الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واستدل أصحاب هذا القول بجملة أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذكر منها حديث أنس رضى الله عنه: (أن النبى صلى الله عليه وسلم وأبا بكر، وعمر- رضى الله عنهما- كانوا يفتتحون الصلاة ب الحمد لله ربّ العالمين)(1).
وأما القول فى الجهر بها أو الإسرار فمداره على هذا فمن قال بأنها آية قال بالجهر بها فذهب الشافعىّ رحمه الله إلى أنه يجهر بها مع الفاتحة والسورة، وهو مذهب طوائف من الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين سلفا وخلفا، فجهر بها من الصحابة أبو هريرة وابن عمر وابن عباس ومن التابعين عكرمة والزهرى وابن المسيب ومجاهد وغيرهم ومن رأى أنها ليست آية قال بعدم الجهر بها، وهذا هو الثابت عن الخلفاء الأربعة، وعبد الله بن مغفل، وطوائف من سلف التابعين، والخلف وهو مذهب أبى حنيفة، والثورى، وأحمد بن حنبل (2).
فهذه أقوال الأئمة رحمهم الله فى هذه المسألة وهى قريبة لأنهم أجمعوا على صحة صلاة من جهر بالبسملة ومن أسربها وقد أجمعت الأمة لذلك أنه لا يكفر من أثبتها ولا من نفاها لاختلاف العلماء فيها بخلاف ما لو نفى حرفا مجمعا عليه أو أثبت ما لم يقل به أحد فإنه يكفر بالإجماع.
* قلت: والجمع بين هذه الأقوال هو الراجح وحاصله أنه صلى الله عليه وسلم كان يجهر ب بسم الله الرحمن الرحيم تارة، ويخفيها أكثر مما يجهر بها، وهو قول الإمام ابن
القيم الجوزية (3).
ثانيا: بالنسبة لأوجه الابتداء من حيث وصلها بالاستعاذة وبما بعدها أو قطع ذلك ففيها أربعة أوجه
(4):
(1) فتح البارى بشرح صحيح البخارى (ج 2 ص 226).
(2)
نيل الأوطار: باب ما جاء فى بسم الله الرحمن (ج 2 ص 198).
(3)
انظر زاد المعاد فى هدى خير العباد (ج 1 ص 141).
(4)
الشاطبية فى القراءات السبع وشروحها بتصرف.
1 -
الوقف على الاستعاذة ثم الوقف على البسملة ثم الابتداء بأول السورة وهذا الوجه أحسنها وهو فعل النبى صلى الله عليه وسلم كما سيأتى بيانه.
2 -
الوقف على الاستعاذة ثم وصل البسملة بأول السورة وهو يلى الوجه الأول فى الأفضلية.
3 -
وصل الاستعاذة بالبسملة والوقف عليها ثم الابتداء بأول السورة وهو أفضل من الأخير.
4 -
وصل الاستعاذة بالبسملة بأول السورة
…
يستثنى من ذلك سورة براءة لامتناع البسملة فى أولها بالاتفاق، فإذا كان القارئ مبتدئا بأول (براءة) فله فيها وجهان.
1 -
الوقف على الاستعاذة وفصلها عن أول السورة بدون بسملة.
2 -
وصل الاستعاذة بأول السورة بدون بسملة كذلك.
هذا إن كان ما بعد البسملة أول السورة وأما إن كان فى أثناء السورة- أى غير افتتاح السورة- ولو الآية الثانية ففي هذه الحالة يجوز الإتيان بالبسملة أو تركها كما سبق الإشارة لذلك آنفا.
فإذا أتى بها ففيها الأوجه الأربعة السالفة، وأما إن تركت البسملة ففيها وجهان.
1 -
الوقف على الاستعاذة وفصلها عن أول الآية المبتدأ بها.
2 -
وصل الاستعاذة بالآية المبتدأ بها، إلا إذا كانت مبدوءة بلفظ الجلالة فالأولى عدم الصلة لما فى ذلك من البشاعة.
فائدة فى أوجه ما بين السورتين
إذا وصل القارئ آخر سورة يقرؤها بالتى بعدها سوى سورة (براءة) فله ثلاثة أوجه:
1 -
الوقف على آخر السورة وعلى البسملة ثم الابتداء بأول السورة.
2 -
الوقف على آخر السورة ثم وصل البسملة بأول السورة التالية.
3 -
وصل آخر السورة بالبسملة بأول السورة التالية.
* أما الوجه الجائز عقلا وهو وصل آخر السورة بالبسملة والوقف عليها فهو ممتنع اتفاقا لأن البسملة شرعت لأوائل السور لا لأواخرها.
أما إذا وصل القارئ آخر سورة (الأنفال) بأول سورة (براءة) وهى التى تلا (الأنفال) فى ترتيب سور المصحف، فله ثلاثة أوجه لجميع القراء:
1 -
القطع
…
أى الوقف على آخر الأنفال مع التنفس.
2 -
السكت .. أى قطع الصوت بين السورتين لمدة يسيرة بدون تنفس.
3 -
الوصل
…
أى وصل (الأنفال) بأول (التوبة) وكل ذلك بغير بسملة. كما تقدم ولله الحمد والمنة.
***