الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الخاتمة]
الخاتمة في نهاية هذا البحث الموجز أحب أن أشير إلى أهم النتائج على النحو الآتي:
أولا: الإمامة مبنية على الأفضلية، وعلى هذا فإمام القوم ينبغي أن يكون أفضلهم، ومن ثم فإن فضل الإمامة عظيم، ومنزلة الإمام عالية، وبالإمامة والإمام يحل العلم محل الجهل في الناس، والإقبال على الله محل الغفلة والإعراض، والطاعة ولزوم الاستقامة محل المعصية والانحراف والفضيلة والسعادة في المجتمع محل الرذيل والشقاء.
ثانيا: صفات القائم بالإمامة على قسمين: قسم هو الحد الأدنى، وهو أقل ما يجب عليه، وهو في غاية اليسر، والخلل في شيء منه يبطل الإمامة، وقسم هو الأولى فجدير بمن يتولى هذا العمل العظيم الذي يعد مسئولية وأمانة أن يتعاهد نفسه بشأنه، وينال منه حظ وافرا وقدرا طيبا، وكلما ازداد منه كلما كان قادرا على تحمل هذه المسئولية، ومؤديا لهذه الأمانة على الوجه المراد.
ثالثا: إمامة الفاسق في الاعتقاد أو الأعمال مكروهة باتفاق، فيكره الصلاة خلفه، ولكن الصلاة خلفه صحيحة على القول الراجح
من أقوال العلماء، وأما مستور الحال فلا يسأل عن معتقده، ويصلي خلفه، وهذا هو ما ذكره المحققون من أهل العلم.
رابعا: المسئولية منها: ما هو قدر مشترك يتحمله جميع الأئمة؛ لأنه أمر مقدور عليه لكل إمام، ومن المسئولية ما يعد قدرا خاصا يناط ببعض الأئمة دون الآخرين وذلك بحسب مكانتهم في الناس، وحاجة الناس إليهم، فالإمام العالم، وإمام الجامع من طلاب العلم المتخصصين في العلم الشرعي، أو المهتمين به ولو لم يكونوا في الأصل متخصصين يتحملون ما لا يتحمله غيرهم، وعلى من دونهم ألا يقتحم الإمامة فيزج بنفسه في المنزلة التي ليس من أهلها، ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه.
خامسا: لأئمة الجوامع دور تعليمي، وتربوي، واجتماعي مستمر من طبيعة رسالة المسجد ذات الجوانب المتعدد، ومن الطبيعي أن يحتاج الإمام إلى من يكون عونا له من إخوانه بعد الله تعالى على أداء رسالته، والقيام بهذه المهمة المتكاملة؛ لأن المساجد جامعات تنطلق منها الأجيال وقد تعلمت، وتربت على الفضيلة وحصلت قدرا من العلم والتربية والأخوة والتكافل، فمن يعلمها، ويربيها، ويؤلف بين قلوب هذه الأجيال؟ إنه الإمام وهو المسئول الأول في
المسجد، ومعه صفوة من المصلين من باب {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة: 2] فالمؤمن بإخوانه، وعليه أن يحسن الاختيار لهذه المهمة من الصادقين الأخيار.
سادسا: خطيب الجامع الناجح يراعي في أداء الخطبة الالتزام بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، والاهتداء بهديه، ويلتزم الحكمة والموعظة الحسنة، ويعد الخطبة حتى تكون مفيدة ومؤثرة. إعدادا جيدا، ويراعي أحوال المخاطبين، والزمان، والمكان اللذين تلقى فيهما الخطبة، ويرتب الأهم على المهم بحسب حاجة السامعين، ويوازن بين المصلحة الراجحة والمرجوحة في طرح الموضوع فيقدم الراجحة، ويدفع المفسدة وهو في جميع الأحوال يبتغي وجه الله تعالى، ويرجو ثوابه، ويحرص على الالتزام بما يقول والعمل به، ويعمل جاهدا على تبصير إخوانه المسلمين، وهو بهم رءوف رحيم كما وصف الله تعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128] التوبة آية / 128 وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وأخذ بنواصينا للبر والتقوى.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.