الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكاتب: مصطفى بك نجيب
نظرة عامة في حالة الإسلام
(مقالة للمرحوم مصطفى بك نجيب الذي كان من أشهر كتاب المسلمين في
مصر أرسلها إلى المنار مشايعة له على خطته منذ أكثر من ربع قرن، فلم ننشرها
يومئذ لكثرة لحنها وخجلنا من الافتيات على صاحبها بتصحيحها بدون إذنه، ثم ضلت
بين الأوراق ، حتى عثرنا عليها في هذه الأيام، فرأينا الحاجة إليها كما كانت أو أشد
مما كانت سنة كتابتها فصححنا أكثر غلطها ونشرناها وهذا نصها) .
من الأمور التي يحار فيها لب المدققين في الأمور الاجتماعية والذين لهم إلمام
بعلوم التاريخ وأسباب تقدم الأمم أن يرى الإسلام في درجة الشقاء التي أصبح بها
وهذه الحالة التي عليها الأمم المختلفة المتدينون بالدين الحنيف قد استلفتت أنظار كل
المجتهدين في أسباب تقدم وارتقاء سعادة الأمم ، ومن جهة أخرى قد شمتت أعداء
الإسلام لأنهم جعلوا ذلك حجة قوية يحتجون بها على أن الدين المنيف هو دين
الهمجية والانحطاط ، وقد كذبوا في زعمهم ، ولكن المقادير لم تساعد المسلمين في
الارتقاء والارتفاع ، ولا يسند هذا إلى الإسلام لأنه بريء من كل ما يسند إليه من
الخزعبلات والتعصب الأعمى.
ولو نظرنا نظرة عامة في أحوال المسلمين لوجدناهم في أسوأ حال لأنهم
تركوا فضائل ما يأمرهم به دينهم القويم ، واتخذوا الكسل عادة ، والخرافات طبعًا
غريزيًّا، مع أن القرآن الشريف يأمرهم بالاجتهاد والعمل، ويرغبهم في الكسب
والارتزاق، وأن يسعوا في الأرض من مشارقها لمغاربها ليحصلوا على الفوائد
والمنافع التي تعلي شأنهم وتنمي ثروتهم.
يتأسف المسلم الغيور أن يرى ما آلت إليه أحوال المسلمين من (ضلال عن)
سواء السبيل، فقد ضلت الأفراد ، وتغيرت معالمهم ، وصار بينهم وبين الدين بون
عظيم مع أنهم لو ساروا على مبدأ الدين الإسلامي لأصبحوا في العز الرفيع والسؤدد
الجليل، ولكن أين ذلك، وقد ضربت على أفئدتهم غشاوة من الجهل ، وتركوا
لأنفسهم مسلك الغباوة حتى حادوا عن الفضائل، وتشبثوا بالرذائل، ومع ذلك تراهم
مصممين على ما هم عليه قائمون، وإليه متجهون؟ أما آنت لهم الفرصة؟ ألم
يستفيدوا من الدروس المدهشة التي يرونها اليوم بعد الآخر؟ ألم تعلمهم الأهوال
كيف المآل؟ فقد انتهز الأجنبي فرصة نومنا وتداخل في أمورنا، ورمانا بعدم
الكفاءة والأهلية للعمل، هل بعد ذلك احتقار؟ كيف تكون أحوال المسلمين وقد
أمسوا مستعبدين بالأجانب لا يملكون لنفسهم حرية ، ولا يمكنهم أن يجعلوا لدينهم
صفة ولا شأنًا بين الأديان، أين العلماء المجتهدون منهم الذين يهبون أنفسهم للتعليم
ويرغبون في تهذيب أخلاق إخوانهم المُفْتَقِرِينَ لتنبيههم عن غفلتهم؟ لا غيرة عندهم،
ولا نفس ترغبهم في العمل للمنفعة العامة.
سمعت من سائح سألته عن حالة المسلمين في جاوه وسوماطرة ، فجاوبني
أنهم في أتعس عيش وأحط حالة ، لا يسوغ لهم أن يجتمعوا في اجتماعات، ولا
تأذن لهم الحكومة ببناء مساجد وجوامع يقيمون بها الصلاة، حتى مدائنهم خالية من
كل ما يقام فيه شعائر العبادات الدينية الإسلامية، وإذا وجد شيء من هذا القبيل
فيمكن العثور عليه صدفة في القرى، فالمسجد يكون مركبًا من أكواخ حقيرة تقام
فيه بعض الفروض، ولا يسمح لساكني هذه الجزر بشيء سوى الضروري جدًّا مع
أنهم ملايين عديدة يسكنون هذه البقاع الخصبة ، والتي لا ينقصها إلا العلم والانتظام
في سلك المدنية، كل ذلك حاصل والمسلمون في غفلة شديدة لا يحركون ساكنًا ،
ولا يرفعون صوتًا، فهل هذا ما يأمرهم به دينهم السديد؟
هل يأمرهم بالذل والمسكنة؟ كلا ثم كلا.
