المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بالطائف اليوم، فحاصرهم بضعة عشر يوما، وقتل رجلان من المسلمين، - مستعذب الإخبار بأطيب الأخبار

[أبو مدين الفاسى]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة التحقيق

- ‌نماذج من صور المخطوطات

- ‌مقدمة المؤلف

- ‌كنيته صلى الله عليه وسلم

- ‌[النسب الزكي الطاهر]

- ‌فائدة:

- ‌قصة بحيرى الراهب مع أبي طالب

- ‌خطبة أبي طالب عند زواج الرسول ب «خديجة»

- ‌صداق «خديجة» رضي الله عنها

- ‌[أولاده صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين خديجة رضي الله عنهم]

- ‌أولاد فاطمة

- ‌[غزواته صلى الله عليه وسلم

- ‌غزوة ودان

- ‌[غزوة بواط

- ‌[غزوة بدر الأولى- سفوان

- ‌[غزوة بدر الكبرى]

- ‌عدة أصحابه- صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر

- ‌المتخلفون من أصحابه- صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر

- ‌عدد المشركين في غزوة بدر

- ‌[غزوة بني قينقاع*]

- ‌[غزوة السويق]

- ‌[غزوة بني سليم- الكدر

- ‌[غزوة ذي أمر

- ‌[غزوة أحد

- ‌[غزوة بني النضير]

- ‌[غزوة ذات الرقاع]

- ‌[غزوة دومة الجندل]

- ‌[غزوة بني المصطلق

- ‌[غزوة الخندق- الأحزاب

- ‌[غزوة بني قريظة

- ‌[غزوة بني لحيان]

- ‌[غزوة الغابة]

- ‌[عمرة الحديبية*]

- ‌[غزوة خيبر]

- ‌عمرة القضية

- ‌[غزوة مكة]

- ‌[غزوة حنين

- ‌[غزوة الطائف

- ‌[غزوة تبوك]

- ‌فهرس الايات القرآنية

- ‌ثانيا: فهرس الأحاديث النبوية والاثار

- ‌ثالثا: المصادر والمراجع:

- ‌ المخطوطات

- ‌المصادر والمراجع المطبوعة:

- ‌فهرس الموضوعات

الفصل: بالطائف اليوم، فحاصرهم بضعة عشر يوما، وقتل رجلان من المسلمين،

بالطائف اليوم، فحاصرهم بضعة عشر يوما، وقتل رجلان من المسلمين، ولم يؤذن لهم في فتحها ذلك الوقت؛ فأمر «عمر بن الخطاب» «1» فأذن بالرحيل، وانصرف في شوال، حتى أتى «الجعرانة» حيث حبس سبي «هوازن» ، فنزلها، وكان السبي ستة آلاف بين الذراري والنساء، والإبل أربعة ألف بعير، والغنم أكثر من أربعين ألف شاة، وأربعة آلاف أوقية، فقسمها «2» بين المؤلفة قلوبهم، ولم يعط الأنصار شيئا، كما في الصحيح.

[غزوة تبوك]

(فلما أتت لهجرته صلى الله عليه وسلم ثماني سنين، وستة أشهر، وخمسة أيام غزا غزوة تبوك «3» ) ،

(1) عن قوله: «ولم يؤذن لهم في فتحها

إلخ» قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 4/ 150: قال ابن إسحاق: «

أو ما أذن لك فيهم يا رسول الله؟! قال: «لا» . قال: أفلا أؤذن بالرحيل؟ قال: «بلى» . قال: فأذن «عمر» رضي الله عنه بالرحيل

إلخ اه: السيرة النبوية.

(2)

عن سبي «هوزان» انظر «السيرة النبوية» أمر أموال هوازن، وسباياها، وعطايا المؤلفة قلوبهم منها، وإنعام رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها. وانظر:«مغازي الواقدي» 3/ 922- 938. وانظر: «الطبقات» لابن سعد 2/ 108- 113.

(3)

عن «تبوك» قال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» كتاب «المغازي» 8/ 111: «

وتبوك مكان معروف، هو نصف الطريق المدينة إلى دمشق، ويقال بينه وبين المدينة أربع عشرة مرحلة. وذكرها ابن سيده في «المحكم

» في الثلاثي الصحيح، وكلام ابن قتيبة يقتضي أنها من المعتل؛ فإنه قال جاءها النبي صلى الله عليه وسلم، وهم يبكون ماءها بقدح؛ فقال:«ما زلتم تبوكونها» ؛ فسميت حينئذ «تبوك» ، وهو غزوة «العسرة» . وهذا القول مأخوذ من قوله تعالى: الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ [سورة التوبة، من الاية: 117] . وسميت بغزوة «العسرة» لحديث ابن عباس- رضي الله عنهما: «قيل لعمر، حدثنا عن شأن ساعة العسرة، قال: خرجنا إلى «تبوك» في قيظ شديد، فاصابنا عطش» . وفي تفسير «عبد الرزاق» ، عن معمر، عن ابن عقيل، قال:«خرجوا في قلة من الظهر، وفي حر شديد؛ حتى كانوا ينحرون البعير فيشربون ما في كرشه من الماء؛ فكان ذلك عسرة من الماء، وفي الظهر، وفي الأنفقة؛ فسميت «غزوة العسرة» . و «تبوك» المشهور فيها عدم الصرف؛ للعملية والتأنيث، ومن صرفها أراد الموضع، ووقعت تسميتها بذلك في الأحاديث الصحيحة؛ منها حديث مسلم:«إنكم ستأتون غدا، عين تبوك» . وقيل: سميت بذلك لقوله صلى الله عليه وسلم للرجلين اللذين سبقاه إلى العين: «ما زلتما تبوكانها منذ اليوم» . قال ابن قتيبة: «فبذلك سميت عين «تبوك» .

