المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[أولاده صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين خديجة رضي الله عنهم] - مستعذب الإخبار بأطيب الأخبار

[أبو مدين الفاسى]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة التحقيق

- ‌نماذج من صور المخطوطات

- ‌مقدمة المؤلف

- ‌كنيته صلى الله عليه وسلم

- ‌[النسب الزكي الطاهر]

- ‌فائدة:

- ‌قصة بحيرى الراهب مع أبي طالب

- ‌خطبة أبي طالب عند زواج الرسول ب «خديجة»

- ‌صداق «خديجة» رضي الله عنها

- ‌[أولاده صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين خديجة رضي الله عنهم]

- ‌أولاد فاطمة

- ‌[غزواته صلى الله عليه وسلم

- ‌غزوة ودان

- ‌[غزوة بواط

- ‌[غزوة بدر الأولى- سفوان

- ‌[غزوة بدر الكبرى]

- ‌عدة أصحابه- صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر

- ‌المتخلفون من أصحابه- صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر

- ‌عدد المشركين في غزوة بدر

- ‌[غزوة بني قينقاع*]

- ‌[غزوة السويق]

- ‌[غزوة بني سليم- الكدر

- ‌[غزوة ذي أمر

- ‌[غزوة أحد

- ‌[غزوة بني النضير]

- ‌[غزوة ذات الرقاع]

- ‌[غزوة دومة الجندل]

- ‌[غزوة بني المصطلق

- ‌[غزوة الخندق- الأحزاب

- ‌[غزوة بني قريظة

- ‌[غزوة بني لحيان]

- ‌[غزوة الغابة]

- ‌[عمرة الحديبية*]

- ‌[غزوة خيبر]

- ‌عمرة القضية

- ‌[غزوة مكة]

- ‌[غزوة حنين

- ‌[غزوة الطائف

- ‌[غزوة تبوك]

- ‌فهرس الايات القرآنية

- ‌ثانيا: فهرس الأحاديث النبوية والاثار

- ‌ثالثا: المصادر والمراجع:

- ‌ المخطوطات

- ‌المصادر والمراجع المطبوعة:

- ‌فهرس الموضوعات

الفصل: ‌[أولاده صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين خديجة رضي الله عنهم]

عليه ما يلقاه من أمر الناس؛ فكان صلى الله عليه وسلم يسمي ذلك العام عام الحزن «1» .

(ولرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم وفاتها (تسع وأربعون سنة وثمانية أشهر «2» ) .

[أولاده صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين خديجة رضي الله عنهم]

(فأما «3» ولده «4» صلى الله عليه وسلم منه) أي: من خديجة (فستة «5» ) : ذكران، وأربع بنات، فأولهم:

(القاسم «6» وبه يكنى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أكبر أولاده.

- هشام 2/ 166» : «وكانت له وزير صدق على الإسلام يشكو إليها

» اه/ السيرة النبوية. وانظر: تاريخ الإسلام للإمام/ الذهبي- السيرة النبوية- ص 236- 237.

(1)

عن تسمية العام الذي توفي فيه «أبو طالب» و «خديجة» بعام الحزن، قال النجم عمر بن فهد في «إتحاف الورى بأخبار أم القرى» 1/ 305: واجتمع على النبي صلى الله عليه وسلم بموت «أبي طالب» و «خديجة» مصيبتان، وسماه عام الحزن؛ لأن «أبا طالب» كان يحميه عند خروجه من بيته ممن يؤذيه. و «خديجة» كانت تصدقه إذا آوى إلى فراشه، وتسليه عن كل ما يجرى عليه، وتقول: أنت رسول الله حقا. اه/ إتحاف الورى.

(2)

عن عمره صلى الله عليه وسلم عند وفاة خديجة، وأبي طالب انظر:«صحيح مسلم بشرح النووى» 1/ 215- وفاة أبي طالب، وما نزل في شأنه- ذكر فيه كلام ابن فارس. وانظر:«إتحاف الورى بأخبار أم القرى» للنجم عمر بن فهد 1/ 299.

(3)

في بعض نسخ «أوجز السير» «وأما» بدلا من «فأما» .

(4)

لفظ «ولد» في اللغة: يطلق على كل ما ولد، ويشمل: الذكر والأنثى، والمثنى، والجمع. المعجم الوسيط 2/ 1056.

(5)

حول أولاده صلى الله عليه وسلم قال ابن إسحاق كما في «السيرة النبوية لابن هشام مع الروض الأنف 1/ 214» : «فولدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولده كلهم إلا إبراهيم: «القاسم» وبه كان يكنى صلى الله عليه وسلم. و «الطاهر» و «الطيب» و «زينب» و «رقية» و «أم كلثوم» و «فاطمة» اه/ السيرة النبوية لابن هشام. وانظر أيضا: كتاب الإخوة والأخوات للحافظ/ الدارقطني ص 21- 22. تحقيق د/ باسم الجوابرة. طبع دار الراية. وانظر: در السحابة في بيان مواضع وفيات الصحابة ص 88، 106 للإمام الحافظ/ الصغاني «ت 650 هـ» تحقيق/ طارق الطنطاوى. طبع/ دار القرآن. وانظر: مجمع الزوائد للإمام/ الهيثمي كتاب المناقب، باب في أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم 9/ 220- 221.

(6)

و «القاسم» مشتق: من قسمت الشيء أقسمه قسما، فأنا قاسم، والشيء مقسوم اه: -

- الاشتقاق لابن دريد 1/ 39. واختلف في عدد أولاده صلى الله عليه وسلم وأيهم أكبر، ونذكر ما قاله الإمام/ ابن عبد البر في «الاستيعاب» بحاشية «الإصابة» 1/ 98 فنقول: «وأما ولده صلى الله عليه وسلم فكلهم من خديجة إلا إبراهيم فإنه من «مارية القبطية» . وولده- صلى الله عليه وسلم من «خديجة» أربع بنات لا خلاف في ذلك أكبرهن «زينب» رضي الله عنها بلا خلاف، وبعدها «أم كلثوم» رضي الله عنها وقيل: بل «رقية» ، وهو الأولى والأصح؛ لأن «رقية» تزوجها «عثمان» رضي الله عنه قبل، ومعها هاجر إلى أرض الحبشة، ثم تزوج بعدها، وبعد وقعة «بدر» «أم كلثوم» ، وقد قيل: إن «رقية» أصغرهن، والأكثر والصحيح أن أصغرهن «فاطمة» . واختلف في الذكور فقيل: أربعة: «القاسم» ، و «عبد الله» ، و «الطيب» ، و «الطاهر» . وقيل: ثلاثة. ومن قال هذا، قال:«عبد الله» سمى الطيب؛ لأنه ولد في الإسلام. ومن قال: غلامان «قال: القاسم، وبه يكنى صلى الله عليه وسلم و «عبد الله» قيل له: «الطيب» و «الطاهر» ؛ لأنه ولد بعد المبعث والقاسم قبل المبعث

إلخ. اه: الاستيعاب. وانظر أيضا: الاستيعاب 12/ 272. وانظر: السيرة النبوية لابن هشام 1/ 214. وقال الإمام/ القسطلاني في المواهب 3/ 193: اعلم أن جملة ما اتفق عليه منهم ستة: «القاسم» أولهم، و «إبراهيم» آخرهم. وأربع بنات: أكبرهن: «زينب» ، و «رقية» ، و «أم كلثوم» ، و «فاطمة» أصغرهن. اه/ المواهب. وحول معرفة المزيد عن أولاده صلى الله عليه وسلم انظر: المصادر والمراجع الاتية: أ- «السيرة النبوية» للإمام/ ابن هشام 1/ 214. ب- «الطبقات الكبرى» للإمام/ ابن سعد ذكر أولاده صلى الله عليه وسلم وتسميتهم 1/ 133. ج- «الثقات» للإمام/ ابن حبان 1/ 46- 47. د- «زاد المعاد» للإمام/ ابن القيم بحاشية المواهب اللدنية/ 86- 87. هـ- «الدرة المضية في السيرة النبوية» للإمام/ عبد الغنى المقدسي ص 22- 24. و «جوامع السيرة» للأمام/ ابن حزم الأندلسى ص 38. ز- «إتحاف الورى بأخبار أم القرى» للنجم عمر بن فهد. وزيادة على ما تقدم انظر تراجمهم في: «الاستيعاب» لابن عبد البر. «الإصابة» لابن حجر- القسم الثاني- 5/ 249، 5/ 2530، 7/ 200 (رقم: 6156) -

ص: 111

ولد «1» ب «مكة» قبل النبوة ومات صغيرا بعد النبوة على أحد القولين يدل له ما رواه ابن ماجه عن فاطمة/ بنت الحسين «2» عن أبيها قال: «لما هلك القاسم قالت «خديجة» يا رسول الله: درت لبينة «3» القاسم، فلو كان الله أبقاه حتى يتم رضاعه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إن تمام رضاعه في الجنة» فقالت: لو أعلم ذلك يا رسول الله يهون «4» عليّ [أمره «5» ] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شئت دعوت الله- تعالى- فأسمعك صوته» .

فقالت: [يا رسول الله] بل أصدق الله- تعالى- ورسوله «6» .

- حرف العين-: «وجزم هشام ابن الكلبي بأن عبد الله، والطيب، والطاهر: واحد اسمه «عبد الله» ، والطيب، والطاهر لقبان له» اه/ الإصابة. وانظر:«أسد الغابة» لابن الأثير.

(1)

حول ولادة «القاسم» ب «مكة» قبل النبوة انظر: الإصابة لابن حجر القسم الثاني 8/ 223- (رقم: 7263) .

(2)

و «فاطمة بنت الحسين» - جدها الإمام/ «علي بن أبي طالب» رضي الله عنه. ترجم لها الحافظ ابن حجر في (التقريب) 1/ 751 رقم: 8652 فقال: «المدنية زوج الحسن ابن الحسين بن علي. ثقة. من الطبقة الرابعة، ماتت بعد المائة، وقد أسنت. أخرج لها أبو داود، والترمذي، والنسائي في مسند «علي» ، وابن ماجه. اه/ التقريب 131.

(3)

عن قولها: «لبينة» قال الإمام/ السهيلي في الروض الأنف 1/ 215: هي تصغير لبنة، وهي قطعة من اللبن كالعسيلة تصغير عسلة.... اه: الروض الأنف.

(4)

كلمة «يهون» في سنن ابن ماجه «لهون» .

(5)

ما بين القوسين المعكوفين ساقط من الأصل، وأثبتناه من سنن ابن ماجه 1/ 484.

(6)

الحديث أخرجه الحافظ/ ابن ماجه في سننه 1/ 484 رقم: (1512) بلفظ: «عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين بن على قال: لما توفى القاسم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: خديجة- رضي الله عنها: يا رسول الله درت لبينة

» الحديث. قال في الزوائد: إسناد هشام بن الوليد لم أر من وثقه، ولا من جرحه. قال السندى: قلت: بل إنه قال في التقريب: إنه متروك. و «عبد الله بن عمران الأصبهاني» ، ثم الرازى، قال فيه أبو حاتم: صالح. وذكره ابن حبان في الثقات. اه/ سنن ابن ماجه. وقال الإمام/ السهيلي في الروض الأنف 1/ 214: «وقع في مسند الفريابي» أن «خديجة» رضي الله عنها دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موت القاسم، وهي تبكي فقالت: يا رسول الله درت لبينة.

ص: 113

وقال السهيلي «1» : «بلغ المشي غير أن رضاعه لم يكمل» .

وقيل: عاش سبعة عشر شهرا وصوب. وقيل: عاش عامين.

(و) ثانيهم: (الطاهر) .

(ويقال: إن اسمه عبد الله) وقيل: اسمه: الطيب.

ولد قبل النبوة، ومات قبلها على ما قاله ابن إسحاق، وقيل: إنما سمي بالطيب، والطاهر؛ لأنه ولد بعد النبوة.

(و) ثالثتهم (فاطمة «2» : وهي أصغر ولده صلى الله عليه وسلم «3» ) .

(1) انظر قول الإمام/ السهيلي في كتابه «الروض الأنف» 1/ 214 أولاده صلى الله عليه وسلم.

(2)

و «فاطمة رضي الله عنها» لقبت ب «الزهراء» . حول هذا اللقب قال الإمام/ ملك المغرب

عبد الحفيظ في كتابه «العذب السلسبيل في حل ألفاظ خليل» ص 31- 32 «

سميت بالزهراء؛ لأنها لا تحيض، ويقال لها: البتول لانقطاعها عن غيرها في الفضائل» اه/ «العذب

» طبع/ أحمد يمنى بفاس/ المغرب (سنة 1326 هـ) . نسخة المسجد النبوي الشريف رقم/ 21712/ ح. ف. ع. وقال الدكتور/ محمد عبده يماني في كتابه «إنها الزهراء» والذى قدمه في جريدة الأهرام الأستاذ/ محمود مهدى- القدوة الحسنة- الملحق الديني الصادر في الحادي والعشرين من شهر رجب «سنة 1418 هـ» الموافق 21/ 11/ 1997 م: «إنها الزهراء؛ لأنها زهرة المصطفى صلى الله عليه وسلم هذا قول. وقيل: لأنها كانت بيضاء اللون. وقيل أيضا: لأنها إذا قامت في محرابها يزهر نورها لأهل السماء، كما يزهر الكوكب لأهل الأرض» اه: ملحق الجمعة للأهرام/ فكر ديني.

(3)

قوله: «فاطمة» وهي أصغر ولده، وهو الصواب جاء في جميع نسخ «أوجز السير» التي تحت يدى- المطبوع منها والمخطوط- «فاطمة أكبر ولده» عدا إحدى نسخ معهد المخطوطات فإنه جاء في حاشية اللوحة 23/ ب ما يأتي: قوله: «أكبر ولده» كذا عند المؤلف. والأصح في «فاطمة» أنها أصغر من «أم كلثوم» . قول المؤلف: «إن فاطمة أكبر ولده مردود» . وقد اختلفوا: فقال ابن هشام: - السيرة النبوية 1/ 214- أكبر بناته: «رقية» ، وأكبر بنيه «القاسم» . وقال ابن عبد البر: إن «زينب» أصغرهن. قلت: والصحيح إن «فاطمة» أصغرهن. قلت: وروى «محمد بن سعد» بإسناده: أن أول أولاده صلى الله عليه وسلم: «القاسم» ثم «زينب» ثم-

ص: 114

قيل: ولدت سنة إحدى وأربعين من مولد النبي صلى الله عليه وسلم.

قيل: وهو مغاير لما قال ابن إسحاق: إن أولاده عليه السلام كلهم ولدوا قبل الإسلام/ إلا إبراهيم.

وقيل: ولدت قبل النبوة بخمس سنين أيام بناء البيت. قاله: أبو عمر «1» . ومثله للواقدي «2» والنبي صلى الله عليه وسلم يومئذ ابن خمس وثلاثين سنة، أو أكثر، وبه جزم المدائني.

وكانت- رضي الله عنها أشبه الناس به صلى الله عليه وسلم هديا وسمتا، «وكان صلى الله عليه وسلم إذا سافر يكون آخر عهده إتيانها وإذا قدم أول ما يدخل عليها» ، لما رواه أحمد والبيهقي «3» .

- «رقية» ثم «أم كلثوم» ، ولد هؤلاء قبل النبوة، ثم ولد بعد النبوة «عبد الله» ، وهو الطيب الطاهر، والجميع من خديجة وأول من مات من ولده «القاسم» ، ثم «عبد الله» . قلت: وهذا بيان حسن في ذلك غير أن في إسناده- يعني ابن سعد- كلام والله أعلم. اه/ لوحة 23/ ب من إحدى نسخ معهد المخطوطات. وحول أكبر، وأصغر أولاده صلى الله عليه وسلم انظر: أ- الاستيعاب «رقية» 12/ 319. ب- «فاطمة» 13/ 111- رضي الله عن الجميع-.

