الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْأَمر فافتتحت الدول الْأَجْنَبِيَّة مراكز بريد تَابِعَة لَهَا ففوتت على الخزينة موردا سنويا ضخما كَمَا أخلت بسيادة الدولة العثمانية
لَو استطعنا دفع رواتب موظفي الْبَرِيد التَّابِعين لنا لعملوا على أَدَاء مهامهم على أحسن وَجه فَإِن الأهمال من أَي جِهَة كَانَ أَمر لَا يرضى عَنهُ الله وَرَسُوله
لقد تمكنت اليابان وَهِي الدويلة الصَّغِيرَة من ارغام الدول الْكُبْرَى على قبُول الغاء مراكزها البريدية أما نَحن فمضطرون لتحمل هَذَا الْوَضع المخزي
رُؤَسَاء الوزارات
(1903)
يُقَال انني أبدل رُؤَسَاء الوزارة كثيرا انه حكم خاطىء فاذا مَا رَجعْنَا إِلَى كتب التَّارِيخ لوجدنا وَبِكُل وضوح أَن أسلافي من السلاطين كَانُوا يغيرون الرؤساء أَكثر مني بِكَثِير لقد بلغ عدد رُؤَسَاء الوزارات مُنْذُ تأسيس الأمبراطورية وَحَتَّى الْآن مِائَتَيْنِ فقليل مِنْهُم من بَقِي مُدَّة طَوِيلَة أما الغالبية فَلم تدم رئاستهم أشهرا بل وَحَتَّى أَيَّامًا فِي بعض الْأَحَايِين
فَفِي عهد السُّلْطَان مُحَمَّد الرَّابِع تَغَيَّرت الوزارة أَكثر من عشْرين مرّة أما فِي عهدي فدون هَذَا الرقم بِكَثِير وَمن الطبيعي أَن أضطر أَحْيَانًا إِلَى اجراء تَغْيِير عِنْدَمَا أحس بِالْحَاجةِ إِلَى ضحية سياسية فأعين أَحْيَانًا (كَامِل باشا (ارضاء لانكلترا وَتارَة أعين الذِّئْب الْعَجُوز (سعيد باشا الصَّغِير (وفقا للْمصْلحَة الْعَامَّة
إِن استبدال رَئِيس الوزارة بِغَيْرِهِ لَيْسَ بالشَّيْء المهم فِي بِلَادنَا وَمَعَ ذَلِك فَإِنَّهُ أَمر غير مستساغ اما الوزراء فَلَا أستبدلهم إِلَّا فِي ظروف اضطرارية
وابعاد رَئِيس وزارة واستبدالة بآخر لَا يسْتَوْجب كل هَذَا الضجيج فَمَا الْفرق بَين (كَامِل (و (سعيد (اذا كَانَ الرئيس الْفعْلِيّ للوزراء هُوَ السُّلْطَان الْمُقِيم فِي قصر يلدز