الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: ثم أنضحيه حول فراشي، ثم أنزلي، فامكثي، فسوف تطلعين عليّ فتريني على فراشي، فاطلعت إليه، فإذا هو قد أخذ روحه، فكأنه نائم في فراشه، أو نحو من هذا.
توفي سلمان بالمدائن وقبره هناك.
قال ابن زنجويه: بلغني أن سلمان توفي سنة ست وثلاثين قبل الجمل.
وقيل: إنه توفي في خلافة عثمان. فعلى قول ابن زنجويه تكون وفاته في خلافة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وقيل: توفي سنة سبع وثلاثين.
قال أهل العلم: عاش سلمان ثلاث مئة سنة وخمسين سنة، فأما مئتين وخمسين فلا يشكون فيه.
وعن سعيد بن المسيب أن سلمان الفارسي وعبد الله بن سلام التقيا، فقال أحدهما لصاحبه: إن لقيت ربك قبلي فأخبرني ماذا لقيت منه، فقال أحدهما لصاحبه: أو يلقى الأحياء الأموات؟ قال: نعم، أما المؤمنون فإن أرواحهم بالجنة، وهي تذهب حيث شاءت. قال: فتوفي أحدهما قبل صاحبه، فلقيه الحيّ في المنام، فكأنه سأله فقال الميت: توكل وأبشر. فلم أر مثل التوكل قط. سلمان مات قبل ابن سلام.
سلمان بن ربيعة بن يزيد بن عمرو
ابن سهم بن نضلة بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر وهو منبه ابن سعد بن قيس عيلان بن مضر، أبو عبد الله الباهلي يقال: إن له صحبة، وشهد فتوح الشام مع أبي أمامة الباهلي، ثم سكن العراق، وولاه عمر رضي الله عنه قضاء الكوفة، ثم ولي غزو أرمينية في خلافة عثمان فقتل ببلنجر.
قيل: إنه كان يغزو سنة ويحج سنة.
حدث سلمان بن ربيعة قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إن النبي صلى الله عليه وسلم قسم بين قومه قسما فقلت يا رسول الله، غير هؤلاء كانوا أحق، فقال: إنهم يخيروني بين أن يسألوني بالفحش ولست بباخل.
وعن شقيق بن سلمة قال: رأيت سلمان بن ربيعة جالساً بالمدائن على قضائها، استقضاه عمر بن الخطاب أربعين يوماً، فما رأيت بين يديه رجلين يختصمان بالقليل ولا بالكثير، فقلنا لأبي وائل: فممّ ذلك؟ قال: من انتصاف الناس فيما بينهم.
وعن عمرو بن شرحبيل أن سلمان بن ربيعة " وكان قاضياً قبل شريح " سئل عن فريضة فأخطأ فيها، فقال له عمرو بن شرحبيل: القضاء فيها كذا وكذا، فكأنه، أي غضب، فرفع ذلك إلى أبي موسى الأشعري وكان على الكوفة فقال: يا سلمان، كان ينبغي لك ألا تغضب، وأنت يا عمرو كان ينبغي لك أن تساوده في أذنه. يعني تساره.
حدث من شهد القادسية قال: أبصر سلمان بن ربيعة الباهلي أناساً من الأعاجم تحت راية لهم، قد حفروا لها وجلسوا تحتها، وقالوا: لا نبرح حتى نموت، فحمل عليهم، فقتل من كان تحتها، وسلبهم، وكان سلمان فارس الناس يوم القادسية، وكان أحد الذين مالوا بعد الهزيمة على من ثبت، والآخر عبد الرحمن بن ربيعة، ذو النون أخوه، ومال على آخرين قد تكتبوا وتعبئوا للمسلمين فطحنهم بخيله.
قال الشعبي: كان يقال لسلمان: أبصر بالمفاصل من الجازر بمفاصل من الجزور.
حدث أبو عمرو بن العلاء أن عمر بن الخطاب شك في العتاق والهجن من الخيل، فدعا سلمان بن ربيعة الباهلي