الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دعاءه، وما في ذلك من شيء من الحرام (! ) وإنما أخطأ هذا الرجل فسأل هذا الإنسان، فطلب منه طلبًا مباشرًا، وحقه أن يتوسل به إلى الله عز وجل، ويطلب من الله سبحانه مستقلًّا، فإن الله عز وجل يقول:{ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} ويقول تعليمًا لنا: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} . ففرق بين خطأ المخطئ وجهل الجاهل، وبين أن نكفره ونعده مشركًا فاجرًا كافرًا لا يلتقي بأمة محمد صلى الله عليه وسلم ففرق كبير بين هذا وذاك.
تلميحه بأن إنكار الاستغاثة بالميت ليس يقينًا بل ظن
!
وشيء آخر، إذا كنا نجد الجهال الذين وصفنا حالهم هذه يخطؤون فعلينا (هنا بعض كلمات لم نتمكن من فهمها والظاهر أنه تكرار لما سبق من بيان الفرق بين أن تعده) كافرًا وقود جهنم، وبين أن تبين له أنه أخطأ فيما تُقدِّر وتَظُنُّ (! ) فحينئذ يمكنه أن يتنازل من خطئه إلى صوابه، أما إذا جئته وأنت مهدد له مرعد مزبد، كأنه استحق القتل، ولكنك عفوت عنه لطفًا وكرمًا (! ).
فهذا يقول الشاعر فيه:
ولو كان إدراك الهدى بتذلل
…
رأيت الهدى أن لا أميل إلى الهدى (! )
جهله بالشرع والحديث النبوي وخلطه فيه ما ليس منه
ففرعون الذي ادعى الألوهية وقال {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} (الكلام غير متصل في الشريط) فيه مبالغة في المدح، فبال الرجل حتى إذا انتهى من بوله قال النبي صلى الله عليه
وسلم ائتوني بذنوب من ماء، يعني بدلو من ماء، فجاؤوا بدلو من ماء فسفح الدلو، وطهر محل البول وانتهى الأمر، فارتد الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم ارحمني وارحم محمدًا ولا ترحم معنا أحدًا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم حجرت واسعًا، يا أخا العرب عَمِّم عَمِّم (! ) فقال ما معناه «لولاك لقتلوني» (! ). والنبي صلى الله عليه وسلم أرشد هذا الإنسان الذي تبول في أقدس بقعة من بيوت الله عز وجل، أرشده هوينًا.
وجاء عن كعب بن عجرة (كذا) أحد الصحابة أنه دخل المسجد فسلم والناس في الصلاة فقال وهم في الصلاة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (! ) فجعل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يصمتونه، هكذا يعني يصفقون له (! ) هكذا يعني لا يتكلم، فخشي على نفسه ماذا فعل (! ) كأنه وقع في تهلكةٍ، ثم دخل في الصلاة (! ) فلما انتهى من صلاته دعاه النبي صلى الله عليه وسلم فيقول كعب بن عجرة: فبأبي وأمي، يعني أفديه بأبي وأمي عليه الصلاة والسلام فوالله ما نهرني ولا كهرني ولا زجرني، - يعني ما اشتد علي، ولكن قال: إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس. يعني أرشده بلطف ولين وتعريف وعرفه بأمره. وجاء في الحديث أن خلاد بن رافع أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم -وقد دخل الإسلام- فدخل المسجد فصلى، وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يشهد صلاته، فصلى، فصلى، فما أحسن الصلاة بالمرة، فجاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام، فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: صل فإنك لم تصل. يعني أعد الصلاة، فذهب وصلى، فكانت صلاته في المرة الثانية كصلاته في المرة الأولى ناقصة غير تامة، فلما رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم