الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واذا بدا للْبَعْض أَن فِي موقف النمسا والمجر غرابة فلأنهم نسوا أَن لهاتين الدولتين مصَالح مُشْتَركَة مَعَ ألمانيا فَمد
خطّ حَدِيد الأناضول
إِلَى بَغْدَاد أَمر مُهِمّ للنمسا بِقدر مَا هُوَ مُهِمّ لألمانيا فالقسم الْأَعْظَم من الْمُسَافِرين والبريد سينتقل عبر النمسا وَبعد ذَلِك تكون حيدر باشا نقطة الْبِدَايَة فِي طَرِيق الْهِنْد إِن هَاتين الدولتين ستؤيداننا وان امتلكتا مَفَاتِيح هَذَا الطَّرِيق بأيديهما فعلينا أَن نطلب مساعدتهما بَيْنَمَا لَا ينطبق هَذَا الامر على فرنسا فبقاء سيطرتنا على استانبول والمضائق أَمر لَا يهم فرنسا مِثْلَمَا يهم الدولتين الجرمانيتين فبفضل نشاطات السَّيِّد الْمُحْتَرَم استحصلوا عَليّ امتياز لمد خطّ حَدِيد بيروت حوران وَقد يتمكنون من انشاء الْخط الَّذِي سيمتد عبر الْهلَال الخصيب وبذا يكون طَرِيق الْهِنْد مَفْتُوحًا
خطّ حَدِيد الأناضول (1900)
يُقَال اننى عِنْدَمَا أَعْطَيْت امتياز انشاء خطّ حَدِيد الأناضول للمصرف الألمانى قبلت بِشُرُوط غير ملائمة طَمَعا فِي كسب صداقة الامبراطور الالمانى
الْحَقِيقَة أَن الْأجر الَّذِي تعهدنا بِدَفْعِهِ عَن كل كيلومتر مبلغ
كَبِير لَكِن نبوءة الَّذين قَالُوا بِأَن المؤسسة الحديديه ستؤول إِلَى الأفلاس لم تتَحَقَّق
وَقد أظهرت الميزانية السنوية الاخيرة (لعام 1899) أَن الصرفيات قد عادلت الواردات وَلنْ يمر وَقت طَوِيل حَتَّى تكون المدفوعات الكيلومترية الَّتِي التزمناها قد انْتَهَت تلقائيا
أَن خبرتى فِي المحاسبات لَيست سَيِّئَة وحساباتي الشخصية دَلِيل على ذَلِك
اننى على يَقِين من أَن انشاء خطّ حَدِيد الأناضول أَمر مُهِمّ بِالنِّسْبَةِ لنا بِقدر مَا هُوَ مُهِمّ للمصرف الألمانى لقد تحملوا بعض المصاريف فطبيعى أَن يكون لَهُم نصيب من الارباح ثمَّ تبقى لنا بعد ذَلِك حِصَّة الْأسد
يفهم من التقارير الْوَارِدَة أَن المناطق الَّتِي يمر مِنْهَا الْخط الحديدي تزداد انتعاشا وثراء وَهَكَذَا وجدنَا أراضى ملائمة لتوطين الْمُسلمين الْمُهَاجِرين من أوربا وَيُقَال إِن عدد الْمُسَافِرين على هَذَا الْخط فِي تزايد مُسْتَمر لَكِن المهم هُوَ نقل البضائع فَهَذَا هُوَ الأساس عندى وَقد كَانَ الطن من البضائع ينْقل من أسكي شهر إِلَى حيدر أباد على ظهر الْجمال بثلاثمائة قِرْش (60 فرنكا) أما الْآن فَلَا يزِيد هَذَا السّعر على سبعين قرشا (14 فرنكا)
وقديما كَانَت المحاصيل فِي المناطق الداخلية تتْلف فِي
موَاضعهَا بِسَبَب عدم توفر وَسَائِل نقلهَا فَكَانَ الْمزَارِع لَا يزرع إِلَّا بِمِقْدَار مَا يَسْتَطِيع نَقله إِلَى المناطق الْمُجَاورَة أما الان فبفضل أجور النَّقْل الزهيدة أصبح الْمزَارِع مطمئنا إِلَى انه سيبيع مَا تنتجه أرضه فَهُوَ يزرع بِقدر مايشاء
وَيُقَال أَن خطّ حَدِيد الأناضول قد نظمت منشآته تنظيما جيدا وجهزت بمستودعات للحبوب على أى حَال فَإِن هَذَا الْخط قد أعْطى ثماره أَكثر وأسرع مِمَّا كَانَ متوقعا
علينا أَن نحمد الله تَعَالَى ونشكره لتوفيقه اننا فِي تقدم وَفِي تقدم سريع وَهل يُنكر هَذَا الْوَاقِع الا من أعمى الله بصيرته