الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشرة أمثالها. لا أقول: الم حرف، ولكن: ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» (1).
- لغة الحديث: كتاب الله: أى القرآن المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم.
- أفاد الحديث: الحث على تلاوة القرآن الكريم، وأن للقارئ بكل حرف من كل كلمة يتلوها حسنة مضاعفة.
فائدة فى بعض المسائل التى يحتاج إليها قارئ القرآن
(2):
* مراعاة الأدب مع القرآن: فينبغى أن يستحضر القارئ فى نفسه أنه يناجى الله تعالى، ويقرأ على حال من يرى الله تعالى. فإنه إن لم يكن يراه، فإن الله يراه. فيتأكد الأمر باحترام القرآن الكريم، واجتناب الضحك، أو اللهو عنده، وترك الحديث فى خلال القراءة إلا كلاما يضطر إليه.
- فإذا شرع فى القراءة فليكن شأنه الخشوع والتدبر مع ترتيله للقراءة، وتحسين الصوت بها بقدر ما تيسر.
*
اختلف أهل العلم، هل الجهر بالقراءة أفضل أم الإسرار
؟
فيه تفصيل وتقديم أحدهما على الآخر مداره بحسب المصالح والمفاسد المترتبة عليه.
- قال الإمام الغزالى رحمه الله: الوجه فى الجمع بين هذه الأقوال أن الإسرار أبعد عن الرياء، والتصنع. فهو أفضل فى حق من يخاف ذلك على نفسه
(1) الحديث سبق تخريجه (ص 3).
(2)
سبق الإشارة إلى بعض هذه المسائل فى فصل هديه صلى الله عليه وسلم فى أحوال قراءته القرآن من الباب الثانى وهنا أضيف (مثلها وزيادة).
فإن لم يخف الرياء، فالجهر ورفع الصوت أفضل لأن العمل فيه أكثر، ولأن فائدته تتعدى إلى غيره. ولأنه يوقظ قلب القارئ ويزيد فى نشاطه (1).
* وتستحب القراءة على ترتيب المصحف: فتقرأ الفاتحة ثم البقرة ثم آل عمران ثم ما بعدها على الترتيب. ولو خالف الموالاة، وقرأ سورة لا تلى الأولى أو خالف الترتيب فقرأ سورة ثم قرأ سورة قبلها جاز ذلك.
* وحول مسألة هل قراءة القرآن من المصحف أفضل أم القراءة عن ظهر قلب؟
فيه تفصيل والمدار فى هذه المسألة على الخشوع. فإن كان الخشوع أكثر عند القراءة عن ظهر قلب فهو أفضل، وإن كان عند النظر فى المصحف أكثر فهو أفضل. فإن استويا فالقراءة نظرا أولى- لمن كان قادرا على ذلك، وإلا فهو معذور- لأنها أثبت وتمتاز بالنظر إلى المصحف.
- قال الإمام النووى رحمه الله: والظاهر أن كلام السلف وفعلهم محمول على هذا التفصيل (2).
* وحول مقدار القراءة: فقد اختلفت فيه عادات السلف. فمنهم من كان يختم القرآن كل يوم وليلة ختمة، ومنهم من كان يختم فى اليوم والليلة أكثر من ذلك، ومنهم من كان يختم فى كل ثلاث ختمة، ومنهم من كان يختم فى كل أسبوع، ومنهم من كان يختم فى كل شهر اشتغالا بالتدبر، أو بنشر العلم، أو بتعليمه، أو بغيره من اكتساب الدنيا، وأولى الأمر ما لا يمنع الإنسان عن أشغاله المهمة ولا يؤذيه فى بدنه، ولا يفوته معه الترتيل والفهم. المهم وكما سبق الإشارة أن يكون لكل يوم نظرة فى كتاب الله.
* يسن لمن قرأ آية السجدة أو سمعها أن يكبر ويسجد سجدة وكان صلى الله عليه وسلم
(1) إحياء علوم الدين (ج 1 ص 279).
(2)
التبيان فى آداب حملة القرآن (ص 50).
يقول: «سجد وجهى للذى خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته» (1) ثم يرفع من السجود- ولم يذكر عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يكبر للرفع من السجود- وهذا يسمى سجود التلاوة. ولا تشهد فيه ولا تسليم وليس فى أحاديث سجود التلاوة- فى غير الصلاة- ما يدل على اعتبار أن يكون الساجد متوضئا.
- والمختار الذى قاله الشافعى والجماهير فى بيان عدد السجدات أنها أربع عشرة سجدة مشار إليها بقول (سجدة) فى مواضعها من سورها بالمصحف وهى فى: الأعراف- الرعد- النحل- الإسراء- مريم- الحج (وفيه سجدتان) الفرقان- النمل- السجدة- النجم- الانشقاق- الأعلى- وزاد البعض عليها سجدة سورة ص، ويسبح فى سجوده بما يسبح به فى سجود الصلاة ويدعو بما شاء (2).
* من الأوقات الفاضلة التى يستحب فيها الإكثار من قراءة القرآن: شهر رمضان، وخاصة العشر الأواخر منه. ولذلك كان السلف- رضى الله عنهم- يخصصون جزءا كبيرا من وقتهم فى رمضان لقراءة القرآن.
- حتى قال الزهرى رحمه الله: إذا دخل رمضان إنما هو قراءة القرآن، وإطعام الطعام.
- وكان الإمام مالك رحمه الله: إذا دخل رمضان ترك قراءة الحديث، وأقبل على قراءة القرآن من المصحف.
- وكان الشافعى رحمه الله: يختم القرآن فى كل يوم وليلة من شهر رمضان ختمتين.
فهذه المواسم قد خصها الله بمزيد من الفضل، والمثوبة على الطاعات، ولا سبيل لاغتنامها أعظم من قراءة القرآن. لما له من الفضيلة على غيره من الأذكار والأعمال.
(1) أخرجه أبو داود فى سننه (ج 2 ص 62) والحاكم فى مستدركه (ج 1 ص 220) وصححه وغيرهما، كلهم من حديث عائشة رضى الله عنها بإسناد حسن.
(2)
زاد المعاد (ج 1 ص 272)، نيل الأوطار (ج 3، ص 95)، فقه السنة (ج 1 ص 164).