الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وزن البحر الطويل
…
البحر الأول: الطويل
1 وزنه:
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن.
2 عروضه:
عروض هذا البحر، أي تفعيلته التي تقع في آخر الشطر الأول من البيت، لا تستعمل تامة، بل يحذف منها الحرف الخامس، أي الياء الساكنة فتصبح مفاعيلن مفاعلن.
وحذف الخامس الساكن له في العروض اسم اصطلاحي هو: القبض، وتسمى التفعيلة التي وقع فيها القبض: مقبوضة.
3 ضربه:
وضرب هذا البحر، أي تفعيلته التي تقع في آخر الشطر الثاني من البيت، قد يكون مقبوضًا في قصيدة أو غير مقبوض في أخرى.
وإذا جاء البيت الأول من القصيدة مقبوض العروض والضرب معًا لزم أن يستمر ذلك في بقية أبياتها.
4 حشو البيت:
عرفنا أن الحشو هو جميع تفعيلات البيت ما عدا تفعيلة العروض وتفعيلة الضرب.
وحشو البيت في بحر الطويل يحدث فيه تغيير اختياري بحذف النون الساكنة من فعولن الأولى أو الثالثة أو الخامسة أو السابعة في ترتيب التفاعيل، وبذلك تصبح فعولن فعولُ بلام متحركة أي بحذف الخامس الساكن: فتكون مقبوضة أيضًا.
وهذا التغيير غير لازم، فإذا ورد التغيير في فعولن الأولى فلا يلزم في غيرها من بقية البيت، كما أن قبض فعولن في حشو بيت ما لا يستدعي قبضها في حشو بقية الأبيات.
ويجب التنبيه على أن هناك فرقًا من جهة التسمية بين التغيير الذي يحدث في الحشو، والتغيير الذي يحدث في العروض والضرب.
فالتغيير الذي يحدث في الحشو يسمى: الزحاف، أما التغيير الذي يحدث في العروض والضرب فيسمى: العلة، وهو تغيير يلتزم.
وكما يكون الزحاف والعلة في بحر الطويل يكونان كذلك في غيره من البحور، ولكن ينبغي أن نتذكر أن لكل بحر زحافًا خاصًّا وعلة خاصة.
عروض الطويل وضربه:
عروض الطويل تأتي مقبوضة دائمًا.
أما ضربه فيأتي على ثلاثة أنواع:
1 مقبوضًا كذلك، أي بحذف الخامس الساكن لتصير مفاعيلن مفاعلن.
2 أو محذوفًا، أي بحذف السبب الأخير من مفاعيلن لتصير مفاعي وتحول إلى مفاعلْ بسكون اللام تسهيلاً للنطق، أو فعولن.
3 أو صحيحًا، مفاعيلن.
وعلى هذا يكون نظام البحر الطويل على الوجه التالي:
1.
--- مفاعلن أ. --- مفاعلن أ
2.
--- مفاعلن أ. --- مفاعل ب
3.
--- مفاعلن أ. --- مفاعيلن جـ
مثال النوع الأول: من معلقة زهير:
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه
…
وإن يرق أسباب السماء بسلم
ومن ها بأسبابل منايا ينلنهو
ااه اه ااه اه اه ااه اه ااه ااه
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن
وإن ير قأسبابس سماء بسللمي
ااه اه ااه اه اه ااه اااه ااه
فعولن مفاعيلن فعولُ مفاعلن
ومن ذلك نلاحظ أن عروض هذا البيت هي: مفاعلن، وضربه كذلك.
وهكذا يسير زهير في جميع أبيات معلقته من أولها إلى آخرها.
أما حشو البيت فنجد أن إحدى تفعيلاته وهي السابعة فعولن دخلها القبض فحولت إلى فعولُ بتحريك اللام وهذا غير لازم.
النوع الثاني: وهو ما عروضه مقبوضة وضربه محذوف أي: مفاعلْ بسكون اللام.
وقد افترض العروضيون أن أصل الضرب مفاعيلن فحذف من التفعيلة الأخيرة، أي تفعيلة الضرب السبب الخفيف من آخرها فصارت مفاعي، ولسهولة النطق بها تحولت إلى مفاعلْ بسكون اللام أي تفعيلة خماسية.
وهذا الضرب يسمى: محذوفًا؛ لحذف السبب الأخير من تفعيلته.
ومثال هذا النوع قول أبي نواس في مدح الخصيب أمير مصر:
تقول التي من بيتها خف محملي
…
عزيز علينا أن نراك تسير
أما دون مصر للغني متطلب
…
بلى.. إن أسباب الغنى لكثير
فقلت لها واستعجلتها بوادر
…
جرت فجرى في جريهن عبير
ذريني أكثر حاسديك برحلة
…
إلى بلد فيه الخصيب أمير
فتى يشتري حسن الثناء بماله
…
ويعلم أن الدائرات تدور
فما جازه جود ولا حل دونه
…
ولكن يسير الجود حيث يسير
فتقطيع البيت الأول هكذا:
تقولل لتي من بيـ تهاخف فمحملي
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن
عزيزن علينا أن نراك تسيرو
فعولن مفاعيلن فعولُ مفاعلْ
فالتفعيلة الأخيرة من الشطر الثاني أي الضرب محذوفة.