ص: 303

وهو واد معروف بين واد [أي «1» ] القرى والشام، على أربع عشرة مرحلة من المدينة،

- والبوك: كالحفر والنقش

اه» : فتح الباري بتصرف. وانظر: «الروض الأنف» للسهيلي 4/ 195. وقت الغزوة: عن وقت الغزوة: قال ابن سعد في «الطبقات» 2/ 118: «ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجب سنة تسع من مهاجره» اه: الطبقات. وقال الإمام ابن حجر في «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» كتاب «المغزي» 8/ 111: «غزوة تبوك كانت في شهر رجب من سنة تسع، قبل حجة الوداع بلا خلاف، وعند ابن عائذ من حديث ابن عباس أنها كانت بعد «الطائف» ، بستة أشهر؛ وليس مخالفا لقول من قال في رجب؛ إذا حذفنا الكسور- أي: كسور الشهر-؛ لأنه قد دخل المدينة من رجوعه من «الطائف» في ذي الحجة» اه: فتح الباري. سبب الغزوة: عن سببها قال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» كتاب «المغازي» 8/ 111- 112: أخرج ابن سعد، وغيره، قالوا:«بلغ المسلمين من الأنباط الذين يقدمون من الشام إلى المدينة؛ أن الروم جمعت جموعا، وأجلبت معهم «لخم» و «جذام» ، وغيرهم من منتصرة العرب، وجاء مقدمتهم إلى «البلقاء» ، فندب النبي صلى الله عليه وسلم الناس إلى الخروج، وأعلمهم بجهة غزوهم. وروى الطبراني من حديث «عمران بن حصين» قال:«كانت نصارى العرب كتبت إلى «هرقل» : إن هذا الرجل الذي خرج يدعى النبوة هلك، وأصابتهم سنون؛ فهلكت أموالهم، فبعث رجلا من عظمائهم، يقال له:«قباذ» ، وجهز معه أربعين ألفا؛ فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن للناس قوة، وكان «عثمان» رضي الله عنه قد جهز عيرا للشام؛ فقال: يا رسول الله: «هذه مائتا بعير بأقتابها، وأحلاسها، ومائتا أوقية. قال: فسمعته يقول: «لا يضر عثمان ما عمل بعدها»

وذكر «أبو سعيد» في «شرف المصطفى» ، والبيهقي في «دلائل النبوة» من طريق «شهر بن حوشب» ، عن عبد الرحمن بن غنم:«أن اليهود قالوا: يا أبا القاسم إن كنت صادقا فالحق بالشام؛ فإنها أرض المحشر، وأرض الأنبياء فغزا «تبوك» ؛ لا يريد إلا الشام؛ فلما بلغ «تبوك» أنزل الله- تعالى- الايات من سورة «بني إسرائيل» : وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها

الاية [سورة الإسراء، الاية: 76] وإسناده حسن؛ مع كونه مرسلا» اه: فتح الباري.

(1)

ما بين القوسين المعكوفين [ي] ساقط من الأصل، ويقتضيه المقام. و «وادي القرى» : - الحجر- هو ديار «ثمود» التي مرّ بها النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في طريقه إلى غزو الروم. وعن- الحجر- «ديار ثمود» قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 4/ 176: قال ابن إسحاق: «وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مر بالحجر نزلها واسقي الناس من بئرها؛ فلما راحوا قال-

ص: 304

خرج إليها- عليه السلام يوم الخميس في رجب «1» ، واستعمل على المدينة «محمد ابن مسلمة الأنصاري» ، على ما قال ابن هشام «2» .

وكان- عليه السلام قلما خرج في غزوة إلا ورى عنها بغيرها، إلا ما كان من غزوة «تبوك» ، فإنه بينها للناس، وأخبر أنه يريد/ غزو الروم؛ لبعد الشقة، وشدة الزمان؛ ليتهيأوا لذلك، وكان الناس لا قوت لهم، فحض أهل الغنى على النفقة والحملان في سبيل الله، فحمل رجال من أهل الغنى واحتسبوا «3» ، وأرسل- عليه السلام إلى أهل مكة [فأشعرهم «4» ] ، وعسكر على ثنية الوداع «5» ، ثم مضى ولم

- رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تشربوا من مائها شيئا، ولا تتوضئوا منه للصلاة، وما من عجين عجنتموه فاعلفوه الإبل، ولا تأكلوا منه شيئا، ولا يخرجن أحد منكم الليلة، إلا ومعه صاحب له» ففعل الناس ما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن رجلين من «بني ساعدة» خرج أحدهما لحاجته، وخرج الأخر في طلب بعير له، فأما الذي ذهب لحاجته؛ فإنه خنق على مذهبه، وأما الذي ذهب في طلب بعيره فاحتمله الريح حتى طرحته ب «جبل طيئ» ؛ فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:«ألم أنهكم أن يخرج أحد منكم إلا ومعه صاحبه» . ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم للذي أصيب على مذهبه فشفي، وأما الاخر الذي وقع ب «جبل طيئ» فإن «طيئا» أهدته لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة

» . وقال ابن هشام: بلغني، عن الزهري؛ أنه قال:«لما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم ب «الحجر» سجى ثوبه على وجهه، واستحث راحلته، ثم قال:«لا تدخلوا بيوت الذين ظلموا إلا وأنتم باكون؛ خوفا أن يصيبكم مثل ما أصابهم»

اه: السيرة النبوية.

