الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العزم بالدعاء، ولا يقل: إن شئت
[السُّؤَالُ]
ـ[جاء في الأحاديث النهي عن قول المسلم في دعاء الله تعالى – إن شئت-.
فما حكم قول- إن شاء الله- بعد الدعاء كأن يقول أحدهم - جزاك الله خيرا إن شاء الله- أو – رب ينجحك إن شاء الله؟
وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا دعا أحدكم فلا يقل اللهم اغفرلي إن شئت، ولكن ليعزم المسألة وليعظم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه. وهذا النهي للكراهة على الصحيح، وهو شامل للصورة المسؤول عنها لأنها نوع من الدعاء. قال ابن عبد البر: لا يجوز لأحد أن يقول: اللهم أعطني إن شئت وغير ذلك من أمور الدين والدنيا لأنه كلام مستحيل لا وجه له لأنه لا يفعل إلا ما شاءه، وظاهره أنه حمل النهي على التحريم، وهو الظاهر، وحمل النووي النهي في ذلك على كراهة التنزيه وهو أولى، ويؤيده ما سيأتي في حديث الاستخارة. قال ابن بطال: في الحديث أنه ينبغي للداعي أن يجتهد في الدعاء ويكون على رجاء الإجابة، ولا يقنط من الرحمة فإنه يدعو كريما. وقال ابن عيينة: لا يمنعن أحدا الدعاء ما يعلم في نفسه ــ يعني من التقصير ــ فإن الله قد أجاب دعاء شر خلقه وهو إبليس حين قال (رب أنظرني إلى يوم يبعثون) وقال الداودي: معنى قوله " ليعزم المسألة " أن يجتهد ويلح ولا يقل: إن شئت كالمستثني، ولكن دعاء البائس الفقير. قلت: وكأنه أشار بقوله كالمستثني إلى أنه إذا قالها على سبيل التبرك لا يكره وهو جيد.اهـ.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 رمضان 1426