الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البحر الخامس عشر: المتقارب
وزن هذا البحر:
فعولن فعولن فعولن فعولن
…
فعولن فعولن فعولن فعولن
زحاف المتقارب:
يدخله من الزحاف القبض، وهو حذف الخامس الساكن، أي النون من فعولن فتصبح فعولُ.
وهذا الزحاف كما يدخل حشو المتقارب يدخل على عروضه أيضًا، وبذلك تصير تفعيلة العروض فعولن فتصبح فعول بحذف النون.
كذلك يدخل على عروضه الحذف، أي: حذف السبب الخفيف من آخر فعولن فتصبح فعو، وتنقل إلى فعَلْ بفتح العين وسكون اللام.
وعلى ذلك فللمتقارب عروض واحدة صحيحة فعولن مع جوار قبضها فتصير فعول أو جواز حذفها فتصير فعَلْ بفتح العين وسكون اللام.
أما الضرب فلا يدخله القبض، وهو أربعة أنواع: فعولن ومحذوف فعَلْ بفتح العين وسكون اللام اللام، ومقصور فعول بحذف الحرف الأخير وتسكين ما قبله، وأبتر فعْ بسكون العين1
العروض الضرب
1 صحيح فعولن
صحيحة: فعولن 2 محذوف فعَلْ بفتح العين وسكون اللام.
مع جواز قبضها أو حذفها 3 مقصور فعولْ بسكون اللام
4 أبتر فعْ بسكون العين.
النوع الأول: العروض صحيحة فعولن، والضرب صحيح كذلك فعولن، ومثاله قول الشاعر:
تظل حبيس الهوى والمعاصي
…
فأين النجاة؟ وأين الفرار؟
ومثاله أيضًا مع قبض العروض فعول، ومع بقاء الضرب صحيحًا فعولن قول الشاعر:
وداعًا ربوع النعيم القديم
…
وداعًا هياكله الموحيات
أأخرج؟ كيف أطيق الخروج؟
…
وكيف أطيق فراق الحياة؟
أأرحل؟ كيف وليل الشقاء
…
يطالعني بالرؤي المفزعات؟
1 البتر: علة من علل النقص، وهو اجتماع الحذف مع القطع. فالحذف إسقاط السبب الخفيف من آخر التفعيلة، والقطع: هو حذف ساكن الوتد المجموع وإسكان ما قبله.
وداعًا
…
فماذا وقوف الفؤاد
…
بأطلال أشواقه الهالكات
ويا عالمًا شدته ثم زال
…
سلام عليك
…
على الذكريات
والنوع الثاني: العروض صحيحة مع جواز قبضها أو حذفها، والضرب محذوف. ومثاله قول شوقي:
أبا الهول طال عليك العصر
…
وبلغت في الأرض أقصى العمر
فيا لدة الدهر لا الدهر شب
…
ولا أنت جاوزت حد الصغر
إلام ركوبك متن الرمال
…
لطي الأصيل وجوب السحر؟
تسافر منتقلاً في القرون
…
فأيان تلقي غبار السفر؟
أبينك عهد وبين الجبال
…
تزولان في الموعد المنتظر؟
تحرك أبا الهول هذا الزمان
…
تحرك ما فيه حتى الحجر؟
والنوع الثالث: العروض صحيحة مع جواز قبضها أو حذفها والضرب مقصور فعولْ بسكون اللام. ومثاله قول الشاعر:
ويعبثُ بالناس عزف النُّحاس
…
فتسمع منهم زئير الأسودْ
ويطغى السرور لمرأى السرور
…
فينتثر الدمع فوق الخدود
فيا موكبًالم يُتَح للملوك
…
ولم يحظ قُطر به في الوجود
إلى الخلد سر في ضمان السماء
…
فأنت حرِيُّ بهذا الخلود
دفعت عن الوطن العادياتِ
…
وذُدت عن الأهل رقَّ العبيد
فأحييت شعبك بعد الموات
…
وأرضيت بين القبور الجدود
والنوع الرابع: العروض صحيحة مع جواز قبضها أو حذفها والضرب أبتر فع ْبسكون، وهذا الضرب قليل الاستعمال، ومثاله قول الشاعر:
فلا القلبُ ناسٍ لما قد مضى
…
ولا تاركٌ أبدًا غيهْ
ودع قول باك على أرسم
…
فليس الرسوم بمبكية
خليلي عوجا على رسم دار
…
خلت من سليمى ومن مية
والمتقارب يستعمل تامًّا ومجزوءًا. وقد مر الكلام عن المتقارب التام من حيث زحافه وعروضه وأضربه مع التمثيل لكل منها.
المتقارب المجزوء:
أما المتقارب المجزوء فهو ما بقي على ست تفعيلات كل ثلاثٍ في شطر هكذا:
فعولن فعولن فعولن
…
فعولن فعولن فعولن
عروض المتقارب المجزوء وضربه:
وللمتقارب المجزوء عروض واحدة محذوفة، أي: فعو وتنقل إلى فعَلْ بفتح العين وسكون اللام.
ولهذه العروض ضربان: (1) محذوف مثلها فعَلْ، وضرب أبتر على وزن فعْ بسكو العين وهو قليل الاستعمال. وفيما يلي أمثلة لذلك:
النوع الأول: العروض محذوفة فعَلْ، والضرب محذوف كذلك ومثاله قوله الشاعر:
لنا صاحب لم يزل
…
يعللنا بالأمل
ْويمطلنا في الهوى
…
فنصبر رغم المللْ
ونمنحه ودنا
…
فيلهو به في جذل
ْعفا الله عن ظالم
…
أساء إلى من عدلْ