المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[النسب الزكي الطاهر] - مستعذب الإخبار بأطيب الأخبار

[أبو مدين الفاسى]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة التحقيق

- ‌نماذج من صور المخطوطات

- ‌مقدمة المؤلف

- ‌كنيته صلى الله عليه وسلم

- ‌[النسب الزكي الطاهر]

- ‌فائدة:

- ‌قصة بحيرى الراهب مع أبي طالب

- ‌خطبة أبي طالب عند زواج الرسول ب «خديجة»

- ‌صداق «خديجة» رضي الله عنها

- ‌[أولاده صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين خديجة رضي الله عنهم]

- ‌أولاد فاطمة

- ‌[غزواته صلى الله عليه وسلم

- ‌غزوة ودان

- ‌[غزوة بواط

- ‌[غزوة بدر الأولى- سفوان

- ‌[غزوة بدر الكبرى]

- ‌عدة أصحابه- صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر

- ‌المتخلفون من أصحابه- صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر

- ‌عدد المشركين في غزوة بدر

- ‌[غزوة بني قينقاع*]

- ‌[غزوة السويق]

- ‌[غزوة بني سليم- الكدر

- ‌[غزوة ذي أمر

- ‌[غزوة أحد

- ‌[غزوة بني النضير]

- ‌[غزوة ذات الرقاع]

- ‌[غزوة دومة الجندل]

- ‌[غزوة بني المصطلق

- ‌[غزوة الخندق- الأحزاب

- ‌[غزوة بني قريظة

- ‌[غزوة بني لحيان]

- ‌[غزوة الغابة]

- ‌[عمرة الحديبية*]

- ‌[غزوة خيبر]

- ‌عمرة القضية

- ‌[غزوة مكة]

- ‌[غزوة حنين

- ‌[غزوة الطائف

- ‌[غزوة تبوك]

- ‌فهرس الايات القرآنية

- ‌ثانيا: فهرس الأحاديث النبوية والاثار

- ‌ثالثا: المصادر والمراجع:

- ‌ المخطوطات

- ‌المصادر والمراجع المطبوعة:

- ‌فهرس الموضوعات

الفصل: ‌[النسب الزكي الطاهر]

[النسب الزكي الطاهر]

«1»

(محمد)«2» هذا اسمه الذي سماه به جده «عبد المطلب» ، وهو منقول من الصفة، سمى به صلى الله عليه وسلم لكثرة حمد الخلق له، وكثرة خصاله المحمودة، وقد قيل ل «عبد المطلب» :

- جوازه، أي: أبوهم في الحرمة. قال: ومعنى الاية: ليس أحد من رجالكم ولد صلبه، وفي الحديث الصحيح في سنن أبي داود وغيره:«أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنما أنا لكم مثل الوالد» . قيل: في الشفقة، وقيل: ألّا تستحيوا من سؤالي عما يحتاجون إليه من أمر العورات وغيره. وقيل: في ذلك كله وغيره، وقد أوضحت ذلك كله في كتاب الاستطابة من شرح المهذب..» اه تهذيب الأسماء. وانظر: المواهب اللدنية مع شرحها (3/ 152)، وانظر: كتاب (البهجة السوية في الأسماء النبوية) للإمام السيوطي/ بتحقيقنا فصل (الكنى) ص 275- 278. طبع الدار المصرية اللبنانية ط 1، شوال 1421 هـ الموافق يناير 2001 م.

(1)

العناوين الموضوعة بين الأقواس المعكوفة هكذا [] من هنا إلى «الغزوات» ليست في أصول الكتاب، وإنما هي من وضعنا تمشيا مع ما هو موجود في بعض حواشي نسخ «أوجز السير» لابن فارس.

(2)

«محمد» : كما في (الاشتقاق) لابن دريد 1/ 8 «مشتق من الحمد، وهو مفعّل، ومفعّل: صفة تلزم من كثر منه ذلك الشيء، وسمي صلى الله عليه وسلم «محمدا» ؛ لأنه حمد مرة بعد مرة، كما تقول: كرمته فهو مكرم، وعظمته فهو معظم، إذا فعلت به مرارا

إلخ» اه: الاشتقاق، تحقيق الأستاذ عبد السلام هارون، طبع ونشر مكتبة الخانجي. وقال الإمام ابن القيم في كتابه (جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام) - الفصل الثالث- في معنى اسم النبي صلى الله عليه وسلم، واشتقاقه (1/ 133، 134) : «هذا الاسم- يعني محمدا- هو أشهر أسمائه- صلى الله عليه وسلم، وهو اسم منقول من الحمد، وهو في الأصل اسم مفعول من الحمد، وهو يتضمن الثناء على المحمود، ومحبته وإجلاله وتعظيمه، هذا هو حقيقة الحمد، وبنى على زنة «مفعل»

لأن هذا البناء موضوع للتكثير؛ فإن اشتق منه اسم الفاعل، فمعناه من كثر صدور الفعل منه مرة بعد مرة كمعلم

وإن اشتق منه اسم مفعول فمعناه من كثر تكرر وقوع الفعل عليه مرة بعد أخرى، إما استحقاقا، أو وقوعا. محمد هو الذي كثر حمد الحامدين له مرة بعد أخرى، أو الذي يستحق أن يحمد مرة بعد أخرى

وهذا علم وصفة اجتمع فيه الأمران في حقه صلى الله عليه وسلم، وإن كان علما مختصا في حق كثير ممن تسمى به غيره. وهذا شأن أسماء الرب تعالى، وأسماء كتابه، وأسماء أسماء نبيه هي أعلام دالة على معان هي بها أوصاف فلا تضاد فيها العلمية الوصف بخلاف غيرها من أسماء المخلوقين

إلخ» اه: جلاء الأفهام

تحقيق محيى الدين مستو. طبع دار التراث بالمدينة النبوية. انظر ص 147 من نفس المرجع. وانظر: زاد المعاد لابن القيم بحاشية لمواهب اللدنية للزرقاني (1/ 68) .

ص: 25

لم سميت ابنك «محمدا» ، ولم يكن من أسماء آبائك ولا قومك؟ قال: رجوت أن يكون محمودا في السماء والأرض. وقد حقق الله رجاءه كما سبق في علمه «1» . وورد أن «آمنة» «2» أمه صلى الله عليه وسلم سمعت قائلا يقول لها:

- وانظر: شرح الزرقاني على المواهب- المقصد الأول- (1/ 71، 126) . وانظر: المواهب أيضا- المقصد الثاني- (3/ 151- 154) . وانظر: التعريف والإعلام فيما أبهم من الأسماء والأعلام في القرآن الكريم، للإمام/ أبي القاسم السهيلي (ت 581 هـ) من سورة الحواريين- الصف- تحقيق/ الأستاذ عبدا علي مهنا، طبع دار الكتب العلمية، بيروت ط/ 1407 هـ 1987 م.

(1)

قوله: «وقد قيل لعبد المطلب:

إلخ» ذكره الإمام ابن دريد (المتوفى 321 هـ) في كتابه (الاشتقاق)(1/ 8) فقال: «روى بعض نقلة العلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ولد أمر «عبد المطلب» بجزور فنحرت، ودعا رجال قريش، وكانت سنتهم في المولود إذا ولد في استقبال الليل كفأوا عليه قدرا حتى يصبح، ففعلوا ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم، فأصبحوا، وقد انشقت عنه القدر، وهو شاخص إلى السماء، فلما حضرت رجال قريش وطعموا قالوا ل «عبد المطلب» : ما سميت ابنك هذا؟. قال: سميته «محمدا» . قالوا: ما هذا من أسماء آبائك؟ قال: أردت أن يحمد في السماوات والأرض» اه: الاشتقاق. وانظر: (الروض الأنف) للإمام/ السهيلي 1/ 182. وانظر: (إتحاف الورى بأخبار أم القرى) (1/ 56) للإمام النجم عمر بن فهد (ت 885 هـ) - ذكر ولادة النبي صلى الله عليه وسلم تحقيق/ فهيم محمد شلتوت- الكتاب العشرون- نشر جامعة أم القرى. مركز البحث العلمي وإحياء التراث. وعزاه الإمام حسين بن محمد الديار بكري (ت 966 هـ) في كتابه (تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس) 1/ 204 إلى المنتقى للإمام ابن الجارود.

(2)

و «أمه» صلى الله عليه وسلم «آمنة» ، بنت وهب، بن عبد مناف، بن زهرة، بن كلاب إلى آخر نسب النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لاجتماعهما في «كلاب»

اه: السيرة النبوية لابن هشام (1/ 133) . وحول «أمه» صلى الله عليه وسلم انظر أيضا المصادر والمراجع الاتية: أ- (تاريخ الطبري) للإمام الطبري (2/ 244، 246) . ب- (الثقات) للإمام ابن حبان (1/ 26) . ج- (الروض الأنف) للإمام أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن أبي الحسن الخثعني (ت 582 هـ) المشهور بالسهيلي (1/ 133) . د- (الدرة المضية في السيرة النبوية) للإمام عبد الغني المقدسي (ت 600 هـ) ص 17. هـ- (الاشتقاق) لابن دريد (ت 321 هـ) وفيه قال: «آمنة

: فاعلة من الأمن، ووهب: من قولهم: وهبت له هبة، ووهبا، فأنا واهب، والشيء موهوب، والرجل موهوب له» . و «عبد مناف» اشتقاق العبد من الطريق المعبد، وهو المذلل الموطوء

إلخ.

ص: 26

«إنك حملت بسيد هذه الأمة؛ فإذا وضعتيه فسميه محمدا» «1» .

وأمرت أيضا في رؤيا أخرى/ أن تسميه أحمد «2» . قال سيدي العربي الفاسي في سيرته:

قال ابن إسحاق:

ولما ولد أو قد بدا من نوره ما قد بدا.

أرسلت أمه لجده فجاء حتى رآه فرأى ما قد رجا.

- و «مناف» (صنم) ، واشتقاقه من ناف ينوف، وأناف ينيف إذا ارتفع وعلا

وبنو مناف: بطن من بني تميم، وهو مناف بن دارم

إلخ. و «ابن زهرة» (فعلة) من الزهر: زهر الروض، وما أشبهه، ويمكن أن يكون اشتقاق:(زهرة) من الشيء الزاهر المضيء من قولهم: «أزهر النهار، إذا أضاء، وأما (الزهرة) التي في السماء- وهي النجم- فمتحركة في وزن (فعلة) ، ومن قال (الزهرة) - بإسكان الهاء- فقد أخطأ» اه: الاشتقاق بتصرف. وسيأتي- إن شاء الله تعالى، بيان بقية الأسماء في أسماء آباء الرسول صلى الله عليه وسلم.

(1)

قوله: «سمعت قائلا يقول

إلخ» ذكره ابن إسحاق فقال: «فلما وضعته أمه صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى جده عبد المطلب أنه قد ولد لك غلام فأته فانظر إليه، فأتاه فنظر إليه، وحدّثته بما رأت حين حملت به، وما قيل لها فيه، وما أمرت أن تسميه» اه: السيرة النبوية لابن هشام (1/ 180) . وانظر: (إتحاف الورى بأخبار أم القرى) 10/ 52، 56 للإمام ابن فهد.

(2)

حول تسميته صلى الله عليه وسلم ب (أحمد) قال الإمام الزرقاني في (شرح المواهب اللدنية)(3/ 153- 154) : «أحمد هو اسمه- عليه الصلاة والسلام الذي سمى به على لسان «عيسى» و «موسى» عليهما السلام؛ فإنه منقول أيضا من الصفة التي معناها التفضيل، فمعنى «أحمد» أحمد الحامدين لربه، وكذلك هو في المعنى فاسمه مطابق لمعناه

ثم إنه لم يكن «محمدا» ، أي: لم يثبت له ذلك الوصف، حتى كان «أحمد» ؛ لأنه حمد ربه فنبأه وشرفه، فلذلك تقدم اسم «أحمد» على الاسم الذي هو «محمد» فذكره «عيسى» عليه السلام فقال: وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ [سورة الصف، من الاية: 6] . وقال الراغب: خص «عيسى» عليه السلام به، ولم يصفه بغيره تنبيها على أنه (أحمد) منه وممن قبله لما اشتمل عليه من الخصال الجميلة، والأخلاق الحميدة التي لم تكمل لغيره. وذكره موسى- عليه السلام في حديث مناجاته الطويل حين قال له ربه:«تلك أمة أحمد» . - قال: حمده لربه كان قبل حمد الناس له تعالى؛ لأنه أول من أجاب يوم: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ! بقوله: بَلى [سورة الأعراف، من الاية: 172] . وقد خالف الإمام ابن القيم القول بأسبقيه «أحمد» على «محمد» .

ص: 27

فأخبرته بالذي قبل رأت في حمله.

وأنها قد أمرت أن تسميه محمدا أعظم بها من تسمية.

وجاء أيضا أنه رأى سلسلة «1» من فضة لها رأى.

قد خرجت من ظهره لها طرف في الشرق والاخر للغرب انصرف.

وطرف آخر في السماء وطرف في الأرض أيضا نشا.

ثمت عادت بعد في الفيافي شجرة مورفة الأفنان.

والنور باد فوق كل ورقة لامعة أنوارها مؤتلفة.

إذا بأهل مشرق ومغرب هناك استمسكوا بسبب.

وقصّها فعبرت بولد من صلبه ممجد محمد.

يحمده لفضله أهل السماء والأرض إذ عظم قدرا وسما.

يتبعه جميع أهل الشرق والغرب والتعبير عين الحق.

/ لأجل ذا وما قريب قد مضى سماه باسمه الشريف المرتضى.

(1) حديث رؤية «عبد المطلب» للسلسلة ذكره السيوطي في (الروض الأنف) - شرح سيرة ابن هشام- (1/ 182) فقال: «وقد ذكرها- أي السلسلة- على القيرواني العابر في كتاب (البستان) قال: كان «عبد المطلب» قد رأى في منامه كأن سلسلة من فضة خرجت من ظهره لها طرف في السماء، وطرف في الأرض، وطرف في المشرق، وطرف في المغرب، ثم عادت كأنها شجرة، على كل ورقة منها نور، وإذا أهل المشرق والمغرب كأنهم يتعلقون بها، فقصها؛ فعبرت له بمولود يكون من صلبه يتبعه أهل المشرق والمغرب، ويحمده أهل السماء والأرض؛ فلذلك سماه «محمدا» ، مع ما حدثته به أمه حين قيل لها: إنك حملت بسيد هذه الأمة؛ فإذا وضعتيه فسميه «محمدا» اه: الروض الأنف. وانظر أيضا: قصة السلسلة في كتاب (إتحاف الورى بأخبار أم القرى) للنجم عمر بن فهد (ت 885 هـ)(1/ 56) . وانظر: كتاب (الاكتفاء في مغازي رسول الله والثلاثة الخلفاء) للإمام/ أبي الربيع الكلاعي (1/ 168) . وانظر: كتاب (الأثر في فنون المغازي والشمائل والسيرة) للإمام/ ابن سيد الناس ص 45.

ص: 28

وقال «كعب الأحبار» «1» : اسم النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل الجنة «عبد الكريم» ، وعند أهل النار «عبد الجبار» ، وعند أهل العرش «عبد المجيد» ، وعند سائر الملائكة «عبد الحميد» ، وعند الأنبياء «عبد الوهاب» ، وعند الشياطين «عبد القهار» ، وعند الجن «عبد الرحيم» ، وفي الجبال «عبد الخالق» ، وفي البراري «عبد القادر» ، وفي البحار «عبد المهيمن» *، وعند الحيتان «عبد القدوس» ، وعند الهوام «عبد الغياث» ، وعند الوحوش «عبد الرزاق» ، وعند السباع «عبد السلام» ، وعند البهائم «عبد المؤمن» ، وعند الطيور «عبد الغفار» .

وفي التوراة «مود مود» «2» .

(1) هو كعب الأحبار بن ماتع- بالفوقية- أبو إسحاق الحميري التابعي المخضرم، أدرك المصطفى صلى الله عليه وسلم وما رآه المتفق على علمه وتوثيقه، سمع عمر رضي الله عنه وجماعة، وروى عنه العبادلة الأربعة وأبو هريرة، وأنس، ومعاوية، وهذا من رواية الأكابر عن الأصاغر- وكان يهوديا يسكن اليمن زمن الصديق رضي الله عنه وقيل: عمر، وشهر، وقيل: زمن المصطفى على يد علي رضي الله عنه حكاه- أي القسطلاني-. سكن الشام، وتوفي فيما ذكره ابن الجوزي والحفاظ سنة اثنين وثلاثين في خلافة عثمان رضي الله عنه وقد جاوز المائة، روى له الستة إلا البخاري فإنما له فيه حكاية معاوية عنه اه: الزرقاني على المواهب (1/ 42) . وأثر «كعب الأحبار» «اسم النبي عند أهل الجنة

إلخ» ذكره كل من: أ- الحافظ ابن الجوزي في (التبصرة) . ب- الإمام السخاوي في (القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع) ص 77 ذكره تحت عنوان (لطيفة)، فقال:«ذكر الحسين بن محمد الدامغاني في كتابه (شوق العروس وأنس النفوس) نقلا عن (كعب الأحبار) أنه قال: «اسم النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل الجنة عبد الكريم»

إلى قوله: «يقسم الجنة بين أهلها، وسلم تسليما» اه: القول البديع. وانظر: شرح الزرقاني على المواهب (3/ 190- 191) .

(*) في «المواهب اللدنية» للقسطلاني مع شرحها للزرقاني (3/ 162)، قال: «ولما كانت البحار هي الماحية للأدران، كان اسمه- عليه السلام فيها الماحي

فاستفيد منها أن فيها اسمين» اه: المواهب.

(2)

«مود

» هكذا جاء في الأصل، وفي «ص 74 من كتاب «هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى) لابن القيم الجوزية جاء «موذ موذ» . وفي كتاب «جلاء الأفهام

» ص 153 لابن القيم جاء «مماد باد» . وقال القسطلاني في (المواهب اللدنية)(3/ 191) : «وفي التوراة موذ موذ بالتكرير، ويروى بالألف «ماذ ماذ» ، وبالياء «ميذ ميذ» و «مود، مود» و «موذ

إلخ» أصبحت «ماد» أو «ماذ» لتحرك الواو وانفتاح ما قبلها. وسواء كان القول «مود مود

إلخ» فإن هذا يدل على أن-

ص: 29

وفي «الإنجيل» «طاب، طاب» «1» .

وفي «الصحف «2» » «عافية» . وفي «الزبور» «فاروق» ، وعند الله «طه، ويس» ، وعند المؤمنين «محمد» ، وكنيته «أبو القاسم» ؛ لأنه يقسم الجنة بين أهلها «3» .

ونقل بعضهم «4» : أنه لما شاع قبل مولده صلى الله عليه وسلم أن نبيا يبعث في الحجاز يسمى «محمدا»

- التوراة فيها ذكر محمد صلى الله عليه وسلم. قال ابن الجوزي في كتابه (جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام) ص 155- 156: «فتأمل هذا التناسب بين الرسولين- محمد وموسى- عليهما السلام والكتابين: القرآن، والتوراة، والشريعتين- أعني- الشريعة الصحيحة التي لم تبدل، والأمتين، واللغتين؛ فإذا نظرت في حروف «محمد» ، وحروف «مما باد» وجدت الكلمتين كلمة واحدة؛ فإن الميمين فيهما والهمزة والحاء من مخرج واحد، والدال كثيرا ما تجد موضعها «ذالا» في لغتهم: يقولون: «إيحاذ» للواحد، ويقولون:«قوذش» في القدس، والدال، والذال متقاربتان فمن تأمل اللغتين: - العربية، والعبرية- لم يشك أنهم واحد، ولهذا نظائر في اللغتين: مثل «موسى» ؛ فإنه في اللغة العبرانية «موشى» ، وأصله: الماء والشجر؛ فإنهم يقولون: للماء «مو» و «شا» هو «الشجر» و «موسى» التقطه آل «فرعون» من بين الماء والشجر، فالتفاوت الذي بين «موسى وموشى» كالتفاوت بين «محمد» و «مماد باد» واقتران التوراة بالقرآن في غير موضع من الكتاب. انظر: سورة القصص: الايتان: 48، 49، وسورة الأنعام: الايات: 91، 92، 154، 155، وسورة آل عمران: الايتان: 1، 2، وسورة الأنبياء: الايات: 48- 50» اه: جلاء الأفهام

(1)

«طاب طاب» بالتكرار- ولا يأتي إلا مفتوح التاء- قال عنه الزرقاني في (شرح المواهب)(3/ 137) : قال العزفي: «من أسمائه في التوراة» ، ومعناه: طيب، وقيل: معناه ما ذكر بين قوم إلا طاب ذكره بينهم. اه. شرح المواهب.

(1)

«طاب طاب» بالتكرار- ولا يأتي إلا مفتوح التاء- قال عنه الزرقاني في (شرح المواهب)(3/ 137) : قال العزفي: «من أسمائه في التوراة» ، ومعناه: طيب، وقيل: معناه ما ذكر بين قوم إلا طاب ذكره بينهم. اهـ. شرح المواهب.

(2)

قوله: «و» «في الصحف» المراد بها التي أنزلت على موسى- عليه السلام قبل التوراة، و «صحف إبراهيم» ذكر ذلك الزرقاني في (شرح المواهب) (3/ 191) . وانظر «القول البديع..» للإمام السخاوي ص 77. وانظر: ص 406 من (التوراة السامرية) لأبي إسحاق الصوري تحت عنوان: اسم محمد صلى الله عليه وسلم. نشر الدكتور/ أحمد حجازي. طبع دار الأنصار بالقاهرة.

(3)

انظر: ما نقلناه بعد ترجمة كعب الأحبار المتقدمة تحت رقم 1.

(4)

حول عدد الذين تسموا باسم «محمد» نذكر ما قاله بعض العلماء، ونخص بالذكر كلا من: أولا: القاضي عياض حيث ذكرهم في (الشفا) 1/ 299 ستة رجال، وقد خصّه في «محمد بن مسلمة» الحافظ ابن حجر كما سيأتي، والقسطلاني في المواهب. ثانيا: ذكر الإمام السهيلي (الروض الأنف)(1/ 182) ثلاثة رجال فقط. ثالثا: أما الخمسة عشر الذين أشار إليهم المؤلف في كتابنا فقد ذكرهم الإمام ابن حجر في-

- (فتح الباري بشرح صحيح البخاري)(6/ 556) - حديث محمد بن جبير بن مطعم- حيث قال: «قال عياض (الشفاء) (1/ 182) : «حمى الله هذه الأسماء- محمدا، وأحمد- أن يسمى بها أحد قبله، وإنما تسمى بعض العرب «محمدا» قرب ميلاده لما سمعوا من الكهان والأحبار؛ أن نبيا سيبعث في ذلك الزمان يسمى «محمدا» فرجوا أن يكونوا هم؛ فسموا أبناءهم بذلك. قال: وهم ستة لا سابع لهم» كذا قال، وسبق السهيلي إلى القول أبو عبد بن خالويه في كتابه (ليس من كلام العرب) وهو حصر مردود، وقد جمعت أسماء من تسمى بذلك في جزء مفرد فبلغوا نحو العشرين؛ لكن مع تكرار في بعضهم، ووهم في بعض، فيتلخص منهم خمسة عشر، وأشهرهم: محمد بن عدي بن ربيعة بن سواءة بن جشم بن سعد بن زيد مناة بن تميم السعدي» روى حديثه البغوي، وابن سعد، وابن شاهين، وابن السكن، وغيرهم من طريق العلاء بن الفضل، عن أبيه عن جده- عبد الملك بن سوية- عن أبيه، عن أبي سوية، عن أبيه خليفة بن عبدة المنقري قال: سألت محمد بن عدي بن ربيعة كيف سماك أبوك في الجاهلية «محمدا» ؟! قال: سألت أبي عما سألتني، فقال: خرجت رابع أربعة، من بني تميم أنا أحدهم، و «سفيان ابن مجاشع» ، و «يزيد بن عمر وابن ربيعة» و «أسامة بن مالك بن حبيب بن العنبر» ، نريد «ابن جفنة» الغساني» بالشام، فنزلنا على «غدير» ، عند «دير» فأشرف علينا الديراني فقال لنا: إنه يبعث منكم وشيكا «نبي» فسارعوا إليه، فقلنا: ما اسمه؟ قال: «محمد» ، فلما انصرفنا ولد لكل واحد منا ولد فسماه «محمدا» لذلك» . انتهى. وقال ابن سعد: أخبرنا علي بن محمد، عن مسلمة بن محارب، عن قتادة بن السكن، قال: كان في بني تميم: «محمد بن سفيان بن مجاشع» قيل لأبيه: إنه سيكون «نبي» في العرب اسمه «محمد» ، فسمى ابنه «محمدا» . فهؤلاء أربعة ليس في السياق ما يشعر بأن فيهم من له صحبة، إلا «محمد بن عدي» . وقد قال ابن سعد: لما ذكره في الصحابة، عداده في أهل الكوفة. وذكر عبد الله المروزي أن «محمد بن أحيحة بن الجلاح» أول من تسمى في الجاهلية «محمدا» وكأنه تلقى ذلك من قصة «تبع» لما حاصر المدينة، وخرج إليه المذكور، وهو الحبر الذي كان عندهم ب «يثرب» فأخبره الحبر إن هذا بلد «نبي» يبعث يسمى «محمدا» فسمى ابنه «محمدا» . وذكر البلاذري منهم:«محمد بن عقبة بن أحيحة» فلا أدري أهما واحد نسب مرة إلى جده، أم هما اثنان؟. ومنهم:«محمد برّ» بتشديد الراء ليس بعدها- ابن طريف بن عتوارة بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة «ولهذا نسبوه أيضا العتواري. وغفل ابن دحية فعد فيهم «محمد بن عتوارة» ، وهو نسب لجده الأعلى، ومنهم «محمد بن اليحمد حرماز بن مالك اليعمري» ذكره أبو موسى في الذيل، ومنهم «محمد بن حمران بن أبي حمران» واسمه:«ربيعة بن مالك الجعفي» المعروف بالشويعر. ذكره «المرزباني» فقال: هو أحد من سمى «محمدا» في الجاهلية، وله قصة مع امرئ القيس، ومنهم:«محمد بن خزاعي بن علقمة بن حرابة السلمي» من بني ذكوان، ذكره ابن سعد، عن علي بن محمد بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، قال: سمي «محمد بن-

ص: 30

سمى قوم/ من العرب أبناءهم بذلك، وعدتهم خمسة عشر؛ منهم «محمد بن سفيان بن مجاشع» «1» جد الفرزدق «2» الشاعر، و «محمد بن أحيحة بن الجلاح الأوسي «3» » ، و «محمد

- خزاعي» طمعا في النبوة، وذكر الطبري أن «أبرهة الحبشي» توجّه وأمره أن يغزو بني كنانة، فقتلوه؛ فكان ذلك من أسباب قصة الفيل. وذكره «محمد بن سليمان الهروي في كتاب «الدلائل» فيمن تسمى «محمدا» في الجاهلية. وذكر ابن سعد لأخيه «قيس بن خزاعي» يذكره من أبيات يقول فيها:

فذلكم ذو التاج منا محمد

ورايته في حومة الموت تخفق

ومنهم «محمد بن عمرو بن مغفل» - بضم أوله وسكون المعجمة وكسر الفاء ثم لام-، وهو والد «هبيب» - بموحدتين مصغر- وهو على شرط المذكورين؛ فإن لولده صحبة، ومات هو في الجاهلية. ومنهم:«محمد بن الحارث بن حديج بن حويص» ذكره أبو حاتم السجستاني في كتاب المعمرين، وذكر له قصة مع «عمر» رضي الله عنه، وقال:«إنه أحد من سمى في الجاهلية» محمدا. ومنهم: «محمد الفقيمي» و «محمد الأسيدي» ذكرهما ابن سعد، ولم ينسبهما بأكثر من ذلك، فعرف بهذا، وجه الرد على الحصر الذي ذكره السهيلي، وكذا الذي ذكره القاضي عياض، وعجب من السهيلي، كيف لم يقف على ما ذكره عياض مع كونه كان قبله، وقد تحرر لنا من أسمائهم قدر الذي ذكره عياض مرتين بل ثلاث مرات؛ فإنه ذكر في الستة الذين جزم بهم «محمد ابن مسلمة» ، وهو غلط؛ فإنه ولد بعد ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم بمدة ففضل له خمسة، وقد خلص لنا خمسة عشر. والله المستعان اه: فتح الباري. وانظر: الإصابة لابن حجر- القسم الرابع- ترجمة محمد بن سفيان (10/ 67- 68) ، وفيها ذكر أسماء الذين تسموا بمحمد.

(1)

«محمد بن سفيان» ترجم له ابن حجر في (الإصابة) - القسم الرابع- (10/ 67- 68) . رقم: (8515) فقال: «ذكره أبو نعيم في الصحابة، وذكر قصة والده مع الراهب، وذكر أسماء الذين سموا بمحمد

» إلخ: اه. الإصابة.

(2)

في (الروض الأنف) للسهيلي (1/ 82)«محمد بن سفيان» جد جد الفرزدق.

(3)

«محمد بن أحيحة» ترجم له ابن حجر في (الإصابة) - القسم الرابع- (10/ 57- 58) رقم: 8492، فقال:«محمد بن أحيحة» - بمهملتين- مصغرا ابن الجلاح- بضم الجيم وتخفيف اللام- الأنصاري.. ذكره «عبدان» في الصحابة. وقال: بلغني أنه أول من سمى «محمدا» ، وأظنه أحد الأربعة الذين سموا «محمدا» قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وأبوه كان زوج «سلمى» أم عبد المطلب. قال ابن الأثير: من يكون أبوه زوج أم «أم عبد المطلب» مع طول عمر عبد المطلب كيف يكون ابنه مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ هذا بعيد، ولعله «محمد بن المنذر بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح» الذي ذكروا أباه فيمن شهد «بدرا» .

