الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مكدونيا والتمرد البلغاري
(1903)
شكا الينا الروس مَا أسموه بأعمال القمع الَّتِي يقوم بهَا جنودنا ضد المنظمات البلغارية وَمن الْمَعْرُوف أَن البلغار لَا يتورعون عَن تزييف الحائق أبدا
وَقد علمت مُؤَخرا أَنه بالرغم من الهجمات الوحشية الَّتِي يشنها العصاة البلغار فَإِن جنودنا معتدلون فِي الرَّد على الهجمات وَلَا يتَعَدَّى كَونهَا عمليات دفاعية مَعَ أَن هَذِه الاحوال تَقْتَضِي نقل أَعمال القمع الى معاقلهم وضربهم فِي أوكارهم وَقد أَفَادَ التَّقْرِير الَّذِي بعث بِهِ قائدنا العسكري أَنه جرى اشتباك بسيط بَين جنودنا وَبَين الاشقياء البلغاريين فِي (أَكْرِي بلانكا (فبالغت الصُّحُف البلغارية وسمت هَذَا الاشتباك معركة هَؤُلَاءِ البلغار الَّذين يظنون أننا غافلون عَمَّا يعْملُونَ سيلقون الدَّرْس الْمُنَاسب من حَيْثُ لَا يَدْرُونَ والحقيقة أَن (فرديناند (لم يَجْرُؤ يَوْمًا على مهاجمة ولاياتنا الاوربية وَذكرت أنباء (بلغراد (أَنه أتفق مَعَ صربستان كَمَا لَقِي الدعم من الروس قبل أَن يقوم بِهَذَا الهجوم
وَقد قابلت لجنة مكدونيا (اغناتييف (الَّذِي يُقيم فِي (سانت بترسبورغ (وَطلبت مِنْهُ تَأْمِين الحماية الروسية فسر الروس من هَذَا التَّصَرُّف اذ بِهِ سيسترجع الامبراطور الروسي مَا فَقده من نُفُوذ فِي منْطقَة البلقان فِي السنوات الاخيرة
وبدأت الصُّحُف الروسية مُنْذُ الْآن فِي رفع أصواتها مُطَالبَة بتطبيق الْمَادَّة 23 من معاهدة برلين أما نَحن فَلَا نملك حِيَال هَذَا الْوَضع إِلَّا أَن نسخر من الَّذين يظنون أننا سنرضخ لَهُم
لقد أَخْطَأنَا اذ منحنا البلغار امتيازات أَكثر مِمَّا يسْتَحقُّونَ فَأَصْبَحت الْمدَارِس البلغارية الَّتِي افتتحت بِمُوجب هَذِه الامتيازات أكبر مصدر لعدائنا وَمِمَّا يثبت خطورة افْتِتَاح هَذِه الْمدَارِس اضطرار السلطات الادارية الى اعتقال كثير من مدرسيها
لَو لم يسْتَمر البلغار فِي تزييف الْحَقَائِق وتأليب الشّعب لما وَقعت هَذِه الْحَوَادِث وَلَقَد أَصبَحت صوفيا مركزا لهَذِهِ الاضطرابات أما الْغَايَة الَّتِي يتوخونها من الْحَرَكَة الاخيرة فَهِيَ لفت نظر أوربا الى مَا أسموه بالتنكيل والتعذيب فِي مكدونيا أما صحافتنا فَلَيْسَتْ تملك تِلْكَ المهارة كي تفضح الاكاذيب وَمَعَ ذَلِك فان الاوربيين يعْرفُونَ بِأَن البلغار لَيْسُوا بالخراف بل هم الذئاب المتوحشة الَّتِي تنهش فِي أَعْرَاض النَّاس فِي ولايات الْحُدُود مُنْذُ اثْنَي عشر عَاما دون انْقِطَاع لقد كلفتنا أَحْدَاث التمرد البلغاري الْكثير من الاموال والانفس لَكِن الدول الْكُبْرَى لَا تُرِيدُ أَن تفهم الْحَقِيقَة فالذنب كُله عِنْدهم هُوَ ذَنْب العثمانيين