وهذا مثل من الأمثال التي يصادفها الإنسان بنفسه في حياة الأمم الإسلامية ،
وإذا قلنا: إن هذا الضعف ناتج من الضغط على الأفراد وعدم تمكنهم من حكم
أنفسهم بأنفسهم ، فإليك أمثالاً متنوعة تشاهد بالعين ونراه ، وإذا لم نرها فقد سمعنا
عن أخبارها.
فعدد الممالك الإسلامية التي تحكم نفسها فترى (؟) أن حالهم أسوأ وأردأ من
غيرهم ، لا نظام لحكوماتهم ، ولا مبدأ لدى الحكام إلا الاستبداد والظلم، حتى إن
هذه الأسباب تجعل بابًا للتداخل الأجنبي كما هو مشاهد الآن بمراكش وغيرها من
الممالك الأسيوية الإسلامية المستقلة.
ما الذي ينتظر من هذه الأمم ما دامت على هذه الحالة من الضعف؟ هل يؤمل
منهم خير بعد أن سلموا أرواحهم وبلادهم للأجانب وبعد أن سيطر هؤلاء عليهم
وأخذوا زمام أعمالهم في قبضتهم؟ .
أرى أنه ما دام أمراء المسلمين لاهين في شهواتهم ولذاتهم، مبتعدين عن كل
ما يجلب السعادة لشعبهم، غير مبالين إلا بمنافعهم الشخصية ومزاياهم النفسانية،
فذلك ما يجلب الدمار ويورث الضياع، لأن الملك إذا ترك لنفسه العنان ، وانقاد إلى
أهوائه؛ ضاع وضيع من هو عليهم سلطان، فمن الوبال أن يحرم الإسلام من
الأمراء العاملين لنفعه الساعين في مصلحته وإعلاء كلمته.
وإني أرى أن السلطان العادل أو الأمير العارف يفيد المسلمين كثيرًا ، ويصلح
شأنهم لأنهم يعدون أن الحاكم عليه صلاح الرعية، وبفساده تفسد البرية، وقد رسخ
ذلك في أوهامهم بدرجة غريبة لأنهم تعودوا ذلك من قديم مع أن ذلك لم يكن إلا بدعة
من البدع التي أضاعتهم وهضمت حقوقهم، لأنهم إذا طالبوا الحكام بواجباتهم لم
يستطيعوا أن يفعلوا مثل ما يفعلون معهم، ويستبدوا مثل ما يستبدون، ويجحفوا
بحقوقهم مثل ما هم عليه قائمون.
هذا ومن جهة أخرى ترى أن المسلمين أصبحوا في حالة تأخير من جهة الفكر
والتصور لأنهم امتثلوا للخرافات وزودوا عقولهم بأفكار سخيفة ، وتركوا الأصول
الحقيقية فلذلك أثرت في حياتهم ووجودهم هذه الاعتقادات المأخوذة عن محض الجهل
حتى صارت لهم عادة مأثورة وقياسًا مألوفًا مع أن ذلك مخالف لنصوص الشرع على
خط مستقيم.
ترى أيضًا أن المسلمين منقسمون بينهم لا تربطهم محبة ، ولا تجمعهم ألفة ولا
جامعة لأنهم أصبحوا محكومين ، ولا يخفى أن الضغط والاستبداد يذهبان ما في
الإنسان من الغيرة والحمية وخصوصًا إذا جعل هذا الأمر عادة فيصير كأنه مخلوق
لهذه الحالة.
فلهذه الأسباب لا تجد جامعة واحدة حتى إنك ترى في البلدة الواحدة فتورًا بين
الأهل والأفراد ، وقد نسوا كل النصائح الحكيمة التي أتى بها القرآن الشريف من
الآيات البينات في الاتحاد {سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ} (القصص: 35) ، {إِنَّمَا
المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (الحجرات: 10) إلى آخر تلك الآيات البينات.
ومن الحديث الشريف ما يغني عن البيان ، ويفصح عن المقصود في مثل هذا
الموضوع.
وأما من يسمون بالعلماء فهم في حالة تأخر وانحطاط ، فهم يرمون وراء
ظهورهم وينبذون نبذ النوى كل المبادئ الحديثة من العلوم ، ويكفرون من اتبعها
زعمًا أن ذلك مخالف للشريعة السمحة ولو تصوروا قليلاً لعرفوا تمامًا سوء فهمهم
وقلة إدراكهم.
30 أغسطس سنة 905
…
...
…
...
…
مصطفى نجيب
_________
الكاتب: عبد الرازق المليح آبادي
كتاب الصحةلمهاتما غاندي
كلمة المترجم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وخاتم النبيين،
محمد وآله وصحبه الهادين المهديين.