ص: 32

ابن مسلمة الأنصاري» «1» ، و «محمد بن عدي بن ربيعة بن سواءة بن جشم بن سعد بن زيد بن مناة بن تميم» التميمي السعدي «2» و «محمد بن أسامة بن مالك ابن حبيب بن العنبر» «3» ، و «محمد بن البراء» «4» ، و «محمد بن الحارث بن صبح بن حويص «5» » ، فعلوا ذلك رجاء أن يكون أحد أولادهم، و: اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ «6» وقد منع الله- تعالى- كل

- قلت: لم يعله ابن الأثير بغير استبعاد طول عمر، وفيما جوز نظر؛ لأنهم لم يذكروا للمنذر ولد اسمه «محمدا» ، وما ظنه «عبدان» ليس بجيد، فقد سماهم ابن خزيمة في روايته، كما بينت ذلك في ترجمة «محمد بن عدي» - القسم الأول- وليس فيهم «محمد بن المنذر» . وقد ذكر السهيلي في (الروض الأنف) (1/ 182) : أنه لا يعرف في العرب من سمى «محمدا» قبل النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة؛ فذكر فيهم «محمد بن أحيحة» ومعه «محمد بن سفيان»

و «محمد بن حمران» ، وسبقه إلى هذا الحصر «الحسن بن خالويه» في كتابه «ليس

» ، وقد تعقبه الحافظ مغلطاي- انظر الإشارة ص 62- فأبلغ. اه الإصابة.

(1)

و «محمد بن مسلمة» ترجم له ابن عبد البر في (الاستيعاب)(10/ 44- 45)، فقال: «محمد بن مسلمة الأنصاري الحارثي، يكنى أبا عبد الرحمن، ويقال: أبا عبد الله

حليف لبني عبد الأشهل. شهد بدرا والمشاهد كلها ومات بالمدينة، وكانت وفاته بها في صفر سنة ثلاث وأربعين، وقيل غير ذلك، وهو ابن سبع وسبعين سنة، وكان من فضلاء الصحابة، وهو أحد الذين قتلوا «كعب بن الأشرف»

إلخ اه: الاستيعاب. وانظر (الإصابة) لابن حجر (9/ 131- 133)، رقم:(7800) .

(2)

انظر: ترجمته في (الإصابة) لابن حجر (9/ 123) - القسم الأول- رقم: (7787) .

(3)

انظر: ترجمته في (الإصابة) لابن حجر- القسم الرابع- (10/ 58) رقم: (8498) حيث قال: لا صحبة له؛ لأنه مات قبل البعثة بدهر.

(4)

ترجم له الحافظ ابن حجر في (الإصابة) - القسم الرابع- (10/ 61) رقم: (8494) فقال: هو «محمد بن البراء الكناني ثم الليثي، ثم العتواري- بالمهملة ثم المثناة الساكنة- ذكره أبو موسى، ونقل عن بعض الحفاظ؛ أنه ممن سمى «محمدا» في الجاهلية، وضبط البلاذري: أباه بتشديد الراء بلا ألف، وهو ابن ظريف بن عتوارة بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة، ونسبه أبو خطاب إلى جده الأعلى، فقال: فيمن سمي «محمدا» في الجاهلية «محمد بن عتوارة الليثي» فنسبه إلى جده، وذكر محمد بن حبيب: البراء البكري، فيمن سمي «محمدا قبل الإسلام» اه. الإصابة.

(5)

و «محمد بن الحارث بن حديج- بمهملة ثم جيم مصغرا- ابن حويص الحارثي. ذكره أبو حاتم السجستاني في النوادر، ونقل عن أبي عبيدة: معمر بن المثنى. قال: قدم المعرم الحارثي على «عمر بن الخطاب رضي الله عنه يريد الإسلام، ومعه رجال من قومه منهم: الربيع بن زياد بن أنس بن الديان، ومحمد بن الحارث بن حديج، وهو أحد من سمي «محمدا» في الجاهلية

إلخ» . اه: الإصابة لابن حجر (10/ 14) رقم: (8366) - القسم الثالث.

(6)

سورة الأنعام الاية: 124.

ص: 33

من تسمى بذلك أن يدعي النبوة، أو يدعيها أحد له. انتهى «1» .

قال في (المواهب)«2» : وفيمن ذكره عياض «محمد بن مسلمة الأنصاري» ، وليس ذكره بجيد؛ فإنه ولد بعد النبي صلى الله عليه وسلم بأزيد من عشرين سنة.

وأما أحمد «3» فلم يتسم به أحد قبله، حسبما في حديث

(1) حول قول الإمام القاضي أبي الفضل عياض اليحصبي انظر: (الشفا بتعريف حقوق المصطفى) - فصل في أسمائه صلى الله عليه وسلم وما تضمنته من فضيلته- (1/ 230) طبع دار الكتب العلمية. بيروت، لبنان. وانظر:(مزيل الخفا في حل ألفاظ الشفا) للعلامة/ أحمد بن محمد بن محمد الشمني.

(2)

قول المواهب للقسطلاني: ذكره في المواهب (كنيته صلى الله عليه وسلم من الفصل الأول في ذكر أسمائه الشريفة (3/ 159- 161) فقال: «وفيمن ذكره عياض «محمد بن مسلمة» وليس ذكره بجيد؛ فإنه ولد بعد ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم بأزيد من عشرين سنة، والكلام فيمن تسمى قبل ولادته فلا يصح ذكره، وهكذا تعقبه مغلطاي في الزهر الباسم؛ لكنه قال: بأزيد من خمس عشرة سنة، وهو أنسب بقول الإصابة، ولد قبل البعثة باثنتين وعشرين سنة في قول الواقدي، وهو ممن سمي «محمدا» في الجاهلية. انتهى. فتكون ولادته بعد المولد النبوي بثمان عشرة سنة فهي أزيد من خمسة عشر لا عشرون، وأجيب بأن مراد «عياض» من ولد في الجاهلية وسمي «محمدا» . انتهى. و «ابن مسلمة» منهم، وهو جواب ليّن يأباه قول «عياض» ..... اه/ المواهب للقسطلاني مع شرحها للزرقاني. وانظر: ما نقلناه من الفتح عن الحافظ ابن حجر فيما تقدم. وانظر: فيمن سمي بمحمد قبل ولادته صلى الله عليه وسلم، في كتاب (الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء) للحافظ مغلطاي بن قليج (ت 762 هـ) . وانظر: فيمن تسمى «محمدا» في كتاب (الاكتفا في مغازي المصطفى..) للإمام الكلاعي (1/ 168- 169) .

(3)

عن تسميته صلى الله عليه وسلم ب «أحمد» ، زيادة على ما ذكرناه سابقا نذكر هنا ما قاله «ابن القيم» في كتابه (زاد المعاد في هدي خير العباد) بحاشية المواهب اللدنية (1/ 68- 74) قال- رحمه الله:«وأما أحمد فهو اسم على زنة «أفعل التفضيل» مشتق أيضا من الحمد

أي: حمده لله أكثر من حمد غيره، فمعناه أحمد الحامدين لربه، وأحق الناس وأولاهم بأن يحمد فيكون كمحمد في المعنى إلا أن الفرق بينهما أن «محمدا» هو كثير الخصال التي يحمد عليها، و «أحمد» هو الذي يحمد أفضل مما يحمد غيره ف «محمد» في الكثرة والكمية، و «أحمد» في الصفة والكيفية فيستحق من الحمد أكثر مما يستحق غيره، وأفضل مما يستحق غيره فيحمد أكثر حمد، وأفضل حمد حمده البشر

» اه: زاد المعاد. وقال ابن القيم أيضا- رحمه الله في كتابه (جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام) ص 151: «

وأحمد صلى الله عليه وسلم فهو الذي يحمده أهل الدنيا وأهل الاخرة، ويحمده أهل السماء والأرض؛ فلكثرة خصائله المحمودة التي تفوق عدد العادّين، وسمي باسمين:«محمد» و «أحمد» من أسماء الحمد يقتضيان التفضيل، والزيادة في القدر، والصفة، -

ص: 34

«مسلم» «1» و «أحمد» «2» و «الترمذي الحكيم «3» » في «نوادر الأصول» .

(ابن عبد الله «4» ) يكنى أبا «قثم «5» » . و «قثم» - كزفر- من أسمائه عليه السلام، ومعناه لغة: الكثير العطاء والجموع للخير «6» ، وقيل: كنيته/ أبو محمد. وقيل: أبو أحمد «7» ،

- والله أعلم» اه: جلاء الأفهام لابن القيم. وحول أسبقية «أحمد» أو «محمد» في التسمية انظر: (الروض الأنف) للإمام/ السهيلي (1/ 182) القائل بأسبقية «أحمد» ، وانظر:«الرد عليه بأسبقية اسم «محمد» للإمام/ ابن قيم الجوزية في (جلاء الأفهام

) ص 152. وانظر: شرح الزرقاني على المواهب (3/ 153- 154) .

(1)

حديث مسلم أخرجه في صحيحه كتاب (الفضائل)، باب في أسمائه صلى الله عليه وسلم رقم:(2354) بلفظ: «

عن محمد بن جبير، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أنا محمد، وأنا أحمد

إلخ» و (تحت رقم: 2355) بلفظ:

عن أبي موسى الأشعري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى لنا نفسه أسماء، فقال: «أنا محمد، وأحمد

» اه: صحيح مسلم.

(2)

وحديث الإمام/ أحمد أخرجه في مسنده في موضعين: الأول: حديث «جبير بن مطعم» (4/ 81، 84) . الثاني: حديث «حذيفة» (5/ 405) .

(3)

و «الحكيم الترمذي» صاحب النوادر ترجم له الإمام الذهبي في (تذكرة الحفاظ)(2/ 645) فقال: «هو أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الترمذي المعروف بالحكيم الترمذي» . اختلف في تاريخ وفاته، ولم يذكر أحد تاريخ ميلاده، فاختلف في تاريخ وفاته على أقوال منها: 255، 285، 320، وأرجحها الأخير؛ للنص على التحديث عنه في سنة 318 هـ، ولمعرفة المزيد عنه انظر: كتاب الحكيم الترمذي ونظريته في الولاية للدكتور/ عبد الفتاح بركة. الأمين الأسبق لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف.

(4)

«ابن عبد الله» : «العبد» قال عنها الإمام ابن دريد في (الاشتقاق)(1/ 11) : من الطريق المعبد، وهو المذلل الموطوء

، وربما كان المعبد في المعنى الكرم. قال حاتم:«.....*** أرى المال عند الباخلين معبدا. أي: معظما» اه: الاشتقاق.

(5)

و «عبد الله» والد الرسول صلى الله عليه وسلم يكنى «أبا قثم» ، وقيل:«أبو محمد» وقيل: «أبو أحمد» اه: الكامل في التاريخ للإمام ابن الأثير (1/ 544) . تحقيق/ أبي الفدا عبد الله القاضي. طبع. دار الكتب العلمية. بيروت. لبنان.

(6)

وعن اسمه «قثم» قال القاضي عياض في كتابه (الشفا)(1/ 232- 233) فصل في أسمائه صلى الله عليه وسلم قال: «وروى الحربي في حديثه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أتاني ملك فقال لي: أنت قثم» أي: مجتمع. قال: والقثوم: الجامع للخير، وهو اسم في أهل بيته معلوم «اه: الشفا/ عياض.

(7)

عن كنيته صلى الله عليه وسلم ب «أبي أحمد» انظر: «التعليق السابق [رقم: 5] » .

ص: 35

ويلقب ب «الذبيح» ؛ لقصة في ذلك مشهورة «1» .

(1) عن قصة «الذبيح المشهورة» قال ابن إسحاق كما في (السيرة النبوية) للإمام/ ابن هشام (1/ 116- 118) تحت عنوان- ذكر نذر عبد المطلب ذبح ولده: «وكان عبد المطلب بن هاشم- فيما يزعمون والله أعلم- قد نذر حين لقي من قريش ما لقي عند حفر «زمزم» : لئن ولد له عشرة نفر، ثم بلغوا معه حتى يمنعوه؛ لينحرن أحدهم لله عند الكعبة. فلما توافى بنوه عشرة، وعرف أنهم سيمنعونه جمعهم، ثم أخبرهم بنذره، ودعاهم إلى الوفاء لله بذلك، فأطاعوه، وقالوا: كيف نصنع؟ قال: ليأخذ كل رجل منكم «قدحا» ثم يكتب فيه اسمه، ثم ائتوني، ففعلوا، ثم أتوه، فدخل بهم على «هبل» - اسم صنم- في جوف الكعبة، وكان «هبل» على «بئر» في جوف الكعبة، وكانت تلك البئر هي التي يجمع فيها ما يهدى للكعبة

» . «عبد المطلب» يحتكم إلى القداح: فقال عبد المطلب لصاحب القداح: اضرب على بني هؤلاء بقداحهم هذه، وأخبره بنذره الذي نذر فأعطاه كل رجل منهم «قدحه» الذي فيه اسمه، وكان «عبد الله بن عبد المطلب» أصغر بني أبيه. وكان هو، و «الزبير» و «أبو طالب» ل «فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران

إلخ» . خروج القداح على «عبد الله» : قال ابن إسحاق: وكان «عبد الله» - فيما يزعمون- أحب ولد «عبد المطلب» إليه، فكان «عبد المطلب» يرى أن السهم إذا فقد أشوى. وهو أبو رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أخذ صاحب القداح ليضرب بها قام «عبد المطلب» عند «هبل» يدعو الله، ثم ضرب صاحب القداح، فخرج القدح على «عبد الله» . «عبد المطلب» يحاول ذبح ابنه ومنع قريش له: فأخذه «عبد المطلب» بيده وأخذ الشفرة، ثم أقبل به إلى «إساف» و «نائلة» ليذبحه، فقامت إليه قريش من أنديتها، فقالوا: ماذا تريد يا «عبد المطلب» ؟ قال: أذبحه. فقالت له قريش وبنوه: والله لا تذبحه أبدا، حتى تعذر فيه. لئن فعلت هذا لا يزال الرجل يأتي بابنه حتى يذبحه، فما بقاء الناس على هذا؟. وقال له «المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة» وكان «عبد الله» ابن أخت القوم: والله لا تذبحه أبدا حتى تعذر فيه، فإن كان فداؤه بأموالنا فديناه. وقالت له قريش وبنوه: لا تفعل، وانطلق به إلى الحجاز؛ فإن به «عرّافة» لها تابع، فسلها، ثم أنت على رأس أمرك، فإن أمرتك بذبحه ذبحته، وإن أمرتك بأمر لك فيه فرج قبلت ما أشارت به عرّافة الحجاز. فانطلقوا حتى قدموا المدينة، فوجدوها- فيما يزعمون- ب «خيبر» فركبوا حتى جاؤها، فسألوها، وقص عليها «عبد المطلب» خبره، وخبر ابنه، وما أراد به ونذره فيه، فقالت لهم: ارجعوا عني اليوم حتى يأتيني تابعي فأسأله. فرجعوا من عندها، فلما خرجوا عنها قام «عبد المطلب» يدعو الله، ثم غدوا عليها فقالت لهم: قد جاءني الخبر، كم الدية فيكم؟ قالوا: «عشرة من الإبل- وكانت كذلك- قالت: فارجعوا إلى بلادكم، ثم قربوا صاحبكم، -

ص: 36

أمه «فاطمة «1» بنت عمرو بن عائذ «2» » «القرشية «3» »

