المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وقيل في رجب «1» ، وبني بها في ذي الحجة - مستعذب الإخبار بأطيب الأخبار

[أبو مدين الفاسى]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة التحقيق

- ‌نماذج من صور المخطوطات

- ‌مقدمة المؤلف

- ‌كنيته صلى الله عليه وسلم

- ‌[النسب الزكي الطاهر]

- ‌فائدة:

- ‌قصة بحيرى الراهب مع أبي طالب

- ‌خطبة أبي طالب عند زواج الرسول ب «خديجة»

- ‌صداق «خديجة» رضي الله عنها

- ‌[أولاده صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين خديجة رضي الله عنهم]

- ‌أولاد فاطمة

- ‌[غزواته صلى الله عليه وسلم

- ‌غزوة ودان

- ‌[غزوة بواط

- ‌[غزوة بدر الأولى- سفوان

- ‌[غزوة بدر الكبرى]

- ‌عدة أصحابه- صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر

- ‌المتخلفون من أصحابه- صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر

- ‌عدد المشركين في غزوة بدر

- ‌[غزوة بني قينقاع*]

- ‌[غزوة السويق]

- ‌[غزوة بني سليم- الكدر

- ‌[غزوة ذي أمر

- ‌[غزوة أحد

- ‌[غزوة بني النضير]

- ‌[غزوة ذات الرقاع]

- ‌[غزوة دومة الجندل]

- ‌[غزوة بني المصطلق

- ‌[غزوة الخندق- الأحزاب

- ‌[غزوة بني قريظة

- ‌[غزوة بني لحيان]

- ‌[غزوة الغابة]

- ‌[عمرة الحديبية*]

- ‌[غزوة خيبر]

- ‌عمرة القضية

- ‌[غزوة مكة]

- ‌[غزوة حنين

- ‌[غزوة الطائف

- ‌[غزوة تبوك]

- ‌فهرس الايات القرآنية

- ‌ثانيا: فهرس الأحاديث النبوية والاثار

- ‌ثالثا: المصادر والمراجع:

- ‌ المخطوطات

- ‌المصادر والمراجع المطبوعة:

- ‌فهرس الموضوعات

الفصل: وقيل في رجب «1» ، وبني بها في ذي الحجة

وقيل في رجب «1» ، وبني بها في ذي الحجة «2» ، على رأس اثنين وعشرين شهرا من الهجرة، وسنها يوم تزوجها- رضي الله عنها خمس عشرة سنة، وخمسة أشهر، وقيل: ونصف شهر، ولعلى رضي الله عنه يومئذ إحدى وعشرون سنة، وأربعة أشهر، أو خمسة «3» ، ولم يتزوج عليها حتى ماتت.

‌أولاد فاطمة

أولادها- رضي الله عنها «الحسن» «4» وهو بكرها، ولد في منتصف رمضان،

(1) عن زواج «على» ب «فاطمة» رضي الله عنهما في رجب، قال ابن حجر، في (الإصابة) 13/ 73:«ومن طريق عمر بن على، قال: تزوج على فاطمة، في رجب، سنة مقدمهم المدينة» اه: الإصابة وانظر: (بهجة المحافل، وبغية الأماثل

) مع شرحها 1/ 176 وانظر: سبل الهدى والرشاد للصالحي 11/ 37.

(2)

حول بناء علي بفاطمة- رضي الله عنهما قال الإمام نور الدين علي بن أحمد السمهودي (ت 911 هـ) في (وفاة الوفاء) 1/ 274 تحقيق الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد: «تزوج على بفاطمة في رجب، على الأصح، وبنى بها في ذى الحجة.. إلخ» اه: وفاء الوفاء. طبع دار الكتب العلمية. بيروت. وانظر: سبل الهدى والرشاد للصالحي 11/ 37 وما بعدها.

(3)

حول سن «عليّ» و «فاطمة» رضي الله عنهما عند تزوجهما انظر المصادر، والمراجع الاتية: أ- الطبقات للإمام محمد بن سعد 8/ 22. ب- الاستيعاب للإمام ابن عبد البر بحاشية الإصابة 13/ 113. ج- أسد الغابة في معرفة الصحابة للإمام ابن الأثير 7/ 113. د- سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي 2/ 246. هـ- الإصابة للإمام ابن حجر (فاطمة الزهراء بنت إمام المتقين) 13/ 71، 77 رقم:828. وبهجة المحافل، وبغية الأماثل

للإمام عماد الدين العامري 1/ 176. ز- تلقيح فهوم أهل الأثر للإمام ابن الجوزي ص 31.

(4)

والحسن بن علي ترجم له ابن حجر في (الإصابة) - القسم الأول- 2/ 422، 446 رقم: 1715 فقال: «هو الحسن بن علي بن أبي طالب.. سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته أمير المؤمنين أبو محمد. ولد في نصف شهر رمضان، سنة ثلاث من الهجرة، قاله ابن سعد، وابن البرقى، وغير واحد وقيل: في شعبان منها، وقيل: سنة أربع، وقيل: سنة خمس، والأول أثبت

» اه: الإصابة. وانظر: الإخوة والأخوات للدارقطني ص 74. وانظر: أسد الغابة للإمام ابن الأثير 1/ 487 رقم: 1165. وانظر: سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي 3/ 245 ترجمة رقم: 47.

ص: 130

سنة ثلاث على ما صح، وعلقت ب «الحسين» بعد ولادة «الحسن» بخمسين ليلة.

وروي أنه لم يكن بين ولادة «الحسن» ، والحمل ب «الحسين» إلا طهر واحد «1» ، وولدت أيضا- رضي الله عنها «زينب «2» » و «أم كلثوم «3» » .

وزاد «الليث «4» » في أولادها أيضا «رقية» ، وماتت قبل البلوغ. وزاد ابن

(1) عن الفرق بين حمل فاطمة بالحسن، والحسين- رضي الله عنهما قال ابن حجر في الإصابة 2/ 248:«قال جعفر بن محمد: لم يكن بين الحمل بالحسين، بعد ولادة الحسن إلا طهر واحد» اه-: الإصابة. وانظر: السيرة النبوية للإمام ابن كثير 2/ 102.

(2)

حول «زينب» رضي الله عنها قال ابن سعد في (الطبقات) 8/ 465- «باب تسمية اللواتي لم يروين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وروينا عن أزواجهن، وغيرهن- قال: «زينب بنت علي ابن أبي طالب بن هاشم

، وأمها «فاطمة» بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها «عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب» فولدت له: عليا، وعونا، وعباسا، ومحمد، وأم كلثوم

» اه-: الطبقات. وانظر: (الأخوة والأخوات) للإمام الدارقطني ص 29 رقم: (15) . وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر- القسم الثالث- 12/ 291 رقم: (508) .

(3)

ترجم لها ابن سعد في (الطبقات) 8/ 463 فقال: «أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب

وأمها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمها- أى: جدتها- خديجة بنت خويلد. تزوجها عمر بن الخطاب، وهي جارية، لم تبلغ الحلم، فلم تزل عنده إلى أن قتل، وولدت له، زيد بن عمر، ورقية بنت عمر، ثم خلف عليها أخوه، عبد الله بن جعفر ابن أبي طالب، بعد أختها زينب بنت على، فتوفي عنها، فقالت أم كلثوم: إني لأستحيي من أسماء بنت عميس إن ينيها ماتا عندى، وإني لأتخوف هذا الثالث، فهلكت عنده

» اه: الطبقات. وانظر: (الإخوة والأخوات) للدارقطني ص 28، 29. وانظر:(أسد الغابة في معرفة الصحابة) لابن الأثير 6/ 387- 388 رقم: 7578. وانظر: (سير أعلام النبلاء) للإمام الذهبي 3/ 502 رقم: 114.

(4)

و «الليث

» ترجم له الإمام ابن حجر في (التقريب) ص 464 فقال: «هو الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي، أبو الحارث المصري، ثقة، ثبت، فقيه، إمام مشهور، أخرج له أصحاب الكتب الستة» اه: التقريب. وزيادة الإمام الليث- «رقية» - في أولاده أخرجها الحافظ، أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي (ت 310 هـ) في كتابة (الذرية الطاهرة النبوية) ص 62 رقم: 89 بلفظ: حدثني الليث ابن سعد، قال: تزوج علي بن أبي طالب، فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فولدت له: -

ص: 131

إسحاق في أولادها «محسّنا «1» » - بكسر السين المشددة- مات صغيرا.

- «حسنا» و «حسينا» و «زينب» ، و «أم كلثوم» ، و «رقية» ، فماتت رقية، ولم تبلع

» اه: الذرية الطاهرة. تحقيق/ سعد المبارك الحسن. قال المحقق: إسناده حسن، إلى الليث، والليث روايته عن، «علي» معضلة والحديث رواه البيهقي في (دلائل النبوة) 7/ 283

إلخ. وفي نفس المصدر تحت رقمي: 87، 88 ذكر الدولابي- رحمة الله- رواية الزهري، وابن إسحاق، ولم يذكر في روايتهما «رقية» . وانظر: رواية الزبير بن بكار (ت 256 هـ) ، التي ذكره «محمد بن زبالة» (ت 199 هـ) في كتابة (المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ص 43- 44. وفي الإصابة لابن حجر 1/ 156- ترجمة إبراهيم النحام- ذكر عن البلاذرى؛ «أنه كانت، عنده، «رقية بنت عمر بن أم كلثوم بنت» «علي»

إلخ» اه: الإصابة. وانظر: بقية ما ذكره ابن حجر.

(1)

و «محسن

» ترجم له ابن حجر في الإصابة- القسم الثاني- 9/ 306 رقم: 8285 فقال: هو «المحسن بن علي بن أبي طالب

» استدركه ابن فتحويه، على ابن عبد البر، وقال: أراه مات صغيرا واستدركه أبو موسى على «ابن منده» ، وأخرج من مسند أحمد، من طريق هانئ، عن علي، قال: لما ولد الحسن سميته «حربا» ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:«أروني ابني ما سميتموه؟ قلنا: «حربا» قال: بل حسن» ، فلما ولد الحسين، فذكر مثله، وقال:«بل هو حسين» . فلما ولد الثالث، قال: مثله، وقال:«هو محسن» . ثم قال: «سميتهم بأسماء ولد هارون «شبر» و «شبير» و «مشبر» إسناده صحيح» اه: الإصابة لابن حجر والحديث أخرجه الحاكم في مستدركه كتاب (معرفة الصحابة) 3/ 165. وقال: صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي في التلخيص. وانظر: (الذرية الطاهرة النبوية) للحافظ/ أبي بشر الدولابي ص 62، أرقام: 88، 98. وانظر:(مسند أحمد- مسند على-) 1/ 98، 118. وانظر:(مسند الإمام الطيالسى- مسند أحاديث على-) 1/ 19 رقم: 129. وانظر: (الإخوة والأخوات للدارقطني) ص 27 رقم: 13. وانظر: (أسد الغابة في معرفة الصحابة) للإمام ابن الأثير 4/ 296 رقم: 3688. وانظر: (سير أعلام النبلاء) للإمام الذهبي 3/ 245 رقم: 47. وانظر: (موارد الظمان إلى زوائد ابن حبان) للإمام الهيثمي كتاب (المناقب) باب ما جاء في الحسن ص 551 رقم: 2227، 27720، 2778. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد كتاب (الأدب) باب تغيير الأسماء 8/ 55، وقال: رواه أحمد، والبزار؛ إلا أنه قال: «سميتهم بأسماء ولد هارون» : «جبر» ، -

ص: 132

و (تزوج أبو العاص بن الربيع «1» ) - هو من بني عبد شمس «2» ، وأمه:«هالة بنت خويلد» أخت «خديجة» رضي الله عنها (زينب) بمكة، قبل البعثة، وهاجر النبي صلى الله عليه وسلم وبقيت معه بها، وهو على شركه، فأسر يوم «بدر» فأطلقه النبي صلى الله عليه وسلم، وأخذ عليه أن يخلي سبيلها؛ إن رجع إلى «مكة» ، فوفي بذلك، وبعث بها إليه وبقي على شركه، ثم أسر في سرية «3» قبل «الحديبية*» ، أو بعدها فأطلقه عليه السلام، ورد عليه ماله الذي أخذ منه فرجع إلى «مكة» ، فرد على الناس أموالهم، ثم أتى المدينة «4» ، فأسلم

- و «جبير» ، و «مجبر» ، والطبراني في الكبير- 3/ 96، 98- ورجال أحمد، والبزار رجال الصحيح، غير «هانئ» وهو، ثقة.

(1)

و «أبو العاص بن الربيع

» انظر: ما ذكرناه سابقا حوله. وانظر: فتح الباري بشرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر كتاب «الصلاة» 1/ 590، 591 رقم:560.

(2)

و «عبد شمس» هو أحد أولاد «هاشم بن عبد مناف

» إلخ. اه: جمهرة أنساب العرب، للإمام ابن حزم 1/ 14.

(3)

السرية التي أسر فيها «أبو العاص

» . هي سرية «زيد بن حارثة» إلى العيص، ذكر ذلك الواقدي في «المغازي» 2/ 553 فقال: «

قالوا: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عيرا لقريش قد أقبلت من الشام، فبعث زيد بن حارثة، في سبعين ومائة راكب، تعرض لها، فأخذوها وما فيها، وأخذوا يومئذ فضة كثيرة لصفوان بن أمية، وأسروا ناسا ممن كان في العير منهم: أبو العاص بن الربيع، وقدم بهم المدينة، واستجار «أبو العاص» بزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجارته، ونادت في الناس حين صلي رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر: إنني قد أجرت «أبا العاص» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وما علمت بشيء من هذا، وقد أجرنا من أجرت» ، وقد رد عليه ما أخذ منه» اه: مغازي الواقدي. وانظر: الطبقات للإمام محمد بن سعد 2/ 87. وسرية زيد إلى «العيص» كانت في جمادي الأولى في سنة ست من الهجرة.

(*) و «الحديبية» - بضم الحاء، وفتح الدال، وباء ساكنة، وباء موحدة، مكسورة، وياء مشددة- يعني بالتثقيل، أو ياء غير مشددة- يعنى- بالتخفيف-: لغتان، وأنكر كثير من أهل لغة التخفيف. قال الزرقاني في «شرح المواهب» 2/ 179: قال أبو عبيد البكري: «أهل العراق يثقلون، وأهل الحجاز يخففون، وهي بئر سمي المكان بها، وقيل: شجرة سمي المكان بها

» إلخ. اه: شرح الزرقاني.

(4)

حول أسر «أبي العاص

» انظر: ما ذكرناه سابقا، وانظر:«الإصابة» لابن حجر 12/ 231، 235.

ص: 133

فرد إليه عليه السلام زوجه بالنكاح الأول «1» .

وقيل: بنكاح جديد «2» ، وولدت له من الأولاد:«عليا» «3» مات، وقد ناهز

(1) حديث رد «أبي العاص

» إلى زينب- رضي الله عنهما بالنكاح الأول: أخرجه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه: فأخرجه أبو داود في سننه كتاب (الطلاق) باب إلى متى ترد عليه امرأته إذا أسلم بعدها؟ 2/ 675 رقم: 2240 بلفظ: عن عكرمة، عن ابن عباس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم رد على أبي العاص، بنته بالنكاح الأول، وأخرجه الترمذي في جامعة كتاب (النكاح) باب في الزوجين المشركين يسلم أحدهما 3/ 448، رقم: 1143 قال أبو عيسى: هذا حديث ليس بإسناده بأس؛ ولكن لا نعرف وجه هذا الحديث؛ ولعله قد جاء، من قبل داود بن الحصين من قبل حفظه. وأخرجه ابن ماجه في سننه كتاب (النكاح) باب الزوجين يسلم أحدهما قبل الاخر 1/ 647 رقم: 2009 وانظر: مسند الإمام أحمد 2/ 233. وقال ابن حجر في (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) 12/ 132: «ثم قدم- يعنى- أبا العاص مهاجرا، فدفع إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجته بالنكاح الأول» اه: فتح الباري. وانظر: نفس المصدر- فتح الباري- 2/ 233. وانظر: (ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى) للإمام الطبري المكي ص 273.

(2)

وحديث رد «أبي العاص

» إلى زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بنكاح جديد: أخرجه الإمام الترمذي في جامعة كتاب (النكاح) 2/ 247، 248، رقم: 1142 بلفظ: «عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رد ابنته زينب على أبي العاص بمهر جديد، ونكاح جديد» قال أبو عيسى: هذا حديث في إسناده مقال

إلخ» اه: جامع الترمذي. وحديث الترمذي أخرجه الدارقطني، وقال: حجاج- يعنى- راوي الحديث، لا يحتج بحديثه والصواب حديث ابن عباس- الحديث المتقدم. وانظر:(الذرية الطاهرة النبوية) للإمام الدولابي ص 49 رقم: 61- حديث ابن عباس-، بلفظ: عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم رد زينب على أبي العاص بعد سنتين بالنكاح الأول، ولم يحدث صداقا. وانظر: حديث عمرو بن شعيب في (الذرية الطاهرة) رقم: 62. وقال الإمام الخطابي في (معالم السنن) 2/ 676: «وقد تكلم الناس في تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم «زينب» من «أبي العاص» ومعلموا أنها لم تزل مسلمة، وكان أبو العاص كافرا. ووجه ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما زوجها منه قبل نزول قوله: وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا [سورة البقرة من الاية: 221] . ثم أسلم «أبو العاص» فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتمعا في الإسلام، والنكاح» اه: معالم السنن بحاشية السنن للإمام أبي داود. إعداد الدعاس وآخر.

(3)

و «علي بن أبي العاص» ذكره الحافظ الدارقطني في (الإخوة والأخوات) 1/ 30 رقم: 17، فقال: «علي

أردفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته يوم الفتح، وقد توفي وقد ناهز-

ص: 134

الحلم،

حمل الرسول- صلى الله عليه وسلم لأمامة

وكان رديف النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح/ وأميمة «1» ماتت صغيرة في حياة أمها، وأمامة، وهي التي كان يحملها «2» النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته، تزوجها «علي بن أبي طالب» بعد موت «فاطمة» «3» رضي الله عنها.

(وتزوج عثمان بن عفان)«4» بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف

- الحلم» اه: الأخوة والأخوات. وقال الحافظ أبو زكريا يحيى بن منده (ت 511 هـ) في كتاب (معرفة أسامي أرداف النبي صلى الله عليه وسلم ص 61: «علي بن أبي العاص

ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أردفه النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة

وتوفي وهو غلام كبير، سنه اثنتي عشرة سنة قاله الأصمعي، عن أبي الزناد، عن أبيه» اه: كتاب أسامي أرداف النبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

«أميمة

» لم أجد لها ترجمة في المصادر المتوفرة لدي.

(2)

حديث حمل رسول الله صلى الله عليه وسلم ل «أمامة بنت أبي العاص» متفق عليه: أخرجه الإمام البخاري في صحيحه- فتح الباري- كتاب (الصلاة) باب إذا حمل جارية صغيرة على عنقه في الصلاة 1/ 590 رقم: 516 بلفظ: عن أبي قتادة الأنصاري، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي، وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأبي العاص بن ربيعة بن عبد شمس؛ فإذا سجد وضعها، وإذا قام جملها» وانظر: نفس المصدر- فتح الباري- كتاب (الأدب) باب من ترك صبية غيره حتى تلعب به

إلخ 10/ 426 رقم: 426 رقم: 5996. وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه كتاب (المساجد، ومواضع الصلاة) باب حمل الصبيان في الصلاة 1/ 385 رقم: (41- 543) . وانظر: (الإخوة والأخوات) للدارقطني ص 30، 31 رقم:17. وانظر: كتاب (السنن) للإمام أبي داود كتاب (الصلاة) 1/ 241 رقم: 918. وانظر: سنن الإمام النسائي كتاب (الصلاة) 2/ 45، 3/ 100.

(3)

عن تزويج الإمام «علي بن أبي طالب

» لإمامة بنت أبي العاص، قال الدارقطني: في كتاب (الإخوة والأخوات) ص 30، 31 رقم:(17) . «أمامة هي التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحملها على عاتقه، وهو قائم يصلي؛ فإذا أراد أن يسجد وضعها بالأرض، وبلغت وتزوجها «علي بن أبي طالب» ، بعد وفاة «فاطمة»

» اه: الأخوة والأخوات. وانظر: الذرية الطاهرة للإمام الدولابي ص 44، 52 رقم:50. وانظر: الاستيعاب للإمام ابن عبد البر 12/ 211، 214 رقم: 3236. وانظر: الإصابة للإمام ابن حجر 12/ 127، 129 رقم:70.

(4)

و «عثمان بن عفان

» انظر ترجمته في المصادر، والمراجع الاتية: أ- الاستيعاب للإمام ابن عبد البر 278، 60 رقم:1778. ب- أسد الغابة لابن الأثير 6/ 391، 393 رقم: 5440.

ص: 135

رضي الله عنه

موت «أم كلثوم» وزواج عثمان برقية- رضي الله عنها

(أم كلثوم وماتت، فزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية «1» ، فجاءت رقية تعتب على عثمان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أحب المرأة أن تكثر شكاية بعلها انصرفي إلى بيتك» «2» ) قال لها ذلك صلى الله عليه وسلم تأدبا، وتعليما وتنبيها على بعض حقوق الزوج، ثم ما ذكره المصنف- رحمه الله من أن عثمان تزوج أم كلثوم، قبل رقية، هو خلاف ما عليه أئمة السيرة والتاريخ؛ بل صرح ابن حجر، والقسطلاني؛ بأن ذلك غلط، ووهم.

وقال أبو عمر*: لم يختلفوا أن عثمان إنما تزوج «أم كلثوم» بعد «رقية» ، وتقدم وفاة رقية، وبعد وفاتها زوج/ النبي صلى الله عليه وسلم عثمان «أم كلثوم «3» » بوحي من الله،

- ج- الإصابة لابن الأثير 3/ 391، 393 رقم:5440.

(1)

حول زواج «رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم» ب «عثمان» «قال الإمام الدارقطني في كتابه (الإخوة والأخوات) ص 31، 23: «وأما رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوجها عثمان بن عفان وهاجرت معه الهجرتين إلى أرض الحبشة، ثم إلى المدينة، وولدت له «عبد الله» ، وبه كان يكنى، وماتت بالمدينة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ب «بدر» ، وشهد عثمان دفنها، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من «بدر» فتزوج «عثمان» أختها «أم كلثوم» ، وماتت عنده، ولم تلد له، ولا رواية لهما» اه: الإخوة والأخوات للدارقطني. وقال ابن سعد في (الطبقات) 8/ 36، 37 (رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم : «وتزوجها عثمان بن عفان، وهاجرت معه إلى أرض الحبشة

وهاجرت إلى المدينة، بعد زوجها «عثمان» حين هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومرضت ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتجهز إلى «بدر» ، فخلف عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، «عثمان بن عفان» ، فتوفيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم ب «بدر» في شهر رمضان، على رأس سبعة شهرا من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدم زيد بن حارثة من بدر بشيرا، فدخل المدينة، حين سوى التراب على «رقية» بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم» اه: الطبقات.

(*) قول ابن عمر ذكره في (الاستيعاب) 12/ 322 فقال: «تزوج عثمان (رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوفيت عنده ولم يختلفوا؛ أن عثمان إنما تزوج أم كلثوم بعد رقية

» اه: الاستيعاب.

(2)

بحثت عن هذا الأثر في المصادر المتوافرة لدي فلم أصل إليه.

(3)

وعن زواج «أم كلثوم» ب «عثمان» قال ابن سعد (الطبقات) 8/ 37، 38: «

فلما توفيت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف عثمان، على «أم كلثوم» ، وكانت بكرا، وذلك في شهر ربيع الأول، سنة ثلاث من الهجرة، وأدخلت عليه في هذه السنة، في جمادى الاخرة، فلم تزل عنده، إلى أن ماتت في شعبان سنة تسع من الهجرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«لو كن عشرا لزوجتهن عثمان» اه: الطبقات. وحول: «رقية» و «أم كلثوم» انظر المصادر والمراجع الاتية: أ- الذرية الطاهرة للإمام الدولابي ص 52، 56، 61 رقم:10.

ص: 136

وذلك في ربيع الأول، سنة ثلاث من الهجرة، وبنى بها في جمادى الاخرة منها «1» .

فهؤلاء أولاده «2» صلى الله عليه وسلم» ذكورا، وإناثا، ولم يبق بعده صلى الله عليه وسلم من أولاده غير «فاطمة» ، والأصح في ترتيب بناته صلى الله عليه وسلم أن أكبرهن «زينب» ، ثم «رقية» ثم «أم كلثوم» ، ثم «فاطمة» ، وقيل: غير ذلك «3» .

- ب- الاستيعاب لابن عبد البر- ترجمة خديجة- 12/ 273. ج- الإصابة لابن حجر 12/ 257، 259 رقم: 428. بعد العرض السابق لأقوال الأئمة يتبين لنا أن ما ذكره المؤلف- ابن فارس من زواج أم كلثوم قبل رقية- خالف فيه، ما عليه الأئمة، والله أعلم.

(1)

حول بناء «عثمان» بأم كلثوم- رضي الله عنهما قال ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 272: «وكان نكاحه لها في ربيع الأول، وبنى عليها في جمادى الاخرة، من السنة الثالثة من الهجرة» اه: الاستيعاب.

(2)

في بعض نسخ «أوجز السير» «فهؤلاء ولده» بدل «

أولاده» وكلاهما صواب.

(3)

حول أولاده صلى الله عليه وسلم الأكبر، والأصغر منهم انظر/ ما ذكرناه سابقا. وقال ابن عبد البر في (الاستيعاب) 1/ 98- 99:«وولده صلى الله عليه وسلم من خديجة- رضي الله عنها: أربع بنات لا خلاف في ذلك أكبرهن «زينب» بلا خلاف، وبعدها «أم كلثوم» وقيل: بل «رقية» ، وهو الأولى، والأصح؛ لأن «رقية» تزوجها «عثمان» قبل، ومعها هاجر إلى أرض الحبشة، ثم تزوج بعدها، وبعد وقعة بدر «أم كلثوم» وقد قيل: إن رقية أصغرهن، والأكثر، والصحيح، أن أصغرهن «فاطمة» رضي الله عنهن جميعا-» اه: الاستيعاب. وحول الموضوع نفسه انظر أيضا: المصادر والمراجع الاتية: أ- الاستيعاب لابن عبد البر ترجمة «رقية بنت سيد البشر» 12/ 257، 259 رقم:428. ب- الاستيعاب أيضا ترجمة زينب سيد ولد آدم 12/ 273، 274 رقم: 644. ج- الاستيعاب ترجمة فاطمة 13/ 111، 126 رقم:3457. د- الاستيعاب ترجمة أم كلثوم 13/ 270، 272 رقم: 3601. واختم ما يتعلق بأولاده صلى الله عليه وسلم بالأبيات المذكورة في كتاب (العذب السلسبيل في حل ألفاظ خليل) لجلالة سلطان العلماء، وأعلم أشراف الملوك العظماء مولانا عبد الحفيظ ص: 31، 32، طبع مطبعة/ أحمد يمني، بفاس المغرب سنة 1326 هـ. نسخة مكتبة المسجد النبوي الشريف رقم: 21712/ ح. ف. ع. قال- رحمه الله:

فأول ولد المصطفى قاسم الرضى

به كني المختار فافهم وحصلا

وزينب تتلوه رقية بعدها

كذا أم كلثوم تعد على الولا

وفاطمة الزهراء ختم بناته

بالاسلام عبد الله جاء مكملا

وكلهم كانوا له من خديجة

وقد جاء إبراهيم في طيبة تلا

-

ص: 137

[نساؤه «1» صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين- رضي الله عنهن]

(وأما نساؤه عليه السلام: فلم يتزوج صلى الله عليه وسلم حتى ماتت خديجة- رضي الله عنها «2» ) سيدة نساء العالمين «3» ، وكانت قبله «4» عند «عتيق «5» » بن [عائذ]«6» بن عبد الله بن

-

من المرأة الحناء مارية فقل

سلام مسكا ومندلا

اه: العذب السلسبيل.

(1)

«نساء» جمع امرأة، من غير لفظه.

(2)

حول قوله: «

فلم يتزوج حتى ماتت خديجة» انظر: الاستيعاب لابن عبد البر 12/ 275.

(3)

قوله: «سيدة نساء العالمين» لحديث ابن عباس- رضي الله عنه الصحيح، الذي أخرجه النسائي بلفظ: «حسبك من نساء العالمين

وخديجة بنت خويلد» ولحديث الإمام أحمد، والطبراني، وابن جرير، عن أنس بلفظ: «خير نساء العالمين أربع: مريم، وخديجة

إلخ» اه: الجامع الكبير للسيوطي 1/ 518. وانظر: الذرية الطاهرة للإمام الدولابي ص 37. وانظر: ترجمة خديجة- رضي الله عنها في (الاستيعاب) 12/ 269، 289، رقم:3311. وانظر: الإصابة لابن حجر 12/ 213، 218، رقم: 333.

(4)

قوله: «وكانت قبله

عند عتيق» هو قول قتادة كما في (الاستيعاب) 12/ 271. وقول قتادة هذا يخالف، ما ذكره «الزبير، وهو: «وكانت خديجة قبل- أي: قبل الرسول- تحت «أبي هالة ابن زرارة بن النباش»

هكذا نسبه الزبير

إلخ» . وقال الجرجاني أيضا: «كانت خديجة قبل، عند» أبي هالة بن النباش

إلخ. قال أبو عمر- ابن عبد البر-: وقول الزبير، والجرجاني الأصح- إن شاء الله-. اه: الاستيعاب لابن عبد البر حاشية الإصابة 12/ 270، 271.

(5)

و «عتيق

» قال عنه الإمام ابن حزم في (جمهرة أنساب العرب) 1/ 142: «وولد عبد الله ابن عمرو بن مخزوم- بنو يقظة بن مرة-: «عائذ» و «عثمان»

فولد «عائذ» : «عتيق بن عائذ»

، وأما «عتيق» ؛ فإنه كان على «خديجة» أم المؤمنين، قبل الرسول صلى الله عليه وسلم

» اه-: الجمهرة، لابن حزم.

(6)

ما بين القوسين المعكوفين [عائذ] هكذا، ورد في كتابنا، وفي جمهرة أنساب العرب 1/ 141، 142 والصواب [عابد] كما في (الطبقات) للإمام ابن سعد 8/ 15. قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في (تبصير المنتبه بتحرير المشتبه) 3/ 887:«عتيق بن عابد بن عبد الله ابن عمر بن مخزوم، كان زوج، «خديجة» قبل النبي صلى الله عليه وسلم وقال الزبير ابن بكار: من كان من ولد «عمر بن مخزوم» فهو [عابد]- يعنى بموحدة- ومن كان من ولد «عمران بن مخزوم» فهو [عائذ]- يعني بباء وذال معجمة-» اه: تبصير المنتبه لابن حجر تحقيق علي محمد البجاوي، ومحمد علي النجار. طبع المكتبة العلمية. بيروت. لبنان-

ص: 138

عمر، بن مخزوم، فولدت له جارية اسمها «هند» «1» ، ثم خلف عليها «أبو هالة» «2» :

«مالك «3» بن النباش الأسيدي» حليف بني عبد الدار، فولدت له «هندا» و «هالة» الذي به يكني، وكانت تدعى في الجاهلية «4» «الطاهرة» ، وهي أول خلق الله إسلاما،

- و «عتيق» من ولد «عمر» ، وليس من ولد «عمران» ، وعليه ما في كتابنا (مستعذب الإخبار

) من أخطاء النسخ، وما في كتاب (الجمهرة) لابن حزم من أخطاء الطبع، والله أعلم.

(1)

«هند» ترجم لها ابن سعد في (الطبقات) 8/ 7- 11 في ترجمة «خديجة» فقال: «

ثم خلف عليها، بعد أبي هالة» عتيق بن عابد؛ فولدت له «هند» تزوجها، «صيفي ابن أمية» اه: الطبقات. وقال الإمام الدارقطني في كتابه (الإخوة والأخوات) ص 25 تحت عنوان «وأخوة أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمهم خديجة: «هند بنت عتيق» أسلمت، وتزوجت، ولم يرو عنها شيء» اه-: الإخوة والأخوات.

(2)

و «هالة» مشتق من هالة القمر، وهو ما استدار حوله، «تسمية العامة دارة القمر» اه: الاشتقاق لابن دريد 1/ 208.

(3)

و «مالك بن النباش» سماه ابن دريد في (الاشتقاق) 1/ 208 ب «زرارة» فقال: «ومنهم زرارة ابن النباش، أبو هالة، كان زوج خديجة- رضي الله عنها قبل النبي صلى الله عليه وسلم ومات بمكة في الجاهلية، وكان ابنه هند

» اه: الاشتقاق. وقال الدولابي في (الذرية الطاهرة) تزويج خديجة- رضي الله عنها ص 40 رقم: 3 «عن الزهري، قال تزوجت خديجة بنت خويلد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين: الأول منهما «عتيق بن عابد» ؛ فولدت له جارية، وهي أم محمد بن صيفي المخزمي، ثم خلف على خديجة، بعد عتيق، أبو هالة، وهو من بني أسيد بن عمر، فولدت له هند بن هند» اه: الذرية الطاهرة وانظر في نفس المصدر الأحاديث الواقعة تحت أرقام: 4، 5، 7. وانظر: كتاب (الأخوة والأخوات) للدارقطني ص 25، 26. وانظر:(الإصابة) لابن حجر 9/ 50 رقم: 7627. وحول «أبي هالة» قال ابن حجر في (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) كتاب (مناقب الأنصار) ، باب تزويج خديجة- رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم، وفضلها 7/ 133، 135: «

وكانت قبله، عند أبي هالة بن النباش بن زرارة التميمي

اختلف في اسم أبي هالة فقيل: «مالك» قاله: الزبير. وقيل: «زرارة» حكاه ابن منده، وقيل:«هند» حزم به العسكرى، وقيل: اسمه النباش، جزم به أبو عبيد

» اه: فتح الباري.

(4)

عن دعوة «خديجة» رضي الله عنها في الجاهلية، ب «الطاهرة» قال ابن حجر في (فتح الباري

) 7/ 134: «قال الزبير بن بكار: «وكانت خديجة تدعى في الجاهلية الطاهرة» اه: فتح الباري.

ص: 139

لم يتقدمها رجل، ولا امرأة، كما نقله الذهبي «1» ، وحكى الثعلبي «2» الاتفاق/ عليه، ومن فضلها «3» رضي الله عنها أن الله أقرأها السلام على لسان جبريل، فقالت:

«إن الله هو السلام، وعلى جبريل السلام*، وعليك السلام» .

- وانظر: المعجم الكبير للطبراني- مناقب خديجة- 23/ 7- 34. وانظر: الطبقات للإمام محمد بن سعد 8/ 8 ترجمة خديجة.

(1)

قول الإمام الذهبي: «وهي أول خلق الله

إلخ» ذكره في كتابه (تاريخ الإسلام، ووفيات المشاهير، والأعلام) - السيرة النبوية- ص 127، 128: «فأول من آمن به خديجة

أول خلق الله أسلم بإجماع المسلمين، لم يتقدمها رجل، ولا امرأة» اه: تاريخ الإسلام للذهبي. تحقيق: الدكتور عمر عبد السلام تدمري. طبع دار الكتاب العربي. وحول إسلام «خديجة» رضي الله عنها انظر المصادر والمراجع الاتية: أ- الذرية الطاهرة للإمام الدولابي- ذكر إسلام خديجة- ص 30 رقم: 16. ب- فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر كتاب (بدء الوحى) 1/ 8- 45. ج- فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر كتاب (المناقب) 7/ 113، 141.

(2)

و «الثعلبى» ترجم له الإمام الذهبي في (سير أعلام النبلاء) 17/ 435- 437. فقال: «هو الحافظ شيخ التفسير، أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري. كان أحد أوعية العلم. له كتاب التفسير الكبير، وكتاب العرائس في قصص الأنبياء. قال السمعاني: يقال له: الثعلبي، والثعالبي، وهو لقب له، لا نسب. كان صادقا موثقا، بصيرا بالعربية، طويل الباع في الوعظ. توفي- رحمة الله في المحرم سنة سبع وعشرين وسبعمائة» اه: سير أعلام النبلاء.

(3)

وعن فضائل «خديجة» رضي الله عنها انظر: المصادر والمراجع التي ذكرتها سابقا.

(*) حديث سلام الله

على خديجة

إلخ، أخرجه كل من: الحاكم في (المستدرك) 3/ 206 رقم: 10206 بلفظ: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أتى جبريل- عليه السلام إلى النبي- صلى الله عليه وسلم، وعنده خديجة- رضي الله عنها فقال:«إن الله يقرئ خديجة السلام، فقالت: إن الله هو السلام، وعليك السلام، ورحمة الله» . قال الحاكم: هذا حديث صحيح، على شرط مسلم، ولم يخرجاه. وسكت عنه الذهبي في التلخيص. وأخرجه الإمام النسائي في (السنن الكبرى) 5/ 64 رقم: 8359 بلفظ: عن أنس، قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده خديجة، فقال: «إن الله يقرئ خديجة السلام، فقالت: إن الله هو السلام، وعلى جبريل السلام

إلخ» اه: السنن الكبرى. وأخرجه أيضا في السنن الكبرى 6/ 101 رقم: 10206: عن أنس بن مالك. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 23/ 15 رقم: 25. وانظر: الأحاديث الواردة في (المعجم الكبير) للطبراني- مناقب خديجة- 23/ 7- 34 الأرقام 83. وانظر: فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر 11/ 38 (المناقب) .

ص: 140

وبشرها صلى الله عليه وسلم ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه، ولا نصب «1» » ؛ لأنها- رضي الله عنها أحرزت قصب «2» السبق بمسابقتها إلى الإيمان.

(1) حديث بشارة النبي صلى الله عليه وسلم خديجة ببيت من قصب

«حديث متفق عليه من رواية كل من: عائشة، وعبد الله بن أبي أوفى وأبي هريرة- رضي الله عنهم جميعا- فأخرجه البخاري في كتاب (الحج) رقم: 1666: عن عبد الله بن أبي أوفى. وأخرجه البخاري في كتاب (المناقب) تحت أرقام: 3522، 3533، 3535، 3536 عن عائشة. وأخرجه في كتاب (النكاح) تحت رقم: 4828: عن عائشة. وأخرجه في كتاب (الأدب) تحت رقم: 5545: عن عائشة. وأخرجه في كتاب (التوحيد) تحت رقم: 6943: عن أبي هريرة. وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب (فضائل الصحابة) تحت أرقام: 4460 عن أبي هريرة وتحت رقم: 4461: عن عبد الله بن أبي أوفى، وتحت رقم: 4463: عن عائشة وأخرجه الترمذي في جامعة كتاب (النكاح) رقم: 3811: عن عائشة. وانظر: سنن ابن ماجه (النكاح) رقم: 1987. وانظر: مسند الإمام أحمد (مسند أهل البيت) تحت رقم: 1666: عن عبد الله بن أبي جعفر ابن أبي طالب و (مسند باقى المكثرين) تحت رقم: 6859: عن أبي هريرة. و (مسند الكوفيين) تحت أرقام: 18340، 1854، 1856، 18593: عن عبد الله بن أبي أوفى. و (باقى مسند الأنصار) تحت أرقام: 23174، 24478، 25177: عن عائشة- رضي الله عن الجميع-. وحول قوله: من «قصب» . قال ابن حجر في (فتح الباري

) 7/ 138: «من قصب- بفتح القاف والمهملة بعدها موحدة- قال ابن التين: المراد به: لؤلؤة مجوفة واسعة كالقصر المنيف» اه: فتح الباري. وحول قوله: «لا صخب، ولا نصب» قال ابن حجر في المصدر السابق: «الصخب- بفتح المهملة، والمعجمة بعدها موحدة- الصياح، والمنازعة برفع الصوت، والنصب- بفتح النون والمهملة بعدها موحدة-: التعب، وقال السهيلي: أعني المنازعة والتعب- أنه صلى الله عليه وسلم لما دعا إلى الإسلام أجابت «خديجة» رضي الله عنها طوعا؛ فلم تحوجه إلى رفع صوت، ولا منازعة، ولا تعب في ذلك؛ بل أزالت عنه، كل نصب وآنسته من كل وحشة، وهونت عليه كل عسير، فناسب أن يكون منزلها الذي بشرها به ربها بالصفة المقابلة لفعلها» اه: فتح الباري 7/ 138.

(2)

حول قوله: «قصب السبق» قال ابن حجر في (فتح الباري) 7/ 138: «قال السهيلي: النكتة في قوله من قصب، ولم يقل من لؤلؤ؛ أن في لفظ القصب مناسبة؛ لكونها أحرزت قصب السبق بمبادرتها إلى الإيمان دون غيرها؛ ولذا وقعت هذه المناسبة في جميع ألفاظ هذا الحديث انتهى. وفي القصب مناسبة أخرى، من جهة استواء أكثر أنابيبه، وكذا لخديجة- رضي الله عنها من الاستواء ما ليس لغيرها؛ إذ كانت حريصة على رضاه بكل ممكن، ولم يصدر منها ما يغضبه قط، كما وقع لغيرها

إلخ» اه: فتح الباري.

