الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عندك أربعة من أهل حمص على رجل من أهل دمشق أنه زنى أكنت راجمه؟ قال: لا، قال: وشهد رجلان من أهل دمشق على رجل من أهل حمص أنه سرق، ولم يروه، أكنت قاطعه؟ قال: لا، قال: يا أمير المؤمنين، فهذا أعظم من ذلك، لا والله لا أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل أحد من أهل الصلاة إلا رجلا كفر بعد إسلامه أو زنى بعد إحصان أو قتل نفساً بغير نفس، قال: فقال عنبسة بن سعيد: فأين حديث أنس بن مالك في العكليين؟ قال: فقال أبو قلابة: إياي حدث أنس بن مالك أن قوماً من عكل أول قال عرينه قدموا المدينة فاجتووها، فأمر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بلقاح، وأمرهم أن يخرجوا فيها فيشربوا من ألبانها وأبوالها، ففعلوا حتى برئوا وذهب سقمهم، أو كما قال: فقتلوا راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم واطردوا النعم، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك غدوة فبعث الطلب في آثارهم، فما ارتفع النهار حتى جيء بهم، فأمرهم فقطعت " أو قطع " أيديهم وأرجلهم، وسمر أعينهم، وألقوا بالحرة يستسقون فلا يسقون، قال: فقال أبو قلابة: فهؤلاء قوم سرقوا وقتلوا وكفروا بعد إيمانهم، وحاربوا الله ورسوله. فقال عنبسة: يا قوم، ما رأيت كاليوم قط. فقال أبو قلابة: أتتهمني يا عنبسة؟ فقال: لا ولكنك لا يزال هذه الجند بخير ما أبقاك الله بين أظهرهم.
سلمة بن أسلم بن حريش
ابن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو وهو النبيت بن مالك بن الأوس، أبو سعد الأنصاري صاحب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد بدراً، وخرج في جيش أسامة بن زيد الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته إلى أرض البلقاء ليدركوا ثأر من أصيب بمؤتة.
قال سلمة بن أسلم: رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم، ونحن على الباب، نريد أن ندخل على أثره. فدخل رسول
الله صلى الله عليه وسلم وما في البيت أحد إلا سعيد مسجى، قال: فرأيته يتخطى، فلما رأيته يتخطى وقفت وأومأ إليّ: قف، فوقفت ورددت من ورائي، وجلس ساعة ثم خرج. فقلت: يا رسول الله، ما رأيت أحداً وقد رأيتك تتخطى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما قدرت على مجلس حتى قبض لي ملك من الملائكة أحد جناحيه. فجلست ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: هنيئاً لك أبا عمرو، هنيئاً لك أبا عمرو - ويعني بع سعد بن معاذ.
ومن حديث الواقدي مختصراً قال: قالوا: ولم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر مقتل زيد بن حارثة وجعفر وأصحابه، ووجد عليهم وجداً شديداً، فلما كان يوم الاثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشرة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بالتهيؤ لغزو الروم، وأمرهم بالانكماش في غزوهم، فتفرق المسلمون من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم مجدون في الجهاز. ثم دعا أسامة في الغد يوم الثلاثاء فقال: يا أسامة، سر على اسم الله وبركته حتى تنتهي إلى مقتل أبيك، فأوطئهم الخيل، فقد وليتك هذا الجيش، فأغر صباحاً على أهل أبني، وحرق عليهم، وأسرع السير تسبق الخبر، فإن أظفرك الله فأقلل اللبث فيهم، وخذ معك الأدلاء، وقدم العيون أمامك والطلائع، ثم صدع رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمّ في يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من صفر، فلما أصبح يوم الخميس عقد له بيده لواء، ثم قال: امض على اسم الله، فخرج بلوائه معقوداً فدفعه إلى بريدة بن الحصيب، فخرج به إلى بيت أسامة، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة فعسكر بالجرف، وجعل الناس يأخذون بالخروج إلى العسكر، ولم يبق أحد من المهاجرين الأولين إلا انتدب في تلك الغزوة: عمر بن الخطاب، أبو عبيدة، وسعد بن أبي وقاص، وأبو الأعور سعيد بن زيد، في رجال من المهاجرين، والأنصار عدة: قتادة بن النعمان، وسلمة بن أسلم حريس. وذكر الحديث.
وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين زاغت الشمس يوم الاثنين لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول. ودخل المسلمون الذين عسكروا بالجرف إلى المدينة، ودخل بريدة بن