الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البحر الثالث عشر: المقتضب
وزنه
…
البحر الثالث عشر: المقتضب
وزن المقتضب بحسب نظام الدوائر هو:
مفعولات مستفعلن مستفعلن
…
مفعولات مستفعلن مستفعلن
ووزنه المستعمل هو:
مفعولات مستفعلن
…
مفعولات مستفعلن
أي أنه لا يستعمل إلا مجزوءًا.
زحاف المقتضب:
يدخل حشو المقتضب، أي: مفعولات من الزحاف، إما الخبن، أي: حذف الفاء، وإما الطي، أي: حذف الواو.
وعلى الحالة الأولى، حالة الخبن، تصبح مفعولات معولات بوزن مفاعيل. وعلى الحالة الثانية، حالة الطي تصبح مفعولات مفعلات بوزن فاعلاتُ بتحريك التاء.
وعلماء العروض متفقون على عدم الجمع بين الخبن والطي في مفعولات التي هي حشو بحر المقتضب، ويحتمون أحد الزحافين فقط، فإذا خبنت لا تطوى، وإذا طويت لا تخبن.
ويرى بعض العروضيين أن تفعيلة الحشو مفعولات قد تستعمل صحيحة كما تستعمل مزاحفة، وذكروا شاهدًا على صحة مفعولات هو:
لا أدعوك من بعدٍ
…
بل أدعوك من كثب
وتقطيعه هكذا:
لا أدعوك من بعدن
…
بل أدعوك من كثبي
اه اه اه ااه اااه
…
اه اه اه ااه اااه
مفعولات مستعلن
…
مفعولات مستعلن
وذلك بقراءة بعْد في هذا البيت بتحريك العين بالضمة. ولا يجوز في حشو المقتضب أن تنقل معولات إلى مفاعيل ولا أن تنقل مفعلات إلى فاعلات، لعدم لزوم الحشو حالة واحدة.
عروض المقتضب وضربه:
تفعيلة عروض هذا البحر وضربه هي مستفعلن. وهذه لا تستعمل صحيحة بل مطوية وجوبًا، أي بحذف فائها فتصبح مستعلن وتنقل إلى مفتعلن وعند وزن بيت على هذا البحر يجوز أن نزن العروض والضرب على مستعلن مراعاة للأصل أو مفتعلن مراعاة لما آلت إليه. ولا يدخل العروض والضرب تغيير آخر.
وخلاصة القول في حشو المقتضب أنه قلما يأتي صحيحًا وإنما يدخله زحاف الخبن أو الطي ولا يمكن الجمع بينهما في الحشو.
أما عروضه وضربه فتستعمل فيهما مستفعلن مطوية وجوبًا فتصبح مستعلن تبعًا للأصل أو مفتعلن تبعًا لما صارت إليه وقلما تستعمل صحيحة.
ومن شواهد هذا البحر قول الشاعر:
إن للغرام يدًا..
…
مسنى بها العطب
إن قضيت فيه أسى
…
فهو بعض ما يجب
وتقطيع هذين البيتين هكذا:
إننللغ رام يدن
…
مسنى بـ هلعطبو
اه اا هـ ااه اااه
…
اه اا هـ ااه ااا هـ
مفعلات مستعلن
…
مفعلات مستعلن
إن قضيت فيه أسن
…
فهو بعض ما يجبو
اه اا هـ ااه اااه
…
اه اا هـ ااه اااه
مفعلات مستعلن
…
مفعلات مستعلن
ويلاحظ من تقطيع هذين البيتين أن التفعيلة الأولى في كل شطر من البيتين والتي تمثل الحشو فيهما تأتي مطوية دائمًا، أي: مفعلات بحذف الرابع الساكن.
كما يلاحظ أن الطي قد دخل وجوبًا على تفعيلة العروض والضرب وهي: مستفعلن فصارت مستعلن أو مفتعلن.
ومن أمثلة المقتضب قول أبي نواس:
حامل الهوى تعب
…
يستخفه الطرب
إن بكى فحق.. له
…
ليس ما به لعب
كلما انقضى سبب
…
منك عاد لي سبب
تعجبين من سقمي
…
صحتي هي العجب
تضحكين لاهية
…
والمحب ينتحب
ولشوقي قصيدة من هذا البحر والقافية مطلعها:
حف كأسها الحبب
…
فهي فضة ذهب
ومنها في وصف الرقص:
الليوث مائلة
…
والظباء تنسرب
الحرير ملبسها
…
واللجين والذهب
والقصور مسرحها
…
لا الرمال والعشب
يستفزها نغم
…
لا صدى ولا لجب
يستعاد مرقصه
…
تارة ويقتضب
فالقدود بان ربًا
…
بيد أنها تثب
فهي مرة صعد
…
وهي مرة صبب
الرءوس مائلة
…
في الصدور تحتجب
والخصور واهية
…
بالبنان تنجذب
ومع جواز الخبن في حشو هذا البحر فإنه لا يستعمل إلا نادرًا
كقول الشاعر:
أتانا مبشرنا
…
بالبيان والنذر