ص: 141

(فنساؤه) اللاتي تزوج صلى الله عليه وسلم (بعد خديجة) عشر:

أولاهن: (سودة «1» بنت زمعة «2» ) القرشية، العامرية، أمها: الشموس «3» بنت أخي «سلمى بنت عمرو بن زيد» أم عبد المطلب، من بني عدى بن النجار، أسلمت «4» رضي الله عنها قديما، وخطبتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأشارت عليه بها «خولة بنت حكيم السلمية «5» » زوجة «عثمان بن مظعون «6» » رضي الله عنه.

(1) و «سودة

» ترجم لها الإمام ابن سعد في (الطبقات) 8/ 52 فقال: «سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس

» ، وأمها الشموس

تزوجها «السكران بن عمرو

» وأسلمت ب «مكة» قديما وبايعت، وأسلم زوجها «السكران» وخرجا مهاجرين إلى أرض الحبشة، في الهجرة الثانية اه: الطبقات. وانظر: (الاستيعاب) لابن عبد البر- بحاشية الإصابة- 13/ 53 رقم: 3394. وانظر: (الإصابة) لابن حجر 12/ 323 رقم: 603. وانظر: (سير أعلام النبلاء) للإمام الذهبي 2/ 265. ترجمة رقم: 21. و «سودة» : مشتق من قولهم: «أرض سودة؛ إذا كانت في سفح جبل» اه: (الاشتقاق) لابن دريد 1/ 40.

(2)

و «زمعة» قال عنها ابن دريد في (الاشتقاق) 1/ 95: واشتقاق زمعة، من زمعة الظلف، وهي الهنية، كالظفر متعلقة بالكراع من فوق الظلف، «والجمع: زمع، وزمعات

إلخ» اه-: الاشتقاق.

(3)

وعن «الشموش» قال ابن حزم في (جمهرة أنساب العرب) 1/ 167: «وأم سودة الشموس بنت قيس بن عمرو بن زيد» «من بنى النجار» اه: الجمهرة. وانظر: (نسب قريش) للإمام مصعب الزبيري ص 15. وانظر: (الاشتقاق) لابن دريد 1/ 34. وانظر: (الاستيعاب) لابن عبد البر بحاشية (الإصابة) 13/ 53.

(4)

حول إسلام «سودة

» قديما وخطبتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم انظر: المصادر والمراجع الاتية: أ- الطبقات الكبرى للإمام محمد بن سعد 8/ 53، 57. ب- الاستيعاب للإمام ابن عبد البر 13/ 53. ج- الإصابة لابن حجر 12/ 323.

(5)

حول ترجمة «خولة بنت حكيم» ، ويقال:«خويلة» انظر: المصادر والمراجع الاتية: أ- الاستيعاب لابن عبد البر بحاشية الإصابة 12/ 303، 305 رقم:3321. ب- الإصابة لابن حجر 12/ 233، 234، رقم: 360. ج- سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي 2/ 365، 269 رقم:40. د- مجمع الزوائد للإمام الهيثمي، كتاب (المناقب) باب فضل عائشة رضي الله عنها 8/ 228، 231.

(6)

و «عثمان بن مظعون» ترجم له ابن عبد البر في (الاستيعاب) 8/ 60 رقم: 1779-

ص: 142

فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موت خديجة «1» رضي الله عنها بأيام، وبنى بها

- فقال: «عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة» وقال ابن إسحاق: «أسلم عثمان، بعد ثلاثة عشر رجلا، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرا

» اه: الاستيعاب. وقال ابن هشام في (السيرة النبوية مع الروض الأنف) 2/ 120، 121:«قال ابن إسحاق: لما رأى عثمان بن مظعون، ما فيه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من البلاء، وهو يغدو، ويروح في أمان من «الوليد بن المغيرة» قال: والله إن غدوي ورواحي آمنا، بجوار رجل من أهل الشرك- وأصحابي، وأهل ديني يلقون من البلاء، والأذى في الله ما لا يصيا بني- لنقص كبير في نفسي، فمشى إلى «الوليد

» فقال له: يا أبا عبد شمس، وفت ذمتك، وقد رددت إليك جوارك، فقال له: لم يا بن أخي؟ لعله آذاك أحد من قومي؟ قال: لا؛ ولكني أرضى بجوار الله، ولا أريد أن أستجير بغيره. قال: فانطلق إلى المسجد، فأردد عليّ جواري علانية، كما أجرتك علانية. قال: فانطلقا فخرجا حتى أتيا المسجد، فقال الوليد: هذا «عثمان» قد جاء يرد عليّ جواري. قال: صدق، قد وجدته وفيا كريم الحوار؛ ولكنى، قد أحببت أن لا أستجير بغير الله؛ فقد رددت عليه جواره، ثم انصرف «عثمان» ، و «لبيد بن ربيعة

» في مجلس من قريش ينشدهم، فجلس معهم «عثمان» فقال لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل فقال: عثمان: صدقت. فقال لبيد: وكل نعيم لا محالة زائل فقال عثمان: كذبت، نعيم الجنة لا يزول. قال لبيد: يا معشر قريش، والله ما كان يؤذى جليسكم؛ فمتى حدث هذا فيكم؟ فقال رجل من القوم: إن هذا سفيه في سفهاء معه، قد فارقوا ديننا، فلا تجدن في نفسك من قوله، فرد عليه «عثمان» حتى شرى أمرهما؛ فقام إليه ذلك الرجل، فلطم عينه فخضرها، و «الوليد بن المغيرة» قريب يرى ما بلغ من «عثمان» فقال: أما والله يا ابن أخي إن كانت عينك عما أصابها لغنية، لقد كنت في ذمة منيعة، قال: يقول عثمان: بل والله إن عيني الصحيحة لفقيرة إلى مثل ما أصاب أختها في الله؛ وإني لفي جوار من هو أعز منك وأقدر يا أبا عبد شمس. فقال له الوليد: هلم يا ابن أخي إن شئت فعد إلى جوارك. فقال: لا» . اه: السيرة النبوية لابن هشام. وانظر: الإصابة لابن حجر 6/ 395 رقم: 5445. ترجمة «عثمان بن مظعون» .

(1)

حول زواجه صلى الله عليه وسلم ب «سودة» ، بعد موت «خديجة» رضي الله عنها انظر: أ- الطبقات للإمام محمد بن سعد 8/ 53. ب- الاستيعاب لابن عبد البر بحاشية الإصابة 13/ 53. ج- الإصابة لابن حجر 12/ 323.

ص: 143

بمكة، ولما أسنت- رضي الله عنها/ وكانت امرأة ثقيلة ثبطة «1» ، هم بطلاقها، فقالت له: لا تطلقني، وأنت في حل من شأني؛ فإنما أريد أن أحشر في أزواجك.

وإني قد وهبت «2» يومي لعائشة؛ وإني لا أريد ما يريد النساء، فأمسكها عليه السلام حتى توفي عنها، قال أبو عمر «3» : وفيها نزلت وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً «4» الاية وحجت مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، واستأذنته في الدفع من المزدلفة قبل الناس، فأذن لها، ولم تحج «5» بعدها، وتوفيت بالمدينة في آخر خلافة «عمر» رضي الله عنه على المشهور، وقيل: إنها عاشت إلى خلافة معاوية «6» ، وكانت قبله صلى الله عليه وسلم عند «السكران بن عمرو» «7» أخي «السهيل بن عمرو «8» » ، وأسلم معها- رضي الله عنهما

(1) و «الثبطة» قال عنها ابن سعد في (الطبقات) 8/ 56: «كانت امرأة ثبطة، يقول القاسم: والثبطة: الثقيلة» . اه: الطبقات.

(2)

حول هبة «سودة» يومها ل «عائشة» رضي الله عنهما انظر: المصادر، والمراجع السابقة.

(3)

قول «أبي عمر» «وفيها نزلت

إلخ» انظره في المصادر والمراجع الاتية: أ- الطبقات الكبرى للإمام محمد بن سعد 8/ 53. ب- الاستيعاب للإمام ابن عبد البر 13/ 54. ج- الإصابة للإمام ابن حجر 12/ 323. د- التعريف والإعلام فيما أبهم، من الأسماء والأعلام في القرآن للإمام السهيلي ص 46.

(4)

سورة النساء، الاية:128.

(5)

عن حجها- رضي الله عنها مع النبي صلى الله عليه وسلم أنظر المصادر، والمراجع الاتية: 1- الطبقات لابن سعد 8/ 56. 2- الإصابة لابن حجر 2/ 324.

(6)

عن وفاتها بالمدينة في خلافة عمر- رضي الله عنهما انظر: الاستيعاب لابن عبد البر 13/ 55. وعن وفاتها- رضي الله عنها في خلافة «معاوية» قال ابن سعد في (الطبقات) 8/ 58: «توفيت «سودة» رضي الله عنها بالمدينة، في شوال سنة أربع وخمسين، في خلافة، «معاوية بن أبي سفيان» اه: الطبقات.

(7)

و «السكران بن عمرو» ترجم له الحافظ ابن حجر في (الإصابة) 4/ 217 فقال: «السكران بن عمرو

ذكره موسى بن عقبة، في مهاجرة الحبشة، وزاد ابن إسحاق؛ أنه رجع إلى مكة، فمات بها فتزوج النبي صلى الله عليه وسلم زوجته، «سودة» زوجه إياها، أخوة «حاطب» ، وزعم أبو عبيدة؛ أنه رجع إلى الحبشة، فتنصر، ومات. وقال البلاذري: الأول أصح. ويقال: إنه مات بالحبشة» اه: الإصابة.

(8)

و «سهيل

» ترجم له ابن عبد البر في (الاستيعاب) بحاشية (الإصابة) 4/ 278، -

- 289، فقال: «سهيل بن عمرو بن عبد شمس

» يكنى أبا زيد، كان أحد الأشراف، من قريش وسادتهم في الجاهلية، أسر يوم «بدر» كافرا، وكان خطيب قريش، فقال عمر رضي الله عنه: يا رسول الله، انزع ثنتيه، فلا يقوم عليك خطيبا أبدا، فقال صلى الله عليه وسلم:«دعه فعسى أن يقوم مقاما تحمده» . وكان الذي أسره «مالك بن الدخشم» فقال في ذلك:

أسرت سهيلا فما أبتغي

أسيرا به من جميع الأمم

وخندف تعلم أن الفتى

سهيلا فتاها إذا تصطلم

ضربت بذي الشفر حتى انثنى

وأكرهت سيفي على ذي العلم

قال: فقدم «مكرز حفص بن الأحنف العامري» فقاطعهم، في فدائه، وقال: ضموا رجلي في القيد؛ حتى يأتيكم الفداء، ففعلوا ذلك. وكان «سهيل» أعلم مشقوق الشفة، وهو الذي جاء في الصلح، يوم «الحديبية» ، فقال صلى الله عليه وسلم «قد سهل لكم من أمركم» ، وعقد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلح يومئذ، وهو كان متولي ذلك- دون سائر قريش، وهو الذي مدحه «أمية بن أبي الصلت» فقال:

أبا زيد رأيت سيبك واسعا

وسجال كفك يستهل ويمطر

وقال فيه «قيس بن الرقيات» :

منهم ذو الندى سهيل بن عمرو

عصبة الناس حين جب الوفاء

حاط أخواله خزاعة لما

كثّرتهم بمكة الأحياء

وكان المقام الذي قامه، في الإسلام الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ل «عمر» «دعه

إلخ» ؛ فكان مقامه في ذلك؛ أنه لما ماج أهل «مكة» ، عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وارتد من ارتد من العرب، قام «سهيل» خطيبا فقال:«والله إني أعلم أن هذا الدين سيمتد امتداد الشمس، في طلوعها إلى غروبها، فلا يغرنكم هذا من أنفسكم- يعني أبا سفيان-؛ فإنه ليعلم من هذا الأمر ما أعلم؛ ولكنه قد ختم على صدره حسد بني هاشم» ، وأتى في خطبته بمثل ما جاء به، أبو بكر الصديق- رضي الله عنه بالمدينة؛ فكان ذلك، معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ل «عمر» رضي الله عنه وذكر «الزبير» عن «مصعب»

قال: جاء «الحارث بن هشام» و «سهيل بن عمرو» إلى «عمر بن الخطاب» ، فجلساء، وهو بينهما، فجعل المهاجرون يأتون «عمر» فيقول: ههنا يا «سهيل» هاهنا، يا حارث، فينحيهما عنه، فجعل الأنصار يأتون، فينحيهما عنه، حتى صارا في آخر الناس فلما خرجا من عند «عمر» قال الحارث لسهيل: ألم تر ما صنع بنا؟! فقال له سهيل: إنه الرجل لا لوم عليه، ينبغى أن نرجع باللوم على أنفسنا، دعى القوم فأسرعوا، ودعينا فأبطانا، فلما قاموا من عند «عمر» ، أتياه فقالا له: يا أمير المؤمنين، قد رأينا ما فعلت بنا اليوم، وعلمنا أنا أوتينا من قبل أنفسنا؛ فهل من شيء نستدرك به ما فاتنا؟! فقال: لا أعلم، إلا هذا-

ص: 144

وهاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، ثم رجع إلى مكة* فمات بها. وقيل: مات بأرض الحبشة. «1»

(و) ثانيتهن: (عائشة) بنت أبي بكر/ الصديق «2» رضي الله عنهما أمها «أم رومان «3» » من بني غنم بن مالك، تكنى أم «عبد الله» بابن أختها أسماء، ابن عبد الله بن الزبير، وكانت مسماة «4» على «جبير» بن مطعم، فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر يا رسول الله دعني أسلها لك من جبير سلا رفيقا، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم

- الوجه، وأشار لهما إلى ثغر الروم فخرجا إلى الشام فماتا بها. قالوا: وكان «سهيل» بعد أن أسلم، كثير الصلاة، والصوم والصدقة، وخرج بجماعة أهله- إلا بنته «هند» - إلى الشام مجاهدا، حتى ماتوا كلهم هنا لك، فلم يبق من ولده أحد، إلا بنته «هند» ، وفاخته بنت عتبة بن سهيل، فقدم بهما على «عمر» ، فزوجها «عبد الرحمن بن الحارث»

قال ابن المديني: قتل «سهيل بن عمرو» باليرموك. وقيل: «بل مات في طاعون «عمواس» رضي الله عنه» اه: الاستيعاب.

(*) حول وفاة «السكران» «بمكة» انظر ترجمته السابقة تحت رقم: 6.

(1)

حول هجرة «السكران» إلى الحبشة ووفاته بها انظر: ترجمة السكران المتقدمة تحت رقم: 7.

(2)

«أبو بكر الصديق» رضي الله عنه اسمه: عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي أبو بكر الصديق بن أبي قحافة، خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(3)

حول «أم رومان» انظر: المصادر والمراجع الاتية: 1- الطبقات للإمام ابن سعد 8/ 2058. 2- الاستيعاب لابن عبد البر 13/ 219، 220 رقم: 3552. 3- الإصابة لابن حجر 13/ 208، 212 رقم:1266.

(4)

حول تسمية «عائشة» رضي الله عنها ل «جبير بن مطعم» ، أخرج ابن سعد في (الطبقات) 8/ 58 فقال:«عن ابن عباس- رضي الله عنهما قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر الصديق «عائشة» فقال أبو بكر: يا رسول الله، قد كنت وعدت بها، أو ذكرتها ل «مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف» لابنه «جبير» ، فدعني أسلها منهم، ففعل، ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت بكرا» اه: الطبقات. وحولها أيضا انظر المصادر، والمراجع الاتية: 1- المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم للإمام محمد بن زبالة- رواية الزبير بن بكار- ص 51. تحقيق الدكتور أكرم ضياء العمرى. طبع الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية/ المجلس العلمي.

(2)

الاستيعاب لابن عبد البر 13/ 3084.

ص: 146

أريها «1» في المنام في سرقة حرير «2» متوفى «خديجة» رضي الله عنها فقال صلى الله عليه وسلم:

«إن يكن من عند الله يمضه «3» » .

(تزوجها «4» ) عليه السلام ب «مكة» في شوال قبل الهجرة بعامين، وقيل: بثلاثة، (وهي) يومئذ (ابنة ست سنين)، وقيل: سبعة «5» .

- 3- الإصابة لابن حجر- ترجمة عائشة- 13/ 38- 39 رقم: 701. 4- سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي 2/ 135 رقم: 19.

(1)

قوله: «وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أريها

إلخ أخرج البخاري في صحيحه- فتح الباري

في كتاب (مناقب الأنصار) باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة، وقدومها المدينة، وبناؤه بها 7/ 233 رقم: بلفظ: عن عائشة- رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: أريتك في المنام مرتين، أرى أنك في سرقة من حرير، ويقول: هذه امرأتك، فأكشف، فإذا هي أنت، فأقول: إن يك هذا من عند الله يمضه» . وأخرجه في كتاب (النكاح) ، باب نكاح الأبكار، 9/ 120، 121، رقم:5078. وأخرجه أيضا في كتاب (النكاح) ، باب النظر إلى المرأة قبل التزويج، 9/ 180 رقم: 5125 قال ابن حجر: والسرقة: - بفتح المهملة والراء، والقاف- هي القطعة، ووقع في رواية ابن حبان «في خرقة حرير» . قال الداودى: السرقة: الثوب، «فإن أراد تفسيره هنا فصحيح، وإلا فالسرقة أعم

» اه: فتح الباري بشرح صحيح البخاري، كتاب النكاح. وانظر: فتح الباري، بشرح صحيح البخاري كتاب (التعبير) ، باب ثياب الحرير في المنام، 12/ 399، 400، أرقام: 7011، 7012. وانظر: صحيح مسلم كتاب (فضائل الصحابة)79. وانظر: مسند الإمام أحمد 6/ 41، 128، 161. وانظر: الاستيعاب بحاشية (الإصابة) للإمام الحافظ ابن عبد البر 13/ 84، 85.

(2)

وعن الحرير الوارد في الرؤيا قال الحافظ ابن في (فتح الباري) كتاب (التعبير)، باب ثياب الحرير:«وأما ثياب الحرير فيدل اتخاذها للنساء في المنام، على النكاح، وعلى العزاء، وعلى الغنى، وعلى زيادة في البدن، قالوا: والملبوس يدل على جسم لابسه، ولا سميا واللباس في العرف، دال على أقدار الناس، وأحوالهم» اه: فتح الباري 12/ 400.

(3)

انظر: تخرج حديث «إن يكن

» فيما تقدم سابقا تحت رقم: 6.

(4)

المراد من قوله: «تزوجني

إلخ» المراد بالزواج هنا العقد، وقد يأتي الزواج ويراد به الدخول.

(5)

حول قوله: «وقيل: سبعة» . قال ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 87: «عن عائشة- رضي الله عنها قالت: تزوجني رسول الله، وأنا ابنة سبع- أى عقد عليّ-، وابتنى بي- أي دخل- وأنا بنت تسع سنين، وقبض عني، وأنا ابنة ثمان عشرة سنة» اه: الاستيعاب بتصرف. -

ص: 147

(وبنى بها «1» ) في شوال في السنة الأولى من مهاجره، و (هي) يومئذ (بنت تسع سنين «2» ) وأقامت معه تسع سنين «3» ، (ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم وعائشة بنت ثمان عشرة سنة «4» )، ولم يتزوج بكرا «5» غيرها. يقال: إنها أتت من النبي صلى الله عليه وسلم بسقط «6» . ولم

- وانظر الإصابة لابن حجر 13/ 38. وانظر: تاريخ الطبري للإمام الطبري 2/ 398، 399.

(1)

عن بنائه صلى الله عليه وسلم بعائشة، قبل الهجرة

إلخ» قال ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 84، رقم: 3429، - ترجمة «عائشة- رضي الله عنها:«تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة- أي: عقد عليها- قبل الهجرة بسنتين، هذا قول، أبي عبيدة، وقال غيره: بثلاث سنين، وهي بنت سنين، وقيل: بنت سبع، وابنتى بها بالمدينة، وهي ابنة تسع سنين لا أعلمهم اختلفوا في ذلك» اه: الاستيعاب بتصرف. وانظر: الإصابة للإمام ابن حجر 13/ 38، 39 رقم:701. وانظر: مجمع الزوائد كتاب (المناقب) ، باب في فضل عائشة، أم المؤمنين- رضي الله عنها (باب تزوجها) 9/ 288، 231. وتنظر: الكامل في التاريخ للإمام ابن الأثير 2/ 175.

(2)

المراد بالبناء هنا الدخول، وحوله انظر ما ذكرناه سابقا. وانظر: فتح الباري كتاب (النكاح) 8/ 180، 9/ 120، وكتاب (التعبير) 12/ 399، 400.

(3)

حول قوله: «

بنت تسع سنين» انظر: ما ذكرناه سابقا.

(4)

حول قوله: «

بنت ثمان عشرة سنة» انظر: ما ذكرناه سابقا.

(5)

حول قوله: «

ولم يتزوج بكرا غيرها» قال ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 87: «لم ينكح صلى الله عليه وسلم بكرا غيرها» اه: الاستيعاب. وانظر: الطبقات للإمام محمد بن سعد 8/ 58، 59، 63. وانظر: مجمع الزوائد للهيثمي 9/ 244.

(6)

و «السقط» : - بالكسر، والفتح، والضم والكسر- أكثرها الولد، الذي يسقط من بطن أمه، قبل تمامه، والمتلئم لابس عدة الحرب، - يعنى- أن ثواب السقط، أكثر من ثواب كبار الأولاد؛ لأن فعل الكبير يخصه أجره وثوابه، وإن شاركه الأب في بعضه، وثواب السقط موفر على الأب، ومنه الحديث «يحشر من السقط إلى الشيخ الفاني مردا، جردا، مكحلين

إلخ» اه: النهاية في غريب الحديث لابن الأثير. و «حديث السقط» أخرجه الإمام ابن السني في كتابه (عمل اليوم والليلة) بلفظ: «

عن هشم بن عروة، عن أبيه عن عائشة- رضي الله عنهما أسقطت من رسول الله سقطا، فمساه «عبد الله» ، وكناني بأم «عبد الله» قال ابن حجر في (التلخيص الحبير)، وفي إسناده «داود ابن المحبر» وهو كذاب» اه: التلخيص الحبير 4/ 147 بتصرف.

ص: 148

يثبت «1» .

وفضائلها- رضي الله عنه أكثر من أن تحصى، منها:

أحبت النبي صلى الله عليه وسلم على سائر «2» نسائه، كما في الحديث، لما سئل عليه السلام: أي/ الناس أحب إليك؟ قال: «عائشة» . «قيل: فمن الرجال؟! قال: أبوها «3» » .

- وقال الإمام ابن حجر في (التلخيص

) أيضا: «وقد روى عبد الرزاق في (المصنف) عن معمر، عن هشام ابن عروة، عن النبي صلى الله عليه وسلم كناها أم عبد الله، فكان يقال لها: أم عبد الله، حتى ماتت، ولم تسقط. وروى الطبراني من وجه آخر، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة: «كناني النبي صلى الله عليه وسلم «أم عبد الله» ، ولم يكن لي ولد ولا سقط» . وفي سنن أبي داود بسند صحيح عنها، قالت يا رسول الله: كل صواحبي لهن كنى غيري، قال: فاكتني بابنك «عبد الله بن الزبير» . فكانت تكنى «أم عبد الله» وهذا الحديث فيه اختلاف في إسناده، وهذا كله مما يضعف رواية «داود بن المحبر» . اه: التلخيص الحبير 4/ 144، 177 بتصرف.

(1)

حول عدم ثبات الحديث انظر التعليق السابق رقم: 6.

(2)

قوله: «على سائر» يعنى الجميع؛ وذكر الجوهري في (الصحاح) ما يخالف ذلك- يعنى البعض-، وقد ذكرنا آراء العلماء فيما ردوا به عليه في كتاب (الفارق بين المصنف والسارق) للإمام السيوطي، بتحقيقنا، فارجع إليه. وانظر: (درة الغواص

) للحريرى ص 4 رقم: 1.

(3)

حديث «أحب الناس إليك «عائشة»

إلخ» ، متفق عليه من رواية» عمرو بن العاص: فأخرجه الإمام البخاري في (صحيحه) 3/ 13329 رقم: 3462، بلفظ: عن «عمرو بن العاص» رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل، فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟! قال: «عائشة» فقلت: من الرجال؟! قال: «أبوها» قلت: ثم من؟! قال: «عمر بن الخطاب» رضي الله عنه فعد رجالا. وانظر: الحديث أيضا في (الجامع الصحيح) 4/ 1584 رقم: 4100، وأخرجه الإمام مسلم في (صحيحه) 4/ 1856 رقم:2384. وانظر: الحديث أيضا في كتب السنة الاتية: 1- جامع الإمام الترمذي 5/ 705 رقم: 3885، من رواية «عمرو بن العاص» وقال: هذا حديث حسن. 2- جامع الترمذي 5/ 706 رقم: 3886، من رواية «عمرو بن العاص» وقال: هذا حديث حسن غريب، من هذا الوجه، من حديث إسماعيل، عن قيس. 3- جامع الترمذي 5/ 707 رقم: 3850، من رواية أنس بن مالك، وقال: هذا حديث-

ص: 149

- حسن غريب، من هذا الوجه. 4- السنن للإمام ابن ماجه 1/ 38 رقم: 101، من رواية، أنس بن مالك. 5- المستدرك للحاكم 4/ 13 رقم: 6740، 4/ 13 رقم: 6741 رقم: من رواية «عمرو بن العاص» وسكت عنه الذهبي في (التلخيص) . 6- صحيح ابن حبان 15/ 308، رقم: 6885، 15/ 326، رقم: 6900، 16/ 40 رقم: 7156 عن عمرو بن العاص. 7- المسند للإمام أحمد 4/ 203 رقم: 17844: عن عمر بن العاص 6/ 241 رقم: 26088: عن عائشة. 8- المنتخب من المسند للإمام عبد بن حميد ص 888121: عن عمرو بن العاص. 9- السنن الكبرى للإمام النسائي 5/ 36، رقم: 8106، 5/ 39 رقم: 8117: عن عمرو ابن العاص. 10- المعجم الكبرى للطبراني- فضائل عائشة- 23/ 44، رقم: 144: عن عمرو. 11- السنن الكبرى للإمام البيهقي 7/ 299 رقم: 14525، 10/ 233 رقم: 20860: عن عمرو بن العاص. 12- فضائل الصحابة للإمام أحمد بن حنبل 1/ 426 رقم: 672، 2/ 872، رقم: 1637: عن عمرو بن العاص. 13- بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث، للإمام الحارث بن أبي أسامة 2/ 8.

(1)

حديث: أنه لم ينزل عليه وحى في لحاف غيرها «أخرجه كل من: أ- الإمام البخاري في (صحيحه) 3/ 1376 رقم: 3564، بلفظ حدثنا هشام، عن أبيه، قال: كان الناس يتحرون بهداياهم، يوم عائشة، قالت عائشة: فاجتمع صواحبي إلى «أم سلمة» والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم «عائشة» ، وإنا نريد الخير كما تريده عائشة، فمري رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر الناس، أن يهدوا إليه حينما كان، أو حيث دار. قالت: فذكرت ذلك أم سلمة للنبي صلى الله عليه وسلم قال: فأعرض عني؛ فلما عاد إلى، ذكرت له ذلك، فأعرض عني، فلما كان في الثالثة، ذكرت له، فقال:«يا أم سلمة: لا تؤذيني في «عائشة» ؛ فإنه والله ما أنزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها» . ب- جامع الترمذي 3/ 703 رقم: 3879: عن عائشة. ج- المستدرك للحاكم 4/ 114 رقم: 6730: عن عائشة. د- السنن الكبرى للنسائي 5/ 102 رقم: 8382، 5/ 284، رقم: 8897، 5/ 284، رقم: 8898: عن «عائشة» رضي الله عنها، والسنن الكبرى أيضا 6/ 370 رقم: 12879: عن عمرو بن العاص. هـ- السنن الصغرى (المجتبى) للنسائي 7/ 68 رقم: 3946: عن عائشة، 7/ 68-

ص: 150

السماء قرآنا «1» يتلي، وقبض عليه السلام ورأسه في حجرها*، إلى غير ذلك، مما يطول تتبعه وذكره، وهو مشهور مسطر في المطولات «2» .

توفيت «3» رضي الله عنها ليلة الثلاثاء لست عشرة خلت من رمضان سنة سبع

- رقم: 3950: عن «أم سلمة» رضي الله عنها. والاحاد والمثاني للإمام ابن أبي عاص (286 هـ) 5/ 392، رقم: 3011: عن عائشة. ز- المعجم الكبير للإمام الطبراني (فضائل عائشة) 23/ 40، أرقام: 104، 975، 976.

(1)

الايات القرآنية التي نزلت في براءة عائشة- رضي الله عنها هي قوله- تعالى-: إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ [سورة النور، من الاية: 11] .

(*) عن وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجرها أخرج الإمام البخاري، وغيره ما يأتي: أخرج البخاري في (صحيحه) 4/ 1616 رقم: 4184 بلفظ: «أن عائشة- رضي الله عنها، كانت تقول: إن من نعم الله على، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفى في بيتى، وفي يومى، وبين سحرى ونحرى، وأن الله، جمع بين ريقى، وريقه عند موته، دخل على «عبد الرحمن» ، وبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته ينظر إليه، وعرفت أن يحب السواك، فقلت: آخذه لك فأشار برأسه أن نعم فتناولته، فاشتد عليه؛ وقلت: ألينه لك، فأشار برأسه، أن نعن، فلينته، فأمره، وبين يديه ركوة فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء، فيسمح بهما وجهه، ويقول: لا إله إلا الله، إن للموت سكرات

» الحديث» اه: صحيح البخاري. وانظر: صحيح البخاري كتاب (الجنائز) باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر- رضي الله عنهما 3/ 255، رقم:1389. وانظر: صحيح البخاري أيضا (المغازى) باب: 83، و (النكاح) باب: 104. وانظر: صحيح الإمام مسلم: كتاب (فضائل الصحابة) باب: 85. وانظر: سنن النسائي- المجتبى- 4/ 6 رقم: 1830. وانظر: مسند الإمام أحمد: 6/ 48، 121، 200، 274. وانظر: المعجم الكبير للإمام الطبراني 23/ 32 رقم: 76، 23/ 330 رقم:81.

(2)

زيادة على ما ذكرناه سابقا، بشأن حب الرسول صلى الله عليه وسلم لها، ولأبيها- رضي الله عنهما وعدم نزول الوحي إلا في بيتها. وانظر المصادر، والمراجع الاتية أيضا: 1- المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم للإمام محمد بن زبالة ص 53، 54. 2- الاستيعاب للإمام ابن عبد البر 13/ 88، 92. 3- الإصابة للإمام ابن حجر 13/ 39، 42.

(3)

حول وفاة عائشة- رضي الله عنها وتاريخه انظر المصادر، والمراجع الاتية: أ- الطبقات للإمام محمد بن سعد 8/ 80، 81.

ص: 151

وخمسين، على الصحيح، وأمرت أن تدفن ليلا، فدفنت، ب «البقيع» .

وصلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه «1» ، ونزل في قبرها ابنا أختها:«عبد الله» و «عروة» ابنا الزبير، وبنو أخويها:«القاسم» و «عبد الله» «ابنا» محمد بن أبي بكر الصديق» و «عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر» .

(و) ثالثتهن: (حفصة بنت عمر) بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب «2» رضي الله عنهما.

ولدت قبل النبوة بخمس سنين «3» .

- ب- الاستيعاب للإمام ابن عبد البر 13/ 93. ج- الإصابة للإمام ابن حجر 13/ 42. د- مجمع الزوائد للإمام الهيثمي كتاب (المناقب) 9/ 231.

(1)

حول صلاة «أبي هريرة» رضي الله عنه عليها ونزول بنى أخويها في قبرها» . أخرج ابن سعد في (الطبقات) 8/ 77: «عن عروة، قال: كنت خامس خمسة، في قبر «عائشة» رضي الله عنها: عبد الله بن الزبير، والقاسم بن محمد، وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الله عبد الرحمن، وصلى عليها «أبو هريرة» ، بعد الوتر، في رمضان. وأخرج أيضا، عن القاسم بن محمد قال: نزلت في قبر «عائشة» أنا، وعبد الله بن الزبير، وعروة بن الزبير، وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر» اه: الطبقات. وانظر: (الاستيعاب) بحاشية الإصابة للإمام ابن عبد البر 13/ 93. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 13/ 42. وانظر: (تهذيب التهذيب) للإمام ابن حجر 12/ 464.

(2)

حول نسب «حفصة» رضي الله عنها انظر: المصادر والمراجع الاتية: أ- الطبقات للإمام محمد بن سعد 8/ 81. ب- الاستيعاب للإمام ابن عبد البر 12/ 257. ج- الإصابة للإمام ابن حجر 12/ 197، 199 رقم:295. د- مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي كتاب (المناقب) مناقب فضل «حفصة

» 9/ 247، 248. هـ- الكامل في التاريخ للإمام ابن الأثر 2/ 175.

(3)

حول ولادة «حفصة» رضي الله عنها قبل النبوة أخرج ابن سعد، في (الطبقات) 8/ 81، بلفظ: أخبرنا محمد بن عمر، حدثني أسامة بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده، عن-

ص: 152

وأمها «زينب بنت مظعون «1» «أخت» عثمان بن مظعون الجمحي «2» » وكانت قبل النبي صلى الله عليه وسلم عند «خنيس بن حذافة السهمي «3» » فشهد «أحدا» مع المسلمين، فأصابته جراحات مات منها/ بالمدينة، وتزوجها «4» النبي صلى الله عليه وسلم، في شهر شعبان على رأس ثلاثين شهرا من مهاجره، وتوفيت «5» رضي الله عنها حين بايع «الحسين بن علي»

- «عمر» قال: «ولدت حفصة، وقريش تبنى البيت، قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين» اه: الطبقات. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 12/ 198.

(1)

و «زينب بنت مظعون» ترجم لها ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 32 رقم: 3365، فقال: «زينب بنت مظعون بن حبيب

أخت عثمان بن مظعون، وزوج «عمر بن الخطاب» ، هي أم «عبد الله» و «حفصة» و «عبد الرحمن» : الأكبر، بنى عمر بن الخطاب- رضي الله عنهم

إلخ» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) لابن حجر 12/ 287 رقم: 497.

(1)

و «زينب بنت مظعون» ترجم لها ابن عبد البر في (الاستعياب) 13/ 32 رقم: 3365، فقال: «زينب بنت مظعون بن حبيب

أخت عثمان بن مظعون، وزوج «عمر بن الخطاب» ، هي أم «عبد الله» و «حفصة» و «عبد الرحمن» : الأكبر، بنى عمر بن الخطاب- رضي الله عنهم

إلخ» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) لابن حجر 12/ 287 رقم: 497.

(2)

«عثمان بن مظعون» سبق الترجمة له.

(3)

و «خنيس

» ترجم له ابن عبد البر في (الاستيعاب) 3/ 204 رقم: 679 فقال: «خنيس ابن حذافة بن قيس بن عدي

» كان على حفصة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم قبله، وكان من المهاجرين الأولين، شهد «بدرا» بعد هجرته إلى أرض الحبشة، ثم شهد «أحدا» ، ونالته جراحة مات منها بالمدينة هو أخو «عبد الله بن حذافة» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 3/ 1785 رقم: 1569.

(4)

قوله: «تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم

إلخ» . أخرجه الإمام ابن سعد في (الطبقات) 8/ 83 بلفظ: عن حسين بن أبي حسين، قال:«تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة في شعبان، على رأس ثلاثين شهرا، وقبل «أحدا» اه: الطبقات. وقال ابن زبالة في (المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ص 57، 58: «تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم «حفصة بنت عمر» في شعبان، على ثلاثين من هجرته، قبل أحد بشهرين» اه: المنتخب. وانظر: (المستدرك) للحاكم 4/ 15.

(5)

عن وفاة أم المؤمنين حفصة- رضي الله عنها قال الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 12/ 260: «توفيت حفصة- رضي الله عنها في حين بايع الحسين، لمعاوية- رضي الله عنهما وذلك في جمادى الأولى، سنة إحدى وأربعين

إلخ» اه: الاستيعاب. وانظر: (الطبقات) للإمام محمد بن سعد 568. وانظر: (المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم للإمام ابن زبالة ص 58، 59. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 12/ 199. وانظر: (مجمع الزوائد) للإمام الهيثمي، كتاب (المناقب) باب فضل حفصة 9/ 248.

ص: 153

ل «معاوية» عام الجماعة، وذلك في جمادى [الأولى]«1» سنة إحدى وأربعين، ونزل في قبرها «عبد الله» و «عاصم» أخواها، و «سالم» و «عبد الله» و «حمزة» بنو أخيها «عبد الله بن عمر «2» » .

(و) رابعتهن: (زينب بنت خزيمة الهلالية «3» ) ، أم المساكين «4» .

(1) ما بين القوسين المعكوفين ساقط من الأصل، وأثبتناه من (الاستيعاب) 12/ 260.

(2)

حول من نزل في قبرها- رضي الله عنها أخرج ابن سعد في (الطبقات) 8/ 86 بلفظ: «

حدثنا عبد الله بن نافع، عن أبيه، قال: «نزل في قبر حفصة: عبد الله، وعاصم، ابنا عمر، وسالم

وعبد الله، وحمزة، بنو عبد الله بن عمر» اه: الطبقات. وحول نزول «عبد الله، وعاصم، في قبرها انظر: رواية الزبير بن بكار في: (كتاب المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم للإمام ابن زبالة ص 59.

(3)

و «زينب بنت خزيمة

» ترجم لها الإمام محمد بن سعد في (الطبقات) 8/ 115 فقال هي: «زينب بنت خزيمة بن الحارث، بن عبد الله بن عمرو، بن عبد مناف بن هلال بن عامر، بن صعصعة» ، وهي أم المساكين، كانت تسمى بذلك في الجاهلية» . «

وكانت عند الطفيل بن الحارث، بن عبد المطلب بن عبد مناف فطلقها وأخرج أيضا عن عبد الواحد بن أبي عون قال: فتزوجها عبيدة بن الحارث، فقتل عنها يوم بدر شهيدا» اه: الطبقات. وانظر: (الاستيعاب) للإمام ابن عبد البر بحاشية (الإصابة) 13/ 22، 23 رقم:3359. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 12/ 280، 281 رقم: 477. وانظر: (الكامل) للإمام ابن الأثير 2/ 175، 176.

(4)

حديث تسميتها ب «أم المساكين» خرجه كل من: أ- الإمام أحمد بن أبي عاصم الشيباني في كتابه (الاحاد والمثاني) بلفظ: عن الزهري، قال «تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت خزيمة، وهي أم المساكين

وهي من بنى عبد المناف بن هلال

وتوفيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم حى لم تلبث معه إلا يسيرا» اه: الاحاد والمثاني. تحقيق الدكتور فيصل الجوابرة. نشر دار الراية طبع سنة 1411 هـ 1991 م. ب- وأخرجه الحاكم في (المستدرك) 4/ 36 رقم: 6805 بلفظ: عن ابن شهاب قال: توفيت زينب بنت خزيمة وهي أم المساكين، كانت تعرف به في الجاهلية، توفيت بالمدينة بعد هجرتها في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وسكت عنه الحاكم، والذهبي. وأخرجه الحاكم أيضا في المستدرك 4/ 36 رقم: 6806 عن قتادة، وسكت عنه الحكم، والذهبي. ج- وأخرجه الطبراني رواية الزهري في (المعجم الكبير) 22/ 57 رقم: بلفظ: عن الزهري قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت خزيمة

، وهي أم المساكين؛ سميت بذلك لكثرة إطعامها المساكين، وهي من بني هلال توفيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم حى لم تلبث معه إلا يسيرا. -

ص: 154

تزوجها «1» عليه السلام في رمضان سنة ثلاث، بعد «حفصة» ، ولم تلبث عنده إلا يسيرا، وتوفيت بالمدينة في ربيع الأول، وقيل: الاخر سنة أربع، وصلى عليها عليه السلام ودفنها بالبقيع، وقد بلغت ثلاثين سنة «2» ، ولم يمت من أزواجه في حياته غيرها. و «خديجة» رضي الله عنهما.

واختلف في مدة لبثها معه عليه السلام؛ فقيل: شهران. وقيل: ثلاثة. وقيل: ثمانية «3» .

وكانت قبله عند الطفيل بن الحارث المطلبي «4» ، وكنيت في الجاهلية ب «أم المساكين «5» » ؛

- وانظر: (المعجم الكبير) للطبراني أيضا 22/ 448 رقم: 1090. وانظر: رواية ابن إسحاق في (المعجم الكبير) للطبراني 24/ 58 رقم: 150. وانظر: (شرح المواهب اللدنية) للإمام الزرقاني 3/ 249. وانظر (الإصابة) للإمام ابن حجر 12/ 280.

