورود الحالمات
جلس الشاعر حيرا
…
ن كثير الحرقات
صامتًا في نفسه قد
…
عاف طعم الكلمات
تزبد الدنيا
…
وترغي
…
وهو في نوم سبات
لا يبالي بعد ما عا
…
نى شديد الضربات
نامت الدنيا أم اهتز
…
ت بشتى الحادثات
دعه في صمت كصمت الـ
…
ـموت جهم الطلعات
ما غناء القول والشعـ
…
ـر لدى قومٍ قساة؟
النوع الثاني: العروض صحيحة فاعلاتن والضرب صحيح مسبغ فاعلاتان ومثاله قول الشاعر:
لان حتى لو مشى الذر
…
عليه كاد يدميه
وكقول الشاعر:
أترى أدعوك من أهـ
…
ـواه؟ كلا لست أدعوك
أو تراني أرتجي وصـ
…
ـلك يومًا؟ كيف أرجوك؟
النوع الثالث: العروض صحيحة والضرب محذوف فاعلن.
يا حبيبي إن تنم عنـ
…
ـي فإني لم أنم
أسهر الليل أغنيـ
…
ـك بآلاف النغم
ليت إذ أدعوك يومًا
…
لا تقل: لا بل نعم
تدريبات على بحر الرمل
التدريب الأول:
الأبيات التالية من بحر الرمل التام أومجزوئه. بين نوع العروض والضرب في كل منها، واذكر نوع الزحاف في كل منها إن وجد:
1 إن هذا الشعر في الشعر ملك
…
سار فهو الشمس والدنيا فلك
2 لا تقل لي في غدٍ موعدنا
…
الغد المرجو ناءٍ كالنجوم
3 أيها الساكن عيني ودمي
…
أين في الدنيا مكان لست فيه؟
4 هل ترى النعمة دامت
…
لصغير أو كبير
…
؟
5 ما أبالي بعد يومي..
…
طال ليلي أم قصر
التدريب الثاني:
عين بحر كل بيت من الأبيات التالية، وبين ما فيها من زحاف:
1 لا أذود الطير عن شجرٍ
…
قد بلوت المر من ثمره
2 ألم تر ما بنى كسرى
…
وسابور لمن غبرا؟
3 إنما الدينا عباب ضمنا
…
وشطوط من حظوظ فرقتنا
4 كأنما لسانه....
…
شد بحبلٍ
…
من مسد
5 أنت للمال إذا أمسكته
…
وإذا أنفقته فالمال لك
6 إن الخليفة قد أبى
…
وإذا أبي شيئًا أبيته
7 أحمد الله على ما
…
سر من أمري وساء
8 قتل الإنسان ما أكفره
…
إنه أظلم من في العالمين!
التدريب الثالث:
قطع الأبيات التالية على حسب تفاعيلها، بعد كتابتها كتابة عروضية:
1 عجبًا يا بحر تحيا بالمعاني
…
في أوانٍ ثم تفنى في أوان
2 هو في الروم مقيم
…
وله في الشام قلب
3 خرج المدفع يطوي مدفعًا
…
الأساطيل اتقته والحصون
البحر التاسع: السريع
وزنه
…
البحر التاسع: السريع
ووزنه في الأصل:
مستفعلن مستفعلن مفعولات
…
مستفعلن مستفعلن مفعولات
وعروض هذا البحر مفعولات لا تبقى صحيحة، وإنما يدخلها نوعان من الزحاف هما الطي والكسف.
1 الطي: وهو حذف الرابع الساكن وهو هنا الواو، فتصير مفعولات بعد الطي مفعلات.
2 والكسف: وهو حذف السابع المتحرك وهو هنا التاء، فتصير مفعلات بعد الكسف مفعلا، وتنقل إلى فاعلن وبذلك يصير وزن هذا البحر:
مستفعلن مستفعلن فاعلن
…
مستفعلن مستفعلن فاعلن.
وهذا البحر يستعمل تامًّا ومشطورًا: ولا يستعمل مجزوءًا؛ لأن الرجز
يشاركه في الحشو، فعندما يكون البيت على أربع تفعيلات كلها مستفعلن يكون من مجزوء الرجز. أما المشطور، وهو ما بقي البيت منه على ثلاث تفعيلات فقط، فقد جاز في هذا البحر لأنه لا يمكن أن يختلط بمشطور الرجز أو مجزوئه.
زحاف السريع: يدخل هذا البحر من الزحاف ما يدخل حشو الرجز أي يدخله الخبن والطي والخبل.
1 فالخبن: حذف الثاني الساكن، وعلى هذا تصير مستفعلن متفعلن.
2 والطي: حذف الرابع الساكن، وعلى هذا تصير مستفعلن مستعلن.
3 والخبل: حذف الثاني الساكن والرابع الساكن معًا، وعلى هذا تصير مستفعلن متعلن.
عروض السريع التام وضربه: للسريع التام عروضان:
الأولى: مطوية مكسوفة: فاعلن، ولها ثلاثة أضرب:
(1)
مطوي مكسوف: فاعلن. (2) أصلم 1 مفعو أو فعْلن بسكون العين. (3) مطوي موقوف2 مفعلاتْ بسكون التاء.
الثانية: فعَلن، بفتح العين فهي مخبولة مكسوفة. وأصلها مفعولات فدخلها الخبل وهو حذف الثاني الساكن والرابع الساكن معًا فصارت معلات، ثم دخلها الكسف، وهو حذف السابع المتحرك وهو التاء هنا فصارت معلا أي: فاصلة صغرى ثم نقلت إلى فعَلن بفتح العين؛ ولذلك فالعروض في هذه الحالة مخبولة مكسوفة.
وضرب هذه العروض نوعان: 1 مخبول مكسوف كذلك، أي: فعلن
2 أصلم أي: فعْلن بسكون العين. ويمكن تلخيص أعاريض السريع وأضربه على الوجه التالي:
1 الصلم: حذف الوتد المفروق
2 الوقف: إسكان السابع المتحرك.
العروض الضرب
1 مطوية مكسوفة: فاعلن (1) مطوي مكسوف: فاعلن
(2)
أصلم مفعو أو فعْلن بسكون العين
(3)
مطوي موقوف: مفعلات بسكون التاء، وتنقل إلى فاعلات
2 مخبولة مكسوفة: فعَلن بفتح العين
(1)
مخبول مكسوف: فعَلن بفتح العين كذلك.
(2)
أصلم: مفعو أو فعْلن
النوع الأول: العروض فاعلن والضرب فاعلن كذلك، مثاله قول الشاعر:
مقالة السوء إلى أهلها
…
أسرع من منحدر السائل
ومن دعا الناس إلى ذمه
…
ذموه بالحق وبالباطل
وكقول الشاعر:
يا ليت لي دهر من غاية
…
أسعى إليها فيك مستبسلاً
تخطو بي الأيام في قفرة
…
جرداء لا ألقى بها منزلا
النوع الثاني: العروض فاعلن والضرب فعْلن بسكون العين.