(1)

حول خروجه صلى الله عليه وسلم في رجب انظر ما ذكرناه سابقا تحت رقم: (1) - وقت الغزوة-.

(2)

قول ابن هشام واستعمل على المدينة «محمد بن مسلمة الأنصاري» مذكور في «السيرة النبوية» 4/ 175. وفي نفس المصدر من «السيرة النبوية» ذكر «عبد العزيز بن محمد الراوردي» عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل على المدينة، مخرجه إلى «تبوك» «سباع بن عرفطة» .

(3)

عن حض أهل الغنى على النفقة

إلخ. قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 4/ 174: قال ابن إسحاق: «ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جد في سيره، وأمر الناس بالجهاز والانكماش، وحض أهل الغنى على النفقة والحملان في سبيل الله، فحمل رجال من أهل الغنى واحتسبوا، وانفق «عثمان بن عفان» رضي الله عنه في ذلك نفقة عظيمة، لم ينفق أحد مثلها قال ابن هشام:

إن «عثمان بن عفان أنفق في جيش العسرة، في غزوة «تبوك» ألف دينار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم أرض عن عثمان؛ فإني عنه راض

إلخ» اه: السيرة النبوية.

(4)

ما بين القوسين المعكوفين كلمة لم أستطع قراءتها، وما أثبتناه يقتضيه المقام. و «الإشعار» - يعني الإعلام والإخبار-. قال صاحب القاموس:«وأشعره الأمر، وبه أعلمه» اه: القاموس.

(5)

عن إقامة معسكره صلى الله عليه وسلم على «ثنية الوداع» انظر: «السيرة النبوية» لابن هشام 4/ 175.

ص: 305

يتخلف أحد من أصحابه إلا المنافقين «1» ، ومن عذر الله من الضعفاء «2» ، وتخلف نفر من الصحابة، من غير شك منهم، ولا ريبة في دينهم، وهم:

«كعب بن مالك بن أبي كعب السلمي العقبي» و «مرارة بن الربيع العمري» و «هلال بن أمية الواقفي» ، الأوسيان البدريان.

وفيهم نزلت الاية: وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا «3» .

وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثين ألفا «4» ، وقيل: أكثر حتى انتهى إلى تبوك «5» » ، فأتاه صاحب «أيلة» وهو «يحنة بن رؤبة «6» » ، فصالحه، وأعطاه الجزية.

(1) حول المنافقين قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 4/ 175: قال ابن إسحاق

وضرب عبد الله- يعني ابن أبي رأس المنافقين- على حدة عسكره أسفل منه- أي: أسفل معسكر رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو «ذباب» - اسم جبل في المدينة يقع الان في أول طريق العيون مقابل معسكر الحجاج- وكان فيما يزعمون ليس بأقل العسكرين، «فلما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم تخلف عنه «عبد الله بن أبي» فيمن تخلف من المنافقين وأهل الريب

وخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم «علي بن أبي طالب» على أهله، وأمره بالإقامة فيهم، فأرجف به المنافقون وقالوا: ما خلفه إلا استثقالا له، وتخففا منه

» اه: السيرة النبوية.

(2)

عن تخلف «المعذرين والضعفاء» انظر: أ- «السيرة النبوية» لابن هشام 4/ 1800- أمر الثلاثة الذين خلفوا-. ب- «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» كتاب المغازي 8/ 113- 116. ج- «صحيح مسلم» كتاب التوبة 4/ 212، أرقام: 53، 54، 55. د- كتاب «الزجر بالهجر» للإمام السيوطي بتحقيقنا ص 51- 57، طبع الدار المصرية.

(3)

الاية من سورة التوبة رقم: 118.

(4)

حول جيش «تبوك» قال الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» 5/ 435: «

كان ذلك الجيش زيادة على ثلاثين ألفا» .

(5)

غزوة «تبوك» هي آخر غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعنها قال ابن سعد في «الطبقات» 2/ 121: «

أن النبي- صلى الله عليه وسلم خرج إلى غزوة «تبوك» يوم الخميس، وكانت آخر غزوة غزاها، وكان يستحب أن يخرج يوم الخميس» اه. ت: الطبقات. وعن صلح «يحنة

» قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 4/ 178: قال ابن إسحاق: «ولما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى «تبوك» أتاه «يحنة» صاحب «أيلة» ، فصالح رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعطاه الجزية

» اه: السيرة النبوية.

(6)

في «الكامل في التاريخ» لابن الأثير 2/ 151: «يوحنا رؤية» صاحب «أيلة» . وحول «غزوة تبوك» انظر المصادر والمراجع الاتية:

ص: 306

[حج أبي بكر رضي الله عنه]

(وفى هذه السنة حج أبو بكر- رضي الله عنه بالناس) فخرج من المدينة في ثلاثمائة رجل «1» ، وبعث صلى الله عليه وسلم معه عشرين بدنة، قلدها «2» وأشعرها بيده، وعليها

- 1- «السيرة النبوية» لابن هشام مع «الروض الأنف» 4/ 173- 186. 2- «الطبقات» للإمام ابن سعد 2/ 118- 121. 3- «المغازي» للإمام الواقدي 3/ 989- 1022. 4- «الروض الأنف» للسهيلي 4/ 195- 202. 5- «الدرر

» لابن عبد البر ص 253- 256. 6- «الكامل في التاريخ» لابن الأثير- ذكر غزوة تبوك- 2/ 149- 153. 7- «زاد المعاد

» لابن القيم، بحاشية «المواهب اللدنية» 5/ 58. 8- «تلقيح فهوم أهل الأثر» لابن الجوزي ص 76. 9- «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» لابن حجر «غزوة تبوك- العسرة-» 8/ 110. 10- «الإشارة» للإمام مغلطاي ص 75. 11- «مختصر سيرة الرسول- صلى الله عليه وسلم» للشيخ محمد بن عبد الوهاب ص 172. 12- «الرحيق المختوم» للشيخ صفي الرحمن المباركفوري ص 429- 439.