(1)

قول: «أبي عمر- ابن عبد البر- ذكره في الاستيعاب 4/ 380- ترجمة فاطمة-: وقال: «قال المدائني

ولدت قبل النبوة بخمس سنين

إلخ» اه/ الاستيعاب لابن عبد البر 4/ 373- 381.

(2)

قول الواقدى ذكره الإمام/ ابن حجر في «الإصابة» 13/ 72- ترجمة فاطمة-: فقال: «

فروى الواقدى من طريق أبي جعفر الباقر، قال: قال العباس: ولدت فاطمة والكعبة تبنى، والنبي صلى الله عليه وسلم ابن خمس وثلاثين وبهذا جزم المدائني» اه: الإصابة.

(3)

الحديث أخرجه الإمام/ أبو داود في سننه كتاب (الترجل) 4/ 419- 420 بلفظ: عن ثوبان قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر كان آخر عهده بإنسان من أهله فاطمة، وأول من يدخل عليها إذا قدم فاطمة

الحديث. وأخرجه الإمام/ أحمد في مسنده- مسند ثوبان- 5/ 275 رقم: 22417 بلفظ: «عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر آخر عهده بإنسان من أهله فاطمة، وأول من يدخل عليها إذا قدم فاطمة، فقدم من غزاة له، وقد علقت مسحا أو سترا على بابها، وحلت الحسن والحسين قلبين من فضة، فقدم ولم يدخل، فظنت إنما منعه أن يدخل ما رأى فهتكت الستر وفكت القلبين عن الصبيين، وقطعته بينهما، فانطلقا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما يبكيان فأخذه منهما، وقال: يا ثوبان أذهب بهذا إلى آل فلان- أهل بيت من المدينة إن هؤلاء أهل بيتي أكره أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا، يا ثوبان اشتر لفاطمة قلادة من-

ص: 115

وقال لها: «إن الله يغضب لغضبك، ويرضى لرضاك» . رواه الطبراني «1» ، وتوفيت «2» رضي الله عنها بعده عليه السلام بثلاثة أشهر.

- عصب، وسوارين من عاج» . وأخرجه الإمام/ البيهقي في (السنن الكبرى) 1/ 26 رقم:(96) عن ثوبان بلفظ: الإمام أحمد وقال عقبه: قال أبو أحمد بن عدى الحافظ: «حميد الشامى» إنما أنكر عليه هذا الحديث

لم أعلم له غيره. أخبرنا أبو سعد الماليني، أنا أبو أحمد بن عدي بن أبي عصمة، ثنا أبو طالب أحمد بن حميد، قال: سألت أحمد بن حنبل، عن حميد الشامى هذا فقال: لا أعرفه. وأنبأ أبو عبد الله الحافظ، وأبو عبد الرحمن السلمى، وأبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قالوا: أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن عبدوس، قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: ف «حميد الشامي» كيف حديثه الذي يروي ثوبان، عن سليمان المنيهي، فقال: ما أعرفهما، وروى فيه حديث آخر منكر: اه: السنن الكبرى للبيهقي. وانظر: (المستدرك) للإمام/ الحاكم 1/ 664 رقم: 1798.

(1)

عزو الحديث إلى (الطبراني) فقط، سهو من المؤلف- رحمة الله تعالى- فقد أخرجه كل من: الإمام/ ابن أبي عاصم (ت 287 هـ) في (الاحاد والمثاني) 5/ 363 رقم: (2959) بلفظ: «عن علي بن أبي طالب (عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ل «فاطمة» رضي الله عنها «إن الله يغضب

» الحديث. وأخرجه الحاكم في (المستدرك) كتاب (معرفة الصحابة) 1/ 646 رقم: (1798) بلفظه: عن على (وقال: صحيح الإسناد) وقال الذهبي في التلخيص: قلت: بل «حسين بن زيد» منكر الحديث لا يحل ان يحتج به والحديث أخرجه الإمام/ الطبراني في موضعين من معجمه الكبير: الأول: فيما أسند «علي بن أبي طالب» (1108 رقم (182) . الثاني: في مناقب «فاطمة» رضي الله عنها 22/ 401 رقم: (1001) . والحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد كتاب (المناقب) 3/ 203. وقال: إسناده حسن. اه-: مجمع الزوائد. وانظر: ميزان الاعتدال للذهبي 2/ 492.

(2)

عن وفاة «فاطمة» رضي الله عنها قال ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 114- 115 «توفيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بيسير» . قال محمد بن علي: بستة أشهر، وقد روى عن ابن شهاب مثله، وروى عنه بثلاثة وقال عمرو بن دينار: توفيت «فاطمة» رضي الله عنها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بثمانية أشهر. وقال ابن بريدة: عاشت «فاطمة» بعد أبيها سبعين يوما اه الاستيعاب. وانظر: الإصابة للحافظ ابن حجر 13/ 75 وانظر: المعجم الكبير للإمام/ الطبراني [12/ 199 رقم: 998] وانظر: مجمع الزوائد للإمام/ الهيثمي 9/ 214، باب مناقب فاطمة الزهراء.

ص: 116

وقيل: بسنة وهو الصحيح، ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من رمضان.

فكانت أول أهله لحوقا به «1» ، كما أسر إليها في مرض موته صلى الله عليه وسلم، وغسلها «2» علي رضي الله عنه، وصلى عليها على ما قاله* «عروة» «3» .

وقال النخعي «4» : صلى عليها «أبو بكر» رضي الله عنه وهو

(1) حول كون «فاطمة» رضي الله عنها أول أهله لحوقا به انظر: أ- فتح الباري بشرح صحيح البخاري 8/ 136 رقم: 4170. ب- صحيح الإمام مسلم 4/ 190 رقم: 2450. ج- صحيح ابن حبان 15/ 402 أرقام: 6952، 6953، 6954. د- مسند الإمام/ أحمد أرقام: 26074، 26456، 26457. هـ- الاحاد والمثاني للإمام/ ابن أبي عاصم 5/ 356 الأحاديث بأرقام: 2941، 2942، 2943، 2944، 2945، 2968، 2969، 2970. والأدب المفرد للإمام/ البخاري ص 326 رقم:947. ز- الاستيعاب لابن عبد البر 13/ 115. ح- الإصابة للإمام/ بن حجر 13/ 74- 75. ط- فضائل الصحابة للإمام/ أحمد 2/ 764 رقم: 1345. ي- مسند أبي يعلى 12/ 111 رقم: 6745.

(2)

قوله «وغسلها على

» ذكره الحافظ ابن عبد البر في الاستيعاب 13/ 123- ترجمة فاطمة- فقال: «

وصلى عليها علي بن أبي طالب، وهو الذي غسلها مع أسماء بنت عميس

إلخ» اه/ الاستيعاب. وانظر: الإصابة للحافظ ابن حجر 13/ 75- 76.

(*) قول «عروة» «وغسلها على

» إلى آخره انظره في (الطبقات) لابن سعد 8/ 9- ذكر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(3)

و «عروة» ترجم له ابن حجر في (تقريب التهذيب) ص 389 رقم: 4561» فقال: هو «عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي» أبو عبد الله المدني ثقة فقيه مشهور، من الثالثة مات سنة 194 هـ، على الصحيح، ومولده في أوائل خلافة «عثمان» رضي الله عنه أخرج له أصحاب الكتب الستة اه-: التقريب.

(4)

و «النخعى» إذا أطلق فهو «إبراهيم بن يزيد» وقد ترجم به ابن حجر في (التقريب) ص 95 رقم: 270 فقال: هو «إبراهيم بن يزيد بن قيس بن السود النخعى» «أبو عمران الكوفي الفقيه ثقة إلا أنه يرسل، ويدلس كثيرا من الخامسة. مات (سنة 196 هـ) وهو ابن خمسين ونحوها. أخرج له أصحاب الكتب الستة» اه-: التقريب.

ص: 117

الصحيح «1» ، ودفنت ليلا «2» .