ومثاله قول الشاعر:
في الناس من لا يرتجى نفعه
…
إلا إذا مس بأضرار
كالعود لا يطمع في ريحه
…
إلا إذا أحرق بالنار
النوع الثالث: العروض فاعلن والضرب، مفعلات أو فاعلات
بسكون التاء. ومثاله قول الشاعر:
يا زورق النور.. إلى جنتي
…
طر بي على الأمواج طير العقاب
وأطلق البشرى.. عسى أن أرى
…
أسوارها من خلف هذا الضباب
قد شفني الشوق لوكر المنى
…
وما به من كل مرأى عجاب
يا فرحتي بالنور
…
يا فرحتي
…
ويا نعيم القلب بعد العذاب
النوع الرابع: العروض فعَلن بفتح العين والضرب كذلك فعَلن بفتح العين. ومثاله قول الشاعر:
حتام تقضي العمر منتقلاً
…
في الأرض لا تأوي إلى وطن
الأهل.. كل الأهل ما برحوا
…
من طول يوم البين في حزن
عد يا غريب الدار إن بها
…
شوقًا لمرأى وجهك الحسن
النوع الخامس: العروض فعَلن بفتح العين والضرب فعْلن بسكون العين مثاله:
يا أيها الزاري على عمرٍ
…
قد قلت فيه غير ما تعلمْ
وتجدر الإشارة إلى أن السريع أكثر ما يستعمل يكون تامًّا، وقلما يستعمل مشطورًا.
وي حالة استعماله مشطورًا يأتي على ضربين: تام موقوف: مفعولات، ومكسوف: مفعولا.
مثال الضرب الأول التام الموقوف مفعولات:
خليت قلبي في يدي ذات الخال
…
مصفدًا مقيدًا في الأغلال
ومثال الضرب الثاني المكسوف مفعولا:
ويحيى قتيلاً ما له من عقل
…
بشادن يهتز مثل النصل
تدريبات على بحر السريع
التدريب الأول:
الأبيات التاية من بحر السريع. اذكر نوع العروض والضرب في كل منها، وعين نوع الزحاف في كل بيت:
1 لله در البين ما يفعل
…
يقتل من شاء ولا يقتل
2 قد عذب الموت بأفواهنا
…
والموت خير من حياة الذليل
3 مالي وللدهر وأحداثه..
…
لقد رماني بالأعاجيب
4 النشر مسك والوجوه دنا
…
نير وأطراف الأكف عنم
5 الموت نقاد على كفه
…
جواهر يختار منها الجياد
6 ألحاظه في الحب قد قتلت
…
نفسًا بلا نفسٍ ولم تظلم
7 أمس الذي مر على قربه
…
يعجز أهل الأرض عن رده
8 عرضت صبري وسلوي له
…
فاستشهدا في طاعة الحب
التدريب الثاني:
عين بحر كل بيت من الأبيات التالية، وإن وجد فيه زحاف فاذكره:
1 هيهات ما في الناس من خالد
…
لا بد من فقد ومن فاقد
2 وما لي إلا آل أحمد شيعة
…
وما لي إلا مذهب الحق مذهب
3 والدهر في قصته حاذق
…
يملي ولا يبدو مع اللاعبين
4 أقول إذا امتلأت أسى لنفسي
…
أيا نفس اصبري أبدًا وطيبي
5 آه من يأخذ عمري كله
…
ويعيد الجهل والطفل القديما؟
6 يا ليل نام الناس عن موجع
…
ناء على مضجعه نابي
7 لا تجزعوا للشاعر الملهم
…
ما مات لكن صار في الأنجم
التدريب الثالث:
بين نوع المشطور في الأمثلة التالية:
1 قد قلت للباكي رسوم الأطلال:
…
يا صاح ما هاجك من ربع خال؟
2 رب نجوم في ظلام أزرق
…
راعيتها في مغرب ومشرق
3 لا تعذلاني إنني في شغل
…
يا صاحبي رحلي أقلا عذلي
التدريب الرابع:
البيتان التاليان من بحر السريع. قطعهما على حسب تفاعيلهما بعد كتابتهما كتابة عروضية:
1 ليلان: ليل صبحه يرتجى
…
وليل نفسٍ ما له من نفاد
2 لا باد أعداؤك بل خلدوا
…
حتى يروا فيك الذي يكمد
البحر العاشر: المنسرح
وزنه
في الأصل:
مستفعلن مفعولات مستفعلن
…
مستفعلن مفعولات مستفعلن.
والتفعيلة الوسطى في كل شطر مفعولاتُ محركة الآخر.
ويلاحظ على كل التفاعيل العروضية أنها ساكنة الأواخر إلا إذا دخلها زحاف.. ويستثنى من ذلك تفعيلة المنسرح هذه فإنها محركة الآخر بدون زحاف.
زحاف المنسرح:
يدخل حشو المنسرح زحاف الخبن في مستفعلن فتصير متفعلن، أو زحاف الطي فتصير مستعلن، أو الخبن والطي معًا فتصير متعلن.
ويدخل زحاف الطي في مفعولات فتصير مفعلات والأحسن في هذه التفعيلة أن تستعمل مطوية مفعلات أي بوتدين مفروقين. وقد يدخلها الخبن بالإضافة إلى الطي فتصير معلات، وتنقل إلى فعلات.
وقد تأتي تامة بدون زحاف مفعولات.
عروض المنسرح وضربه:
عروض المنسرح وضربه مستفعلن لا يستعملان صحيحين بل يدخلهما الطي، أي حذف الرابع الساكن، وبذلك تصبح تفعيلة العروض والضرب بوزن مستعلن وبذلك يصير وزن المنسرح هكذا:
مستفعلن مفعولات مستعلن
…
مستفعلن مفعولات مستعلن
ويتضح من ذلك أن للمنسرح عروضًا واحدة مطوية أي: مستعلن ولهذه العروض ضربان: أحدهما مطوي كذلك كما أوضحنا آنفًا، والثاني ضرب مقطوع مستفعل أي: بحذف السابع وتسكين ما قبله، وهذا الضرب قليل الاستعمال.
ويمكن تلخيص عروض المنسرح وأضربه على الوجه التالي:
العروض الضرب
عروض مطوية (1) مطوي كذلك مستعلن
مستعلن (2) مقطوع مستفعلْ بتسكين اللام.
النوع الأول: العروض مطوية والضرب مطوي كذلك مستعلن من ذلك قول الشاعر:
يا رئم هات الدواة والقلما
…
أكتب شوقي إلى الذي ظلما
من صار لا يعرف الوصال وقد
…
زاد فؤادي في حبه ألما
غضبان قد ضرني هواه ولو
…
يسأل مما غضبت؟ ما علما
أظل يقظان في تذكره
…
... حتى إذا نمت كان لي حلما
تقطع البيت الأول:
يا رئم ها تد دواة ولقلما
…
أكتبشو قي إللل ذي ظلما
اه اااه اه ااه ااه اااه
…
اه اه ااه اه ااه ااه اااه
مستفعلن مفعلات مستعلن
…
مستعلن مفعلات مستعلن
ومن ذلك نرى أن مفعولات في الحشو مطوية في الشطرين، وهذا هو الكثير في هذه التفعيلة. ومن غير الكثير ورودها صحيحة مفعولات بدون طي، كما في الشطر الثاني من البيت الثاني وهو:
زاد فؤادي في حبه ألما
وتقطيعه
زاد فؤا دي في حببـ هي ألما
اه اااه اه اه اه ااه اا اهـ
مستعلن مفعولات مستعلن
النوع الثاني: العروض مطوية مستعلن، والضرب مقطوع مستفعل بسكون اللام.