(1)

حول زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بأم المساكين، أخرج ابن سعد في (الطبقات) 8/ 115، 116 من رواية ابن عمر بلفظ: «

خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت خزيمة

فجعلت أمرها إليه، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشهد، وأصدقها اثنتى عشرة أوقية ونشا، وكان تزويجه إياها في شهر رمضان، على رأس أحد وثلاثين شهرا من الهجرة، فمكثت عنده ثمانية أشهر، وتوفيت، في آخر شهر ربيع الأول على رأس تسعة وثلاثين شهرا، وصلى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودفنها بالبقيع وأخرج أيضا عن محمد بن عمر، قال: سألت عبد الله بن جعفر من نزل في حفرتها؟ فقال: إخوة لها ثلاثة، قلت: كم كان سنها يوم ماتت؟ قال: ثلاثين سنة، أو نحوها» اه: الطبقات. وانظر: ما ذكرناه سابقا في سبب تسميتها بأم المساكين. وانظر: (الاستيعاب) للإمام ابن عبد البر ترجمة زينب بنت خزيمة 13/ 22، 23. وانظر:(الإصابة) للإمام ابن حجر 12/ 281 ترجمة زينب بنت خزيمة- رضي الله عنها.

(2)

حول بلوغها الثلاثين نظر ما ذكرناه سابقا.

(3)

حول الاختلاف في مدة مكثها معه صلى الله عليه وسلم انظر: ما ذكرناه.

(4)

عن الاختلاف في أزواجها قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر ابن سعد في (الطبقات) 8/ 115: أ- «الطفيل بن الحارث» ، وأخوة «عبيدة» «بعد طلاق الطفيل لها

» : الطبقات. ب- الإمام الطبراني في (المعجم الكبير) نقل رأي، محمد بن إسحاق 24/ 58 رقم: 150 فقال: «

كانت قبله، عند «الحصين» ، أو عند «الطفيل بن الحارث» . ج- الإمام ابن حجر في (الإصابة) 12/ 280، ذكر:«الطفيل» ، و «عبيدة» ، وزاد «عبد الله بن جحش» فقال:«وكانت تحت «عبد الله بن جحش» فاستشهد ب «أحد» ، فتزوجها صلى الله عليه وسلم» اه: الإصابة.

(5)

حول تسميتها ب «أم المساكين» انظر: ما ذكرناه سابقا.

ص: 155

لكثرة إطعامها المساكين.

(و) خامستهن: (أم حبيبة «1» بنت أبي سفيان) بن حرب، واسمها «رملة» وأمها: صفية/ بنت أبي العاص، عمة «عثمان» رضي الله عنه، وكانت قبله عليه السلام تحت [عبيد]«2» الله بن جحش، فهاجر بها إلى الحبشة الهجرة الثانية ثم تنصر هناك، ومات على النصرانية، فبقيت هناك على دين الإسلام، فأتم الله لها الإسلام، والهجرة، (وكان خطبها له النجاشي «3» ) ملك الحبشة- واسمه

(1) حول أم المؤمنين «أم حبيبة- رملة-» ، وأمها «صفية» انظر: المصادر، والمراجع الاتية: 1- (المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لابن زبالة رواية، الزبير بن بكار ص 71، 73. 2- (الطبقات) للإمام محمد بن سعد- أم حبيبة- 8/ 96. 3- (الاستيعاب) لابن عبد البر- رملة- رقم: 3344. 4- (الاستيعاب) للإمام ابن عبد البر- الكنى أم حبيبة- 13/ 199، 205 رقم:3536. 5- (الإصابة) للإمام ابن حجر 12/ 260، 264، رقم: 432. 6- (الكامل في التاريخ) للإمام ابن الأثير 2/ 7.

(2)

ما بين القوسين المعكوفين [عبيد] جاء في الأصل «عبد الله» ، وهذا خطأ، والصواب ما ذكرناه- عبيد-، كما ورد في المصادر، والمراجع المذكورة في رقم:4. و «عبيد الله بن جحش» ذكره الإمام محمد بن زبالة في كتابه. المنتخب من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ص 71، 72، فقال:«قالت أم حبيبة: كنت بأرض الحبشة مع زوجى» ، «عبيد الله

» فرأيته بأسوا صورة وشرها، ففزعت، وقلت: «تغيرت والله حاله، فلكا أصبحت، قال لى: إني أنظر في الدين، فلم أر دينا خيرا من النصرانية. ورجع إلى النصرانية، فقلت له: والله ما خير لك، وأخبرته ما رأيت له، فلم يحفل بذلك، وأكب على الخمر حتى مات

أرى في النوم كأن آتيا يقول لى: يا أم المؤمنين، ففزعت، فأولت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزوجنى

» اه: المنتخب. وانظر: (الطبقات) للإمام محمد بن سعد- أم حبيبة- 8/ 97. وانظر: (الاستيعاب) للإمام ابن عبد البر 13/ 6، 13/ 201، 202. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 12/ 260.

(3)

حول خطبة النجاشي «أم حبيبة» لرسول الله صلى الله عليه وسلم انظر: المصادر والمراجع الاتية: أ- كتاب (المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لابن زبالة ص 71، 72، 73. ب- كتاب (الإصابة) للإمام محمد بن سعد 8/ 97، 98. ج- كتاب (الإصابة) للإمام ابن حجر 2/ 261. و «النجاشي» ضبطه الحافظ ابن حجر في (الإصابة) 1/ 178 فقال: - بفتح النون-

ص: 156

«أصحمة «1» » ، توفي سنة تسع «2» ، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بموته، وخرج بهم فصلى «3» وصلوا معه عليه- (وأصدقها عنه صلى الله عليه وسلم أربعمائة

- على المشهور- وقيل: تكسر، عن «ثعلب» ، وتخفيف الجيم، وأخطأ من شددها، عن المطرزى، وبتشديد آخره، وحكى المطرزي: التخفيف، ورجحه الصنعاني» اه: الإصابة. وقال عنه الحافظ مغلطاي في كتاب (الإشارة) 117، 120: اسم لكل من ملك الحبشة، ويسميه المتأخرون:«الأمحرى» ، وكذلك «خاقان» : لمن ملك الترك، و «قيصر» : لمن ملك الروم. و «تبع» : لمن ملك اليمن؛ فإن ترشح للملك سمى قيلا، و «بطليموس» : لمن ملك اليونان. و «الفيطون» : لمن ملك اليهود. هكذا قاله ابن خرد ذابة، والمعروف: مالخ ثم رأس الجالوت. و «التمرود» : لمن ملك الصائبة. و «دهمن» و «فعفور» : لمن ملك الهند و «غانة» : لمن ملك الزنج، و «فرعون» : لمن ملك مصر والشام؛ فإن أضيف إليها الإسكندرية، سمى العزيز ويقال: المقوقس. و «كسرى» : لمن ملك العجم» اه: الإشارة. وانظر: (تاج العروس) للإمام الزبيدي قصر. وانظر: (عمدة القاري) للإمام العيني 13/ 406. وانظر: (فتح الباري

) للإمام ابن حجر 7/ 191. وانظر: (الروض الأنف) للإمام السهيلي 2/ 79.

(1)

و «أصحمة» ضبطه الإمام ابن حجر، في (الإصابة) 1/ 178 فقال:«بوزن أربعة، وحاؤه مهملة. وقيل: «معجمة» ، وقيل: إنه بموحدة- أصبحة-، وقيل:«صحمة» بغير ألف، وقيل: كذلك؛ ولكن بتقديم الميم على الصاد، وقيل: بزيادة ميم في أوله بدل الألف، عن ابن إسحاق في (المستدرك) - 4/ 20، 25- للحاكم. والمعروف عن ابن إسحاق الأول، ويتحصل من هذا الخلاف، في اسمه ستة ألفاظ

» اه: الإصابة.

(2)

عن وفاة النجاشي- رضي الله عنه في سنة تسع، قال الحافظ ابن حجر في (الإصابة) - القسم الثالث- 1/ 177 رقم: 470: «قال الإمام الطبري، وجماعة: «كان ذلك- أي وفاته- في شهر رجب سنة تسع وقال غيره: كان قبل الفتح

إلخ» اه: الإصابة.

(3)

حديث الصلاة على «النجاشي» - أخرجه الإمام البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وأحمد: فأخرجه الإمام البخاري في صحيحه كتاب (الجنائز) رقم: 1236، بلفظ: عن جابر ابن عبد الله- رضي الله عنهما يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «قد توفي اليوم رجل صالح من الحبش، فهلم فصلوا عليه «قال:» فصففنا فصلى النبي صلى الله عليه وسلم عليه، ونحن معه صفوف

إلخ» اه: صحيح البخاري. وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب (النكاح) ، باب أقل الصداق، 9/ 215، 216 وأخرجه الإمام الترمذي في جامعة كتاب (الجنائز) 960: عن عمران بن حصين. -

ص: 157

دينار «1» ) ذهبا، وبعث- عليه السلام إليها «شرحبيل بن حسنة «2» » فقدم بها عليه «3» ، وتزوج بها- عليه السلام في سنة ست من التاريخ. قاله

- وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه

إلخ» . اه: الترمذي. وأخرجه الإمام النسائي في سننه، كتاب (الجنائز) تحت رقمي: 1947، 9492. وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (مسند المكثرين) تحت رقم: 13635: عن جابر. وتحت رقمي: 19094، 19095: عن عمران بن حصين رضي الله عنه. وقال ابن حجر في (الإصابة) 1/ 177، 178- ترجمة النجاشي- (القسم الثالث) :«وعند ابن شاهين، والدارقطني في الأفراد، من طريق معتمر، عن حميد، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قوموا فصلوا على أخيكم النجاشى» فقال بعضهم: تأمرنا أن نصلي على «علج» من الحبشة؟! فأنزل الله- تعالى-: وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ [من الاية: 199، من سورة آل عمران] . وجاء من طريق، زمعة بن صالح، عن الزهري، ويحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال:«أصبحنا ذات يوم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «إن أخاكم أصحمة النجاشي، قد توفي فصلوا عليه» فوثب رسول الله صلى الله عليه وسلم ووثبنا معه، حتى جاء المصلى، فقام فصففنا وراءه، فكبر أربع تكبيرات» اه: الإصابة بتصرف.

(1)

عن قوله: «وأصدقها عنه

إلخ» قال الحاكم في (المستدرك) كتاب (معرفة الصحابة) 4/ 22- أم حبيبة-: «إنما أصدقها أربعمائة دينار استعمالا، لأخلاق الملوك، في المبالغة في الصنائع؛ لاستعانة النبي صلى الله عليه وسلم به في ذلك» اه: المستدرك. وقال الإمام النووي في (شرح صحيح مسلم) كتاب (النكاح) - أقل الصداق- 9/ 215، 216:«فإن قيل: فصداق «أم حبيبة» زوج النبي صلى الله عليه وسلم كان أربعة آلاف درهم، وأربعمائة دينار. فالجواب؛ أن هذا القدر تبرع به النجاشي من ماله إكراما للنبي صلى الله عليه وسلم لا أن النبي صلى الله عليه وسلم أداه، أو عقد به، والله عليه، والله أعلم» اه: شرح مسلم. وانظر: (شرح المواهب اللدنية) للإمام الزرقاني 3/ 242. وحول صداقها- رضي الله عنها انظر: المصادر، والمراجع الاتية: أ- كتاب (المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم للإمام محمد بن زبالة ص 72. ب- (الطبقات) للإمام محمد بن سعد 8/ 98.

(2)

و «شرحبيل

» ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 5/ 60 رقم: 1167 فقال هو: «شرحبيل ابن حسنة، وهو شرحبيل بن عبد الله بن المطاع

» من كندة، حليف بني زهرة، يكنى أبا عبد الله، نسب إلى أمه «حسنه» مولاة لمعمر بن حبيب بن وهب بن حذافة

» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 5/ 60 رقم: 3864.

(3)

عن قوله: «فقدم بها عليه

» قال الإمام محمد بن سعد في (الطبقات) 8/ 99: «

عن-

ص: 158

«أبو عبيدة «1» » .

وقال غيره «2» : سنة سبع، وتوفيت سنة أربع وأربعين «3» .

(و) سادستهن: (هند بنت أبي أمية «4» ) بن المغيرة القرشية المخزومية، وقيل:

اسمها «رملة «5» » ، وتكنى «أم سلمة» ، وأمها «عاتكة بنت عامر بن ربيعة» من بني فراس، وكانت قبله عند «أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي «6» » ، وهاجرت، وهي

- الزهري، قال: وجهزها إليه صلى الله عليه وسلم «النجاشي» ، وبعث بها مع «شرحبيل ابن حسنة» اه: الطبقات.

(1)

قول «أبي عبيدة» : «تزوج بها (

) ذكره الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 18 فقال: «وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم «أم حبيبة» في سنة ست من التاريخ، وتوفيت «أم حبيب» سنة أربع، وأربعين

إلخ» اه: الاستيعاب.

(2)

قول غير «أبي عبيدة» - سنة سبع- ذكره الحافظ ابن حجر في (الإصابة) 12/ 261- ترجمة أم حبيبة- فقال: «وروى ابن سعد؛ أن ذلك كان سنة سبع، وقيل: كان سنة ست، والأول أشهر» اه: الإصابة.

(3)

عن وفاتها- رضي الله عنها انظرك ما ذكرناه سابقا.

(4)

حول ترجمة أم المؤمنين «أم سلمة» رضي الله عنها انظر: المصادر، والمراجع الاتية: أ- كتاب (المنتخب من كتاب أزواج النبي

) للإمام محمد بن زبالة ص 62، 64. ب- كتاب (الطبقات) للإمام محمد بن سعد (أم سلمة) 8/ 86، 96. ج- كتاب (الاستيعاب) للإمام ابن عبد البر- الأسماء- 13/ 172، 175 رقم:3511. د- كتاب (الاستيعاب) للإمام ابن عبد البر- الكنى- 13/ 230، 232 رقم: 3560. هـ- كتاب (الإصابة) للإمام ابن حجر 13/ 172.

(5)

عن قوله: «قيل: اسمها «رملة» قال الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 172: فقيل: «رملة» وليس بشيء، وقيل:«هند» ، وهو الصواب، وعليه جماعة من العلماء» اه: الاستيعاب. وانظر أيضا (جمهرة أنساب العرب) للإمام ابن حزم 1/ 146.

(6)

قال ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 173 رقم: (3511) : «وكانت- يعني أم سلمة- قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت «أبي سلمة» ، وكانت هي زوجها

أول من هاجر إلى أرض الحبشة، ويقال: أيضا: إن أم سلمة، أول ظعينة دخلت المدينة مهاجرة. وقيل:«ليلى بنت أبي حثمة» زوج عامر بن ربيعة» اه: الاستيعاب. وانظر: كتاب (الاستيعاب) الكنى أيضا 13/ 230 رقم: 3560. وانظر: كتاب (الطبقات) للإمام محمد بن سعد 8/ 86، 96. وانظر: كتاب (الإصابة) للإمام ابن حجر 13/ 161 رقم: 1089. وانظر: كتاب (سير أعلام النبلاء) للإمام الذهبي 2/ 202، 203.

ص: 159

أول مهاجرة من النساء.

وقيل: بل ليلى/ بنت أبي حثمة «1» [

] «2» وهي زوجة «عامر بن ربيعة «3» » فتوفي عنها «أبو سلمة «4» » في جمادى الاخرة، سنة أربع، وكان أصيب يوم «أحد» بسهم، وتزوجها عليه السلام في ليال بقين من شوال على الأصح «5» .

(1) و «ليلى

» ترجم لها الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 147، فقال هي: «ليلى بنت أبي حثمة بن حذيفة

» القرشية العدوية، امرأة «عامر بن ربيعة» هاجرت الهجرتين، وصلت القبلتين

ويقال: أنها أول ظعينة دخلت المدينة مهاجرة، وقيل: بل تلك «أم سلمة» . وقال الزبير، ومصعب:«ليلى بنت أبي حثمة» هي أول ظعينة قدمت المدينة مع زوجها، «عامر ابن ربيعة» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 13/ 116 رقم: 9582.

(2)

ما بين القوسين المعكوفين غير واضح بالأصل.

(3)

و «عامر

» ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 5/ 287، 288 رقم:(1327) فقال هو: «عامر بن ربيعة العنزي العدوي» حليف لهم

اختلف في نسبته- انظر الاختلاف الذي ذكره ابن عبد البر- «

أسلم «عامر» بمكة، قديما وهاجر إلى أرض الحبشة مع امرأته، ثم هاجر إلى المدينة، وشهد «بدرا» ، وسائر المشاهد، وتوفى سنة ثلاث وثلاثين، وقيل: سنة خمس وثلاثين، بعد مقتل «عثمان» رضي الله عنه بأيام، يكنى «أبا عبد الله»

إلخ» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 5/ 277، 278 رقم:4374.

(4)

و «أبو سلمة» ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 6/ 271/ 273 رقم: 1589 فقا: «عبد الله ابن عبد الأسد بن هلال

أبو سلمة زوج «أم سلمة» قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم أمه: برة بنت عبد المطلب. قال ابن إسحاق: أسلم بعد عشرة أنفس، فكان الحادي عشر من السملمين، هاجر مع زوجته «أم سلمة» إلى أرض الحبشة. قال مصعب الزبيرى: أول من هاجر إلى أرض الحبشة، أبو سلمة

ثم شهد «بدرا» وكان أخا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخا «حمزة» من الرضاعة، أرضعته «ثويبة» مولاة «أبي لهب» ، أرضعت «حمزة» ، ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أبا سلمة، واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة؛ حين خرج إلى «غزوة العشيرة» ، وكانت في السنة الثانية من الهجرة، توفي «أبو سلمة» في جمادى الاخرة من الهجرة، وهو من غلبت عليه كنيته، وكان عند وفاته قال:«اللهم اخلفني في أهلي بخير «فأخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على زوجته «أم سلمة» فصارت أمّا للمؤمنين، وصار رسول الله صلى الله عليه وسلم ربيب بنيه:«عمر» و «سلمة» و «زينب» اه: الاستيعاب. وانظر أيضا (الاستيعاب) - الكنى، 11/ 307 رقم:3013. وانظر: (الإصابة) لابن حجر 6/ 140، 142 رقم: 4774.

(5)

عن زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ب «أم سامة» قال ابن سعد في (الطبقات) 8/ 78: «عن عمر بن أبي سلمة

فاعتدت أمى، وحلت لعشر بقين من شوال سنة أربع، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليال بقين من شوال سنة أربع

» اه: الطبقات.

ص: 160

وأما ما ذكره «أبو عمر» أنه تزوجها في شوال* سنة اثنتين، فرده بعضهم لما فيه من [

] **.

والأول: هو الذي في صدر «1» «الاستيعاب» ، والثاني: في كتاب «النساء» منه. وتوفيت «2» رضي الله عنها في ولاية «يزيد بن معاوية» سنة إحدي وستين على الصحيح، ولها أربع وثمانون سنة «3» ، وهي آخر من مات. من أزواجه عليه

(*) قوله: «وأما ما ذكره «أبو عمر» أنه تزوجها في شوال» ذكره في (الاستيعاب) بحاشية (الإصابة) 4/ 421- 422- ترجمة هند بنت أبي أمية أم سلمة- فقال: «وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم «أم سلمة» سنة اثنتين، بعد وقعة بدر عقد عليها في شوال وابتنى بها في شوال

» الاستيعاب.

(**) ما بين القوسين المعكوفين، وجدت صعوبة في قراءتها، ولعلها البعد، أو التباعد.

(1)

حول قوله: والأول هو

إلخ» انظر: (الاستيعاب) لابن عبد البر ترجمة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم 1/ 23.

(2)

عن وفاة «أم سلمة» رضي الله عنها قال الإمام ابن زبالة في كتاب (المنتخب

) ص 63: «عن أبي بكر بن عثمان، أن أم سلمة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم توفيت في ذي القعدة سنة تسع وخمسين من مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم

إلخ» اه: المنتخب. وقال ابن سعد في (الطبقات) - أم سلمة- 8/ 87: «توفيت في ذى القعدة سنة تسع وخمسين وقال أيضا في نفس المصدر 8/ 96: «

عن نافع، عن أبيه، قال: ماتت أم سلمة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم في سنة تسع وخمسين، فصلى عليها أبو هريرة، بالبقيع» اه: الطبقات. وانظر: الاستيعاب للإمام ابن عبد البر 13/ 172، 175 رقم: 3511 ما ذكر عن وفاة «أم سلمة» رضي الله عنها في رقم: 9- قول ابن زبالة، وابن سعد- رده الحافظ ابن حجر في كتاب (الإصابة) ترجمة هند- أم سلمة- 13/ 162، 163 رقم: 1089 فقال: «قال الواقدي: ماتت في شوال سنة تسع وخمسين.. كذا قال، وتلقاه عنه جماعة، وليس بجيد، فقد ثبت في صحيح مسلم أن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيع وعبد الله بن صفوان دخلا على «أم سلمة» ، في ولاية «يزيد بن معاوية» فسألاها، عن الجيش الذي يخسف به

الحديث، وكانت ولاية «يزيد» بعد موت أبيه، في سنة ستين. وقال ابن حبان: ماتت في آخر سنة إحدى وستين، بعد ما جاءها الخير بقتل «الحسين بن علي» . قلت: ابن حجر. وهذا أقرب. وقال محارب بن دثار: أصوت «أم سلمة» أن يصلي عليها «سعيد ابن زيد» وكان أمير المدينة يومئذ «مروان بن الحكم» وقيل: «الوليد بن عتبة بن أبي سفيان» . قلت: - ابن حجر- والثاني أقرب؛ فإن «سعيد بن زيد» مات قبل تاريخ، موت «أم سلمة» ، على الأقوال كلها؛ فكأنها كانت أوصت؛ بأن يصلي «سعيد» عليها في مرضه مرضتها، ثم عوفيت، ومات «سعيد» قبلها» اه: الإصابة.

(3)

عن عمرها «عند وفاتها أخرج ابن سعد في (الطبقات) 8/ 96 بلفظ: «

عن «عمر بن-

ص: 161

السلام «1» . كما أن «زينب بنت جحش» أول من مات بعده.

(و) سابعتهن «2» : (زينب بنت جحش)«3» الأسدية، أمها «أميمة بنت عبد المطلب «4» » «عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت عند مولاه «5» «زيد بن حارثة «6» » ، فلما

- أبي سلمة» قال: نزلت في قبر «أم سلمة» أنا، وأخي سلمة، و «عبد الله بن عبد بن أبي أمية» ، و «عبد الله بن وهب بن زمعة الأسدي» ، فكان لها يوم ماتت، أربع وثمانون سنة» اه: الطبقات.

(1)

عن كونها آخر من مات من أزواجه صلى الله عليه وسلم أخرج ابن زبالة في كتابه (المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم) ص 64 بلفظ: «عن ابن شهاب، قال: كانت (أم سلمة) زوج النبي صلى الله عليه وسلم آخر نساء النبي صلى الله عليه وسلم وفاة» اه: المنتخب.

(2)

أم المؤمنين «زينب بنت جحش» ترجم لها الإمام ابن سعد في (الطبقات) 8/ 101 فقال: هي «زينب بنت جحش بن رباب بن يعمر بن صيرة

بن أسد بن خزيمة» وأمها: «أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى» اه: الطبقات. وانظر: كتاب (الاستيعاب) للإمام ابن عبد البر- زينب 13/ 15، 21 رقم:335. وانظر: كتاب (الإصابة) للإمام ابن حجر 12/ 275، 287 رقم: 468.

(3)

يوجد في بعض نسخ (أوجز السيرة

) - اصل كتابنا- «كنيت بأم الحكم» ، ولم أجد من ذكرها بهذه الكنية في المصادر والمراجع لمتوافرة لدى والله أعلم.

(4)

و «أميمة

» ترجم لها ابن سعد في (الطبقات) 8/ 45، 46، - ذكر عمات الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: «

أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي» وأمها «فاطمة بنت عمرو ابن عائذ بن عمران، بن مخزوم» ، وتزوجها في الجاهلية «جحش بن رباب بن يعمر

بن أسد بن خزيمة، حليف حرب بن أمية بن عبد شمس. فولدت له «عبد الله» شهد «بدرا» و «عبيد الله» و «عبدا» ، وهو أبو أحمد، وزينب بنت جحش، وأطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم أميمة بنت عبد المطلب، أربعين وسقا من تمر «خبير» اه: الطبقات. وقال ابن حجر في (الإصابة) 12/ 138 رقم: 106: «

أميمة

عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلف في إسلامها، فنفاه محمد بن إسحاق، ولم يذكرها غير محمد بن سعد- تقدم في الرقم السابق 1» اه: الإصابة.

(5)

انظر معنى «المولى» في مقدمة التحقيق.

(6)

و «زيد بن حارثة

» ترجم له ابن عبد البر في (الاستيعاب) 4/ 74، 54 رقم: 743 فقال: «زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي» أبو أسامة، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان زيد هذا قد أصابه سباء في الجاهلية، فاشتراه «حكيم بن حزام» في سوق حباشة، وهي سوق بناحية مكة، كانت مجمعا للعرب.. اشتراه حكيم، لخديجة، فوهيته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتبناه رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل النبوة، وهو ابن ثمان سنين، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تبناه على حلف قريش يقول: هذا ابني وارثا، وموروثا يشهدهم على ذلك

ودعى زيد بن محمد، حتى جاء الإسلام-

ص: 162

قضى منها وطره «1» ، وطلقها، زوجه الله- تعالى- إياها في القعدة سنة أربع، وقيل: سنة خمس، وهي يومئذ بنت خمس وثلاثين سنة «2» ، فكانت- رضي الله عنها تفخر «3» على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.

فتقول لهن: / زوجكن آباؤكن، وزوجني الله من فوق سبع سماوات، «وأولم عليها صلى الله عليه وسلم خبزا ولحما*

- فنزلت ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ

[سورة الأحزاب، من الاية: 5] فدعى يومئذ «زيد بن حارثة»

إلخ» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) لابن حجر- القسم الأول- 4/ 74، 50 رقم:2884.

(1)

قوله: فلما قضى منها وطره

اقتباس من قوله- تعالى- فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً [سورة الأحزاب، من الاية: 37] وحولها قال ابن عبد البر في (الاستيعاب) - ترجمة زينب

- 13/ 15، 21 رقم: 3355» : «تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة خمس من الهجرة- هذا قول قتادة-. وقال أبو عبيدة: تزوجها في سنة ثلاث من التاريخ، ولا خلاف أنها كانت قبله تحت «زيد» وأنها التي ذكر الله قصتها في القرآن- الاية المتقدمة- فلما طلقها «زيد» وانقضت عدتها، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأطعم عليها خبزا ولحما، ولما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لها:«ما اسمك؟» قالت «برة» فسماها «زينب»

» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) لابن حجر 12/ 275، 278 رقم:2468.

(2)

حول زواج الرسول صلى الله عليه وسلم ل «زينب» لهلال ذى القعدة أخرج ابن سعد في (الطبقات) 8/ 114، عن الواقدي قال:«تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش، لهلال ذى القعدة سنة خمس من الهجرة، وهي يومئذ بنت خمس وثلاثين» اه: الطبقات. وانظر: بقية أحاديث الترجمة.

(3)

حول افتخار «زينب» على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن زبالة في كتابه (المنتخب من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ص 69: عن أنس بن مالك، قال: كانت زينب تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم فتقول: «إن الله- عز وجل أنكحني من السماء» . وانظر: (الطبقات) لابن سعد 8/ 106. وانظر: (الاستيعاب) لابن عبد البر 13/ 16- 17. وانظر: (الإصابة) لابن حجر- القسم الأول- 12/ 275. وانظر: (المستدرك) للحاكم 4/ 20- 23.

(*) حول وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند زواجه بزينب- رضي الله عنه: أخرج الإمام البخاري في صحيحه- الجامع الصحيح المختصر- مراجعة الدكتور مصطفى ديب البغا. نشر دار ابن كثير- بيروت 4/ 1800 رقم: 5416 بلفظ: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بنى بزينب بنت جحش، فأشبع الناس خبزا ولحما ثم خرج إلى حجر أمهات المؤمنين، -

ص: 163

[]«1» . وفي عرسها نزل الحجاب «2» .

توفيت- رحمة الله عليها- سنة عشرين في خلافة عمر «3» .

- كما كان يصنع صبيحة بنائه، فيسلم عليهن، ويسلمن عليه، ويدعو لهن، ويدعون له؛ فلما رجع إلى بيته رأى رجلين بهما الحديث، فلما رآهما رجع عن بيته، فلما رأى الرجلان نبي الله صلى الله عليه وسلم وثبا مسرعين، فما أدرى أنا أخبرته بخروجهما، أم أخبر فرجع حتى دخل البيت، وأرخى الستر بيني وبينه، وأنزلت آية الحجاب

إلخ» اه: الجامع المختصر. وأخرج الإمام مسلم في صحيحه 2/ 1049 رقم: 1428 بلفظ: عن عبد العزيز بن صهيب قال: سمعت أنس بن مالك (يقول: «أو لم رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة من نسائه، أكثر، أو أفضل مما أولم على زينب» فقال ثابت البناني: بماذا أولم؟ أطعمهم خبزا، ولحما حتى تركوه» اه: صحيح مسلم. وحول الموضوع انظر أيضا المصادر والمراجع الاتية: أ- مسند الإمام أحمد 3/ 98 رقم: 11961، 3/ 72 رقم: 12782، 3/ 200 رقم: 13094، 3/ 262 رقم: 13795: عن أنس بن مالك في الجميع. ب- مسند ابن الجعد للإمام ابن الجعد الجوهري (ت 230 هـ) مراجعة عامر أحمد حيد. نشر مؤسسة نادر سنة 1410 هـ- 1990 م. ج- مسند أبي يعلى 6/ 461/ رقم: 3861 عن أنس. د- السنن الكبرى للإمام النسائي 4/ 150 رقم: 6635، 4/ 204 رقم: 6908، 6/ 76 رقم: 10102، 7/ 259 رقم: 14278: في الجميع عن أنس بن مالك.

(1)

ما بين القوسين المعكوفين كلمة غير واضحة في صورة المخطوط لم أستطع قراءتها.

(2)

المراد من نزول الحجاب نزول آية الحجاب، وهي قوله: - تعالى- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ الاية [سورة الأحزاب، الاية: 53] . سبب نزول الحجاب: حول سبب نزول آية الحجاب انظر حديث البخاري المتقدم تحت رمز (*) وانظر أيضا المصادر والمراجع الاتية: مسند الإمام أحمد 3/ 200 رقم: 13094، 3/ 262 رقم:13795. صحيح ابن حبان 9/ 369 رقم: 4062. مسند أبي يعلى 6/ 461 رقم: 3861.

(3)

حول وفاة أم المؤمنين «زينب بنت جحش» سنة عشرين في خلافة عمر- رضي الله عنه أخرج ابن سعد في (الطبقات) 8/ 110، 114، 115 من طريق الواقدي: عن عبد الرحمن بن أبزى قال: «ماتت زينب بنت جحش» رضي الله عنها في زمان «عمر بن الخطاب» رضي الله عنه فقالوا لعمر: من ينزل في قبرها؟ قال: من كان يدخل عليها في حياتها

» اه: الطبقات. -

ص: 164

(و) ثامنتهن: (جويرية «1» ) - بضم الجيم- بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعية ثم المصطلقية.

- وأخرج أيضا من طريق الواقدى قال: سئلت أم عكاشة بنت محصن، كم بلغت زينب

يوم توفيت؟ فقال: قدمنا المدينة للهجرة، وهي بنت عشرين، وتوفيت سنة عشرين» اه: الطبقات بتصرف. وانظر (الاستيعاب) لابن عبد البر 12/ 6، 17- زينب بنت جحش-. وانظر:(الإصابة) لابن حجر 12/ 275- زينب بنت جحش.

(1)

حول أم المؤمنين «جويرية» رضي الله عنها أخرج ابن زبالة في كتابه (المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ص 65 بلفظ: عن يحيى بن عمارة الأنصاري

قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية بنت الحارث

بن سعد- وهو المصطلق- أخذها يوم «المريسيع» وكانت قبله عند «صفوان بن ذى شقر» وكان قال شعرا يومئذ:

أنا ابن ذي شقر وجدي مبذول

رمح طويل وحسام مصقول

وقد علمت اليوم أني مقتول

اه: المنتخب لابن زبالة. وأخرج أيضا، في ص 66: عن أبي بكر بن عثمان؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبي جويرية.. يوم المريسيع، وكانت قبله عند ابن عم لها، فجاء أبوها فافتداها، ثم أنكحها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد، وتوفيت في شهر ربيع الأول سنة ست وخمسين

إلخ» اه: المنتخب. وقال أبو عمر- ابن عبد البر- في (الاستيعاب) 12/ 243، 246 رقم: 3282: «جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن جذيمة، وهو المصطلق من خزاعة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم سباها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم «المريسيع» ، وهي غزوة بنى المصطلق، في سنة من التاريخ، وقيل: سنة ست، ولم يختلفوا أنه أصابها في تلك الغزوة، وكانت قبله تحت مسافع

، وكانت قد وقعت في سهم «ثابت بن شماس» ، أو ابن عم له، فكاتبته على نفسها، وكانت امرأة جميلة. قالت عائشة: كانت جويرية عليها حلاوة، وملاحة، ولا يكاد يراها أحد إلا وقعت في نفسه. قالت: فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه على كتابتها. قلت: فو الله ما هو إلا أن رأيتها على باب الحجرة، فكرهتها، وعرفت أنه سيرى منها ما رأيت، فقالت يا رسول الله: أنا جويرية

سيد قومه، وقد أصابنى من الأمر ما لم يخف عليك، فوقعت في السهم، ل «ثابت

» ، أو ابن عم له، فكاتبته على نفسي، وجئت أستعينك، فقال لها:«وهل لك في خير من ذلك» ؟ قالت: ما هو يا رسول الله قال: «اقض كتابتك وأتزوجك» . قالت: نعم قال: «قد فعلت» . وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، تزوج «جويرية فقال الناس: صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسلوا ما في أيديهم من سبايا. وروى الليث

عن ابن شهاب قال: سبى رسول الله صلى الله عليه وسلم «جويرية» يوم «المريسيع» ، فحجبها وقسم لها. قال أبو عمر: مات اسمها «برة» فغير رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمها، وسماها «جويرية» ، هكذا-

ص: 165

وقعت في سبي «بني المصطلق» في سهم «ثابت بن قيس بن شماس» «1» ، فكاتبها «2» على تسع أواق «3» ، فأدى عليه السلام عنها كتابتها، وتزوجها؛ وذلك في سنة خمس من التاريخ، وهي بنت عشرين سنة، وكان اسمها «برة» فسماها عليه السلام «جويرية» وكانت قبله تحت «مسافع بن صفوان» المصطلقي «4» ، فقتل كافرا، وتوفيت- رضي الله عنها في ربيع الأول سنة خمسين، وقيل سنة ست وخمسين»

، وصلى عليها «مروان بن الحكم «6» » وهو أمير المدينة، وقد بلغت سبعين سنة.

- رواه شعبة ومسعر، وابن عيينة، عن محمد بن عبد الرحمن- مولى آل طلحة- عن كريب- مولى ابن عباس-: عن ابن عباس

إلخ. وتوفيت- رضي الله عنها في ربيع سنة ست وخمسين» اه: الاستيعاب. وانظر: (الطبقات) للإمام محمد بن سعد 8/ 166، 120. وانظر:(الإصابة) للإمام ابن حجر 12/ 182، 184 رقم:250. وانظر: (المستدرك) للحاكم، كتاب (معرفة الصحابة) 4/ 25، 28.

(1)

و «ثابت

» ترجم له ابن عبد البر في (الاستيعاب) 1/ 72/ 78 رقم: 250، فقال: «ثابت بن قيس بن شماس بن ظهير

يكنى أبا محمد

شهد «أحدا» وما بعدها من المشاهد. قتل يوم اليمامة شهيدا، في خلافة أبو بكر الصديق- رضي الله عنهما

إلخ» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) لابن حجر- القسم الأول- 1/ 14- 15 رقم: (900) .

(2)

حول كتابتها على تسع أوراق أخرج الحاكم في (المستدرك) 4/ 26- 27، حديث عائشة- رضي الله عنها بلفظ: «

أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بنى المصطلق، فأخرج الخمس منه، ثم قسمه بين الناس، وأعطى الفارس سهمين، والراجل سهما، فوقعت «جويرية بنت الحارث» في سهم «ثابت

» فكاتبها على تسع أوراق

» اه: المستدرك. وانظر: (المغازي) للواقدي 1/ 411.

(3)

«الأوقية» : جزء من اثنى عشر جزآ من الرطل، جمعها أوراق» اه: المعجم الوسيط.

(4)

و «مسافع» اختلف في اسمه: فسماه «ابن زباله» «صفوان بن ذى شقر» وسماه: الواقدى- كما هو عند ابن سعد في (الطبقات) 8/ 116- «صفوان بن مالك» وسماه الطبري في (التاريخ) 3/ 156 «مالك بن صفوان» .

(5)

حول تاريخ وفاتها- رضي الله عنها انظر: ما ذكرناه سابقا عن (الاستيعاب) وغيره.

(6)

و «مروان

» ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 10/ 70 فقال هو: «مروان بن الحكم بن أبي العاص

ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة اثنتين من الهجرة وقيل: عام «الخندق» ، وقيل: غير ذلك

إلخ» اه: الاستيعاب. وقال الذهبي في (سير أعلام النبلاء) 3/ 476 رقم: 102: «

وكان ذا شجاعة، -

ص: 166

(و) تاسعتهن: (صفية بنت حيي) بن أخطب «1» النضرية الإسرائيلية «2» من سبط «هارون بن عمران» أخي موسى- عليهما السلام كانت قبل النبي صلى الله عليه وسلم عند «سلام بن مشكم» ، ثم خلف عليها «كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق «3» » فقتل عنها/ يوم «خيبر» في المحرم سنة سبع «4» ، ولم تلد لأحد منهما، فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في أوائل سنة سبع، وكانت وقعت في سهم دحية «5» فاشتراها منه النبي صلى الله عليه وسلم بسبعة أرؤس «6» ، وأعتقها،

- وشهامة، ومكر ودهاء، وكان كاتب ابن عمه «عثمان» رضي الله عنه

ثم ولي أمر المدينة غير مرة ل «معاوية»

» اه: سير.

(1)

و «النضرية» نسبة إلى بني «النضير» ، قبيلة من قبائل اليهود

إلخ وسميت «صفية» ب «صفية» رضي الله عنها قال عنها محمد بن زبالة في كتابه (المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ص 70: «عن ابن أبي مليكة أن اسم «صفية» «حبيبة» ؛ ولكنها سميت «صفية» ؛ لأنها كانت صفية النبي صلى الله عليه وسلم يوم «خيبر» اه: المنتخب. وانظر: (الاستيعاب) لابن عبد البر 13/ 62، 65 رقم:3405. وانظر: (الإصابة) لابن حجر 13/ 14، 17 رقم: 647.

(2)

عن قوله: «الإسرائيلية» قال الإمام السهيلي في كتابه (التعريف والإعلام فيما أبهم من الأسماء والأعلام في القرآن) ص 20 قال- رحمة الله تعالى-: «نسبة إلى إسرائيل، وهو يعقوب عليه السلام، وسمى «إسرائيل» ؛ لأنه اسرى ذات ليلة، حين هاجر إلى الله- سبحانه- فسمى «إسرائيل» أى: سرى الله، أو نحو هذا؛ فيكون بعض الاسم عبرانيا، وبعضه سريانيا موافقا للعربي، وكثيرا ما تقع الاتفاق بين السرياني، والعربي، أو يقارنه في اللفظ

» اه: التعريف

إلخ. تحقيق: عبد مهنا. طبع دار الكتب العلمية. وانظر: كتاب (الأسفار المقدسة) للدكتور علي عبد الواحد وافي. طبع نهضة مصر سنة 1997 م.

(3)

عن زواج «أم المؤمنين صفية» رضي الله عنها قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم انظر: تاريخ الطبري 3/ 165، 166 وانظر: ما نقلناه عنها سابقا.

(4)

حول زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ب «صفية» سنة سبع انظر: (الاستيعاب) لابن عبد البر 13/ 63.

(5)

و «دحية» في لغة القوم: الشريف، أو رئيس الجند ذكر ذلك الإمام الزرقاني في شرح المواهب 3/ 256 فقال هو:«دحية بن خليفة بن فروة الكلبي»

كان من كبار الصحابة، لم يشهد «بدرا» ، وشهد «أحدا» ، وما بعدها من المشاهد، وبقى إلى خلافة معاوية، وهو الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى «قيصر» رسولا في الهدنة وذلك في سنة ست من الهجرة، فامن به «قيصر» ، وأبت بطارقته أن تؤمن، فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ثبت الله ملكه

» في حديث طويل. وفي (الاستيعاب) لابن عبد البر 3/ 217- 218: «

ذكر موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشبه «دحية الكلبي» بجبريل- عليه السلام» اه: الاستيعاب.

(6)

عن شراء «صفية

» رضي الله عنها بسبعة أرؤس قال الزرقاني في شرحه على (المواهب) 3/ 256: «

ففى صحيح مسلم، أنه صلى الله عليه وسلم بسبعة أرؤس قال الزرقاني في-

ص: 167

وجعل عتقها صداقها، وتوفيت- رضي الله عنها في رمضان في زمن «معاوية» سنة خمسين، ودفنت ب «البقيع» .

(و) عاشرتهن: (ميمونة بنت الحارث الهلالية «1» ) ، واسمها قبل ذلك «برة «2» » فسماها عليه السلام «ميمونة» .