/ (و) رابعتهن: (زينب) :

وهي أكبر «3» بناته صلى الله عليه وسلم، ولدت بعد «القاسم» سنة ثلاثين من مولده عليه السلام، وأسلمت هي وأخواتها حين أسلمت أمهن [كان رسول الله صلى الله عليه وسلم محبا فيها «4» ] .

(1) وقول «النخعي: «وصلى عليها أبو بكر الصديق»

إلخ رده الحافظ ابن حجر في (الإصابة) 13/ 76- ترجمة فاطمة الزهراء- فقال: «وروى الواقدي، من طريق الشعبي، قال: صلى «أبو بكر» رضي الله عنه على «فاطمة» ، وهذا فيه ضعف وانقطاع، وقد روى بعض المتروكين عن مالك، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، ووهاه والدارقطني، وابن عدى» اه-: الإصابة.

(2)

عن دفنها- رضي الله عنها ليلا انظر: الاستيعاب 13/ 123.

(3)

حول كون «زينب» رضي الله عنها أكبر بناته صلى الله عليه وسلم قال ابن عبد البر في: (الاستيعاب) 4/ 374- 481: ترجمة زينب: «كانت أكبر بناته- رضي الله عنهن» . قال محمد بن إسحاق السراج: سمعت عبد الله بن محمد بن سليمان الهاشمي يقوم: ولدت «زينب» بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة ثلاثين من مولد النبي صلى الله عليه وسلم. وماتت في سنة ثمان من الهجرة. قال أبو عمر: كانت «زينب» أكبر بناته صلى الله عليه وسلم لا خلاف اعلمه في ذلك إلا ما لا يصح، ولا يلتفت إليه، وإنما الاختلاف بين «زينب» و «القاسم» أيهما ولد أولا. فقالت طائفة من أهل العلم بالنسب: أول من ولد له صلى الله عليه وسلم «القاسم» ، ثم «زينب» . وقال ابن الكلبي:«زينب» ، ثم «القاسم»

إلخ اه-: الاستيعاب. وانظر: الإصابة للحافظ ابن حجر 4/ 312 رقم: (466) . وفي مجمع الزوائد للإمام/ الهيثمي كتاب (المناقب)، باب ما جاء في فضل «زينب» بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم 9/ 215 «عن ابن جريج قال: قال لى غير واحد: كانت «زينب» بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر بنات رسول الله وقال: رواه الطبراني ورجاله إلى ابن جريج رجال الصحيح. وفيه أيضا- أي: مجمع الزوائد-: عن الزبير بن بكار قال: «فولد لرسول الله صلى الله عليه وسلم «القاسم» ، وهو أكبر ولده، ثم «زينب»

إلخ» . وقال: رواه الطبراني: و «عمر بن أبي بكر» متروك اه: مجمع الزوائد.

(4)

ما بين القوسين المعكوفين هكذا جاء في الأصل، وقد وقفت أمامه طويلا- لأن حب الاباء لأبنائهم أمر غريزي في الناس العاديين فما بالنا برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وبعد بحث توصلت في الاستيعاب في ترجمة «زينب» 4/ 311- 312 باب الزاي إلى ما يلي:

ص: 118

وتوفيت «1» رضي الله عنها سنة ثمان من الهجرة، وغسلتها «أم أيمن» و «سودة بنت زمعة» ، و «أم سلمة» رضي الله عنهن «2» - وصلى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل في قبرها، ومعه «أبو العاص «3» » زوجها، وجعل لها نعش؛ فهي أول من اتخذ لها

- «وكان زوجها محبا فيها» . قال محمد بن سعد: أنشدني هشام بن الكلبي، عن معروف بن خربوذ قال: قال أبو العاص بن الربيع في بعض أسفاره إلى الشام:

ذكرت زينب لما ركبت أرما

فقلت سقيا لشخص يسكن الحرما

بنت الأمين جزاها الله صالحة

وكل بعل سيثني بالذي علما

الاستيعاب للحافظ أبي عمر- ابن عبد البر- 4/ 373- 381.

(1)

حول وفاتها- رضي الله عنها انظر: أ- ترجمتها- رضي الله عنها في (الاستيعاب) لابن عبد البر حرف الفاء 4/ 373- 381 والإصابة 4/ 312 رقم: 466 «زينب» [بنت سيد ولد آدم] . ب- انظر التعليقات السابقة.

(2)

حول قيام «أم أيمن» و «سودة» بتغسيل «فاطمة» رضي الله عنهن أخرج ابن سعد في (الطبقات) 8/ 34 ذكر بنات النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كانت «أم أيمن» ممن غسل زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وسلم اه: الطبقات. وانظر: بقية الأحاديث الواردة في كيفية غسلها في المصدر السابق- الطبقات- 8/ 34- 36 وحول من قام بتغسيلها أيضا انظر: (صحيح مسلم) 2/ 648 رقم: (939) ففيه من طريق أبي معاوية، عن عاصم الأحول، عن «حفصة بنت سيرين» ، عن «أم عطية» قالت: لما ماتت «زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: اغسلنها وترا: ثلاثا، أو خمسا، واجعلن في الخامسة كافورا، أو شيئا من كافور، فإذا غسلتنها فأعلمنني

الحديث» . وانظر: فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر 3/ 130. وانظر: الإصابة لابن حجر 4/ 312 رقم: 466. ترجمة «زينب» بنت سيد ولد آدم. وانظر أيضا: الإصابة لابن حجر 4/ 489- 490 رقم: 1470 ترجمة (أم كلثوم) بنت سيد البشر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(3)

و «أبو العاص» ترجم له الحافظ ابن عبد البر في الاستيعاب بحاشية الإصابة [4/ 125- 128] فقال: «هو أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف العبشمى. صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته «زينب» أكبر بناته. كان يعرف بجرو الصحراء، هو وأخوه يقال لهما: جروا البطحاء

اختلف في اسمه فقيل: «لقيط» . وقيل «مهشم» . وقيل: «هشيم»

وأمه: «هالة بنت خويلد» أخت «خديجة» أم المؤمنين لأبيها وأمها.

ص: 119

ذلك «1» .

- وكان «أبو العاص» ممن شهد (بدرا) مع كفار قريش، وأسره «عبد الله بن جبير» ، فلما بعث أهل مكة في فداء أسراهم قدم في فدائه أخوه «عمرو بن الربيع» بمال دفعته «زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم» من ذلك «قلادة» لها كانت «خديجة» أمها- رضي الله عنهما قد أدخلتها بها على «أبي العاص» حين بنى بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها، وتردوا الذي لها فافعلوا» فقالوا: نعم. وكان «أبو العاص» مواخيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مصافيا، وكان أبى أن يطلق «زينب» بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مشى إليه مشركو «قريش» في ذلك، فشكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم مصاهرته، وأثنى عليه خيرا، وهاجرت «زينب» رضي الله عنها مسلمة، وتركته على شركه، فلم يزل كذلك مقيما على الشرك، حتى كان قبل الفتح، فخرج بتجارة إلى الشام، ومعه أموال من أموال «قريش» ، فلما انصرف قافلا لقيته «سرية» لرسول الله صلى الله عليه وسلم أميرهم «زيد بن حارثه» رضي الله عنه وكان «أبو العاص» في جماعة عير، وكان «زيد» في نحو سبعين وكمائة راكب، فأخذوا ما في تلك العير من الأموال، وأسروا ناسا منهم، وأفلتهم «أبو العاص» هربا. وقيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث «زيدا» في تلك السرية قاصدا للعير التي كان فيها «أبو العاص» . فلما قدمت السرية بما أصابوا، أقبل «أبو العاص» في الليل حتى دخل على «زينب» ، رضي الله عنها. فاستجار بها فأجارته، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصبح، وكبر، وكبر الناس معه، صرخت «زينب» رضي الله عنها: أيها الناس إني قد أجرت «أبا العاص بن الربيع» فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة أقبل على الناس، فقال:«هل سمعتم؟» فقالوا: نعم. قال: «أما والذي نفسى بيده ما علمت بشيء كان حتى سمعت منه ما سمعتم، إنه يجير على المسلمين أدناهم» . ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل على ابنته فقال: «أى: بنية، أكرمى مثواه، ولا يخلص إليك، فإنك لا تحلين له» . فقالت: إنه جاء في طلب ماله، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعث في تلك السرية، فاجتمعوا إليه فقال لهم:«إن هذا الرجل منا حيث علمتم، وقد أصبتم له مالا، وهو مما أفاءه الله- عز وجل عليكم، وأنا أحب أن تحسنوا، وتردوا إليه ماله الذي له، وإن أبيتم فأنتم أحق به» . قالوا: يا رسول الله، بل نرده عليه، فردوا عليه ماله، ما فقد منه شيئا، فاحتمل إلى «مكة» فأدى إلى كل ذى مال من «قريش» ماله، الذي كان أبضع معه، ثم قال: يا معشر قريش هل لأحد منكم مالا لم يأخذه؟! قالوا: جزاك الله خيرا، فقد وجدناك وفيا كريما. قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، والله ما منعني من الإسلام، إلا تخوف أن تظنوا أني آكل أموالكم، فلما أداها الله- عز وجل إليكم أسلمت. ثم خرج حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما وحسن إسلامه، ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته عليه