ومثاله قول الشاعر:
يا قوم هل للبلاد من رجل
…
يعيد كالأمس مجدَ أهليها؟
تقطيع هذا البيت:
يا قومهل للبلاد من رجلن
اه اه ااه اه ااه ااه اااه
مستفعلن مفعلات مستعلن
يعيد كل أمس مجد أهليها
ااه ااه اه ااه ااه اه اه
متفعلن مفعلات مستفعل
ويستعمل المنسرح تامًا ومنهوكًا. أما التام فقد مر الكلام عن وزنه وزحافاته وعروضه وضربيه مع التمثيل لكل نوع.
أما منهوك المنسرح فهو ما جاء على تفعيلتين فقط في كل بيت، أي: مستفعلن مفعولات. وتستعمل مفعولات بطريقين:
1 الوقف: وهو تسكين السابع المتحرك فتكون التفعيلة موقوفة، مثل:
يا موطنًا للأحرار
…
يا معقلاً للثوار
يا قبلة للأنظار
…
عش للعلى باستمرار
2 الكسف: وذلك بحذف السابع المتحرك، أي: التاء من مفعولات فتصير مفعولا وتنقل إلى مفعولن ومثاله:
مهلاً عذولي مهلا
…
إن كنت تبغي نيلا
مني وتبغي عذلا
…
فلن تراني سهلا
تدريبات على بحر المنسرح
التدريب الأول:
الأبيات التالية من بحر المنسرح. بين نوع العروض والضرب في كل منها، واذكر فيه من زحاف، إن وجد:
1 ما لنجوم السماء حائرة
…
أحالها في بروجها حالي؟
2 إذا صديق نكرت جانبه
…
لم تعيني في فراقه الحيل
3 فما ترجى النفوس من زمن
…
أحمد حاليه فيك محمود؟
4 تلك المودات كيف تهملها؟
…
تلك المواعيد كيف تغفلها؟
5 يا بدر يا بحر يا غمامة يا
…
ليث الشرى يا حمام يارجل
6 إن هربوا أدركوا وإن وقفوا
…
خشوا ذهاب الطريف والتالد
عين بحر كل بيت من الأبيات التالية، مع ذكر عروضه وضربه وبين نوع الزحاف فيه، إن وجد:
1 ياواسع الداركيف توسعها
…
ونحن في صخرة نزلزلها؟
2 عاذلي لو شئت لم تلم
…
فبسمعي عنك كالصمم
3 لو أنكرت من حيائها يده
…
في الحرب آثارها عرفناها
4 ما أجدر الأيام والليالي
…
بأن تقول ما له وما لي؟
5 إن برقوا فالحتوف حاضرة
…
أو نطقوا فالصواب والحكم
6 أنكرني حتى كأن لم يكن
…
يعرفني من دهره يومًا
7 لو كان مثلك كل أمٍ برةٍ
…
غني البنون بها عن الآباء
8 الناس مالم يروك أشباه
…
والدهر لفظ وأنت معناه
9 ورددت ما كنت استعر
…
ت من الشباب إلى المعير
10 يا أعدل الناس إلا في معاملتي
…
فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
11 إنك من معشرٍ إذا وهبوا
…
ما دون أعمارهم فقد بخلوا
12 أيها الشاعر كم من زهرة
…
عوقبت لم تدر يومًا ذنبها
التدريب الثالث:
الأبيات التالية من بحر المنسرح. قطعتها على حسب تفاعيلها بعد كتابتها كتابة عروضية:
1 أنا الذي لا تكاد تلحظه
…
مقلة دهر إلا على على وجل
2 إن نيوب الزمان تعرفني
…
أنا الذي طال عجمها عودي1
3 ففي فؤاد المحب نار جوي
…
أحر نار الجحيم أبردها
1 عجم العود: عضه ليعرف أصلب هو أم رخو: وعجمت عوده: بلوت أمره وخبرت حاله.
البحر الحادي عشر: الخفيف
وزنه
…
البحر الحادي عشر: الخفيف
ووزن الخفيف هو:
فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن
…
فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن
زحاف الخفيف:
يدخل الخفيف من الزحاف الخبن والتشعيث، وقد يدخله الكف.
1 الخبن: والخبن، الذي هو حذف الثاني الساكن، يدخل في تفعيلتين: هما: فاعلاتن، ومستفع لن. فبسبب الخبن تصبح فاعلاتن فعلاتن بفاصلة صغرى وسبب خفيف، وذلك الزحاف جائز في التفعيلة سواء أكانت حشوا أم عروضًا أم ضربًا.
وكذلك يدخل زحاف الخبن على مستفع لن فتصبح بعد حذف السين متفع لن بوتدين مجموعين.
2 التشعيث: وهو حذف العين من فاعلاتن أي: حذف أول الوتد المجموع فيها فتصبح فالاتن أي: بثلاثة أسباب خفيفة، وذلك الزحاف يحدث في
تفعيلة الضرب، ويقل في غيرها من فاعلاتن التي تأتي في ثنايا البيت، أي في حشوه وعروضه.
3 الكف: وقد يدخل الكف، وهو حذف السابع الساكن من فاعلاتن، فتصير فاعلاتُ بتاء متحركة. ولكن العروضيين يعتبرون دخول هذا الزحاف في الخفيف أمرًا قبيحًا شاذًّا، ولذلك يحسن بالشعراء أن ينأوا عنه كلما كان ذلك ممكنًا.
وتجدر الإشارة إلى أن الطي وهو حذف الرابع الساكن لا يدخل على مستفع لن في هذا البحر. ومعنى ذلك أنه يمتنع حذف الفاء من مستفع لن.
الخفيف التام والمجزوء:
يستعمل الخفيف تامًا ومجزوءًا، ولكل منهما أعاريض وأضرب خاصة به.
أعاريض الخفيف التام وأضربه:
صحيحة فاعلاتن (1) صحيح: فاعلاتن، ويجوز فيه التشعيث
مع جواز خبنها (2) محذوف: فاعلن، ويجوز فيه الخبن.
النوع الأول: العروض صحيحه والضرب صحيح كذلك، مثاله
قول الشاعر:
أنت يا قاصيا أظل أناجيه
…
وأسعى إليه بين الصخور
ائت يا مشرقًا تحجب بالغيـ
…
ـب بيدًا
…
هناك خلف الدهور
أنت يا عالمًا تحن له الأر
…
واح من مطلع الحياة المنير
أنت يا من إليه أزجي أناشـ
…
ـيد حنيني في وقفتي وعبوري
أنت يا من إذا رآني أعدو
…
خلفه غاب في ضباب العصور
أنت من أنت؟ إنني لست أدري
…
كنه هذا المقنع المنظور!
تقطيع البيت الخامس:
أنت يا من إذا رأا نيأعدو
…
خلفهوغا بفي ضبا بلعصوري
اه ااه اه ااه ااه اااه اه
…
اه ااه اه ااه ااه اه ااه اه
فاعلاتن متفع لن فعلاتن
…
فاعلاتن متفع لن فاعلاتن
فالتفعيلة الثانية والخامسة متفع لن قد دخلها الخبن فحذفت منها السين، والتفعيلة الثالثة فاعلاتن دخلها الخبن كذلك فحذفت ألفها، ومن ذلك نرى أن العروض في هذا البيت قد شاركت الحشو في جواز دخول زحاف الخبن على كل منهما.
وإذا قطعنا البيت الأخير هنا فإننا نرى أن التشعيث وهو حذف العين من فاعلاتن قد دخل في ضربه هكذا.