- وقربوا عشرة من الإبل، ثم اضربوا عليها وعليه بالقداح؛ فإن خرجت على صاحبكم فزيدوا من الإبل حتى يرضى ربكم، وإن خرجت على الإبل فانحروها عنه، فقد رضي ربكم، ونجا صاحبكم. تنفيذ وصية العرافة ونجاة «عبد الله» : فخرجوا حتى قدموا «مكة» ، فلما أجمعوا على ذلك من الأمر قام «عبد المطلب» يدعو الله، ثم قربوا «عبد الله» و «عشرة من الإبل» و «عبد المطلب» قائم عند «هبل» يدعو الله- عز وجل ثم ضربوا فخرج القدح على «عبد الله» فزادوا عشرة من الإبل فبلغت الإبل عشرين، وقام «عبد المطلب» يدعو الله- عز وجل وهكذا في كل مرة يرمون القداح فتخرج على «عبد الله» فيزيدون عشرة من الإبل و «عبد المطلب» يدعو الله فبلغت الإبل مائة، وقام «عبد المطلب» يدعو الله، ثم ضربوا فخرج القدح على الإبل، ثم عادوا الثانية، و «عبد المطلب» قائم يدعو الله، فضربوا فخرج القدح، على الإبل، فنحرت، ثم تركت لا يصد عنها إنسان، ولا يمنع

» اه: السيرة النبوية لابن هشام. وانظر: (تاريخ الطبري) للإمام محمد بن جرير الطبري (ت 310 هـ)(2/ 240- 246) . وحول قول ابن إسحاق «كان أصغر بنيه

» يقول الإمام السهيلي في (الروض الأنف) 1/ 176: «وكان أصغر بنيه هذا غير معروف، ولعل الرواية: أصغر بني أمه، وإلا فحمزة كان أصغر من «عبد الله» و «العباس» أصغر من «حمزة» ، وروى عن العباس رضي الله عنه أنه قال: أذكر مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا ابن ثلاثة أعوام أو نحوها، فجيء بي حتى نظرت إليه، وجعل النسوة يقلن لي: قبّل أخاك فقبلته فكيف يصح أن يكون «عبد الله» الأصغر مع هذا؟!؛ ولكن رواه البكائي كما تقدم، ولروايته وجه، وهو أن يكون أصغر ولد أبيه حين أراد نحره، ثم ولد له بعد ذلك «حمزة» و «العباس» اه: الروض الأنف.

(1)

و «فاطمة بنت عمرو

إلخ» اسم «فاطمة» مشتق من الفطم، وهو القطع، ومنه فطم الصبي إذا قطع عنه اللبن» اه: الاشتقاق لابن دريد (1/ 33) . وحول «فاطمة بنت عمرو

» انظر: أ- (المعارف) للإمام ابن قتيبة ص 129. ب- (تاريخ الطبري) للإمام الطبري (2/ 239) . ج- (جمهرة أنساب العرب) للإمام ابن حزم الأندلسي (1/ 141) .

(2)

و «عائذ» : اسم فاعل من عاذ يعوذ عوذا، فهو عائذ، أي: لجأ إلى الشيء، وأطاف به، ومنه قولهم: «أعوذ بالله من كذا وكذا. أي: أفزع إلى الله عز وجل

إلخ» اه: الاشتقاق لابن دريد (1/ 34) .

(3)

قوله: «القرشية» نسبة إلى قريش. قال ابن هشام: «النضر» قريش، فمن كان من ولده فهو قرشي، ومن لم يكن من ولده-

ص: 37

«المخزومية «1» » .

(ابن عبد المطلب «2» ) واسمه «شيبة الحمد» ويكنى أبا الحارث و «أبا البطحاء» ويلقب ب «الفياض» لجوده «3» .

- فليس بقرشي. ويقال: «فهر بن مالك» هو قريش فمن كان من ولده، فهو قرشي، ومن لم يكن من ولد فليس بقرشي. وسميت «قريش» «قريشا» من التقرش، والمراد التجارة والاكتساب. وقيل: «إن قريشا تصغير القرش، وهو حوت في البحر يأكل حيتان البحر سميت به القبيلة أو أبو القبيلة

والله أعلم» اه: السيرة النبوية، لابن هشام، مع الروض الأنف للسهيلي (1/ 114، 117) . وهناك أقوال أخرى في «قريش» انظرها في المرجع السابق. و «قرشي» هكذا نسب شذوذا على خلاف الأصل «قريشي» . اه: شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك- النسب- (4/ 160) . وانظر: (المواهب اللدنية) للإمام القسطلاني مع شرحها للزرقاني (1/ 76) .

(1)

«المخزومية» نسبة إلى «مخزوم بن يقظة» . اه: تاريخ الطبري (2/ 239) . وانظر: الاشتقاق: لابن دريد (1/ 34) . وانظر: جمهرة أنساب العرب للإمام ابن حزم (1/ 141) .

(2)

«عبد المطلب» وسبب تسميته بذلك: من المعروف أن «هاشم بن عبد مناف» قدم المدينة فتزوج «سلمى بنت عمرو» - أحد بني النجار- وكانت قبله عند «أحيحة بن الحلاج بن الحريش» أو «الحريس»

فولدت له «عمرو بن أحيحة» وكانت لا تنكح الرجال لشرفها في قومها، حتى يشترطوا لها أن أمرها بيدها، إذا كرهت رجلا فارقته، فولدت ل «هاشم» «عبد المطلب» فسمته «شيبة» ، فتركه «هاشم» عندها حتى كان وصيفا- الغلام دون المراهقة- أو فوق ذلك، ثم خرج إليه عمه «المطلب» ليقبضه ببلده وقومه، فقالت له «سلمى» - أمه-: لست بمرسلته معك. فقال لها «المطلب» : إني غير منصرف حتى أخرج به معي، إن ابن أخي قد بلغ، وهو غريب في غير قومه، ونحن أهل بيت شرف في قومنا، نلي كثيرا من أمرهم، وقومه وبلده وعشيرته خير له من الإقامة في غيرهم، أو كما قال. وقال شيبة لعمه المطلب- فيما يزعمون- لست بمفارقها إلا أن تأذن لي، فأذنت له، ودفعته إليه، فاحتمله، فدخل به مكة مردفه معه على بعيره، فقالت «قريش» :«عبد المطلب» ابتاعه فبها سمي «شيبة» «عبد المطلب» فقال المطلب: «ويحكم! إنما هو ابن أخي «هاشم» قدمت به من المدينة» اه: السيرة النبوية لابن هشام مع شرحها، الروض الأنف للسهيلي (1/ 160- 161) بتصرف.

(3)

و «عبد المطلب» سمي ب «شيبة الحمد» ؛ لأنه ولد وفي رأسه شيبة. وسمي بهذا في قول ابن إسحاق وغيره، وهو رأي الجمهور، وهو الصحيح. وقيل: اسمه «عامر» في قول «ابن قتيبة» وتابعه في ذلك صاحب القاموس- مجد الدين بن-

ص: 38

أمه «سلمى بنت زيد «1» » ، وقيل: بنت «عمرو بن زيد» النجارية «2» . من بني

- يعقوب- وسوى بينهما الشامي في (سبل الهدي والرشاد)(10/ 309، 310)، وحكاه صاحب الفتح بلفظ: زعم ابن قتيبة. وقال أبو عمر- الاستيعاب (1/ 53) - اسم «عامر» لا يصح. و «شيبة الحمد» من الشيب من قولهم: شاب شيبة حسنة، وشيبا حسنا

وأما غيره من العرب ممن اسمه «شيبة» ؛ فإنما قصد في تسميتهم بهذا الاسم: التفاؤل ببلوغ سن الحنكة والرأي كما سموا ب «هرم» و «كبير» . وعاش «عبد المطلب» مائة وأربعين سنة

» . ويقال: إن «عبد المطلب» أول من خضب بالسواد من العرب. و «شيبة الحمد» مركب إضافي، ولعل وجه إضافته إلى الحمد رجاء أن يكبر ويشيخ، ويكثر حمد الناس له، وقد حقق الله ذلك فكثر حمدهم له؛ لأنه كان مفزع قريش في النوائب، وملجأهم في الأمور وشريفهم وسيدهم كمالا وفعالا. «كنيته» «أبو الحارث» أكبر ولده. وقيل:«أبو البطحاء» . ويقال: «سيد البطحاء» اه: من المصادر والمراجع الاتية بتصرف: أ- المنمق في أخبار قريش ص 47 للإمام/ محمد بن حبيب البغدادي (ت 245 هـ- 859 م) . تصحيح/ أحمد فارق. طبع/ عالم الكتب. ب- السيرة النبوية للإمام ابن هشام مع الروض الأنف للسهيلي (1/ 7، 158) . ج- تاريخ الطبري للإمام الطبري (2/ 247) . د- الكامل في التاريخ للإمام ابن الأثير (630 هـ) . هـ- المعارف للإمام ابن قتيبة ص 71. والثقات للإمام ابن حبان (1/ 22) وفيها «شيبة» فقط. ز- تلقيح فهوم أهل الأثر لابن الجوزي ص 10. ح- المواهب اللدنية للقسطلاني مع شرحها للزرقاني (1/ 71) .

(1)

و «سلمى بنت زيد» هي «سلمى بنت عمرو بن زيد» فلعل «عمرو» سقط من الناسخ كما جاء في «المنمق في أخبار قريش للإمام محمد بن حبيب ص 84، 336 حيث قال: «سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد» أحد بني عامر بن غنم بن عدي بن النجار بن ثعلبة بن عمرو» من الخزرج. اه: المنمق. وانظر: السيرة النبوية لابن هشام مع الروض الأنف (1/ 160) . وانظر: الكامل في التاريخ للإمام ابن الأثير (1/ 549) .

(2)

قوله: «النجارية» نسبة إلى «تيم الله» وهو النجار؛ سمى بذلك؛ لأنه ضرب رجلا اسمه «العتر» بقدوم فنجره اه/ جمهرة أنساب العرب لابن حزم (2/ 346) . طبع دار الكتب العلمية. بيروت. لبنان.

ص: 39

عدي «1» بن النجار من الخزرج «2» ، وعاش مائة وعشرين.

وقيل: مائة وأربعين سنة «3» .

(ابن هاشم «4» ) واسمه «عمرو» ، ولقب ب «هاشم» ؛ لأنه أول من هشم الثريد لقومه ب «مكة» [أشار إلى ذلك بعضهم:

عمرو الذي هشم الثريد لقومه

قوم بمكة مسنتين عجاف

سنت إليه الرحلتان كلاهما

سفر الشتاء ورحلة الإيلاف] «5»

(1) و «عدي» : بطن من ولد النجار- تيم الله-. اه: جمهرة أنساب العرب، للإمام ابن حزم (2/ 346) .

(2)

و «الخزرج) : «تيم الله بن ثعلبة» ، وهو النجار. و «الخزرج» : الريح العاصف. اه: الاشتقاق لابن دريد (2/ 437، 448) .

(3)

انظر: التعليق السابق رقم: 16.

(4)

و «هاشم» اسم فاعل من قولهم: «هشمت الشيء أهشمه هشما إذا كسرته، وكل شيء كسرته حتى ينشدخ فقد هشمته

وسمى هاشما- فيما يزعمون- لهشمه الخبز للثريد» اه: الاشتقاق للإمام ابن دريد (1/ 13) . وقال ابن إسحاق- السيرة النبوية لابن هشام (1/ 157) : «قولي: الرفادة والسقاية: هاشم بن عبد مناف؛ وذلك أن «عبد شمس» كان رجلا سفارا قلما يقيم ب «مكة» . وكان مقلا ذا ولد، وكان «هاشم» موسرا فكان- فيما يزعمون- إذا حضر الحج قام في قريش فقال: يا معشر قريش إنكم جيران الله، وأهل بيته، وهم ضيف الله، وأحق الضيف بالكرامة: ضيفه، فاجمعوا لهم ما تصنعون لهم به طعاما أيامهم هذه التي لا بد من الإقامة بها فإنه- والله- لو كان لي مال يسع لذلك ما كلفتكموه، فيخرجون لذلك خرجا من أموالهم كل امرئ بقدر ما عنده، فيصنع للحجاج طعاما حتى يصدروا منها» اه: السيرة النبوية لابن هشام مع الروض الأنف (1/ 157) . وانظر: المحكم للإمام ابن سيده (4/ 139) ، تحقيق/ عبد الستار أحمد فراج، طبع مصطفى الحلبي. وانظر: تاريخ الطبري: نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم (2/ 251- 252) .

(5)

ما بين القوسين المعقوفين [أشار إلى ذلك

] إلى قوله: [

ورحلة الإيلاف] من حاشية اللوحة (4/ أ) . والبيتان- عمرو الذي هشم الثريد

إلخ» عزاهما كل من: أ- «محمد بن حبيب البغدادي» في كتابه (المنمق في أخبار قريش) ص 27، 28. ب- «ابن دريد» في كتابه «الاشتقاق» (1/ 13) إلى:«مطرود بن كعب الخزاعي» .

ص: 40

أولاده الذكور: «عبد المطلب» «1» وفيه العمود والشرف، ولم يبق ل «هاشم» عقب إلا منه. و «أسد «2» » و «نضلة «3» » ، وبه كان يكنى،

- وعزاهما الإمام/ ابن هشام في (السيرة النبوية)(1/ 157) إلى شاعر من «قريش» ، أو من بعض العرب. وقال الإمام/ الطبري في تاريخه (2/ 251- 255) : قال ابن الكلبي: «إنما قال البيت:

عمرو الذي هشم الثريد.....

ابن الزبعري. وفي المصدرين- المنمق، والاشتقاق- ورد الشطر الثاني من البيت الأول هكذا:

................

ورجال مكة مسنتون عجاف

وورد عند ابن هشام:

................

قوم ب «مكة» مسنتين عجاف

وكلا القولين صحيح فعلى رواية «محمد بن حبيب» ، و «ابن دريد» - مسنتون- خبر للمبتدأ، وهو «قوم» وعلى رواية ابن هشام- مسنتين- خبر لكون محذوف. وزاد «محمد بن حبيب» بعد البيتين قوله: يا أيها الرجل المحول رحله هلا نزلت بال عبد مناف

هبلتك أمك لو نزلت عليهم

ضمنوك من جوع ومن إقراف

اه: (المنمق) لابن حبيب، (الاشتقاق) لابن دريد. وانظر:(المحكم) لابن سيده- هشم- (4/ 139) . وانظر: شرح الزرقاني على المواهب للقسطلاني (1/ 72- 73) .

(1)

و «عبد المطلب» قال عنه ابن حزم في (جمهرة أنساب العرب)(1/ 14) : «فولد هاشم: شيبة- دون إضافة الحمد- وهو «عبد المطلب» ، وفيه: العمود، والشرف؛ لأنه جد الرسول صلى الله عليه وسلم. اه: جمهرة.

(2)

و «أسد» قال عنه الإمام/ أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة (ت 276 هـ) في (المعارف) ص 71 تحت عنوان [نسب بني هشام] : «أما هاشم

فاسمه «عمرو» ومات ب «غزة» من أرض الشام. وولده: «عبد المطلب» ، و «أسد» وغيرهما

فأما «أسد» فولده: «حنين» ولم يعقب، وهو خال «علي بن أبي طالب» رضي الله عنه و «فاطمة بنت أسد» وهي أم «علي بن أبي طالب» اه/ المعارف. طبع دار المعارف.