(وبعد) فإني أقدم هذا الكتاب الصغير في حجمه، الكبير في معناه، إلى
الأمة العربية في لغتها الشريفة التي لها فضل كبير علي وعلى العالمين، وقد
خصصت مجلة (المنار) الغراء بنشر هذه الترجمة لما لها من الأيادي البيضاء في
الإصلاح الاجتماعي والديني، وما لصاحبها من المنة الكبيرة علي بتثقيفي وتربيتي،
إذ أنا تلميذه ومريده، وتشرفت بالمثول بين يديه سنين عديدة.
ترجمت الكتاب إلى العربية بعد أن استأذنت مصنفه مهاتما غاندي [1]
فاستحسن فكرتي، وأذن لي ، بل ألح علي بذلك قائلاً: (إني أحب العرب
وأحترمهم، وأنتظر منهم أعمالاً عظيمة لخير الشرق والإنسانية، وأرغب في
عرض أفكاري عليهم) .
فقلت له: (ولكن العرب فطروا على عيشة تصدهم أن يأخذوا ببعض أفكارك
التي بسطتها في الكتاب، بل ربما يستهزئون بها) .
فقال: (لا عجب إن فعلوا ذلك ، إني لا أنتظر من جميع الناس أن يقبلوا كل
ما أقول ، وظيفتي أن أقول، لا أن أكره الناس على اتباعي) .
ألف مهاتما غاندي كتابه هذا وهو ليس بطبيب، وترجمته أنا ولست بطبيب.
أراد غاندي بتأليفه أن يخدم الناس بما جربه بنفسه من قواعد الصحة ، وأردت
أنا بترجمته أن أخدم الناطقين بالضاد بما قرأته ، ولم أجربه بنفسي قط.
فغرضي من هذه الترجمة ليس دعوة الناس إلى العمل بكل ما جاء في هذا
الكتاب، لأني لا أجزم بصحة كل ما جاء فيه ، بل إنما غرضي الإخبار بما قاله في
مسألة الصحة هذا الزعيم السياسي والمصلح الاجتماعي والقائد الديني في القارة
الهندية، والذي يحسب كثير من الأوربيين والأمريكان - وفيهم عدد من القسيسين
أنه مسيح جديد، جاء ليجدد تعاليم المسيح القديم! وأقواله مهما تبدو غريبة،
وأفكاره مهما تظهر شاذة، تستحق الاعتبار والتأمل على كل حال.
إن من سوء حظ الشرق أنه لم يفقد استقلاله السياسي فحسب؛ بل قد فقد
استقلاله الفكري أيضًا، ولذلك تراه يقلد الغرب في كل شيء، حتى إنه أصبح لا
يتفكر في نفسه، ولا يقيم للأشياء وزنًا ولا يميز بين الحق والباطل، بل لا يزال
نظره إلى الغرب فإن رآه يقول لشيء إنه حق، قال هذا أيضًا: إنه حق وبالعكس.
وأنا لا أكره الغرب ولا أنكر فضله في العلم والمدنية ، ولا أحرم الاقتباس
والاستفادة منه، ولكن الذي أقبحه وأشئمز منه هو الاستعباد الفكري للغرب، لأن
هذا الاستعباد إذا تمكن من نفوسنا لن نسترد حريتنا السياسية المغصوبة، ولن نجدد
أسس قوميتنا المتهدمة.
أقول هذا لأني أخشى أن ينبذ فريق من القراء هذا الكتاب قبل أن يطلع عليه
لا لأنه يستحق النبذ، بل لأنه جاء من مصدر شرقي بحت، فيحسبه سخافة شرقية ،
فلذلك أرجو من هو على هذه الشاكلة أن يتمهل في الحكم عليه ليقرأه بإمعان، فإن
لم يعجبه فليرمه إن شاء.
وإني تطمينًا لهؤلاء أقول: إن هذه الآراء ليست خاصة بغاندي وحده،
بل هناك في أوربا وأمريكا أيضًا ثورة كبيرة على الطب وأساليبه وأدويته ، بل إن
تقدم العلوم قد أخذ يهدم أركان هذا الطب الذي نسميه (الحديث) ويسمونه هنالك
(القديم) .
إن مهاتما غاندي - وإن لم يكن طبيبًا - مهتم بمسألة الصحة اهتمامًا كبيرًا،
ذلك دأبه من نعومة أظفاره ، وكتب ما كتب بعد أن جربه بنفسه على نفسه سنين
طويلة، وهو لا يزال متمسكًا بكل ما قاله ، وعاملاً به بكل دقة وشدة.