أمها: «هند بنت عوف بن زهير الحميرية» وقيل «كنانية» وكانت قبله «3» صلى الله عليه وسلم عند «أبي رهم بن عبد العزى القرشي» .

- شرحه على (المواهب) 3/ 256: «

ففى صحيح مسلم، أنه صلى الله عليه وسلم بسبعة- اشترى «صفية» منه بسبعة أرؤس، وسماه شراء مجازا، و «أرؤس» جمع رأس، وهو جمع قلة» اه: الزرقاني بتصرف.

(1)

قوله: «الهلالية» نسبة إلى جدها الأعلى «هلال بن عامر بن صعصعة» اه: سير أعلام النبلاء للذهبي.

(2)

حول تسميتها باسم «برة» أخرج الحاكم في (المستدرك) 4/ 32- رقم: (6793) بلفظ: عن ابن عباس- رضي الله عنهما قال: «كان اسم خالتي «ميمونة» «برة» فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم «ميمونة» . قال الحاكم: صحيح، ووافقه الذهبي في التلخيص. وانظر أيضا:(المستدرك) 4/ 32 رقم: (6794) عن أبي هريرة. وانظر: البخاري (الأدب المفرد) ص 290 رقم: 832: عن أبي هريرة. وانظر: (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) لابن حجر 10/ 576 حديث رقم: (5839) .

(3)

حول قوله: «وكانت قبله صلى الله عليه وسلم

إلخ: أخرج ابن سعد في (الطبقات) 8/ 132 فقال: «

ميمونة بنت الحارث، وأمها: هند بنت عوف.. كان مسعود بن عمرو الثقفي، تزوج «ميمونة» في الجاهلية، ثم فارقها فخلف عليها أبو رهم بن عبد العزى

فتوفي عنها، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجه إياها «العباس بن عبد المطلب» وكان ولي أمرها، وهي أخت أم ولده «أم الفضل بنت الحارث الهلالية» لأبيها وأمها، وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ب «سرف» على عشرة أميال من مكة، وكانت آخر امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك في سنة سبع في عمرة القضية» اه: الطبقات. وانظر: بقية الأحاديث الواردة في نفس المصدر 8/ 132، 140. وقال الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 159، 167 رقم: 3499: «قال أبو عبيدة:

وكانت قبله عند أبي رهم بن عبد العزى

وقال: بل عند «سبرة بن أبي رهم»

إلخ» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر- القسم الأول- 13/ 141 رقم: 1023.

ص: 168

وقيل: عند ولده «أبي سبرة «1» » . تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في «عمرة القضية «2» » آخر

(1) و «أبو سبرة

» ترجم له ابن عبد البر في (الاستيعاب) 11/ 272، 273 رقم:2984. فقال: «أبو سبرة بن أبي رهم بن عبد العزى

بن عامر بن لؤى القرشي العامري. هاجر الهجرتين

وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه، وبين «سلمة بن وقش» ، وشهد «أبو سبرة» «بدرا» و «أحدا» ، وسائر المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي في خلافة «عثمان بن عفان- رضي الله عنه» الاستيعاب. وانظر:(الإصابة) لابن حجر 11/ 159 رقم: 500.

(2)

و «عمرة القضية» تسمى أيضا: 1- عمرة القضاء. 2- عمرة القصاص. 3- عمرة الصلح. 4- غزوة القضاء. قال ابن حجر في (فتح الباري شرح صحيح البخاري) كتاب (المغازي) 7/ 499، 500 «وعند المستملى وحده «غزوة القضاء» ووجهوا كونها «غزوة» بأن موسى بن عقبة، ذكر في (المغازي) عن ابن شهاب، أنه صلى الله عليه وسلم خرج مستعدا بالسلاح، والمقاتلة خشية أن يقع من قريش غدر، فبلغهم ذلك ففرعوا، فلقيه «مكرز» فأخبره أنه باق على شرطه، وأن لا يدخل مكة بسلاح؛ إلا السيوف في أغمادها؛ وإنما خرج في تلك الهيئة احتياطا، فوثق بذلك. وأخر النبي صلى الله عليه وسلم السلاح مع طائفة من أصحابه خارج الحرم حتى رجع، ولا يلزم من إطلاق الغزوة وقع المقاتلة. وقال ابن الأثير: أدخل البخاري «عمرة القضاء» في (المغازي) ؛ لكونها كانت مسببة، عن غزوة «الحديبية» اه: فتح الباري. وعن تسميتها «عمرة القضاء» قال ابن حجر في نفس المصدر- 7/ 500-: «فقيل: المراد ما وقع من المقاضاة بين المسلمين والمشركين، من الكتاب الذي كتب بيتهم ب «الحديبية» ، فالمراد بالقضاء الفصل الذي وقع عليه الصلح، ولذلك يقال لها: عمرة القضية. قال أهل اللغة: قاضى فلانا: عاهده، وقاضاه/ عاوضه؛ فيحتمل تسميتها بذلك الأمرين. قاله: عياض. ويرجح الثاني تسميتها قصاصا قال- تعالى-: الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ [سورة البقرة، من الاية: 194] . قال السهيلي: تسميتها عمرة القصاص أولى؛ لأن هذه الاية نزلت فيها قلت- ابن حجر- كذا رواه ابن جرير، وعبد بن حميد بإسناد صحيح، عن مجاهد، وبه جزم سليمان التميمى في مغازيه. وقال ابن إسحاق: بلغنا، عن ابن عباس فذكره، ووصله الحاكم في (الإكليل) : عن ابن عباس؛ لكن في إسناده الواقدي. وقال السهيلي: سميت عمرة القضاء؛ لأنه قاضى فيها قريشا؛ لا لأنها قضاء عن العمرة التي صد عنها؛ لأنها لم تكن فسدت، حتى يجب قضاؤها؛ بل كانت عمرة تامة

» اه: فتح الباري بتصرف. وانظر: (زاد المعاد) للإمام ابن قيم الجوزية بحاشية المواهب اللدنية 2/ 238، 245. وانظر:(المواهب اللدنية مع شرحها) - عمرة القضاء- 2/ 253، 263.

ص: 169

سنة سبع، وتوفيت- رضي الله عنها في موضع قبتها التي ضرب لها عليه السلام حين البناء بها ب «سرف» سنة إحدى وخمسين، وصلى عليها ابن أختها «عبد الله بن عباس» رضي الله عنهما، ودخل قبرها، فهؤلاء أزواجه اللاتي دخل بهن صلى الله عليه وسلم باتفاق، ست قرشيات، وهن:

«خديجة» و «عائشة» ، و «حفصة» ، و «أم سلمة» / و «أم حبيبة» [سودة بنت زمعة]رضي الله عنهن جميعا.

وأربع عربيات، وهن:«الزينبان» ، و «جويرية» ، و «ميمونة» . وواحدة من بني إسرائيل، وهي «صفية» «فماتت قبله عليه السلام زينب بنت خزيمة» كما سبق.

ومات صلى الله عليه وسلم عن أولئك التسع.

«ومات صلى الله عليه وسلم عن أولئك التسع «1» ، وكان «2» عليه السلام تزوج أسماء «3» بنت كعب

- وانظر: (السيرة النبوية) - عيون الأثير- للإمام ابن سيد الناس 2/ 158- عمرة القضاء- ويقال لها عمرة القصاص.

(1)

أمهات المؤمنين التسع اللاتى توفي عنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظمهن صاحب (العذب السلسبيل في حل ألفاظ خليل) ص 31، 32، تأليف سلطان العلماء، ملك المغرب الأقصى: عبد الحفيظ. طبع مطبعة أحمد يمنى بفاس سنة 1326 هـ نسخة مكتبة المسجد النبوي الشريف- الفقه العام- رقم: 21712. ح. ف. ع. فقال:

توفى رسول الله عن تسع نسوة

إليهن تعزى المكرمات وتنسب

فعائشة ميمونة وصفية

وحفصة تتلوهن هند وزينب

جويرية مع رملة ثم سودة

ثلاث وست نظمهن مهذب

اه: العذب السلسبيل

وحول أزواجه صلى الله عليه وسلم وقبائلهن: «قريش

إلخ» انظر: (سير أعلام النبلاء) للإمام الذهبي 2/ 253، 254.

(2)

قوله: «وكان عليه السلام تزوج أسماء

إلخ» . «المراد بالتزويج هنا ذكر من تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء، فلم يجمعهن، ولسن من أمهات المؤمنين، ومن فارقهن، قبل الدخول، وبسبب مفارقته أباهن

» اه: الطبقات للإمام محمد بن سعد 8/ 141 بتصرف.

(3)

و «أسماء بنت كعب

» ذكرها الإمام الذهبي في (سير أعلام النبلاء) 2/ 255 رقم: 32 فقال: «

قيل: هي أسماء بنت كعب

كذا سماها ابن إسحاق، وقال: ولم يدخل بها النبي صلى الله عليه وسلم حتى طلقها» اه: سير أعلام النبلاء.

ص: 170

الجونية «1» فلم يدخل بها حتى طلقها، وتزوج عليه السلام عمرة «2» بنت يزيد إحدى نساء بني كلاب، من بني الوحيد «3» ، وطلقها «4» قبل أن يدخل بها، وتزوج عليه السلام امرأة من بني غفار «5» ، فلما نزعت ثيابها رأي بها بياضا فقال لها:«الحقي بأهلك» ، ولم يأخذ مما أعطاها شيئا.

(1) و «الجونية» : نسبة إلى بنى جون بن أنمار بن عوف اه الاشتقاق لابن دريد 2/ 497 وحول «أسماء بنت كعب» انظر المصادر والمراجع الاتية: 1- (الطبقات) للإمام محمد بن سعد 2/ 142، 143. 2- (الإصابة) لابن حجر 12/ 121، 124.

(2)

«عمرة بنت يزيد» انظر ترجمتها في المصادر، والمراجع الاتية: أ- (الطبقات) للإمام محمد بن سعد 8/ 143. ب- (الاستيعاب) للإمام ابن عبد البر 13/ 99. ج- (المستدرك) للإمام الحاكم 4/ 350. د- (الإصابة) للإمام ابن حجر 13/ 54. هـ- (فتح الباري

) للإمام ابن حجر 9/ 357، 358. ملحوظة:«عمرة بنت يزيد» ، وردت في جميع نسخ (أوجز السير) - أصل كتابنا- «عمرة بنت زيد» ، وقد ذكرها باسم «يزيد» أصحاب المصادر، والمراجع المذكورة في (5) - أ، ج

إلخ، وقد ذكرها الحافظ ابن حجر في (الفتح) ثلاث مرات، ولذا كتبتها في الأصل «يزيد» والله أعلم.

(3)

حول قوله: «

من بني الوحيد» قال الحافظ ابن حجر في (الإصابة) 13/ 54: «عمرة

إحدى نساء بنى بكر بن كلاب، ثم من بنى الوحيد

» اه: الإصابة.

(4)

في بعض نسخ (أوجز السير) - أصل كتابنا- «فطلقها» ، وهو أدق؛ لأن الفاء للترتيب، والتعقيب؛ بخلاف الواو التي هي لمطلق الجمع.

(5)

في بعض نسخ (أوجز السير) - أصل كتابنا- «من غفار «بدل» من بنى غفار» وكلاهما صواب. انظر: (جمهرة أنساب العرب) للإمام ابن حزم الأندلسي 2/ 186، 465 والمرأة الغفارية

أخرج حديثها الحاكم في (المستدرك) 4/ 33، 34 كتاب (معرفة الصابة) - ذكر العالية- بلفظ: «

عن زيد بن كعب بن عجرة، عن أبيه، قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من غفار، فما دخلت عليه، ووضعت ثيابها، رأى بكشحها بياضا، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم البسي ثيابك، والحقي بأهلك، وأمر لها بالصداق» . هذه ليست بالكلابية؛ إنما هي «أسماء بنت النعمان الغفارية» . وقال الذهبي في (التلخيص) : رواه أبو معاوية الضرير، عن جميل بن زيد الطائى، عن زيد بن كعب بن عجرة، عن أبيه، قلت: قال ابن معين: «زيد» ليس بثقة» اه: المستدرك. -

ص: 171

وتزوج- عليه السلام امرأة أخرى «تميمية «1» » ؛ فلما دخل عليها، قالت: إني أعوذ بالله منك. فقال لها: «منع الله عائذه الحقي بأهلك «2» » .

وأمر «أسامة بن زيد «3» » فمتعها بثلاثة أثواب، والذي في البخاري «4» أنه صلى الله عليه وسلم أمر أبا أسيد الساعدي «5» أن يجهزها، ويكسوها

- وحول العالية انظر: المصادر والمراجع الاتية: 1- كتاب (أسد الغابة في معرفة الصحابة) للإمام ابن الأثير 7/ 188. 2- كتاب (سير أعلام النبلاء) للإمام الذهبي 2/ 253 رقم: 131. 3- كتاب (الإصابة) للإمام ابن حجر 13/ 38 رقم: 700.

(1)

«المرأة التميمية» لم أجد أحدا ذكرها في المصادر، والمراجع المتوافرة لدى؛ والتي استعانت، أكثر من واحدة ذكر ذلك الإمام محمد بن سعد في (الطبقات) 8/ 141، 147: وذكر «منهن «الكلابية» ، و «بنت النعمان بن أبي الجون» ، و «المرأة من بنى عامر»

إلخ» الطبقات. وانظر: (فتح الباري

) لابن حجر كتاب (الطلاق) ، باب من صلق

؟! 9/ 355، 361.

(2)

حول المستعيذة من رسول الله صلى الله عليه وسلم انظر: 1- (صحيح البخاري) للإمام البخاري، كتاب (الطلاق) حديث رقم: 4852، 4853. 2- (سنن النسائي) - المجتبى- للإمام النسائي كتاب (الطلاق) رقم:3364. 3- (سنن ابن ماجه) للإمام ابن ماجه القزوينى، كتاب (الطلاق) رقم: 2040. 4- (مسند الإمام أحمد) - مسند المكيين- رقم ك 15481، 21799.

(3)

قوله: «وأمر أسامة

» لم أجده في المصادر المتوافرة لدي.

(4)

حديث الإمام البخاري أخرجه في صحيحه كتاب (الطلاق) ، باب من طلق

؟ 9/ 356 رقم: 5255 بلفظ:

عن حمزة بن أبي أسيد، عن أبي أسيد (قال:«خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى انطلقنا إلى خائط يقال له: «الشوط» حتى انتهينا إلى حائطين، جلسنا بينهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«اجلسوا هاهنا» ، ودخل، وقد أتى بالجونية، فأنزلت في بيت، في نخل، في بيت «أمنيمة بنت النعمان بن شرحبيل» ومعها دايتها حاضنة لها، فلما دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم قال:«هبى نفسك لى» ، قال: وهل تهب الملكة نفسها للسوقة؟! قال: «فأهوى بيده يضع يده عليها لتسكن» فقالت: أعوذ بالله منك: فقال: «قد عذت بمعاذ» ثم خرج علينا فقال: «يا أسيد اكسها رازقيين، وألحقها بأهلها» اه: صحيح البخاري. وانظر: الأحاديث بعده برقمى: 5256، 5257. وانظر: الأحاديث المشار إليها في التعليق السابق تحت رقم: 10. وانظر: ما قاله الحافظ ابن حجر في شرح الحديث.

(5)

و «أبو أسيد» ترجم له ابن عبد البر في (الاستيعاب) 9/ 310، 312 فقال: هو مالك بن ربيعي ابن البدن، بن عامر

الأنصاري الساعدي

وهو مشهور بكنيته شهد «بدرا» -

ص: 172

بثوبين رازقيين «1» ويلحقها بأهلها.

ويقال: إن اسم التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم «أم شريك «2» » القرشية العامرية، واسمها «غزية» - بمعجمة مضمومة/ ثم زاي مفتوحة، ثم تحتية مشددة- وقيل:

«غزيلة- بزيادة اللام، وصوبه «أبو عمر» - بنت جابر بن عوف «3» » ، وقيل: بنت

- و «أحدا» ، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مات بالمدينة سنة ستين، فيما ذكر المدائني قال:«توفي أبو أسيد في العام الذي مات فيه «معاوية» و «قيس بن سعد» . وقيل: إن أبا أسيد توفي سنة ثلاثين ذكر ذلك الواقدي، وخليفة، وهذا خلاف متباين جدا. وقيل: مات، وهو ابن خمس وسبعين سنة. وقيل: غير ذلك، وكان قد ذهب بصره، وهو آخر من مات من البدريين، وهذا يصح على قول من قال: توفي سنة ستين» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) لابن حجر 9/ 47 رقم: 7622.

(1)

قال الحافظ ابن حجر قوله: «يا أبا أسيد اكسها رازقيين» - براء، ثم زاى ثم قاف بالتثنية: صفة موصوف للعلم. والرازقية: ثياب من كتاب بيض قاله أبو عبيدة. وقال غيره: يكون في داخل بياضها زرقة، والرازقي: الصفيق. قال ابن التين: متعها بذلك إما وجوبا، وإما تفضلا

إلخ اه: فتح الباري. وانظر: (المعجم الوسيط) .

(2)

و «أم شريك» قال عنها ابن الكلبي (ت 204 هـ) في كتابه (نسب معد) 2/ 509: «شريك بن أبي العكر بن سمى» كان خليفا لبنى عامر بن لؤي، فتزوج «أبو العكر» «أم شريك» من بني عامر، فولدت له «شريكا» ، ثم خلف عليها النبي صلى الله عليه وسلم اه: نسب معد لابن الكلبي. تحقيق الدكتور ناجى حسن، طبع عالم الكتب. وقال اليعقوبي (ت 292 هـ) في (تاريخه) 2/ 73:«أم شريك: غربة بنت دوادن بن عوف بن جابر بن ضباب» من بنى عامر بن لؤى، «وهي التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم

إلخ» اه: تاريخ اليعقوبي. طبع دار صادر. بيروت. وانظر: كتاب (التعريف والإعلام فيما أبهم من الأسماء والأعلام في القرآن) للإمام السهيلي ص 140.

(3)

و «غزيلة» ترجم لها ابن عبد البر في (الاستيعاب) - الأسماء- 13/ 101 رقم: 3445 فقال: «أم شريك العامرية، وإحداهما التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، وفيها نظر، وقد اختلف في التي وهبت نفسها اختلافا كثيرا» اه: الاستيعاب. وترجم لها في الكنى 13/ 241، 243 رقم: 3569- باب الشين- فقال: «أم شريك القرشية، العامرية اسمها» «غزية بنت دودان بن عوف

» ، وقيل في نسبها:«أم شريك بنت عوف بنت ضباب»

يقال: إنها التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم. واختلف في ذلك، وقيل: في جماعة سواها ذلك

وقد قيل في اسم أم شريك: «غزيلة» ، وقد ذكرها بعضهم في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح من ذلك شيء لكثرة الاضطراب، والله أعلم. -

ص: 173

دود [ان]«1» بن عوف من بني عامر بن لؤي، وطلقها النبي صلى الله عليه وسلم، واختلف في دخوله بها.

[أعمامه، وعماته صلى الله عليه وسلم] .

(وأما عمومته «2» ، وعماته صلى الله عليه وسلم فكان بنو عبد المطلب عشرة) :

أولهم: (الحارث «3» - وبه كان يكنى-) بن عبد المطلب، وهو الذي حفر معه زمزم ومات في حياة أبيه، ولم يدرك الإسلام.

- ومن زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نكحها، قال: كان ذلك بمكة، وكانت عند «أبي العكر ابن سمى بن الحارث الأزدي» فولدت له «شريكا» وقيل: إن أم شريك هذه كانت تحت «الطفيل بن الحارث» فولدت له «شريكا» ، والأول أصح. وقيل: إن أم شريك الأنصارية، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يدخل بها؛ لأنه كره غيرة نساء الأنصار» اه: الاستيعاب- الكنى- لابن عبد البر. وانظر: (الإصابة) لابن حجر- حرف الغين- 13/ 63 رقم: 802.

(1)

ما بين القوسين المعكوفين ساقط من الأصل، وأثبتناه من: أ- (الاستيعاب) - الكنى- للإمام ابن عبد البر 13/ 241. ب- (تاريخ اليعقوبي) 2/ 73. ملحوظة: العدد الذي ذكره المؤلف من الأزواج اللائي عرضن على النبي صلى الله عليه وسلم، أو خطبهن، ولم يدخل بهن ولسن من أمهات المؤمنين عدد قليل بالنسبة لما هو مذكور في المصادر والمراد كالطبقات للإمام ابن سعد، وغيرها فهو مثلا لم يذكر كلا من: 1- «سبأ بنت الصامت» . 2- «فاطمة بنت الضحاك» . 3- «مليكة» . 4- «شراف بنت خليفة» ، ولمعرفة المزيد عنهن انظر: المصادر والمراجع الاتية: أ- (الطبقات) للإمام محمد بن سعد 8/ 141، 161. ب- (سير أعلام النبلاء) للإمام الذهبي 2/ 254، 260. ج- (فتح الباري) للإمام ابن حجر كتاب (الطلاق) 3559، 316. د- (الكامل في التاريخ) لابن الأثير 2/ 176. هـ- (مجمع الزائد) للإمام الهيثمي 9/ 259.

(2)

حول عمومته صلى الله عليه وسلم انظر المصادر والمراجع الاتية: 1- (الطبقات) للإمام محمد بن سعد 1/ 88. 2- (الاشتقاق) للإمام ابن دريد 1/ 44، 48. 3- (السيرة النبوية) للإمام ابن هشام 1/ 131.

(3)

و «الحارث» قال عنه الإمام ابن دريد في (الاشتقاق) 1/ 44: «مشتق من أحد شيئين: إما-

ص: 174

أمه «سمراء «1» ابنة جندب بن حجير بن رئاب بن سواءة بن عامر بن صعصعة» .

وأولاده «2» أربعة:

«أبو سفيان «3» » ،.....

- من قولهم: حرث الأرض يحرثها إذا أصلحها للزرع أو يكون من قولهم: حرث لدنياه، إذا كسب لها

وقد سميت العرب «حارثا» ، وهو أبو قبيلة عظيمة. و «حارثة» ، وهو أبو بطن من الأنصار و «حريثا» ، و «محرثا» اه: الاشتقاق. وحول الحارث، وحضوره «حفر زمزم» انظر: 1- (السيرة النبوية) لابن هشام 1/ 131. 2- (المواهب اللدنية) للقسطلاني مع شرحها للزرقاني 3/ 274- الفصل الرابع في أعمامه، وعماته

إلخ.

(1)

ذكرها باسم «سمراء ابنة جندب»

الإمام ابن هشام في (السيرة النبوية) 1/ 132 وذكرها باسم «صفية» الإمام ابن حزم الأندلسي في (جمهرة أنساب العرب) 1/ 15.

(2)

ذكر المؤلف من أولاد «الحارث بن عبد المطلب» هؤلاء الأربعة وزاد الدارقطني في كتاب (الأخوة والأخوات)«أمية» و «أروى» وقال ابن دريد في (الاشتقاق) 1/ 67: «ولد الحارث بن عبد المطلب: المغيرة، وهو أبو سفيان، ونوفل

، وأمية» اه: الاشتقاق. وقال ابن حزم في (جمهرة أنساب العرب) 1/ 70: «ولد الحارث بن عبد المطلب: أبو سفيان، ونوفل

، وأمية» اه: الاشتقاق. وقال ابن حزم في (جمهرة أنساب العرب) 1/ 70: «ولد الحارث بن عبد المطلب: أبو سفيان، واسمه: المغير وهو الشاعر، وعبد شمس، سماه النبي صلى الله عليه وسلم «عبد الله» ، وأمية لا عقب لواحد منهم، كان لأبي سفيان ابن اسمه «عبد الله» يكنى «أبا الهياج» - أبرص-، و «ربيعة» و «نوفل» ، وعقبهما كثير

» اه: الجمهرة. وانظر: المواهب الدنية للقسطلاني مع شرحها للإمام الزرقاني 3/ 274.

(3)

و «أبو سفيان

» ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 287، 295 رقم: 3002 فقال: «أبو سفيان بن الحارث

القرشي الهاشم ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أخا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة أرضعتهما «حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية

قال قوم: منهم «إبراهيم ابن المنذر» اسمه المغيرة. وقال آخرون: بل اسمه كنيته، والمغيرة أخوة، وكان أبو سفيان بن الحارث، من الشعراء المطبوعين، وكان له سبق هجاء في رسول الله صلى الله عليه وسلم

ثم أسلم فأحسن إسلامه، فيقال: إنه ما رفع رأسه إلى رسول الله حياء منه، وكان إسلامه يوم الفتح. وقيل: غير ذلك

وشهد أبو سفيان «حنينا» وأبلى فيها بلاء حسنا، وكان ممن ثبت، ولم يفر يومئذ، ولم تفارق يده لجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انصرف الناس إليه، وكان يشبه النبي صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه، وشهد له بالجنة، وكان يقول:«أرجو أن تكون خلفا من «حمزة» ، وهو معدود من فضلاء الصحابة.

ص: 175

و «عبد الله «1» » ، و «ربيعة «2» » ، و «نوفل «3» » .

- قال عروة: وكان سبب موته؛ أنه حج، فلما حلق الحلاق رأسه قطع «ثؤلولا» - بثرة ناتئة- كان في رأسه فلم يزل مريضا حتى مات بعد مقدمه من الحج بالمدينة سنة عشرين، ودفن في «دار عقيل بن أبي طالب» ، وصلى عليه «عمر بن الخطاب» رضي الله عنه وقيل: غير ذلك

: اه: الاستيعاب. وانظر (الإصابة) للإمام ابن حجر 11/ 169، 171 رقم:537.

(1)

و «عبد الله بن الحارث» قال عنه الدارقطني في (الأخوة والأخوات) ص 46 «وأما عبد الله بن الحارث بن عبد المطلب» فأسلم، واسمه «عبد شمس» فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم «عبد الله» ، ومات في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا عقب له، ولا رواية» اه: الأخوة والأخوات، وترجم له الحافظ ابن حجر في (الإصابة) 6/ 45 رقم: 4593 فقال: «عبد الله بن الحارث

» كان اسمه «عبد شمس» فغيره النبي صلى الله عليه وسلم

قال: ومات «عبد الله» بالصفراء، فدفنه النبي صلى الله عليه وسلم وكفنه في قميصه

إلخ» اه: الإصابة.

(2)

و «ربيعة» ذكره الدارقطني في (الأخوة والأخوات) ص 44، 45 فقال: و «أما ربيعة بن الحارث» فيكنى «أبا أروى» ، وكان أسن من عمه «العباس» . روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه ابنه «عبد المطلب بن ربيعة» و «عبد الله بن الحارث بن نوفل» ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أطعمه مائة وسق من «خيبر» كل عام، ومات في خلافة «عمر بن الخطاب- رضي الله عنهما» اه: الإخوة والأخوات. وانظر (الإصابة) للإمام ابن حجر 3/ 259، 260 رقم:1869.

(3)

و «نوفل بن الحارث» ترجم له الدارقطني في كتابه (الأخوة والأخوات) ص 44 فقال: «فأما نوفل فيكنى «أبا الحارث» ، وكان أسن من عينه:«حمزة» و «العباس» ، ومن جميع إخوانه، وكان ممن ثبت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم «حنين» ، ولم يسند شيئا، ومات لسنتين مضتا من خلافة «عمر ابن الخطاب» بالمدينة، ودفن بالبقيع، وهو جد «ببة» اه: الأخوة والأخوات. وقال ابن عبد البر في (الاستيعاب) 10/ 335، 336 رقم: 2642: «نوفل بن الحارث

» أسر يوم «بدر» وفداه «العباس» ، ثم أسلم، وهاجر أيام الخندق. وقيل: بل هو الذي فدى نفسه برماح، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين العباس، وكانا شريكين في الجاهلية، متفاوضين متحابين، وشهد «نوفل» مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة، وشهد «حنينا» و «الطائف» ، وكان ممن ثبت يوم «حنين» مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعان يوم «حنين» رسول الله صلى الله عليه وسلم ب «ثلاثة آلاف رمح» فقال له رسول الله- صلى الله عليه وسلم:«كأني أنظر إلى رماحك أبا الحارث تقصف أصلاب المشركين» . وقيل: إنه أسلم يوم فدى نفسه. قال ابن سعد «

عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، قال: لما أسر «نوفل بن الحارث» ب «بدر» قال له رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «افد نفسك» قال: ما لي شيء أفتدي به، قال: افد نفسك برماحك التي ب «جدة» .

ص: 176

(و) ثانيهم: (الزبير «1» ) شقيق والد المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكان رئيس بني هاشم شاعرا شريفا ذا عقل ونظر، ومن شعره «2» كما عند

- قال: والله ما أعلم أحد أن لي ب «جدة» رماحا، غيرى بعد الله، أشهد أنك رسول الله، ففدى نفسه بها، وكانت ألف رمح. وتوفى رضي الله عنه بالمدينة، في داره بها سنة خمس عشرة في خلافة «عمر بن الخطاب» رضي الله عنه، وصلى عليه «عمر» بعد أن مشى معه إلى البقيع، ووقف على قبره حتى دفن» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 10/ 194 رقم: 8827.

(1)

و «الزبير

» ترجم له الإمام البلاذري في كتابه (مجمل أنساب الأشراف) 2/ 279، 287 فقال:«وأما الزبير بن عبد المطلب» ويكنى أبا الطاهر، وأبا ربيعة، وهو أخو «عبد الله بن عبد المطلب» لأبيه وأمه؛ فكان سيدا شريفا شاعرا، وهو أول من تكلم في حلف الفصول، ودعا إليه. ومن شعره:

لقد علمت قريش أن بيتي

بحيث يكون فضل في نظام

وأنا نعم أكرمها جدودا

وأصبرها على القحم العظام

وأنا نعم أول من تبنى

بمكتنا البيوت مع الحمام

وأنا نظم الأضياف قدما

إذا لم يزج رسل في سوام

وأنا نعم أسقينا رواء

حجج البيت من ثبج الجمام

أولاد الزبير: «عبد الله» استشهد بالشام، يوم «أجنادين» ، «الطاهر» و «قرة» ، و «حجل» . ومات «الزبير» ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن بضع وثلاثين سنة، ويقال: إنه مات في أيام المبعث وكانت للزبير ابن عبد المطلب ابنة، تسمى «ضباعة» تزوجها «أبو معبد المقداد بن عمرو البهراني» حليف بن زهرة بن كلاب، وهو الذي يقال له:«المقداد بن الأسود» نسب إلى الأسود بن عبد يغوث بن وهب الزهري، وكان الأسود زوج أمه. وقال بعضهم: كانت للزبير ابنة يقال لها: «أم الحكم» ، وكانت رضيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم والله أعلم اه: أنساب الأشراف. نسخة المسجد النبوي.

(2)

قوله: «من شعره

إلخ» . هذا ليس من شعره؛ وإنما هو من شعر الإمام «أحمد بن فارس» مؤلف (أوجز السير) - أصل كتابنا- الذي يقوم أبو مدين بشرحه، ذكر الإمام ياقوت الحموى في كتابه (معجم الأدباء) 4/ 87- ترجمة أحمد بن فارس اللغوى- فقال: ومن شعره:

إذا كنت في حاجة مرسلا

............... .. إلخ

اه: معجم الأدباء. نسخة مكتبة المسجد النبوي رقم: 12154 رقم: 920/ ى. 1 م.

ص: 177

«المعري «1» » في رسالته «2» «الصاهل «3» والشاحج «4» » .

إذا كنت في حاجة مرسلا

فأرسل حكيما ولا توصه

وإن باب أمر عليك التوى

فشاور لبيبا ولا تعصه «5»

ولم يدرك الإسلام، وهو وصي «6» «عبد المطلب» وأولاده:

«عبد الله» و «ضباعة» و «أم حكيم «7» » .

(1) و «المعرى» ترجم له الإمام جمال الدين أبو الحسن القفطي (ت 624 هـ) في كتابه (إنباه الرواة على أنباه النحاة) 1/ 81، 118 فقال:«أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان، أبو العلاء التنوخي الشاعر، من أهل (المعرة) - أى: معرة النعمان- كان حسن الشعر، جزل الكلام، فصيح اللسان، غزير الأدب، عالما باللغة، حافظا لها.... إلخ» اه: إنباه الرواة. وقال الذهبي في (سير أعلام النبلاء) 18/ 23، 39 رقم: 16 هو: الشيخ العلامة الاداب، أبو العلاء

المعرى الأعمى

صاحب التصانيف، والمتهم في نحلته ولد في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة

» اه: سير أعلام النبلاء.

(2)

عن مؤلفات المعري قال القفطي في «إنباه الرواة

» - المصدر السابق- «وله أيضا كتاب الصاهل، والشاحج» يتكلم فيه على لسان «فرس» ، و «بغل» ، مقداره أربعون كراسة» اه: إنباه الرواة. وانظر: (كشف الظنون) لحاجي خليفة- حرف الصاد- 1/ 870.

(3)

و «الصهيل» : صوت الفرس؛ كالعواء للذئب؛ والخوار للبقرة.

(4)

و «الشحيج» و «الشحاج» - بالضم- صوت البغل، وبعض أصوات الحمار. وقال ابن سيده:«هو صوت البغل والحمار، والغراب إذا أسن، ويقال للبغال: «بنات شاحج»

إلخ» اه: لسان العرب/ شحج.

(5)

البيتان ذكرهما الإمام ياقوت الحموي في (معجم الدباء) 4/ 87 مع اختلاف في بعض الألفاظ:

إذا كنت في حاجة مرسلا

وأنت بها كلف مغرم

فأرسل حكيما ولا توصه

وذاك الحكيم هو الدرهم

والبيتان أيضا في ص 1 من طبعة الهند لكتاب (أوجز السير) - أصل كتابنا- الطبعة الهندية في (بومبي) في شهر رجب 1311 هـ.

(6)

قوله: «وكان وصي

» - يريد الزبير- وهذا يخالف ما ذكره الإمام ابن حبان في كتابه (الثقات) 1/ 35 حيث قال: «وأما أبو طالب

فكان وصي عبد المطلب، أوصى إليه «عبد المطلب» في ما بعده، وفي حفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعهده على ما كان يتعهده «عبد المطلب» في حياته» اه: الثقات. وانظر: (تلقيح فهوم أهل الأثر) للإمام ابن الجوزي ص 16.

(7)

و «عن ضباعة، وأم حكيم انظر ما ذكر عنهما، في ترجمة «الزبير» وعن «ضباعة» أيضا قال-

ص: 178

(و) ثالثهم: (جحل «1» ) - بجيم فمهملة- ومعناه «اليعسوب» العظيم.

وقيل: - بتقديم المهملة على الجيم- قاله الدارقطنى، ومعناه «الخلخال» ، واسمه:«المغيرة» ، ولم يدرك الإسلام، ولا عقب له.

(و) رابعهم: (ضرار «2» ) - بكسر الضاد المعجمة- شقيق «العباس» ، وكان

- ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 69: «ضباعة بنت الزبير

تزوجها «المقداد بن الأسود

فولدت له: «عبد الله» و «كريمة» فقتل «عبد الله» يوم «الجمل» مع «عائشة- رضي الله عنهما» اه: الاستيعاب. وانظر (الإصابة) لابن حجر- القسم الأول- 13/ 26، 27 رقم:669. وعن «أم حكيم»

قال الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 212 رقم: 3543: «أم حكيم ابنة الزبير بن عبد المطلب، أخت «ضباعة بنت الزبير» كانت تحت «ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب» أسلمت، وهاجرت. روى عنها ابنها «ابن أم حكيم بنت الزبير» عن عبد الله بن نوفل، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ضباعة بنت الزبير، فنهش عندها كتفا، ثم صلى وما توضأ» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) لابن حجر 13/ 195 رقم: 1215، وسماها باسم «أم الحكم» ويقال:«أم حكيم» ، وهي ابنة عم النبي صلى الله عليه وسلم

ويقال: «إنها أخته من الرضاعة

إلخ» اه: الإصابة.

(1)

«جحل» في جميع نسخ (أوجز السير) - أصل كتابنا- التي تحت يدي، ورد «حجل» - بتقديم الحاء المهلمة على الجيم المعجمة- عدا كتابنا هذا- مستعذب الأخبار- و «الجحل» - بتقديم المعجمة-: الزق العظيم، «وطائر شبيه بالجرادة

إلخ» اه: الاشتقاق. وقال الزرقاني في (شرح المواهب اللدنية) 3/ 275: «الجحل

ونوع من اليعاسيب، وقال أبو حنيفة الدينوري: كل شيء ضخم فهو «جحل» . وقال الدارقطني: حجل- بتقديم الحاء المهملة على الجيم الساكنة- وبضبط الدارقطني جزم الإمام النووي في تهذيبه، والحافظ ابن حجر في «التبصير» ، وهو في الأصل: القيد والخلخال

إلخ» اه: شرح المواهب بتصرف. وانظر: (زاد المعاد) للإمام ابن قيم الحوزية ص 87. وانظر: (الدرة المضية) للمقدسي ص 31. وانظر: (تلقيح فهوم أهل الأثر) لابن الجوزي ص 16.

(2)

و «ضرار

» ترجم له الإمام البلاذري في كتاب (مجمل في أنساب الأشراف) 1/ 97، 98 فقال: «

وأمه نتيلة سعدى بنت، مات حدثا قبل الإسلام

» . وأضلت «نتيلة» ابنها «ضرارا» ، فكاد عقلها يذهب جزعا، وولهت ولها شديدا، وكانت ذات يسار، فجعلت تنشده في الموسم، وتقول:

أضللت أبيض لوذعيا

لم يك مجلوبا ولا دعيّا

-

ص: 179

من فتيان قريش جمالا وسخاء، ولا عقب له «1» .

(و) خامسهم: (المقوم «2» ) - بقاف وواو مشددة- ولا عقب له.

(و) سادسهم: (أبو لهب «3» ) كني بذلك لحسن وجهه، واسمه:

-

أضللت أبيض كالخصاف

للفتية الغر بني مناف

ثم لعمري منتهى الأضياف

سن لفهر سنة الإيلاف

في القرحين القر والأضياف

وجعلت على نفسها لئن رده الله عليها، أن تكسو الكعبة، فمر بها «حسان بن ثابت الأنصاري» ، وقد حج في نفر، من قومه، فلما رأى جزعها قال:

وأم ضرار تنشد الناي والها

فقال بنو النجار ماذا أضلت

ولو أن ما تلقى نتيلة غدوة

بأركان رضوى مثله ما استعلت

فأتاها به رجل من «جذام» فكست البيت ثيابا بيضا، وجعلت تقول:

الحمد لله ولي الحمد

قد رد ذو العرش عليّ ولدي

من بعد أن جولت في معد

أشكره ثم أفي بعهدي

اه: مجمل أنساب الأشراف للبلاذرى أحمد بن يحيى (ت 279 هـ) تحقيق الدكتور زكار وآخر نسخة المسجد النبوي رقم: 32796، 929/ ب. ل. ح. وانظر (الثقات) للإمام ابن حبان 1/ 33. وانظر:(شرح المواهب اللدنية) 3/ 275.

(1)

«المقوم» : مفعل من قولهم: «قومت الشيء إذا سويته بعد اعوجاجه أقومه، تقويما، ومنه تقويم الرمح

» اه: الاشتقاق لابن دريد 1/ 46.

(2)

قوله: «لا عقب له» هذا القول يخالف ما في (مجمل أنساب الأشراف) 1/ 98 حيث قال: «والمقوم يكنى أبا طاهر» اه: مجمل النساب.

(3)

و «أبو لهب

» ترجم له الإمام البلاذري في (أنساب الأشراف) 1/ 98 فقال: «وعبد العزى بن عبد المطلب» وهو «أبو لهب» ، وكان جوادا، كناه أبوه بذلك لحسنه، ويكنى «أبا عتب وأمه:«لبنى هاجر بن حناطر بن حبشية ابن سلول» من خزاعة» اه: أنساب الأشراف. وقال الإمام ابن حبان في (الثقات) 1/ 34: «وكان أحول- يعني أبا لهب- ممن يعادي رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني عمومته، ويظهر له حسدا

» اه: الثقات. وقال ابن الجوزي: في (تلقيح فهوم أهل الأثر) ص 16، 17: «مات أبو لهب في السنة-

ص: 180

«عبد العزى» ، أمه:«لبني بنت هاجر بنت عبد مناف» .

مات ب «العدسة «1» » ، وأولاده:«عتبة «2» » مكبرا، و «معتب «3» » - بكسر التاء المشددة- لهما عقب وصحبة- رضي الله عنهم و «عتيبة «4» » - مصغرا- الذي يقال له:«عقير الأسد» ، دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم:«اللهم سلط عليه كلبا من كلابك «5» » فقتله

- الثانية- عام بدر- وما عاش بعد «بدر» إلا سبع ليال، للسهم الذي أصابه، من قتل وأسر صناديد قريش فى غزوة «بدرا»

» اه: «تلقيح فهوم أهل الأثر» . وحول سرقته لغزال الكعبة، انظر: تلقيح فهوم أهل الأثر ص 16.

(1)

عن «العدسة» قال ابن الأثير في (النهاية في غريب الحديث) - عدس-: «بثرة تشبه العدسة تخرج في مواضع من الجسد، من جنس الطاعون، تقتل صاحبها غالبا، وفي حديث «أبي رافع» «أن أبا لهب رماه الله بالعدسة» اه: النهاية.

