الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مدحت وتخرصاته
(1899)
(من مذكرات عَام 1877)
كلما تذكرت الْحَالة السَّيئَة الَّتِي كَانَت تلف الْحُكُومَة عِنْدَمَا اعتليت كرسى الحكم ارتعدت فرائصي
فناظر الحربية رَدِيف باشا كَانَ رجلا حالك الظلام لمن يكن على علم بِشَيْء عِنْدَمَا انفجرت الْحَرْب مَعَ الروس كَانَ الكولونيل (باكر (الضَّابِط الَّذِي عمل على اصلاح الْجَيْش التركى) عسكريا كُفؤًا حسن النِّيَّة لكنه مَاذَا يَسْتَطِيع أَن يفعل اذا كَانَ على رَأس الْجَيْش رجل مثل رَدِيف أما مدحت فَكَانَ يعْمل فِي الخفاء ليغتالني رِجَاله ويتخلص مني
اني مَدين بحياتى ليقظة رجالي المخلصين وَمَا جرى لى كَاف لِأَن يهز من يملك أقوى الأعصاب اذا فَلَا عجب بعد هَذِه الْأُمُور أَن أكون محتاطا
أعرف جيدا أَن كثيرا من النَّاس يُرِيدُونَ استغلال حالتي العصبية وَأعرف أَن رجال المباحث والمخبرين اناس سفلَة عديمو الشّرف وان ديننَا يلعن أهل الزُّور إِلَّا انه لَو لم يكن لى هَذَا الجهاز الْكَبِير من المخابرات لَكَانَ مستحيلا عَليّ حماية نَفسِي من الاخطار المحدقة بِي من كل جَانب
أَلَيْسَ الْحُكَّام والاباطرة الْآخرُونَ يتصرفون كَمَا أتصرف