ومثال آخر قول مسكين الدارمي عندما أوعز إليه معاوية أن يقترح البيعة من بعده لابنه يزيد؛ ليعلم رأي قومه في ذلك:
ألا ليت شعري ما يقول ابن عامر
…
ومروان أم ماذا يقول سعيد؟
بني خلفاء الله مهلاً فإنما
…
يبوّئها الرحمن حيث يريد
إذا المنبر الغربي خلَّاه ربه
…
فإن أمير المؤمنين يزيد
فتقطيع البيت الأول هكذا:
ألالي تشعري ما يقولب نُعامرن
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن
ومروا نُأَ مْ مَاذا يقول سعيدو
فعولن مفاعيلن فعولُ مفاعلْ
النوع الثالث: ما كان عروضه مقبوضة وضربه صحيحًا أي: مفاعيلن، كقول الحطيئة في المدح:
أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا
…
وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا
وإن كانت النعماء فيهم جزوا بها
…
وإن أنعموا لا كدَّروها ولا كدُّوا
مطاعين في الهيجا مكاشيف للدجى
…
بنى لهم آؤباهم.. وبنى الجد
ويعذلني أبناء سعد عليهم
…
وما قلت إلا بالذي علمت سعد
فتقطيع البيت الأول هكذا:
ألاء كقومي إن بنو أح سنلبنا
فعولُ مفاعلين فعولن مفاعلن
وإن عا هدو أوْفَو وإن ع قدو شددو
فعولن مفاعلين فعولُ مفاعلين
فالعروض مقبوضة والضرب هنا صحيح وكذلك في بقية الأبيات الأخرى.
والخلاصة:
1 إن عروض الطويل مفاعلن
2 أما الضرب فهو: مفاعلن، أو مفاعلْ بسكون اللام، أو مفاعيلن.
فإذا رمزنا إلى العروض بالرمز (أ) أيضًا كان نظام قصائد الطويل كما يلي:
1 قصيدة فيها الوضع هكذا:
---- أ ---أ
---- أ ---أ
أي مفاعلن في العرض ومفاعلن في الضرب حتى نهاية القصيدة.
2 وقصيدة أخرى تكون العروض مفاعلن أي (أ) والضرب مفاعل أي (ب) فيكون نظامها كالآتي:
--- أ ---ب
--- أ --- ب حتى نهاية القصيدة.
3 وقصدة ثالثة تكون العروض مفاعل أي (أ) والضرب مفاعيلن أي (جـ) فيكون نظامها هكذا:
--- أ ---- جـ.
--- أ ----جـ حتى نهاية القصيدة.
والخطوط الأفقية تمثل حشو البيت.
التصريع.
والتصريع هو أن يجانس الشاعر بين شطري البيت الواحد في مطلع القصيدة أي يجعل العروض مشبهًا للضرب وزنًا وقافية.
ويحدث في النوع الثاني الذي ضربه (مفاعل) أي (ب) وفي النوع الثالث الذي ضربه (مفاعيلن) أي (جـ) .
ومثال النوع الثاني مطلع قصيدة في الرثاء لشاعر معاصر:
أفيقوا وإن جل المصاب أفيقوا
…
وصونوا عيونًا للدماء تريق.
وقولوا هنيئًا للألى وهبوا العلى
…
نفوسًا إلى نيل المرام تنوق
وتقطيع الشطر الأول:
أفيقو وإن جللل مصاب أفيقو
فعولن مفاعيلن فعولُ مفاعلْ (بسكون اللام)
وتقطيع الشطر الثاني:
وصونو عيوننلد دماء تريقو
فعولن مفاعيلن فعولُ مفاعلْ (بسكون اللام)
فآخر القصيدة مفاعل أي: (ب) في الضرب، أما العروض فيكون آخر الشطر الأول فقط (ب) . أما في الأبيات التي تلي المطلع فتعود فيها العروض إلى مفاعلن أي (أ) فيكون نظام القصيدة هذا:
--- ب --- ب
--- أ ---ب
--- أ --- ب إلى نهاية القصيدة.
وأحيانًا يكون التصريع في النوع الثالث، ومثاله مطلع قصيدة في وصف الربيع لشاعر معاصر:
إلى الشاعر الظمآن يا موجة النهر
…
إلى الشاعر المدود يا نسمة العصر
إلى شاطئ ألقت إليه قيادها
…
سفائن قد ملئت مجاهدة السير.
وتقطيع الشطر الأول هكذا:
الششا عر ظظمأ انيامو جتننهري
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
الششا عرلمكدو ديانس متلعصري
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
فالعروض فيه مفاعيلن أي: جـ، والضرب كذلك مفاعيلن أي: جـ، فيكون نظام القصيدة المصرعه التي من هذا النوع هكذا:
--- حـ --- جـ
--- أ ---جـ
--- أ ---جـ حتى نهاية القصيدة.
والتصريع كما يكون في بحر الطويل يكون في غيره من البحور. والأصل في التصريع أن يكون في البيت الأول من القصيدة، ولكن الشاعر أحيانًا يقسم قصيدته فقرات حسب الموضوع أو الفكرة، فيبدأ الموضوع أو الفكرة الجديدة ببيت مصرع كأنما اعتبر الموضوع الجديد أو الفكرة الجديدة قصيدة جديدة، وكل هذا بشرط اتحاد البحر والقافية، وإلا كانت قصيدة جديدة.
حشو الطويل:
والمشهور في حشو الطويل أن يدخله زحاف القبض وهو حذف الخامس الساكن فتصبح فعولن فعول، ومفاعيلن مفاعلن، كما عرفنا من تقطيع الأمثلة السابقة.
علامات الضرب الطويل.
ويمكننا أن نميز أضرب الطويل بعضها من بعض بعلامات منها:
أ- إذا كانت القافية مردفة: أي يوجد حرف مد قبل حرف القافية في آخر البيت كان الضرب بوزن مفاعلْ بسكون اللام، مثل:
ويعلم أن الدائرات تدور
…
فإن أمير المؤمنين يزيد
وكل الذي فوق التراب تراب
ب- وإذا كانت الكلمة الأخيرة في البيت غير مردفة، أي إذا كان حرف القافية قبله حرف صحيح ساكن فإن الضرب يكون بوزن مفاعيلن مثل: