الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[غزوة أحد
«1» ]
(ثم كانت غزوة أحد في السنة الثالثة) من الهجرة، يوم السبت لإحدى عشرة ليلة خلت من شوال، وقيل: لسبع خلون منه، وقيل: في نصفه.
و «أحد» جبل مشهور بالمدينة على/ أقل من فرسخ منها، وكان المسلمون ألفا، والمشركون ثلاثة آلاف رجل «2» ، ومعهم مائتا فرس، وثلاثة آلاف بعير، وليس مع المسلمين إلا فرس واحد؛ لأبي بردة بن نيار «3» .
- 3- (الإشارة) للحافظ مغلطاي ص 47، 48. 4- (عيون الأثر
…
) لابن سيد الناس 1/ 389، 390.
(1)
عن سبب الغزوة: قال ابن إسحاق في (مختصر السيرة- سيرة ابن إسحاق-) ص 136: «لما أصيب يوم بدر من كفار قريش- أصحاب القليب- ورجع فلهم- المنهزمون- إلى مكة، ورجع «أبو سفيان بن حرب» بعيره. مشى «عبد الله بن أبي ربيعة» و «عكرمة بن أبي جهل» ، و «صفوان بن أمية» في رجال من قريش، ممن أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم يوم بدر، فكلموا «أبا سفيان بن حرب» ، ومن كانت له في تلك العير من قريش. فقالوا: يا معشر قريش: إن محمدا قد وتركم، وقتل خياركم؛ فأعينونا بهذا المال على حربه؛ فلعلنا ندرك منه ثأرنا بمن أصاب منا ففعلوا
…
» اه-: مختصر السيرة. إعداد محمد عفيف الزعبي. و «أحد» قال عنه السهيلي في (الروض الأنف) 3/ 158، 159:«وأحد سمى بهذا الاسم؛ لتوحده، وانقطاعه، عن جبال أخر هنالك، وقال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: «هذا جبل يحبنا ونحبه» [البخاري 3/ 1058 رقم: 2732] ، ولا أحب واحسن من اسم مشتق من الأحدية- يريد موافقة اسم جبل أحد للتوحيد
…
الخ» اه-: الروض الأنف بتصرف.
(2)
حول عدد المسلمين، والكفار انظر: كتب (السيرة النبوية) لابن هشام، وغيره.
(3)
و «أبو بردة
…
» ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 11/ 145، 146 رقم: 2869 فقال: «أبو بردة بن نيار» اسمه: «هاني بن نيار» - هذا قول أهل الحديث-. وقيل: «هاني بن عمرو» هذا قول ابن إسحاق. وقيل: بل اسمه «الحارث بن عمرو» . وذكره: «هشيم» عن «الأشعث» ، عن عدي بن ثابت، عن البراء، قال: مر بي خالي، والحارث بن عمرو، وهو أبو بردة بن نيار. وقيل: مالك بن هبيرة قاله: إبراهيم بن عبد الله الخزاعي
…
كان (عقبيا بدريا، وشهد أبو بردة
…
العقبة الثانية مع السبعين، في قول موسى بن عقبة، وابن إسحاق، والواقدي. وقال أبو معشر: شهد «بدرا» و «أحدا» ، وسائر المشاهد، وكانت معه راية «بني حارثة» -
وفرس رسول الله صلى الله عليه وسلم السكب «1» وتعبأ صلى الله عليه وسلم للقتال، وأمر على الرماة «عبد الله بن جبير الأنصاري «2» » من بني «عمرو بن عوف» والرماة خمسون رجلا؛ فقال: انضح الخيل عنا بالنبل لا يأتونا من خلفنا.
إن «3» كانت لنا، أو علينا، فاثبت مكانك، ودفع اللواء إلى «مصعب بن عمير» ثم التقى الناس، ودنا بعضهم من بعض فاقتتلوا حتى حميت الحرب، وأبلى «حمزة» رضي الله عنه في ذلك اليوم بلاء حسنا حتى أصيب.
- في «غزوة الفتح» . قال الواقدي: توفى في خلافة «معاوية «بعد شهوده، مع علي بن أبي طالب حروبه كلها. وقال الواقدي أيضا: انخذل «عبد الله بن أبي ابن سلول» عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خروجه إلى أحد بثلاثمائة، وبقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبعمائة. وكان المشركون ثلاثة آلاف، والخيل: مائتا فارس، والظعن خمس عشرة امرأة. وكان في المشركين سبعمائة دراع، وكان في المسلمين مائة دراع، ولم يكن معهم من الخيل إلا فرسان: فرس لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفرس لأبي بردة بن نيار» اه-: الاستيعاب.
(1)
و «السكب» : فرس رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذكره الإمام الطبراني في حديث أخرجه في (المعجم الكبير) 11/ 111 رقم: 11208 بلفظ: عن ابن عباس- رضي الله عنهما قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم «
…
وكان له فرس يسمى السكب
…
» اه-: المعجم الكبير للطبراني. وقال الإمام عبد الغني المقدسي في كتابه (الدرة المضية في السيرة النبوية) - ذكر أفراس رسول الله صلى الله عليه وسلم ص 43: «أول فرس ملكه «السكب» اشتراه من أعرابي، من بني «قزارة» بعشر أواق، وكان اسمه عند الأعرابي «الضرس» فسماه «السكب» ، وكان أغر محجلا طلق إلى اليمين، وهو أول فرس غزا عليه» اه-: الدرة المضية. وعن جملة أفراسه صلى الله عليه وسلم قال المناوي في (فيض القدير شرح الجامع الصغير) 5/ 177 حديث رقم: 6856: «
…
وجملة أفراسه سبعة متفق عليها. جمعها ابن جماعة في بيت فقال:
والخيل سكب لحيف ظرب
…
لزاز مرتجز ورد لها أسوار
وانظر: السنن الكبرى للإمام البيهقي 69/ 52 رقم: 17743. وانظر: القاموس المحيط/ سكب.
(2)
حول الرماة، وعددهم، وتأمير «عبد الله بن جبير» ، وهو معلم يومئذ بثياب بيض. انظر:(السيرة النبوية لابن هشام مع (الروض الأنف) للسهيلي 3/ 150) .
(3)
في (السيرة النبوية) للإمام ابن هشام 3/ 150: «وإن «بدل» بذكر الواو قبل «إن» .
قيل: إنه قتل يومئذ إحدى وثلاثين رجلا وقاتل «أبو دجانة «1» » بسيف رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أعطاه يومئذ، وقاتل «مصعب بن عمير» دون رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتل؛ فأعطي اللواء «علي بن أبي طالب» رضي الله عنه فتقدم وقاتل، ثم أنزل الله نصره على المسلمين حتى كشفوهم عن المعسكر، ووقعوا فيه ينتهبون ويأخذون ما فيه/ من أنعامهم، فبينما هم كذلك إذ مالت الرماة إلى العسكر لطلب الغنيمة «2» وأتوا من خلفهم، وصرخ صارخ «إن محمدا قد قتل» فانكفأوا وانكفأ القوم عليهم وأصابوا منهم، وكان يوم بلاء وتمحيص، أكرم الله أناسا بالشهادة، وأعظم فيه الأجر لنبيه- عليه السلام ورماه صلى الله عليه وسلم «3» «عتبة بن أبي وقاص» بأربعة أحجار، أصاب حجر منها رباعيته اليمنى السفلى فكسرها، وكلمت شفته السفلى في باطنها، فقال- عليه
(1)«أبو دجانة» - سماك بن خرشة، أخو بني ساعدة- وقصة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها الإمام ابن هشام (في السيرة النبوية) مع (الروض الأنف) 3/ 153 فقال:«قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يأخذ هذا السيف بحقه؟ فقام إليه رجال، فأمسكه عنهم، حتى قام إليه «أبو دجانة» فقال: وما حقه يا رسول الله؟ قال: «أن تضرب به العدو حتى ينحني» قال: أنا آخذه يا رسول الله بحقه؛ فأعطاه إياه، وكان «أبو دجانة» رجلا شجاعا يختال عند الحرب؛ إذا كانت، وكان إذا أعلم بعصابة له حمراء، فاعتصب بها علم إنه سيقاتل، فلما أخذ السيف من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرج عصابته تلك، فعصب بها راسه، وجعل يتبختر بين الصفين. قال ابن إسحاق
…
عن رجل من الأنصار- من بني سلمة- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأى «أبا دجانة» يتبختر أنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن» اه-: السيرة النبوية لابن هشام.
(2)
عن سبب الهزيمة قال ابن إسحاق كما في (السيرة النبوية) لابن هشام 3/ 155: «ثم أنزل الله نصره على المسلمين، وصدقهم وعده، فحسوهم بالسيوف، حتى كشفوهم عن العسكر، وكانت الهزيمة لا شك فيها
…
والله لقد رأيتني أنظر إلى خدم «هند بنت عتبة» ، وصواحبها مشمرات هوارب، ما دون أخذهن قليل، ولا كثير إذا مالت الرماة إلى العسكر، حين كشفنا القوم عنه، وخلوا ظهورنا للخيل؛ فاؤتينا من خلفنا وصرخ صارخ: إلا إن محمدا قد قتل، فانكفأنا، وانكفأ علينا القوم، بعد أن أصبنا أصحاب اللواء حتى ما يدنوا منه أحد من القوم
…
إلخ» اه-: السيرة النبوية.
(3)
حول رمي «عتبة
…
» لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن هشام في (السيرة النبوية) 3/ 156: «وذكر ربيع بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري» أن عتيبة بن أبي وقاص رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ فكسر رباعيته اليمنى، وجرح شفته السفلى، وأن عبد الله بن شهاب الزهري، هو الذي شجه، في جبهته، وأن عبد الله بن قمئة جرحه في وجنته؛ فدخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنته، وأن مالك بن سنان مص الدم من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ازدرده؛ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم «لن تمسك النار
…
» اه-: السيرة النبوية.
السلام-: «اللهم لا يحل عليه الحول حتى يموت كافرا «1» » ؛ فكان كما قال عليه السلام.
ونقل الخطيب «2» في «التاريخ» قال: بلغني أن الذين كسروا رباعيته عليه السلام لم يولد لهم صبى، فنبتت له رباعية، وشجه عليه السلام «عبد الله بن شهاب الزهرى «3» » حتى سال الدم على لحيته الشريفة- نفسى له الفداء-، ورماه «عبد الله بن قميئة الليثى «4» » .
- وانظر: (فتح الباري شرح صحيح البخاري) لابن حجر كتاب (المغازي) 7/ 366. وقال الإمام السهيلي في (الروض الأنف) 3/ 156: «وعتبة بن أبي وقاص- أخو سعد- هو الذي كسر رباعيته، ثم لم يولد من نسله ولد؛ فبلغ الحلم إلا وهو أبخر- أى: منتن الفم، أو أهتم- يعرف ذلك في عقبة
…
» اه-: الروض الأنف. وقال الإمام ابن حجر في (فتح الباري
…
) - المصدر السابق-: «وروى ابن إسحاق، من حديث «سعد بن أبي وقاص» قال: «فما حرصت على قتل رجل قط، حرصي على قتل أخي «عتبة بن أبي وقاص» ؛ لما صنع برسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد» - وذكر حديث الطبراني الذي سأذكره فيما بعد-.
(1)
حديث «اللهم لا يحل
…
إلخ» عزاه الإمامان القسطلاني والزرقاني في (المواهب وشرحها) إلى الإمام عبد الرزاق في (تفسيره) من مرسل مقسم، وسعيد بن المسيب؛ أنه صلى الله عليه وسلم دعا على عتبة فقال:«اللهم لا يحل الحديث» .