(3)

و «نضلة بن هاشم» قال عنه «محمد بن حبيب البغدادي» في (المنمق في أخبار قريش) ص 400 تحت عنوان [أبناء الحبشيات من قريش] «

نضلة بن هاشم: «أمه «صهال» . وقال محقق المنمق- خورشيد أحمد فارق- في الحاشية رقم: 3 من ص 400: «وفي-

ص: 41

و «أبو صيفي «1» » .

وبناته: «الشفاء «2» » و «خالدة «3» » و «رقية» و «ضعيفة» و «حية «4» » .

- نسب قريش ص 16

أم نضلة بن هاشم «أميمة بنت أدّ القضاعية» اه: حاشية رقم: 3.

(1)

و «أبو صيفي» ترجم له الإمام/ ابن حبيب في [المنمق

ص 402 تحت عنوان أبناء اليهوديات من قريش] فقال: «وأبو صيفي بن هاشم بن عبد مناف أمه: من أهل «خيبر» . اه: المنمق. وقال ابن حزم في (جمهرة أنساب العرب) ص 14: «

و «أبو صيفي» و «أسد» بنو هاشم بن عبد مناف انقرضت أعقابهم. وكان منهم «عمرو بن أبي صيفي» الذي أعتق «شارة» التي حملت كتاب «حاطب بن أبي بلتعة» إلى قريش، ينذرهم بغزو النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح لمكة، فاتبعها «علي» و «الزبير» فأدركاها، وأخذا الكتاب منها» . اه: الجمهرة.

(2)

و «الشفاء» ذكرها «محمد بن حبيب» في كتابه (المنمق) ص 171 تحت عنوان- ذكر ما هاج الفجار الرابع، وهو فجار البرّاض- فقال:«وعلى بني هاشم: الزبير بن عبد المطلب، ومعه النبي صلى الله عليه وسلم والعباس بن عبد المطلب- رضي الله عنه ومعهم: بنو المطلب عليهم «يزيد بن هاشم، وأمه «الشفاء بنت هاشم بن عبد مناف» اه: المنمق.

(3)

و «خالدة» و «ضعيفة» ذكرهما الإمام/ ابن قتيبة في كتابه (المعارف) ص 112 تحت عنوان تسمية من خلف على امرأة أبيه، فقال: «

وكانت «واقدة» من بني مازن بن صعصعة، عند «عبد مناف» فولدت له:«نوفلا» و «أبا عمرو» فهلك عنها، وخلف عليها ابنه «هاشم بن عبد مناف» ، فولدت له:«خالدة» ، و «ضعيفة» . اه: المعارف. للإمام: ابن قتيبة. وقال الإمام ابن حزم الأندلسي في (جمهرة أنساب العرب) ص 14: «

وأم نوفل «واقدة» من بني مازن

السلمية، كانت زوجا ل «عبد مناف» ، وبعد موته خلف عليها ابنه «هاشم......» وكانت العرب تسمي هذا النكاح نكاح المقت، فولت له «خالدة» و «ضعيفة» اه. الجمهرة، وانظر:(المنمق) لابن حبيب ص 48 (قصة زهرة، وأمية) .

(4)

وحول «رقية» قال ابن هشام في (السيرة النبوية)(1/ 130) تحت عنوان: أولاد هاشم وأمهاتهم:

فولد هاشم بن عبد مناف أربعة نفر، وخمس نسوة

فأم «عبد المطلب» ، و «رقية» : «سلمى بنت عمرو

إلخ» . و «أم أسد» «قيلة

» ، و «أم خالدة» و «ضعيفة» : و «واقدة»

إلخ» اه: السيرة النبوية لابن هشام. وقال الإمام السهيلي في (الروض الأنف)(1/ 130) : «أم حية: وذكر ابن إسحاق، أن أم حية بنت هاشم، وأم أبي صيفي: هند بنت عمرو بن ثعلبة، والمعروف عند أهل النسب أن أم حية: «جحل بنت حبيب بن الحارث بن مالك بن حطيط الثقفية» . و «حية بنت هاشم» كانت تحت «الأجحم بن دندنة الخزاعي» ولدت له: «أسيدا» و «فاطمة بنت الأجحم» التي تقول:

قد كنت لي جبلا ألوذ به

فتركتني أضحى بأجرد ضاح

اه: الروض.

ص: 42

(ابن عبد مناف «1» ) واسمه «المغيرة «2» » ، وكنيته «أبو عبد شمس «3» » .

وأمه «حبى بنت حليل الخزاعية «4» » . وكان يقال له: قمر البطحاء، وهو صاحب الرياسة في قريش وسنام «5» الشرف/ وهو في عمود النسب الكريم، وإياه عنى القائل

(1)(ابن عبد مناف) و «مناف» - صنم-، مشتق من: ناف ينوف، وأناف ينيف، إذا ارتفع وعلا

» اه: الاشتقاق لابن دريد (1/ 16) . وقال السهيلي في (الروض الأنف)(1/ 8) : «وكانت أمه حبى.. قد أخدمته «مناة» ، وكان «صنما» عظيما لهم وكان سمي به «عبد مناة» ، ثم نظر «قصي» فرآه يوافق «عبد مناة بن كنانة» فحوله «عبد مناف» . «وذكره البرقي، والزبير أيضا

» . اه: الروض الأنف.

(2)

قوله: «واسمه المغيرة» : منقول من الوصف، والهاء فيه للمبالغة، أي:«أنه مغير على الأعداء، أو مغير من أغار الجبل إذا أحكمه، ودخلته الهاء كما دخلت في «علامة» - أي للمبالغة-

إلخ» اه: الروض الأنف للسهيلي (1/ 7، 8) بتصرف.

(3)

«كنيته» أبو عبد شمس، كنى باسم أحد أولاده، كما سيأتي- إن شاء الله تعالى. وانظر:(الكامل في التاريخ) للإمام ابن الأثير (1/ 555) .

(4)

و «حبى» قال عنها الإمام ابن إسحاق كما في (السيرة النبوية) لابن هشام (1/ 114) : و «حبى أم عبد مناف هي حبى بنت حليل بن حبشية بن سلول من خزاعة» . و «خزاعة» قال عنه، ابن إسحاق: وخزاعة تقول: نحن بنو عمرو بن عامر. وقال ابن هشام: وتقول خزاعة: نحن بنو عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر

إلخ. وخزاعة التي تنسب إليها «حبى» سميت بذلك؛ لأنهم تخزعوا من ولد «عمرو بن عامر» حين أقبلوا من اليمن يريدون الشام، فنزلوا، ب «مر الظهران» فأقاموا بها. قال عوف بن أيوب الأنصاري

من الخزرج في الإسلام:

لما هبطنا بطن مر تخزعت

خزاعة منا في خيول كراكر

حمت كل واد من تهامة واحتمت

بصم القنا والمرهفات البواتر

و «أبو خزاعة» : «عمرو بن ربيعة: هو أول من بحر البحيرة، وسيب السائبة، ووصل الوصيلة، وحمى الحامي» . و «بنو حليل» و «بنو حبشية» من بني «عمرو بن ربيعة» . اه: السيرة النبوية للإمام/ ابن هشام. وانظر: الاشتقاق للإمام/ ابن دريد 1، 2/ 37، 38، 468، 469. و «عبد مناف» كان يلقب «قمر البطحاء» ذكر ذلك الإمام/ الطبري في تاريخه (2/ 254) . وانظر:(تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التاريخ والسير) للإمام ابن الجوزي، ص 10، 11.

(5)

و «السنام» : العلو، والمراد: علو مكانته وشرفه بين قومه.

ص: 43

بقوله:

كانت قريش بيضة فتفلقت

فالمح «1» خالصه لعبد مناف «2»

أولاده أربعة:

«هاشم» وهو عمود النسب الشريف، و «المطلب» ، و «عبد شمس» و «نوفل» «3» وأم الجميع- عدا- «نوفل» «عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان السلمية» «4» .

و «أم نوفل «5» » «واقدة بنت أبي عدي من بني مازن بن صعصعة» .

(1) و «المخ» : - بالخاء المعجمة- و «المح» - بالحاء المهملة-: خالص كل شيء. وعليه يصح أن تقول:......*** فالمح خالصه......

(2)

وبيت الشعر من قصيدة ل «عبد الله بن الزبعري» ذكره الإمام السهيلي في (الروض الأنف)(1/ 61)، وجاء بعده:

الخالطين فقيرهم بغنيهم

والظاعنين لرحلة الأضياف

والرائشين وليس يوجد رائش

والقائلين: هلم للأضياف

اه: الروض الأنف للإمام السهيلي بحاشية (السيرة النبوية) لابن هشام. وانظر: الاكتفا في مغازي المصطفى

للإمام الكلاعي (1/ 33) .

(3)

عن أولاد «عبد مناف» الأربعة: قال الإمام السهيلي في (الروض الأنف) بحاشية السيرة النبوية (1/ 163) قال: وكان أول بني (عبد مناف) هلكا «هاشم» توفي ب «غزوة» من أرض الشام، ثم «عبد شمس» الذي كان يكنى به مات ب «مكة» ، ثم «المطلب» مات ب «ردمان» من أرض اليمن، ثم «نوفلا» مات ب «سلمان» من ناحية «العراق» اه: الروض الأنف. بتصرف. وانظر: الكامل في التاريخ للإمام/ ابن الأثير (1/ 554) .

(4)

و «عاتكة بنت مرة» : «أم هاشم» ، و «المطلب» ، و «عبد شمس» مشتق من قولهم: عتكت القوس، إذا احمرت بالطيب من القدم، وعتكت المرأة بالطيب إذا تضمخت به حتى يحمر جلدها

» اه: (الاشتقاق) للإمام ابن دريد (1/ 37) تحت عنوان (أم هاشم عاتكة

إحدى بني سليم) . وانظر: (الكامل في التاريخ) للإمام/ ابن الأثير (1/ 553) .

(5)

و «أم نوفل» «واقدة

» ، وهي أم خالدة، وقد تقدم الحديث عنها. وانظر:(المعارف) للإمام ابن قتيبة (1/ 112) . وانظر: (الكامل في التاريخ) للإمام ابن الأثير (1/ 553) . وانظر: (جمهرة أنساب العرب) للإمام/ ابن حزم ص 14.

ص: 44

(ابن قصيّ «1» ) - بضم القاف وفتح الصاد المهملة- واسمه «زيد» .

وقيل: «مجمّع «2» » - بكسر الميم الثانية المشددة-. وقيل: «يزيد «3» » .

(1) و «قصي» تصغير: قاص- تصغير ترخيم-، والنسبة إليه «قصوى»

واسمه «زيد»

إلخ» اه: الاشتقاق. للإمام/ ابن دريد (1/ 19- 20) . وقال ابن الأثير في (الكامل في التاريخ)(1/ 555- 556) : «

قصي واسمه «زيد» وكنيته «أبو المغيرة» ؛ وإنما قيل له قصي؛ لأن ربيعة بن حرام بن ضبة

«تزوج أمه «فاطمة ابنة سعد ابن سيل» ونقلها إلى «عذرة» من مشارف الشام، وحملت معها «قصيا» لصغره

فولدت أمه «فاطمة» ل «ربيعة بن حرام» : رزاح بن ربيعة «فهو أخو «قصي» لأمه

وكان «قصي» ينتمي ل «ربيعة» إلى أن كبر، وكان بينه وبين رجل من قضاعة شيء، فعيره القضاعي بالغربة، فرجع «قصي» إلى أمه وسألها عما قال القضاعي، فقالت له: يا بني أنت أكرم منه نفسا وأبا، أنت «ابن كلاب بن مرة» ، وقومك ب «مكة» عند البيت الحرام، فصبر حتى دخل الشهر الحرام، وخرج مع حاج قضاعة حتى قدم مكة، وأقام مع أخيه «زهرة» ثم خطب إلى «حليل بن حبشية الخزاعي» ابنته «حبى» فزوجه، فولدت أولاده: «عبد الدار

إلخ» اه: الكامل في التاريخ.

(2)

وقيل: اسمه «مجمع» قال ابن إسحاق (السيرة النبوية) لابن هشام (1/ 248- 249) : «

فكان قصي أول بني كعب بن لؤي أصاب ملكا أطاع له به قومه، فكانت إليه: الحجابة، والسقاية، والرفادة، والندوة، واللواء، فحاز شرف «مكة» كله، وقطع «مكة» رباعا بين قومه، فأنزل كل قوم من قريش منازلهم من «مكة» التي أصبحوا عليها

فسمته قريش «مجمعا» لما جمع من أمرها، وتيمنت بأمره، فما تنكح امرأة، ولا يتزوج رجل من قريش، وما يتشاورن في أمر نزل بهم، ولا يعقدون لواء لحرب قوم من غيرهم إلا في داره

فكان أمره في قومه من قريش في حياته، ومن بعد موته كالدين المتبع لا يعمل بغيره. واتخذ لنفسه دار الندوة، وجعل بابها إلى مسجد الكعبة، ففيها كانت قريش تقضي أمورها. قال ابن هشام: وقال الشاعر: - حذافة العدوي-:

قصي لعمري كان يدعى مجمعا

به جمع الله القبائل من فهر

اه: السيرة النبوية لابن هشام. وانظر: المنمق

لابن حبيب ص 28- 29. وانظر: تاريخ الطبري للإمام ابن جرير الطبري (2/ 256) . وانظر: (الثقات) للإمام ابن حبان (1/ 28) . وانظر: (الكامل في التاريخ) للإمام ابن الأثير (1/ 556- 557) . وانظر: (الاكتفا في مغازي المصطفى) للإمام الكلاعي 3/ 32.

(3)

وقيل: «اسمه يزيد» حول هذه التسمية قال الحافظ/ مغلطاي بن قليج (ت 763 هـ) في كتابه: (الإشارة إلى سيرة المصطفى

) : «

وقال الشافعي: يريد فيما حكاه الحاكم أبو أحمد

» تحقيق/ محمد نظام الدين الفتيح. طبع دار القلم.

ص: 45

أمه «فاطمة بنت سعد «1» » من أزد «2» السراة «3» .

أولاده أربعة:

«عبد مناف» المتقدم، وفيه العمود والشرف، و «عبد الدار» و «عبد العزى» و «عبد» بلا إضافة. ويقال:«عبد قصي «4» » .

(1) و «أم قصي» : «فاطمة بنت سعد بن سيل» وهو «خير بن حمالة بن عوف بن غنم بن عامر- وهو الجادر- أول من بنى جدار الكعبة- بن عمرو بن جعثمة بن يشكر بن مبشر

ابن مالك بن نصر ابن الأزد

إلخ» اه: المنمق في أخبار قريش للإمام/ ابن حبيب ص 29، 30. وانظر:(الكامل في التاريخ) للإمام/ ابن الأثير (1/ 555) .