(2)

عن «عتبة» و «معتب» قال الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 8/ 16 رقم: 1766: «عتبة ابن أبي لهب»

أسلم هو وأخوه «معتب» يوم الفتح، وكانا قد هربا، فبث «العباس» فيهما، فأتى بهما فأسلما، فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامهما، ودعا لهما، وشهدا «حنينا» و «الطائف» ، ولم يخرجا عن «مكة» ، ولم يأتيا المدينة، ولهما عقب، عند أهل النسب- رضي الله عنهما» اه: الاستيعاب. وانظر: «ترجمة» «معتب» في (الاستيعاب) 16810 رقم: 2459. وانظر: «ترجمة» «معتب» في (الإصابة) 9/ 251 رقم: 8115. وانظر: «ترجمة» «عتيبة» في (الإصابة) 6/ 380 رقم: 5450. انظر: نفس المصادر في الحاشية السابقة.

(3)

و «معتب» انظر الحاشية السابقة.

(4)

و «عتيبة» انظر ما ذكرناه عنه سابقا.

(5)

حديث «اللهم سلط

إلخ» . أخرجه الحاكم في (المستدرك) كتاب (التفسير) - تفسير سورة المسد- 2/ 33 رقم: 4041 بلفظ: «عن أبي نوفل بن أبي عقرب، عن أبيه، قال: كان لهب بن أبي لهب، يسب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم سلط عليه كلبا

» الحديث. قال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وسكت عنه الذهبي في التخليص» اه: المستدرك للحاكم طبع دار الحرمين بالقاهرة، وبذيله أوهام الحاكم التي سكت عنها الذهبي لأبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي نسخة مكتبة المسجد النبوي: 34883 رقم: 7، 213/ ح. أ. م. والحديث ذكره الحافظ ابن حجر في (فتح الباري) 4/ 39، كتاب (جزاء الصيد) باب ما يقتل المحرم من الدواب، وعزاه للحاكم، وحسنه» اه: فتح الباري.

ص: 181

الأسد كافرا ب «الزرقاء «1» » بين «خناصرة «2» » و «سورية» من أرض الشام.

(و) سابعهم: (العباس رضي الله عنه .

أمه «نتلة» ، ويقال:«نتيلة» ابنة «جناب بن النمر بن قاسط «3» » ، أسلم قبل فتح «خيبر» ، وكان يكتم إسلامه، ثم أظهره قبيل فتح «مكة» .

وشهد «حنينا» و «الطائف» و «تبوك» ، / وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكرمه ويقول: «هذا عمي،

- وانظر: (تفسير القرطبي) 17/ 82. وانظر: (دلائل النبوة) للإمام البيهقي 163.

(1)

و «الزرقا» ذكرها ياقوت الحموي في (معجم البلدان) 3/ 137 فقال: «

بين خناصرة، وسورية، من أعمال «حلب» ، أو «سلمية» ، وهي ركية عظيمة، بالقرب منها موضع، يقال له:«الحمام» : حمة حارة للماء» اه: معجم البلدان. نسخة المسجد النبوي رقم: 1755. وانظر: (المشترك وضعا المفترق صفعا) لياقوت الحموي ص 133 وانظر: (مراصد الاطلاع) للبغدادي (ت 739 هـ) نسخة المسجد النبوي 11765 رقم: 910/ ب. ع. م. بتصرف.

(2)

وعن «خناصرة» قال ياقوت في (معجم البلدان) 2/ 390: «بليدة من أعمال «حلب» تحاذي «قنسرين» ، نحو البادية، وهي قصبة كورة، باسم الذي بناها» اه: معجم البلدان. وانظر: (مراصد الاطلاع) للبغدادي 1/ 483.

(3)

حول «نتلة» ، نتيلة قال الإمام ابن حزم الأندلسي في (جمهرة أنساب العرب) 1/ 15:«ونتلة هي نتيلة بنت جناب بن كليب بن مالك بن عمرو بن عامر بن النمر بن قاسط بن ربيع بن نزار» اه: جمهرة وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 5/ 328 رقم: 4500- ترجمة العباس-، 6/ 403 رقم: 1378 وقال الإمام الزرقاني في (شرح المواهب) 3/ 2275: «هي أول من كست الكعبة» اه: شرح المواهب حول حديث: «

عم الرجل صنو أبيه» انظر: 1- صحيح الإمام مسلم كتاب (الزكاة) رقم: 1634. 2- السنن للإمام أبي داود كتاب (الزكاة) رقم: 1382. 3- جامع الإمام الترمذي كتاب (المناقب) 5/ 652، 653 أرقام: 3691، 3693، 3694. 4- مسند الإمام أحمد- مسند العشرة المبشرين بالجنة- رقم: 678، وباقى مسند المكثرين رقم: 7935 ومسند الشاميين رقم: 1041. 5- المستدرك للحاكم 3/ 375 رقم: 5432 وقال: هذا حديث رواه إسماعيل بن أبي خالد، عن يزيد بن أبي زياد ويزيد، وإن لم يخرجاه؛ فإنه أحد أركان الحديث في الكوفيين. 6- المعجم الكبير للطبراني 10/ 72 رقم: 6685، 10/ 291 رقم: 10998، 11/ 80 رقم: 11107، 19/ 263 رقم:1041.

ص: 182

وصنو أبي «1» » . وقال فيه عليه السلام: «هذا العباس أجود قريش كفا وأوصلها رحما «2» » .

ولم يمر- رضي الله عنه «3» ب «عمر» ، ولا ب «عثمان» رضي الله عنهما وهما راكبان إلا نزلا حتى يجوز «4» إجلالا له.

- 7- سلسلة الأحاديث الصحيحة للشيخ الألبإني- رحمة الله- 3/ 43 رقم: 584. وانظر: (الاستيعاب) لابن عبد البر- ترجمة العباس- 6/ 10، 110.

(1)

و «الصنو» عرفه ابن الأثير في (النهاية) فقال: «المثل، واصله: أن تطلع نخلتان من عرق واحد، يريد أن أصل «العباس» وأصل أبي واحد، وهو مثل أبي، أو مثلى، وجمعه «صنوان» وفى حديث «العباس» ؛ فإن عم الرجل صنو أبيه، وفي رواية «العباس» صنوي» اه: النهاية.

(2)

الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده- مسند العشرة المبشرين بالجنة- 1/ 185 عن سعد بن أبي وقاص والحديث أخرجه الحاكم في (المستدرك) 3/ 371 رقم: 5419 بلفظ: عن سعد ابن أبي وقاص «قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهز جيشا- أو كان يعرض جيشا- ببقيع الخيل، فاطلع «العباس بن عبد المطلب» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم أجود قريش كفا، وأحناه عليها» وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وانظر: نفس المصدر 3/ 371 رقم: 5420. وانظر: صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان 15/ 228 رقم: 228 رقم: 7052. وانظر: المعجم الأوسط للطبراني 2/ 552 رقم: 1947. والحديث ذكره الهيثمي في (مجمع الزوائد) كتاب (المناقب) باب ما جاء في العباس عن النبي صلى الله عليه وسلم 9/ 271 وقال: رواه أحمد، والبزار بنحوه، وأبو يعلى، إلا أنه قال: كنا عند صلى الله عليه وسلم ببقيع الغردق

إلخ، والطبراني في الأوسط بنحوه، إلا أنه قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم يجهز جيشا

وفيه» محمد بن طلحة التيمى، وثقة غير واحد، وبقية رجال أحمد، وأبي يعلى رجال الصحيح» اه: مجمع. وانظر/ بقية مناقب العباس في مجمع الزوائد 9/ 271، 274. وعزاه ابن حجر في (الإصابة) - ترجمة العباس- إلى النسائي، والبغوي- ترجمة أبي سفيان بن الحارث

بسند له إلى الشعبي

إلخ- والحديث لم أصل إليه في سنن النسائي الصغرى (المجتبى) فلعله في الكبرى، والله أعلم. وانظر:(البداية والنهاية) للإمام ابن كثير 7/ 161.

(3)

حول قوله: «لم يمر بعمر

إلخ» أخرج ابن عبد البر في (الاستيعاب) - ترجمة العباس- 6/ 10 «وروى ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن الثقة أن العباس بن عبد المطلب لم يمر ب «عمر» ولا عثمان- رضي الله عنهما وهما راكبان، إلا نزلا حتى يجوز العباس إجلالا له، ويقولان: عم النبي صلى الله عليه وسلم» اه: الاستيعاب.

(4)

و «يجوز» مضارع تقول: «جاز الموضع جوزا، وجؤوزا، وجوازا، ومجازا، وجاز به: جاوزه جوازا: سار فيه وخلفه

إلخ» اه: القاموس المحيط.

ص: 183

توفي- رضي الله عنه بالمدينة يوم الجمعة لاثنتي عشرة خلت من رجب، وقيل:

من رمضان سنة اثنتين وثلاثين، قبل قتل «عثمان» بسنتين «1» .

وأولاده- رضي الله عنهم عشرة: سبعة أشقاء لأم الفضل «2» ؛ وهم:

(1) حول وفاته قال الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) - ترجمة العباس- 6/ 15: «وتوفي العباس بالمدينة، يوم الجمعة لاثنتى عشرة ليلة خلت من رجب وقيل: بل من رمضان، سنة اثنتين وثلاثين، قبل قتل «عثمان» بسنتين وصلى عليه «عثمان» ودفن بالبقيع، وهو ابن ثمان وثمانين سنة وقيل: ابن تسع وثمانين. أدرك في الإسلام اثنتين وثلاثين، وفي الجاهلية ستا وخمسين سنة. وقال خليفة بن خياط: كانت وفاة العباس، سنة ثلاث وثلاثين، ودخل قبره ابنه: عبد الله بن عباس» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر- ترجمة العباس- 5/ 329.

(2)

و «أم الفضل «ترجم لها الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 144، 146 رقم: 3480 فقال: «لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية

» هي أم الفضل أخت «ميمونة» زوج النبي صلى الله عليه وسلم وزوجة «العباس بن عبد المطلب» وأم أكثر بنيه. يقال: إنها أول امرأة أسلمت بعد «خديجة» ؛ فكان النبي صلى الله عليه وسلم يزورها، ويقيل عندها، روت عنه أحاديث كثيرة؛ وكانت من المنجبات، ولدت للعباس ستة رجال، لم تلد امرأة مثلهم، وهم:«الفضل» ؛ وبه كانت تكنى، ويكنى به زوجها، و «عبد الله» الفقيه، و «عبيد الله» الفقيه، و «معبد» ، و «قثم» ، و «عبد الرحمن» ، و «أم حبيبة» سابعة. وفى أم الفضل يقول: عبد الله بن يزيد الهلالي:

ما ولدت نجيبة من فحل

بجبل نعلمه ولا سهل

كستة من بطن أم الفضل

أكرم بها من كهلة وكهل

عن المصطفى ذى الفضل

وخاتم الرسل وخير الرسل

اه: الاستيعاب. وانظر: (الاستيعاب) - الكنى أم الفضل- 13/ 265 رقم: 3595. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 13/ 111، 112 رقم: 939. وانظر: (الإصابة) - الكنى- 13/ 265 رقم: 1442.

ص: 184

«عبد الله «1» » ، و «عبيد الله «2» » ، و «الفضل «3» » ، و «معبد «4» » ،

(1) و «عبد الله» ترجم له الدارقطني في كتابه (الإخوة والأخوات) ص 52، 53 فقال:«وأما عبد الله بن العباس فيكنى أبا العباس ولد في الشعب قبل خروج بنى هاشم منه، وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين، وقبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث عشرة وقيل: كان له خمس عشرة عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم أن يفقه الله في الدين، وأن يعلمه التأويل، وفضائله كثيرة، وروايته، ومات بالطائف سنة ثمان وستين، وصلى عليه «محمد بن الحنفية» اه: الإخوة والأخوات. وانظر: (الطبقات) للإمام محمد بن سعد 4/ 54، 7/ 399. وانظر:(الاستيعاب) لابن عبد البر 6/ 258، 271 رقم:1588. وانظر: (أسد الغابة) لابن الأثير 4/ 291، 295 رقم: 3037. وانظر: (الإصابة) لابن حجر 6/ 130، 140 رقم:4772.

(2)

و «عبيد الله» ترجم له الدارقطني في (الأخوة والأخوات) ص 53، 54 فقال:«وأما أبو عبيد الله بن العباس، فيكنى «أبا محمد» ، وكان أصغر من أخيه «عبد الله» بسنة، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه «سليمان بن يسار» ، واستعمله الإمام «على» رضي الله عنهما على إلى من، وكان سخيا، ومات بالمدينة» اه: الأخوة والأخوات. وانظر: (الاستيعاب) لابن عبد البر 7/ 77، 81 رقم:1715. وانظر: (أسد الغابة) لابن الأثير 3/ 519، 520 رقم: 3470. وانظر: (الإصابة) لابن حجر- القسم الأول- 6/ 349، 350 رقم:5295. وانظر: (سير أعلام النبلاء) للإمام الذهبي 3/ 512 رقم: 121.

(3)

و «الفضل بن العباس» ترجم له الدارقطني في (الإخوة والأخوات) ص 51، 52 فقال:«فأما الفضل فيكنى «أبا عبد الله» ، و «أبا محمد» ، وهو الردف- أي الذي أردفه النبي صلى الله عليه وسلم خلفه في حجة الوداع-

واختلف في وقت وفاته، فقيل: إنه قتل في خلافة أبي بكر (يوم اليرموك)، وقيل: يوم أجنادين، وقيل: يوم مرج الصفر، وقيل: في خلافة «عمر» رضي الله عنه في طاعون عمواس بالشام سنة ثمان عشرة

» اه: الإخوة والأخوات. وانظر: (الاستيعاب) لابن عبد البر 9/ 132، 133 رقم:2093. وانظر: (الإصابة) لابن حجر- القسم الأول- 8/ 102، 103 رقم 6997.

(4)

و «معيد بن العباس» ترجم له الدارقطني في (الإخوة والأخوات) ص 54، فقال:«وأما معيد فاستعمله «علي» رضي الله عنه على «مكة» ، وقتل بإفريقية شهيدا، ولا رواية له، ومن ولده:«إبراهيم» و «عباس» «ابنا عبد الله» اه: الإخوة والأخوات. وانظر: (الاستيعاب) لابن عبد البر 10/ 161 رقم: 2447. وانظر: (أسد الغابة) لابن الأثير 5/ 220. وانظر: (الإصابة) لابن حجر- القسم الثاني- 9/ 323 رقم: 8322.

ص: 185

و «قثم «1» » ، و «عبد الرحمن «2» » ، و «أم حبيب «3» » .

و «عون» ، قال ابن عبد البر: لم أقف على اسم أمه «4» .

ولأم ولد منهم اثنان: «كثير» ، و «تمام «5» » .

(1) و «قثم بن العباس» ترجم له الدارقطني في كتاب (الأخوة والأخوات) ص 54، 55 فقال:«وأما قثم بن العباس فأردفه النبي صلى الله عليه وسلم وكان يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم، واستعمله الإمام «علي» على المدينة، وقال عنه- رضي الله عنه: «أقرب الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم «قثم بن العباس

» واستشهد- رضي الله عنه ب «سمرقند» في زمن «معاوية» رضي الله عنهما وقبره هنالك» اه: الإخوة والأخوات. وانظر: (الطبقات) للإمام محمد بن سعد 2/ 191، 4/ 16، 17. وانظر:(الإصابة) لابن حجر- القسم الأول- 8/ 141 142 رقم: 7075.

(2)

و «عبد الرحمن بن العباس» ترجم له الإمام البلاذري في كتابه (أنساب الأشراف) 4/ 98 فقال: «وأما عبد الرحمن بن العباس، فلا بقية له، وكان أصغر إخوته، مات في طاعون عمواس بالشام، ويقال: استشهد يوم اليرموك في خلافة عمر، وكان ولد لعبد الرحمن: عبد الرحمن بن عبد الرحمن، باسم أبيه. وقال بعضهم: قتل عبد الرحمن بإفريقية؛ وذلك غلط» اه: أنساب الأشراف. وانظر: (أسد الغابة) لابن الأثير 4/ 261 رقم: 3336.

(3)

و «أم حبيب» - حبيبة- ترجم لها ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 197، 198 رقم: 3534 فقال: «أم حبيبة، ويقال: أم حبيب- أيضا كذلك يقول: أكثر أهل النسب- بنت العباس، مذكورة في حديث أم الفضل؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لو بلغت أم حبيبة بنت العباس» وأنا حي لتزوجتها» وتزوجها «الأسود بن سفيان بن عبد الأسود بن هلال بن عبد الله بن عمر مخزوم» وأم «أم حبيبة بنت العباس» «أم الفضل بنت الحارث» فهى أخت «عبد الله» و «الفضل» ، و «عبيد الله» ، و «عبد الرحمن

إلخ» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) لابن حجر- القسم الأول- 13/ 191 رقم: 1199.

(4)

قول الإمام ابن عمر هذا لم أستطع الوصول إليه في كتب (ابن عمر) المتوافرة لدي كالاستيعاب، وغيره.

(5)

و «تمام» و «كثير» ابنا العباس ذكرهما كل من: أ- الإمام محمد بن سعد في (الطبقات) 4/ 6. ب- الإمام الدارقطني في كتابه (الأخوة والأخوات) ص 49 فقال: «وتمام، وكثير ابنا العباس لأم ولد» اه: الإخوة

وذكره ابن حجر في (الإصابة) - القسم الثاني- في ذكر من له رؤية 2/ 309، 310 رقم: 853 فقال: «وتمام بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم أصغر الإخوة-

ص: 186

(و) ثامنهم: (حمزة «1» ) أسد الله، وأسد رسوله، كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أحد الرجلين اللذين لما أسلما أعز الله بهما الإسلام، هو وعمر بن الخطاب- رضي الله عنهما، وسيأتي مزيد تعريف به.

(و) تاسعهم: (أبو طالب) واسمه: «عبد مناف» ، شقيق والد المصطفى وكافله بعد «عبد المطلب» ، وكان/ يقى نبوته؛ لكن أبي أن يدين بذلك خوف العار، وفيه نزلت: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ «2» .

وفي الصحيح «3» ، أن العباس قال للمصطفى: «إن أبا طالب كان

- العشرة أمه أو ولد، كان العباس يقول:«تموا بتمام عشرة» قاله الزبير بن بكار وقال أبو عمر: كل ولد العباس له رؤية، وللفضل، وعبد الله سماع قال ابن السكن: يقال: كان أصغر أخوته، وكان أشد قريش بطشا، ولا يحفظ له عن النبي صلى الله عليه وسلم رواية من وجه ثابت

» . قلت: «والإخوة العشرة هم: الفضل، وعبد الله، وعبيد الله

وكثير، و «صبيح» ، و «مسهر» و «تمام» ، وكلهم متفق عليه، إلا الثامن- صبيح- والتاسع-

» اه: الإصابة. وقد ذكر الإمام الدارقطني في كتابه (الأخوة والأخوات) ص 50، 51 أولاد أخر: منهم. أ- «الحارث بن العباس» أمه، هذلية. ب- «آمنة» . ج- «صفية» . د- «أم كلثوم» . وقال: بنات العباس لأمهات أولاد. وقال هشام بن الكلبى: و «صبيح» و «مسهر» ابنا العباس، ولم يتابع على ذلك. وقال إبراهيم الحربي: و «لبابة» ، و «أمينة» ، «قاله لنا ابن مخلد عنه» اه: الإخوة

وحول أولاد العباس صلى الله عليه وسلم انظر: أنساب الأشراف للإمام البلاذرى 4/ 31، 32.

(1)

حول «حمزة بن عبد المطلب» انظر: المصادر والمراجع الاتية: 1- (الطبقات) للإمام محمد بن سعد 1/ 88، 93، 95، 108، 109، 200، 2/ 6، 8/ 17، 24، 41

إلخ. 2- (الاستيعاب) لابن عبد البر 3/ 70، 82 رقم:544. 3- (أسد الغابة) لابن الأثير 1/ 528 رقم: 1251. 4- (الإصابة) للإمام لابن حجر 2/ 285، 287 رقم:1102.

(2)

سورة القصص، من الاية:56.

(3)

الحديث متفق عليه أخرجه البخاري ومسلم من رواية العباس بن عبد المطلب، وغيرهما: فأخرجه البخاري في صحيحه كتاب (المناقب) رقم: 3594 بلفظ: عن العباس بن عبد المطلب- رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما أغنيت عن عمك؛ فإنه كان يحوطك، -

ص: 187

يحوطك «1» ويمنعك، فهل ينفعه ذلك؟» .

قال: «وجدته في غمرات من النار، فأخرجته إلى ضحضاح «2» يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه» ؛ لأنه كان بجملته «3» مع المصطفى؛ لكنه كان متثبتا بقدميه على ملة» عبد المطلب حتى مات، فسلط العذاب على رجليه فقط.

أولاده «4» : «على» و «جعفر» ، و «عقيل» ، و «طالب» الذي به كان يكنى، ومات كافرا.

- ويغضب لك. قال: «هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار» . وانظر: الحديث تحت أرقام: 3/ 1408 رقم: 3670، 3/ 1409 رقم: 3672، 5/ 2293 رقم:(5885) . وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه كتاب (الإيمان) تحت رقم: 209، عن العباس، وبرقم: 309 عن أبي سعيد الخدري. وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (مسند بني هاشم) تحت أرقام: 1671، 1674، 1978، 1693. وانظر:(المستدرك) للحاكم 4/ 625 رقم: 8735 عن ابن عباس. وانظر: (صحيح ابن حبان) 14/ 168 رقم: 6271. وانظر: (المعجم الكبير) للطبراني 23/ 405 رقم: 672 عن أم سلمة- رضي الله عنها. وانظر: (فضائل الصحابة) للإمام أحمد 2/ 919 رقم: 1758 عن العباس بن عبد المطلب. وانظر: (المسند) للإمام أبي يعلى/ 212 رقم: 1360 عن أبي سعيد الخدري.

(1)

قوله: «ويحوطك» قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري) 7/ 195 حديث رقم: 3670: «بضم الحاء الهملة- من الحياطة» ، وهي المراعاة؛ وفيه تلميح إلى ما ذكره ابن إسحاق، قال: «ثم إن خديجة وأبا طالب هلكا في عام واحد قبل الهجرة بثلاث سنين، وكانت خديجة- رضي الله عنها له وزيرة صدق على الإسلام، يسكن إليها، وكان أبو طالب له عضدا وناصرا على قومه، فلما هلك أبو طالب، نالت قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأذى ما لم تطمع به في حياة أبي طالب

» اه: فتح الباري بتصرف.

(2)

عن الضحضاح قال الحافظ «ابن حجر» في (فتح الباري) 7/ 195 حديث رقم: 3670: «قوله: في ضحضاح- بمعجمتين ومعلمتين، هو استعارة؛ فإن الضحضاح من الماء ما بلغ الكعب، ويقال أيضا: لما قرب من الماء، وهو ضد الغمرة، والمعنى أنه خفف عنه العذاب

إلخ» اه: فتح الباري. وحول الضحضاح انظر: (الديباج على صحيح مسلم) للإمام السيوطي 1/ 273.

(3)

انظر: التعليق رقم: 3.

(4)

حول أولاد «أبي طالب» قال الإمام الدارقطني في كتابه (الإخوة والأخوات) ص 39، 42: -

ص: 188

(و) عاشرهم: (عبد الله) والد المصطفى صلى الله عليه وسلم.

(فعمومته عليه السلام تسعة، وأصغرهم سنا العباس- رضي الله عنه حدثنا أبو داود: سليمان بن يزيد «1» ، حدثنا محمد بن ماجه، أخبرنا «2» نصر بن على، أخبرنا «3» عبد الله بن داود، عن علي بن صالح قال: «كان ولد عبد المطلب عشرة، كل واحد منهم يأكل جذعة «4» ) . وسأل «معاوية» رضي الله عنه

- «الإخوة من ولد أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم: علي، وجعفر، وعقيل، وأم هانئ، وجمانة بنو أبي طالب» . أمهم: فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وأسنهم: عقيل، ثم جعفر، ثم على، وكان كل واحد منهم أسن من اخيه بعشر سنين، وكان أخوهم «طالب» أسن من عقيل بعشر سنين، ولم يسلم فأما على رضي الله عنه فيكنى أبا الحسن، وفضائله أكثر من أن تعد، وحديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم كثير. وأما جعفر، فيكنى أبا عبد الله، أسلم قديما، وهاجر الهجرتين: إلى أرض الحبشة، ثم إلى المدينة

وقدم من أرض الحبشة يوم «خيبر» فتلقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل بين عينيه وقال: «ما أدرى بأيهما أنا أسر؟! أبفتح خيبر أم بقدوم جعفر؟! وقتل شهيدا يوم «مؤتة» وأما عقيل: فإنه أبا يزيد، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وأما «أم هانئ» فسمها «فاختة» ، تزوجها «هبيرة بن أبي وهب

» وولدت له أولادا، وأسلمت، وروت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهرب زوجها إلى «نجران» ، ومات مشركا وأما «جمانة بنت أبي طالب» فتزوجها ابن عمها «أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب» ، وولدت له ولم يسند عنها شيء» اه: الإخوة والأخوات.

(1)

في بعض نسخ (أوجز السير) - أصل كتابنا- المتوافرة لدي المخطوط منها والمطبوع، جاء «سليمان بن زيد» وفى بعضها الاخر جاء «سليمان بن يزيد» ، وهو ما فضلت كتابته في الأصل؛ لوروده بكثرة في صور المخطوطات، والنسخ المطبوعة الاتية: أ- مخطوط الأزهر لوحة 36/ أ. ب- مخطوط نسخة الجامعة الإسلامية مجموع 124 ورقة 124/ ب ميكو فيلم رقم: 6802. ج- النسخة الهندية لمطبوعة في (بومبى) في رجب سنة 1311 هـ. د- نسخة الحلبى المطبوعة في عام 1359 هـ/ 1940 م.

(2)

في بعض نسخ (أوجز السير) - أصل كتابنا- المتوافرة «أنبأنا» بدل «أخبرنا» ، ولمعرفة الفرق بين حدثنا أخبرنا «أنبأنا» انظر: ص 34، 35 من كتاب (الزجر بالهجر) للسيوطي، بتحقيقنا. طبع الدار المصرية.

(3)

انظر: الحاشية السابقة.

(4)

أثر «كان ولد

جذعة» لم أستطع الوصول إليه مع كثرة البحث عنه.

ص: 189

«دغفل بن حنظلة «1» » النسابة، هل أدركت «عبد المطلب» ؟ قال: نعم: «رأيت شيخا وسيما قسيما يحف به عشرة/ من بنيه كأنهم النجوم «2» » . والذي أدركه الإسلام من هؤلاء أربعة: - أسلم اثنان: «حمزة» ، و «العباس» رضي الله عنهما وتخلف اثنان:«أبو طالب» ، و «أبو لهب» ، والباقون ذهبوا في الجاهلية، وزاد مصعب الزبيري في أولاد «عبد المطلب» قثما «3» ، وقال: مات صغيرا.

وزاد بعضهم «عبد الكعبة «4» » وأنه درج، ومات صغيرا أيضا.

(وعماته صلى الله عليه وسلم ست «5» ) :

أولهن: (أميمة) كانت عند «جحش بن رئاب الأسدي بن خزيمة» ، فولدت له

(1)«الدغفل» قال عنه ابن دريد في (الاشتقاق) 1/ 351: «والدغفل: مأخوذ من قولهم: عيش دغفل، أى واسع» اه: الاشتقاق. و «دغفل» : ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 3/ 218، 219 رقم: 207، فقال:«دغفل بن حنظلة» النسابة السدوسي

نسبة ابن إسحاق وغيره. يقال: إن له صحبة ورواية، ولا يصح عندي عنه «الحسن البصري» ، و «ابن سيرين» . وقال أحمد بن حنبل: لا أدري أله صحبة أم لا؟! عن «قتادة» عن عبد الله بن بريدة، أن معاوية ابن أبي سفيان دعا «دغفلا فسأله عن العربية، وسأله عن أنساب الناس، وسأله عن النجوم؛ فإذا الرجل عالم، فقال: يا دغفل من أين حفظت هذا؟! قال: حفظت هذا بقلب عقول، ولسان سئول؛ وإن غائلة العلم النسيبان. قال معاوية: رضي الله عنه: «انطلق إلى «يزيد» فعلمه أنساب الناس، وعلمه النجوم، وعلمه العربية

إلخ» اه: الاستيعاب. وقال الإمام ابن حجر في (الإصابة) 3/ 194: «

إن دغفل غرق في (يوم دولاب) في قتال الخوارج، قلت: وكان ذلك سنة سبعين، وحكى محمد بن إسحاق النديم في كتاب (الفهرست) أن اسمه «حجر» ، ولقبه «دغفل» » اه: الإصابة. وانظر: (الأعلام) للزركلي.

(2)

وسؤال «معاوية» لدغفل لم أستطع الوصل إليه.

(3)

حول «قثم بن عبد المطلب» انظر: (تلقيح فهوم أهل الأثر) للإمام ابن الجوزي ص 16، 17.

(4)

حول: عبد الكعبة «قال الإمام الزرقاني في (شرح المواهب) 3/ 275: «وقيل/: كانوا أحد عشر، فأسقط «المقوم» وقال هو: «عبد الكعبة» وحول أولاد عبد المطلب انظر أيضا» (الدرة المضية في السيرة النبوية) للإمام عبد الغنى المقدسي ص 29، 33 «فصل في أعمامه وعماته» .

(5)

في نسخة دار الكتب المصرية رقم: 169/ 174 من (أوجز السير) - أصل كتابنا- جاء-

ص: 190

«عبد الله المجدع «1» » في الله [

] «2» المقتول في «أحد» شهيدا، وأبا أحمد الشاعر الأعمي «3» ، واسمه:«عبد» بغير إضافة. و «زينب» أم المؤمنين،

- في اللوحة رقم: 170/ ب، جاء لفظ:«ستة» بالتاء، وهذا من أخطاء؛ لأن المعدود مؤنث.

(1)

و «عبد الله المجدع» ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 6/ 126، 132 رقم: 1484 فقال: «عبد الله بن جحش بن رئاب بن صبرة بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدى» . أمه «أميمة بنت المطلب» ، وهو حليف لبني عبد شمس، وقيل: لحرب بن أمية «أسلم- فيما ذكر الواقدي- قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وكان هو وأخوه أبو أحمد بن جحش من المهاجرين الأولين، ممن هاجر الهجرتين، وأخوهما «عبيد الله بن جحش» تنصر بأرض الحبشة، ومات بها نصرانيا، وبانت من امرأته أم حبيبة بنت أبي سفيان، فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، وأختهم «زينب بنت جحش» زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأم حبيبة، وحمنة. وكان «عبد الله» ممن هاجر إلى أرض الحبشة مع أخويه: أبي أحمد، وعبيد الله بن جحش، ثم هاجر إلى المدينة، وشهد «بدرا» واستشهد يوم «أحد» يعرف بالمجدع في الله؛ لأنه مثل به يوم أحد، وقطع أنفه. روى مجاهد: عن سعد بن أبي وقاص، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبهم، وقال:«لأبعثن عليكم رجلا ليس بخيركم؛ ولكنه أصبركم للجوع والعطش» ، فبعث «عبد الله بن جحش» وروى ابن وهب، قال: أخبرني أبو صخر، عن ابن قسيط، عن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه؛ أن عبد الله بن جحش، قال له يوم «أحد» ألا تأتى فندعو الله؟! فجلسوا في ناحية، فدعا «سعد» ، وقال: يا رب إذا لقيت العدو غدا؛ فلقني رجلا شديدا بأسه، شديدا حرده، أقاتله فيك، ويقاتلني، ثم ارزقني عليه الظفر حتى أقتله، وآخذ سلبه، فأمّن «عبد الله بن جحش» ، ثم قال: اللهم ارزقني غدا رجلا شديدا بأسه، شديدا حرده، أقاتله فيك، ويقاتلني فيقتلني، ثم يأخذني فيجدع أنفي وأذني؛ فإذا لقيتك، قلت: يا عبد الله فيم جدع أنفك وأذنك؟! فأقول: فيك، وفي رسولك؛ فتقول: صدقت. قال سعد: كانت دعوة عبد الله بن جحش خيرا من دعوتي، لقد رأيته آخر النهار، وإن أذنه وأنفه معلقان جميعا في خيط

إلخ» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) لابن حجر 6/ 34، 35، رقم 4574.

(2)

ما بين القوسين المعكوفين غير واضح بالأصل لم أستطع قراءته.

(3)

«أبو أحمد

» ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 11/ 111، 112 رقم: 2831 فقال: «أبو أحمد جحش الأعمى اسمه «عبد الله بن رباب

» أمه، وأم أخيه «عبد الله بن جحش

المجدع» في الله «أميمة بنت عبد المطلب» ، وعمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل: اسمه «ثمامة» ، ولا يصح والصحيح في اسمه «عبد» وكان أحمد شاعرا. قال محمد بن إسحاق: كان أول من خرج إلى المدينة، مهاجرا من مكة، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم «عبد الله بن جحش

» احتمل بأهله، وبأخيه أحمد

الشاعر الأعمى

توفي-

ص: 191

و «حمنة «1» » ، و «أم حبيبة» ، و «عبيد الله» - مصغرا» ، وكلهم صحابة؛ إلا «عبيد الله» المصغر، أسلم ثم هاجر إلى الحبشة فارتد بها، وتنصر «2» ، ومات كافرا والعياذ بالله.

(و) ثانيتهن: (أم حكيم «3» ) ، وهي البيضاء، وهي توأمة «4» والد المصطفى، كانت عند «كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف» ، فولدت له «عامرا «5» »

- أبو أحمد

بعد «زينب بنت جحش» أخته زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت وفاتها سنة عشرين

إلخ» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر- القسم الأول- 11/ 6، 7 رقم:10.

(1)

و «حمنة» ترجم لها الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 12/ 262، 263 رقم: 2302 فقال: «حمنة بنت جحش الأسدية، أخت «زينب

» كانت عند «مصعب بن عمير» وقتل عنها يوم «أحد» فتزوجها «طلحة بن عبيد الله» فولدت له «محمدا» و «عمران»

وكانت «حمنة» ممن خاض في (الإفك) على عائشة- رضي الله عنها وجلدت في ذلك مع من جلد فيه، عند من صح جلدهم، وكانت تستخلص، هي وأختها «أم حبيبة بنت جحش»

إلخ» اه: الاستيعاب.

(2)

حول تنصر عبيد الله وموته كافرا انظر المراجع الاتية: أ- (الاستيعاب) للإمام ابن عبد البر- ترجمة رملة بنت أبي سفيان- 13/ 903 رقم: 3344. ب- (الإصابة) للإمام ابن حجر- ترجمة رملة- 12/ 260، 263 رقم: 432.

(3)

و «أم حكيم» ترجم له ابن سعد في (الطبقات) 8/ 45 فقال: «أم حكيم، وهي البيضاء بنت عبد المطلب

وأمها «فاطمة بنت عمرو بن عائذ

» تزوجها في الجاهلية «كريز بن ربيعة

» فولدت له: «عامرا» و «أروى» و «طلحة»

إلخ» اه: الطبقات. وانظر: (تلقيح فهوم أهل الأثر) للإمام ابن الجوزي ص 18. وحول من أسلم من عماته صلى الله عليه وسلم انظر كتاب (الثقات) للإمام ابن حبان، وفيه قال: لم يسلم من عماته صلى الله عليه وسلم إلا «صفية» وقال غيره- ابن سعد في الطبقات 8/ 41، 44- بإسلام «عاتكة» ، و «أروى» ، وانظر: (تاريخ دمشق) للإمام ابن عساكر 1/ 99، 101.

(4)

حول قوله: «وهي توأمة

» . انظر: جمهرة أنساب العرب للإمام ابن حزم 1/ 15.

(5)

و «عامر

» ترجم له ابن عبد البر في (الاستيعاب) 5/ 303 رقم: 1340 فقال: «عامر بن كريز بن ربيعة

» أمه البيضاء بنت عبد المطلب، أسلم عام الفتح، وبقى إلى خلافة «عثمان» ، وهو والد «عبد الله بن عامر» والي العراق، وخراسان اه: الاستيعاب. وقال الإمام ابن حجر في (الإصابة) 5/ 295 رقم: 4411: «

وعاش حتى قدم البصرة على ابنه «عبد الله» لما كان أميرا عليها في زمن «عثمان» ، ويقال: إنه كان أحمقا

» اه: الإصابة. وعن حمقه قال محمد بن حبيب (ت 245 هـ) في كتابه (المنمق) ص 390: «وكان عثمان-

ص: 192

صحابي، وبنات منهن:«أروى «1» » أم «عثمان بن عفان» رضي الله عنه.

(و) ثالثتهن: / (برة «2» ) - بموحدة تحتية وراء مشددة- وهي شقيقة «عبد الله» والد المصطفى صلى الله عليه وسلم.

نكحها رجلان: أحدهما «أبو رهم بن عبد العزى العامري «3» » ، والاخر «عبد الأسد بن هلال المخزومي «4» » .

واختلف في السابق منهما؛ فولدت لأبي رهم «أبا سبرة «5» » - بمهملة فموحدة كجمرة- من المهاجرين الأولين، بدري شهد المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

- ابن عفان- رضي الله عنه قد ولى ابنه «عبد الله عامر» البصرة، فاستأذن «عامر» «عثمان» في زيارة ابنه فأذن له، فشخص إليه؛ فلما صعد «عبد الله» المنبر- وكان خطيبا- أخذ «عامر» بذكر نفسه، وجعل يقول لمن يليه: أترون أميركم هذا من هذا خرج؟!. فلم يدعه «عبد الله» يقيم، وأحسن جهازه، وسرحه إلى المدينة خوف الفضيحة» اه: المنمق لابن حبيب تصحيح خورشيد أحمد فارق، طبع عالم الكتب بيروت، الطبعة الأولى سنة 1405/ 1985 م.

(1)

عن «أروى» قال ابن دريد في (الاشتقاق) ص 80: «والوليد بن عقبة» أخو «عثمان بن عفان» لأمه؛ أمهما «أروى بنت كريز» اه: الاشتقاق. وانظر: (الاستيعاب) لابن عبد البر- ترجمة عثمان بن عفان- رقم: 1778. وانظر: (الإصابة) لابن حجر- ترجمة عثمان- 6/ 391 رقم: 5440. وانظر: (جمهرة أنساب العرب) للإمام ابن حزم الأندلسي 1/ 169.

(2)

حول «برة بنت عبد المطلب» انظر: (جمهرة أنساب العرب) لابن حزم 1/ 169.

(3)

عن «أبي رهم» قال ابن حزم في (جمهرة أنساب العرب) 1/ 168: «وولد عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ودّ: مخرمة، وأبو رهم

وولد أبي رهم بن عبد العزى: أبو سبرة بن أبي رهم، بدرى، وهو أخو «سلمة بن عبد الأسد المخزومي» أمهما «برة

إلخ» اه: الجمهرة.

(4)

حول عبد الأسد بن هلال قال ابن حزم في (جمهرة أنساب العرب) 1/ 142: «وولد عبد العزى بن عمرو بن مخزوم: عائذ، وعثمان، وهلال

وولد «هلال بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم» «عبد الأسد» ، فولد «عبد الأسد» «أبا سلمة» اه: الجمهرة.

(5)

وعن «سبرة» قال ابن عبد البر في (الاستيعاب) 11/ 272، 273: «هاجر الهجرتين جميعا

وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه، وبين «سلمة بن وقش» ، وشهد «أبو سبرة» «بدرا» و «أحدا» ، وسائر المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في خلافة عثمان صلى الله عليه وسلم» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) لابن حجر 11/ 159 رقم: 500.

ص: 193

ولا يعرف اسمه، وولدت لعبد الأسد «أبا سلمة: عبد الله» الصحابي المشهور «1» زوج «أم سلمة» قبل الرسول صلى الله عليه وسلم.

(و) رابعتهن: (عاتكة «2» ) كانت عند «أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر» المعروف بزاد الراكب «3» ، فولدت له «عبد الله «4» » له صحبة، و «زهيرا» ، ولا يعرف له إسلام،

(1) تقدمت ترجمة أبي سلمة ص: 160.

(2)

و «عاتكة» ترجم لها الإمام الدارقطني في كتاب (الإخوة والأخوات) ص 37، 38 فقال:«وأما عاتكة بنت عبد المطلب؛ فكانت أخت عبد الله؛ أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبيه وأمه، أمهما «فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم» أسلمت وهي صاحبة الرؤيا، ولها في أهل «بدر» شعر، تذكر فيه رؤياها، وصدقها فيها، ولم يسند عنها شيء» اه: الإخوة. وحولها انظر المصادر والمراجع الاتية: أ- (الطبقات) للإمام محمد بن سعد 8/ 43، 44 وفيها: «عاتكة

وتزوجها في الجاهلية، أبو أمية بن المغيرة

فولدت له «عبد الله» و «زهيرا» و «قريبة» ، ثم أسلمت عاتكة بمكة، وهاجرت إلى المدينة

» اه: الطبقات. ب- (السيرة النبوية) للإمام ابن هشام 2/ 244. ج- (المعجم الكبير) للإمام الطبراني 24/ 319، 322 تحت رقمى: 804، 807. د- (مجمع الزوائد) للإمام الهيثمي، كتاب (الغزوات) ، باب غزوة «بدر» 69/ 71، وقال:«فيه عبد العزيز بن مروان» وهو متروك.