(1)

عن حج «أبي بكر الصديق» أخرج البخاري في صحيحه- فتح الباري- «المغازي» باب حج أبي بكر بالناس سنة تسع 8/ 82، عن أبي هريرة «أن أبا بكر بعثه في حجة الوداع التي أمره النبي صلى الله عليه وسلم عليها قبل حجة الوداع، يوم النحر، في رهط يؤذن في الناس لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان» . اه: فتح الباري. وعن حج «أبي بكر» قال ابن الأثير في «الكامل» 2/ 160- 161: «وفيها حج أبو بكر» بالناس ومعه عشرون بدنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولنفسه خمس بدنات، وكان في ثلاثمائة رجل فلما كان بذي الجحفة، أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم في أثره «علي بن أبي طالب» ، وأمر بقراءة سورة «براءة» على المشركين، فأدركه ب «العرج» ، وأخذها منه، فعاد «أبو بكر» ، وقال يا رسول الله: بأبي أنت وأمي أنزل في شيء؟! قال: «لا ولكن لا يبلغ عني إلا رجل مني؛ ألا ترضى يا أبا بكر أنك كنت معي في الغار، وصاحبي على الحوض؟» . قال: بلى. فسار «أبو بكر» أميرا على الموسم، فأقام الناس الحج، وحجت العرب الكفار، على عادتهم في الجاهلية، وعليّ يؤذن ب «براءة» ، فنادى يوم الأضحى: «لا يحجن بعد اليوم مشرك، ولا يطوفن بالبيت عريان، ومن كان بينه، وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فأجله إلى مدته

إلخ» . اه: الكامل. وانظر: «المواهب اللدنية مع شرحها» 3/ 91.

(2)

عن تقليد البدن، وجعل

«ناجية عليها

» قال ابن سعد في «الطبقات» 2/ 121: -

ص: 307

«ناجية بن جندب الأسلمي» وساق «أبو بكر» رضي الله عنه خمس «بدنات» ، وعمد إليه صلى الله عليه وسلم أن يخالف المشركين، فيقف ب «عرفة» ، وكانوا لا يقفون ب «جمع «1» » ، ولا يدفع من «عرفة» حتى تغيب الشمس، ويدفع من «جمع» قبل طلوع الشمس، وأمره- عليه السلام أن يؤذن في الناس يوم النحر، ولا يحج هذا العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، (وقرأ عليهم «علي بن أبي طالب» رضي الله عنه سورة براءة «2» ) ؛ وذلك لأن العرب، كان من عادتها «3» أن الرجل المتبوع منهم إذا عقد عقدا، أو عهد عهدا، ألا يحله إلا هو، أو أحد من أهل بيته؛ فلذلك بعث- عليه السلام «عليّا» رضي الله عنه وقيل: لأن سورة «براءة» فيها الثناء على الصديق- رضي الله عنه فأحب أن يكون الثناء على لسان غيره*.

- قالوا: استعمل رسول الله- صلى الله عليه وسلم أبا بكر

عليها، وعليها ناجية بن جندب

إلى اه: الطبقات.

(1)

«جمع» هو يوم عرفة، وأيام جمع: أيام منى. اه: القاموس.

(2)

عن «براءة» قال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» 8/ 314: «هي سورة التوبة، وهي أشهر أسمائها، ولها أسماء أخرى تزيد على العشرة» . اه: فتح الباري. والمراد من «براءة» ليس السورة كلها؛ وإنما المراد من أولها، إلى الاية رقم: 33، وهي هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) على ما رواه الطبري، عن محمد بن كعب، وغيره وعنده عن علي بأربعين آية

إلى اه: شرح الزرقاني على المواهب 3/ 9.

(3)

حول الحكمة في إرسال «على» جاء في «المواهب اللدنية وشرحها» قال: قال العلماء: «والحكمة في إرسال علي، بعد أبي بكر أن عادة العرب جرت بأن لا ينقض العهد إلا من عقده، أو هو من أهل بيته، فأجراهم على عادته، وقيل: لأن «براءة» تضمنت مدح «أبي بكر» ، فأراد أن يسمعوه من غيره

» اه: شرح الزرقاني على المواهب.

(*) حول قوله: «

فأحب أن يكون الثناء

إلخ» انظر: ما ذكرناه في التعليق السابق. وحول حج «أبي بكر» رضي الله عنه انظر المصادر والمراجع الاتية: 1- «السيرة النبوية» لابن هشام 4/ 186. 2- «الطبقات» لابن سعد 2/ 121- 122. 3- «الكامل في التاريخ» لابن الأثير 2/ 160- 161. 4- «زاد المعاد

» لابن القيم 5/ 131. 5- «المواهب اللدنية مع شرحها» للقسطلاني، والزرقاني 3/ 89- 94. 6- «مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم» للشيخ محمد بن عبد الوهاب.

