الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومثاله قول الشاعر القروي:
شمس العروبة عيل صبر المجتلي
…
شقي حجابك قبل شق الرمس لي
وتداركي مستعجلًا لو لم يخف
…
سبق الحمام إليه لم يستعجل
أأرى نهارك قبل إغماض الردى
…
جفني في ليل الحفير الأليل؟
إن لمحت سناك في غسق الدجى
…
رغم العصابة والحجاب المسدل
فلقد يرى بالروح شاعر أمة
…
ما لا يرى غير النبي المرسل
فالروي في هذه الأبيات هو اللام والحركة التي قبل الروي في البيت الأول والثاني هي الكسرة، وكان يحسن بالشاعر أن يلتزم هذه الكسرة قبل الروي في جميع الأبيات، ولكنه عدل عن الكسرة إلى الفتحة في بقية الأبيات.
الزحافات والعلل
تكلمنا فيما سبق عن بعض أنواع الزحافات والعلل باعتبار دخولها في أوزان الشعر العربي، والآن نتكلم عنها باعتبارها مصطلحات عروضية تجريدية، ونبدأ بالكلام عن الزحاف
الزحاف:
والزحاف، كما عرفه العرضيون، تغيير يحدث في حشو البيت غالبًا، وهو خاص بثواني الأسباب، ومن ثم لا يدخل الأوتاد، ودخوله في بيت من القصيدة لا يستلزم دخوله في بقية أبياتها.
والعروضيون يربطون الزحاف بالتفعيلة لا بالبيت، فبحر البسيط مثلًا يشتمل
على التفعيلة مستفعلن وهذه يجوز حذف ثانيها، وهذا الزحاف يسمى الخبن كما يجوز حذف رابعها، وهذا الزحاف يسمى الطي وأحيانًا يجوز حذفهما معها، وهذا الزحاف يسمى الخبل.
ومثل هذه الزحافات تدخل على مستفعلن في بحر الرجز وبحر المنسرح.
أما مستفع لن في بحر الخفيف فيجوز فيها الخبن فقط، دون الطي الذي هو حذف الرابع الساكن، ودون الخبل الذي هو اجتماع الخبن والطي معًا. وهكذا أمكننا أن نعتبر التفعيلة واحدة في هذه الأبحر بما فيها الخفيف.
ولكن العروضيين عندما ربطوا الزحاف بالتفعيلة لا بالبحر جعلوا البسيط والرجز والمنسرح والسريع تفعيلة هي مستفعلن وجعلوا للخفيف والمجتث تفعيلة خاصة هي مستفع لن.
فالتفعيلة الأولى مستفعلن تتركب عندهم من سببين خفيفين فوتد مجموع، والثانية مستفع لن تترتب من سببين خفيفين بينهما وتد مفروق.
وبما أن الزحاف لا يدخل الوتد المفروق، فالفاء التي هي رابع حرف في التفعيلة تعتبر ثاني سبب في ذات الوتد المجموع أي مستفعلن ومن ثم جاز طيها، بينما تعتبر ثاني سبب في ذات الوتد المجموع أي مستفعلن ومن ثم جاز طيها، بينما تعتبر الفاء وسط الوتد في ذات الوتد المفروق، أي مستفع لن ولذا لم يجز زحافها بالطي وهذا الفرق يوضح لنا كيف أن العروضيين يعتبرون تفعيلة الخفيف والمجتث مثلاً مستفع لن.
وهكذا نرى أن الزحاف يرتبط بالتفعيلات لا بالبحور، وهذه التفعيلات عشر كالآتي:
أاثنتان خماسيتان هما:
1 فعولن = وتد مجموع + سبب خفيف.
2 فاعلن = سبب خفيف + وتد مجموع.
ب وثماني تفعيلات سباعية، هي:
3 مفاعيلن = وتد مجموع + سبب خفيف + سبب خفيف.
4 مستفعلن = سبب خفيف + سبب خفيف+ وتد مجموع.
5 متفاعلن = سبب ثقيل + سبب خفيف + وتد مجموع.
6 مفاعلتن = وتد مجموع + سبب ثقيل + سبب خفيف.
7 مفعولات = سبب خفيف + سبب خفيف + وتد مفروق.
8 فاع لاتن = وتد مفروق + سبب خفيف + سبب خفيف.