أنت من أن ت إننني لست أدري
…
كنهها ذل مقننعل منظوري
اه ااه اه ااه ااه اه ااه اه
…
اه ااه اه ااه ااه اه اه اه
فاعلاتن متفع لن فاعلاتن
…
فاعلاتن متفع لن فالاتن
فالضرب هنا بعد دخول التشعيث عليه قد صار فالاتن.
النوع الثاني: العروض صحيحة فاعلاتن والضرب محذوف فاعلن وأكثر ما يكون هذا الضرب مخبون، أي: فعلن ومثاله:
رزق المجد والنجاح دوامًا
…
من يقضي الحياة في عمل
ليس من عاش ساعيا في اجتهاد
…
كالذي عاش دائم الكسل
أما الضرب المحذوف من غير خبن، أي: فاعلن فنادر الاستعمال في الشعر، ومثاله:
خل عنك الأسى وعش مطئنا
…
في ظلال المنى ودفء الهوى
وانس ما كان يوم كنت غريرًا
…
تجهل الحب ناره والجوى
مجزوء الخفيف:
يأتي مجزوء الخفيف على أربع تفعيلات، كل اثنتين في شطر هكذا:
فاعلاتن مستفع لن
…
فاعلاتن مستفع لن
زحاف مجزوء الخفيف: ويدخل في مجزوء هذا البحر:
1 الخبن: في فاعلاتن فتصير فعلاتن، وفي مستفع لن فتصير متفع لن.
2 القصر: وهو حذف ساكن السبب الخفيف وتسكين ما قبله. ويدخل في الضرب فقط فتصير مستفع لن مستفع لْ بسكون اللام.
عروض مجزوء الخفيف وضربه:
1 العروض صحيحة والضرب صحيح مستفع لن وذلك قليل الورود.
2 العروض صحيحة والضرب مخبون مقصور متفع لْ بسكون اللام، وذلك نادر.
3 العروض مخبونة والضرب مخبون كذلك متفع لن وذلك هو الغالب في هذا المجزوء.
ويمكن تلخيص أعاريض هذا المجزوء وأضربه على الوجه التالي:
العروض الضرب
1 صحيحة: 1 صحيح مستفع لن قليل الورود.
مستفع لن 2 مخبون مقصور متفع لْ بسكون اللام، نادر.
2 مخبونة: متفع لن 3 مخبون متفع لن، وذلك هو الغالب في هذا المجزوء.
النوع الأول: العروض صحيحة والضرب صحيح، وهو قليل الورود ومثاله:
ليت شعري أين التي
…
من هواهالم أسلم؟
كيف غابت عن خاطري
…
ليتها ظلت.. ملهمي
النوع الثاني: العروض صحيحة والضرب مخبون مقصور متفع لْ وهذا النوع نادر في الشعر. ومثاله:
كل خطب إن لم تكو
…
نوا غضبتم يسير
النوع الثالث: العروض مخبونة والضرب مخبون كذلك متفع لن وهو الغالب، ومثاله قول الشاعر جميل صدقي الزهاوي:
لا تسل عن دموعنا
…
يوم جاءت تودع
يوم أشكو الجوى فتصـ
…
ـغى وتشكو فأسمع
حدثتني عن الفرا
…
ق وما فيه من أذى
حبذا ذلك الحديـ
…
ـث لو امتد حبذا
تدريبات على بحر الخفيف
التدريب الأول.
الأبيات التالية من بحر الخفيف. بين نوع العروض والضرب في كل منها، واذكرما فيه من زحاف، إن وجد. ما فيه من زحاف، إن وجد.
1 وإذا كانت النفوس كبارًا
…
تعبت في مرادها الأجسام
2 كلما أنبت الزمان قناة
…
ركب المرء في القناة سنانًا
3 عش عزيزًا أو مت وأنت كريم
…
بين طعن القنا وخفق البنود
4 ما لنا في الندى عليك اختيار
…
كل ما يمنح الشريف شريف
5 كلما رحبت بنا الأرض قلنا:
…
حلب قصدنا وأنت السبيل
6 وكثير من الرجال حديد
…
وكثير من القلوب صخور
التدريب الثاني.
عين بحر كل بيت مما يلي، مع ذكر العروض والضرب فيه، وكذلك الزحاف، إن وجد.
1 من يهن يسهل الهوان عليه
…
ما لجرح بميتٍ إيلامُ
2 يجرفنا السيل إن بقينا
…
نعيش في حالة انفرادِ
3 وفؤادي من الملوك وإن كا
…
ن لساني يُرىَ من الشعراء
4 يفضُل الصحةَ عندي أنني
…
بعضُ ما تطوي عليه جانبيكْ
5 ذلَّ مَن يغط الذليلَ بعيشٍ
…
رُبَّ عيشٍ أخفُّ منهُ الحِمامُ
6 إنك من معشر إذا وهبوا
…
ما دون أعمارهم فقد بخلوا
7 كنا نباغتهم في حيثما كمنوا
…
كنا نشد عليهم كلما هجموا
8 لَوْ رَمى اللَهُ بِالفِراقِ المَنايا
…
شُغِلَت عَنْ طِلابِها لِلنُّفُوسِ
التدريب الثالث.
عين نوع المجزوء في كل بيت مما يلي، مع ذكر العروض والضرب فيه، وذكر الزحاف الذي طرأ عليه.
1 كيف أنجو من الهوى
…
وهو في القلب داخل
2 اخدموا الشعب بحق
…
واذكروه باحترام
لا تخونوا الشعب فالشعـ
…
ـب عزيز ذو انتقام
3 تبني سعادتها الشعو
…
ـب على اتحاد وانضمام
4 أنا للشعر في العرا
…
ق أديب مجدد
أنا في جنب دجلة
…
عندليب يغرد
التدريب الرابع:
الأبيات التالية من بحر الخفيف. اكتبها كتابة عروضية ثم قطعها على حسب تفاعيلها:
1 وإذا لم يكن من الموت بد
…
فمن العجز أن تكون جبانا
2 نحن أدرى وقد سألنا بنجد
…
أقصير طريقنا أم يطول
وكثير من السؤال اشتياق وكثير من رده تعليل
البحر الثاني عشر: المضارع
وزنه
…
البحر الثاني عشر: المضارع
وزن المضارع بالنظر لنظام الدوائر ست تفعيلات: ثلاث في كل شطر هكذا:
مفاعيلن فاع لاتن مفاعيلن
…
مفاعيلن فاع لاتن مفاعيلن
والعروضيون يعتبرون المضارع مجزوءًا وجوبًان أي من أربع تفعيلات فقط، على أساس اثنتين في كل شطر. وعلى ذلك فالوزن المستعمل للمضارع هو:
مفاعيلن فاع لاتن
…
مفاعيلن فاع لاتن
حشو المضارع:
وحشو المضارع هو التفعيلة مفاعيلن في كِلا الشرطرين. وهذه التفعيلة يدخلها أحيانًا زحاف القبض، وهو حذف الخامس الساكن، فتصبح مفاعلن.
وأحيانًا يدخلها زحاف الكف، وهو حذف السابع الساكن، فتصبح مفاعيلُ بتحريك اللام.
وحشو هذا البحر يخالف حشو ما سبقه من البحور من حيث أنه يجب فيه
الزحاف. وعلى ذلك لا تستعمل مفاعيلن في هذا البحر صحيحة، ولكن يجب إما قبضها أو كفها، والكف وهو مفاعيل بتحريك اللام هو الأكثر شيوعًا في الاستعمال.