ص: 308

[حجة الوداع]

(فلما أتت لهجرته- عليه السلام تسع سنين وأحد عشر شهرا، وعشرة أيام حج عليه السلام حجة الوداع «1» )، ويقال لها: حجة الإسلام «2» ، وحجة البلاغ «3» ، وحجة الكمال، وحجة التمام وكره «ابن عباس «4» » / رضي الله عنه أن يقال: حجة الوداع،

(1) عن «حجة الوداع

» قال الإمام النووي في «شرح صحيح مسلم» كتاب «الحج» ، باب حجة النبي:«هي الحجة التي أداها النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن مكث بالمدينة تسع سنين، حيث أذن في الناس في السنة العاشرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاج، فقدم المدينة بشر كثير» اه: صحيح مسلم بشرح النووي. وانظر أيضا: «تاريخ الإسلام وطبقات المشاهير والأعلام» للإمام الذهبي- المغازي- ص 583- 591 تحقيق الأستاذ محمد محمود حمدان، طبع دار الكتب الإسلامية، دار الكتاب المصري، دار الكتاب اللبناني. وانظر «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» لابن حجر كتاب «الحج» ، وكتاب «المغازي» باب حجة الوداع وحول «

الوداع» جاء في «المواهب اللدنية وشرحها» 3/ 104، هي بكسر الواو وفتحها- وسميت بذلك؛ لأنه- صلى الله عليه وسلم ودع الناس، وبعد. انتهى. وفي الصحيحين وغيرهما: عن ابن عمر- رضي الله عنهما كنا نتحدث بحجة الوداع، والنبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا، ولا ندري ما حجة الوداع

الحديث. قال الحافظ: كأنه شيء ذكره النبي صلى الله عليه وسلم فتحدثوا به، وما فهموا أن المراد وداعه، حتى توفي بعدها بقليل؛ فعرفوا المراد، وأنه ودع الناس بالوصية التي أوصاهم بها: أن لا يرجعوا بعده كفارا، وأكد التوديع بإشهاد الله عليهم؛ بأنهم شهدوا أنه قد بلغ ما أرسل إليهم به فعرفوا حينئذ المراد بقولهم: حجة الوداع. وفي رواية للبخاري، عن ابن عمر «فودع الناس» . وروى البيهقي: أن سورة إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)

نزلت في وسط أيام التشريق، فعرف صلى الله عليه وسلم أنه الوداع، فركب، واجتمع الناس فذكر الخطبة. اه: المواهب اللدنية مع شرحها.

(2)

حول تسميتها ب «حجة الإسلام» قال القسطلاني والزرقاني في «المواهب اللدنية وشرحها» 3/ 104: «

سميت بذلك؛ لأنه لم يحج من المدينة، بعد فرض الحج غيرها كما في حديث «جابر» ؛ إنه صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين لم يحج، ثم أذن في الناس

» اه: المواهب

(3)

حول تسميتها ب «حجة البلاغ» جاء في «المواهب

» 3/ 105:

؛ لأنه بلغ الناس الشرع في الحج قولا وفعلا قال المصنف: وتسمى أيضا حجة التمام، والكمال انتهى، أي: بمجموعها لا بكل واحد؛ لنزول قوله- تعالى- الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً [سورة المائدة، من الاية: 3]

اه: المواهب

(4)

حول قوله: «وكره ابن عباس

إلخ» . قال الإمام الزرقاني في «شرح المواهب» 3/ 105: «

وكره ابن عباس، أن يقال: -

ص: 309

ولم يحج غيرها، وذكر أنه حج ب «مكة «1» » مرة أخرى.

- «حجة الوداع؛ لإشعاره بكراهة المودع، وأسفه على من ودعه؛ وذلك لا يليق به صلى الله عليه وسلم، ولم يكرهه غيره؛ بل أطلقوا ذلك عليها؛ فقالت «عائشة» رضي الله عنها خرجنا في حجة الوداع» . وقال ابن عمر: «أمر صلى الله عليه وسلم أزواجه عام حجة الوداع» . وقال «سعد بن أبي وقاص» : «دعاني صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع» وقال أبو أيوب: «أنه صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع صلى المغرب والعشاء جمعا» . وقال جرير: «أنه صلى الله عليه وسلم قال له في حجة الوداع: «استنصت الناس» وكلها في الصحيح؛ بل فيه أيضا، عن ابن عباس نفسه:«أن امرأة استفتت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع؛ فكأنه رجع عن الكراهة؛ لأنه لا يلزم من الوصية بتلك الوصايا، والحث عليها المشعر بأنهم لا يجدون من يذكرهم بها بعده أسفه على مفارقتهم» . اه: المواهب وشرحها.

(1)

حول قوله: «

حج بمكة مرة أخرى» . قال الزرقاني في «شرح المواهب» 3/ 105- 106: «قال الحافظ: غرض أبي إسحاق أن لقوله: بعد ما هاجر مفهوما، وأنه قبله حج؛ لكن قوله: أخرى يوهم أنه لم يحج قبل الهجرة، وهو بمكة إلا واحدة، وليس كذلك؛ بل حج قبلها مرارا؛ بل الذي لا ارتياب فيه أنه لم يترك الحج، وهو بمكة قط؛ لأن قريشا في الجاهلية لم يكونوا يتركون الحج، وإنما يتأخر من لم يكن بمكة، أو عاقه ضعف، وإذا كانوا وهم على غير دين يحرصون على إقامة الحج، ويرونه من مفاخرهم التي امتازوا بها على غيرهم من العرب؛ فكيف يظن به صلى الله عليه وسلم أنه يتركه، وقد ثبت حديث «جبير بن مطعم» أنه رأه- عليه السلام في الجاهلية واقفا بعرفة؛ وأنه من توفيق الله له. وثبت دعاؤه قبائل العرب إلى الإسلام ب «منى» ثلاث سنين متوالية