9 مستفع لن = سبب خفيف + وتد مفروق + سبب خفيف.
10 فاعلاتن = سبب خفيف + وتد مجموع + سبب خفيف.
وبحث الزحاف في هذه التفاعيل يقتضي النظر إلى المقاطع وما ينشأ فيها من تغير، وهذا التغير محصور في تسكين المتحرك أو حذفه، وفي حذف الساكن. وعلى هذا تكون أنواع الزحاف كالآتي:
1 الإضمار: وهو تسكين الثاني المتحرك، وذلك يكون في متفاعلن.
2 الخبن: وهو حذف الثاني الساكن، وذلك يكون في التفعيلات الخمسة التالية:
أمستفعلن تصير بالخبن متفعلن
ب مستفع لن تصير بالخبن متفع لن
جـ فاعلن تصير بالخبن فعلن
د فاعلاتن تصير بالخبن فعلاتن
هـ مفعولات تصير بالخبن معولات
3 الطي: وهو حذف الرابع الساكن بشرط أن يكون ثاني سبب وذلك يكون في التفعيلتين التاليتين:
أمستفعلن تصير بالطي مستعلن
ب مفعولات تصير بالطي مفعلات
4 الوقص: وهو حذف الثاني المتحرك. وذلك يكون في متفاعلن فقط، فتصير بالوقص مفاعلن.
5 العصب: وهو إسكان الخامس المتحرك. وذلك يكون في مفاعلتن بتحريك اللام، فتصير بالعصب مفاعلتن بتسكين اللام.
6 القبض: وهو حذف الخامس الساكن، وذلك يكون في التفعيلتين التاليتين:
أفعولن تصير بالقبض فعول بتحريك اللام.
ب مفاعيلن تصير بالقبض مفاعلن.
7 الكف: وهو حذف السابع الساكن بشرط أن يكون ثاني سبب وذلك يكون في التفعيلات الأربعة التالية:
أمفاعيلن تصير بالكف مفاعيل بتحريك اللام
ب فاعلاتن تصير بالكف فاعلات بتحريك التاء
جـ فاع لاتن تصير بالكف فاعلات
د مستفع لن تصير بالكف مستفع ل بتحريك اللام
8 العقل: وهو حذف الخامس المتحرك. وذلك يكون في مفاعلتن فقط فتصير مفاعلتن وتحول إلى مفاعلن.
هذه الزحافات الثمانية التي تدخل التفاعيل على النحو السابق تعرف بالزحافات البسيطة أو المفردة. وليست كلها على درجة واحدة من الشيوع، فمنها ما يقل استعماله، ولا ينبغي للشاعر أن يلجأ إليه إلا في حالة الاضطرار.
الزحاف المزدوج:
والزحاف المزدوج هو اجتماع زحافين في تفعيله واحدة، ولهذا الزحاف أسماء أو اصطلاحات عروضية تبعًا لنوعي الزحاف اللذين يجتمعان في التفعيلة الواحدة. والزحاف المزدوج أربعة أنواع على الوجه التالي:
1 الخبل: وهو اجتماع الخبن والطي. ويكون في التفعيلتين التاليتين:
أمستفعلن تصير بعد الخبن والطي متعلن بتحريك التاء.
ب مفعولات تصير بعد الخبن والطي معلات وتحول إلى فعلات.
2 الخزل: وهو اجتماع الإضمار والطي. ويكون في متفاعلن تصير بعد الخزل متفعلن بتسكين التاء، وتحول إلى مفتعلن.
3 الشكل: وهو اجتماع الخبن والكف. ويكون في فاعلاتن تصير بعد الشكل فعلات بتحريك التاء.
4 النقص: هو اجتماع العصب والكف. ويكون في مفاعلتن تصير مفاعلت بتسكين اللام وتحريك التاء، وتحول إلى مفاعيل بتحريك اللام.
وهذه الأنواع من الزحاف المزدوج تتفاوت من حيث الاستعمال. وهي بوجه عام أقل استعمالاً من الزحاف المفرد، وذلك لأن حذف حرفين من التفعيلية يضعف من موسيقى البيت. وعلى سبيل المثال إن قصيدة من بحر البسيط التي يشتمل كل بيت منها على أربع تفعيلات بوزن مستفعلن يقل فيها ورود التفعيلات الأربعة كلها مخبولة، ولكن إذا وجد الخبل فإنه يكون في تفعيلة أو اثنتين من البيت، على أنه لا مانع من ورود الخبل في كل أبيات القصيدة، وإن كان الذوق الموسيقي للشعراء يأبى ذلك.