والتفعيلة الثانية من كل شطر والتي تمثل عروض المضارع وضربه لا تستعمل إلا صحيحة فاع لاتن أي أن الزحاف لا يدخل في أي مقطع من مقاطعها.
وعلى ذلك فعروض المضارع صحيحة دائمًا وضربها صحيح كذلك.
ومثاله قول الشاعر:
متى تسمح الليالي
…
بأن يشرق الصباح؟
لكي تسعد البلاد
…
ويعنو لها النجاح
ومن أمثلته أيضًا قول الشاعر:
ألا من يبيع نومًا
…
لمن قط لا ينام
لمن ذاب في هواه
…
ومن شفه الهيام
لئن كان ليس يشكو
…
لقد هده السقام
ومن نام فالكرى ذا
…
ك في شرعه الحرام
وتقطيع البيت الأول من المثال الأخير هكذا:
ألا من يـ بيعنو من
…
لمن قطط لا ينامو
ااه اه ااه اا هـ اه
…
ااه اه ااه اا هـ اه
مفاعيل فاع لاتن
…
مفاعيل فاع لاتن
ويمكن تقطيع بقية أبيات المثال الأخير هكذا:
لمن ذاب في هواهو
…
ومن شفف هلهيامو
مفاعيل فاع لاتن
…
مفاعيل فاع لاتن
لئن كان ليس يشكو
…
لقد هدد هسقامو
مفاعيل فاع لاتن
…
مفاعيل فاع لاتن
ومن نام فلكرى ذا
…
كفى شرع هلحرامو
مفاعيل فاع لاتن
…
مفاعيل فاع لاتن
ويلاحظ بعد تقطيع هذه الأبيات أن جميع تفاعيل الحشو فيها مكفوفة
مفاعيل بحذف النون الساكنة في الآخر، مع إبقاء اللام متحركة على الأصل. كذلك يلاحظ أن تفعيلة العروض والضرب التي هي فاع لاتن
تأتي صحيحة دائمًا، أي أن الزحاف لا يدخل في أي مقطع من مقاطعها.
تمرينات على بحر المضارع
التدريب الأول:
القطعة التالية من بحر المضارع. اذكر نوع الزحاف الذي دخل على حشو كل بيت، وبين أهو واجب أم جائز:
أرى للصبا وداعًا
…
وما يذكر اجتماعًا
كأن لم يكن جديرًا
…
بحفظ الذي أضاعا
ولم يصبنا سرورًا
…
ولم يلهنا سماعًا
فجدد وصال صب
…
متى تعصه أطاعا
فإن تدن منه شبرًا
…
يقربك منه باعا
التد ريب الثاني:
عين بحر كل بيت من الأبيات التالية، مع ذكر العروض والضرب في كل بيت:
1 لسوف أهدي لسلمى
…
ثناء على ثناء
2 قصرت مدة الليالي المواضي
…
فأطالت بها الليالي البواقي
3 وقلنا لهم وقالوا
…
وكل له مقال
4 لما رأت مقلتي محاسنه
…
ردت فلم تشق غلتي الحرى
5 أيا رب كيف أحيا
…
إذا تخليت عني؟
6 لا يثبت العز على فرقة
…
غيرك بالباطل مخدوع
7 ألا كل ما تؤدي
…
لأهليك لا يضيع
8 ولئن ساءك يوم فاعلمي
…
أن سيتلوه سرور بغد
التدريب الثالث:
القطعة التالية من بحر المضارع. اكتبها كتابة عروضية ثم قطعها على حسب تفاعيلها:
وكم قلت سوف يأتي
…
إلى داره الغريب
ويملأ الدار أنسًا
…
فتزدهي وتطيب
وها هو العمر يمضي
…
وما أتانا الحبيب
البحر الثالث عشر: المقتضب
وزنه
…
البحر الثالث عشر: المقتضب
وزن المقتضب بحسب نظام الدوائر هو:
مفعولات مستفعلن مستفعلن
…
مفعولات مستفعلن مستفعلن
ووزنه المستعمل هو:
مفعولات مستفعلن
…
مفعولات مستفعلن
أي أنه لا يستعمل إلا مجزوءًا.
زحاف المقتضب:
يدخل حشو المقتضب، أي: مفعولات من الزحاف، إما الخبن، أي: حذف الفاء، وإما الطي، أي: حذف الواو.
وعلى الحالة الأولى، حالة الخبن، تصبح مفعولات معولات بوزن مفاعيل. وعلى الحالة الثانية، حالة الطي تصبح مفعولات مفعلات بوزن فاعلاتُ بتحريك التاء.
وعلماء العروض متفقون على عدم الجمع بين الخبن والطي في مفعولات التي هي حشو بحر المقتضب، ويحتمون أحد الزحافين فقط، فإذا خبنت لا تطوى، وإذا طويت لا تخبن.
ويرى بعض العروضيين أن تفعيلة الحشو مفعولات قد تستعمل صحيحة كما تستعمل مزاحفة، وذكروا شاهدًا على صحة مفعولات هو:
لا أدعوك من بعدٍ
…
بل أدعوك من كثب
وتقطيعه هكذا:
لا أدعوك من بعدن
…
بل أدعوك من كثبي
اه اه اه ااه اااه
…
اه اه اه ااه اااه
مفعولات مستعلن
…
مفعولات مستعلن
وذلك بقراءة بعْد في هذا البيت بتحريك العين بالضمة. ولا يجوز في حشو المقتضب أن تنقل معولات إلى مفاعيل ولا أن تنقل مفعلات إلى فاعلات، لعدم لزوم الحشو حالة واحدة.
عروض المقتضب وضربه:
تفعيلة عروض هذا البحر وضربه هي مستفعلن. وهذه لا تستعمل صحيحة بل مطوية وجوبًا، أي بحذف فائها فتصبح مستعلن وتنقل إلى مفتعلن وعند وزن بيت على هذا البحر يجوز أن نزن العروض والضرب على مستعلن مراعاة للأصل أو مفتعلن مراعاة لما آلت إليه. ولا يدخل العروض والضرب تغيير آخر.
وخلاصة القول في حشو المقتضب أنه قلما يأتي صحيحًا وإنما يدخله زحاف الخبن أو الطي ولا يمكن الجمع بينهما في الحشو.
أما عروضه وضربه فتستعمل فيهما مستفعلن مطوية وجوبًا فتصبح مستعلن تبعًا للأصل أو مفتعلن تبعًا لما صارت إليه وقلما تستعمل صحيحة.
ومن شواهد هذا البحر قول الشاعر:
إن للغرام يدًا..
…
مسنى بها العطب
إن قضيت فيه أسى
…
فهو بعض ما يجب
وتقطيع هذين البيتين هكذا:
إننللغ رام يدن
…
مسنى بـ هلعطبو
اه اا هـ ااه اااه
…
اه اا هـ ااه ااا هـ
مفعلات مستعلن
…
مفعلات مستعلن
إن قضيت فيه أسن
…
فهو بعض ما يجبو
اه اا هـ ااه اااه
…
اه اا هـ ااه اااه
مفعلات مستعلن
…
مفعلات مستعلن
ويلاحظ من تقطيع هذين البيتين أن التفعيلة الأولى في كل شطر من البيتين والتي تمثل الحشو فيهما تأتي مطوية دائمًا، أي: مفعلات بحذف الرابع الساكن.