(3)

حول وصف «أبي أمية» بزاد الراكب قال الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) - ترجمة عبد الله ابن أمية- 6/ 106 رقم: 1474: «

يقال لأبيه- أبي أمية-» زاد الراكب» وزعم ابن الكلبي أن أزواد الركب ثلاثة: «زمعة بن الأسود بن المطلب

» قتل يوم «بدر» كافرا و «مسافر بن أبي عمرو بن أمية» و «أبو أمية بن المغيرة المخزومي، وهو أشهرهم بذلك، هكذا قال ابن الكلبي، والزبير، وقالا: إنما سموا أزواد الركب؛ لأنهم كانوا إذا سافر معهم أحد كان زاده عليهم. قال مصعب العدوي: لا تعرف قريش «زاد الركب إلا أبا أمية بن المغيرة وحدة» اه: الاستيعاب.

(4)

و «عبد الله بن أبي أمية» ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 1/ 106 رقم: 1474 فقال: «

وكان عبد الله شديدا على المسلمين مخالفا مبغضا، وهو الذي قال: لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً

الايات، إلى قوله تعالى: أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ [سورة الإسراء، الايات: 90- 93] وكان شديدا العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إنه خرج مهاجرا إلى النبي- فلقيه بالطريق بين «السقيا» و «العرج» - وهو يريد مكة عام الفتح- فتلقاه فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة، فدخل على أخته «وسألها أن تشفع له، فشفعت له أخته «أم سلمة» ، وهي أخته لأبيه فشفعها رسول الله صلى الله عليه وسلم

فأسلم، وحسن إسلامه، وشهد مع-

ص: 194

و «قريبة «1» » ذكرها ابن الجوزي، صحابية، وجزم بذلك الذهبي.

(و) خامستهن: (صفية «2» ) كانت في الجاهلية تحت «الحارث بن حرب» ، أخي «أبي سفيان بن حرب» فولدت له «صيفي بن الحارث «3» » ، ثم خلف عليها «العوام» بن خويلد أخو «خديجة» بنت خويلد/ فولدت له «الزبير بن العوام» و «السائب بن العوام» الصحابيين المشهورين، وعاشت:«صفية» زمانا طويلا، وتوفيت في خلافة «عمر» رضي الله عنه سنة عشرين، ولها ثلاث وسبعون سنة، ودفنت في «البقيع» ؛ قيل: ولم يسلم من عمات النبي صلى الله عليه وسلم غيرها، وقيل: أسلم أيضا «أروي» و «عاتكة «4» » .

(و) سادستهن: (أروى) وكانت تحت «عمير بن وهب» [بن أبي كثير «5» ] بن

- رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة، وشهد «حنينا» و «الطائف» ، ورمي يوم الطائف بسهم فقتله فمات يومئذ

» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) لابن حجر 6/ 11، 13 رقم:4534.

(1)

و «قريبة» - بفتح أوله، ويقال بالتصغير «قريبة- ذكر ذلك ابن حجر في (الإصابة) 13/ 96 رقم:(889) . وترجم لها قبل ابن سعد في (الطبقات) - 8/ 262، 263- فقال: «قريبة الصغرى بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم

وأمها» «عاتكة

» ، وهي أخت «أم سلمة»

«زوج النبي صلى الله عليه وسلم لأبيها أسلمت، وبايعت

إلخ» اه: الطبقات. وترجم لها الإمام ابن الجوزي (ت 597 هـ) في كتابه (تلقيح فهوم أهل الأثر) ص 342- حرف القاف- في تسمية النساء اللواتي لهن صحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم «قريبة بنت أبي أمية

إلخ» اه: تلقيح

(2)

و «صفية» ترجم لها الإمام الدارقطني في كتابه (الأخوة والأخوات) ص 36، 37 فقال: «وأما صفية بنت عبد المطلب، فأسلمت، وشهدت الخندق، وقتلت رجلا من إليهود، وضرب لها النبي بسهم

» اه: الإخوة

وانظر: (الاستيعاب) للإمام ابن عبد البر 13/ 66، 67 رقم:3408. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 13/ 18، 20 رقم: 651.

(3)

قوله: «فولدت له صيفي

إلخ» هذا القول يخالف ما ذكره ابن حزم في (جمهرة أنساب العرب) 1/ 111 حيث قال: «

كان الحارث زوج صفية عمة الرسول صلى الله عليه وسلم قبل «العوام بن خويلد» ، ولا عقب للحارث» اه: الجمهرة.

(4)

انظر: ما ذكرناه سابقا حول من أسلم عن عمات الرسول صلى الله عليه وسلم.

(5)

ما بين القوسين المعكوفين غير واضح بالأصل- مع العلم أن جمهرة أنساب العرب للإمام-

ص: 195

عبد بن قصي، فولدت له «طليبا «1» » من المهاجرين الأولين البدريين، ثم خلف عليها «كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي «2» » فولدت له «فاطمة «3» » وقيل:

«أروى «4» » .

[العواتك اللاتي ولدن رسول الله صلى الله عليه وسلم] (والعواتك «5» اللاتي ولدنه صلى الله عليه وسلم ثلاثة:

أولهن: (عاتكة بنت هلال) بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة «من سليم» ،

- ابن حزم الأندلسي لم تذكر ما هو غير واضح بالأصل- وأثبتناه من المراجع الاتية: أ- (الاستيعاب) للإمام ابن عبد البر- ترجمة طليب- 5/ 252 رقم: 1290. ب- (الإصابة) للإمام ابن حجر- القسم الأول- 5/ 242، 243 رقم: 4281. ج- (تلقيح فهوم أهل الأثر) للإمام ابن الجوزي- من اسمه طليب- ص 212.

(1)

و «طليب» ترجم له ابن عبد البر في (الاستيعاب) 5/ 252 فقال: «طليب بن عمير

بن أبي كثير بن عبد

، أمه» أروى بنت عبد المطلب

يكنى أبا عدي وعبد بن قصي، هو أخو عبد الدار بن قصي

إلخ. هاجر طليب بن عمير

إلى أرض الحبشة، ثم شهد «بدرا» في قول ابن إسحاق، والواقدي

وكان من خيار الصحابة. قال الزبير بن بكار: «كان طليب من المهاجرين الأولين، وشهد «بدرا» ، وقتل بأجنادين شهيدا

وقال مصعب: قتل يوم اليرموك

إلخ» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 5/ 242، 243 رقم:4281.

(2)

و «كلدة» ذكره ابن دريد في (الاشتقاق) 1/ 156- عبد الدار بن قصى- فقال: «ومن رجالهم» هاشم و «كلدة» ابنا «عبد مناف بن عبد الدار» اه: الاشتقاق.

(3)

«فاطمة» و «أروى» لم أجد لهما ترجمة في المراجع المتوافرة لدى، والله أعلم.

(4)

انظر الحاشية السابقة.

(5)

و «العواتك» : جمع «عاتكة» وقد تقدم بيان المعنى- انظر: «عاتكة بنت مرة» أم هاشم والمطلب

وعن «العوتك من بني سليم وغيرهن» قال الإمام أحمد بن يحيى البلاذري (ت 279 هـ) في كتابه (جمل من أنساب الأشراف) 2/ 195، 197 تحقيق الدكتور سهيل زكار، وآخر؟ طبع المكتبة التجارية بمكة المكرمة (مصطفى الباز) :«وأم هاشم بن عبد مناف: عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور وأم مرة بن هلال بن فالج» عاتكة بنت مرة بن عدى بن أسلم من خزاعة. ويقال: بل هي «عاتكة بنت جابر بن قنفذ ابن مالك، من بني سليم، وهو أثبت القولين.

- وأم «هلال بن فالج» : «عاتكة بنت عقبة بن خفاف بن امرىء القيس بن بهثة بن سليم؛ فهؤلاء من بني سليم. وانظر: (حياة الحيوان) للدميرى 2/ 13، طبع الحلبي. وعن «العواتك» من بنى النصر قال الإمام البلاذري- نفس المصدر: و «أم أميمة بنت عامر بن خزاعة، عاتكة بنت غالب بن فهر، وأمها: «عاتكة بنت يخلد بن النضر بن كنانة» فهؤلاء ثلاث من ولد النضر بن كنانة. قال- يعني البلاذري-: قالوا: وأم عبد الله بن رزام بن ربيعة بن جحوش وعبد الله جد عمرو بن عائذ، أبو أمه «فاطمة- وهي الثانية من الفواطم-» عاتكة بنت سعيد بن هذيل، فهذه واحدة من هذيل. و «أم عبد الله أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم «فاطمة بنت عمرو بن عائذ وأمها» صخرة بنت عبد بن عمران بن مخزوم، وأمها «تخمر بنت عبد قصى، سميت باسم عمتها «تخمر بنت قصى» . وأمها «سلمى بنت عامر بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر» . وأمها «هند بنت عبد الله بن الحارث بن وائلة بن ظرب من عدوان بن عمرو بن قيس عيلان وأمها زينب بنت مالك بن ناصرة بن كعب بن حرب من بني فهم بن عمرو بن قيس وأمها «عاتكة بنت عمرو بن الظرب بن عمرو بن عياذ بن يشكر بن الحارث، وهو عدوان هاتان عدوانيتان، وأم مالك بن النضر بن كنانة: «عاتكة» وهي «عكرشة» الحصان، بنت عدوان بن عمرو بن قيس. وأم النضر بن كنانة:«برة بنت مر بن أد وأمها: «ماوية» من بني ضبيعة بن ربيعة بن نزار، وأمها «عاتكة بنت الأزد» من الغوث؛ فهذه أزدية واحدة. وأم كعب بن لؤي: «مارية بنت القين بن جسر بن سبيع الله بن اسد بن وبرة بن تغلب

وأمها: «وحشية بنت حرام بن ضننة العدوي وأمها: «عاتكة بنت رشدان بن قيس بن جهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف؛ فهذه قضاعية واحدة وأم كلاب بن مرة: «هند بنت سرير بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة. وأمها: «عاتكة بن دودان بن أسد بن خزيمة

فهذه أسدية واحد وقال أبو عبيدة: من العواتك: «عاتكة بنت الأوقص بن هلال بن فالج بن ذكوان بن وهب، أم «عبد مناف بن زهرة» وقال أبو مسعود الكوفي: هذا غلط؛ وإنما أمه «هند بنت أبي قيلة بن جزء بن غالب الخزاعي وقال أبو عبيدة: «أم غالب بن فهر» «ليلى بنت الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل» . وأمها: «سلمى» من ولد طابخة

وأمها: «عاتكة بنت الأزد بن الغوث وقال بعضهم: «أم غالب بن فهر» : «عاتكة بنت سعد بن هذيل» ، وهو غلط؛ إنما أمه «ليلى بنت الحارث الهذلية؛ ولكن أم ولد غالب:«عاتكة بنت يخلد بن النضر» ، وهي إحدى العواتك؛ وقد يقال: إنها «سلمى بنت عمرو بن ربيعة بن حارثة من خزاعة» اه: أنساب الأشراف للبلاذري. نسخة المسجد النبوي الشريف رقم: (32797) . 929/ ب. ل. ج.

ص: 196

وهي أم «عبد مناف بن قصي» .

(و) ثانيتهن: (عاتكة بنت مرة بن هلال) ، وهي أخت «الأوقص بن مرة» ، وهي (أم هاشم بن عبد مناف) بن قصي.

(و) ثالثتهن: (عاتكة «1» ) بنت الأوقص بن مرة بن هلال، وهي «أم وهب بن عبد مناف بن زهرة بن آمنة» والدة النبي صلى الله عليه وسلم.

وهؤلاء العواتك/ الثلاث المراد بقوله: صلى الله عليه وسلم «أنا ابن العواتك من سليم» .

أخرجه الطبراني في الكبير «2» ، وسعيد بن منصور في سننه.

- وقال المناوي في (فيض القدير) 3/ 38 «قال في الصحاح- 4/ 1598-، ثم القاموس- عتك- العواتك من جداته تسع، وقال غيره: كان له صلى الله عليه وسلم ثلاث جدات من سليم، كل تسمى «عاتكة» وهن: «عاتكة بنت هلال

» و «عاتكة بنت مرة

» و «عاتكة بنت الأوقص» وبقية التسع من غير بني سليم. قال الحليمي: لم يرد بذلك فخرا؛ بل تعريف منازل المذكورات ومنازلهن، كمن يقول: كان أبي فقيها، لا يريد إلا تعريف حاله، ويمكن أنه أرد به الإشارة بنعمة الله في نفسه وآبائه وأمهاته، قال بعضهم: وبنو سليم تفخر بهذه الولادة

إلخ» اه: فيض القدير بتصرف وزيادة. وانظر: (الاشتقاق) للإمام ابن دريد 1/ 37. وانظر: (الكامل في التاريخ) للإمام ابن الأثير 1/ 566، 567. وانظر: (الفردوس بمأثور الخطاب) للديلمي 1/ 460.

(1)

حول العواتك عموما، و «عاتكة بنت الأوقص» خصوصا انظر ما نقلناه عن الإمام البلاذري سابقا، وما ذكره في ذلك من أقوال الأئمة كأبي عبيدة، وغيره.

(2)

حديث «أنا ابن العواتك

» أخرجه قبل الطبراني الإمام ابن أبي عاصم الشيباني (ت 279 هـ) في كتابه (الاحاد والمثاني) بلفظ: «عن سيابة بن عاصم السلمي «قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم حنين: «أنا ابن العواتك» اه: الاحاد والمثاني. مراجعة باسم فيصل الجوابرة. نشر دار الراية سنة 1411 هـ/ 1991 م. وأخرجه الإمام الطبراني- كما ذكر المؤلف- في «المعجم الكبير) 7/ 201 رقم: 6724، فيمن اسمه سيابة، بلفظه وقوله: «من سليم» لم ترد في الاحاد

ولا في المنعجم الكبير؛ فلعلها في سنن «سعيد بن منصور» الذي لم أستطع الوصول إليه، والله أعلم. والحديث ذكره الإمام الهيثمي في (مجمع الزوائد) كتاب (علامات النبوة)، باب في كرامة أصله صلى الله عليه وسلم 8/ 219. وقال: وراه الطبراني الكبير، ورجاله رجال الصحيح. وانظر:(البداية والنهاية) لابن كثير 4/ 328.

ص: 198

[الفواطم في قرابته صلى الله عليه وسلم](والفواطم «1» اللاتي يلينه صلى الله عليه وسلم في القرابة) خمس:

أولاهن: (فاطمة بنت سعد «2» ) من أزد السراة، وهي:(أم قصي) بن كلاب بن مرة بن كعب.

(و) ثانيتهن: (فاطمة بنت عمرو بن جرول بن مالك)، وهي:(أم أسد بن هاشم) .

(و) ثالثتهن: (فاطمة بنت أسد بن هاشم «3» ) بن عبد مناف، (أم علي ابن أبي

- وانظر: (مختصر تاريخ ابن عساكر) للشيخ عبد القادر بدران 1/ 298. والحديث ذكره الشيخ الألباني- رحمه الله في سلسلة الأحاديث الصحيحة 4/ 96، 97 رقم: 1569 وقال الذهبي في (تذكرة الحفاظ) بعد ذكر الحديث- 3/ 1065- «فسألنا الفضل فقال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم ست جدات اسمهن «عاتكة» هذا صحيح غريب» اه: تذكرة.

(1)

الفواطم: «جمع فاطمة، وهي مشتقة من الفطم، وهو القطع ومنه فطم الصبى؛ إذا قطع عنه اللبن

» اه: الاشتقاق لابن دريد 1/ 33. وعن «الفواطم» قال الإمام البلاذري في كتابه (أنساب الأشراف) 2/ 195، 198 «روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أنا ابن الفواطم، والعواتك» : «أم عبد الله بن عبد المطلب» «فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم» و «أم عمرو بن عائذ» أيضا «فاطمة بنت عبد الله بن رزام بن ربيعة بن جحش، وأم معاوية بن بكر بن هوازن وأمها: «فاطمة بنت الحارث بن بهثة بن سليم بن منصور» ماتت أمها في نفاسها فسمين باسمها وأم قصى: «فاطمة بنت سعد بن سيل» من الجدرة، من أزد شنوءة، وجدة «عبد مناف» لأبيه، وأمه «حبى بنت حبشة» وأمها: «فاطمة بنت نصر بن عوف بن عمرو بن ربيعة بن حارثة» من خزاعة؛ فهن: «قريشة، وقيسيتان، ويمانيتان» اه: أنساب الأشراف.

(2)

حول «فاطمة بنت سعد، بنت سيل بن حمالة» انظر: (الاشتقاق) للإمام ابن دريد 1/ 40.

(3)

و «فاطمة بنت أسد

» ترجم لها الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 107، 108 رقم: 3452، فقال:«فاطمة بنت أسد....» أم «علي بن أبي طالب» وأخوته: «طالب» و «عقيل» و «جعفر» رضي الله عنهما. قيل: إنها ماتت قبل الهجرة، وليس بشيء، والصواب أنها هاجرت إلى المدينة، وماتت بها. قال الزبير: هي أول هاشمية، ولدت لهاشمي هاشميا

قال أبو عمر: روى سعدان بن الوليد السابرى، عن عطاء

عن ابن عباس- رضي الله عنهما قال: «لما ماتت فاطمة أم علي

» إلى قوله: «ليهون عليها» اه: الاستيعاب بتصرف. وانظر: (الطبقات) للإمام محمد بن سعد 8/ 222.

ص: 199

طالب رضي الله عنه وإخوته.

قيل: إنها ماتت قبل الهجرة، والصواب: أنها هاجرت إلى المدينة، وبها ماتت «1» ، ولما ماتت ألبسها النبي صلى الله عليه وسلم قميصه، واضطجع معها في قبرها، فقالوا: ما رأيناك صنعت ما صنعت بهذه؟ فقال: «إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبر بي منها، إنما ألبستها قميصي لتلبس من حلل الجنة، واضطجعت معها ليهون عليها» . قال أبو عمر «2» .

وزاد في «السمط» «3» : «أو ليخفف عنها من ضغطة القبر» .

وقال: «ما أعفي أحد من ضغطة القبر/ إلا فاطمة بنت أسد» .

(و) رابعتهن: (فاطمة بنت هرم بن رواحة «4» ) .

(و) خامستهن: (فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها) وقد تقدمت «5» .

[مواليه صلى الله عليه وسلم من الرجال]

(وأما مواليه صلى الله عليه وسلم فزيد بن حارثة «6» ) بن شراحيل الكلبي، حبه عليه السلام، يكنى

- وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر- القسم الأول- 13/ 77، 78 رقم:828. وانظر: (الاشتقاق) لابن دريد 1/ 156.

(1)

من قوله: «قيل: إنها ماتت قبل الهجرة» إلى قوله: «والصواب أنها هاجرت

إلخ من قول أبي عمر- ابن عبد البر- كما تقدم في ترجمتها المتقدمة، والواقعة تحت رقم:3.

(2)

من أول قوله: «ولما ماتت

» إلى قوله: «ليهون» من كلام ابن عمر، ذكره في كتابه (الاستيعاب) 4/ 445، 446، رقم:3486. وانظر: (أسد الغابة) للإمام ابن الأثير 5/ 517- ترجمة فاطمة بنت أسد-.

(3)

«السمط السمين في مناقب أمهات المؤمنين» من مؤلفات الإمام «محب الدين الطبري» (ت 694 هـ) ذكر ذلك حاجي خليفة في (كشف الظنون) .

(4)

«فاطمة بنت هرم

» ترجم لها الإمام ابن سعد في (الطبقات) 8/ 51، 58 فقال:«وأمها- يعني فاطمة بنت أسد- «فاطمة بنت هرم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر ابن لؤى، تزوجها أبو طالب بن عبد المطلب؛ فولدت له «عليا» و «جعفرا» و «عقيلا» و «طالبا» اه: الطبقات.

(5)

انظر: أولاده صلى الله عليه وسلم الذين تقدم ذكرهم.

(6)

حول «زيد بن حارثة

» انظر: المراجع الاتية: أ- (الاستيعاب) للإمام ابن عبد البر 4/ 47، 54 رقم:743.

ص: 200

«أبا أسامة» .

أمه «سعدى بنت ثعلبة «1» » ، من بني معن من «طيئ «2» » ، أصابه سباء في الجاهلية فاشتراه «حكيم بن حزام «3» » من سوق

- ب- (تلقيح فهوم أهل الأثر) للإمام ابن الجوزي ذكر موالي وموليات رسول الله صلى الله عليه وسلم ص 34، 39. ج- (الدرة المضية في السيرة النبوية) للإمام عبد الغني المقدسي ص 40. د- (الكامل في التاريخ) للإمام ابن الأثير 2/ 211. هـ- (الإصابة) للإمام ابن حجر 4/ 74، 50 رقم: 2884.

(1)

حول «سعدى بنت ثعلبة» انظر: (الطبقات) للإمام محمد بن سعد 3/ 40.

(2)

«طيئ» قال عنها الإمام ابن دريد في (الاشتقاق) 1/ 380، قال الخليل:«أصل بناء طيئ: من طاء وواو، فقلبوا الواو ياء فصارت ثقيلة، كان الأصل فيه «طوي» ، وكان ابن الكلبي يقول: سمى «طيئا» ؛ لأنه أول من طوى المناهل. ويقال: طويت الشيء أطويه طيا. وكذلك طويت البئر أطويها بالحجارة، وبه سميت الطوى» اه.

(3)

و «حكيم بن حزام» ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 3/ 53، 55 رقم: 538 فقال: «حكيم بن حزام بن خويلد القرشي الأسدي» يكنى أبا خالد، هو ابن أخي «خديجة بنت خويلد» زوج النبي صلى الله عليه وسلم ولد في الكعبة؛ وذلك أن أمه دخلت الكعبة في نسوة من قريش، وهي حامل فضربها المخاض، فأتت بنطع؛ فولدت «حكيم بن حزام» عليه، وكان من أشراف قريش ووجوها في الجاهلية، والإسلام. كان مولده قبل الفيل بثلاث عشرة سنة، أو اثنتي عشرة سنة على اختلاف في ذلك، وتأخر إسلامه إلى عام الفتح؛ فهو من مسلمة الفتح هو، وبنوه:«عبد الله» و «خالد» و «يحيى» ، و «هشام» ، وكلهم صحب النبي صلى الله عليه وسلم عاش «حكيم بن حزام» في الجاهلية ستين سنة، وفى الإسلام ستين سنة، وتوفى بالمدينة في داره

في خلافة «معاوية» سنة أربع وخمسين، وهو ابن مائة وعشرين سنة عاقلا سريا فاضلا تقيا سيدا بماله غنيا. قال مصعب: جاء الإسلام ودار الندوة بيد «حكيم بن حزام» فباعها بعد منه «معاوية» بمائة ألف درهم، فقال له ابن الزبير: بعت مكرمة قريش! فقال حكيم: ذهبت المكارم إلا التقوى وكان رضي الله عنه من المؤلفة قلوبهم، وحسن إسلامه. أعتق في الجاهلية: مائة رقبة، وحمل على مائة بعير، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أسلم فقال يا رسول الله: رأيت أشياء كنت أفعلها في الجاهلية، أتحنث بها إلى فيها أجر؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أسلمت على ما سلف له من خير» . وحج في الإسلام، ومعه مائة بدنة، قد جللها بالحبرة، وكفها عن أعجازها، وأهداها. ووفق بمائة في الإسلام وصيف ب «عرفة» في أعناقهم أطواق الفضة منقوش فيها، عتقاه الله من «حكيم ابن حزام» وأهدى ألف شاة

» اه: الاستيعاب.

ص: 201

«حباشة «1» » «لعمته» خديجة بنت خويلد فوهبته له عليه السلام لما تزوجها؛ فأعتقه وتبناه، وزوجه مولاته «أم أيمن «2» » . فولدت له «أسامة» .

توفي- رحمه الله في «غزوة مؤتة «3» » من أرض الشام، سنة ثمان من الهجرة،

- وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر- القسم الأول- 2/ 278، 279 رقم:1796.

(1)

و «حباشة» - بالضم والشين المعجمة- سوق من أسواق العرب في الجاهلية، وهو سوق ب «تهامة»

» اه: معجم البلدان لياقوت الحموي/ 210، 211.

(2)

و «أم أيمن» ترجم لها الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) - الأسماء- 12/ 221، 223 رقم: 3252 فقال: «بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصين بن مالك بن سلمة، وهي أم أيمن، غالبت عليها كنيتها، كنيت بابنها «أيمن بن عبيد» وهي بعد أم «أسامة بن زيد» . تزوجها «زيد بن حارثة» بعد «عبيد الحبشي» ؛ فولدت له «أسامة» - ويقال لها: موية رسول الله صلى الله عليه وسلم وخادم رسول الله صلى الله عليه وسلم

هاجرت الهجرتين: إلى أرض الحبشة، وإلى المدينة جميعا ذكر المفضل بن غسان الغلابي، عن الواقدى قال: كانت أم أيمن، اسمها «بركة» ؛ وكانت ل «عبد الله بن عبد المطلب» والد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصارت للنبي صلى الله عليه وسلم ميراثا، وهي أم أسامة بن زيد

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أم أيمن أمي بعد أمي» . قال أبو عمر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور أم أيمن، بركة هذه وكان أبو بكر، وعمر رضي الله عنه يزوانها في منزلها، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها. عن أنس بن مالك قال: قال أبو بكر لعمر بن الخطاب رضي الله عنه «انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم

» اه: الاستيعاب. وانظر: (الاستيعاب) - الكنى- 13/ 187، 188/ 8 رقم: 3523- أم أيمن-. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر- القسم الأول الكنى- 1/ 177، 180 رقم:1141. وانظر: (زاد المعاد) لابن القيم 1/ 114. وانظر: (السيرة النبوية) للإمام النووى- المأخوذ من تهذيب الأسماء- ص 35. وانظر: (الدرة المضية في السيرة النبوية) للإمام عبد الغني المقدسي ص 40.

(3)

عن وفاة- استشهاد- «زيد بن حارثة» في «غزة مؤتة» قال ابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 47، 53 رقم: 843: «وقتل زيد بن حارثة بمؤتة بأرض الشام سنة ثمان من الهجرة، وهو كان الأمير على تلك الغزوة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإن قتل زيد فجعفر

فقتلوا ثلاثتهم في تلك الغزوة، ولما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم نعي «جعفر بن أبي طالب» ، و «زيد بن حارثة» بكى وقال: أخواي ومؤنساي

» الحديث. اه: الاستيعاب. وانظر: (المغازي) للواقدي 3/ 1117، 1127 (غزوة أسامة بن زيد) .

ص: 202

وهو أمير تلك الغزاة «1» . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإن قتل زيد؛ فجعفر؛ فإن قتل جعفر؛ فعبد الله بن رواحة» . فقتلوا.

ولما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم نعي «جعفر» و «زيد بن حارثة» بكى، وقال:«أخواي، ومؤنساي، ومحدثاي «2» » .

(و) أبو رافع «3» : (أسلم) القبطي كان للعباس فوهبه له صلى الله عليه وسلم فلما أسلم/ العباس

(1) حول وفاته- رضي الله عنه وهو أمير، انظر التعليق السابق رقم: 3 في الصفحة السابقة. و «الغزاة» قال عنها ابن حجر في (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) كتاب (المغازي) 7/ 279: «يقال: عزا يغزو: غزوة، ومغزى، والأصل: غزووا، والواحدة، غزوة، وغزاة، والميم زائدة وعن «ثعلب» : الغزوة مرة، والغزاة عمل سنة كاملة، وأصل القصد

إلخ» اه: فتح الباري.

(2)

انظر: التعليق السابق رقم: 3 في الصفحة السابقة.

(3)

و «أبو رافع» - أسلم- ترجم له الحافظ ابن عبد البر في (الاستيعاب) 1/ 158، 162 فقال:«أسلم مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو رافع، غلبت عليه كنيته واختلف في اسمه- أسلم- كما ذكرنا، وهو أشهر ما قيل فيه، وقيل: بل اسمه إبراهيم، قاله ابن معين وقيل: بل اسمه «هرمز» والله أعلم. كان للعباس بن عبد المطلب- رضي الله عنه فوهبه للنبي صلى الله عليه وسلم، فلما أسلم العباس بشر «أبو رافع» بإسلامه النبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه، وكان قبطيا. وقد قيل: عن «أبي رافع» هذا كان لسعيد بن العاص، فورثه عنه بنوه، وهم ثمانية. وقيل: عشرة، فأعتقوه جميعا إلا واحدا يقال: إنه «خالد بن سعيد» تمسك بنصيبه منه، وقد قيل: إنما أعتقه منهم ثلاثة، واستمسك بعض القوم بحصصهم منه، فأتى «أبو رافع» رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعينه على من لم يعتق منهم، فكلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوهبوه له فأعتقه

وما روى أنه كان للعباس أولى وأصح إن شاء الله

وزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم «سلمى» مولاته فولدت له «عبيد الله بن أبي رافع» وكانت «سلمى» قابلة «إبراهيم» ابن النبي صلى الله عليه وسلم، وشهدت معه الخندق، وشهد «أبو رافع» «أحدا» و «الخندق» - وما بعدهما من المشاهد، ولم يشهد «بدرا» ، وإسلامه قبل «بدر» إلا أنه كان مقيما بمكة فيما ذكروا

واختلفوا في وقت وفاته، فقيل: مات قبل «عثمان» رضي الله عنه. وقال الواقدي: مات أبو رافع بالمدينة قبل قتل «عثمان» رضي الله عنه بيسير. وقيل: مات في خلافة «علي» رضي الله عنه

» اه: الاستيعاب. وانظر: (الاستيعاب) - الكنى- 13/ 250، 251 رقم:2948. وانظر: (زاد المعاد) لابن القيم 1/ 114. وانظر: (الدرة المضية

) للإمام عبد العني المقدسي ص 41.

ص: 203

بشر «أبو رافع» النبي صلى الله عليه وسلم. بإسلامه فأعتقه، وزوجه «سلمي» مولاته؛ فولدت له «عبيد الله» ، وكان [عبيد الله]«1» خازنا، وكاتبا ل «علي» رضي الله عنه وشهد «أحدا» ، و «الخندق» ، وما بعدهما، وأسلم قبل «بدر» ، وكان مقيما ب «مكة» ، ومات رضي الله عنه في آخر خلافة «عثمان» رضي الله عنه.

وقيل: في خلافة «علي» .

(وأبو كبشة «2» ) : واسمه «سليم» من مولدي «مكة» اشتراه عليه السلام، وأعتقه وشهد معه سائر المشاهد.

(وأنسة «3» ) : - بالمهملة- وكنيته «أبو مشرح» - بالمعجمة كعنبر- من مولدي

- وانظر: (السيرة النبوية) للإمام النووي ص 34. وفي (الإصابة) للإمام ابن حجر- القسم الأول- 11/ 127، 128 رقم: زاد في اسمه فقال: «أبو رافع القبطي مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال: اسمه «إبراهيم» ، ويقال: «أسلم» ، وقيل: «سنان» ، وقيل: «يسار» ، وقيل: «صالح» ، وقيل: «عبد الرحمن» ، وقيل: «قزمان» ، وقيل: «يزيد» ، وقيل: ثابت، وقيل: «هرمز»

وقال مصعب الزبيرى: اسمه «إبراهيم» ، ولقبه «بريه» ، وهو تصغير «إبراهيم»

» اه: الإصابة.

(1)

ما بين القوسين المعكوفين، كان في الأصل [أسلم] ، وهذا من أخطاء النسخ، وما أثبتناه هو الصواب، كما في (الاستيعاب) لابن عبد البر 1/ 161 حيث قال: «وكان عبيد الله

خازنا- وكاتبا لعلي

إلخ» اه: الاستيعاب.

(2)

و «أبو كبشة» ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 12/ 103، 105 رقم: 3143- باب الكاف- فقال: «أبو كبشة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد «بدرا» ، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره ابن عقبة، وابن إسحاق. قال ابن هشام: هو من فارس. وقال غيره: هو من مولدى أرض «دوس» . وقد قيل: من مولدي «مكة: ابتاعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه، واسمه «سليم» توفي سنة ثلاث عشرة في اليوم الذي استخلف فيه «عمر بن الخطاب» رضي الله عنه وقيل: غير ذلك

إلخ» اه: الاستيعاب. وانظر: (زاد المعاد) للإمام ابن القيم 1/ 114. وانظر: (السيرة النبوية) للإمام النووي 1/ 23. وانظر: (الدرة المضية في السيرة النبوية) للإمام عبد الغنى المقدسي ص 40. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 11/ 315، 316 رقم: 951.

(3)

و «أنسة» ترجم لها الإمام محمد بن مكرم المعروف بابن منظور، في مختصره ل (تاريخ-

ص: 204

السراة، وهو موضع «1» بين «مكة» و «اليمن» من حمير. كان يأذن على النبي صلى الله عليه وسلم إذا جلس. شهد «بدرا» ومات في خلافة «أبي بكر» رضي الله عنه.

(وثوبان «2» ) بن بجدد: وكنيته «أبو عبد الله» من أهل السراة أيضا. أصابه سباء؛ فاشتراه عليه السلام، وأعتقه، وكان معه سفرا وحضرا، حتى مات عليه السلام، فخرج إلى الشام؛ فنزل بالرملة، وتوفي ب «حمص» سنة أربع وخمسين، وكان ممن حفظ «3» عن رسول الله، روى عنه جماعة من التابعين «4» .

- دمشق) 2/ 289- السيرة النبوية- فقال: «أنسة أبو مسرح، مهاجري، شهد «بدرا» ، وأحدا، وكان من مولدي السراة، لا تعرف له رواية. قال البغوى: لا أعلم روى عن أنسة، حديث مسند، ولا غير مسند. وقيل: كنيته أبو مسروح، وكان يأذن على النبي صلى الله عليه وسلم إذا جلس ومات في خلافة «أبي بكر الصديق» رضي الله عنه وروى عن ابن عباس قال: قتل أنسة- مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ب «بدر» وقال محمد بن عمر: ليس ذلك يثبت. قال: ورأيت أهل العلم يثبتون؛ أنه لم يقتل، ب «بدر» ، وقد شهد «أحدا» ، وبقي بعد ذلك أيضا زمانا» اه:(مختصر تاريخ دمشق) لابن منظور، تحقيق روحية النحاس، مع آخرين، طبع دار الفكر، نسخة مكتبة المسجد النبوي 26679 رقم: 920/ م. ن. م. وانظر: (الدرة المضية في السيرة النبوية) للإمام عبد الغني المقدسي ص 41. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر- القسم الأول- 1/ 119، 120 رقم: 285.

(1)

حول (السراة) انظر: ما ذكرناه سابقا حولها. وانظر أيضا: ترجمة «ثوبان» الاتية- 2/ 106، 107.

(2)

و «ثوبان» ترجم له الحافظ ابن عبد البر في (الاستيعاب) 2/ 106، 107 رقم: 283 فقال: «ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو عبد الله، وقيل: أبو عبد الرحمن، وأبو عبد الله أصح، وهو ثوبان بن بجدد من «أهل السراة» ، والسراة موضع بين مكة

وقيل: إنه من حمير

وقيل: حكمي من «حكم بن سعد العشيرة» أصابه سباء

ولم يزل يكون معه في السفر والحضر

إلى قوله: وتوفي سنة أربع وخمسين

» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإشارة) للحافظ مغلطاي ص 368. وانظر: (الإصابة) للحافظ ابن حجر 2/ 29 رقم: 963.

(3)

عن قوله: «وكان ممن حفظ

إلخ» قال الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 2/ 107- ترجمة ثوبان- «كان ثوبان ممن حفظ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأدى ما وعى عنه، وروى عنه جماعة من التابعين، منهم «جبير بن نفير الحصرمي»

إلخ» اه: الاستيعاب.

(4)

و «التابعون» : «جميع تابع: وتابعي، قيل: هو من صحب الصحابي، وقيل: من لقيه، وهو الأصل قال الحاكم: هم خمس عشرة طبقة

إلخ» اه: تدريب الراوي في شرح-

ص: 205

(وشقران «1» ) الحبشي: وقيل: فارسي «2» ، وهبه له «عبد الرحمن بن عوف» . وقيل: / اشتراه «3» منه. وقيل: ورثة من أبيه، وأعتقه بعد أن شهد معه «بدرا» وكان اسمه صالحا.

ويسارا «4» ) : الراعي الذي قتله العرنيون «5» ، واستاقوا

- تقريب النواوي 1/ 234، 235 تحقيق الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف- رحمه الله نسخة المسجد النبوي 1261 رقم: 1، 213/ س. ى. ت.

(1)

و «شقران» ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 5/ 87، 88 رقم: 1200 فقال: «شقران» - مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل/ اسمه «صالح، فيما ذكره خليفة بن خياط، ومصعب وقال مصعب: كان شقران، عبدا حبشيا، ل «عبد الرحمن بن عوف» فوهبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل: بل اشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم

وقال عبد الله بن داود الخريبي وغيره: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ورث «شقران»

من أبيه، فأعتقه بعد «بدر» ، وأوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته، وكان فيمن حضر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته

» اه: الاستيعاب. وانظر: (الدرة المضية في السيرة النبوية) للإمام عبد الغنى المقدسي ص 41. وانظر: (الإشارة) للحافظ مغلطاي ص 368. وانظر: (أسد الغابة

) للإمام ابن الأثير 2/ 375.

(2)

حول قوله: «فارسي» انظر: أ- (تاريخ الطبري) للإمام الطبري 3/ 170. ب- (الإشارة) للحافظ مغلطاي ص 368.

(3)

حول شراء «شقران» انظر ترجمته المتقدمة.

(4)

و «يسار ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 11/ 85، 86 رقم: 2803 فقال: «يسار مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل: كان نوبيا، وهو الراعي الذي قتله «العرنيون» الذين استاقوا «ذود» رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبهم، فأتى بهم فقتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقطع أيديهم وأرجلهم، وسمل أعينهم، وألقاهم في «الحرة» حتى ماتوا، وذلك في سنة ست من الهجرة، وكان العرنيون، قد قطعوا يديه، ورجليه، وغرزوا الشوك في لسانه وعينيه حتى مات، وأدخل المدينة ميتا، وهربوا بالسرح؛ فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبهم، فأدركوا، وفعل بهم ما ذكر» اه: الاستيعاب. وانظر: (الطبقات) للإمام محمد بن سعد 1/ 504. وانظر: (تلقيح فهوم أهل الأثر) للإمام ابن الجوزي ص 35. وانظر: (الدرة المضية في السيرة النبوية) للإمام عبد الغني المقدسي ص 41.

(5)

و «العرنيون» جمع عرني يرجعون إلى قبيلة «عرينة» من «بجيلة» اه: الاشتقاق لابن دريد. -

ص: 206

«الذود «1» » ، ومثلوا به، فبعث عليه السلام في طلبهم، فأتى بهم، فعاقبتهم بمثل ذلك، كما هو مشهور.

(وفضالة «2» ) : قال ابن عبد البر: لا أعرفه بغير ذلك.

(وأبو مويهبة»

) : لا يعرف بغير كنيته اشتراه عليه السلام، فأعتقه، وحديثه

- وانظر: فتح الباري حديث رقم: 231. وحول قصة «العرنيين» الذين قتلوا «يسارا» انظر القصة كما جاءت في الحديث المتفق عليه عند البخاري ومسلم، عن أنس بن مالك، وغيرهما. الجامع الصحيح- صحيح البخاري- «1/ 92، رقم: 1430، 4/ 1535 أرقام: 3956، 3957، 6/ 2496 رقم: 6420» اه: الجامع الصحي، مراجعة الدكتور مصطفى ديب البغا، نشر بيروت سنة 1407 هـ/ 1987 م. (صحيح الإمام مسلم) 3/ 1297 رقم: 1671، وانظر: بقية الأحاديث. وانظر: (السنن) للإمام أبي داود 3/ 141 رقم: 2666 عن أنس بن مالك. وانظر: (الجامع الصحيح) للإمام الترمذي 1/ 106 رقم: 72، 4/ 281 رقم: 1845، 4/ 385 رقم: 2042، عن أنس بن مالك رضي الله عنه. وانظر:(سنن النسائي الصغرى- المجتبى-) 1/ 160 رقم: 306، عن أنس. وانظر:(سنن النسائي الكبرى) 1/ 130 رقم: 295، 2/ 294 أرقام: 3490، 3491، 3492، 3493، 3494، 3495، 3497، 3498. وانظر:(فتح الباري بشرح صحيح البخاري) 1/ رقم: 230، 7/ 459 رقم:3956.

(1)

و «الذود» من الإبل: «ما بين اثنتين، إلى التسع، وقيل: ما بين الثلاث إلى العشر، واللفظة مؤنثة، ولا واحد لها من لفظها كالنعم» اه: النهاية.

(2)

و «فضالة» ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 9/ 122 رقم: 2084 فقال: «وفضالة غير منسوب، مذكور في موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أعرفه بغير ذلك قيل: إنه مات بالشام» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإشارة) للحافظ مغلطاي ص 377.

