الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[غزوة خيبر]
(ثم غزا- عليه السلام خيبر «1» ) وهي مدينة كبيرة ذات حصون، ومزارع، بينها وبين المدينة ثلاثة أيام، خرج إليها في بقية المحرم «2» .
(وقد أتت لهجرته- عليه السلام ست سنين، وثلاثة أشهر [و «3» ] واحد وعشرون [يوما «4» ] وكان الله عز وجل وعده إياها «5» ، وهو ب «الحديبية» ، فخرج عليه السلام في ألف وأربعمائة، ومعهم مائتا فرس.
واستعمل على المدينة «نميلة بن عبد الله الليثي «6» » وسار عليه/ السلام حتى
- د- (الثقات) للإمام ابن حبان البستي- غزوة الحديبية- 1/ 295- 306. هـ- (الدرر
…
) للإمام ابن عبد البر- عمرة الحديبية- ص 204- 208. و (تلقيح فهوم أهل الأثر) للإمام ابن الجوزي ص 65. ز- (زاد المعاد
…
) لابن القيم بحاشية المواهب 4/ 155. ح- (مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم للإمام محمد بن عبد الوهاب- صلح الحديبية- ص 131- 137. ط- (الرحيق المختوم) لصديقي فضيلة الشيخ صفي الرحمن المباركفوري- وقعة الحديبية- ص 337- 348.
(1)
عن «خيبر» قال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» كتاب الغزوات 7/ 464 هي: بخاء معجمة وتحتانية، وموحدة بوزن جعفر-: مدينة كبيرة ذات حصون، ومزارع، على ثمانية برد من المدينة إلى جهة الشام. وذكر «أبو عبيد البكري: أنها سميت «خيبر» باسم رجل من العماليق نزلها، وهو «خيبر» أخو «يثرب» ابنا قانية ابن مهاليل واقتصر عليه الرومي
…
وقيل: «الخيبر» بلسان اليهود «الحصن» ؛ ولذا سميت خيابر أيضا ذكره الحازمي» اه: فتح الباري. وانظر: «المواهب اللدنية مع شرحها» 2/ 217.
(2)
حول الاختلاف في الوقت الذي وقعت فيه الغزوة انظر: (فتح الباري
…
) المصدر السابق.
(3)
ما بين القوسين المعكوفين ساقط من الأصل، وأثبتناه لاقتضاء المقام له.
(4)
ما بين القوسين المعقوفين ساقط من بعض نسخ «أوجز السير» .
(5)
حول قوله: «وكان الله وعده إياها
…
إلخ» ذكر الإمام ابن كثير في تفسيره، عند تفسير قوله تعالى: فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ [سورة الفتح، من الاية: 20] فقال: «يعني فتح خيبر-» اه: تفسير ابن كثير. وانظر: «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 5/ 153.
(6)
استعماله صلى الله عليه وسلم ل «نميلة الليثي» هو قول ابن هشام كما في السيرة النبوية 4/ 39.
نزلها ليلا؛ فلما أصبح ركب إليهم، فاستقبله عمالهم بمساحيهم ومكاتلهم، فلما رأوه قالوا:«ومحمد والخميس» فولوا هربا؛ فقال- عليه السلام: «الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين «1» » ، فأخذ- عليه السلام أموالهم، وفتح حصونهم «2» حتى انتهى إلى حصنيهم:«الوطيح» و «السلالم «3» » .