» اه: الاستيعاب. وانظر: الإصابة لابن حجر 4/ 121- 123 (رقم: 692) .

(1)

ما ذكره المؤلف- رحمه الله تعالى- من أن «زينب» رضي الله عنها هي التي جعل-

ص: 120

(و) خامستهن (رقية) : ولدت سنة ثلاث وثلاثين من مولده «1» عليه السلام بعد «زينب» .

وكانت مسماة «2» ل «عتبة بن أبي لهب «3» » ، وأختها

- لها النعش مخالف، لما ثبت من أن النعش جعل ل «فاطمة» ذكر ذلك من: أ- ابن سعد في (الطبقات) 8/ 28. أخرج عن ابن عباس قال: «فاطمة أول من جعل لها النعش، عملته لها أسماء بنت عميس وكانت قد رأته يصنع بأرض الحبشة» اه-: الطبقات. ب- الاستيعاب لابن عبد البر 4/ 312 ترجمة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرج فيه: عن أم جعفر، أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت لأسماء بنت عميس: يا أسماء إني قد استقبحت ما يصنع بالنساء، إنه يطرح على المرأة الثوب فيصفها. فقالت أسماء: يا بنت رسول الله، ألا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة، فدعت بجرائد رطبة فحنتها، ثم طرحت عليها ثوبا، فقالت فاطمة: ما أحسن هذا وأجمله تعرف به المرأة من الرجال؛ فإذا أنا مت فاغسلينى أنت وعليّ، ولا تدخلى على أحدا

قال أبو عمر: فاطمة- رضي الله عنها أول من غطى نعشها من النساء في الإسلام، على الصفة المذكورة في هذا الخبر، ثم بعدها «زينب بنت حجش» صنع ذلك بها أيضا» اه/ الاستيعاب.

(1)

حول ولادة «رقية» بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة ثلاث وثلاثين من مولده. انظر: الاستيعاب لابن عبد البر 4/ 299- 300.

(2)

قوله: «وكانت مسماة

إلخ» أخرجه ابن سعد في (الطبقات) ترجمة «رقية» 8/ 36- 37 فقال: «

كان تزوجها» عتبة بن أبي لهب «قبل النبوة فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ [سورة المسد، الاية: 1] قال له أبوه: رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته. ففارقها، ولم يكن دخل بها

إلخ» اه: الطبقات. وقال «ابن عبد البر» في (الاستيعاب) 4/ 299- 300- ترجمة «رقية» -: «

وقال مصعب وغيره من أهل النسب: وكانت أختها «أم كلثوم» تحت «عتيبة»

إلخ» اه: الاستيعاب.

(3)

و «عتبة

» ترجم له ابن حجر في «الإصابة» 6/ 380 رقم: 5405 فقال هو: «عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم» ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم قال الزبير بن بكار: شهد هو وأخوه «حنينا» مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكان فيمن ثبت. وروى ابن سعد من طريق ابن عباس، عن أبيه العباس بن عبد المطلب قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم «مكة» في الفتح قال لى: «يا عباس أين ابنا أخيك: «عتبة» و «عتيبة» ؟!» . قلت: تنحيا فيمن تنحى، قال ائتني بهما. قال: فركبت إليهما إلى «عرفة» فأقبلا مسرعين وأسلما وبايعا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «إني استوهبت ابنى عمى هذين من ربى فوهبهما لى» إسناده ضعيف. وللمرفوع طريق أخرى تأتى في ترجمة «معتب» - إن شاء الله تعالى-. قالوا: أقام «عتبة» ب «مكة» ، ومات بها، ولم أر له ذكرا في خلافة «عمر» رضي الله عنه؛-

ص: 121

«أم كلثوم «1» » لأخيه «عتيبة «2» » ، فلما نزلت سورة تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ «3» أمرهما أبوهما بفراقهما قبل البناء، وتزوج «4» «رقية» «عثمان بن عفان» بعد إسلامه؛ ذكره

- بل ولا في خلافة «أبي بكر» فكأنه مات بها» اه: الإصابة.

(1)

و «الكلثمة» : اجتماع لحم الوجه بلا جهومة. و «الكلثوم» - كزنبور-: الكثير لحم الخدين والوجه «اه: القاموس المحيط/ كلثم» .

(2)

و «عتيبة بن أبي لهب» هو الذي دعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم «اللهم ابعث عليه كلبا من كلابك» ذكر قصته أبو نعيم في (دلائل النبوة) 2/ 454 رقم: (380) بلفظ: «عن هبار بن الأسود قال: كان أبو لهب، وابنه «عتيبة» قد تجهزا إلى الشام، وتجهز معهما ابنه «عتيبة» والله لأنطلقن إليه فلأوذينه في ربه، فانطلق حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد هو يكفر بالذي دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم أبعث عليه كلبا من كلابك» ثم انصرف عنه، فرجع إليه، فقال: أي: بنى ما قلت له؟ قال: كفرت بإلهه الذي يعبد. قال: فماذا قال لك؟ قال: «اللهم ابعث عليه كلبا

» . فقال: أي: بني، والله ما آمن عليك دعوة محمد. قال: فسرنا حتى نزلنا «الشراة» ، وهي مأسدة، فنزلنا إلى صومعة راهب، فقال: يا معشر العرب «ما أنزلكم هذه البلاد، وأنها مسرح «الضيغم» - الأسد-؟!. فقال لنا أبو لهب: إنكم قد عرفتم حقي. قلنا: أجل يا أبا لهب. فقال: إن محمدا قد دعا على ابني دعوة، والله ما آمنها عليه، فاجمعوا متاعكم إلى هذه الصومعة، ثم افرشوا حوله. فبينا نحن حوله، وأبو لهب معنا أسفل، وبات هو فوق المتاع، فجاء الأسد فشم وجوهنا، فلما لم يجد ما يريد تقبض، ثم وثب؛ فإذا هو فوق المتاع فجاء الأسد فشم وجهه، ثم هزمه هزمة فضخ رأسه، فقال: سيفي يا كلب. لم يقدر على غير ذلك، ووثبنا، فانطلق الأسد، وقد فضخ رأسه، فقال له أبو لهب:«قد عرفت والله ما كان لينفلت من دعوة محمد» اه-: دلائل النبوة قصة عتيبة. وانظر أيضا: (دلائل النبوة) لأبي نعيم أرقام: 381، 382، وانظر: تاريخ دمشق للإمام/ ابن عساكر 38/ 302- 303. تحقيق/ العمروى. نسخة المسجد النبوي رقم: 27834/ 920/ ع. س. ت.

(3)

سورة المسد، الاية، 1.