فلا يقبل نفي ابن سعد أنه لم يحج بعد النبوة إلا حجة الوداع؛ لأن المثبت تقدم على النافي، خصوصا وقد صحبه دليل إثبات، ولم يصب النافي دليل نفيه. وقيل حج بمكة حجتين قبل الهجرة، وحجة بعدها أخرجه الترمذي- الحج رقم: 743-: عن جابر بن عبد الله. وقال ابن عباس: رضي الله عنه: «حج- صلى الله عليه وسلم قبل أن يهاجر ثلاث حجج أخرجه ابن ماجة- المناسك رقم: 3067- والحاكم. قال الحافظ: وهو مبني على عدد وفود الأنصار إلى العقبة ب «منى» بعد الحج؛ فإنهم قدموا أولا فتواعدوا ثم ثانيا فبايعوا الأولى، ثم ثالثا فبايعوا الثانية، وهذا لا يقتضي نفي الحج قبل ذلك، فهذا بعد النبوة، وقبلها لا يعلمه إلا الله- أي: عدد حجه-. وقد أخرج الحاكم بسند صحيح إلى الثوري؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم حج قبل أن يهاجر حججا. وقال ابن الجوزي: حج حججا لا يعرف عددها»

اه: المواهب اللدنية مع شرحها بتصرف. وانظر: صحيح ابن خزيمة 4/ 352 رقم: 3056. وانظر: جامع الترمذي 3/ 178 رقم: 815. وانظر: فتح الباري لابن حجر 8/ 104.

ص: 310

قال المحب الطبري: كان- عليه السلام يحج قبل البعث وبعده، قبل نزول فرض الحج عليه، ولما أراد صلى الله عليه وسلم الخروج لحجة الوداع أذن في الناس بالحج، وأمرهم بالخروج معه، فخرج صلى الله عليه وسلم من المدينة لخمس ليال بقين من ذي القعدة «1» ، وكان خروجه بين الظهر والعصر، ودخل مكة صبح يوم الأحد رابع ذي الحجة. وحج معه في ذلك العام نحو سبعين ألفا، والله- تعالى- أعلم.

وبين حجة الوداع ووفاته صلى الله عليه وسلم نيف وثمانون يوما «2» . وهذا يرده قول من قال: إن

(1) حديث خروجه صلى الله عليه وسلم من المدينة لخمس ليال

الخ متفق عليه: من حديث عائشة- رضي الله عنها أخرجه البخاري في صحيحه كتاب «الحج» رقم: 1594، بلفظ: عن عائشة- رضي الله عنها قالت: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لخمس من ذي القعدة لا نرى إلا الحج

الخ» وانظر الحديث تحت أرقام: 1605، 1641: عن عائشة- رضي الله عنها. وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب «الحج» رقم: 2112. وحول وقت خروجه صلى الله عليه وسلم خلاف نذكر فيه ما قاله صاحب «المواهب اللدنية وشارحها» 3/ 105- 1060 فنقول:

«لخمس ليال من ذي الحجة، كما أخرجه البخاري عن ابن عباس، والشيخان، عن عائشة، وجزم ابن حزم بأن خروجه كان يوم الخميس، وفيه نظر؛ لأن أول ذي الحجة كان يوم الخميس قطعا؛ لما ثبت وتواتر أن وقوفه صلى الله عليه وسلم ب «عرفة» كان يوم الجمعة؛ فتعين أن أول الشهر كان يوم الخميس، فلا يصح أن يكون خروجه يوم الجمعة لقولهما:«لخمس ليال بقين من ذي القعدة» فيبقى من ليلة السبت حتى ليلة الأربعاء خمس ليال؛ لكن يدفع هذا الظاهر أنه ثبت في الصحيحين عن أنس: «صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم الظهر بالمدينة أربعا، والعصر بذي الحليفة ركعتين، فدل قوله: «الظهر أربعا» على أن خروجهم لم يكن يوم الجمعة، فما بقى إلا أن يكون خروجهم يوم السبت ولا يشكل قولهما: أن الباقي خمس ليال. بأن الباقي أربع؛ لأنه يحمل قول من قال: «لخمس بقين» أي: أن كان الشهر ثلاثين فاتفق أن جاء تسعا وعشرين؛ فيكون يوم الخميس أول ذي الحجة بعد مضي أربع ليال لا خمس، وبها أي: بهذه المقالة. وفي الفتح: وبهذا- أي: المذكور من الجمل- تتفق الأخبار، هكذا جمع الحافظ ابن كثير بين الروايات، وقوى ابن كثير هذا الجمع بقول «جابر» رضي الله عنه وهو أحسن الصحابة سياقا لحديث حجة الوداع؛ فإنه ذكرها من حين خروجه صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى آخرها فهو أحفظ لها من غيره؛ أنه خرج لخمس بقين من القعدة، أو أربع، فتردده فيما بقي يؤيد ذلك الجمع، وصرح الواقدي: بأن خروجه صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى آخرها فهو أحفظ لها من غيره؛ أنه خرج لخمس بقين من القعدة، أو أربع، فتردده فيما بقى يؤيد ذلك الجمع. وصرح الواقدي: بأن خروجه صلى الله عليه وسلم كان يوم السبت لخمس بقين من ذي القعدة، وهو ما يقوي الجمع أيضا

» اه: المواهب. وانظر: «الطبقات» للإمام ابن سعد 2/ 124.

(2)

عن المدة بين حجته صلى الله عليه وسلم ووفاته

قال القسطلاني في «المواهب اللدنية» 8/ 250 «

وقيل: «عاش بعدها- أي: حجة-

ص: 311

«جرير بن عبد الله البجلي» أسلم قبل وفاة النبي- عليه السلام بأربعين يوما، وقد كان «جرير» يرفع النبي- عليه السلام في حجة الوداع.