وكانا آخر حصون «خيبر» افتتاحا فتحصنوا فيهما، فحاصرهم بضع عشرة ليلة؛
(1) حديث «الله أكبر
…
محمد والخميس» حديث متفق عليه أخرجه البخاري ومسلم، وغيرهما: عن أنس بن مالك. فأخرجه البخاري في صحيحه كتاب «الصلاة» رقم: 358. و «الأذان» رقم: 575، و «الجمعة» رقم: 895، و «الجهاد والسير» تحت رقمي: 2726، 2769، و «المناقب» رقم: 3374، و «المغازي» تحت أرقام: 3876، 3877، 3879. وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب «النكاح» تحت رقمي: 2561، 2564. و «الجهاد» تحت رقمي: 3360، 3327. وانظر: جامع الترمذي كتاب «السير» 1470. وانظر: سنن النسائي- المجتبي- كتاب «المواقيت» رقم: 544، والنسائي «النكاح» رقم: 3327، و «الصيد» رقم: 4265. وحول سيره صلى الله عليه وسلم إلى «خيبر» انظر: البخاري وغيره- المصادر المذكورة في رقم: 7. وانظر: «السيرة النبوية» لابن هشام 4/ 40. وانظر: «الطبقات» للإمام محمد بن سعد 2/ 78.
(2)
حول قوله: «
…
فأخذ أموالهم وفتح حصونهم
…
» قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 4/ 40 قال ابن إسحاق: «وتدني- أي: يأخذ الأدنى فالأدنى- رسول الله صلى الله عليه وسلم الأموال يأخذها مالا مالا، ويفتحها حصنا حصنا، فكان أول حصونهم فتح: حصن «ناعم» وعنده قتل «محمود بن مسلمة» ألقيت عليه منه «رحا» فقتله ثم «القموص» : حصن «أبي الحقيق» . وأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم سبايا، منهن:«صفية بنت حيي بن أخطب» ، وكانت عند «كنانة بن الربيع» وبنتي عم لها، فاصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم «صفية» لنفسه إلخ» . اه: السيرة النبوية. وانظر: «الروض الأنف» للسهيلي 4/ 58.
(3)
عن فتح حصني «الوطيح والسلالم» قال ابن هشام في «السيرة النبوية» لابن هشام 4/ 42- 43 قال ابن إسحاق: «
…
عن سلمة بن عمرو بن الأكوع قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم» أبا بكر الصديق- رضي الله عنه برايته، وكانت بيضاء فيما قال ابن هشام إلى بعض حصون خيبر، فقاتل فرجع، ولم يك فتح وقد جهد، ثم بعث الغد «عمر بن الخطاب» رضي الله عنه، فقاتل ثم رجع، ولم يك فتح، وقد جهد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأعطين الراية غدا
…
الحديث» .
فلما كانت الليلة التي فتح الله عليهم في غدها قال- عليه السلام: «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، أو يحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه «1» » .
فلما كان الغد أتى «علي» رضي الله عنه، وكان تأخر لرمد أصابه، فبصق عليه السلام في عينيه فبرئ لحينه، ثم أعطاه الراية فسار إليهم، فقاتلهم، وقاتلوه أشد القتال «2» ؛ حتى إذا أيقنوا بالهلكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسيرهم، ويحقن دماءهم ففعل/ وصالحهم في الأموال على نحو ما فعل مع أهل «خيبر» ، فكانت «خيبر» فيئا بين المسلمين، وكانت «فدك» خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم لم يجيفوا عليها بخيل ولا ركاب «3» .
(1) حديث «لأعطين الراية
…
» متفق عليه أخرجه: الإمام البخاري في صحيحه كتاب «الجهاد والسير» رقم: 2753، عن سلمة بن الأكوع، وبرقم: 2724: عن سهل بن سعد. وأخرجه مسلم في صحيحه رقم: 3372: عن سلمة بن الأكوع. وانظر: جامع الترمذي كتاب «المناقب» رقم: 3658. وانظر: السنن لابن ماجه «المقدمة» رقم: 118: عن سعد بن أبي وقاص. وانظر: مسند الإمام أحمد «مسند العشرة المبشرين بالجنة» رقم: 739. وانظر: «الكامل في التاريخ» للإمام ابن الأثير 2/ 101. وانظر: «الإشارة» للحافظ مغلطاي ص 285.
(2)
حول شجاعة «علي» رضي الله عنه وتترسه بباب من أبواب الحصن
…
إلخ. انظر: «السيرة النبوية» لابن هشام- فتح خيبر- 4/ 42- 43.