(4)

حول زواج «عثمان بن عفان» رضي الله عنه ب «رقية» بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن سعد في (الطبقات) 8/ 36- 37: «وأسلمت «رقية» حين أسلمت أمها «خديجة» رضي الله عنهما وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم هي وأخواتها حين بايعه النساء، وتزوجها «عثمان بن عفان» وهاجرت معه إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعا

ثم ولدت بعد ذلك ابنا سماه «عبد الله» . وكان «عثمان» رضي الله عنه يكنى به في الإسلام، وبلغ سنتين فنقره ديك في وجهه، فطمر وجهه فمات، ولم تلد له شيئا بعد ذلك

ومرضت ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتجهز إلى «بدر» ، فخلف عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم «عثمان» رضي الله عنه، فتوفيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم ب «بدر» في شهر رمضان على رأس سبعة عشر شهرا-

ص: 122

غير واحد، وولدت له ابنا سماه «عبد الله*» ومات بعدها في جمادى الأولى سنة أربع** وهو ابن ست سنين وتوفيت- رضي الله عنها والنبي صلى الله عليه وسلم ب «بدر» يوم قدم الخبر بها، وكان عثمان- رضي الله عنه/ تخلف عليها، فضرب له عليه السلام بسهمه وأجره «1» .

(و) سادستهم (أم كلثوم) : لا يعرف لها اسم إنما تعرف بكنيتها؛ ولعل كنيتها هي اسمها «2» ، وهي أكبر من «فاطمة» أسلمت مع أخواتها، وهاجرت حين هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

- من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدم «زيد بن حارثة» من «بدر» بشيرا فدخل المدينة حين سوى التراب على «رقية» بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم» اه: الطبقات بتصرف.

(*) حول «عبد الله بن عثمان» من «رقية» بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن عبد البر في (الاستيعاب) ترجمة رقية 4/ 229- 300: «وقال مصعب: كان عثمان يكنى في الجاهلية «أبا عبد الله» فلما كان في الإسلام، وولد له من «رقية» بنت رسول الله- صلى الله عليه وسلم غلام سماه «عبد الله» ، واكتني به فبلغ الغلام ست سنين، فنقر عينه ديك فتورم وجهه ومرض ومات» اه/ الاستيعاب. وانظر: التعليق السابق رقم: 6- الطبقات لابن سعد-.

(**) عن العام الذي توفى فيه «عبد الله بن عثمان» قال ابن عبد البر في (الاستيعاب) 4/ 299- 300: «توفى عبد الله

في جمادى الأولى

إلخ» اه/ الاستيعاب. وانظر: (ذخائر العقبى في مناقب ذوى القربى) للإمام/ أبي العباس أحمد بن محمد الطبري المكي (ت 694 هـ) ص 79. تحقيق/ أكرم البوشى. نسخة المسجد النبوى/ 920- 530.

(1)

حول تخلف «عثمان» على «رقية» رضي الله عنهما قال ابن عبد البر: «لا خلاف بين أهل السير، أن عثمان، إنما تخلف عن «بدر» على امرأته «رقية» بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه ضرب له بسهمه وأجره» اه/ الاستيعاب. وانظر (ذخائر العقبى في مناقب ذوى القربى) للطبري المكي ص 79. وانظر: (مجمع الزوائد) للهيثمي (المناقب) ، باب ما جاء في «رقية» بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأختها «أم كلثوم» 9/ 219.

(2)

حول قوله: «لا يعرف لها اسم

إلخ» قال الطبري المكي في كتابه (ذخائر العقبى

) في الفصل السادس ذكر أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم 280: «وهي ممن عرف بكنيته، ولم بعرف لها اسم» : ذخائر العقبى وحول «أم كلثوم» بنت سيد البشر- رضي الله عنها انظر: المصادر والمراجع الاتية: أ- (الطبقات) للإمام ابن سعد 8/ 38- 39. ب- (الاستيعاب) لابن عبد البر- ترجمة أم كلثوم- 4/ 486- 487. ج- (الإصابة) لابن حجر 4/ 489 رقم: 1470.

ص: 123

وتوفيت- رضي الله عنها في شعبان سنة تسع من الهجرة «1» ، وحضرها أبوها صلى الله عليه وسلم وصلى عليها وجلس على قبرها وعينه تذرفان- بالذال المعجمة- أي: تسيل دموعهما، وقال:«هل فيكم أحد لم يقارف الليلة» - أي: لم يخالط أهله- فقال أبو طلحة: أنا. فقال: «انزل في قبرها» «2» .

(وأما إبراهيم «3» ابنه صلى الله عليه وسلم فإنه من مارية «4» » بنت شمعون القبطية التي أهداها له

(1) عن وفاة «أم كلثوم» رضي الله عنها قال ابن عبد البر في (الاستيعاب) 4/ 486- 488: «وتوفيت في سنة تسع من الهجرة، وصلى عليها أبوها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل في حفرتها «عليّ» و «الفضل»

إلخ» . اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) لابن حجر 4/ 489- 490 رقم: 1469.

(2)

الحديث في (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) لابن حجر كتاب (الجنائز) ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم «يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه

إلخ 3/ 151 رقم: (1285) بلفظ: «عن انس ابن مالك قال: شهدنا بنتا لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ورسول صلى الله عليه وسلم جالس على القبر، قال: فرأيت عينيه تدمعان قال: فقال: «هل منكم رجل لم يقارف الليلة؟» فقال «أبو طلحة: أنا، قال:» فانزل «قال: فنزل في قبرها» . وانظر: أيضا (فتح الباري

) 3/ 258 رقم: (1342)، باب من يدخل قبر المرأة؟ وانظر:(الطبقات) للإمام/ محمد بن سعد 8/ 38- 39. وانظر: مجمع الزوائد للهيثمي كتاب (المناقب) ، باب ما جاء في «رقية» بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأختها «أم كلثوم» رضي الله عنها 9/ 21- 21.

(3)

حول أصل «إبراهيم» : اسم أعجمي ذكر ذلك ابن دريد في (الاشتقاق) 1/ 39 و «إبراهيم» ابن النبي صلى الله عليه وسلم ترجم له ابن عبد البر في (الاستيعاب) باب الألف 1/ 41- 47 فقال: «إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم ولدته له سريته «مارية القبطية» في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة، وذكر الزبير عن أشياخه، أن أم «إبراهيم» ولدته بالعالية في المال الذي يقال له إليوم «مشربة إبراهيم» بالقف. وكانت قابلتها «سلمى» مولاة النبي صلى الله عليه وسلم امرأة أبي رافع، فبشر به أبو رافع النبي صلى الله عليه وسلم، فوهب له عبدا، فلما كان يوم سابعه عق عنه بكبش، وحلق رأسه أبو هند، وسماه يومئذ، وتصدق بوزن شعره ورقا- فضة- على المساكين وأخذوا شعره فدفنوه في الأرض، هكذا قال الزبير سماه يوم سابعه، والحديث المرفوع أصح من قوله وأولى. عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ولد لى الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم» . قال الزبير: فدفعه إلى أم سيف امرأة «قين» بالمدينة، يقال له: أبو يوسف. قال أبو عمر «في حديث أنس تصديق ما ذكره الزبير؛ أنه دفعه إلى أم سيف.. إلخ» الاستيعاب. وانظر: الإصابة لابن حجر القسم الثاني 1/ 93، 95 رقم: 398 (إبراهيم ابن سيد البشر) .

(4)

في نسخة الأزهر «من مارية القبطية» . وترجم لها ابن سعد في الطبقات 8/ 212 فقال: -

ص: 124

«المقوقس» «1» صاحب الإسكندرية. ولد ب «العالية» «2» في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة. قاله مصعب الزبيري، ولما جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله/ عليه وسلم فقال:«السلام عليك يا أبا إبراهيم «3» » . وقابلته «سلمى «4» » مولاة رسول الله

- «وهي مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسريته أهداها إليه المقوقس في سنة سبع من الهجرة، ومعها أختها «سيرين» وألف مثقال ذهبا، وعشرين ثوبا لينا، وبغلته «دلدل» ، وحمارة «عفير» وبقال:«يعفور» ومعهم خصى يقال له: «مأبور» - شيخ كبير- كان أخا «مارية» . وأسلمت «مارية» وأسلمت أختها، وأنزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم في «العالية» في المال الذي يقال له اليوم:«مشربة أم إبراهيم»

إلخ» اه: الطبقات. وانظر: المنتخب من كتاب (أزواج النبي صلى الله عليه وسلم - ذكر مارية- للإمام محمد بن الحسن بن زبالة (ت 199 هـ) . رواية «الزبير بن بكار» ص 77- 85 تحقيق د/ أكرم ضياء العمرى. وانظر: (الأخوة والأخوات) للإمام/ الدارقطني ص 23. وانظر: (الاستيعاب) لابن عبد البر مارية القبطية أم ولد الرسول صلى الله عليه وسلم 4/ 410- 413 وانظر: (الإصابة) لابن حجر 4/ 404- 405 رقم: 984.

