الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كثيراَ، فسقط منها رجل فاستعظم ذلك، وقال اللهم أيبسها فيبست فلم تحمل بعد ذلك، ولقي من الجهال فيما نقل من مذهب الشافعي، فإنه أول من حمل علم الشافعي رحمه الله مختصر حرملة بن يحيى عن الشافعي، فاستعظم ذلك الجهال الذين كانوا على مذهب أهل العراق فصبر على أذيتهم، ولم يعارضهم بشيء محتسباً إلى أن مضى حميداً رشيداً رحمه الله، توفي سنة ست وسبعين ومئتين، وقيل: سنة ست وتسعين ومئتين.
سهل بن عبد العزيز بن مروان
أخو عمر بن عبد العزيز قال عمر بن مهاجر: هلك سهل بن عبد العزيز أخو عمر فأمرني أن أحفر له، وقال: إذا حفرت له فلتكن قدر قامة أو إلى المنكب، فإن أعلى الأرض أطهر من أسفلها، ففعلت.
قال مالك: قام عمر بن عبد العزيز إلى مصلاه، فذكر سهل بن عبد العزيز وعبد الملك ومزاحماً، فقال: اللهم أنك قد علمت ما كان من عونهم - أو معونتهم - إياي، فأخذهم فلم يزدني ذلك إلا حباً، ولا إلى ما عندك إلا شوقاً. ثم رجع إلى مجلسه.
توفي بالشام سنة تسع وتسعين.
سهل بن الحنظلية
وهو سهل بن عمروا بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو وهو النبيت بن مالك بن الأوس، الأنصاري الأوسي والحنظلية أمه. صحب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعه تحت الشجرة. وسكن دمشق.
قال قيس بن بشر التغلبي: كان أبي جليساً لأبي الدرداء، فأخبرني قال: كان رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له ابن الحنظلية، وكان رجلاً متوحداً ما يجالس الناس إنما هو في صلاة، فإذا انصرف فإنما هو في تسبيح وتكبير وتهليل حتى يأتي أهله، فمر بنا يوماً، ونحن عند أبي الدرداء
فسلم فقال له أبو الدرداء: كلمة تنفعنا ولا تضرك، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فقدمت، فأتى رجل منهم فجلس في المجلس الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرجل إلى جنبه: لو رأيتنا حيث لقينا العدو، فطعن فلان فلاناً، فقال: خذها وأنا الغلام الغفاري، كيف ترى؟ قال: ما أراه إلا قد أبطل أجره، فقال الآخر: ما أرى بذلك بأساً، فتنازعا في ذلك، حتى سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله، لا بأس أن يؤجر ويحمد، قال: فسر بذلك أبو الدرداء فجعل يقول: أنت سمعت هذه من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فجعل يقول: نعم. قال: فمر بنا ذات يوماً آخر فسلم فقال له أبو الدرداء: كلمة تنفعك ولا تضرك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم الرجل خريم الأسدي لولا طول جمته وإسبال إزاره، فبلغ ذلك خريماً، فأخذ شفرة فقطع جمته إلى أذنيه ورفع إزاره إلى نصف ساقيه، قال: ثم مر بنا يوماً آخر، فسلم فقال أبو الدرداء: كلمة تنفعنا ولا تضرك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنكم قادمون على إخوانكم فأصلحوا حالكم، وأصلحوا لباسكم، حتى تكونوا كالشامة في الناس، فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش.
قال سعيد بن عبد العزيز: كان لا يولد لابن الحنظلية، فكان يقول: لأن يكون لي سقط في الإسلام أحب إلي مما طلعت عليه الشمس.
وكان سهل بن الحنظلية فيمن بايع تحت الشجرة.
وحدث جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة وحدث سعد مولى حاطب قال: قلت يا رسول الله، حاطب من أهل النار؟ قال: لن يلج النار أحد شهد بدراً وبيعة الرضوان.
توفي سهل بن الحنظلية في صدر خلافة معاوية بن أبي سفيان.