(2)

و «الأزد» قال عنه الإمام/ عبد القادر بن عمر البغدادي (ت 1093 هـ) في كتابه (خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب)(2/ 386- 387) : «هو الحارث، وقيل: عبد الله بن كعب بن مالك ابن نصر بن الأزد، قال في الصحاح- (2/ 440) -: «أزد أبو حي من اليمن

وهو بالسين أفصح» . وقال أبو عبيدة وغيره من علماء النسب افترقت الأزد على نحو سبع وعشرين قبيلة:

منهم أزد «السراة» وهو من أقام منهم عند جبل «السراة» ، ولبعض آخر «أزد عمان» - بضم العين المهملة وتخفيف الميم-، وهو بلد على شاطئ البحر، أضيفوا إليه لسكناهم فيه. ولبعض آخر:«أزد أزد «غسان» - وهو اسم ماء بين زبيد..- وهما واديان للأشعريين- فمن شرب منه منهم، سمي: أزد «غسان» - وهم أربع قبائل، ومن لم يشرب منه لا يقال له ذلك. قال حسان بن ثابت:

إما سألت فإنا معشر نجب

الأزد نسبتنا والماء غسان

ومنهم من يقال له: أزد شنوءة، سمى بذلك لشنان وقع بينهم

» اه: خزانة الأدب للإمام البغدادي بتصرف.

(3)

و «السراة» قال عنها ياقوت الحموي في (معجم البلدان)(3/ 203) : «السراة: الأرض والجبال الحاجزة بين «تهامة» واليمن، والمراد بأزد السراة: سراة الأزد، وبها منازل «أزد شنوءة»

إلخ» اه: معجم البلدان.

(4)

عن أولاد عبد مناف قال ابن إسحاق كما في (السيرة النبوية) لابن هشام- مع الروض الأنف- للسهيلي (1/ 129- 142) . «فولد قصي بن كلاب أربعة نفر وامرأتين: «عبد مناف بن قصي» ، و «عبد الدار بن قصي» ، و «عبد العزى بن قصي» ، و «عبد قصي بن قصي» ، و «تخمر بنت قصي» و «برة بنت قصي» ، وأمهم «حبى بنت حليل

إلخ» اه: السيرة النبوية لابن هشام. وقال الإمام محمد بن حبيب في (المنمق في أخبار قريش) ص 32: «

وكان قصي يقول: ولد لي أربعة نفر- ولم يذكر البنتين: تخمر وبرة- فسمى اثنين باسم الالهة: -

ص: 46

وقسّم «1» «قصي» مكارمه بين ولده، فأعطى «عبد مناف» :«السقاية» و «الندوة» .

- «عبد مناة» و «عبد العزى» . وواحد باسم الدار «عبد الدار» ، وواحد بنفس عبد، أو «عبد قصي

» اه: المنمق بتصرف.

(1)

تقسيم «قصي» مكارمه بين أولاده فيه رأيان: الأول: - وهو التقسيم- ذكره الإمام/ الصالحي في (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد)(1/ 276) . شرح أسمائه- صلى الله عليه وسلم قال- رحمه الله تعالى-: - «وقصي أحدث وقود النار بالمزدلفة ليراها من دفع من عرفة، وقسم قصي مكارمه بين أولاده فأعطى «عبد مناف» السقاية والندوة؛ فكانت فيه النبوة، والثروة، وأعطى «عبد الدار» الحجابة، واللواء، وأعطي «عبد العزى» الرفادة والضيافة أيام منى، فكانوا لا يجيزون إلا بأمره. وأعطى «عبد قصي» الثلاثة» اه: سبل الهدى. الاخر: - عدم التقسيم- ذهب إليه ابن إسحاق كما في السيرة النبوية لابن هشام (1/ 152) - وغيره فقال:

فلما كبر قصي ورقّ عظمه، وكان عبد الدار بكره، وكان «عبد مناف» قد شرف في زمان أبيه، وذهب كل مذهب

فقال قصي ل «عبد الدار» أما والله يا بني لألحقنك بالقوم، وإن كانوا قد شرفوا عليك: لا يدخل رجل منهم الكعبة، حتى تكون أنت تفتحها له، ولا يعقد لقريش لواء لحربها إلا أنت بيدك، ولا يشرب أحد بمكة إلا من سقايتك، ولا أحد من أهل الموسم إلا من طعامك، ولا تقطع قريش أمرا من أمورها، إلا في دارك، فأعطاه داره- دار الندوة- التي لا تقضي قريش أمرا من أمورها، إلا فيها، وأعطاه: الحجابة، واللواء، والرفادة» اه: السيرة النبوية لابن هشام مع الروض الأنف. وانظر: (المنمق في أخبار قريش) ص 32، 132 للإمام محمد بن حبيب. وانظر:(الكامل في التاريخ) لابن الأثير (1/ 577) . ويبقى سؤال متى وكيف وزعت هذه المكارم؟ يجيب على هذا التساؤل «ابن إسحاق» كما جاء في (السيرة النبوية) لابن هشام مع الروض الأنف (1/ 153- 154) فيقول: «ثم إن قصي بن كلاب هلك فأقام أمره في قومه، وفي غيرهم بنوه من بعده فاختطوا مكة رباعا بعد الذي كان قطع لقومه بها، فكانوا يقطعونها في قومهم وفي غيرهم من حلفائهم ويبيعونها فأقامت على ذلك قريش معهم ليس بينهم اختلاف ولا تنازع، ثم إن بني عبد مناف بن قصي بن عبد شمس، وهاشما، والمطلب ونوفلا أجمعوا على أن يأخذوا ما بأيدي بني عبد الدار بن قصي، مما كان قصي جعل إلى «عبد الدار» من: الحجابة، واللواء، والسقاية، والرفادة ورأوا أنهم أولى بذلك منهم لشرفهم عليهم وفضلهم في قومهم فتفرقت عند ذلك قريش، فكانت طائفة مع بني «عبد مناف» على رأيهم يرون أنهم أحق به من بني «عبد الدار» لمكانهم في قومهم، وكانت طائفة مع «بني عبد الدار» ، يرون أنه لا ينزع منهم ما كان «قصي» جعل لهم. فكان صاحب أمر بني عبد مناف: عبد شمس بن عبد مناف؛ وذلك أنه أسن بني عبد مناف. -

ص: 47

_________

- وكان صاحب أمر بني عبد الدار: عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار. فكان بنو أسد بن عبد العزى بن قصي، وبنو زهرة بن كلاب، وبنو تيم بن مرة بن كعب، وبنو الحارث بن فهر بن مالك بن النضر، مع بني عبد مناف. وكان بنو مخزوم بن يقظة بن مرة، وبنو سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب، وبنو جمح بن عمرو ابن هصيص بن كعب، وبنو عدي بن كعب، مع بني عبد الدار، وخرجت عامر بن لؤي ومحارب ابن فهر، فلم يكونوا مع واحد من الفريقين، فقعد كل قوم على أمرهم حلفا مؤكدا على أن لا يتخاذلوا، ولا يسلم بعضهم بعضا «ما بل بحر صوفة» فأخرج بنو «عبد مناف» «جفنة مملوءة طيبا- فيزعمون- أن بعض نساء بني عبد مناف أخرجتها لهم، فوضعوها لأحلافهم في المسجد عند الكعبة، ثم غمس القوم أيديهم فيها فتعاقدوا وتعاهدوا وحلفاؤهم، ثم مسحوا الكعبة بأيديهم توكيدا على أنفسهم؛ فسموا المطيبين. وتعاقد «بنو عبد الدار» وتعاهدوا هم وحلفاؤهم عند الكعبة حلفا مؤكدا على أن لا يتخاذلوا، ولا يسلم بعضهم بعضا فسموا الأحلاف. ثم سوند بين القبائل، ولزم بعضها ببعض فعبئت بنو «عبد مناف» ) لبني سهم، وعبئت بنو أسد لبني «عبد الدار، وعبئت «زهرة» لبني جمح، وعبئت بنو تيم لبني مخزوم، وعبئت بنو الحارث بن فهر لبني عدي بن كعب، ثم قالوا لتغن كل قبيلة من أسند إليها. فبينا الناس على ذلك، قد اجتمعوا للحرب؛ إذ تداعوا للصلح، على أن يعطوا بني عبد مناف: السقاية والرفادة، وأن تكون الحجابة واللواء، والندوة لبني عبد الدار، كما كانت، ففعلوا، ورضي كل واحد من الفريقين بذلك، وتحاجز الناس عن الحرب، وثبت كل قوم مع من حالفوا، فلم يزالوا على ذلك حتى جاء الله- تعالى- بالإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ما كان من حلف في الجاهلية؛ فإن الإسلام لم يزده إلا شدة» . حول الحديث انظر: صحيح البخاري كتاب (الكفالة) رقم: (2) والأدب 67. وصحيح مسلم فضائل الصحابة 304. وجامع الترمذي السير 39. والسنن للإمام/ أبي داود 17. وسنن الدارمي، السير 80. ومسند الإمام أحمد/ 1/ 190، 317، 2/ 182، 205، 207، 213، 315، 3/ 112، 281، 4/ 83، 5/ 61. وانظر: مجمع الزوائد للهيثمي كتاب البر (ما كان من حلف في الجاهلية)(8/ 173، 271) ، (3/ 492) ، (4/ 137، 336) . وانظر: (الجامع الكبير) للسيوطي- قوله: (1/ 209.] . اه: السيرة النبوية لابن هشام: -

ص: 48

وأعطى «عبد الدار» : «الحجابة «1» » و «اللواء» .

وأعطى «عبد العزى» : «الرفادة «2» » ، وهي «الضيافة» أيام «منى» ، ثم مات «قصي» ب «مكة» ودفن/ بالحجون «3» فتدافنت الناس بالحجون.

(ابن كلاب «4» ) - بوزن كتاب- اسمه «المهذب «5» » ، وقيل:

- (1/ 153- 154) بتصرف وزيادة عزو الحديث. وانظر: (المنمق في أخبار قريش) لابن حبيب ص 33، 189، 190. وانظر:(الكامل في التاريخ) للإمام/ ابن الأثير (1/ 557- 558) .

(1)

المراد ب «الحجابة» : «حجابة الكعبة، فهي في ولد «عبد الدار» إلى الان، وهم بنو شيبة بن عثمان ابن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار» اه: الكامل في التاريخ للإمام/ ابن الأثير (1/ 557) .

(2)

و «الرفادة» ذكرها ابن هشام في (السيرة النبوية)(1/ 152) فقال: «

وكانت الرفادة خرجا تخرجه قريش في كل موسم من أموالها إلى «قصيّ بن كلاب» ، فيصنع به طعاما للحاج، فيأكله من لم يكن له سعة ولا زاد، وذلك أن قصيا فرضه على قريش؛ فقال لهم حين أمرهم به: يا معشر قريش إنكم جيران الله، وأهل بيته، وأهل الحرم، وإن الحاجّ ضيف الله وزوار بيته، وهم أحق الضيف بالكرامة، فاجعلوا لهم طعاما وشرابا أيام الحج، حتى يصدروا عنكم فكانوا يخرجون ذلك كل عام من أموالهم خرجا، فيدفعونه إليه فيصنعه عاما للناس أيام منى، فجرى ذلك من أمره في الجاهلية على قومه حتى قام الإسلام، ثم جرى في الإسلام إلى يومنا هذا، فهو الطعام الذي يصنعه السلطان كل عام ب «منى» حتى ينقضي الحج» اه: السيرة النبوة للإمام ابن هشام. وانظر: (الكامل في التاريخ) للإمام/ ابن الأثير (1/ 557) .

(3)

عن دفن «قصي» ب «الحجون» انظر: (الطبقات) للإمام/ محمد بن سعد (1/ 72) . وانظر: (الكامل في التاريخ) للإمام/ ابن الأثير (1/ 558) . و «الحجون» - آخره نون- قيل: جبل بأعلى مكة. وقيل: مكان من البيت، وقال مضاض بن عمرو:

كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا

أنيس ولم يسمر بمكة سامر

اه: معجم البلدان للإمام/ ياقوت الحموي (2/ 225) .

(4)

وعن «كلاب» قال ابن دريد في (الاشتقاق)(1/ 20) : مصدر كالبته مكالبة وكلابا. فهو منقول: «إما من المصدر الذي هو معنى المكالبة، نحو كالبت العدو مكالبة وكلابا، وإما من الكلاب جمع كلب؛ لأنهم يريدون الكثرة كما سموا بسباع، وأنمار

» اه: الاشتقاق. وانظر: الروض الأنف للإمام/ السهيلي (1/ 8) .

(5)

و «المهذب» ذكره الإمام/ ابن سعد في (الطبقات) - ذكر قصي بن كلاب (1/ 73) ذكره-

ص: 49

«حكيم» «1» ، وقيل:«عروة» ، أمه:«هند «2» » ، وقيل:«نعم «3» - كرمح- بنت سرير- كزبير- من كنانة «4» ، وكان محبا للعبيد مولعا بالكلاب له منها شيء كثير؛ فكان إذا مر بكلاب، على قوم قالوا: هذه كلاب «ابن مرة» . فصار لقبا له، وكثيرا ما يقع في أسمائهم:«كلب» و «ذئب» ونحو ذلك «5» .

- في أبيات قالتها «تخمر بنت قصي» ترثي أباها:

طرق النعي بعيد نوم الهجد

فنعى قصيا ذا الندى والسودد

فنعى «المهذب» من لؤي كلها

فانهل دمعي كالجمان المفرد

اه: الطبقات لابن سعد. وذكره الإمام ابن حبان البستي (ت 354 هـ) في (الثقات)(1/ 22) - ذكر نسب سيد ولد آدم

إلخ فقال: «واسم قصي زيد بن كلاب، وهو المهذب» اه: الثقات لابن حبان. وانظر: سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1/ 276) - شرح أسمائه صلى الله عليه وسلم للإمام الصالحي.

(1)

وذكره باسم: «حكيم» أو «الحكيم» بأل، وقيل:«عروة» ابن حبان في «الثقات» / 22» . وانظر: أيضا المراجع الاتية: أ- (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) للصالي (1/ 276) - شرح أسمائه صلى الله عليه وسلم. ب- (الإشارة) للإمام مغلطاي بن قليج في ص 51. ج- (المواهب اللدنية) للإمام القسطلاني مع شرحها للإمام الزرقاني (1/ 74) .

(2)

و «هند» مشتق من قولهم: هندت تهنيدا: إذا لاينته ولاطفته. وتجمع هند «هنودا. وهنيدة: المائة من الإبل

» اه: (الاشتقاق) لابن دريد (1/ 40) . وقال ابن حبان في (الثقات)(1/ 28) : «وأم كلاب بن مرة ويقظة ابني مرة» اه: الثقات.

(3)

ذكرها باسم «نعيم» الإمام/ ابن قتيبة في المعارف ص 130 فقال: «وأم كلاب: نعيم بنت سرير ابن ثعلبة

» اه: المعارف. وانظر: تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التاريخ، والسير للإمام: ابن الجوزي ص 11.

(4)

و «كنانة» المراد به «كنانة بن خزيمة بن مدركة

إلخ» اه: الاشتقاق (1/ 27- 28) . وانظر: (المنمق في أخبار قريش) للإمام: محمد بن حبيب ص 20. وانظر: (جمهرة أنساب العرب) للإمام: ابن حزم ص 11.

(5)

حول ما يقع في أسمائهم من نحو «كلب

إلخ» انظر: (الروض الأنف) للإمام: السهيلي (1/ 8) .