(1)
حديث «الهم لا يحل
…
إلخ» عزاه الإمامان القسطلاني والزرقاني في (المواهب وشرحها) إلى الإمام عبد الرزاق في (تفسيره) من مرسل مقسم، وسعيد بن المسيب؛ أنه صلى الله عليه وسلم دعا على عتبة فقال:«اللهم لا يحل الحديث» .
(2)
وقول الخطيب في (التاريخ) ذكره الإمام الشامي في (سبل الهدى والرشاد) 4/ 199 فقال: «وروى الخطيب في تاريخ بغداد، عن الحافظ محمد بن يوسف الفريابي قال: «بلغني أن الذين كسروا رباعية رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يولد لهم صبي؛ فنبنت له رباعية» اه-: سبل الهدى والرشاد.
(3)
حول «عبد الله بن شهاب
…
» قال الإمام السهيلي في (الروض الأنف) 3/ 165: «وممن رماه يومئذ «عبد الله بن شهاب» جد شيخ مالك «محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب» . وقد قيل لابن شهاب: أكان جدك «عبد الله بن شهاب» ممن شهد «بدرا» ؟ قال: نعم؛ ولكن من ذلك الجانب- يعني مع الكفار-، و «عبد الله» هذا هو، «عبد الله» الأصغر، وأما «عبد الله بن شهاب» وهو «عبد الله الأكبر» فهو من مهاجرة الحبشة، توفي بمكة قبل الهجرة، وقد اختلف فيهما أيهما كان المهاجر إلى أرض الحبشة؛ فقيل: الأكبر، وقيل: الأصغر. وكان أحدهما جد الإمام الزهري لأبيه، والاخر جده لأمه، وقد أسلم الذي شهد «أحدا» مع الكفار، وجرح رسول الله صلى الله عليه وسلم فالله ينفعه بإسلامه» اه-: الروض. «عبد الله بن قميئة» سماه ابن القيم في (الهدي
…
) «عمرو بن قمئة» ذكر ذلك الزرقاني في (شرح المواهب) 2/ 37.
(4)
وحديث ابن قمئة أخرجه الإمام الطبراني في (المعجم الكبير) 8/ 130 رقم: 7596 بلفظ: عن أبي أمامة «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رماه «عبد الله بن قمئة» بحجر يوم «أحد» فشجه في-
فأصاب وجهه الشريف، حتى دخلت حلقتان من حلق «المغفر «1» » في وجنته «2» عليه السلام. وروي في «التوشيح «3» » قال: ضرب وجه النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ بالسيف سبعين ضربة، وقاه الله شرها كلها.
وفي هذا اليوم/ قال- عليه السلام للسيد «طلحة بن عبيد الله «4» » ، وقد نهض
- وجهه، وكسر رباعيته، وقال: خذها وأنا ابن قمئة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يمسح الدم على وجهه- «مالك أقمأك الله» فسلط الله عليه، تيس غنم؛ فلم يزل ينطحه، حتى قطعه قطعة» اه-: المعجم الكبير. وفي (فتح الباري
…
) لابن حجر كتاب (المغازي) غزوة «احد» 7/ 373 رقم: 3847. «
…
وقال ابن عائذ، أخبرنا الوليد بن مسلم، حدثنى عبد الرحمن بن يزيد بن جابر؛ أن الذي رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم ب «أحدا» فجرحه في وجهه، قال: خذها مني، وأنا ابن قمئة؛ فقال: أقمأك الله، فانصرف، إلى أهله، فخرج في غنمه، فوافاها على ذروة جبل؛ فدخل فيها، فشد عليه تيسها، فنطحه نطحة، أداره من شاهق الجبل، فتقطع» اه-: فتح الباري. وانظر: (مسند الشاميين) للإمام الطبراني 1/ 262 رقم: 453. وانظر: (سبل الهدى والرشاد) للصالحي 4/ 199.