كما يلاحظ أن الطي قد دخل وجوبًا على تفعيلة العروض والضرب وهي: مستفعلن فصارت مستعلن أو مفتعلن.
ومن أمثلة المقتضب قول أبي نواس:
حامل الهوى تعب
…
يستخفه الطرب
إن بكى فحق.. له
…
ليس ما به لعب
كلما انقضى سبب
…
منك عاد لي سبب
تعجبين من سقمي
…
صحتي هي العجب
تضحكين لاهية
…
والمحب ينتحب
ولشوقي قصيدة من هذا البحر والقافية مطلعها:
حف كأسها الحبب
…
فهي فضة ذهب
ومنها في وصف الرقص:
الليوث مائلة
…
والظباء تنسرب
الحرير ملبسها
…
واللجين والذهب
والقصور مسرحها
…
لا الرمال والعشب
يستفزها نغم
…
لا صدى ولا لجب
يستعاد مرقصه
…
تارة ويقتضب
فالقدود بان ربًا
…
بيد أنها تثب
فهي مرة صعد
…
وهي مرة صبب
الرءوس مائلة
…
في الصدور تحتجب
والخصور واهية
…
بالبنان تنجذب
ومع جواز الخبن في حشو هذا البحر فإنه لا يستعمل إلا نادرًا
كقول الشاعر:
أتانا مبشرنا
…
بالبيان والنذر
فالحشو في الشطر الأول هو:
أتا نام = ااه اهـ ا = معولات.
والحشو في الشطر الثاني هو:
بلبيان = اهـ ااه ا = مفعلات.
وجدير بالملاحظة أن بحر المضارع وبحر المقتضب من بحور الشعر النادرة الاستعمال في الشعر العربي. فليس للعرب قصائد إلا نادرًا من هذين البحرين، وإن كان لهم بعض الأبيات على هذين الوزنين؛ ولذلك يرى الأخفش أن من الأفضل الاستغناء عن بحري المضارع والمقتضب.
ومن أمثلة هذا البحر قول بشارة الخوري:
قد أتاك يعتذر
…
لا تسله ما الخبر؟
كلما أطلت له
…
في الحديث يختصر
في عيونه خبر
…
ليس يكذب النظر
تدريبات على بحر المقتضب
التدريب الأول:
الأبيات التالية من بحر المقتضب. اذكر نوع الزحاف الذي دخل على حشو كل بيت وعروضه وضربه، وبين في أي من هذه الثلاثة يكون الزحاف واجبًا وفي أيها يكون جائزًا:
1 الربيع منطلق
…
في الرياض يبتسم
2 قد مشوا بليلتهم
…
فاعتراهم التعب
3 ليس يستحق حيا
…
ةً جماعة خشب
4 قد وفى بموعده
…
حين خانت البشر
5 ليلة علت وغلت
…
ليت فجرها كذب
التدريب الثاني:
عين بحر كل بيت في الأبيات التالية، مع ذكر عروضه وضربه، ونوع الزحاف الذي طرأ عليه:
1 ليت قومنا غضبوا
…
يوم ينفع الغضب
2 ألا لا أشتهي الأمطا
…
ر فالأمطار تؤذيني
3 قد وهبته عمري
…
ضاع عنده العمر
4 فعلى الله توكل
…
وبتقواه تمسك
5 لو مدحتكم زمني
…
لم أقم بما يجب
6 لا تعطين الصبي واحدة
…
يطلب أخرى بأعنف الطلب
7 الحجا أراد هدى
…
ما على الحجا عتب
8 يا ليل طل أو لا تطل
…
لا بد لي أن أسهرك
9 راحة النفوس وهل
…
عند راحة تعب
10 ليس لي عنك مذهب
…
فكما شئت لي فكن
التدريب الثالث.
البيتان التاليان من بحر المقتضب. اكتبهما كتابة عروضية، ثم قطعهما على حسب تفاعيلهما:
قل لأمة نهضت
…
بالكفاح والجلد
أنت للورى مثل
…
يحتذى إلى الأبد
البحر الرابع عشر: المجتث
وزنه
…
البحر الرابع عشر: المجتث
وزن المجتث بحسب نظام الدوائر العروضية هو:
مستفع لن فاعلاتن فاعلاتن
…
مستفع لن فاعلاتن فاعلاتن
ووزنه المستعمل هو:
مستفع لن فاعلاتن
…
مستفع لن فاعلاتن
زحاف المجتث
يدخل الزحاف حشو هذا البحر كما يدخل العروض والضرب.
1 زحاف الحشو:
الحشو في المجتث هو: مستفع لن في بداية الشطر الأول والثاني من البيت، ويجوز فيها الخبن فقط، وهو حذف الثاني الساكن فتصبح متفع لن، ولا يجوز فيها الطي، أي: حذف الرابع الساكن وهو الفاء هنا؛ لأنها ليست جزءًا من سبب وإنما هي جزء من وتد مفروق.
2 زحاف العروض:
وتفعيلة العروض في المجتث هي: فاعلاتن، وهذه يجوز فيها الخبن بحذف ألف المقطع الأول، أي السبب الخفيف، وبذلك يصبح وزن التفعيلة فعلاتن.
وهذا الزحاف جائز بمعنى أنه متى ورد في بيت لا يلزم وروده في بقية الأبيات. فكأن صدر التفعيلة داخل حكمًا ضمن الحشو بمعنى أنه يجوز زحافه، أما عجزها فتسري عليه الأحكام الغالبة للأعاريض بمعنى أنه لا تغيير فيه.
3 زحاف الضرب:
والضرب هنا فاعلاتن كذلك. ويجوز فيه من الزحاف ما يجوز في العروض وهو الخبن: بحذف ألف المقطع الأول فيصبح وزن تفعيلة الضرب فعلاتن.
كذلك يدخل الضرب زحاف التشعيث، وهو حذف عين فاعلاتن فتصبح فالاتن، وفيما يلي بعض الأمثلة:
المثال الأول: من شعر عبد الله بن المعتز، قال:
قد أقفرت سر من را
…
فما لشيء دوام
ماتت كما مات فيل
…
تسل منه العظام
وتقطيع البيتين هكذا:
قد أقفرت سرر منرا
اه اه ااه اه ااه اه
مستفع لن فاعلاتن
فما لشي إندوامو
…
ماتت كما ما تفيلن
ااه ااه اه ااه اه
…
اه اه ااه اه ااه اه
متفع لن فاعلاتن
…
مستفع لن فاعلاتن
تسللمن هلعظامو
ااه ااه اه ااه اه
متفع لن فاعلاتن
ويلاحظ أن الحشو مستفع لن في الشطر الأول من كِلا البيتين قد استعملت صحيحة، على حين دخلها الخبن في الشطر الثاني منهما فصارت متفع لن. أما الضرب فيهما فصحيح بوزن فاعلاتن. وكذلك العروض.
المثال الثاني: قول أحد الشعراء:
الغيد زهر أنيق
…
تعددت ريَّاه
لكل نوع جمال
…
يسبي النهى مرآه
شقر وبيض وسمر
…
دمىً جلاها الإله
في أي شكل ولون
…
تعنو لهن الجباه
نعيم كل محب
…
وبؤسه وأساه
تقطيع البيت الأول هكذا:
الغيد زهـ رن أنيق
…
تعدد دت رييا هو
اه اه ااه اه ااه اه
…
ااه ااه اه اه اه
مستفع لن فاعلاتن
…
متفع لن فالاتن
فالضرب في هذا البيت كما يلاحظ قد دخله التشعيث بحذف العين من فاعلاتن فصارت فالاتن.