يعلم اهتمام غاندي بمسألة الصحة من كتاباته ، وخطبه الكثيرة فيها ، وقد
صرح مرارًا بأنه لو لم يقدر له أن يكون سياسيًّا ومصلحًا اجتماعيًّا، لكان كناسًا في
بلدته، ينظف المراحيض ، ويزيل القاذورات من البيوت، ليعيش الناس بالصحة
والعافية!
وقد سمعت ممن شهد المؤتمر الوطني سنة 1921 في بلدة أحمد آباد مقر
غاندي - ولم أستطع الاشتراك فيه لأني كنت يومئذ مسجونًا - أن مهاتما غاندي كان
ينظف المباول وبيوت الخلاء بنفسه ومعه تلاميذ مدرسته ، مع أنا نعلم أن هذا
المؤتمر كان عظيمًا جدًّا اجتمع فيه أكثر من نصف مليون نفس.
وقد يتعجب الذين بهرتهم المدنية الغربية، وغرتهم أبهة الزعامة الوطنية،
كيف يقوم هذا الزعيم الجليل بهذا العمل القذر؟ هؤلاء يتعجبون لأنهم لم يعرفوا هذه
الشخصية العجيبة النادرة: شخصية مهاتما غاندي. إن هذا الرجل - وإن ظهر
ونبغ في القرن العشرين - يضرب لأبناء هذا العصر في نفسه مثل بوذا
وكونفوشيوس وغيرهما من المصلحين وقادة البشر في العصور الغابرة الذين أسسوا
دعوتهم على مكارم الأخلاق وحب الإنسانية والعيشة الساذجة والروحانية النقية ،
والثقة التامة بذات الله العلي الكبير والتوكل عليه.
إن هذا الزعيم كذلك يدعو الناس إلى المعيشة الفطرية الساذجة ونبذ البذخ
والترف، وإلى التخلق بالأخلاق الفاضلة، والمحبة الشاملة العامة، والتمسك بجميع
ما في الأديان من الخير والتقوى وخشية الله والرأفة بالبشر.
ليت شعري كيف كان يكون عجب المغترين بالمدنية الغربية إذا رأوا هذا
الزعيم الهندي بأعينهم؟ إنهم ليرونه عاريًا، حافيًا، حاسرًا قد تجرد من الملابس
قائلاً: (لا يصلح لي أن أتجمل بالملابس ، والملايين الكثيرة من بني جلدتي لا
يجدون ما يسترون به عوراتهم ويقون به أجسادهم من الحر والبرد) فتراه الآن
متجردًا ليس على جسده لباس ، اللهم إلا إزار صغير يستر به عورته! وكذلك شأنه
في مأكله: لا يأكل الملح ولا اللحم ولا العدس ولا الحبوب ما عدا خبز القمح نادرًا ،
وقد حصر غذاءه في الفواكه ، وهو يكثر من أكل البرتقال والموز ، ويفضلهما
على غيرهما من الفواكه.
وقد أخبرني عن سبب تركه الملح فقال:
مرضت زوجتي في إفريقية الجنوبية (وكان يشتغل هنالك بالمحاماة) مرضًا
شديدًا فداويتها أولاً بنفسي فلم ينفعها شيء فراجعت أحد الأطباء ، وأدخلتها في
مستشفاه الخصوصي فأمرها أن تترك أكل الملح والعدس ، فغضبت من نصحه ،
وأبت امتثاله فغضب الطبيب أيضًا، وكان حديد المزاج قاسيًا فدعاني في نصف
الليل ، وقال: إن زوجتك عصت أمري، فأنا لا أعالجها بل لا أسمح لها بالبقاء
عندي دقيقة واحدة، فاذهب بها حيث تشاء حالاً بدون أدنى تأخير!
قال مهاتما غاندي: فتحيرت في أمري ، ورجوت الطبيب أن يسمح لها بالبقاء
إلى الصباح ، ولكنه أبى ذلك ، وأصر على أمره، فاضطررت أن أخرج زوجي في
تلك الساعة من الليل البهيم البارد ، وأحملها على ظهري مسافة 15 ميلاً حيث كان
مقامي! فلما وصلت بها إلى البيت، قلت لها: بئس ما فعلت ، إنك لا تشفين إلا
باتباع نصح الطبيب ، يجب أن تتركي أكل العدس والملح ، وإلا تموتين ، فقالت:
إن الامتناع عن العدس سهل، ولكن الملح لا أستطيع تركه ، وإن مت بسببه، ولو
كنت أنت في مكاني لما وسعك تركه! فقلت: تقولين ذلك! فها أنا ذا أترك الملح
سنة كاملة مختارًا! فلما سمعت ذلك أخذت تبكي وتعتذر من قولها.
ولكني هدأت روعها ، وقلت لها: لا بأس عليك ، لم أقل ذلك لأني غضبت من
قولك، بل إنما أفعل ذلك لتتشجعي أنت في مكانك فيسهل عليك ترك الملح.