(3)
عن صلح «خيبر» قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 4/ 43- 44 قال ابن إسحاق: «
…
وحاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل خيبر في حصنيهم: «الوطيح» و «السلالم» ؛ حتى إذا أيقنوا
…
«إلى قوله» : «ففعل» . وكان رسول الله قد حاز الأموال كلها: الشق، ونطاة، والكتيبة، وجميع حصونهم، إلا ما كان من ذينك الحصنين، فلما سمع بهم أهل «فدك» قد فتح الله عليهم «خيبر» بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن ألقى الله الرعب في قلوبهم- يسألونه أن يسيرهم، وأن يحقن دماءهم، ويخلوا له الأموال على النصف ففعل، وكان فيمن مشي بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينهم في ذلك «محيصة بن مسعود»
…
فلما نزل أهل «خيبر» على ذلك سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعاملهم في الأموال على النصف، وقالوا:«نحن أعلم بها منكم، وأعمر لها فصالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصف على أنا إذا شئنا أن نخرجكم أخرجناكم فصالحه أهل «فدك» على مثل ذلك؛ فكانت «خيبر» فيئا بين المسلمين؛ وكانت «فدك» خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم لم يجلبوا ولا ركاب» اه: السيرة النبوية. وانظر: «الكامل في التاريخ» لابن الأثير 2/ 102، 103.
واستشهد بها من المسلمين «1» نحوا من عشرين رجلا منهم: «الأسود الراعي*» وقتل «2» عليه السلام من يهودها صبرا «كنانة بن الربيع «3» » زوج «صفية أم المؤمنين» رضي الله عنها ضرب عنقه «محمد بن مسلمة» بأخيه «محمود بن مسلمة» .
(1) حول شهداء الصحابة في «خيبر» . اختلفت الروايات في عددهم: أ- ابن إسحاق كما في «السيرة النبوية» لابن هشام 4/ 46 جعلهم تسعة عشر رجلا، وذكر أسماءهم فقال:«وهذه تسمية من استشهد ب «خيبر» من المسلمين من قريش، ثم من أمية بن عبد شمس، ثم من حلفائهم: ربيعة بن أكثم بن سخبرة
…
إلخ» . اه: السيرة النبوية. ب- ابن سعد في «الطبقات» 2/ 77- 78، جعلهم سبعة عشر رجلا. ج- الحافظ مغلطاي في «الإشارة» ص 280 جعلهم: خمسة عشر. د- العلامة المنصور فوري- كما في «الرحيق المختوم» للشيخ صفي الرحمن المباركفوري ص 377- قال: «
…
إني وجدت بعد التفحص 23 ثلاثة وعشرين اسما، واحدا منها في الطبري فقط، وواحدا عند الواقدي فقط
…
إلخ» اه: الرحيق المختوم.
(*) و «الأسود الراعي» ذكر قصته ابن إسحاق كما في «السيرة النبوية» لابن هشام 4/ 46 فقال: «وكان من حديث الأسود الراعي- فيما بلغني- أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محاصرا لبعض حصون خيبر، ومعه غنم له، كان فيها أجيرا لرجل من يهود، فقال يا رسول الله: أعرض علي الإسلام، فعرضه عليه فأسلم- وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحقر أحدا أن يدعوه إلى الإسلام، ويعرضه عليه، فلما أسلم، قال يا رسول الله: إني كنت أجيرا لصاحب هذه الغنم، وهي أمانة عندي؛ فكيف أصنع بها؟ قال: «اضرب في وجوهها فإنها سترجع إلى ربها» - أو كما قال- فقال الأسود: فأخذ حفنة من الحصى فرمى بها في وجوهها، وقال: ارجعي إلى صاحبك، فو الله لا أصحبك أبدا، فخرجت مجتمعة كأن سائقا يسوقها، حتى دخلت الحصن، ثم تقدم إلى ذلك الحصن ليقاتل مع المسلمين، فأصابه حجر فقتله، وما صلى صلاة قط؛ فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوضع خلفه، وسجى بشملة، كانت عليه، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه نفر من أصحابه، ثم أعرض عنه، فقالوا يا رسول الله: لم أعرضت عنه» ؟! قال: «إن معه زوجتيه من الحور العين» اه: السيرة النبوية.