(1)

حول «المقوقس» قال الحافظ «مغلطاي» في كتابه (الإشارة) ص 119- 120 باب أسماء الملوك: «

وفرعون لمن ملك مصر والشام» ؛ فإن أضيف إليها (الإسكندرية) سمى العزيز، ويقال:«المقوقس» اه: الإشارة.

(2)

وعن «العالية» قال المقدم عائق بن غيث البلادى في كتابه (معجم معالم الحجاز) 6/ 29: «العالية اسم يطلق على جهات المدينة الشرقية، وهي ما يعرف بالعوالي الان

» اه: معجم معالم الحجاز، وعن ولادته بالعالية في ذي الحجة، وقول «مصعب الزبيري» انظر:(الاستيعاب) لابن عبد البر 1/ 93. وانظر: الإصابة لابن حجر 1/ 93، 94 رقم: 398.

(3)

الحديث أخرجه الإمام ابن سعد في (الطبقات) - ذكر مارية أم إبراهيم

8/ 214 بلفظ: عن أنس بن مالك «قال: كانت أم إبراهيم سرية للنبي صلى الله عليه وسلم في مشربتها، وكان قبطي يأوى إليها، ويأتيها بالماء والحطب؛ فقال الناس في ذلك: علج يدخل على علجة، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل «علي» بن أبي طالب، فوجده «عليّ» على نخلة، فلما رأى السيف، وقع في نفسه، فألقى الكساء الذي كان عليه، وتكشف؛ فإذا هو مجبوب

، فأخبره بما رأى من القبطى، قال: وولدت مارية إبراهيم، فجاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «السلام عليك يا أبا إبراهيم

» الحديث اه: الطبقات. والحديث ذكره الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد: كتاب (النكاح) باب الغيرة 4/ 329، وقال: رواه لبزار، وفيه «ابن لهيعة» ، وحديثه حسن، وبقية رجاله، رجال الصحيح» اه: مجمع الزوائد.

(4)

و «سلمى» خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ترجم لها ابن عبد البر في (الاستيعاب) 13/ 43-

ص: 125

صلى الله عليه وسلّم وهي التي قبلت «1» إخوته.

واختلف في يوم وفاته؛ فالمروي عن عائشة «2» رضي الله عنها وغيرها أنه بلغ عاما ونصفا ومات سنة عشر، وجزم به الواقدي «3» وقال يوم الثلاثاء لعشر خلون من ربيع الأول، وقيل: بلغ سبعة أشهر. وقيل: غير ذلك، وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم على ما رواه أحمد «4» ، وابن سعد وغير واحد.

وانكسفت الشمس يوم موته كما في الصحيح؛ فقال الناس: لموت إبراهيم. فقال عليه السلام: «إن الشمس، والقمر آيتان من آيات الله؛ لا يخسفان لموت أحد، ولا

- رقم: (3383) فقال هي: «مولاة» صفية بنت عبد المطلب «يقال لها: «مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي امرأة، «أبي رافع» مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي التي قبلت «إبراهيم» ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم

» اه: الاستعياب. وقال ابن حجر في (الإصابة) : 12/ 313، 314، رقم:(571) ، 12/ 315، رقم:(576) : «وكانت قابلتها «سلمى» وهي مولاة «صفية»

وذكر الواقدي: أنها كانت قابلة «خديجة» رضي الله عنهما عند ولادتها أولادها من النبي صلى الله عليه وسلم. وانظر (الطبقات) لابن سعد 1/ 133.

(1)

حول قوله: «قبلت- بفتح القاف، وكسر الباء- إخوته» قال الإمام النووي في (رياض الصالحين) - حديث الأبرص، والأقرع، والأعمى-: يقال: المولد، والناتج، والقابلة؛ بمعنى؛ «اكن هذا للحيوان؛ وذاك لغيره

إلخ» . وقال الصديقي في (دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين) 1/ 242. «

فالقابلة، هي المتولية للولادة، فمولد الإبل، والبقر يقال له: ناتج؛ والمولد للغنم، والقابلة لبنى آدم

» إلخ اه: دليل الفالحين.

(2)

انظر قول «عائشة» رضي الله عنها في الإصابة 1/ 93- القسم الثاني-، ترجمة «إبراهيم ابن سيد البشر عليه السلام» .

(3)

قول الواقدي ذكره ابن عبد البر في (الاستيعاب) 1/ 109 فقال: «

توفي إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم يوم الثلاثاء لعشر ليال خلت من شهر ربيع الأول سنة عشر، ودفن بالبقيع» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإخوة والأخوات) للدارقطني ص 23.

(4)

حديث الإمام أحمد، وابن سعد: أخرجه الإمام أحمد في (مسنده) مسند «عائشة» رضي الله عنها. وانظر: (المسند) 4/ 283 رقم: (18520) عن أنس بن مالك. وانظر: مسند أبي يعلى 6/ 335 رقم: (3660) عن أنس بن مالك وأخرجه ابن سعد في (الطبقات) 1/ 137، 144.

ص: 126

لحياته «1» » .

وأخبر عليه السلام «أن ظئرا في الجنة تتم رضاعه «2» » .

(فأما «3» الغلمة «4» الثلاثة) وهم: «القاسم» ، و «الطاهر» ، و «الطيب» .

(فماتوا، وهم يرضعون، ويقال: بل بلغ ابنه «القاسم» أن يركب الدابة، ويسير على النجيبة «5» ) .

(1) حديث «إن الشمس والقمر آيتان

إلخ» أخرجه كل من: أحمد، والبخاري، والنسائي: عن جرير، وابن حبان: عن أبي بكرة، وأحمد، والبخاري، ومسلم، والنسائي، وابن ماجه: عن ابن مسعود الأنصاري، وأحمد، والبخاري، ومسلم، والنسائي: عن ابن عمر وأحمد، والبخاري، ومسلم، وابن حبان: عن المغيرة بن شعبة، وأبو داود: عن جابر، والنسائي: عن أبي هريرة، والنسائي، وابن ماجه: عن عائشة، والطبراني في الكبير، والبيهقي في السنن: عن ابن مسعود. اه: الجامع الكبير للسيوطي نسخة قولة 1/ 1200. وانظر: بقية الأحاديث الواردة في الموضوع في نفس المرجع 1/ 200، 201. وانظر: (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) لابن حجر كتاب (الجنائز) 2/ 526 أرقام: 1043، 1060، 6199. وانظر:(الاستيعاب) لابن عبد البر 1/ 109.

(2)

حديث «إن ظئرا

» إلخ أخرجه البخاري- فتح الباري- كتاب (الجنائز) باب كلام الميت على الجنازة 3/ 244 رقم: (1382) وانظر: أطرافه تحت أرقام: (3255، 6195) . وانظر: (فتح الباري

) كتاب (بدء الخلق) باب ما جاء في صفة الجنة 6/ 577، رقم:(3255)، وانظر: أيضا (فتح الباري) كتاب (الأدب) باب من سمى بأسماء الأنبياء 10/ 320 رقم: (6195) . وانظر: مسند الإمام أحمد- مسند البراء بن عازب- 4/ 284، 289، 300، 302، 304، وانظر: مجمع الزوائد للهيثمي كتاب (المناقب) باب فضل (إبراهيم) ابن النبي صلى الله عليه وسلم 9/ 164، 165. وانظر:(الطبقات) لابن سعد 1/ 139، وانظر:(الإخوة والأخوات) للدارقطني ص 23، 24.