وفي هذه السنة جاءه «جبريل» يعلم الناس دينهم، قاله السمهودي. وفيها ارتد «الأسود بن كعب العنسي «1» » ، وادعى النبوة/ وفيها ادعى النبوة «مسيلمة» الكذاب، وقيل: إنما كانت دعوى «مسيلمة» ، ومن ادعى من الكذابين النبوة في مرضه الذي توفي فيه عليه السلام.

[وفاته صلى الله عليه وسلم]

(فلما أتى «2» لهجرته- عليه السلام عشر سنين وشهران توفي «3» ) يوم الاثنين

- الوداع- إحدى وثمانين يوما

إلخ» . اه: المواهب، وانظر أيضا نفس المصادر- المواهب- 3/ 109- 111. وانظر أيضا «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 12/ 306- الباب الثلاثون- تاريخ وفاته صلى الله عليه وسلم.

(1)

حديث «الأسود

ومسيلمة» متفق عليه أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما: عن ابن عباس فأخرجه البخاري في صحيحه كتاب «المناقب» رقم: 3351 بلفظ: عن ابن عباس قال: قدم مسيلمة الكذاب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول: إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته، وقدمها في بشر كثير من قومه فأقبل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه «ثابت بن قيس بن شماس» ، وفي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعة جريد، حتى توقف على «مسيلمة» في أصحابه، فقال:«لو سألتني هذه القطعة، ما أعطيتكها؛ ولن تعدو أمر الله فيك، ولئن أدبرت ليعقرنك الله، وإني لأراك الذي أريت فيك ما رأيت «فأخبرني أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بينما أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب، فأهمني شأنهما، فأوحي إلى في المنام أن أنفخهما فنفختهما فطارا، فأولتهما كذابين يخرجان بعدي؛ فكان أحدهما: العنسي، والاخر «مسيلمة: الكذاب صاحب اليمامة» . وانظر: صحيح البخاري أيضا كتاب «المغازي» رقم: 4025. وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب «الرؤيا» تحت رقمي: 4218، 4219. وانظر: جامع الترمذي كتاب «الرؤيا» رقم: 2216. وانظر: سنن ابن ماجة كتاب «تعبير الرؤيا» رقم: 3912. وانظر: مسند الإمام أحمد «باقي مسند المكثرين» تحت أرقام: 8106، 8174، 11389. وانظر:«السيرة النبوية» لابن هشام 4/ 220. وانظر: «الروض الأنف» للإمام السيوطي 4/ 115- 226.

(2)

في بعض نسخ «أوجز السير» - أصل كتابنا- «أتت» «بدل» أتى وكلاهما صواب.

(3)

حديث وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم متفق عليه من حديث «أنس بن مالك» أخرجه البخاري في-

ص: 312

الثاني عشر من ربيع الأول، على الأكثر «1» ، عند اشتداد «2» الضحى، في بيت عائشة، كما روي عنها في الصحيح:«بين سحري ونحري «3» » ؛ وذلك في شهره الشهير، أو في اليوم الخامس والعشرين من []«4» بعد أن مرض ثلاثة عشر يوما، أو نحوها (وقد بلغ من السنين «5» ثلاثا وستين سنة صلى الله عليه وسلم ، كما في الصحيح: عن ابن عباس. قال

- كتاب «الأذان» رقم: 639، في كتاب «الجمعة» 1130، وفي كتاب «الجنائز» رقم:1289. وأخرجه مسلم في كتاب «الصلاة» رقم: 636. وانظر: جامع الترمذي كتاب «الجنائز» رقم: 1808: عن أنس بن مالك. وانظر: «السيرة النبوية» لابن هشام 4/ 258.

(1)

حول قوله: «على الأكثر

إلخ» . قال الإمام السهيلي في «الروض الأنف» 4/ 270- تحديد زمن وفاته- «

واتفقوا أنه توفي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين إلا شيئا ذكره ابن قتيبة في (المعارف)«الأربعاء» . قالوا كلهم: وفي ربيع الأول غير أنهم قالوا: - أو قال أكثرهم- في الثاني عشر من ربيع، ولا يصح أن يكون توفي صلى الله عليه وسلم إلا في الثاني عشر أو الثالث عشر، أو الرابع عشر، أو الخامس عشر لإجماع المسلمين على أن وقفة عرفة في حجة الوداع كانت يوم الجمعة، وهو التاسع من ذي الحجة؛ فدخل ذو الحجة يوم الخميس، فكان المحرم: إما الجمعة، وإما السبت؛ فإن كان الجمعة، فصفر إما السبت، وإما الأحد؛ فإن كان السبت؛ فقد كان ربيع الأحد، أو الاثنين، وكيفما دارت الحال على هذا الحساب؛ فلم يكن الثاني عشر من ربيع يوم الاثنين بوجه، ولا الأربعاء أيضا، كما قال الكتبي- ابن قتيبة- وذكر الطبري، عن ابن الكلبي، وأبي مخنف: أنه توفي في الثاني من ربيع الأول؛ وهذا القول وإن كان خلاف أهل الجمهور؛ فإنه لا يبعد إن كانت الثلاثة الأشهر التي قبله كلها تسعة وعشرين فتدبره؛ فإنه صحيح، ولم أر أحدا تفطن له، وقد قال الخوارزمي: أنه توفي- عليه السلام في أول يوم من ربيع الأول وهذا أقرب في القياس بما ذكر الطبري، عن ابن الكلبي

» اه: الروض الأنف بحاشية السيرة النبوية لابن هشام. الكلبي

» اه: الروض الأنف بحاشية السيرة النبوية لابن هشام.