(2)
قوله: «وقتل من يهودها
…
صبرا» قتل «الصبر» قال عنه الفيروزابادي في «القاموس المحيط» : «صبر الإنسان وغيره على القتل: أن يحبس، ويرمى حتى يموت، وقد قتله صبرا
…
إلخ» اه: القاموس. وقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال ابن سعد في «الطبقات» 2/ 77 ثلاثة وتسعين رجلا
…
ذكر منهم: «الحارث أبو زينب» ، و «مرحب» و «أسير» و «أسير» ، و «ياسر» ، و «عامر» ، و «كنانة بن أبي الحقيق» وأخوه، وقال: وإنما ذكرنا هؤلاء وسميناهم لشرفهم اه: الطبقات.
(3)
حول قتل «محمد بن مسلمة» ل «كنانة بن أبي الحقيق» بأخيه «محمود
…
» قال ابن الأثير-
وفيها أهدت له «زينب بنت الحارث» زوجة «سلام بن مشكم» الشاة المسمومة، وأكل معه «بشر بن البراء بن معرور» «1» . وفيها نهى عليه السلام عن لحوم الحمر الأهلية «2» .
- في «الكامل
…
» 2/ 102: «
…
ودفع» كنانة
…
«إلى محمد بن مسلمة» فقتله بأخيه «محمود» اه: الكامل.
(1)
حول قصة الشاة المسمومة، ومقتل بشر
…
: أخرج البخاري في صحيحه كتاب «الهبة» باب قبول الهدية من المشركين 3/ 214 قال: قال موسى بن عقبة، وابن شهاب، وعروة، واللفظ لموسى: قالوا: «لما فتحت «خيبر» أهدت زينب بنت الحارث اليهودية- وهي ابنة مرحب- لصفية شاة مصلية- مشوية- وسمتها، وأكثرت في الذراع؛ لأنه بلغها أن النبي- صلى الله عليه وسلم يحب الذراع
…
» . وفي الحديث المتفق عليه، عن أنس بن مالك أن يهودية، أتت النبي صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة، فأكل منها، فجيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألها عن ذلك، قالت: أردت لأقتلك. فقال: «ما كان الله ليسلطك على ذلك» . أو قال: «علي» . قالوا: ألا نقتلها؟ قال: لا. فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم اه: صحيح البخاري. وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب «الإسلام» باب السم 7/ 14- 15. وحول الشاة المسمومة انظر أيضا: أ- صحيح البخاري، كتاب «الجزية والموادعة» ، باب إذا غدر المشركون بالمسلمين، هل يعفي عنهم؟ 4/ 121. وصحيح البخاري كتاب الطب، باب ما يذكر في سم النبي صلى الله عليه وسلم 7/ 180. ب- السنن للإمام أبي داود كتاب «الديات» باب فيمن سقى رجلا سما، أو طعنه فمات 2
…
/ 482. ج- «السيرة النبوية» لابن هشام 4/ 44- قصة الشاة المسمومة-. د- «الطبقات» للإمام محمد بن سعد 2/ 83- 84. هـ- «تاريخ الإسلام» للذهبي- المغازي- شأن الشاة المسمومة ص 362- 365.
(2)
حديث النهي عن لحوم الحمر الأهلية، والنهي عن متعة النساء متفق عليه: أخرجه البخاري في كتاب «المغازي» رقم: 3894 بلفظ: عن علي بن أبي طالب؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن متعة النساء يوم خيبر، وعن أكل لحوم الحمر الإنسية. وأخرجه مسلم في كتاب «النكاح» تحت أرقام: 2510، 2512، 2513، 2581. وانظر: جامع الترمذي كتاب «النكاح» تحت رقمي: 1040، 1716: عن علي، رضي الله عنه. وانظر: سنن النسائي- المجتبى- كتاب «النكاح» تحت رقمي: 23313، 1314. والنسائي «الصيد» رقم: 4261: عن علي- رضي الله عنه. وانظر: سنن ابن ماجة كتاب «النكاح» رقم: 1951. وانظر: «الروض الأنف» للإمام السهيلي 4/ 59- 60.