قال: (فلما مضت السنة ، ورأيت فوائد ترك الملح، ما عدت إليه إلى الآن)
أما صحته - فجسمه نحيف جدًّا، لا يجاوز ثقله أكثر من 104 أرطال
(Pound) ولكنه يرى نفسه أصح الناس جسدًا ، ويقول: إن الرطوبات والشحم
الزائد والفضلات التي لا احتياج إليها قد خرجت من جسمي ، وأصبحت قويًّا بكل
معنى الكلمة.
وكلامه هذا ليس جزافًا لأنه يقوم بأعمال قد يعجز عنها الرجال الأشداء ، فهو
يحرر ثلاث جرائد أسبوعية ، وهي تصدر في أوقاتها المعينة بدون أن يحدث فيها
أي خلل ، ونحن نعلم أنه يشتغل بالأشغال العقلية 16 ساعة كل يوم ، ومع ذلك لا
يشعر بالتعب. وكذلك نراه من سنين كثيرة في السفر، لا يستقر في مكان،
يدور من بلد إلى بلد، يخطب مرات عديدة في يوم واحد ، ويقابل ألوفًا من الناس.
وأكبر دليل على قوته أنه صام أربعين يومًا متتابعة لم يذق فيها أي شيء ،
ومع ذلك لا أغمي عليه ولا أحس بضعف، بل ما زال يكتب لجرائده المقالات ،
ويغزل كل يوم من القطن المقدار الذي قرره لنفسه ، ومن أعجب ما رأيناه أنه بينما
كان ثقله قد قل كثيرًا في الأسبوع الأول من الصوم حتى خافوا على نفسه، أخذ
يزداد وزنًا بعد ذلك ، وقد تحير الأطباء في تعليل ذلك! ثم إنه فوق ذلك قد ملك
زمام نفسه، فيعيش كما قرر لنفسه أن يعيش فلا ينام إلا القدر الذي قرر أن ينام،
ويقوم بجميع أعماله بنظام تام، بدون أن يطرأ عليه أي خلل.
ثم إنه لا يغضب أبدًا ، ولا يستعجل ولا يفزع، بل يبقى دائمًا هادئًا مطمئنًا
كأنه مالك نفسه ، سخرها؛ فأصبحت له أطوع من بنانه.
ومن عجيب أمره أنه يعيش مع زوجته ، ولكنه يحسبها كأخته أو أمه كما أشار
في هذا الكتاب، وكما صرح في إحدى خطبه هذه الأيام فقال: (أنا وزوجتي قد
اتفقنا على أن نعيش كالأخ والأخت ، أو كالابن والأب ، أو البنت والأم ، فأنا لها
كأب وهي لي كأم) .
وكلامه هذا لا يرتاب فيه ، لأن عيشته مفتوحة ، وليست بسر ، وهو لا يكذب
أبدًا مهما اضطرته الأحوال.
فيعلم من كل هذا أن صاحب هذا الكتاب، وإن لم يكن طبيبًا قد عرف أسرار
الصحة وجربها في نفسه فأصبح رجلاً غير عادي في صحته الجسدية وصحته
العقلية ، وقد قدم في نفسه نموذجًا للرجل الصحيح تمام الصحة ، وأودع تلك
الأسرار في هذا الكتيب ليجربها الآخرون فإن وجدوها خيرًا؛ تمسكوا بها ، وإلا
ضربوا بها عرض الحائط.
هذا ما أردت أن أقوله للقراء قبل أن يطلعوا على الصفحات الآتية.
إلا أنه بقي علي أن أشكر صديقي ورفيقي في الدرس حضرة الأستاذ الشيخ
عبد العزيز العتيقي من أهل نجد الذي ساعدني في تقويم عبارة الترجمة ، فأشكره
شكرًا جزيلاً ، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يأخذ بيده ويمهد له السبيل لخدمة شعبه،
الذي كنت أعهده متفانيًا في حبه.
والحمد لله أولاً وآخرًا؛
…
...
…
...
…
...
