الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصفحة (13) هي من مقدمة الناشر الأستاذ زهير الشاويش وترجمته للإمام الطحاوي، فماذا فعل أبو غدة في «أباطيله وافتراءاته» ؟
إنه صمت تجاه كل هذا الذي دمغناه به صموت الحجر الأصم، فلم يتعرض للجواب عنها بشيء مطلقًا الأمر الذي يدل كل منصف متجرد عن الهوى أن «أبو غدة» في «أباطيله وافتراءاته» أدان نفسه بنفسه حين سكت عن كل ذلك، ولم يجب عن أي سؤال وجه إليه يكشف عن حقيقة أمره وعقيدته، ولم يتنصل بحجة البتة عن كل ما أدنته به من الجهل والتزوير والعداء الشديد لأهل السنة والحديث ومخالفته لهم في العقيدة اتباعًا منه لشيخه الكوثري، سوى قوله:«افتراء صريح» ومثل هذا الدفاع الرخيص يستطيعه أشقى الناس وأفسقهم إذا ما أدينوا بما هم عليه من الضلال مقرونًا بالحجة والبرهان!
جوابه عن بعض الأسئلة وبيان ما فيه من المواربة المؤكدة لكوثريته وعدائه لابن تيمية
نعم لقد تعرض للإجابة عما جاء في الفقرات الأربع الأخيرة بشيء من الشرح ولكنه في الحقيقة كان كمن يحاول أن يطعن عين الشمس، بل هو فيه كالباحث عن حتفه بظلفه. أو كمن فر من الموت وفي الموت وقع، وإليك البيان:
أولًا: أجاب عما جاء في الفقرة (16) قوله:
«سقوط البهتان: وأقول الذي تتقزز نفسه بذكر محمد صلى الله عليه وسلم خارج عن الملة بيقين، ومن قال هذا في هذه الأيام عن أهل هذه الديار المقدسة، التي يدخلها كل عام مئات الألوف من حجاج العالم الإسلامي، فقد حكم على نفسه بالجنون المطبق
…
» انظر (ص 8) من
أباطيله وافتراءاته.
ثانيًا: لقد أشار إلى شيء مما جاء في الفقرة (17) مع شيء من التهويش والتضليل للقراء كعادته فقال:
«فذكروا اسمي ونسبي وبلدي ومذهبي واسم ولدي، وفاتهم ذكر بقية أفراد الأسرة
…
». فأقول: إن ذكر اسم ولده إنما كان لنثبت للقراء ضلاله وراء شيخه الكوثري حتى سمى ابنه باسمه، فقوله: «وفاتهم ذكر بقية أفراد الأسرة
…
» تهويش رخيص وتهكم يعود وباله على صاحبه. وقد اعترف في غير مكان من «كلماته» أنه كوثري فالذي نسبناه إليه قد اعترف به وهذا هو المراد من ذكرنا لاسمه واسم ابنه، فمن فمك أدينك، وقديمًا قالوا:«ما فيك ظهر على فيك» !
ثالثًا: لقد تأكد ظني فيه مع الأسف فلم يعلن براءته من شيخه الكوثري جملة وتفصيلًا، فإنه في الوقت الذي استمر يفخر بالانتساب إليه قال (ص 37)«فدعواهم أني ملتزم بكل ما يقوله الكوثري دعوى باطلة» .
وجوابه هذا يذكرني بقول الشاعر:
والدعاوي ما لم تقيموا عليها
…
بينات أبناؤها أدعياء
فأين الدليل على بطلان الدعوى المذكورة مع كثرة الأخطاء والضلالات التي حكيناها عن شيخك الكوثري مع تعظيمك إياه بما سبق بيانه وطلبنا منك أن تتبرأ منها فلم تفعل، فالدعوى الباطلة هي دعواك، فلا تزال مدانًا بأنك كوثري جملة وتفصيلًا حتى تحقق طلبنا بإعلان براءتك منه جملة وتفصيلًا، فنستريح منك ومن مناقشتك جملة
وتفصيلًا، والله حسيبك. نعم لقد جاء ببرهان على دعواه بزعمه فقال (ص 38):
«وأقرب برهان لدفع افترائهم هذا أني قد حشوت كتبي وتعليقاتي من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم رحمهما الله تعالى كما أني أثنيت عليهما
…
وكان الشيخ الكوثري رحمه الله تعالى وغفر لنا وله يجافي هذين الإمامين بحسب رأيه واجتهاده (! ) فلو كنت ملتزمًا له بكل ما يقول لجفوتهما وتابعته في مشربه نحوهما رحمهما الله تعالى والواقع يثبت خلاف ذلك»! !
والجواب عن هذا الهراء من وجوه:
1 -
لقد جعلت الدليل على أنك لست ملتزمًا بكل ما يقوله الكوثري أنك لا تجافي الشيخين كما كان يجافيهما شيخك الكوثري، وهذا والله مهزلة الدهر، فإنك إن كنت تتظاهر الآن بأنك لا تجافيهما، فهل ذلك يخرجك عما اعترفت به من أنك لا تزال كوثريًّا؟ ! وبمعنى آخر أن الحنفي مثلًا إذا خالف إمامه في مسألة ما أيخرج بذلك عن كونه حنفيًّا؟ ! الجواب لا، كما هو واضح لدى جميع العقلاء. وصرح به مخدومك أبو الحسنات اللكنوي في «الفوائد البهية» (1) وإذن فبرهانك هذا يشهد عليك بأنك كوثري في كل ما وصفنا به الكوثري من الضلال والانحراف عن السلف وأئمة الحديث. ولولا ذلك لصرحت ببراءتك من كل ذلك كما صرحت ببراءتك من مجافاته لا سيما وقد أفسحنا لك المجال في ذلك بطلبنا إعلانك البراءة من كل ذلك، فهل يفسر عاقل امتناعك من الإعلان إلا بأنه دليل قاطع بأنك كوثري مائة
(1) انظر «صفة الصلاة» (ص 39).