وفيها نهى عليه السلام عن متعة النساء «1» .
وفيها أصاب «صفية» «2» رضي الله عنها.
فلما كان ب «سد الصهباء» أعرس بها. وفيها قدم «3» «جعفر بن أبي طالب» ومن كان
(1) انظر الحاشية السابقة.
(2)
حول اصطفائه صلى الله عليه وسلم ل «أم المؤمنين صفية» وزواجه بها قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 4/ 43- 45 قال ابن إسحاق: «ولما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم «القموص» - حصن أبي الحقيق- أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ب «صفية بنت حيي» ، وبأخرى معها، فمر بهما «بلال» - وهو الذي جاء بهما- على قتلى من قتلى يهود؛ فلما رأتهم التي مع «صفية» صاحت وصكت وجهها، وحثت التراب على رأسها، فلما رآها الرسول صلى الله عليه وسلم قال:«أغربوا عني هذه الشيطانة» . وأمر بصفية فحيزت خلفه، وألقى عليها ردائه، فعرف المسلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اصطفاها لنفسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ل «بلال» - فيما بلغني-:«أنزعت منك الرحمة يا بلال» وكانت صفية، قد رأت في المنام، وهي عروس «كنانة بن الربيع» أن قمرا وقع في حجرها، فعرضت رؤياها على زوجها- كنانة- فقال: ما هذا إلا أنك تمنين ملك الحجاز محمدا فلطم وجهها لطمة خضر عينيها منها، فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبها أثر منه فسألها ما هو؟ فأخبرته الخبر
…
ولما أعرس رسول الله صلى الله عليه وسلم ب «صفية» خيبر، أو ببعض الطريق. وكانت التي جملتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم
…
«أم سليم»
…
أم أنس بن مالك فبات رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة له، وبات «أبو أيوب» متوشحا سيفه يحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويطيف بالقبة، حتى أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأى مكانه، قال:«ما لك يا أبا أيوب؟» قال يا رسول الله خفت عليك من هذه المرأة، وكانت امرأة قد قتلت أباها وزوجها، وقومها، وكانت حديثة عهد بكفر فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«اللهم احفظ أبا أيوب كما بات يحفظني» . اه: السيرة النبوية. وانظر: «تاريخ الإسلام» الذهبي- المغازي- ص 349- ذكر صفية-.
(3)
حديث قدوم «جعفر بن أبي طالب» ومن معه على رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر، متفق عليه من رواية أبي موسى الأشعري: فأخرجه البخاري في صحيحه كتاب «المغازي» باب غزوة خيبر 5/ 174، ومسلم كتاب «فضائل الصحابة» باب من فضائل جعفر بن أبي طالب
…
7/ 171- 173 بلفظ: عن أبي موسى الأشعرى قال: بلغنا مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن باليمن، فخرجنا مهاجرين إليه، أنا وأخوان لي أنا أصغرهم؛ أحدهم «أبو رهم» ، والاخر «أبو بردة» ، إما قال: بضع، وإما قال: في ثلاثة، أو اثنين وخمسين رجلا من قومي، فركبنا سفينة فألقتا سفينتا إلى النجاشي بالحبشة، فوافقنا «جعفر بن أبي طالب» وأصحابه عنده، فقال جعفر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثنا وأمرنا- يعني بالإقامة- فأقيموا معنا، فأقمنا معه، حتى قدمنا جميعا، فوافقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فتح «خيبر» ، فأسهم لنا، وما قسم لأحد غاب عن فتح «خيبر» شيئا إلا لمن شهد معه، إلا أصحاب سفينتنا، مع جعفر وأصحابه؛ قسم لهم معهم وقال الإمام الذهبي في-