…
... عبد الرازق المليح آبادي
(المنار)
لما عرض علينا ولدنا الروحي الفاضل الخادم لملته وأمته الإسلامية ترجمته
لهذا الكتاب النفيس؛ استحسناه ، وقبلنا أن ننشره في أجزاء المنار ليستفيد منه
قراؤه الاهتمام بصحة أجسادهم وسلامة أرواحهم ، فهو يَفْضُل جميع ما ألفه
الأطباء أنه يعنى بالأمرين معًا، ولعمري إن حاجة البشر إلى صحة أرواحهم
أشد كما أن تفريطهم فيها أعم، ولنا على قول المترجم إن المؤلف غير طبيب
أن الطب الصحيح ما صدقته التجارب ، وكان مستنبطًا منها ، وهو صادق في
خبره عن تجاربه إلا أنه لا بد من تكرار التجربة، وأن يراعى فيها اختلاف
الأحوال والأمزجة، وكذلك صفات الأنفس وقواها فإن المؤلف ذو إرادة قوية هي
الركن الأعظم لعظمته التي ساد فيها قومه ، وأصبح زعيمهم الأكبر في دينهم
ودنياهم باستحقاق ، وهي مع الذكاء والبصيرة ركن لصحته الجسدية أيضًا. ومثله
في استقلال عقله وكبر همته وعقائد ملته لا يخلو من شذوذ ذاتي ، ومخالفة دينية
لكثير من الناس. وقد علقنا في حواشي الكتاب على أهم ما شذ به في نظرنا ، وإننا
نشكر له بلسان أمتنا الإسلامية عنايته بالتأليف بين مسلمي الهند وهندوسها
وفاقًا لرأينا ونشكر له أيضًا ثناءه على أمتنا العربية وحسن أمله فيها ، وقد
قال نبينا صلى الله عليه وسلم: (من لم يشكر الناس لم يشكر الله عز وجل .
_________
(1)
(مهاتما) معناه في اللغة السنسكرية (الروح الأكبر) لقب غاندي بهذا اللقب لأن قومه يعتقدون بعظم روحانيته.
الكاتب: محمد عبد القادر الهلالي
مناظرة في مسألة القبور والمشاهد
الرد على رسالة العالم الشيعي
للأستاذ الشيخ محمد عبد القادر الهلالي
وهو عالم سلفي مستقل لا يتعصب لمذهب من المذاهب مطلقًا
(6)
(المقام السابع والعشرون) قوله: ومن جاء بعدهم قوم لم يتدبروا معاني
الحديث ، ولم يتفطنوا لما عليه أسلافهم فشددوا النكير على تشييد القباب والبناءات
حول القبور زعمًا منهم أنهم فهموا من الأحاديث ما لم يصل إليه أئمة المسلمين
وهيهات ذلك.
أقول: وددت أن هذه المغالطة القبيحة لم تصدر من السيد مهدي - والمقدر
كائن- وما أدري كيف طاوعه ضميره ولم ينهه عن عكس القضية ، فناشدتك الله
الذي هو عند لسان كل قائل: من أحق بهذا الكلام؟ في الاستدراك على السلف ،
والحكم عليهم بالجهل ، والرغبة عن الخير ، وعدم الفطنة لفضيلة بناء القباب مع
أنهم زعموا أنها من أعظم القربات.
الذين ابتدعوا بناء القباب وزخرفها ، وزينوا للغافلين الجاهلين الغلو
فيها ، ولم ينصحوهم حتى وقعوا في الكفر البواح ، وعصوا الرسول ، وضربوا
بنصوصه المستفيضة عرض الحائط ، وجاءوا بموبقة لم تخطر ببال أحد من
السلف؛ سلف جميع الطوائف فضلاً عن أن يقولوا بها ، بل أجمعوا على تركها.
ولو كانت خيرًا ما قصر عنها السلف ، وسبق إليها الخلف، أم الذين تلوا نصوص
نبيهم ، فقالوا: سمعنا وأطعنا ، وأجروها على ظواهر دلالتها بلا تأويل ولا تحريف
ولا تعسف ، وفهموا منها ما فهمه الأسلاف ، فانتهوا عما نهتهم عنه كما انتهى سلفهم ،
فوافقوا السلف علمًا وفهمًا وعملاً ، ولم يبتدعوا بعدهم مثقال ذرة، فهذه أقوال
الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأقوال السلف وأفعالهم وفيها هدم ما يبنى على القبر
وتروكهم ، ومنها ترك بناء القباب وغيرها على القبور كلها مع المانعين من القباب ،
وليس مع المجيزين لها حرف واحد عن الرسول ، ولا لهم سلف به في بدعتهم
ألبتة إلا من هو مثلهم أو قريب منهم ، أو زلة صدرت من غير معصوم ، ثم إن
النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يحدث الناس بالأغاليط حتى تلتبس أحاديثه على
الأفكار ، وتتضارب فيها الأفهام ، وكيف وهو أفصح الفصحاء وأقدرهم على إيصال
مراده إلى الأذهان السليمة والقلوب البصيرة الطاهرة من البدع بكل سهولة ، فكل
من له أدنى معرفة بلغة العرب ، ورأى نصوص الباب ، وتلقاها بقلب سليم من
العصبية تبين له كالشمس مراد الرسول فيها بلا كلفة لا يختلف في ذلك اثنان ، ولا
ينتطح فيه عنزان.