(1)
«المغفر» : - بكسر الميم، وسكون الغين المعجمة، وفتح الفاء-: «زرد ينسج من الدروع على قدر الرأس
…
» اه-: المواهب اللدنية للقسطلاني 2/ 38. وقال الشامي في (سبل الهدى والرشاد
…
) 4/ 270: «المغفر: ما يلبس تحت البيضة، شبيه بحلق الدرع، يجعل على الرأس، يتقى به في الحرب» اه-: سبل الهدى.
(2)
و «الوجنة» من الإنسان: ما ارتفع من لحم خده، والأشهر فتح الواو، وحكى تثليث الواو، والجمع: وجنات» اه-: سبل الهدى والرشاد 4/ 270.
(3)
كتاب (التوشيح) الذي نقل منه المؤلف، لم أصل إليه في المراجع المتوافرة لدي.
(4)
و «طلحة» ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 5/ 235، 249 رقم: 1280 فقال: «طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو
…
القرشي التيمي، يكنى أبا محمد، يعرف ب «طلحة» الفياض. وذكر أهل النسب أن «طلحة» اشترى ما لا بموضع يقال له:«بيسان» فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنت إلا فياض فسمى «طلحة» الفياض. ولما قدم «طلحة» المدينة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه، وبين «كعب بن مالك» حين آخى بين المهاجرين، والأنصار. قال ابن إسحاق، وموسى بن عقبة: عن ابن شهاب: لم يشهد «طلحة» بدرا، وقدم من الشام بعد رجوع رسول الله صلى الله عليه وسلم من «بدر» . وكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سهمه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم «لك سهمك» . قال: وأجري، قال: و «أجرك» .
به إلى صخرة: «أوجب طلحة*» .
وفيه رمى «أبورهم: كلثوم بن الحصين الغفارى «1» » بسهم في نحره فبصق رسول
- قال أبو عمر: شهد «أحدا» وما بعدها من المشاهد. قال الزبير- رضي الله عنه وغيره: وأبلى حسنا، ووقى رسول الله- صلى الله عليه وسلم بنفسه، واتقى النبل عنه بيده؛ حتى شلت إصبعه، وضرب الضربة في رأسه، وحمل رسول الله على ظهره، حتى استقل على الصخرة. وقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم:«اليوم أوجب طلحة يا أبا بكر» . ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهض يوم «أحد» ليصعد صخرة، وكان ظاهر بين درعين؛ فلم يستطع النهوض؛ فاحتمله «طلحه» فأنهضه حتى استوى عليها
…
وقتل «طلحة» - «- وهو ابن ستين سنة. وقيل ابن اثنتين وستين سنة. وقيل: ابن أربع وستين سنة يوم الجمل» اه-: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر 5/ 132 رقم: 2259.
(*) حديث «أوجب طلحة» أخرجه جمع من الأئمة منهم: الإمام الترمذي في جامعة كتاب (الجهاد) 4/ 201 رقم: 1615 بلفظ: عن الزبير بن العوام قال: «كان على النبي صلى الله عليه وسلم درعان يوم أحد، فنهض إلى الصخرة؛ فلم يستطع، فأقعد طلحة» تحته، فصعد النبي صلى الله عليه وسلم عليه حتى استوى على الصخرة، فقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «أوجب طلحة» قال أبو عيسى
…
هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث «محمد بن إسحاق» . وانظر: (جامع الترمذي) 5/ 643 رقم: 3738: عن الزبير. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب. - الإمام أحمد في (المسند) 1/ 165 رقم: 1417 عن الزبير بن العوام. - (صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان) 15/ 436 رقم: 6979 عن الزبير. - (المستدرك) للحاكم 3/ 28 رقم: 4312، 3/ 221 رقم: 5603 عن الزبير. قال الحاكم في كل منهما: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص. وانظر:(المستدرك) : للحاكم 3/ 421 رقم: 5602 عن الزبير، وسكت عنه الحاكم، والذهبي. - (الجهاد) للإمام عبد الله بن المبارك ص 80 رقم: 93 عن الزبير. - (السنن الكبرى) للإمام البيهقي 6/ 370 رقم: 12878 عن الزبير، 9/ 46 رقم: 17711: عن الزبير. - (المسند) للإمام أبي يعلى 2/ 33 رقم: 370: عن الزبير. - (فضائل الصحابة) للإمام أحمد بن حنبل 2/ 743 رقم: 1288، 2/ 744 رقم:1290.
