المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌الأتراك الشَّبَاب والدستور

- ‌شكاوى الأرمن

- ‌الْهِجْرَة الداخلية

- ‌الدستور

- ‌المشكلة الْيَهُودِيَّة

- ‌بورصة والحكومة المركزية

- ‌مشكلة الْهَدَايَا (البقشيش

- ‌الأحراج

- ‌المشكلة الأرمنية

- ‌الاتراك الشَّبَاب

- ‌الأكراد والأرمن

- ‌الأرمن وَالتِّجَارَة

- ‌السفير الألمانى والمشكلة الأرمنية

- ‌الأسراف والبيروقراطية

- ‌فؤاد باشا

- ‌انحطاط العثمانيين

- ‌ايفاد الضباط إِلَى الْبِلَاد الْأَجْنَبِيَّة

- ‌قانون ولَايَة الْعَهْد

- ‌بعد الْحَرْب التركية الروسية

- ‌جَزِيرَة كريت

- ‌خطّ حَدِيد بَغْدَاد

- ‌آغا الْحَرِيم

- ‌إِلْغَاء الأمتيازات

- ‌مدحت وتخرصاته

- ‌الفارماسون فِي تركيا

- ‌التِّجَارَة

- ‌خطّ حَدِيد الأناضول

- ‌قُوَّة الرجل الْمَرِيض

- ‌المستشارون

- ‌جَوَاز المخابرات والجاسوسية

- ‌الخطوط الحديدية فِي تركيا

- ‌ خطّ حَدِيد الأناضول

- ‌قطاع الطّرق

- ‌المؤامرات الَّتِي تحاك فِي مكدونيا

- ‌ممدوح باشا

- ‌الإصلاحات

- ‌الحركات البلغارية فِي مكدونيا

- ‌الرِّشْوَة

- ‌الْوَضع المالي

- ‌حَاجَة الدولة إِلَى الهدوء والاستقرار

- ‌ثروة السُّلْطَان

- ‌مؤسسات الْبَرِيد الْأَجْنَبِيّ فِي الدولة العثمانية

- ‌رُؤَسَاء الوزارات

- ‌الانحطاط البدني لَدَى العثمانيين

- ‌الرقابة

- ‌الْخدمَة العسكرية

- ‌الحكم الْمُقَيد

- ‌الْخط الحديدي الْحِجَازِي

- ‌قبُول القانون الأساسي

- ‌الْفَصْل الثَّانِي

- ‌فرنسا ومصر

- ‌الإنكليز فِي مصر

- ‌مصر وتركيا

- ‌وَصِيَّة السُّلْطَان عبد الْعَزِيز

- ‌الحملات الصليبية على الدولة العثمانية

- ‌السياسة الشرقية لامبراطورية النمسا والمجر

- ‌الحكم العثماني فِي مصر

- ‌صغَار الْهَدَايَا

- ‌السفير الروسي

- ‌الدولة العثمانية واليابان

- ‌الاتراك والألمان

- ‌ألمانيا وفرنسا فِي الشرق

- ‌الْحق الممنوح لقيصر

- ‌سياسة الخطوط الحديدية

- ‌بِلَاد الصرب واليونانيون

- ‌مُنَافَسَة قناة السويس

- ‌ألمانيا والأناضول

- ‌النّفُوذ الفرنسي فِي الشرق

- ‌أطماع انكلترا

- ‌الجزيرة الْعَرَبيَّة وانكلترا

- ‌بلغاريا

- ‌السياسة الألمانية فِي الشرق

- ‌الدولة العثمانية واليونان

- ‌فرنسا والعثمانيون

- ‌انكلترا وخليج ايران

- ‌تركيا ودول البلقان

- ‌انكلترا والجزيرة الْعَرَبيَّة

- ‌ظلم انكلترا

- ‌روسيا وَخط حَدِيد بَغْدَاد

- ‌السياسة الشرقية عِنْد الروس

- ‌انكلترا الضعيفة فِي الْهِنْد

- ‌بنغازي

- ‌دسائس البلغار

- ‌‌‌رومانياوالامبراطورية النمساوية المجرية

- ‌رومانيا

- ‌مكدونيا والتمرد البلغاري

- ‌خطّ حَدِيد سوريا الْهِنْد

- ‌بلغاريا والدعاية المعادية للسلافية

- ‌بلغاريا الْوحدَة البلقانية

- ‌انكلترا ودولة بلغاريا الْكُبْرَى

- ‌البلغار وَالروم

- ‌روسيا

- ‌الْملك (ادوارد السَّابِع

- ‌الْفَصْل الثَّالِث

- ‌الرُّجُوع الى الاسلام

- ‌الاسلام دين الحضارة

- ‌العقيدة الاسلامية الاصيلة

- ‌التسامح

- ‌الْقَدَرِيَّة

- ‌التعصب

- ‌الدعْوَة الى الاسلام

- ‌انتشار الاسلام

- ‌اهمية الاسلام فِي الارض

- ‌الْخلَافَة والشيعة

- ‌الاسلام والفكرة القومية

- ‌حب الوطن

- ‌الَّذين يعتنقون الاسلام

- ‌المهتدون

- ‌مكافحة التبشير النَّصْرَانِي

- ‌الصرع بَين انصار الْهلَال وأنصار الصَّلِيب

- ‌مَسْأَلَة الرّقّ

- ‌الْفَصْل الرَّابِع

- ‌الْمدَارِس

- ‌التَّعْلِيم الزراعي

- ‌تَعْلِيم العثمانيين فِي الْمدَارِس الاجنبية