وزحاف تنقص قد يكون في الوافر أو مجزوئه، ووروده في مجزوء الوافر أكثر نسبيًا منه في الوافر التام.
أما الخزل والشكل فلا يقعان في الشعر الملتزم إلا نادرًا.
العلل العروضية:
والعلة العروضية هي كل تغيير يطرأ على تفعيلة العروض أو الضرب. وإذا ورد هذا التغيير في أول بيت من القصيدة التزم في جميع أبياتها.
ويشترك مع العلة في هذا الحكم بعض أنواع الزحاف. ولما كان
العروضيون قد ربطوا الزحاف والعلة بالتفعيلة، فإنهم أوجدوا نوعًا أطلقوا عليه الزحاف الجاري مجرى العلة.
وهذا الزحاف قد يكون وحده في التفعيلة، وقد يصاحبه نوع من أنواع العلة. ويلاحظ أننا في دراستنا للبحور قد ربطنا الزحاف الداخل على تفعيلة العروض أو الضرب بالبحور وسميناه علة تجوزًا لأنه يأخذ أحكامها.
وأنواع الزحاف الجارية مجرى العلة والداخلة على تفعيلة العروض أو الضرب هي:
1 القبض في عروض الطويل وكذلك في أحد أضربها، فيصبح الوزن هكذا:
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن
…
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن
في حين أن تفعيلة كل من العروض والضرب على حسب نظام الدوائر هي مفاعيلن.
2 الخبن في بعض أنواع المديد بمصاحبة الحذف فتصبح فيه فاعلاتن في كل من العروض والضرب فعلا بتحريك وتنقل إلى فعلن وبناء على هذا يصير وزن المديد الذي من هذا النوع:
فاعلاتن فاعلن فعلن
…
فاعلاتن فاعلن فعلن
وذلك بعد أن كانت فيه تفعيلة العروض والضرب فاعلاتن بحسب نظام الدوائر.
3 الخبن في بعض أنواع البسيط، إذ أصله بحسب نظام الدوائر:
مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن
…
مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن
فتصبح فيه العروض والضرب بعد خبنهما فعلن بتحريك العين، ويصبح الوزن هكذا:
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن
…
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن
4 الخبن في عروض مخلع البسيط وضربه بمصاحبة القطع الذي هو حذف ساكن الوتد المجموع وإسكان ما قبله. وأصل هذا الوزن:
مستفعلن فاعلن مستفعلن
…
مستفعلن فاعلن مستفعلن
فتصبح فيه مستفعلن بعد الخبن والقطع فعولن، وبذلك يصير الوزن:
مستفعلن فاعلن فعولن
…
مستفعلن فاعلن فعولن
5 العصب في نوع من ضربي مجزوء الوافر. ووزن مجزوء الوافر في الأصل هو:
مفاعلتن مفاعلتن
…
مفاعلتن مفاعلتن
فإذا دخل العصب، الذي هو إسكان الخامس المتحرك، على تفعيلة الضرب التي هي مفاعلتن بتحريك اللام فإنها تصير مفاعلتن بتسكين اللام، وتنقل إلى مفاعيلن.
وبذلك يصبح وزن مجزوء الوافر بعد العصب في الضرب
مفاعلتن مفاعلتن
…
مفاعلتن مفاعيلن
6 الإضمار في بعض أنواع الكامل، بمصاحبة الحذذ، ووزن الكامل بحسب نظام الدوائر هو:
متفاعلن متفاعلن متفاعلن
…
متفاعلن متفاعلن متفاعلن
فإذا دخل الإضمار والحذذ على تفعيلة ضربه التي هي متفاعلن فإنها تصير بعد الإضمار متفاعلن بتسكين الثاني، ثم تصير متفا بعد الحذذ الذي هو حذف الوتد المجموع، وبذلك يصير وزن الكامل الذي دخل الإضمار والحذذ على تفعيلة ضربه هكذا:
متفاعلن متفاعلن متفاعلن
…
متفاعلن متفاعلن متفا
بتسكين التاء
7 الطي في بعض أنواع السريع، بمصاحبة الكسف أو الوقف. ووزن السريع في الأصل هو:
مستفعلن مستفعلن مفعولات
…
مستفعلن مستفعلن مفعولات
فتفعيلة العروض والضرب هنا هي مفعولات، فإذا دخلها الطي الذي هو حذف الرابع الساكن فإنها تصير مفعلات وإذا دخلها الكسف الذي هو حذف السابع المتحرك فإنها تصير مفعلا وتنقل إلى فاعلن أو تصير بعد الوقف الذي هو إسكان السابع المتحرك مفعلات بسكون التاء.