ص: 50

وقيل لأبي الدقيش «1» الأعرابي: لم تسمون أبناءكم بشرّ الأسماء نحو «كلب» و «ذيب» *؟! وعبيدكم بأحب الأسماء نحو «مرزوق» و «رباح» ؟!.

قال: إنما نسمي أبناءنا للأعداء، وعبيدنا لأنفسنا.

وكان له من الذكور اثنان:

«قصي» المتقدم، و «زهرة «2» » - بضم الزاي- وبه كان يكنى، وهو جد النبي صلى الله عليه وسلم من قبل أمه «3» .

(ابن مرة «4» ) بضم الميم وتشديد الراء- وكنيته: «أبو يقظة» «5» .

(1) حول «أبي الدقيش» قال الأستاذ: عبد السلام هارون- رحمه الله في ص 60 من كتاب (الاشتقاق) لابن دريد حاشية رقم (1) : «أبو الدقيش- ذكره ابن النديم في الفهرست (70 مصر 47 ليبسك) - من الأعراب الفصحاء الذين روى عنهم العلماء، وسماه: أبا الدقيش الغنوي. وفي اللسان: قال أبو زيد: دخلت على «أبي الدقيش الأعرابي، وهو مريض، فقلت له: كيف تجدك يا أبا الدقيش؟ قال: أجد ما لا أشتهي، وأشتهي ما لا أجد، وأنا في زمان سوء، زمان من وجد لم يجد، ومن جاد لم يجد» اه: حاشية رقم: 1 من الاشتقاق. وحول الحوار، انظر: ص 60 من الاشتقاق لترى الحوار الذي دار بين «الخليل بن أحمد» ، وبين «أبي الدقيش» .

(*) و «ذيب» هو «ذئب» أدخل عليه التسهيل وهو قلب الهمزة ياء، وهو لغة قريش.

(2)

«زهرة» على وزن (فعلة) - بضم الفاء وإسكان العين- مشتق من الزهر- يعني- زهر الأرض، وما أشبهه

وأما الزهرة بوزن (فعلة) - بضم الزاي المشددة، وفتح الهاء- فالمراد بها النجم الذي في السماء، ومن قال فيه «الزهرة» - بإسكان الهاء- فقد أخطأ

إلخ» اه (الاشتقاق) للإمام/ ابن دريد (1/ 33) بتصرف. وانظر: كتاب (الجوهرة في نسب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه العشرة) للإمام/ محمد بن أبي بكر التلمساني. تحقيق د/ محمد التونجي. منشورات دار الرفاعي السعودية. الرياض.

(3)

قوله: «من قبل أمه» وعليه فالرسول صلى الله عليه وسلم يلتقي مع أمه في النسب في الجد الخامس، وهو «زهرة» .

(4)

وعن مرة قال الإمام السهيلي في (الروض الأنف) بحاشية السيرة النبوية لابن هشام (1/ 80) . «ومرة منقول من وصف الحنظلة والعلقمة

وكثير ما يسمون ب «حنظلة

» ويجوز أن تكون للمبالغة؛ فيكون منقولا من وصف الرجل بالمرارة، ويقوى هذا قولهم: تيم بن مر، وأحسبه من المسمين بالنبات؛ لأن أبا حنيفة ذكر: أن: المرة بقلة تقلع فتؤكل بالخل والزيت يشبه ورقها الهندباء» اه: الروض الأنف. وانظر: الاشتقاق لابن دريد (1/ 22) .

(5)

و «أبو يقظة» مشتق من التيقظ من قولهم: رجل يقظان، حسن اليقظة، وامرأة يقظى، ومنه ما أنشده: قيس بن الخطيم:

ما تمنعني يقظى فقد تؤتينه

في النوم غير مصرد محسوب

-

ص: 51

وأمه: «مخشية بنت شيبان بن محار بن فهر «1» » .

أولاده ثلاثة: «كلاب» المتقدم، و «تيم» و «يقظة» المكنى به.

(ابن كعب «2» وكنيته) :.............

- ويروي ل «عمر بن عبد العزيز» :

ومن الناس من يعيش شقيا

خيفة الليل غافل اليقظة

اه: الاشتقاق للإمام ابن دريد (1/ 34) . و «يقظة» تأتي بفتح القاف، وإسكانها كما في الروض الأنف. و «أم يقظة» البارقية: امرأة من بارق من الأسد من اليمن، ويقال: هي أم «تيم» . ويقال: تيم هند بنت سرير أم كلاب اه: الروض الأنف للإمام السهيلي.

(1)

ذكرها باسم «مخشية» : الإمام: ابن حبان في كتاب (الثقات)(1/ 29) . وذكرها باسم «وحشية» كل من: أ- الإمام محمد بن إسحاق كما في (السيرة النبوية) للإمام: ابن هشام (1/ 127) . ب- الإمام/ محمد بن قتيبة في كتابه (المعارف) ص 130. ج- الإمام/ ابن حبان في (الثقات) (1/ 29) . و «وحشية» منسوبة إلى الوحش كما في (الاشتقاق) للإمام/ ابن دريد 1/ 41. وانظر: (تلقيح فهوم أهل الأثر

) للإمام/ ابن الجوزي ص 11. وانظر: (الكامل في التاريخ) للإمام/ ابن الأثير (1/ 559) .

(2)

(ابن كعب) مشتق من شيئين: «إما من كعب الإنسان والدابة، أو كعب القناة

وسميت الكعبة لتربيعها

إلخ» اه: الاشتقاق لابن دريد (1/ 24) . بتصرف. وقال السهيلي في (الروض الأنف) 1/ 8، 9: أو من كعب القدم، وهو عندي أشبه لقولهم: ثبت ثبوت الكعب. وجاء في خبر ابن الزبير: أنه كان يصلي عند الكعبة يوم قتل، وحجارة المنجنيق تمر بأذنيه، وهو لا يلتفت؛ لأنه كعب راتب. و «كعب بن لؤي» هذا أول من جمع يوم العروبة، ولم تسم العروبة الجمعة إلا مذ جاء الإسلام في قول بعضهم. وقيل: هو أول من سماها «الجمعة» فكانت قريش تجتمع إليه في هذا اليوم فيخطبهم، ويذكرهم بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم ويعلمهم أنه من ولده، ويأمرهم باتباعه والإيمان به، وينشد في هذا أبياتا منها قوله:

يا ليتني شاهد فحواء دعوته

إذا قريش تبغي الحق خذلانا

وقد ذكر الماوردي هذا الخبر، عن كعب في كتاب (الأحكام) له اه: الروض الأنف. -

ص: 52

«أبو هصيص*» مصغرا.

وأمه: «ماوية «1» بنت كعب بن القين «2» «القضاعية» «3» / وقيل: «سلمى بنت محارب الفهرية» ، وكان عظيم القدر عند العرب، ولهذا أرخوا بموته إلى أن كان عام الفيل

- وانظر: (الكامل في التاريخ) للإمام: ابن الأثير (1/ 559) . وانظر: (المواهب اللدنية) للقسطلاني، و (شرحها) للزرقاني (1/ 74) . وقال الصالحي في (سبل الهدى والرشاد)(1/ 279) . وكان بين موته، ومبعث النبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة وستون سنة رواه أبو نعيم وغيره. وهو أول من قال:(أما بعد) في أحد الأقوال «اه: سبل الهدى والرشاد.

(*) و «هصيص» : قال عنه الخليل بن أحمد في كتابه (العين)(3/ 344) : «الهص: شدة القبض، والغمز، تقول: هصه، وهصهصه في المد والترجيع، وهصيص اسم أبي حي من قريش» اه: العين، وسيذكر المؤلف هذا المعنى فيما يأتي- إن شاء الله تعالى-. ولمعرفة المزيد عنه انظر المراجع الاتية: أ- غريب الحديث للإمام الحربي (3/ 345) . ب- (الروض الأنف) للإمام/ السهيلي (1/ 127: ج- (الكامل في التاريخ) للإمام/ ابن الأثير (1/ 559) . د- (القاموس المحيط) للفيروز أبادي: هصص.

(1)

و «الماوية»

«زعموا المرآة، ويمكن أن يكون اشتقاقها من أويت له: أي: رحمته ورققت له، أو تكون منسوبة إلى الماء، وهو الوجه- إن شاء الله-

» اه: الاشتقاق لابن دريد (1/ 40- 41) . وذكرها باسم «ماوية» كل من: أ- الإمام/ محمد بن إسحاق كما في (السيرة النبوية) لابن هشام (1/ 119- 120) . ب- الإمام/ محمد بن حبيب في كتابه (المنمق في أخبار قريش) ص 349. ج- الإمام/ ابن دريد في (الاشتقاق) (1/ 40) . د- الإمام/ محمد بن حبان في (الثقات)(1/ 49) . هـ- الإمام/ ابن الأثير في (الكامل في التاريخ)(1/ 559)، وذكرها باسم «ماوية» ولعله من أخطاء الطبع. وذكرها باسم «سلمى» الإمام: ابن قتيبة في (المعارف) ص 130. وانظر: (تلقيح فهوم أهل الأثر)

لابن الجوزي ص 11.

(2)

و «القين» هو «القين بن جسر» واسمه: «النعمان» . الاشتقاق لابن دريد (2/ 452) .

(3)

و «القضاعية» نسبة إلى قضاعة، قال ابن حزم في (جمهرة أنساب العرب) ص 8: هو مختلف فيه: فقيل: «قضاعة بن معد بن عدنان.

ص: 53

فأرخوا به، ثم أرخوا بموت «عبد المطلب «1» » .

أولاده الذكور ثلاثة:

«مرة» المتقدم، و «هصيص «2» » المكنى به، وهو تصغير «هص» : وهو القبض بالأصابع و «عدي «3» » .

(ابن لؤي «4» ) - بضم اللام وهمز الواو- أمه: «وحشية بنت مدلج «5» » من كنانة.

- وقوم يقولون: هو «قضاعة بن مالك بن حمير» . و «قضاعة» : مشتق من شيئين: إما من قولهم: انقضع الرجل عن أهله إذا بعد عنه. أو من قولهم: «تقضع بطنه إذا أوجعه، أو وجد في جوفه وجعا» اه: الاشتقاق (1/ 536) .

(1)

عن مكانة «كلب» وقدره عند العرب والتأريخ بموته انظر: أ- الكامل في التاريخ، للإمام/ ابن الأثير (1/ 560) . ب- المواهب اللدنية للقسطلاني مع شرحها للزرقاني (1/ 74) .

(2)

انظر: ما ذكرناه سابقا حول «هصيص» .

(3)

وعن «عدي» قال ابن إسحاق كما في السيرة النبوية لابن هشام (1/ 127) : «فولد كعب بن لؤي ثلاثة نفر: «مرة» و «عدي» و «هصيص بن كعب» ، وأمهم: «وحشية بنت شيبان

» اه/ السيرة النبوية لابن هشام. وقال ابن حزم في [جمهرة أنساب العرب (1/ 13، 150، 159) : «وأما كعب بن لؤي فولد: «مرة» ، وفيه العدد، والشرف، و «عدي» و «هصيص» . وولد «هصيص» :«عمرو» فولد «عمرو» : «جمح» واسمه: «تيم» ، ومنه «ابو بكر الصديق» رضي الله عنه. و «سهم» واسمه:«زيد» أمهما» الألوف بنت عدي بن كعب» . وقال أيضا: وولد «عدي بن كعب» - ومنه عمر بن الخطاب- «رزاح» - بفتح الراء والزاي- و «عويج» اه: جمهرة أنساب العرب. وانظر: (المعارف) للإمام: ابن قتيبة ص 69.

(4)

و «لؤي» : مشتق من أشياء: إما تصغير لواء الجيش، وهو ممدود. أو تصغير (لوي) - بكسر اللام وفتح الواو- يعني- الرمل، وهو مقصور. أو تصغير (لأي) تقديره «لعي» وهو الثور

وهو مقصور مهموز، و «اللوى» : «اعوجاج في ظهر القوس

إلخ» اه: الاشتقاق لابن دريد (1/ 24) . وانظر: الروض الأنف بحاشية السيرة النبوية لابن هشام (1/ 8) . وانظر: الكامل في التاريخ للإمام ابن الأثير (1/ 559) .

(5)

حول «وحشية» انظر: ما ذكرناه سابقا حولها، وهي من «الوحش» كما قال ابن قتيبة في (المعارف) ص 130.

ص: 54

وقيل: «سلمى بنت عمرو الخزاعي «1» » «عاتكة بنت يخلد بن النضر «2» » .

أولاده الذكور: «كعب» المتقدم، و «عامر» وهذان الصريحان»

، والباقون مختلف في نسبهم إلى «لؤي» ؛ وهم:[ «سامة «4» » و «خزيمة» ، و «سعد» و «جشم» - وهو الحارث-، و «عوف» بنو «لؤي «5» » ] .

(1) ذكرها باسم «سلمى بنت عمرو الخزاعي» كل من: أ- الإمام/ محمد بن إسحاق كما في (السيرة النبوية) لابن هشام (1/ 128) . ب- الإمام/ ابن حبان في (الثقات)(1/ 29)«سلمى بنت عمرو بن عامر بن حارثة بن خزاعة» . و «سلمى» مشتقة من «السلم» ، والسلم ضد الحرب، وهما واحد، وفي التنزيل: وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ [سورة النساء، من الاية: 90] ، وهي على وزن (فعلى)

إلخ اه: الاشتقاق لابن دريد (1/ 34) .

(2)

وذكرها باسم «عاتكة

» الإمام/ ابن الأثير في (الكامل في التاريخ)(1/ 560) : فقال: «

وأم «لؤي» عاتكة ابنة يخلد

بن النضر» وهي أول العواتك اللاتي ولدن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قريش

إلخ» اه: الكامل في التاريخ. وحول «أم لؤي» انظر: المراجع الاتية: 1- (تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التاريخ والسير) للإمام/ ابن الجوزي ص 11. 2- (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) للإمام/ الصالحي (1/ 279) . 3- (المواهب اللدنية) للقسطلاني مع شرحها للزرقاني (1/ 75) .

(3)

عن قوله: «

الصريحان» قال الإمام/ ابن حزم في (جمهرة أنساب العرب)(1/ 12) : «فولد لؤي بن غالب: كعب بن لؤي، وفيه البيت والعدد، وعامر بن لؤي، وهذان الصريحان من ولد «لؤي بن غالب

» اه: الجمهرة.

(4)

«سامة» مأخوذ من حجارة المعدن، وهي الحجارة التي تستخرج من المعادن فيها خطوط ذهب. اه: الاشتقاق للإمام ابن دريد (1/ 109) .

(5)

وعن «سامة» ، و «خزيمة» ، و «سعد» ، و «جشم»

و «عوف» بنو لؤي قال الإمام محمد بن إسحاق في: «السيرة النبوية» لابن هشام (1/ 119) تحت عنوان أولاد لؤي وأمهاتهم: «

فولد لؤي بن غالب أربعة نفر: كعب، وعامر

وسامة، وعوف، فأم كعب وعامر، وسامة: ماوية بنت كعب بن القين

من قضاعة. قال ابن هشام: ويقال: والحارث بن لؤي، وهم:«جشم بن الحارث» في هزان من ربيعة. و «سعد بن لؤي» وهم بنانة: في «شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل» من ربيعة. و «بنانة» حاضنة لهم من بني القين بن جسر بن شيع الله، ويقال: سبع الله بن الأسد بن وبرة بن ثعلبة بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة. ويقال: بنت النمر بن قاسط من ربيعة. -

ص: 55

قال ابن حزم: «وليس هؤلاء ممن يقطع بصحتهم «1» » .