المثال الثالث: من قول أبي نواس:
طاب الهوى لعميده
…
لولا اعتراض صدوده
وقادني حب ريم
…
مهفهف الكشح روده
بدا يدل علينا
…
بمقلتيه وجيده
لا أستطيع فرارا
…
من برقه ورعوده
وعسكر الحب حولي
…
بخيله وجنوده
فالويل لي كيف أنجو
…
من حمر موت وسوده؟
المثال الرابع: من شعر الزهاوي شاعر العراق:
قرأت في عين ليلي
…
عنوان سحر مبين
والسحر إن كان حقًّا
…
فإنه في العيون
يهذب العلم أخلا
…
ق أمة ويصون
إن المدارس إما امـ
…
ـتلأن تخلو السجون
إذا تساهل شعب
…
مشى إليه الشتات
للناس في العفو موت
…
وفي القصاص حياة
سئمت كل قديم
…
عرفته في حياتي
إن كان عندك شيء
…
من الجديد فهات
وقت المحبة مني
…
قد فات أو سيفوت
الحب بالشك يحيا
…
وباليقين يموت
الغرب يلقاك من مكـ
…
ـره بوجه طليق
يا شرق لا تأتمنه
…
فالغرب غير صديق
تدريبات على بحر المجتث
التدريب الأول:
الأبيات التالية من بحر المجتث. اذكر عروض كل بيت وضربه وبين ما دخل عليهما وعلى الحشو من زحاف:
1 إن غبت عنك فقلبي
…
بوده لن يغيبا
2 يا معشر الناس هل لي
…
مما لقيت مجير؟
3 يا ظالمًا لست أدري
…
أدعو له أم عليه
4 فالناي يبدي أنينًا
…
يشجي وللعود ضرب
5 متى ينوب لساني
…
في شرحه عن كتابي؟
6 العين بعدك تقذي
…
بكل شيء تراه
التدريب الثاني: عين بحر كل بيت من الأبيات التالية، واذكر عروضه وضربه وما فيه من زحاف، إن وجد
1 واصلت فيك رجائي
…
لما قطعت رجائي
2 إن يطل بعدك ليلي فلكم
…
بت أشكو قصر الليل معك
3 هل لداعيك مجيب؟
…
أم لشاكيك طبيب؟
4 حتى متى أنت تلهو
…
في غفلة وتمازج؟
5 الحمد لله إذ أراني
…
تكذيب ما كنت تدعيه
6 ترى لنفسك أمرًا
…
وما يرى الله أفضل
7 كم ذا أريد لا أراد؟
…
يا سوء ما لقي الفؤاد
8 قلبي يحن إليه
…
نعم ويحنو عليه
9 كل دار أحق بالأهل إلا
…
في خسيس من المذاهب رجس
10 أنى أضيع عهدك
…
أم كيف أخلف وعدك؟
التدريب الثالث:
القطعة التالية من بحر المجتث. اكتبها كتابة عروضية ثم قطعها على حسب تفاعيلها:
يا قاطعًا حبل ودي
…
وواصلاً حبل صدي
وساليًا ليس يدري
…
بطول بثي ووجدي
لو كان عندك مني
…
مثل الذي منك عندي
لبت بعدي مثلي
…
وبت مثلك بعدي
البحر الخامس عشر: المتقارب
وزن هذا البحر:
فعولن فعولن فعولن فعولن
…
فعولن فعولن فعولن فعولن
زحاف المتقارب:
يدخله من الزحاف القبض، وهو حذف الخامس الساكن، أي النون من فعولن فتصبح فعولُ.
وهذا الزحاف كما يدخل حشو المتقارب يدخل على عروضه أيضًا، وبذلك تصير تفعيلة العروض فعولن فتصبح فعول بحذف النون.
كذلك يدخل على عروضه الحذف، أي: حذف السبب الخفيف من آخر فعولن فتصبح فعو، وتنقل إلى فعَلْ بفتح العين وسكون اللام.
وعلى ذلك فللمتقارب عروض واحدة صحيحة فعولن مع جوار قبضها فتصير فعول أو جواز حذفها فتصير فعَلْ بفتح العين وسكون اللام.
أما الضرب فلا يدخله القبض، وهو أربعة أنواع: فعولن ومحذوف فعَلْ بفتح العين وسكون اللام اللام، ومقصور فعول بحذف الحرف الأخير وتسكين ما قبله، وأبتر فعْ بسكون العين1
العروض الضرب
1 صحيح فعولن
صحيحة: فعولن 2 محذوف فعَلْ بفتح العين وسكون اللام.
مع جواز قبضها أو حذفها 3 مقصور فعولْ بسكون اللام
4 أبتر فعْ بسكون العين.
النوع الأول: العروض صحيحة فعولن، والضرب صحيح كذلك فعولن، ومثاله قول الشاعر:
تظل حبيس الهوى والمعاصي
…
فأين النجاة؟ وأين الفرار؟
ومثاله أيضًا مع قبض العروض فعول، ومع بقاء الضرب صحيحًا فعولن قول الشاعر:
وداعًا ربوع النعيم القديم
…
وداعًا هياكله الموحيات
أأخرج؟ كيف أطيق الخروج؟
…
وكيف أطيق فراق الحياة؟
أأرحل؟ كيف وليل الشقاء
…
يطالعني بالرؤي المفزعات؟
1 البتر: علة من علل النقص، وهو اجتماع الحذف مع القطع. فالحذف إسقاط السبب الخفيف من آخر التفعيلة، والقطع: هو حذف ساكن الوتد المجموع وإسكان ما قبله.
وداعًا
…
فماذا وقوف الفؤاد
…
بأطلال أشواقه الهالكات
ويا عالمًا شدته ثم زال
…
سلام عليك
…
على الذكريات
والنوع الثاني: العروض صحيحة مع جواز قبضها أو حذفها، والضرب محذوف. ومثاله قول شوقي:
أبا الهول طال عليك العصر
…
وبلغت في الأرض أقصى العمر
فيا لدة الدهر لا الدهر شب
…
ولا أنت جاوزت حد الصغر
إلام ركوبك متن الرمال
…
لطي الأصيل وجوب السحر؟
تسافر منتقلاً في القرون
…
فأيان تلقي غبار السفر؟
أبينك عهد وبين الجبال
…
تزولان في الموعد المنتظر؟
تحرك أبا الهول هذا الزمان
…
تحرك ما فيه حتى الحجر؟
والنوع الثالث: العروض صحيحة مع جواز قبضها أو حذفها والضرب مقصور فعولْ بسكون اللام. ومثاله قول الشاعر:
ويعبثُ بالناس عزف النُّحاس
…
فتسمع منهم زئير الأسودْ
ويطغى السرور لمرأى السرور
…
فينتثر الدمع فوق الخدود
فيا موكبًالم يُتَح للملوك
…
ولم يحظ قُطر به في الوجود
إلى الخلد سر في ضمان السماء
…
فأنت حرِيُّ بهذا الخلود
دفعت عن الوطن العادياتِ
…
وذُدت عن الأهل رقَّ العبيد
فأحييت شعبك بعد الموات
…
وأرضيت بين القبور الجدود
والنوع الرابع: العروض صحيحة مع جواز قبضها أو حذفها والضرب أبتر فع ْبسكون، وهذا الضرب قليل الاستعمال، ومثاله قول الشاعر:
فلا القلبُ ناسٍ لما قد مضى
…
ولا تاركٌ أبدًا غيهْ
ودع قول باك على أرسم
…
فليس الرسوم بمبكية
خليلي عوجا على رسم دار
…
خلت من سليمى ومن مية
والمتقارب يستعمل تامًّا ومجزوءًا. وقد مر الكلام عن المتقارب التام من حيث زحافه وعروضه وأضربه مع التمثيل لكل منها.