وعلى هذا يصير وزن السريع بعد دخول الطي والكسف على تفعيلة عروضه وضربه كالآتي:
مستفعلن مستفعلن فاعلن
…
مستفعلن مستفعلن فاعلن
كما يصير بعد دخول الطي والوقف على تفعيلة عروضه وضربه:
مستفعلن مستفعلن مفعلات
…
مستفعلن مستفعلن مفعلات
بتسكين تاء مفعلات.
8 الخبل الذي هو اجتماع الخبن والطي في بعض أنواع أخرى من السريع، وذلك بمصاحبة الكسف. فتفعيلة عروض السريع وضربه والتي هي في الأصل
مفعولات تصير بعد الخبن معولات وبعد الطي معلات وبعد الكسف معلا وتنقل إلى فعلن بتحريك العين.
وبذلك يصير وزن السريع بعد دخول الخبل والكسف على تفعيلة عروضه وضربه كالآتي:
مستفعلن مستفعلن فعلن
…
مستفعلن مستفعلن فعلن
بتحريك العين في فعلن.
9 الطي في بعض أنواع المنسرح الذي أصل وزنه:
مستفعلن مفعولات مستفعلن
…
مستفعلن مفعولات مستفعلن
فإذا دخل الطي على تفعيلة عروضه وضربه التي هي مستفعلن فإنها تصير مستعلن وتنقل إلى مفتعلن وبذلك يصبح وزن هذا النوع من المنسرح كالآتي:
مستفعلن مفعولات مفتعلن
…
مستفعلن مفعولات مفتعلن
10 الخبن في بعض الأنواع من مجزوء الخفيف، وذلك بمصاحبة القصر. ووزن مجزوء الخفيف في الأصل هو:
فاعلاتن مستفع لن
…
فاعلاتن مستفع لن
فإذا دخل الخبن على تفعيلة العروض والضرب التي هي مستفع لن صارت متفع لن وإذا دخلها بعد ذلك القصر الذي هو حذف ساكن السبب الخفيف وإسكان ما قبله صارت متفع ل بتسكين اللام.
وبذلك يصير وزن مجزوء الخفيف في هذه الحالة، أي بعد دخول الخبن
على تفعيلة عروضه وضربه مصحوبًا بالقصر كالآتي:
فاعلاتن متفع ل
…
فاعلاتن متفع ل
تسكين اللام.
11 الطي في عروض المقتضب وضربه. ووزن المقتضب المستعمل هو:
مفعولات مستفعلن
…
مفعولات مستفعلن
فإذا دخل الطي على تفعيلة عروضه وضربه التي هي مستفعلن صارت مستعلن وتنقل إلى مفتعلن. وبذلك يصير وزن المقتضب بعد دخول الطي على عروضه وضربه كالآتي:
مفعولات مفتعلن
…
مفعولات مفتعلن.
12 الخبن في بعض أنواع المتدارك بمصاحبة الترفيل. ووزنه المتدارك في الأصل هو:
فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن
…
فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن
فإذا دخل الخبن على تفعيلة عروضه وضربه التي هي فاعلن صارت فعلن وإذا دخلها بعد ذلك الترفيل؛ الذي هو زيادة سبب خفيف على ما آخره وتد مجموع صارت فعلاتن.
وبذلك يصير وزن هذا النوع من المتدارك الذي دخله الخبن مصحوبًا بالترفيل كالآتي:
فاعلن فاعلن فاعلن فعلاتن
…
فاعلن فاعلن فاعلن فعلاتن
هذا ويمكن الرجوع إلى النماذج المختلفة الواردة في البحور للتعرف على هذه الزحافات الجارية مجرى العلل كما سماها علماء العروض، أو هذه العلل التي هي زحافات في الأصل.