(3)

و «أبو مويهبة» ترجم له ابن عبد البر في (الاستيعاب) 12/ 160 رقم: 3196، فقال:«مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان من مولدى «مزينة» ، اشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه

لا يوقف على اسمه» . حديثه حسن في «استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل البقيع

» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 12/ 35 رقم: 1095. وانظر: (الدرة المضية في السيرة النبوية) للإمام عبد الغني المقدسي ص 41.

ص: 207

حسن في استغفاره صلى الله عليه وسلم لأهل البقيع، واختياره لقاء ربه «1» .

(وسفينة «2» ) : سمي بذلك؛ لأنهم كانوا حملوه شيئا كثيرا في السفر، فكل من أعيا ألقى عليه؛ فمر عليه صلى الله عليه وسلم فقال:«أنت سفينة» . قال: «لو حملت من يومئذ وقر* بعير ما ثقل عليّ» . وقال له بعضهم: ما اسمك؟! فقال: لا أخبرك سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم «سفينة «3» »

(1) حديث «أبي مويهبة» في استغفاره صلى الله عليه وسلم لأهل البقيع: أخرجه الإمام أحمد، والدارمي والطبراني، وغيرهما. فأخرجه الإمام أحمد في (مسنده) 3/ 448 رقم: 16039 بلفظ: عن أبي مويهبة- مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم من جوف الليل، فقال: يا أبا مويهبة؛ إني قد أمرت أن استغفر لأهل البقيع؛ فانطلق معي؛ فانطلقت معه؛ فلما وقف بين أظهرهم قال: «السلام عليكم يا أهل المقابر ليهن لكم ما أصبحتم فيه، مما أصبح فيه الناس، لو تعلمون ما أنجاكم الله منه؛ أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، يتبع أولها آخرها؛ الاخرة شر من الأولى

الحديث» . وانظر: المسند أيضا 3/ 448 رقم: 40160. وأخرجه الدارمي في (المقدمة) باب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم 1/ 50 رقم: 78. وأخرجه الطبراني في (المعجم الكبير) 22/ 346 رقم: 871، 872. وأخرجه الحاكم في (المستدرك) 3/ 75 رقم: 4383 عن أبي مويهبة، وقال: حديث صحيح على شرط مسلم، إلا أنه عجب بهذا الإسناد. والحديث ذكره الإمام الهيثمي في مجمع الزوائد كتاب (علامات النبوة) باب تخييره صلى الله عليه وسلم في الدنيا والاخرة 9/ 27، وعزاه إلى أحمد، والطبراني بإسنادين رجال أحدهما ثقات. والثاني:«عن عبيد بن حنيف، عن أبي مويهبة» اه: مجمع الزوائد.

(2)

و «سفينة» ترجم له ابن البر في (الاستيعاب) 4/ 215 رقم: 3328 فقال: «سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل: كان اسمه «مهران» ، وقيل:«طهمان» ، وقيل:«مروان»

أوصلها- رحمة الله- إلى إحدى وعشرين قولا

وكان أصله من «فارس» ، فاشترته «أم سلمة» رضي الله عنها، ثم أعتقته، واشترطت عليه أن يخدم النبي صلى الله عليه وسلم

وعن أم سلمة

عن سفينة كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فى سفر؛ فكان بعض القوم إذا أعيا ألقى عليّ ثوبه، حتى حملت من ذلك شيئا، فقال:«ما أنت إلا سفينة» ، وكان يسكن بطن نخلة. اه: الإصابة.

(*) وعن «وقرة» قال صاحب القاموس المحيط: «وقر- كعنى- ووقرها- بالكسر- الحمل الثقيل، أو أعم

» اه: القاموس. وانظر: (سبل الهدى والرشاد) للصالحي 1/ 407.

(3)

وحديث تسميته بسفينة أخرجه الإمام أحمد في مسنده (مسند الأنصار) رقم «20918 بلفظ: عن سفينة

قال: قلت ما اسمك؟! قال: ما أنا بمخبرك سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم سفينة. -

ص: 208

ولا أريد غير هذا الاسم. وقيل: هو مولى «أم سلمة «1» » - رضي الله نه- أعتقه، وشرطت عليه أن يخدم النبي صلى الله عليه وسلم حياته، فقال:«لو لم تشترطي عليّ ما فارقته «2» » .

[مواليه صلى الله عليه وسلم من النساء]

(ومن النساء: أم أيمن «3» ) : واسمها «بركة» ، وكانت تحت «عبيد الحبشي» فولدت له «أيمن» ، (وكانت حاضنته/ صلى الله عليه وسلم، وزوجها «زيد بن حارثة» وهي أم «أسامة ابن زيد» ) .

و (سلمى «4» ) : وهي أم رافع زوجة أبي رافع مولاته عليه السلام، ويقال: هي

- قلت: ولم سماك سفينة؟! قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه أصحابه؛ فثقل عليهم متاعهم؛ فقال لي:«ابسط كساءك» . فبسطته؛ فجعلوا فيه متاعهم، ثم حملوه عليّ، فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أحمل، فإنما أنت سفينة» . فلو حملت يومئذ وقر بعير، أو بعيرين، أو ثلاثة، أو أربعة

» إلى «سبعة ما ثقل عليّ إلا أن يجفوا» اه: المسند.

(1)

حول عتق «أم سلمة» ل «سفينة» رضي الله عنها انظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 4/ 215. وانظر: (سبل الهدى والرشاد) للإمام الصالحي 11/ 407.

(2)

حديث «

لو لم تشترطي

إلخ» أخرجه كل من: الإمام أبو داود في سننه 4/ 22 رقم: 3932 بلفظ: عن سفينة- رضي الله عنه قال: كنت مملوكا لأم سلمة- رضي الله عنها فقالت: أعتقك، وأشترط عليك أن تخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عشت. فقلت:«إن لم تشترطي علي ما فارقت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عشت، فأعتقتني، واشترطت علي» . وأخرجه الإمام ابن ماجه في سننه 2/ 844 رقم: 2526، عن سفينة. وأخرجه الإمام الحاكم في (المستدرك) 2/ 232 رقم:2849. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وسكت عنه الذهبي في التلخيص. وانظر: (المعجم الكبير) للإمام الطبراني 7/ 85 رقم: 6447. وانظر: (السنن الكبرى) للإمام البيهقي 10/ 291 رقم: 21215.

(3)

«أم أيمن» رضي الله عنها انظر: ترجمتها التي تقدمت في مواليه من الرجال.

(4)

و «سلمى: ترجم لها الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 43، 44 رقم: 3383 فقال: «وهي مولاة صفية بنت عبد المطلب، يقال لها: مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي امرأة أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت قابلة بني فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي التي غسلت فاطمة، -

ص: 209

مولاة «صفية بنت عبد المطلب» وهي التي غسلت «فاطمة» مع زوجها «علي» رضي الله عنهم.

(ورضوى «1» ) : كسكرى.

(ومارية) : وتكنى: أم الرباب، وهي غير «مارية القبطية» حديثها عند أهل البصرة؛ أنها تطأطأت للنبي صلى الله عليه وسلم حتى صعد حائطا ليلة فر من المشركين ذكره، أبو عمر «2» .

(وريحانة «3» ) بنت شمعون بن زيد بن خنافة من بني قريظة، وقيل: من بني النضير

- مع زوجها علي، مع أسماء بنت عميس، وشهدت «سلمى» هذه «خبير» مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

إلخ» اه: الاستيعاب. وحول ترجمتها انظر أيضا المراجع الاتية: أ- (تلقيح فهوم أهل الأثر) للإمام ابن الجوزي ص 37. ب- (الإشارة) للإمام مغلطاي ص 364، 380. ج- (الإصابة) للحافظ ابن حجر 12/ 313، 314 رقم:571. د- (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) للإمام الصالحى 11/ 413.

(1)

و «رضوى» ذكرها الحافظ مغلطاي في كتابه (الإشارة) ص 381 وذكرها الحافظ ابن حجر في (الإصابة) في موضعين: الأول: ذكرها مع «خضرة» خادم النبي صلى الله عليه وسلم 12/ 221، 222 رقم:342. الثاني: ذكرها في الإصابة 12/ 254 رقم: 418.

(2)

من أول قوله: «ومارية

» إلى قوله: «فر من المشركين» مقتبس من كتاب (الاستيعاب) 13/ 152، 153 رقم: 3490 للحافظ «أبي عمر» - ابن عبد البر-. وحول «مارية» زيادة على (الاستيعاب) انظر أيضا المراجع الاتية: أ- (تلقيح فهوم أهل الأثر) للإمام ابن الجوزي ص 38. ب- (الإشارة) للحافظ مغلطاي ص 367. ج- (الإصابة) للإمام ابن حجر 13/ 126، 127 رقم:982.

(3)

و «ريحانة» ترجم لها الحافظ ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 11 رقم: 3350 فقال: «ريحانة سرية رسول الله صلى الله عليه وسلم، هي ريحانة بنت شمعون بن زيد بن خنافة، من بني قريظة، وقيل: من بني النضير

» اه: الاستيعاب. وقال الحافظ ابن حجر في (الإصابة) - القسم- 12/ 267، 268 رقم: 444: «ريحانة بنت شمعون بن زيد، وقيل: زيد بن عمرو بن قناعة- بالقاف- أو خنافة- بالخاء المعجمة- من-

ص: 210

كانت موطوءة بملك اليمين، على ما جزم به ابن إسحاق واقتصر عليه أبو عمر.

قال الشامي «1» : «وبه جزم خلائق «2» » ، وكذلك قال الحافظ «السخاوي» في كتابه «الفخر المتوالي فيمن انتسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من الخدم والموالى «3» » .

والذي عند الواقدي، كما نقله «ابن سيد الناس «4» » أن ريحانة هذه كانت من أزواجه صلى الله عليه وسلم، وعليه اقتصر «ابن الأثير «5» » .

- بني النضير

وقال ابن إسحاق: من بني عمرو بن قريظة. وقال ابن سعد: ريحانة بنت زيد

وكانت متزوجة رجلا من بنى قريظة، يقال: له الحاكم، ثم روى ذلك عن الواقدي. قال ابن إسحاق في الكبرى: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سباها فأبت إلا اليهودية، فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفسه؛ فبينما هو مع أصحابه؛ إذ سمع وقع نعلين خلفه؛ فقال:«هذا ثعلبة بن شعبة، يبشرنى بإسلام «ريحانة» . فبشره، وعرض عليها أن يعتقها، ويتزوجها، ويضرب عليها الحجاب، فقالت: يا رسول الله؛ بل تتركني في ملكك؛ فهو أخف علي، وعليك. فتركها، وماتت قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة عشر. وقيل: لما رجع من حجة الوداع

إلخ» اه: الإصابة. وحول «ريحانة» رضي الله عنها انظر المراجع الاتية: 1- (السيرة النبوية) لابن هشام مع (الروض الأنف) للسهيلي- لإسلام ريحانة- 3/ 271- 272. 2- (البداية والنهاية) للإمام ابن كثير 5/ 328. 3- (تلقيح فهوم أهل الأثر) للإمام ابن الجوزي ص 37. 4- (عيون الأثر في فنون المغازى، والشمائل والسير) للإمام ابن سيد الناس 2/ 399.

(1)

«الشامي» هو محمد بن يوسف الصالحى، مؤلف كتاب (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) مطبوع.

(2)

قوله: «وبه جزم خلائق» ذكره الشامى- محمد بن يوسف- في كتابه (سبل الهدى

) 11/ 220- ذكر سراريه- فقال: «وأما ريحانة- وهي بنت زيد

وكانت جميلة وسيمة، وقعت في سبي بني قريظة، وكانت صفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تزل عنده صلى الله عليه وسلم حتى ماتت

وقيل: كانت موطوءة له بملك يمين، وبهذا جزم خلائق» اه: سبل الهدى بتصرف.

(3)

كتاب السخاوي (الفخر المتوالى

) مطبوع وفي ص 75 وتحت رقم: 194 منه قال: «ريحانة ابنة شمعون من بني النضير، والراجح أنه أعتقها وتزوجها» اه: الفخر

(4)

قول ابن سيد الناس: «أن ريحانة هذه كانت من أزواجه

إلخ» ذكره في كتابه (عيون الأثر

) 2/ 399.

(5)

انظر (الكامل في التاريخ) لابن الأثير 2/ 177.

ص: 211

وقال الدمياطى: «هو الأمر عند أهل العلم «1» » .

[خدمه «2» صلى الله عليه وسلم من الأحرار]

[ (وخدمه من الأحرار: أنس بن مالك، وهند «3» ، وأسماء «4» ابنا حارثة الأسلميان) ] .

[شهوده صلى الله عليه وسلم بنيان الكعبة]

(فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم/ خمسا وثلاثين سنة) على ما قاله ابن إسحاق «5» (شهد بنيان الكعبة) فكان ينقل معهم الحجارة، وكانوا يضعون أزرهم «6» على عواتقهم،

(1) قول الإمام الدمياطي: «هو الأمر

إلخ» لم أستطع الوصول إليه في المراجع المتوافرة لدى.

(2)

«خدمه» : جمع خادم غلاما، كان، أو جارية، والخادمة بالهاء في المؤنث، ويجمع على خدام» اه: المصباح المنير. وانظر: (شرح الزرقاني على المواهب اللدنية) 3/ 296.

(3)

و «هند» ترجم له الإمام أبو عمر- ابن عبد البر- في (الاستيعاب) 12/ 406 رقم: 2698 فقال: «هند بن حارثة بن هند الأسلمي

شهد هند بيعة الرضوان، مع إخوة له سبعة لزم منهم النبي صلى الله عليه وسلم اثنان:«أسماء» و «هند» . قال أبو هريرة: ما كنت أرى «أسماء» و «هند» ابني حارثة إلا خادمين لرسول الله صلى الله عليه وسلم

وكانا من أهل الصفة ومات «هند» بالمدينة في خلافة «معاوية» رضي الله عنهما اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) للحافظ ابن حجر 12/ 260 رقم: 9006.

(4)

و «أسماء» ترجم له ابن عبد البر في (الاستيعاب) 1/ 59 رقم: 136 فقال: «

أسماء بن حارثة الأسلمى» يكنى «أبا محمد

وهو أخو «هند» توفي سنة ست وستين بالبصرة، وهو ابن ثمانين سنة، هذا قول الواقدي» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر- القسم الأول- 1/ 59 رقم: 136.

(5)

قول ابن إسحاق هذا انظره في (السيرة النبوية) لابن هشام 1/ 227، 229- الاختلاف بين قريش في وضع الحجر.

(6)

«الأزر» : جمع إزار، وهو ثوب يحيط بالنصف الأسفل من البدن، يذكر ويؤنث. المعجم الوسيط. وحول نقل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجارة معهم

إلخ. قال النجم عمر بن فهد في كتابه (إتحاف الورى بأخبار أم القرى) 1/ 147: «ويقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينقل مع قريش الحجارة، وكانوا يضعون أزرهم على عواتقهم، ويحملون الحجارة؛ فقال العباس للنبي صلى الله عليه وسلم يا ابن أخي لو حللت إزارك فجعلته على منكبك دون الحجارة، فحله فجعله على منكبه، فخر إلى الأرض مغشيا عليه، وطمحت عيناه إلى السماء، ثم قال: «إزاري» فشد عليه إزاره، فما رئي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك عريانا» اه: إتحاف الورى.

ص: 212

ويحملون الحجارة، فأمره العباس بفعل ذلك ففعله صلى الله عليه وسلم فخر إلى الأرض، وطمحت «1» عيناه إلى السماء، وقد نودي: اشدد عليك إزارك يا محمد وإنه لأول ما نودي، فضمه العباس إلى نفسه؛ فلما أفاق قال: إزاري «2» فنشر عليه إزاره.

(وتراضت قريش بحكمه صلى الله عليه وسلم فيها) لما اختلفوا فيمن يضع الحجر في موضعه، واختصموا في ذلك، حتى أعدوا للقتال، فقال لهم:«أبو أمية بن المغيرة المخزومي» - المعروف بزاد الراكب «3» -: «اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول داخل من هذا المسجد «4» ، ففعلوا؛ فكان عليه السلام أول داخل قالوا: هذا الأمين رضينا، هذا محمد. فأمر صلى الله عليه وسلم بثوب فأتى به، فوضع الحجر فيه بيده، ثم أمر سيد كل قبيلة أن يأخذ بناحية من الثوب، ثم قال: ارفعوه جميعا. ففعلوا حتى إذا تطاول به موضعه، وضعه بيده الشريفة، ثم بنى عليه من كان يا بني.

(فلما أتت له صلى الله عليه وسلم أربعون سنة ويوم «5» بعثه* الله عز وجل إلى الناس كافة بشيرا

(1) حول قوله: «طمحت» قال ابن الأثير في (النهاية) : «امتدت إلى أعلى، ومنه الحديث» «فخر إلى الأرض فطمحت» اه: نهاية.

(2)

في (إتحاف الورى) تكرر لفظ: «إزاري» مرتين انظر: التعليق السابق.

(3)

حول «زاد الراكب» انظر: ما ذكرناه سابقا حوله.

(4)

بعض المراجع ذكرت باب بني شيبة بدل «

من هذا المسجد» وحول قوله: «اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول داخل

إلخ» . انظر المصادر والمراجع الاتية: أ- (السيرة النبوية) للإمام ابن هشام- الاختلاف بين قريش في وضع الحجر الأسود- 1/ 227، 228. ب- (الكامل في التاريخ) للإمام ابن الأثير- ذكر هدم قريش الكعبة وبنائها- 1/ 573. ج- (تاريخ الإسلام، ووفيات المشاهير) - السيرة النبوية- حديث بنيان الكعبة، وحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين قريش في وضع الحجر- للإمام الذهبي ص 66، 68. د- كتاب (الإشارة) للحافظ مغلطاي- بيان الكعبة- ص 84، 86.

(5)

في بعض نسخ (أوجز السير) - أصل كتابنا- ورد و «يوما» بالنصب بدل: و «يوم» بالرفع، وهو جائز على أنه «مفعول معه» قال ابن مالك:

وينصب تالي الواو مفعول معه

في نحو سيري والطريق مسرعة

اه: ألفية ابن مالك مع شرحها لابن عقيل 2/ 202. تحقيق الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد- رحمه الله طبع دار التراث.

(*) حول مبعثه صلى الله عليه وسلم انظر المصادر والمراجع الاتية: أ- (السيرة النبوية) للإمام ابن هشام 1/ 265.

ص: 213

ونذيرا) ، وذلك في ربيع الأول على المشهور الذي أطبق عليه العلماء، ورواه الشيخان عن «ابن عباس «1» » رضي الله عنهما و « [محمد «2» ] بن جبير بن مطعم»

» ، و «عطاء «4» » و «سعيد بن المسيب «5» » و «أنس بن

- ب- الترجمة النبوية في (الاستيعاب) 1/ 39، 72. ج- (الروض الأنف) للإمام السهيلي 1/ 265. د- (الكامل في التاريخ) للإمام ابن الأثير- ذكر ابتداء الوحى- 1/ 575. هـ- (تاريخ الإسلام) للإمام الذهبي- ذكر مبعثه- ص 117. و (الإشارة) للإمام مغلطاي- ابتداء الوحى- ص 88، 92.

(1)

حديث ابن عباس- متفق عليه-: أخرجه البخاري في صحيحه- فتح الباري- كتاب (مناقب الأنصار)، باب مبعث النبي صلى الله عليه وسلم 7/ 162 رقم:3851. وانظر: أطرافه تحت أرقام: 3902، 3903، 4465، 4979. وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه كتاب (الفضائل) باب كم كان سن النبي صلى الله عليه وسلم؟! 4/ 1827، رقم: 2353- 121، 123.

(2)

ما بين القوسين المعكوفين [محمد] ساقط من الأصل، وأثبتناه من: أ- (التمهيد) للإمام ابن عبد البر 3/ 14. ب- (التقريب) للإمام ابن حجر ص 471 رقم: 5780.

(3)

و «محمد بن جبير» ترجم له الحافظ ابن حجر في (التقريب) للإمام ابن حجر ص 471 رقم: 5780 فقال: «محمد بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل النوفلي، ثقة عارف بالنسب، من الطبقة الثالثة، مات على رأس المائة أخرج له أصحاب الكتب الستة» اه: التقريب.

(4)

و «عطاء» ترجم له الحافظ ابن حجر في (التقريب) ص 392 رقم: 4600 فقال: «عطاء بن أبي مسلم أبو عثمان الخراساني

صدوق يهم كثيرا، ويرسل- ويدلس. من الطبقة الخامسة. مات سنة خمس وثلاثين ومائة. لم يصح، أن البخاري أخرج له. أخرج له الإمام مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه» اه: التقريب.

(5)

و «سعيد بن المسيب» ترجم له الإمام ابن حجر في (التقريب) ص 241 رقم: 2396 فقال: «سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشى المخزومى أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار، من كبار الطبقة الثانية. اتفقوا على أن مرسلاته أصح المراسيل. قال ابن المديني: لا أعلم في التابعين، أوسع علما منه. مات بعد التسعين، وقد ناهز الثمانين، أخرج له أصحاب الكتب الستة» اه: التقريب. وقول: «محمد بن جبير» ، و «عطاء» ، و «سعيد بن المسيب» ذكره الإمام ابن عبد البر في (التمهيد) 10/ 14 فقال:«وكذلك قال محمد بن جبير بن مطعم؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نبىء على رأس الأربعين، وهو قول: «عطاء الخراساني» ، وهو قول:«قباث بن أشيم» قال: نبئ-

ص: 214

مالك «1» » ، وهو الذي عند ابن إسحاق*، وبه قال الإمام النووي في «شرح صحيح مسلم «2» » .

وقال الحافظ ابن كثير «3» ، وشيخ الإسلام ابن حجر: إنه عليه السلام بعث في شهر رمضان، قال ابن حجر: وهو الراجح؛ لما سيأتي، من أنه الشهر الذي جاور فيه، في «حراء «4» » فجاء الملك، وعلى هذا يكون سنه حينئذ أربعين سنة، وستة أشهر.

- النبي صلى الله عليه وسلم على رأس أربعين من عام الفيل» اه: التمهيد.

(1)

حديث أنس بن مالك متفق عليه: أخرجه البخاري في صحيحه- فتح الباري- كتاب (المناقب)، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم 6/ 564 رقم: 3547 بلفظ: «

عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال: سمعت أنس بن مالك يصف النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان ربعة

أنزل عليه، وهو ابن أربعين

» . وانظر: صحيح البخاري الحديث برقم: 3548. وانظر: صحيح البخاري كتاب (اللباس) باب الجعد 10/ 356 رقم: 2347. وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه كتاب (الفضائل) باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم ومبعثه، وسنة 4/ 1824 رقم:2347.

(*) قوله: «وهو الذي عند ابن إسحاق

» مذكور في كتاب (مختصر السيرة) - نص ابن إسحاق- ص 37 (المبعث)، إعداد محمد عفيف الزعبى. نشر دار النهضة الحديثة. وانظر:(الطبقات) للإمام محمد بن سعد 1/ 190، 194. وانظر:(تاريخ الإسلام) للذهبي- ذكر مبعثه- ص 117 وانظر: (الإشارة) للحافظ مغلطاي، ابتداء الوحي، ص 88.

(2)

قول الإمام النووي في كتابه شرح صحيح مسلم كتاب (الفضائل) باب قدر عمره

15/ 99 قال: «والثالثة ثلاث وستون، وهي أصحها، وأشهرها، رواه مسلم هنا من رواية «عائشة» ، و «أنس» » وابن عباس- رضي الله عنهم

» اه: صحيح مسلم بشرح النووي.

(3)

قول الحافظ ابن كثير مذكور في كتابه (البداية والنهاية) 2/ 260- مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: «والقول الثاني أنه ولد في رمضان، نقله «ابن عبد البر» ، عن الزبير بن بكار، وهو قول غريب جدا، وكان مستنده، أنه- عليه الصلاة والسلام أوحى إليه في رمضان، بلا خلاف؛ وذلك على رأس أربعين سنة من عمره، فيكون مولده في رمضان، وهذا فيه نظر والله أعلم» اه: البداية والنهاية.

(4)

وحول «حراء» - قال الإمام صفى الدينى عبد المؤمن بن عبد الحق البغدادى (ت 739 هـ) في كتابه (مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع) : هو «بكسر الحاء ممدود على وزن فعال، جبل بمكة» اه: مراصد الاطلاع تحقيق مصطفى السقا. طبع عالم الكتب. نسخة المسجد النبوي 17011 رقم: 910/ ب. ك. م.

ص: 215

واختلف في أي يوم من شهر رمضان؛ فقيل: لسبع عشرة خلت منه، وقيل:

لأربع وعشرين منه.

(فصدع «1» صلى الله عليه وسلم بأمر الله) ودعا لدين الله صابرا محتسبا، لا يتقي «2» أحدا من الناس. «وبلغ الرسالة» ، فكان صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على قبائل العرب، ويأتيهم في منازلهم ب «عكاظ» ، و «مجنة «3» » ، و «ذي المجاز» يقول لهم، ويدعوهم إلى الله، وإلى توحيده و «أبو لهب «4» » وراءه يقول:«يا أيها الناس؛ إن هذا يأمركم أن تتركوا دين آبائكم «5» .

(1) حول قوله: «فصدع

» قال ابن هشام في (السيرة النبوية) 2/ 3: «اصدع بما تأمر» : «افرق بين الحق والباطل» اه: السيرة النبوية.

(2)

قوله: «لا يتقي أحدا» أي: لا يخاف أحدا.

(3)

عن «مجنة» يقول ياقوت الحموي في كتابه (معجم البلدان) 5/ 58، 59:«بفتح الميم وتشديد النون-: اسم سوق للعرب في الجاهلية، وكذا ذو المجاز وعكاظ، أسواق في الجاهلية قال الأصمعى: وكانت «مجنة» بمر الظهران، قرب جبل يقال له:«الأصفر» ، وهو بأسفل مكة، على قدر بريد منها، وكانت تقوم عشرة أيام من أخر ذي القعدة، والعشرون منه قبلها سوق «عكاظ» ، وبعد «مجنة» ، سوق «ذي المجاز» ثمانية أيام من ذي الحجة، ثم يعرفون في التاسع إلى «عرفة» ، وهو يوم التروية. وقال الداودي:«محنة» عند «عرفة» . وقيل: بلد على أميال من «مكة» اه: معجم البلدان وانظر: (مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع) للبغدادي.

(4)

و «وأبو لهب

» قال عنه الإمام ابن حبان في كتابه (الثقات) 1/ 89: «إن الله (أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يعرض نفسه على قبائل العرب يدعوهم إلى الله وحده، أن لا يشركوا به شيئا، وينصروه، ويصدقوه؛ فكان يمر على مجالس العرب ومنازلهم؛ فإذا رأى قوما وقف عليهم، وقال: «إني رسول الله إليكم، يأمركم أن تعبدوا الله، ولا تشركوا به شيئا، وتصدقوني» وخلفه «عبد العزى» «أبو لهب بن عبد المطلب» عنه يقول لهم: يا قوم لا تقبلوا منه؛ فإنه كذاب

» اه: الثقات.

(5)

حديث «يا أيها الناس؛ إن هذا يأمركم

إلخ» . أخرجه الإمام ابن أبي عاصم الشيباني (ت 287 هـ) في كتابه (الاحاد والمثاني) 2/ 207 رقم: 959 بلفظ: حدثنا محمد بن المنكدر، أنه سمع ربيعة بن عباد الدئلي رضي الله عنه يقول:«رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف على الناس ب «منى» في منازلهم قبل أن يهاجروا إلى المدينة: أن الله يأمركم أن تعبدوه، ولا تشركوه به شيئا» قال: ووراءه رجل يقول: يا أيها الناس؛ إن هذا يأمركم أن تتركوا دين آبائكم، فسألت عن هذا الرجل؟ فقيل: هذا أبو لهب. وانظر: الحديث بعده 2/ 207 رقم: 960. وأخرجه الحاكم في (المستدرك) 1/ 61 رقم: 38.

ص: 216

وفي حديث مسند عن «طارق بن عبد الله «1» » أو «ربيعة بن عباد الكناني الدئلي «2» » أنه رآه صلى الله عليه وسلم بسوق «ذي المجاز» ، يعرض نفسه على القبائل يقول: «يا أيها

- وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وراوته، عن آخرتهم ثقات، أثبات، ولعلهما، أو واحد منهما يوهم أن ربيعة بن عباد؛ ليس له روا غير «محمد بن المنكدر» ، وقد روى عنه «أبو الزناد عبد الله بن ذكوان هذا الحديث بعينه. وسكت عنه الحافظ الذهبي في التلخيص. وانظر:(المعجم الكبير) للطبراني 5/ 61، 62 أرقام: 4583، 4586، 4587. وانظر:(المعجم الأوسط) للطبراني 2/ 290 رقم: 1510.

(1)

و «طارق

» ترجم له الإمام ابن حجر في (الإصابة) 2/ 220 رقم: 4227 فقال: «طارق ابن عبد الله المحاربي» من محاربي خصفة،

روى عنه: أبو الشعثاء، وربعي بن خراش، وأبو ضمرة، حديثه في الكوفيين، وله صحبة،

وروى الترمذي من حديثه؛ أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة بذي المجاز، وذكر قصة مع عمه، قصة «أبي لهب» اه: الإصابة. و «حديث طارق بن عبد الله» أخرجه كل من: أ- الحاكم في (المستدرك) 2/ 668 رقم: 4219. ب- الإمام الطبراني في (المعجم الكبير) 8/ 31، 314 تحت رقمى: 4582، 8175. ج- الإمام البخاري في (أفعال العباد) ص 58. د- الإمام البيهقي في (السنن الكبرى) 1/ 76 رقم: 363، 6/ 20 رقم: 10876. هـ- الإمام الدارقطني في (السنن) 3/ 44 رقم: 186. والإمام ابن حبان في (صحيحة بترتيب ابن بلبان) 14/ 517 رقم: 6562. ز- الإمام ابن خزيمة في (صحيحه) 1/ 82 رقم: 159.

(2)

و «ربيعة

» ترجم له الحافظ ابن حجر في (الإصابة) - القسم الأول- 3/ 265 رقم: 1897 فقال: «ربيعة بن عباد- بكسر المهملة الموحدة- الدئلي» ، ويقال في أبيه بالفتح والتثقيل، والأول الصواب قاله ابن معين، وغيره. وروى أحمد، من طريق أبي الزناد، عن ربيعة بن عباد- وكان جاهليا فأسلم، قال: رأيت أبا لهب بسوق «عكاظ» ، وهو وراء النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية- وبسوق «ذي المجاز» ، وهو يقول: «يا أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا

الحديث»

قال أبو عمر: عمر ربيعة طويلا، ولا أدري متى مات؟ قلت:«ذكر خليفة، وابن سعد؛ أنه مات في خلافة الوليد» اه: (الإصابة) . وحديث «ربيعة أخرجه الإمام أحمد في مسنده 3/ 492 رقم: 16066 بلفظ: عن ربيعة بن عباد الديلى- وكان جاهليا أسلم- فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بصر عينى- بسوق» المجاز يقول: «يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا، ويدخل في فجاجها، والناس متقصفون عليه فما رأيت أحدا يقول شيئا، وهو لا يسكت يقول: أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا» . إلا أن وراءه رجلا أحول وضيء الوجه، ذا غديرتين، يقول: إنه صابئ كاذب.

ص: 217

الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا» و «أبو لهب «1» » يرجمه بالحجارة، حتى أدمى كعبيه، يقول:«يا أيها الناس، لا تسمعوا منه؛ فإنه كذاب» . إلى غير ذلك، مما كان يلقي صلى الله عليه وسلم [

«2» ] وروموه بالشعر «3» ، والسحر والكهانة، والجنون، واجتمعوا على أن يقولوا للناس: إنه ساحر، وجعلوا يتعرضون للناس في المواسم، ويحذرونهم منه عليه السلام «4» .

(ونصح الأمة) وأدى الأمانة صلى الله عليه وسلم (فشنف القوم له «5» ) أي: أبغضوه، وكرهوا ما جاء به (حتى حاصروه صلى الله عليه وسلم وأهل بيته بالشعب «6» ) ؛ بني هاشم، وبني المطلب، ابني

- فقلت: من هذا؟ قالوا: محمد بن عبد الله، وهو يذكر النبوة. قلت: من هذا الذي يكذبه؟ قالوا: عمه أبو لهب. قلت: إنك كنت يومئذ صغيرا. قال: لا والله؛ إني يومئذ لأعقل. وانظر: نفس المصدر أيضا 4/ رقم: 19026. وأخرجه الحاكم في (المستدرك) 1/ 61 رقم: 39. وقال الحاكم: وإنما استشهدت بعبد الرحمن بن أبي الزناد، اقتدداء بهما، فقد استشهدوا به جميعا. ووافقه الذهبي في (التلخيص) . وانظر:(المعجم الكبير) للطبراني 5/ 61 رقم: 4582.

(1)

«أبو لهب» اسمه عبد العزى.

(2)

ما بين القوسين المعكوفين غير واضح في الأصل، ولم أستطع الوصول إليه.

(3)

حول رميه صلى الله عليه وسلم انظر: (مختصر السيرة- سيرة ابن إسحاق) إعداد محمد عفيف الزعبى ص 53، 54.

(4)

حول إيذاء قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه انظر: كتب السيرة النبوية عموما- ذكر ما لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من قومه، وكتاب (مختصر السيرة- ابن إسحاق-) إعداد محمد عفيف الزعبى خصوصا.

(5)

في حاشية بعض أصول «أوجز السير» - أصل كتابنا لابن فارس- ورد: «يقال: شنف له- بكسر النون وفتحها- أبغضته. وقال الجوهرى في (الصحاح) 4/ 1383: «الشنف- بالتحريك-: البغض، والتنكر، وقد شنفت له- بالكسر- أشنف شنفا، أي: أبغضته، حكاه ابن السكيت، والشنف: المبغض» اه: الصحاح.

(6)

حول «الشعب» : - شعب أبي، شعب بني هاشم، شعب أبي يوسف- انظر: أ- (معجم البلدان) للإمام ياقوت الحموي 3/ 347. ب- (معالم الحجاز) للمقدم عاتق بن غياث البلادي 5/ 56، 66.

ص: 218

«عبد مناف» مؤمنهم وكافرهم إلا «أبا لهب» ؛ فإنه فارق قومه وظاهر عليهم قريشا «1» ؛ فلقى بعد ذلك «هند بنت عتبة «2» » فقال لها: «هل نصرت اللات «3» والعزى «4» » ؟

فقالت: «نعم جزاك الله خيرا أبا عتبة» .

(1) قوله: «وظاهر عليهم» أي: أيد وعاون قريشا عليهم.

(2)

و «هند

» ترجم لها الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 178، 182 رقم: 3514 فقال: «هند بنت عتبة بن ربيعة، بنت عبد شمس

» أم «معاوية» رضي الله عنهما أسلمت عام الفتح، بعد إسلام زوجها «أبو سفيان» ، فأقرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم على نكاحهما. قال أبو عمر:«قالوا: فلما قتل «حمزة» وثبت عليه، فمثلت به، وشقت بطنه، واستخرجت كبده فشوت منه، وأكلت فيما يقال؛ لأنه كان قد قتل أباها يوم «بدر» ، وقيل: غير ذلك

ثم ختم الله لها بالإسلام، فأسلمت يوم الفتح، فلما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم البيعة على النساء- ومن الشرط فيها ألا يسرقن، ولا يزنين- قالت له هند: وهل تزني الحرة وتسرق يا رسول الله؟ فلما قال: ولا يقتلن أولادهن. قالت: ربيناهم صغارا، وقتلتهم أنت ب «بدر» كبارا، أو نحو هذا من القول، وشكت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن زوجها «أبا سفيان» لا يعطيها من الطعام ما يكفيها وولدها؛ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:«خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك أنت وولدك» . توفيت- رضي الله عنها في خلافة «عمر» رضي الله عنه في اليوم الذي مات فيه «أبو قحافة» ، والد «أبي بكر الصديق» رضي الله عنهما اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر- القسم الأول- 13/ 165، 167 رقم:1100.

(3)

و «اللات» : قال عنها الإمام أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب بن الكلبى في كتابه (الأصناف) ص 36: كانت صخرة مربعة، وهي بالطائف، وأحدث من «مناة» . وكان يهودي يلت عندها السويق، وكان سدنتها من «ثقيف» : بنو عتاب بن مالك، وكانوا بنوا عليها بناء، وكانت قريش، وجميع العرب يعظمونها» اه: الأصنام لابن الكلبي. تحقيق أحمد زكي باشا. طبع دار الكتب المصرية- إحياء الاداب العربية- سنة 1343 هـ/ 1924 م.

(4)

و «العزى» - بضم العين وتشديد الزاى- قال عنها الإمام السهيلي في كتابه (الروض الأنف) - بحاشية السيرة النبوية لابن هشام- 1/ 257: «كانت نخلات مجتمعة، وكان عمرو بن لحي، قد أخبرهم- فيما ذكرت أن العرب يشتى بالطائف عند «اللات» ، ويضيف ب «العزى» فعظموها، وبنوا لها بيتا، وكانوا يهدون إليه، كما يهدون إلى «الكعبة» ، وهي التي بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم «خالد بن الوليد» ؛ فقال له سادنها: يا خالد احذرها؛ فإنها تجذع وتكنع- تشل- فهدمها «خالد» ، وترك فيها جذمها- أصلها- فقال قيمها: والله لتعودن، ولتنتقمن ممن فعل بها هذا، فذكر، والله أعلم- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لخالد:«هل رأيت فيها شيئا؟! فقال: لا. فأمره أن يرجع، ويستأصل بقيتها بالهدم، فرجع «خالد» ، فأخرج أساسها، فوجد فيها امرأة سوداء، منتفشة الشعر، تخدش وجهها، فقتلها، وهرب القيم، وهو يقول: لا تعبد «العزى» بعد اليوم» اه: الروض الأنف.

ص: 219

وكان حصاره صلى الله عليه وسلم وأهل/ بيته في (الشعب) ، وهو سفح جبل «فاران «1» » الذي يلي «قيقعان «2» » إلى بطن الوادي خارج مكة.

واجتمعت قريش، وائتمروا أن يكتبوا كتابا يتعاقدون فيه على «بني هاشم» و [بني «3» ] المطلب؛ ألا ينكحوا إليهم، ولا ينكحوهم، ولا يبيعوهم شيئا، ولا يساعدوا منهم ولا يقبلوا منهم صالحا أبدا، حتى يسلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتل، وكتبوه في صحيفة «4» ، وعلقوها في جوف «الكعبة» توكيدا على أنفسهم؛ وذلك هلال المحرم سنة سبع من النبوة، وكاتب الصحيفة- على ما عند ابن إسحاق- منصور بن عكرمة» .

(1) وعن «فاران» - بعد الألف راء، وآخر نون- قال ياقوت الحموي في (معجم البلدان) 4/ 225: «كلمة عبرانية معربة، وهي من أسماء مكة، ذكرها الله في التوراة. قيل: هو اسم لجبال مكة

» اه: معجم البلدان.

(2)

و «قعيقعان» - بالضم، ثم الفتح بلفظ التصغير-: اسم جبل ب «مكة» ؛ قيل: إنما سمي بذلك؛ لأن قاطوراء، وجرهم، كلما تحابوا قعقعت الأسلحة فيه. وعن السدي؛ أنه قال:«سمي الجبل الذي ب «مكة» قعيعقان؛ لأن «جرهم» كانت تجعل فيه «قسيها وجعابها» ودرقها؛ فكانت تقعقع فيه» . قال عرام: «ومن «قعيقعان» إلى «مكة» اثنا عشر ميلا على طريق الجوف إلى اليمن» اه: معجم البلدان. وانظر: (تقويم البلدان) للإمام عناد الدين إسماعيل بن محمد المعروف ب «الفداء» (ت 732 هـ) صاحب «حماة» ص 78. تصوير دار صادر. نسخة المسجد النبوي الشريف 26672. 910/ ق. د. ت.

(3)

ما بين القوسين المعكوفين ساقط من الأصل، وأثبتناه، من «السيرة النبوية) لابن هشام انظر: التعليق الاتي تحت رقم: 2.

(4)

و «خبر الصحيفة» ذكره الإمام ابن إسحاق، كما في (السيرة النبوية) لابن هشام مع الروض الأنف 2/ 101 تحت عنوان (ائتمار قريش) فقال:«فلما رأت قريش أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نزلوا بلدا، أصأبوا أمنا وقرارا، وأن النجاشي قد منع من لجأ إليه منهم، وأن عمر قد أسلم، فكان هو و «حمزة بن عبد المطلب- رضي الله عنهما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وجعل إسلام يفشو في القبائل، اجتمعوا وائتمروا؛ أن يكتبوا كتابا يتعاقدون فيه علي بني هاشم، وبني المطلب، على أن لا ينكحوا إليهم، ولا ينكحوهم، ولا يبيعوهم شيئا، ولا يبتاعوا منهم، فلما اجتمعوا كذلك كتبوه في صحيفة، ثم تعاهدوا وتواثقوا على ذلك، ثم علقوا الصحيفة في جوف الكعبة، توكيدا على أنفسهم، وكان كاتب الصحيفة «منصور بن عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف»

إلخ» اه: السيرة النبوية.