المتقارب المجزوء:
أما المتقارب المجزوء فهو ما بقي على ست تفعيلات كل ثلاثٍ في شطر هكذا:
فعولن فعولن فعولن
…
فعولن فعولن فعولن
عروض المتقارب المجزوء وضربه:
وللمتقارب المجزوء عروض واحدة محذوفة، أي: فعو وتنقل إلى فعَلْ بفتح العين وسكون اللام.
ولهذه العروض ضربان: (1) محذوف مثلها فعَلْ، وضرب أبتر على وزن فعْ بسكو العين وهو قليل الاستعمال. وفيما يلي أمثلة لذلك:
النوع الأول: العروض محذوفة فعَلْ، والضرب محذوف كذلك ومثاله قوله الشاعر:
لنا صاحب لم يزل
…
يعللنا بالأمل
ْويمطلنا في الهوى
…
فنصبر رغم المللْ
ونمنحه ودنا
…
فيلهو به في جذل
ْعفا الله عن ظالم
…
أساء إلى من عدلْ
النوع الثاني: العروض محذوفة فعَلْ والضرب أبتر فعْ بسكون العين، وهذا الضرب قليل الاستعمال. ومثاله قول الشاعر:
إذا زرتنا منعمًا
…
فأهلاً وسهلاً بك
وكل الذي عندنا
…
وكل هوانا.. لك
تدريبات على بحر المتقارب
التدريب الأول.
الأبيات التالية من بحر المتقارب. اذكر عروض كل بيت وضربه، واذكر نوع الزحاف الذي دخل عليها، إن وجد.
1 كسونا إخوتنا بالصفاء
…
كما كسيت بالكلام المعاني
2 وفيك تعلمت نظم الكلام
…
فلقبني الناس بالشاعر
3 ومن جهلت نفسه قدره
…
رأى غيره منه ما لا يرى
4 سل الربع عن ساكنيه فإني
…
خرست فما أستطيع السؤالا
5 وتغضب حتى إذا ما ملكـ
…
ـت أطعت الرضا وعصيت الغضب
6 إذا ضاحك الزهر زهر الوجوه
…
فأين الخلاص؟ وأين الطريق؟
لتدريب الثاني:
عين بحر كل بيت من الأبيات التالية، واذكر ما في حشوه وعروضه وضربه من زحاف:
1 وأبذل عدلي للأضعفين
…
وللشامخ الأنف لا أبذله
2 ليس من مات فاستراح بميت
…
إنما الميت ميت الأحياء
3 وذقنا مرارة كأس الصدود
…
فأين حلاوة كأس الوصال؟
4 أعرضت فَلَاحَ لها..
…
عارضان كالبرد..
5 وأقلامه وفق أسيافه
…
يظل الصرير يباري الصليلا
6 طار الفؤاد المروع
…
وقال لا أستطيع
التدريب الثالث:
الأبيات التالية من بحر المتقارب التام أو مجزوئه. اكتبها كتابة عروضية، ثم قطعها على حسب تفاعيلها:
1 حذار حذار فإن الكريم
…
إذا سيم خسفًا أبى وامتعض
2 كأنك بالفقر تبغي الغنى
…
وبالموت في الحرب تبغي الخلودا
3 لأيكم
…
أذكر؟
…
وفي أيكم
…
أفكر؟
4 أأحرم منك الرضا
…
وتذكر ما قد مضى؟
والمتدارك يكثر استعماله تامًّا ويقل استعماله مجزوءًا.
المتدارك التام:
وهو ما كان مؤلفًا من ثماني تفاعيل، ومن أمثلته قول شوقي:
مضناك جفاهُ مرقدهُ
…
وبكاه ورحّم عودهُ
حيرانُ القلب معذبه
…
مقروح ُالجفن مسهده
ويناجي النجم ويتعبه
…
ويقيم الليل ويقعده
فعساك بغمض مسعفه
…
ولعل خيالك مسعده
تقطيع البيت الأول هكذا:
مضنا كجفا هومر قدهو
…
وبكا هورح حمعو ودهو
اهـ اهـ اا اه اه اه اا اه
…
اااه اااه اااه اااه
فعْلن فعَلن فعْلن فعَلن
…
فعَلن فعَلن فعَلن فعَلن
ويلاحظ هنا أن كلا من التفعيلة الأولى والثالثة مشعثة بسكون العين، أما بقية التفاعيل الأخرى فمخبونة، حذفت ألفها مع بقاء العين محركة.
ومن الأمثلة أيضًا قول أبو الحسن على الحصري القيرواني:
يا ليل الصب متى غده؟
…
أقيام الساعة موعده؟
رقد السمار وأرقه
…
أسف للبين يردده
يا من جحدت عيناه دمي
…
وعلى خديه تورده
خداك قد اعترفا بدمي
…
فعلام جفونك تجحده؟
إني لأعيذك من قتلي
…
وأظنك لا تتعمده
بالله هب المشتاق كرىً
…
فلعل خيالك يسعده
المتدارك المجزوء:
وهو ما بقي على ست تفعيلات، كل ثلاث في شطر هكذا:
فاعلن فاعلن فاعلن
…
فاعلن فاعلن فاعلن
ولمجزوء المتدارك ثلاثة أضرب كالآتي:
النوع الأول: ضرب صحيح فاعلن وهو أشهرها ومثاله:
قف على دراهم وابكين
…
بين أطلالها والدمن
النوع الثاني: ضرب على فاعلان أي: دخله التذييل بزيادة نون ساكنة على فاعلن فأصبحت فاعلان، ومثاله:
هذه دراهم أقفرت
…
أم زبور1 محتها الدهور
النوع الثالث: ضرب على فعلاتن أي بالخبن، وهو حذف الثاني الساكن، والترفيل، وهو زيادة سبب خفيف على آخر التفعيلة، ومثاله:
دار سعدي بشحر عمان
…
قد كساها البلى الملوان
ويلاحظ أن العروض هنا دخلها التصريع.
1 زبرت الكتاب زبرًا من باب نصر: كتبته. و "زبور" فعول بمعنى مفعول، أي "مزبور" بمعنى مكتوب. والزبور أيضًا كتاب داود عيه السلام.
البحر السادس عشر: المتدارك
وزنه
…
البحر السادس عشر: المتدارك
واضع هذا البحر هو الأخفش وقد سماه المتدارك بفتح الراء؛ لأنه تداركه على الخليل بن أحمد.
ويتألف المتدارك من ثماني تفاعيل ووزنه هو:
فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن
…
فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن
زحاف المتدارك:
ويدخل المتدارك من الزحاف الخبن، وهو هنا حذف الألف الثانية من فاعلن فتصبح التفعيلة فعِلن بتحريك العين.
كذلك يدخله التشيعث وهو هنا حذف العين من فاعلن فتصبح فالن، وتنقل إلى فعْلن بسكون العين.
وقلما ترد فاعلن في الحشو صحيحة، والغالب ورودها في الحشو إما مخبونة أو مشعثة.