- ‌التَّعْلِيم لَدَى العثمانيين

- ‌الْآدَاب والفنون لَدَى العثمانيين

- ‌التَّجْدِيد فِي التَّقْوِيم

- ‌التطور الفكري والاصلاحات

- ‌الاصلاحات

- ‌الشرق والاوروبيون

- ‌سهوم الحضارة الاوربية

- ‌حُقُوق الامم الْهلَال الاحمر

- ‌الْمَرْأَة الْمسلمَة

- ‌الْحَرِيم

- ‌اللامبالاة والكسل

- ‌الْعَمَل

- ‌التشاؤم عِنْد العثمانيين

- ‌الْفَصْل لخامس

- ‌الشخصية

- ‌أَرْكَان الْقصر

- ‌الموسيقا

- ‌(عبد الحميد الشحيح

- ‌القيل والقال فِي الشرق

- ‌الجاسوسية

- ‌المطبوعات

الفصل: ‌مشكلة الهدايا (البقشيش

‌مشكلة الْهَدَايَا (البقشيش

(1896)

عِنْدَمَا يكْتب افرنسي أَو إنكليزي أَو ألماني أَو أَي أَجْنَبِي عَن بِلَادنَا لَا يَنْتَهِي قبل أَن يخصص فصلا خَاصّا من كِتَابه لعادة الْهَدَايَا عندنَا حَتَّى أَن أحد الافرنسيين ذكر فِي كِتَابه أَن الْهَدِيَّة أَعلَى مستوى من السُّلْطَان وسماها (السُّلْطَان هَدِيَّة) انهم مبالغون فِي كل مَا قَالُوهُ وَالْوَاقِع أَن الغربيين لَا يفهمون الْمَعْنى الْكَامِل للهدية انهم يعتبرونها لَا أخلاقية كالرشوة مَعَ أَنَّهَا حوادث نادرة أما (القيصر هَدِيَّة) فَهِيَ أَكثر انتشارا فِي بِلَاد القياصرة مِنْهُ فِي بِلَادنَا وَيُمكن القَوْل أَن عدم تَنْفِيذ شَيْء إِلَّا بالهدية الَّتِي عِنْدهم لَيْسَ مَوْجُودا عندنَا وَحَقِيقَة الْأَمر أَن بعض الْعَادَات الَّتِي كَانَت فِي أوربا قبل عصور خلت لَا زَالَت مَوْجُودَة عندنَا الْآن حَيْثُ لم تكن لَدَى الغرب كَمَا هِيَ حَالنَا الْآن ميزانية رسمية فَكَانَ الموظفون يسعون إِلَى تَدْبِير معاشهم مَا وسعهم أَن يدبروا وَيُقَال أَن بعض الرهبان فِي الغرب لَا يزالون يعيشون على هَدَايَا الشّعب المتدين إِذا فَلَا مجَال لِأَن يحتد كتاب أوربا لعادة موظفينا فِي قبُول الْهَدَايَا وَقِيَاس موظفينا على الموظفين

ص: 40

الأوربيين الَّذين يسندون أظهرهم على وضع مَالِي صَرِيح منظم قِيَاس مَعَ الْفَارِق فالموظف الَّذِي يتهم باللاأخلاقية وَقلة الشّرف بِسَبَب انْتِظَاره الْهَدِيَّة لَا يُمكنهُ أَن يعِيش على الرَّاتِب الَّذِي يحصل عَلَيْهِ من دولتنا لذا فانه يرى الْمبلغ الَّذِي يُعْطِيهِ لَهُ النَّاس مُقَابل عمل يُؤَدِّيه لَهُم وَكَأَنَّهُ حَقه الطبيعي كَمَا يعتبره النَّاس أمرا طبيعيا هَذَا التعود الَّذِي بَدَأَ مُنْذُ قرن من الزَّمن جعل من الْهَدِيَّة عرفا ومؤسسة وطنية لَا يُمكن لأَجْنَبِيّ يفكر وفْق مَا تمليه أعراف بِلَاده أَن يتفهم أطوار الموظفين فِي الدولة العثمانية انه يجب الْأَخْذ بِعَين الِاعْتِبَار وَضعنَا المالي المؤلم (وفقر الدولة مستمد من فقر الشّعب) الَّذِي بِسَبَبِهِ لَا نستطيع دفع الرَّوَاتِب الشهرية للموظفين بشكل مُنْتَظم

والعيال فِي الْبَيْت جائعون ينتظرون النجدة من الْهَدَايَا انه أَمر إنساني بحت يجب تفهمه أَن أَي موظف فِي أَيَّة أمة وَضعهَا كوضع العثمانيين لَا بُد وان يتَصَرَّف كَمَا يتَصَرَّف موظفونا هُنَا

وَلَا جرم أَن عَادَة الْهَدَايَا تضر بالدولة ضَرَرا بَالغا لِأَنَّهَا تفقد بهَا مبلغا ضخما من ضَرَائِب الدخل إِذا مَا الْعَمَل لتصحيح هَذَا الْوَضع أَن كل موظف آمن بِحقِّهِ فِي الْهَدِيَّة فَلَا سَبِيل لنا إِلَّا التَّغْيِير الجذري فِي نظامنا المالي وكشف مصَادر أُخْرَى للموارد قد يكون مُفِيدا وَلَكِن قبل كل شَيْء يَنْبَغِي على الدول القوية أَن تعترف لنا بِحَق الْعَيْش بِسَلام واستقرار كَيْلا نصرف موارد الدولة دون جدوى للْقَضَاء على المؤامرات الَّتِي يحيكها الْأَجَانِب

ص: 41