الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الأول فى ظلال القرآن
فها أنا ذا أستلم قلمي لأقيد الباب الأول من معالم هذا الكتاب المبارك (1) فاتل ما أرقم لك زادك الله رشدا، وأنعم بك عينا. وإن أول ما سأسوقه بين يدى هذا الباب هو بعض التعاريف والمصطلحات ومعانى الكلمات التى ذكرت بين ثنايا هذا الكتاب مع إلقاء الضوء حول بعض أسماء وأوصاف القرآن العظيم وأقسام سوره، ثم أعرض بعض ما تميز به القرآن الكريم من خصائص، وأختم هذا الباب بلمحة تاريخية عن جمع القرآن ومنشأ القراءات، وكيف وصلنا المصحف الإمام. فأقول وبالله التوفيق.
فصل فى بعض التعاريف والمصطلحات الهامة
الفقه: لغة: العلم بالشىء والفهم له، ولكن استعماله فى القرآن الكريم يرشد إلى أن المراد منه ليس مطلق العلم، بل دقة الفهم، ولطف الإدراك، ومعرفة غرض المتكلم.
اصطلاحا: العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسبة من أدلتها التفصيلية (2).
* الباب: لغة: ما يتوصّل منه إلى غيره، اصطلاحا: اسم الجملة مختصة من الكتاب مشتملة على فصول غالبا.
(1) بركته تأتى من أن كل ما فيه هو قال الله تعالى أو قال الرسول صلى الله عليه وسلم.
(2)
من كتاب الوجيز فى أصول الفقه. د/ عبد الكريم زيدان (ص 8) بتصرف.
الفصل: لغة: الحاجز بين الشيئين، واصطلاحا: اسم لجملة مختصة من الباب مشتملة على فروع ومسائل غالبا (1).
* القرآن: لغة مصدر «قرأ» وتأتى بمعنى الجمع والضم ومنه سمى القرآن لأنه يجمع السور ويضمها.
واصطلاحا: هو كلام الله المعجز المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم المكتوب بالمصاحف المنقول بالتواتر المتعبد بتلاوته (2).
أسماء القرآن:
وقد سمّاه الله بأسماء كثيرة: منها (القرآن)
…
وهو فى قوله تعالى: إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ (3) وفيه إشارة إلى جمعه وحفظه فى الصدور.
و (الكتاب)
…
وهو فى قوله تعالى: لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ (4) وفيه إشارة إلى كتابته فى السطور.
و (الفرقان)
…
وهو فى قوله تعالى: تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً (5) وذلك لكونه فرق بين الحق والباطل.
و (الذكر)
…
وهو فى قوله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (6) وذلك لاشتماله على المواعظ وأخبار الأمم الماضية.
(التنزيل)
…
وهو فى قوله تعالى: وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ (7) إلى غير ذلك مما ورد فى القرآن من أسماء.
(1) تقريب فتح القريب المجيب لابن القاسم (ص 11).
(2)
هناك تعاريف ومصطلحات أخرى سوف أشير إليها فى موضعها.
(3)
الإسراء: 9.
(4)
الأنبياء: 10.
(5)
الفرقان: 1.
(6)
الحجر: 9.
(7)
الشعراء: 192.
* أوصاف القرآن:
وقد وصفه الله بأوصاف كثيرة: منها أنه (نور)
…
وهو فى قوله تعالى: قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً (1). وذلك لأنه يدرك به غوامض الحلال والحرام.
وأنه (مبين)
…
وهو فى قوله تعالى: قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ (2) وذلك لأنه أبان أى أظهر الحق من الباطل.
وأنه (شفاء)
…
وهو فى قوله تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (3).
وأما الشفاء فلأنه يشفى من جميع الأدواء القلبية والبدنية فإذا أحسن العليل التداوى به لم يقاومه الداء أبدا.
وأنه (هدى)
…
وهو فى قوله تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (4) وأما الهدى فلأن فيه الدلالة على الحق.
وأنه (روح)
…
وهو فى قوله تعالى: وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا (5) وأما الروح فلأنه تحيا به القلوب والأنفس، وكل تسمية أو وصف فهو باعتبار معنى من معانى القرآن (6).
* أقسام القرآن:
بداية فإن الحكمة من تسوير القرآن سورا تحقيق كون السورة بمفردها معجزة وآية من آيات الله، ومنها أن القارئ لكتاب الله إذا ختم سورة يشعر أنه قد أخذ من
(1) النساء: 174.
(2)
المائدة: 15.
(3)
الإسراء: 82.
(4)
البقرة: 2.
(5)
الشورى: 52.
(6)
الأتقان فى علوم القرآن (ج 1 ص 67) بتصرف.