(ابن غالب «2» ) وكنيته: «أبو تيم» ، أمه:.........

- ويقال: بنت جرم بن ربان بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة. و «خزيمة بن لؤي بن غالب» : وهم عائذة في شيبان بن ثعلبة

وأم «بني لؤي» كلهم- إلا عامر بن لؤي-: «ماوية بنت كعب بن القين بن جسر» . وأم عامر بن لؤي: «مخشية بنت شيبان بن محارب بن فهر» ، ويقال: «ليلى بنت شيبان

» إلخ. أمر سامة بن لؤي: قال عنه ابن إسحاق- السيرة النبوية لابن هشام (1/ 120) : «فأما سامة بن لؤي فخرج إلى «عمان» وكان بها، ويزعمون أن عامر بن لؤي أخرجه؛ وذلك أنه كان بينهما شيء، ففقأ «سامة» عين «عامر» ، فأخافه «عامر» ، فخرج إلى عمان. فيزعمون أن «سامة ابن لؤي» بينا هو يسير على ناقته إذ وضعت رأسها ترتع، فأخذت «حية» بمشفرها فهصرتها حتى وقعت الناقة لشقها، ثم نهشت سامة فقتلته، فقال سامة: حين أحس بالموت فيما يزعمون:

عين فابكي لسامة بن لؤي

علقت ما بسامة العلاقه

لا أرى مثل سامة بن لؤي

يوم حلوا به قتيلا لناقه

بلغا عامرا وكعبا رسولا

أن نفسي إليهما مشتاقه

قال ابن هشام: وبلغني أن بعض ولده أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتسب إلى سامة بن لؤي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الشاعر؟» فقال له بعض أصحابه: كأنك يا رسول الله أردت قوله: - يعني- قول سامة:

رب كأس هرقت يا ابن لؤي

حذر الموت لم تكن مهراقه

قال: «أجل» اه: السيرة النبوية لابن هشام. وانظر: كتاب (مختلف القبائل ومؤتلفها) للإمام/ محمد بن حبيب البغدادي ص 25. (أمر عوف بن لؤي) . وانظر: (المعارف) للإمام/ محمد بن قتيبة ص 68. وانظر: (جمهرة أنساب العرب) للإمام/ ابن حزم (1/ 12- 15) . وانظر: (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) للإمام/ الصالحي (1/ 280) .

(1)

قول ابن حزم: «وليس هؤلاء

إلخ» ذكره في كتابه (جمهرة أنساب العرب)(1/ 12) .

(2)

عن «

غالب» قال ابن دريد في الاشتقاق (1/ 25) : «غالب: اسم فاعل من قولهم: غلب يغلب: غلبا، فهو غالب. ومن قال: «الغلب» - بإسكان اللام- فهو لحن

» اه: الاشتقاق. وقال الإمام ابن حزم في (جمهرة أنساب العرب)(1/ 12) :

ص: 56

«ليلى «1» » . وقيل: «سلمى بنت سعد بن هذيل بن مدركة «2» » وله ولدان لا غير: «لؤي» المتقدم. و «تيم بن غالب» المكنى به، ويعرف ب «تيم الأدرم «3» » ؛ لأن إحدى لحييه كان أنقص من الاخر، وكان كاهنا «4» .

(ابن فهر «5» ) - بكسر فسكون- كنيته: «أبو غالب» ،

- «ولد فهر

غالب، وفيه البيت، والعدد- نعني بالبيت- حيث ما ذكرناه: الشرف، وبالعدد الكثرة» اه: الجمهرة.

(1)

ذكرها باسم (ليلى بنت سعد بن هذيل

) كل من: أ- الإمام/ ابن دريد في (الاشتقاق)(1/ 41) فقال: «واشتقاق ليلى فيما ذكر أهل العلم من قولهم: ليلة ليلاء. ورووا: ليلة ليلى- مقصورا-، ولم أسمع هذا عن رجل من علمائنا، وإنما سمعته عن رجل من أهل (بغداد) ، وقد ذكره الخليل ممدودا في حرف اللام» اه: الاشتقاق. ب- الإمام/ ابن الأثير في كتابه (الكامل في التاريخ)(1/ 561) .

(2)

وذكرها باسم: «سلمى بنت هذيل «الإمام/ ابن قتيبة في كتابه (المعارف) ص 130. وذكرها باسم «عاتكة بن يخلد» الإمام/ محمد بن حبان في كتابه (الثقات)(1/ 29) .

(3)

عن «الأدرم» قال ابن دريد في (الاشتقاق)(1/ 107، 234) : «الأدرم: مشتق من أشياء: من قولهم: رجل أدرم، وامرأة درماء، إذا لم يكن لعظامه حجم- مدفون الكعبين-. والدرمان أيضا: ضرب من المشي فيه تقارب خطو، وهي مشية المرأة القصيرة المختالة. ودرمت الأرنب درمانا: مشت مشيا سريعا في قصر خطو- وتيم الأدرم منه أيضا» اه: الاشتقاق. وحول الموضوع انظر: المراجع الاتية: 1- (المعارف) للإمام ابن قتيبة ص 687. 2- (جمهرة أنساب العرب) للإمام ابن حزم (1/ 12) . 3- (الروض الأنف) للإمام السهيلي بحاشية (السيرة النبوية) لابن هشام (1/ 119) .

(4)

حول «تيم الأدرم» يقول الإمام الصالحي في (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد)(1/ 280) : «وفي قريش تيمان: تيم مرة، وتيم الأدرم، وكان كاهنا، وأمه ليلى

إلخ» اه: سبل الهدى.

(5)

«ابن فهر» : اسمه: «قريش» ، ويكنى:«أبا غالب» . و «الفهر» الحجر الأملس، يملأ الكف، أو نحوه، ونقل عن الزهري: أن أمه سمته ب «قريش» . وأبوه: سماه «فهرا» . وقيل: «فهر» لقبه. وقيل: العكس، وهو جماع قريش في قول ابن هشام، وكان رئيس الناس بمكة «اه: من المراجع الاتية:

ص: 57

وأمه «جندلة «1» » - «كحنظلة بنت عامر/ بن الحارث بن مضاض «2» » - بمعجمة- ككتاب وغراب- الجرهمي.

وكان «فهر» رئيس مكة «3» ، وهو المسمى ب «قريش» على ما نسبه البيهقي، والحافظ ابن حجر «4» لأكثر أهل العلم.

- أ- ابن دريد في (الاشتقاق)(1/ 25) . ب- الإمام/ ابن حزم في (جمهرة أنساب العرب)(1/ 12- 15) . ج- الإمام ابن الأثير في كتابه (الكامل في التاريخ)(1/ 561) . هـ- الإمام القسطلاني في كتابه (المواهب اللدنية مع شرحها) للإمام الزرقاني (1/ 77) .

(1)

و «جندلة

أم فهر» ذكرها كل من المصادر والمراجع الاتية: 1- الإمام محمد بن إسحاق كما في (السيرة النبوية) لابن هشام (1/ 118) . 2- الإمام ابن دريد في (الاشتقاق)(1/ 41) . 3- الإمام ابن قتيبة في (المعارف) ص 30. 4- الإمام محمد بن حبان في (الثقات) (1/ 29) . 5- الإمام ابن الأثير في (الكامل في التاريخ)(1/ 561) . 6- الإمام ابن الجوزي في (تلقيح فهوم أهل الأثر

) ص 11. 7- الإمام الصالحي في (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) (1/ 280) .

(2)

و «مضاض» : ترجم له «أبو الفرج الأصبهاني» في كتابه (الأغاني)(15/ 11) فقال: «هو مضاض ابن عمرو بن الحارث الجرهمي، وكان جده زوّج ابنته «رعلة» «إسماعيل بن خليل الرحمن، فولدت له، اثنى عشر رجلا أكبرهم «قيدار» و «نابت»

إلخ» . انظر بقية قصة: «مضاض» في نفس المصدر الصفحات من 12 إلى 20. وانظر أيضا: معجم البلدان لياقوت الحموي (5/ 185) . وانظر: تاج العروس للزبيدي (5/ 87) . وانظر: الأعلام للزركلي (7/ 294) .

(3)

حول رياسة «فهر» ل «مكة» يقول الإمام الماوردي في كتابه (أعلام النبوة) ص 200. «ومن نسبهم إلى «فهر» فلأن «فهرا» في زمانه كان رئيس الناس ب «مكة»

» اه: أعلام النبوة. وانظر: (الكامل في التاريخ» للإمام ابن الأثير (1/ 561) . وانظر: (سبل الهدى والرشاد) للإمام الصالحي (1/ 280) .

(4)

قول ابن حجر ذكره في كتابه (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) كتاب (المناقب)، باب مناقب قريش (6/ 534) فقال:«وهم ولد النضر بن كنانة، وبذلك جزم «أبو عبيدة» أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 72) - ذكر قصي بن كلاب- بلفظ: «النضر بن كنانة» كان يسمى-

ص: 58

وقيل: إن «قريشا» هم ولد «النضر بن كنانة «1» » ، وإليه ذهب «محمد بن إسحاق» و «أبو عبيدة» وغيرهم، وقد قال العراقي في ألفيته:

أما قريش فالأصح فهر

جماعها وقيل: ذاك النضر «2»

أولاد فهر الذكور «3» الذين أعقبوا ثلاثة:

- القرشي

» اه: فتح الباري. وانظر: (الطبقات) لابن سعد (1/ 72) . وانظر: (السيرة النبوية) للإمام ابن كثير (1/ 189) . تحقيق د/ مصطفى عبد الواحد. طبع دار المعرفة.

(1)

ذهب إلى جعل «قريش» هم ولد «النضر» الإمام محمد بن إسحاق، وأبو عبيدة ذكر ذلك الإمام السهيلي في (الروض الأنف) بحاشية (السيرة النبوية) لابن هشام من هو قريش؟ (1/ 115- 117) . وذهب إلى هذا المذهب أيضا الإمام ابن دريد في (الاشتقاق) (1/ 127) فقال: «

ابن النضر، وهو أبو جميع «قريش» فمن لم يكن من ولد النضر فليس بقرشي. وقال:«والنضر» : الذهب بعينه، والنضار: إلخالص من كل شيء، وربما سمى الذهب أيضا نضارا

إلخ» . اه: الاشتقاق. وقال الإمام/ ابن حزم في كتابه (جوامع السيرة) ص 5: «وفهر هذا هو أبو قريش كلها من لم يكن من ولده فلا نسب له في قريش، ومن كان من ولده فهو قرشي» اه: جوامع السيرة.

(2)

بيت الشعر بحثت عنه في (ألفية العراقي) التي بين يدي فلم أعثر عليه فلعله في كتاب آخر من كتبه التي منها «نظم السيرة» . وقال الزرقاني في (شرح المواهب)(1/ 76) : «وذهب آخرون إلى أن أصل قريش «النضر» ، وبه قال الإمام/ الشافعي، وعزاه العراقي للأكثرين. قال النووي: وهو الصحيح المشهور، وأيضا صححه العلائي، وعزاه للمحققين، واحتجوا بحديث الأشعث بن قيس: «قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد كندة؛ فقلت: ألستم منا يا رسول الله؟ قال: لا نحن بنو النضر بن كنانة، رواه ابن ماجه، وابن عبد البر، وأبو نعيم في الرياضة، وزاد قال أشعث: والله لا أسمع أحدا نفي قريشا من النضر بن كنانة إلا جلدته

» اه: شرح المواهب.

(3)

حول أولاد «فهر» انظر المراجع الاتية: 1- (السيرة النبوية) للإمام ابن هشام مع (الروض الأنف) للسهيلي (1/ 118- 119) . 2- (جمهرة أنساب العرب) للإمام ابن حزم الأندلسي (1/ 12) . وانظر: ما ذكرناه سابقا.

ص: 59

«غالب «1» » المتقدم، و «الحارث» ، و «محارب» .

(ابن مالك) ويكنى «أبا الحارث» وأمه «عاتكة «2» » . وقيل: «هند بنت عدوان بن عمرو ابن قيس عيلان «3» » والصريح من ولده هو: «فهر» المتقدم، ولا يصح له عقب من ولد غيره.

(ابن النضر) لقب بالنضر لنضارة وجهه وجماله، منقول من اسم الذهب الأحمر.

واسمه «قيس «4» » وكنيته «أبو يخلد» . وأمه «برة بنت مر بن أد بن طابخة بن إلياس ابن مضر» ، وكان له ولدان:«مالك» المتقدم، و «يخلد» المكنى به.

(ابن كنانة «5» ) - بكسر الكاف وتخفيف النون- يكنى «أبا النضر» .

(1) حول قوله: «فولد غالب

إلخ» . قال الإمام ابن حزم في (جمهرة أنساب العرب)(1/ 12) : «فولد غالب- وفيه البيت والعدد- لؤي بن غالب، وتميم بن غالب، وهو الأدرم، وقيس بن غالب انقرض

إلخ» اه: الجمهرة.

(2)

«عاتكة» تقدم بيان معناها. وقال ابن إسحاق في (السيرة النبوية) لابن هشام مع (الروض الأنف) للإمام/ السهيلي (1/ 117) : «فولد النضر بن كنانة» رجلين: 1- «مالك بن النضر» . 2- و «يخلد بن النضر» . فأم مالك «عاتكة بنت عدوان بن عمرو بن قيس عيلان» ، ولا أدري أهي أم يخلد أم لا» ؟. قال ابن هشام: و «الصلت بن النضر» فيما قال أبو «عمرو المدني» ، وأمهم جميعا «بنت سعد بن ظرب العدواني» وعدوان بن عمر بن قيس

» اه: السيرة النبوية (1/ 117) .

(3)

«أم كنانة» : «عاتكة» هذا قول ابن إسحاق كما تقدم، وكما ذكره الإمام الطبري في تاريخه (2/ 263) . فقال:«أم كنانة» : «عكرشة بنت عدوان» ، وهو الحارث بن عمرو. وقيل: إن عكرشة لقب «عاتكة» بنت عدوان، واسمها «عاتكة» . وقيل: إن أمه «هند

» وكان لمالك أخوان يقال لأحدهما: «يخلد

» والاخر يقال له: «الصلت

» اه: تاريخ الطبري. بتصرف. وقال الإمام ابن حبان في (الثقات)(1/ 30) : «أم كنانة» : «عوانة» ، وقيل:«هند» اه: الثقات.

(4)

حول: «النضر» انظر: (تاريخ الطبري)(2/ 265- 266) .

(5)

وعن «الكنانة» قال ابن دريد في (الاشتقاق)(1/ 28) : «كنانة النبل إذا كانت من أدم- جلد- فهي كنانة، وإن كانت من خشب فهي جفير، وإن كانت من قطعتين مقرونتين فهي قرن- بفتح الراء-

إلخ» اه: الاشتقاق. وحول أم «كنانة» : - عوانة أو هند- انظر: (تاريخ الطبري)(2/ 266) .

ص: 60