ص: 220

قال ابن هشام «1» : ويقال: «النضر بن الحارث» . فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فشلت «2» يده؛ فأقاموا على ذلك هم ومن معهم ثلاث سنين، وقيل: سنتين. ذكرهما ابن إسحاق. (فكان «3» الحصار، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم تسع وأربعون سنة وذلك) أي:

المذكور. (عند خروجه منه) أي: من الشّعب.

[موت أبي طالب]

(فلما أتت له صلى الله عليه وسلم تسع وأربعون سنة وثمانية أشهر، وأحد عشر يوما مات عمه أبو طالب) بعد خروجهم من الشعب فنالت منه/ قريش بعض الأذي، ما لم تكن تطمع به في حياته، حتى إن بعض سفهائهم نثر على رأسه الشريف التراب، وكان صلى الله عليه وسلم يقول:«ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب «4» » .

(1) انظر: قول ابن هشام- النضر بن الحارث- في (السيرة النبوية) 2/ 101. وحول كاتب «الصحيفة» قال الإمام السهيلي في (الروض الأنف) 2/ 127 «وللنساب من قريش في كتاب الصحيفة هو «بغيض بن عامر بن هاشم» ، والقول الثاني: إنه «منصور بن عبد شرحبيل بن هاشم» ، وهو خلاف قول «ابن إسحاق» ، ولم يذكر «الزبير» في كاتب الصحيفة غير هذين القولين. والزبيريون: أعلم بأنساب قومهم» اه: الروض الأنف.

(2)

في (السيرة النبوية) لابن هشام 1012 «فشل بعض أصابعه» .

(3)

في بعض نسخ (أوجز السير) - أصل كتابنا- «وكان الحصار» بدل «فكان

» والتعبير ب «وكان

» أفصح من «فكان

» ؛ لأن الواو للاسئناف.

(4)

حول موت «أبي طالب» قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 2/ 166: «قال ابن اسحاق

وبهلك عمه أبي طالب، وكان له عضدا وحرزا في أمره، ومنعة وناصرا على قومه، وذلك قبل مهاجره، إلى المدينة بثلاث سنين. فلما هلك أبو طالب، نالت قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأذى ما لم تكن تطمع به في حياة «أبي طالب» ؛ حتى اعترضاه سفيه من سفهاء قريش، فنثر علي رأسه ترابا

فلما نثر ذلك السفيه على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب، دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيته، والتراب على رأسه، فقامت إليه إحدى بناته، فجعلت تغسل عنه التراب، وهي تبكي، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لها: لا تبكي يا بنية؛ فإن الله مانع أباك. قال: ويقول بين ذلك: ما نالت قريش شيئا أكرهه، حتى مات «أبو طالب» اه: السيرة النبوية لابن هشام. وانظر: «تاريخ الطبري 2/ 229. وانظر: «الكامل في التاريخ» للإمام ابن الأثير 1/ 606، 609.

ص: 221

[موت زوجه خديجة رضي الله عنها]

(وماتت خديجة- رضي الله عنها بعد موت أبي طالب بثلاثة أيام «1» ) كما تقدم «2» .

[وفد الجن «3» ]

(فلما أتت له صلى الله عليه وسلم خمسون سنة، وثلاثة أشهر قدم عليه) ب «نخلة» وهو موضع

- وانظر: «تاريخ الإسلام» للإمام الذهبي- السيرة النبوية- ص 229، 239. وانظر:«إتحاف الورى بأخبار أم القرى» للنجم عمر بن فهد- السنة الخمسون من مولد النبي صلى الله عليه وسلم 1/ 299، 306. وانظر:«عيون الأثر» لابن سيد الناس.

(1)

وموت خديجة- رضي الله عنها كثرت الأقوال، وسأذكر- إن شاء الله تعالى- بعضا مما ذكره الحافظ ابن حجر في كتابه «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» 7/ 203 قال- رحمه الله تعالى-: «لا خلاف أن خديجة- رضي الله عنها توفيت قبل الهجرة: إما بثلاث، أو نحوها، وإما بخمس، ولا خلاف أن فرض الصلاة كان ليلة الإسراء

فإن العسكري حكى أنها ماتت قبل الهجرة بسبع سنين، وقيل بأربع. وعن ابن الأعرابي؛ أنها ماتت عام الهجرة

على حديث «عائشة» في بدء الخلق: أن عائشة- رضي الله عنها جزمت بأن «خديجة» ماتت قبل أن تفرض الصلاة، فالمعتمد أن مراد من قال: بعد أن فرضت الصلاة، ما فرض قبل الصلوات الخمس ثبت ذلك، ويلزم منه أنها ماتت قبل الإسراء. وأما رابعا ففي سنة موت خديجة اختلاف آخر، فحكى العسكري، عن الزهري أنها ماتت لسبع مضين من البعثة، وظاهره، أن ذلك قبل الهجرة بست سنين، فرعه العسكري على قول من قال: إن المدة بين البعثة، والهجرة كانت عشرا

إلخ» اه: فتح الباري. وانظر: «فتح الباري

» أيضا 7/ 226 رقم: 3683. وانظر: المصادر والمراجع التي ذكرناها في موت «أبي طالب» .

(2)

انظر: أزواجه صلى الله عليه وسلم.

(3)

حول وفد «الجن» وإيمانهم قال ابن إسحاق كما في «السيرة النبوية» لابن هشام 2/ 173: «ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف من الطائف، راجعا إلى «مكة» حين يئس، من خبر ثقيف، حتى إذا كان ب «نخلة» قام من جوف الليل يصلي، فمر به نفر من الجن الذين ذكر الله- تعالى-، وهم فيما ذكر سبعة نفر، من جن أهل «نصيبين» فاستمعول له؛ فلما فرغ من صلاته، ولوا إلى قومهم منذرين، قد آمنوا، وأجأبوا إلى ما سمعوا، فقص الله خبرهم عليه صلى الله عليه وسلم قال الله- تعالى-: وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ إلى قوله- تعالى-: وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ [سورة الأحقاف الايات: 29- 31] . وقال- تبارك وتعالى: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ إلى آخر القصة من خبرهم في-

ص: 222

على ليلة من «مكة» ، فدعا به عند رجوعه من الطائف (جن نصيبين «1» )، اختلف في عددهم فقيل: سبعة نفر، وقيل: ثمانية، وقيل: تسعة وهم: «شاصر» ، و «قاصر» ، و «حمسي» ، و «حسي» ، و «الأحقب» ، و «سرف» ، و «عمرو بن

- هذه السورة اه: السيرة النبوية لابن هشام. وانظر: تفسير الايات، من سورة الأحقاف، وسورة الجن في كتب التفسير، كابن كثير، وغيره. وانظر «تاريخ الإسلام» للإمام الذهبي- السيرة النبوية- إسلام الجن ص 197، 202. وحول عددهم قال الإمام السهيلي في كتابه «التعريف والإعلام فيما أبهم من الأسماء والأعلام في القرآن» ص 156، 157: وروي ابن أبي الدنيا؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في هذا الحديث، وذكر فيه «نصيبين» : «رفعت إلى حتى رأيتها فدعوت الله أن يكثر مطرها، وينضر شجرها، وأن يعذب نهرها، ويقال: كانوا سبعة، وكانوا يهودا، فأسلموا؛ ولذلك قالوا: «أنزل من بعد موسى» ، وقيل في أسمائهم: «شاصر» ، و «ماصر» ، و «منشي» ، و «ناشي» ، و «الأحقب» ذكر هؤلاء الخمسة «ابن دريد» ، ومنهم عمرو بن جابر. وذكر «ابن سلام» من طريق «أبي إسحاق السبيعي» ، عن أشياخه، عن ابن مسعود؛ أنه كان نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يمشون فرفع له إعصار، ثم جاء إعصار أعظم منه، ثم انقشع؛ فإذا «حية» قتيل، فعمد رجل منا إلى ردائه فشقه، وكفن الحية ببعضه ودفنها؛ فلما جن الليل إذا أمرأتان تسألان أيكم دفن «عمرو بن جابر» ؟ فقلنا: ما ندري من «عمرو بن جابر» ؟ فقالتا: إن كنتم ابتغيتم الأجر؛ فقد وجدتموه؛ إن فسقة الجن اقتتلوا مع المؤمنين منهم، فقتل «عمرو بن جابر» وهو الحية التي رأيتم، وهو من الأنفر الذين استمعوا القرآن من محمد صلى الله عليه وسلم وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ [سورة الأحقاف، من الاية: 29] . وذكر ابن «سلام» في رواية أخري أن الذي كفنه هو: «صفوان بن المعطل» . وذكر ابن أبي الدنيا نحو هذا الحديث، عن رجل من التابعين سماه:«أن حية دخلت عليه في خبائه، تلهث عطشا فسقاها، ثم إنها ماتت فدفنها، فأتي من الليل، وسلم عليه وشكره، وأخبر أن تلك الحية كانت من جن «نصيبين» أسمه «زوبعة»

» اه: التعريف والإعلام

للسهيلي. وفي «الدر المنثور في التفسير بالمأثور» للسيوطي 6/ 453. «وأخرج ابن أبي حاتم؛ عن مجاهد في قوله: - تعالى-: وَإِذْ صَرَفْنا الايات. قال: كانوا سبعة من أهل «حران» ، و «أربعة» من «نصيبين» ، وكانت أسماؤهم:«حسي» ، و «مسى

» و «الأرد» ، و «إينان»

، «وسرف» اه: الدر المنثور.

(1)

و «نصيبين» بلدة مسهورة بالجزيرة

الخ» اه: (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) كتاب (المناقب) - مناقب الأنصار- باب ذكر الجن

إلخ 7/ 172، 173. وانظر:(معجم البلدان) لياقوت الحموي.

ص: 223

جابر» ، و «زوبعة*» .

وروى «ابن مردويه «1» » عن ابن عباس: «أنهم كانوا اثنا عشر ألفا من جزيرة الموصل» ويجمع بينهما؛ بأن من قال: ثمانية، أو سبعة- يعني رؤساءهم، ومن قال: اثنا عشر ألفا- يعني أتباعهم.

و «نصيبين» مدينة ب «الجزيرة» ، و «الجزيرة» : كورة بين الشام والعراق (فأسلموا) وسألوه الزاد فقال: «كل عظم ذكر اسم الله عليه، يقع في يد أحدكم، أوفر ما يكون لحما، وكل بعرة علف لدوابكم «2» » .

(*) المؤلف ذكر ثمانية من أسماء الجن، ولم يذكر التاسع.

(1)

و «ابن مردويه» هو أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني، أبو بكر، ويقال: ابن «مردويه» الكبير، حافظ، مؤرخ، مفسر، من أهل «أصبهان» ، له كتاب (التاريخ) ، وكتاب (تفسير القرآن) ، «وله مسند، ومستخرج في الحديث» اه: الأعلام للزركلي.

(2)

حديث الجن أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما، وأخرجه غيرهما: فأخرجه البخاري في صحيحه: كتاب (المناقب) ، باب ذكر الجن

7/ 173 رقم: 3571 بلفظ: عن أبي هريرة: رضي الله عنه؛ أنه كان يحمل مع النبي صلى الله عليه وسلم إداوة لوضوئه، وحاجته؛ فبينما هو يتبعه بها؛ فقال:«من هذا؟» فقال: أنا أبو هريرة، فقال:«أبغني أحجارا، أستنفض بها، ولا تأتني بعظم، ولا بروثة» فأتينه بأحجار في طرف ثوبى، حتى وضعت إلى جنبه، ثم انصرفت؛ حتى إذا فرغ، مشيت، فقالت: ما بال العظم، والروثة. قال:«هما من طعام الجن، وإنه أتاني، وفد الجن، فسألونى الزاد، فدعوت الله لهم، أن لا يمروا بعظم، ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعاما» اه: مسلم. والحديث الذي ذكره المؤلف هو الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه كتاب (الصلاة) 1/ 33 رقم: 450 بلفظ: «

عن عامر، قال: سألت علقمة هل كان ابن مسعود، شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن؟ قال: فقال علقمة: أنا سألت ابن مسعود، فقلت: هل شهد أحد منكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن؟ قال: لا. لكن كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، ففقدناه فالتمسناه في الأودية والشعاب

فبتنا بشر ليلة بات بها قوم؛ فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل «حراء»

فقال: «أتاني داعي الجن فذهبت معه؛ فقرأت عليهم القرآن. قال: فانطلق بنا فأرانا آثارهم، وآثار نيرانهم، وسألوه الزاد فقال: كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم

الحديث» اه: صحيح مسلم. وحديث ابن مسعود أخرجه كذلك كل من: الإمام الترمذي في جامعه كتاب (التفسير) 5/ 382 رقم: 6281، وقال: هذا حديث حسن صحيح. وانظر: مسند الإمام أحمد (مسند المكثرين) رقم: 3935.

ص: 224

[ذكر الإسراء «1» ]

(فلما أتت له صلى الله عليه وسلم إحدى وخمسين سنة/ وتسعة أشهر أسري به) قبل هجرته بسنة على الصحيح المشهور الذي جرى عليه النووي «2» ، وبالغ ابن حزم فنقل فيه الإجماع،

- وانظر: (صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان) 4/ 280 رقم: 1432، 14/ 463 رقم:6527. وانظر: (صحيح ابن خزيمة) 1/ 44 رقم: 82، وانظر: (مسند الطيالسى) رقم: 281. ملحوظة: كان الأجدر بالمؤلف- رحمه الله أن يذكر حديث البخاري حسب المنهج العلمي؟ وحول بيان بعض معاني حديث البخاري قال ابن حجر في (فتح الباري

) 7/ 173: قوله: «فسألوني الزاد» أي: مما يفضل عن الأنس: وقد يتعلق به من يقول: إن الأشياء قبل الشرع على الحظر. حتى ترد الإباحة. ويجاب عنه، بمنع الدلالة على ذلك؛ بل لا حكم قبل الشرع على الصحيح. قوله: «فدعوت الله لهم، أن لا يمروا

إلا وجدوا عليه طعنا» وفي رواية السرخسي «إلا وجدوا عليها طعاما» . قال ابن التين: يحتمل أن يجعل ذلك عليها، ويحتما أن يذيقهم منها طعاما، وفي حديث ابن مسعود:«أن البعر زاد دوابهم» ولا ينافي ذلك حديث الباب؛ «لإمكان حمل الطعام فيه على طعام الدواب» اه: فتح الباري.

(1)

حول «الإسراء» «قال الإمام السهيلي» في (الروض الأنف) 2/ 147، 148:«اتفقت الرواة على تسميته «إسراء» ، ولم يسمه أحد منهم «سرى» ؛ وإن كان أهل اللغة، قد قالوا: سرى وأسرى- بمعنى واحد- فدل على أن أهل اللغة، لم يحققوا العبارة؛ وذلك أن القراء لم يختلفوا في التلاوة من قوله: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ الاية [سورة الإسراء: الاية: 1]، ولم يقل:«يسرى» ؛ فدل على أن السرى، من سريت، إذا سرت ليلا، وهي مؤنثة، تقول: طالت سراك الليلة، والإسراء متعد في المعنى «الروض الأنف» .

(2)

قول الإمام النووي ذكره في كتابه (شرح صحيح مسلم) ، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم 2/ 209، 216، فقال: «اختلف الناس في الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل: إنما كان جميع ذلك في المنام، والحق الذي عليه أكثر الناس، ومعظم السلف، وعامة المتأخرين من الفقهاء، والمحدثين، والمتكلمين أنه اسرى بجسده صلى الله عليه وسلم والاثار تدل عليه لمن طالعها، وبحث عنها، ولا يعدل عن ظاهرها إلا بدليل، ولا استحالة في حملها عليه فيحتاج إلى تأويل

؛ فإن الإسراء أقل ما قيل فيه: أنه كان مبعثه صلى الله عليه وسلم بخمسة عشر شهرا. وقال الحربي: «كان ليلة سبع وعشرين من شهر ربيع الاخر

إلخ» اه: شرح النووي لصحيح مسلم. وحول الإسراء أيضا انظر: المصادر والمراجع الاتية: أ- (الطبقات) للإمام محمد بن سعد 1/ 213.

ص: 225

(من بين زمزم، والمقام إلى بيت المقدس) يقظة بجسده عليه السلام، وصلى «1» هو و «جبريل» كل واحد ركعتين؛ فلم يلبث إلا يسيرا حتى اجتمع ناس كثير، ثم أذن مؤذن، وأقيمت الصلاة، فقاموا صفوفا، ينتظرون من يؤمهم فأخذ «جبريل» بيده عليه السلام فقدمه فصلى ركعتين؛ فلما انصرفوا، قال جبريل: يا محمد، أتدري من صلى خلفك؟! قال: لا. قال: «كل نبي بعثه الله- تعالى- ثم أثنى «2» كل واحد منهم على ربه بثناء جميل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «كلكم أثنى على ربه، وأنا أثني على ربي: «الحمد لله الذي أرسلني رحمة للعالمين، وكافة للناس مبشرا ونذيرا، وأنزل على القرآن فيه تبيان كل شيء، وجعل أمتي هم الأولون، والاخرون، وشرح لي صدري، ووضع وزري، ورفع لي ذكري، وجعلني فاتحا خاتما. فقال إبراهيم عليه السلام: «بهذا فضلكم محمد» .

- ب- (السيرة النبوية) لابن هشام، مع (الروض الأنف) للسهيلي 2/ 147. ج- (الكامل في التاريخ) للإمام ابن الأثير 1/ 578. د- (الإشارة) للحافظ مغلطاي ص 135، 139.

(1)

حول قوله: «وصلى هو وجبريل

إلخ» . انظر: (سبل الهدى والرشاد) للصالحي 3/ 84، 85.

(2)

حديث كل نبي أثنى على ربه إلى قوله: «بهذا فضلكم محمد» ذكره الإمام الصالحي في (سبل الهدى والرشاد) 3/ 74، 85 فقال: أخرجه الحاكم، وصححه، والبيقهى من حديث أبي هريرة، بلفظ: «فلقى أرواح الأنبياء فأثنوا على ربهم، فقال إبراهيم: «الحمد الذي اتخذني خليلا

» إلخ. ثم إن موسى، أثنى على ربه- تبارك وتعالى فقال:«الحمد لله الذي كلمني تكليما، وجعل هلاك «فرعون» ، ونجاة بني إسرائيل على يدي

» إلخ. ثم إن داود أثنى على ربه فقال: «الحمد لله الذي جعل لي ملكا عظيما، وعلمني الزبور، وألان لي الحديد

» إلخ. ثم إن سليمان أثنى على ربه فقال: «الحمد لله الذي سخر لي الرياح، وسخر لي الشياطين

» إلخ. ثم إن عيسى ابن مريم، أثنى على ربه- تبارك وتعالى فقال: «الحمد لله الذي جعلني كلمته، وجعل مثلى مثل آدم من تراب

» . فقال النبي- عليه السلام: «كلكم أثنى على ربه، وإني مثن على ربي، فقال: «الحمد لله الذي أرسلني

» إلى قوله: «فقال إبراهيم: بهذا فضلكم محمد صلى الله عليه وسلم» اه: سبل الهدى والرشاد.

ص: 226

[هجرته صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة «1» ]

(فلما أتت له صلى الله عليه وسلم ثلاث وخمسون سنة هاجر فيها) / أي: في هذه السنة (من مكة) في أول يوم من ربيع الأول، وقيل: لثلاث بقين من صفر، وجمع بينهما بأن خروجه من «مكة» إلى الغار لثلاث بقين من صفر، وخروجه منه، غرة ربيع الأول (إلى المدينة) .

قال ابن إسحاق: «وقدم صلى الله عليه وسلم المدينة» يوم «الاثنين» حين اشتد الضحى، وكادت الشمس تعتزل لثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول «2» » اه.

فأقام عليه السلام ب «قباء» يوم الاثنين، والثلاثاء، والأربعاء، والخميس، حتى أسس مسجد التقوى «3» ، ثم خرج من قباء «4» «يوم الجمعة، حين ارتفع النهار، متوجها

(1) حول هجرته صلى الله عليه وسلم من «مكة» ، إلى «المدينة» انظر المصادر والمراجع الاتية: أ- مسند الإمام أحمد (مسند أبي بكر الصديق) 1/ 52 رقم: 3. ب- (السيرة النبوية) للإمام ابن هشام- هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم 2/ 221، 242. ج- (الثقات) للإمام ابن حبان- ذكر قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة- 1/ 131. د- (تلقيح فهوم أهل الأثر) للإمام ابن الجوزي- ذكر هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة- ص 43. هـ- (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) للصالحى- جماع أبواب الهجرة إلى المدينة- 3/ 224.

(2)

قول ابن إسحاق: «وقدم صلى الله عليه وسلم المدينة

إلخ» ذكره في (السيرة النبوية) لابن هشام 2/ 227.

(3)

«مسجد التقوى» ذكره الله- تعالى- في قوله عز وجل: لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى [سورة التوبة، من الاية: 108] . وانظر صحيح البخاري كتاب (المناقب) مناقب أبي بكر رضي الله عنه حديث رقم: 3616. وانظر صحيح مسلم كتاب (الحج) حديث رقم: 2477. وانظر: جامع الترمذي كتاب (الصلاة) رقم: 297 وكتاب (التفسير) حديث رقم: 3024. وانظر: سنن النسائي- المجتبى- كتاب (المساجد) حديث رقم: 690.

(4)

«قباء» تقع على فرسخ من المسجد النبوى- 827 و 4 ميلا-، وهي منزل بني «عمرو بن عوف ابن مالك بن الأوس» . و «قباء» أسس بها النبي صلى الله عليه وسلم «مسجدها الذي أسس على التقوى

إلخ» اه: فتح الباري (مناقب الأنصار) 7/ 243، 245. وانظر:(المعجم الوسيط) فرسخ/ ميل.

ص: 227

إلى المدينة، فنزل على أخواله، وهم أخوال «1» جده «عبد المطلب» ، ثم على «أبي أيوب» منهم؛ وذلك عشية الجمعة؛ فاحتمل «أبو أيوب «2» » رحله عليه السلام فوضعه في بيته «3» ، وخرج جوار من الأنصار يضربن بالدفوف ويقلن: نحن جوار من بني النجار

نحن جوار من بني النجار

يا حبذا محمد من جار

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أتحبنني؟» . قلن: نعم. فقال: «والله أنا أحبكن» . قالها ثلاثا.

وفرح أهل المدينة بقدومه- صلى الله عليه/ وسلم- فرحا عظيما وأشرف ذوات

(1) حول قوله: «أخوال جده

أخرج الإمام أحمد في مسنده (مسند أبي بكر الصديق) 1/ 2 رقم: بلفظ: عن البراء بن عازب، قال: اشترى «أبو بكر» رضي الله عنه من «عازب» سرجا بثلاثة عشر درهما، قال: فقال أبو بكر: ل «عازب» مر «البراء» فليحمله إلى منزلي، فقال: لا تحدثنا كيف صنعت حين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت معه، قال: فقال أبو بكر: خرجنا فأدلجنا، فأحثثنا يومنا وليلتنا، حتى أظهرنا، وقام قائم الظهيرة

ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا معه، حتى قدمنا المدينة؛ فتلقاه الناس، فخرجوا في الطريق، وعلى الأجاجير، فاشتد الخدم، والصبيان في الطريق يقولون: الله أكبر، جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاء محمد- قال: وتنازع القوم أيهم ينزل عليه؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أنزل الليلة على «بني النجار» أخوال «عبد المطلب» لأكرمهم؛ بذلك؛ فلما أصبح غدا حيث أمر

» اه: المسند. وانظر: (فتح الباري

) لابن حجر كتاب (مناقب الأنصار) 7/ 116. وانظر: (وسيلة الإسلام بالنبي عليه السلام لابن منقذ ص 64.

(2)

حول قوله: «فاحتمل أبو أيوب رحله

إلخ» انظر: (سبل الهدى والرشاد) للصالحي 3/ 274.

(3)

حول بيت أبي أيوب قال الصالحي في (سبل الهدى والرشاد) 3/ 274: «ذكر ابن إسحاق في (المبتدأ) ، وابن هشام في (التيجان) أن بيت أبي أيوب الذي نزل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بناه «تبع» الأول، واسمه «تيان» - بضم المثناه الفوقية وتخفيف الموحدة أسعد-، وكان معه أربعمائة حبر، فتعاهدوا على ألا يخرجوا منها، فسألهم «تبع» ، عن سر ذلك؛ فقالوا: إنا نجد في كتبنا أن نبيا اسمه «محمد» هذه دار هجرته؛ فنعم نفيم لعلنا نلقاه. فأراد «تيع» الإقامة معهم، ثم بنى لكل واحد من أولئك دارا، واشترى له جارية، وزوجها منه، وأعطاه مالا جزيلا، وكتب كتابا فيه إسلامه، ومنه:

شهدت على أحمد أنه

رسول من الله باري النسم

فلو مد عمري إلى عمره

كنت وزيرا له وابن عم

وجاهدت بالسيف أعداءه

وفرجت عن صدره كل هم

وختمه بالذهب، ودفعه إلى كبيرهم، وسأله أن يدفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم إن أدركه، وإلا فمن أدركه من ولده، أو ولد ولده، وبنى للنبى صلى الله عليه وسلم «دارا» ينزلها إذا قدم المدينة، فتداول الدار الملوك، إلى أن صارت إلى «أبي أيوب» ، وهو من ولد ذلك العالم، وأهل المدينة الذي نصروه كلهم-

ص: 228

الخدور على «الأجاجير «1» » تقلن:

طلع البدر علينا

من ثنيات* الوداع

وجب الشكر علينا

ما دعا لله داع «2»

وذكرى بعضهم زيادة على هذين البيتين ثالثا «3» :

أيها المبعوث فينا

جئت بالأمر المطاع

- من أولاد أولئك العلماء

» اه: سبل الهدى والرشاد. وانظر: (المواهب اللدنية مع شرحها) 1/ 358.

(1)

«الأجاجير» - بجيمين-: جمع أجار، وفيه لغة «الأناجير» - بالنون-: أى الأسطح. المواهب اللدنية.

(*) عن «الثنيات» قال ابن حجر في (فتح الباري شرح صحيح البخاري) 8/ 129 رقم: 4164: جمع «ثنبة» وهي ما ارتفع في الأرض. وقيل: «الطريق في الجبل

» اه: فتح الباري.

(2)

وحول قوله: طلع البدر علينا

إلخ. قال الإمام ابن حجر في (فتح الباري شرح صحيح البخاري) 8/ 129 حديث رقم: 4164. «

وقد روينا بسند منقطع في (الحلبيات) قول النسوة، لما قدم المدينة:

طلع البدر علينا

من ثنيات الوداع

فقيل: كان ذلك: عند قدومه في الهجرة. وقيل: عند قدومه من (غزوة تبوك)

إلخ» اه: فتح الباري. وقال القسطلاني في (المواهب اللدنية مع شرحها) للزرقاني 1/ 359. «

وصعدت ذوات الخدور على «الأجاجير» عند مقدمه يقلن تهنئة له، حال دخوله: طلع البدر علينا

إلخ. قلت: إنشاد هذا الشعر عند قدومه (المدينة) ، رواه البيهقي في الدلائل النبوية، وأبو بكر المقري الأصبهاني صاحب المعجم الكبير، وغيره سمع أبا يعلى، وعبدان وذكره الإمام «محب الدين الطبري» في كتابه (الرياض النضرة في مناقب العشرة) عن ابن الفضل المجمحى، قال: سمعت ابن عائشة يقول: أراه أظنه- عن أبيه: «محمد بن حفص التيمى» فذكره. وقال المحب الطبري: خرجه «الحلواني» على شرط الشيخين. انتهى كلام الطبري، وفيه «معمر» فالشيخان لم يخرجا لابن «عائشة» ، فلا يكون على شرطهما، ولو صح الإسناد إليه» اه: شرح الزرقاني على المواهب.

(3)

ذكر البيت الثالث: أيها المبعوث فينا..... الإمام الزرقاني في شرح المواهب 1/ 359، وعزاه إلى الإمام «رزين» .

ص: 229

ولعبت الحبشة «1» بحرابهم فرحا بقدومه صلى الله عليه وسلم، وجعل الصحابة- رضوان الله عليهم- يتسابقون إليه بالأطعمة «2» والهدايا، وكان «سعد بن عبادة» يرسل إليه كل يوم قصعة، و «أبو أيوب» يصنع الطعام مع ذلك، وكان عليه السلام قد خرج من مكة «3» (هو

(1) حول لعب الحبشة بحرابهم

إلخ. أخرج أبو داود في سننه كتاب (الأدب) حديث رقم: 4277 بلفظ: «

لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة لعبت الحبشة

» . وانظر: (الوفا بأحوال المصطفى) للإمام ابن الجوزي 1/ 397- الباب العاشر في ذكر «فرح أهل المدينة بقدومه صلى الله عليه وسلم

إلخ» اه: الوفا

نسخة المسجد النبوي 9583 في 5/ 5 سنة 1415 رقم: 219/ ح. و. و.

(2)

حول تسابق الصحابة- رضي الله عنهم في تقديم الأطعمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الإمام الصالحي في كتابه (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) 3/ 275- الباب السادس في قدومه صلى الله عليه وسلم المدينة- قال: قال الإمام يحيى بن الحسن في (أخبار المدينة) : عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: «لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على «أبي أيوب» لم يدخل منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية، وأول هدية دخلت بها عليه «قصعة» مثرودة- خبز بر وسمن ولبن- فوضعتها بين يديه، فقلت يا رسول الله: أرسلت بهذه القصعة، أمي، فقال:«بارك الله فيها» ودعا أصحابه- رضي الله عنهم فأكلوا، فلم أرم الباب حتى جاءته قصعة «سعد بن عبادة» على رأس غلام مغطاة، فأقف على باب «أبي أيوب، فأكشف غطائها؛ لأنظر، فرأيت ثريدا عليه «عراق» فدخل بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال زيد: فلقد كلنا في بنى مالك بن النجار، ما من ليلة، إلا على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم منا الثلاثة والأربعة يحملون الطعام، ويتناوبون بينهم، حتى تحول رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت «أبي أيوب» وكان مقامه فيه سبعة أشهر، وما كانت تخطئه جفنة «سعد بن عبادة» وجفنة «أسعد بن زرارة» كل ليلة. وفيه قيل لأم أيوب:«أى الطعام كان أحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنكم عرفتم ذلك لمقامه عندكم؟ فقالت: ما رأيته أمر بطعام فصنع له بعينه، ولا رأيناه أتى بطعام فعابه، وقد أخبرني «أبو أيوب» أنه تعشى عنده ليلة من قصعة، أرسل بها «سعد بن عبادة» طفيشل. قال أبو أيوب: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهل تلك القدر ما لم أره ينهل غيرها، فكنا نعملها له، وكنا نعمل له الهريس، وكانت تعجبه، وكان يحضر عشاءه خمسة إلى ستة عشر، كما يكون الطعام في الكثرة والقلة» اه: سبل الهدى والرشاد.

(3)

حول خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة قال ابن هشام في (السيرة النبوية) مع (الروض الأنف) للسهيلى 2/ 225. قال ابن إسحاق: «فلما قرب أبو بكر رضي الله عنه الراحلتين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم له أفضلهما، ثم قال: اركب فداك أبي وأمى؛ فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «إني لا أركب بعيرا ليس لى» قال: فهى لك يا رسول الله بأبي وأنت وأمى، قال: «لا» ؛ «ولكن ما الثمن الذي ابتعتها به؟» قال: كذا، وكذا قال: «قد أخذتها به» قال: «هي لك يا رسول الله؛ فركبا؛ وانطلقا، وأردف «أبو بكر الصديق» رضي الله عنه «عامر بن فهيرة» -

ص: 230

وأبو بكر الصديق- رضي الله عنه وعامر بن فهيرة «1» - مولى أبي بكر- يخدمهما، ودليلهم عبد الله بن أريقط «2» ) الليثي (الديلي) ، استأجره «أبو بكر» ، ولا يعرف له إسلام.

- مولاه خلفه ليخدمهما في الطريق. وقال ابن إسحاق أيضا: قال أسماء بنت أبي بكر- رضي الله عنهما فلما سمعنا قوله- الجن الذي تغنى بمقدم الرسول صلى الله عليه وسلم عرفنا حيث وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن وجهه إلى المدينة. وكانوا أربعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق، وعامر بن فهيرة، وعبد الله بن أرقط دليلهما. قال ابن هشام: ويقال: عبد الله بن أريقط» اه: السيرة النبوية. وانظر: (المواهب اللدنية مع شرحها) 1/ 326، 327.

(1)

و «عامر بن فهيرة: ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 3/ 7، 9 فقال: «عامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق أبو بكر. رضي الله عنهما، كتن مولدا من مولدي الأزد، أسود اللون مملوكا للطفيل بن عبد الله بن سخبرة، فأسلم فاشتراه أبو بكر من الطفيل، فأعتقه، وأسلم قبل أن يدخل الرسول صلى الله عليه وسلم «دار الأرقم» ، وقبل أن يدعو فيها إلى الإسلام، وكان حسن الإسلام، وكان يرعى الغنم في «ثور» ثم يروح بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر في «الغار» ذكر ذلك كله موسى بن عقبة، وابن إسحاق، عن ابن شهاب، وكان رفيق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر رضي الله عنه في هجرتهما إلى المدينة، وشهد «بدرا» و «احدا» ، ثم قتل يوم «بئر معونة» ، وهو ابن أربعين سنة، قتله «عامر بن الطفيل» ، ويروى عنه أنه قال: رأيت أول طعنة طعنتها «عامر بن فهيرة» نورا خرج منها. وذكر ابن إسحاق

قال: لما قدم «عامر بن الطفيل» على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: من الرجل الذي لما قتل رأيته رفه بين السماء والأرض حتى رأيت السماء دونه، ثم وضع فقال: عامر بن فهيرة»

إلخ اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) لابن حجر- القسم الأول- 2/ 256 رقم: 4415.

(2)

عن «عبد الله بن أريقط» قال الإمام القسطلاني، والزرقاني في (المواهب اللدنية وشرحها) 1/ 339:«عبد الله بن أريقط: بالقاف والطاء- مصغر، وسماه ابن إسحاق، في رواية ابن هشام «عبد ابن أرقد: وفي رواية الأموى عنه: أريقد» - بالدال بدل الطاء- وبالطاء أشهر. وقال مالك في (العتيبة) : اسمه «رقيط و «الديل» - بكسر الدال وسكون التحتية-، وقيل: بضم أوله وكسر ثانيه، مهموز، ذكره في الفتح، وهو أي: الرجل الذي استأجره على دين قريش، من عبده الأوثان، لا من أهل الكتاب، ومع ذلك سخره الله لهما ليقضي الله أمره، وهذا من جملة الرواية، ولم يعرف له إسلام، هكذا جزم به الحافظ عبد الغني المقدسي في سيرته، وتبعه النووي. وقال السهيلي: لم يكن إذ ذاك مسلما، ولا وجدنا من طريق صحيح انه أسلم بعد، ولا يعترض بأن الواقدي ذكر أنه أسلم؛ لأنه قيد بصحيح، وضعف الواقدي معلوم خصوصا مع-

ص: 231

و (كانت هجرته صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لثمان «1» خلون من ربيع الأول وفيها) أي: سنة الهجرة (ابتني بعائشة «2» ) أم المؤمنين- رضي الله عنها.

[مؤاخاته صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار]

(فلما أتت لهجرته عليه السلام/ ثمانية أشهر) على ما في «عيون الأثر «3» » .

وقيل: خمسة. (آخى بين المهاجرين والأنصار «4» ) ، على الحق والمواساة والتوارث، وذلك في دار «أنس بن مالك*» .

- الانفراد، وكأنه سلف الذهبي في عدة صحابيا. وقد قال في (الإصابة) لم أر من ذكره في الصحابة إلا الذهبي في التجريد

» اه: المواهب.

(1)

القائل بهجرته لثمان خلون هو الإمام محب الطبري كما في كتابه المخطوط (خلاصة السير) لوحة 1/ أ.

(2)

حول بنائه صلى الله عليه وسلم بعائشة- رضي الله عنها انظر: أ- (الاستيعاب) لابن عبد البر 13/ 84، 94 رقم:3429. ب- (الإصابة) لابن حجر 13/ 38، 42 رقم: 701. ج- (المواهب اللدنية مع شرحها) للإمامين القسطلاني، والزرقاني 1/ 374، 375.

(3)

قال ابن «سيد الناس» في كتابه (عيون الأثر

) : «فلما نزل- عليه الصلاة والسلام المدينة، آخى بين المهاجرين

في دار أنس بن مالك

فكانوا يتوارثون حتى نزلت وَأُولُوا الْأَرْحامِ الاية: [سورة الأنفال الاية: 75، وسورة الأحزاب الاية: 6] . وانظر: (شرح الزرقاني على المواهب) 1/ 374.

(4)

عن المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار قال الإمام ابن حجر في (فتح الباري شرح صحيح البخاري) 7/ 272، باب كيف آخى النبي صلى الله عليه وسلم

؟ قال ابن عبد البر: «كانت المؤآخاة مرتين: مرة بين المهاجرين خاصة؛ وذلك ب «مكة» ومرة بين المهاجرين، والأنصار- فهى المقصودة هنا- وذكر ابن سعد بأسانيد الواقدي إلى جماعة من التابعين قالوا: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة آخى بين المهاجرين، وآخى بين المهاجرين والأنصار، على المواساة، وكانوا تسعين نفسا، بعضهم من المهاجرين، وبعضهم من الأنصار. وقيل: كانوا مائة؛ فلما نزل وَأُولُوا الْأَرْحامِ [الأنفال: الاية 75] بطلت المواريث بينهم بتلك المؤاخاة» اه-: فتح الباري. وانظر: (المواهب اللدنية مع شرحها) للإمامين القسطلاني، والزرقاني 1/ 373. وانظر: تفسير قوله- تعالى-: النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ الاية [سورة الأحزاب، الاية: 6] .

(*) حول عقد المؤاخاة في دار «أنس» انظر: التعليق السابق رقم: 4.

ص: 232

وقيل: في المسجد «1» ، وكانوا مائة رجل؛ خمسين من المهاجرين، وخمسين من الأنصار «2» ؛ فكان المهاجرى، والأنصارى يتوارثان بهذه المؤاخاة لا بالعشيرة والأرحام، كما ذكر الله- تعالى- في قوله: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ «3» الاية إلى أن نزل قوله- تعالى-:

وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ «4» الاية. فنسخت الميراث بالهجرة، وآخى صلى الله عليه وسلم أيضا قبل مقدمه المدينة بين المهاجرين بعضهم مع بعض على الحق والمواساة.

(فلما أتت لهجرته صلى الله عليه وسلم تسعة أشهر، وعشرة أيام دخل بعائشة «5» ) بنت «أبي بكر الصديق» رضي الله عنهما كما تقدم.

(فلما أتت لهجرته صلى الله عليه وسلم سنة وشهر، واثنان وعشرون يوما زوج «6» «عليا» «فاطمة» رضي الله عنهما) بأمر من الله- تعالى-.

(1) المؤاخاة في المسجد ذكرها الإمام الزرقاني في (شرح المواهب اللدنية) 1/ 374 فقال: «وعند أبي سعد في (الشرف) : آخى بينهم في المسجد

» اه-: شرح المواهب.

(2)

حول عدد الصحابة الذين آخر بينهم رسول الله صلى الله عليه وسلم انظر: التعليق السابق رقم: 2. وانظر: (المواهب اللدنية وشرحها) 1/ 374.

(3)

سورة الأنفال: الاية 72.

(4)

سورة الأنفال: الاية 75، وسورة الأحزاب: الاية 6.

(5)

عن زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة- رضي الله عنها والدخول بها: أخرج البخاري في صحيحه كتاب (النكاح) حديث رقم: 4761 بلفظ: عن عروة، «تزوج النبي صلى الله عليه وسلم «عائشة» ، وهي بنت ست سنين- أي: عقد عليها-، وبنى بها- أي: دخل بها-، وهي بنت تسع سنين، ومكثت عنده تسعا» اه-: صحيح البخاري. وانظر أيضا صحيح البخاري كتاب (فضائل الصحابة) باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة. وانظر: صحيح مسلم كتاب (النكاح)، باب تزويج الأب البكر الصغير رقم:1422. وانظر: (تاريخ الإسلام) للإمام الذهبي ص 279.

(6)

حول تزويج «علي» بفاطمة- رضي الله عنهما قال ابن عبد البر في (الاستيعاب) رقم: 4/ 374. وأنكح رسول الله صلى الله عليه وسلم «فاطمة» علي بن أبي طالب، بعد وقعة «أحد» . وقيل: إنه تزوجها بعد أن ابتنى رسول الله بعائشة، بأربعة أشهر ونصف، وبنى بها بعد تزويجه إياها بتسعة أشهر ونصف، وكان سنها يوم تزويجها خمس عشرة سنة، وخمسة أشهر، ونصفا، وكانت سن «على» إحدى وعشرين سنة، وخمسة أشهر

» الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 4/ 377، 380 رقم:830.

ص: 233