ثم لو سكت الرسول صلى الله عليه وسلم عن البناء على القبور ، وسكت
السلف لكان محرمًا بلا شك لأدلة (منها) أنه بدعة وكل بدعة ضلالة على لسان
محمد صلى الله عليه وسلم ، ومنها أنه حدث ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال: (من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد) ، (ومنها) إجماع
السلف على تركه ، (ومنها) أنه باب جهنمي من أبواب الشرك ما قرت عين
إبليس بمثله ، وما ولجه أحد إلا ارتطم في قعر هاوية الكفر كما هو مشاهد بالعيان ،
ولا يحتاج إلى إقامة برهان ، (ومنها) اتفاق العقلاء ، (ومنها) أنه من سنن
المشركين وقد أمرنا بمخالفتها إلى غير ذلك.
(المقام الثامن والعشرون) قوله: مع أن هؤلاء ليس لهم أن يجتهدوا لو
كانت لهم أهلية الاجتهاد في استنباط الأحكام الشرعية ، ومعرفة الحلال والحرام بعد
تقرر إجماع أهل السنة على وجوب التقليد ، والأخذ بقول أحد الأئمة الأربعة [1] .
أقول: لقد حجرت واسعًا ، وما أنصفت علماء أهل السنة إذ أبحت لنفسك
ولعلماء فرقتك الاجتهاد وحظرته عليهم ، ولا أدري لم فعلت ذلك؟ أظننت أن
جمهور علماء المسلمين من أول المائة الرابعة إلى اليوم ما وجد فيهم أحد يعرف
حكم الله ويقوم بحجته؟ إني لأربأ بك عن تصور هذا فضلاً عن تصديقه ، وما
المانع لهم من الاجتهاد بعد التبحر في علوم الشريعة والتضلع من موارد أدوات
الاجتهاد؟ وهل منعهم من الاجتهاد بعد ذلك إلا تحكم محض ، وتلك إذا قسمة
ضيزى؟ ولو فرضنا أن علوم الاجتهاد انمحت ودرست معالمها عند جميع المسلمين
ما عدا الشيعة؛ ما جاز على علماء أهل السنة أن يقتنعوا بالجهل في تلك القرون
المديدة ، وليس بعزيز عليهم أن يرحلوا إلى علماء الشيعة من جميع الأقطار ،
ويتلقوا عنهم من العلم ما يؤهلهم لمعرفة الحلال والحرام بالدليل وذلك أهون عليهم
من درس فلسفة اليونان والتبحر فيها ، واستنباط العلوم الرياضية الدقيقة كعلم الجبر
والمقابلة ودقائق الهندسة وعلم النحو وغيرها.
وإن أمة مضى عليها ألف سنة إلا قليلاً ، وليس فيها أحد يعرف حكم الله بدليله ،
ويقوم لله تعالى بحجته ويحمل ميراث محمد صلى الله عليه وسلم ويبثه في الناس ،
ويدعو إلى الله على بصيرة لفي خسران مبين.
وإن كنت معترفًا بأن علماء أهل السنة يعلمون من علوم الاجتهاد ما يعلمه
علماء الشيعة أو أكثر ، فكيف تختلف النتيجة عن المقدمات الصحيحة ، ويتجرد
الملزوم بلا مانع عن لازمه؟
وقوله: (ليس لهم أن يجتهدوا لو كانت لهم أهلية الاجتهاد) فيه نفي لأهلية
الاجتهاد عنهم وحجره عليهم حتى لو وجدت أهلية وما بعد هذا تحكم!
وقوله: (في استنباط الأحكام ومعرفة الحلال والحرام) أدهى وأمر لأنه لم
يقتصر على نفي استنباط الأحكام عنهم ، بل نفى عنهم معرفة الحلال والحرام ،
ويلزم منه أن قضاتهم ومفتيهم جميعًا في تلك الأعصار كانوا يسفكون الدماء ،
ويبيحون الفروج [2] ويتصرفون في الأموال غير عالمين بحلالها وحرامها ، وأي
قدح أعظم من هذا؟
قوله: (بعد تقرر إجماع أهل السنة على وجوب التقليد) .