(3)

في بعض نسخ أوجز السير- أصل كتابنا- و «أما» بدل «فأما» ، والفاء أبلغ؛ لأنها للتفصيل بعد الإجمال؛ كما هو الحال؛ بخلاف «الواو» في «وأما» ؛ فإنها لمطلق الجمع، أو للاستئناف.

(4)

و «الغلمة» : جمع غلام، والغلام: الطارّ الشارب. وقيل: هو من حين أن يولد إلى أن يشب، «والجمع أغلمة، وغلمة، وغلمان

» إلخ. اه: لسان العرب. وانظر: المعجم الوسيط/ غلم.

(5)

أثر «

أن يركب الدابة

إلخ» أخرجه الإمام أبو البشر الدولابي (310 هـ) في (الذرية الطاهرة النبوية) ص 43 بلفظ: «عن محمد بن على، قال: كان القاسم

قد بلغ أن يركب الدابة، ويسير على النجيبة» .

ص: 127

والمشهور ما تقدم «1» .

(وأما البنات) أي: بناته صلى الله عليه وسلم.

زواج علي بفاطمة

(فتزوج علي رضي الله عنه/ فاطمة) . زوجه «2» إياه أبوها صلى الله عليه وسلم بأمر من الله- تعالى- بعد أن خطبها أبو بكر، ثم عمر- رضي الله عنهما «3» - وأصدقها علي رضي الله عنه درعه الحطمية، بيعت بأربعمائة وثمانين

- قال محقق الكتاب: إسناده، ضعيف؛ فيه «جابر بن زيد» ضعيف؛ كما في (التقريب) وكذبه جماعة

إلخ. وانظر: (الإصابة) للحافظ ابن حجر- القسم الثاني- ترجمة القاسم 1/ 93، 94 رقم:398. وانظر: (أسد الغابة) لابن الأثير 4/ 378. وانظر: (الإشارة) للحافظ مغلطاي ص 95، وفيها، ذكر قول الإمام ابن فارس.

(1)

قوله: «المشهور ما تقدم «المراد به» موتهم، وهو يرضعون» ، وحول هذا القول انظر:(الإصابة) لابن حجر، تراجم أولاده الذكور.

(2)

حول تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم «فاطمة» «علي بن أبي طالب» رضي الله عنهما بأمر الله- تعالى- أخرج الإمام الطبراني في (المعجم الكبير) 22/ 407 رقم: 1020- ذكر تزويج فاطمة

إلخ بلفظ: عن ابن مسعود (: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة (تبوك) يقول- ونحن نسير معه-: «إن الله أمرني، أن أزوج فاطمة، من علي؛ ففعلت

» إلخ. قال الهيثمي في مجمع الزوائد: كتاب (المناقب) ، باب منه في فضلها، وتزويجها ب «علي» رضي الله عنهما 9/ 207: رواه الطبراني، ورجاله ثقات. وانظر:(الاستيعاب) لابن عبد البر 13/ 113، ترجمة «فاطمة» رضي الله عنها. وانظر: كتاب (ذخائر العقبى في مناقب ذوى القربى) للإمام أبي العباس الطبري المكي ص 65، 66. وانظر:(الإصابة) لابن حجر 13/ 72. ترجمة «فاطمة» رضي الله عنها.

(3)

حديث خطبة «أبي بكر» و «عمر» «ل» «فاطمة» أخرجه ابن حبان في صحيحه (الإحسان) للأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي (739 هـ) في كتاب (إخباره صلى الله عليه وسلم عن مناقب الصحابة: رجالهم ونسائهم) 15/ 396 رقم: (6944) بلفظ: عن أنس بن مالك قال: جاء أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقعد بين يديه فقال: يا رسول الله، قد علمت مناصحتي، وقدمي في الإسلام، وإني، وإني، قال «وما ذاك؟» قال: تزوجني فاطمة، قال: فسكت عنه فرجع أبو بكر إلى عمر- رضي الله عنهما فقال له: هلكت، وأهلكت، قال: وما ذاك؟ قال: خطبت فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأعرض عني. قال: مكانك حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأطلب مثل الذي طلبت، فأتى «عمر» النبي صلى الله عليه وسلم فقعد بين يديه؛ فقال: يا رسول الله، قد علمت مناصحتي، وقدمي في الإسلام، وإني، وإني، قال:«وما ذاك؟!، قال: تزوجني «فاطمة» فسكت عنه، فرجع إلى أبي بكر؛ فقال له: إنه ينتظر أمر الله فيها، قم بنا إلى «علي» حتى نأمره يطلب مثل الذي طلبنا

» إلخ. والحديث أخرجه الطبراني في (المعجم الكبير) 22/ 408- 410 رقم: 1021 والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد كتاب (المناقب) باب منه في فضلها، وتزويجها ب «علي» -

ص: 128

درهما، فأمر عليه السلام أن يجعل ثلثها في الطيب «1» . وعقد عليها في السنة الثانية من الهجرة «2» في صفر. قاله: جعفر بن محمد، وقيل: في رمضان، وبه صدر الشامي «3» .

رضي الله عنهما 9/ 207، وقال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه «يحيى بن يعلى الأسلمي» ، وهو ضعيف. اه: مجمع الزوائد وفي (مجمع الزوائد) 9/ 209- 210 انظر الحديث بنحوه، من رواية البزار، رواية أنس بن مالك، وفيه قال الهيثمي: فيه محمد بن ثابت بن أسلم، وهو ضعيف. اه: مجمع الزوائد. و «يحيى

» ترجم له الإمام ابن حجر في (تهذيب التهذيب) 11/ 304، رقم: 587 فقال: «يحيى بن يعلى الأسلمي القطواني» أخرج له ابن حبان في صحيحه- الإحسان- حديثا طويلا في تزويج فاطمة ب «على» فيه نكارة» اه: تهذيب. وانظر: (ميزان الاعتدال) للذهبي 4/ 415 رقم: 9657. وانظر: (تقريب التهذيب) لابن حجر ص 598 رقم: 7677. وانظر: (الطبقات) لابن سعد 8/ 19- 20. وانظر: (موارد الظمان إلى زوائد ابن حبان) للهيثمي 2/ 549- 551، رقم: 2225. وانظر: مجمع الزوائد 9/ 207 كتاب (المناقب) باب منه في فضلها وتزويجها بعليّ فقد ذكر فيه حديث البزار بنحوه، من رواية أنس. وقال: فيه «محمد بن ثابت بن أسلم» ، وهو ضعيف.

(1)

حول صداق على «لفاطمة- رضي الله عنها: أخرج ابن حبان في صحيحه- الإحسان- 15/ 396 رقم: 6945: كتاب (إخباره صلى الله عليه وسلم عن مناقب الصحابة) / رجالهم ونسائهم، ذكر ما أعطى على، في صداق فاطمة- رضي الله عنهما بلفظ: عن ابن عباس- رضي الله عنه قال: لما تزوج علي فاطمة، قال النبي صلى الله عليه وسلم «أعطها شيئا» . قال: ما عندي شيء. قال: «فأين درعك الحطمية؟» . قال المحقق: إسناده صحيح، رجاله ثقات

إلخ» اه: صحيح ابن حبان. وانظر: (الطبقات) لابن سعد 8/ 21- 22. وانظر: (الإصابة) لابن حجر 13/ 72. وانظر: سبل الهدى والرشاد للصالحى الباب التاسع 11/ 37- 52.

(2)

حول عقد عليّ على فاطمة- رضي الله عنهما انظر: (الإصابة) لابن حجر 13/ 72 وانظر: (بهجة المحافل، وبغية الأماثل، في تلخيص المعجزات، والسير والشمائل) بشرح العلامة جمال الدين محمد الأسخر اليمني، 1/ 11760 للإمام: عماد الدين بن أبي بكر العامرى (ت 893 هـ) . طبع دار صادر. بيروت. وانظر: (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) للصالحي 11/ 37- 52.

(3)

قول الصالحي: ذكره في كتابه سبل الهدى والرشاد 11/ 37.

ص: 129