(1)
و «أبو رهم الغفاري» ترجم له الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) 11/ 258، 259 رقم: 2960 فقال: «أبو رهم
…
» اسمه «كلثوم
…
» أسلم بعد قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، -
الله صلى الله عليه وسلم عليه فبرئ.
وفيه أعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم «عبد الله بن جحش» - وقد انقطع سيفه- عرجون «1» نخلة فظهر في يده سيفا؛ فقاتل به حتى قتل؛ وكان يسمى العرجون، وفيه كان صلى الله عليه وسلم يفدي «سعد بن أبي وقاص «2» » بأبيه، وأمه، وفيه أصيبت عين قتادة فردها- عليه السلام
- وشهد «أحدا» فرمي بسهم في نحره، فسمي المنحور. ويروى «أنه جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فبصق عليه فبرأ
…
واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة- مرتين: مرة في «عمرة القضاء» ، وكان ممن بايع تحت الشجرة، ثم استخلفه على المدينة «عام الفتح» فلم يزل عليها، حتى انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف» اه-: الاستيعاب.
(1)
قوله: «عرجون نخلة» هذا لفظ الوبير بن بكار، ذكر ذلك الزرقاني في (شرح المواهب) 2/ 43.
(2)
حديث «فداء رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبيه....» متفق عليه، أخرجه البخاري، ومسلم في صحيحيهما، وأخرجه غيرهما. فأخرجه البخاري في (الجامع المختصر) 3/ 1064 رقم: 2749 بلفظ:
…
عن سعد بن إبراهيم، قال: حدثني عبد الله بن شداد، قال: سمعت «عليا» - (- يقول: «ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يفدي رجلا بعد «سعد» سمعته يقول: «ارم فداك أبي، وأمي» . وأخرجه الإمام مسلم في (صحيحه) 4/ 1876 رقم: 2411. وانظر بقية الأحاديث الواردة في الصحيحين وغيرهما في المواضع الاتية: - الجامع الصحيح المختصر 3/ 1064 رقم: 2749، 4/ 1490 رقم: 3831، 4/ 1490 رقم: 3833. وانظر: (جامع الترمذي) 5/ 130 رقم: 2829، 5/ 650 رقم: 3753، 5/ 650 رقم:3755. انظر: (المستدرك) : للحاكم 2/ 105 رقم: 2472. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وبهذه السياقة. ووافقه الذهبي في (التلخيص) . وعن هذه التفدية قال الزرقاني في (شرح المواهب) 2/ 42:«فداك أبي وأمي» - بكسر الفاء وتفتح- المراد: لو كان لي إلى الفداء سبيل لفديتك بأبوي اللذين هما عزيزان عندي، والمراد من التفدية لازمها، أي: أرم مرضيا
…
وقال النووي: المراد بالتفدية الإجلال والتعظيم؛ لأن الإنسان لا يفدي إلا من يعظمه، وكأن مراده: بذلت نفسي، أو من يعز على في مرضاتك وطاعتك
…
قال القاضي عياض: رحمه الله: ذهب جمهور العلماء إلى جواز ذلك، سواء كان المفدي به مسلما، أو كافرا. قال النووي: وجاء من الأحاديث ما لا يحصى.