(أقول) : متى تقرر هذا الإجماع؟ وأين تقرر؟ ومن هم المجمعون؟ ومن
هم الناقلون له؟ فهذه أسئلة أربعة يجب الجواب عنها، والحق الذي لا شك فيه هو
أن علماء أهل السنة مجمعون على تحريم التقليد ، والقول على الله بلا علم ،
وأجمعوا أيضًا على أن التقليد ليس بعلم ، وأن المقلد ليس بعالم ولا هو من أهل
الإجماع ، فلا يعتد بوفاقه ولا خلافه ، بل هو بمنزلة الصبيان ، حكى ذلك ابن عبد
البر في كتاب العلم وأبو شامة وابن حزم وابن القيم والسيوطي والشوكاني
والفلاني ونقلوه عن أئمتهم نقلاً يفيد العلم النظري ، وهذه كتبهم شاهدة بذلك ، وقد
ألف في رد التقليد كثير من السلف والخلف قال الإمام عبد الرحمن بن أبي بكر
السيوطي في كتابه (الرد على من أخلد إلى الأرض وجهل أن الاجتهاد في كل
عصر فرض) في ص42 ط الجزائر (الباب الثالث) في ذكر من حث على
الاجتهاد وأمر به وذم التقليد ونهى عنه: اعلم أنه ما زال السلف والخلف يأمرون
بالاجتهاد ويحضون عليه ، وينهون عن التقليد ويكرهونه ويذمونه ، وقد صنف
جماعة لا يحصون في ذم التقليد ، فممن صنف في ذلك المزني صاحب الإمام
الشافعي ألف كتاب (فساد التقليد) نقل عنه ابن عبد البر في كتاب العلم
والزركشي في البحر ، ولم أقف عليه ، وألف ابن حزم ثلاثة كتب في إبطال التقليد
وقفت عليها ، وألف أبو شامة في ذلك كتابه خطبة الكتاب (المؤمل في الرد إلى
الأمر الأول) وقفت عليه ، وألف ابن دقيق العيد كتاب (التسديد في ذم التقليد) لم
أقف عليه ، وألف ابن قيم الجوزية كتابًا في ذم التقليد وقفت على كراسين منه ،
وألف المجد الفيروزآبادي صاحب القاموس كتاب الإصعاد إلى رتبة الاجتهاد ولم أقف
عليه ، وهذه نصوص العلماء في ذم التقليد. اهـ.
ثم ذكر أقوال العلماء ومنهم الأئمة الأربعة في تحريم التقليد ، فأين إجماع
أهل السنة على جواز التقليد فضلاً عن وجوبه؟ فمن الورع اللائق بالناس
عامة وبالعلماء خاصة أن لا يسارعوا إلى الحكم في مسألة ، ولا سيما إن كانت
أجنبية عنهم إلا بعد تمحيصها.
(المقام التاسع والعشرون) قوله: (وقد فات المنار ومكاتبه أن يطعنا بمثلها
على أهل السنة حيث شيدوا بناءات القبور وقبابًا منذ أكثر من تسعمائة سنة ، ومن
المعلوم بالوجدان أن القبور التي شيدها أهل السنة في مكة المكرمة والمدينة المنورة
والطائف ومصر والشام والعراق وغيرها من الأقطار أكثر بكثير مما شيده الشيعة.
(أقول) : لم يفت صاحب المنار انتقاد ما صنعه من ينتسبون إلى السنة من
بناء القباب وعبادة القبور ، بل رد عليهم بما لم يرد بمعشار عشره على الشيعة ،
وهو معروف بعدم التعصب والمجاملة والتساهل ما لم يفض إلى تضييع الواجب ،
وهو مسالم للشيعة متودد إليهم حتى إن جماعتهم بالقاهرة يدعونه لحضور المأتم
السنوي فيجيبهم إلى الحضور [3] فإذا قيل له في ذلك أجاب بأنه ارتكب أخف
المفسدتين لأن ما ينشأ عن عدم إجابتهم من التقاطع والتدابر بين المسلمين أعظم
فسادًا من حضوره بمكان تعمل فيه بدعة، وله أصدقاء كثير من علماء الشيعة، ولو
عرفتموه حق المعرفة لرفعتموه عن وصمة التعصب للمذاهب والوقوف مع
المشارب ، ولا أدعي فيه العصمة فلا معصوم إلا محمد صلى الله عليه وسلم.
من ذا الذي ما ساء قط
…
ومن له الحسن فقط؟
غير محمد الذي
…
عليه جبريل هبط
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها
…
كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه
…
...
…
(لها بقية)
((يتبع بمقال تالٍ))
_________
(1)
سبب هذه الفرية على أهل السنة أن بعض المقلدين الذين ينعقد الإجماع باتفاق أمثالهم قالوا ولم يوافقهم سائر علماء عصرهم بوجوب تقليد الجمهور ، ولا سيما الحكام لبعض المذاهب المدونة وعللوا ذلك بالمصلحة وهذا ليس بإجماع كما زعم الشيعي تعصبًا كما ترى في رد مناظره وإنما ذكرت هذا لأقول إن الشيعة يكثرون من التبجح على أهل السنة بزعمهم أنهم انفردوا بالقيام بفريضة الإجماع دونهم، وهو زعم مردود بالبداهة فإنهم أشد من أهل السنة تعصبًا لمذهبهم والاجتهاد والتمذهب ضدان لا يجتمعان.
(2)
اللزوم في هذين الأمرين على إطلاقهما غير مسلم فإن تحريمهما من المعلوم من الدين بالضرورة لا بالاجتهاد.
(3)
أي في بعض السنن لا دائمًا.