(2)

قوله: «

فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اشتد الضحى

» هو قول ابن إسحاق كما في «السيرة النبوية» لابن هشام 4/ 258. وانظر: «سبل الهدى والرشاد» للصالحي: الباب الثلاثون، في تاريخ وفاته صلى الله عليه وسلم 12/ 305- 306.

(3)

حديث «

بين سحري

إلخ» . أخرجه البخاري في كتاب «المغازي» باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته

إلخ. بلفظ: «

أن عائشة كانت تقول: إن من نعم الله عليّ أن رسول صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي وفي يومي، وبين سحري

إلخ» .

(4)

ما بين القوسين المعكوفين غير واضح بالأصل لم أستطع قراءته.

(5)

حول السن الذي توفي فيه الرسول صلى الله عليه وسلم قال ابن عبد البر في «الاستيعاب» 1/ 39- 40 «محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم:» اختلف في السن الذي توفى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل: ستون سنة، روى-

ص: 313

الذهبي: وهو الصحيح الذي قطع به المحققون «1» .

- ذلك: ربيعة وأبو غالب: عن أنس بن مالك، وهو قول «عروة بن الزبير» ، ومالك بن أنس. وقد روى حميد عن أنس قال: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وستين سنة ذكره أحمد بن زهير، عن المثني بن معاذ، عن حميد، عن أنس، وهو قول «دغفل بن حنظلة السدوسي» النسابة ورواه معاذ، عن هشام، عن قتادة، عن أنس. ورواه الحسن البصري، عن دغفل بن حنظلة، قال: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وستين سنة، ولم يدرك «دغفل» النبي صلى الله عليه وسلم. قال البخاري: ولا نعرف للحسن سماعا من «دغفل» . قال البخاري: وروى عمار بن أبي عمار: عن ابن عباس- رضي الله عنهما: «توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وستين. قال البخاري: ولا يتابع عليه، عن ابن عباس إلا شيء رواه العلاء بن صالح، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس- رضي الله عنهما. قال البخاري: وروى عكرمة، وأبو سلمة، وأبو ظبيان، وعمرو بن دينار: عن ابن عباس- رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض، وهو ابن ثلاث وستين سنة. قال أبو عمر- ابن عبد البر- قد تابع عمار بن أبي عمار على روايته المذكورة، عن ابن عباس- رضي الله عنهما يوسف بن مهران، عن ابن عباس- رضي الله عنهما في خمس وستين. والصحيح عندنا رواية من روى ثلاثا وستين، ورواه عن ابن عباس من تقدم ذكر البخاري لهم في ذلك ورواه كما رواه أولئك ممن لم يذكره البخاري: أبو حمزة، ومحمد بن سيرين، ومقسم: عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو ابن ثلاث وستين، ولم يختلف عن عائشة- رضي الله عنها أنه توفي وهو ابن ثلاث وستين، وهو قول محمد بن علي، وجرير بن عبد الله البجلي

إلخ» اه: الاستيعاب بتصرف. وانظر أيضا المصادر والمراجع الاتية: 1- «الطبقات» للإمام محمد بن سعد 2/ 57- 59. 2- «تاريخ الطبري» 3/ 188. 3- «الثقات» للإمام ابن حبان 2/ 129. 4- «الإشارة» للحافظ مغلطاي ص 79- 81. 5- «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» لابن حجر كتاب «المغازي» ، باب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم 8/ 150.

(1)

قول الذهبي: «

وهو الصحيح

» مذكور في كتابه «تاريخ الإسلام» - السيرة النبوية ص 574 بلفظ: «

وكذلك قال سعيد بن المسيب، والشعبي، وأبو جعفر الباقر وغيرهم: وهو الصحيح الذي قطع به المحققون» . اه: تاريخ الإسلام، تحقيق: عمر تدمري، نشر دار الكتاب العربي. وانظر: «سبل الهدى والرشاد

» للصالحي 12/ 307- 308.

ص: 314

ولما توفي- عليه السلام مكث في بيته يوم الاثنين والثلاثاء، ودفن ليلة الأربعاء، على الصحيح «1» ، وأخروا ذلك مع أن السنة التعجيل:

إما لعدم اتفاقهم على موته، أو محل دفنه؛ فمنهم من قال: ب «البقيع» ومنهم من قال ب «المسجد «2» » ، حتى قال صديق الأمة: سمعت رسول الله- صلى الله عليه/ وسلم- يقول: «ما قبض الله نبيا إلا في الموضع الذي يجب أن يدفن فيه «3» » ، ادفنوه في موضع وفاته.

إلى غير ذلك، فغسلوه- عليه السلام بالماء والسدر، والذي تولى غسله «علي بن أبي طالب» و «الفضل بن عباس» - من مخضبه- والعباس، وأسامة، وشقران يصبان الماء.

وروى أنه- عليه السلام قال «لعلي: اغسلني إذا مت» . فقال: يا رسول الله ما غسلت ميتا. فقال: «إنك ستهيأ، أو تيسر» . قال علي: فغسلته، فما تناولت عضوا إلا كأنما يقلبه معي ثلاثون رجلا «4» ، وحضر معهم «أوس بن خولى

(1) عن دفنه صلى الله عليه وسلم ليلة الأربعاء

ثم دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم من وسط الليل ليلة الأربعاء

وعن عائشة- رضي الله عنها: جوف الليل ليلة الأربعاء اه: السيرة النبوية بتصرف. وانظر: «الطبقات» لابن سعد 2/ 70. وانظر: «تنوير الحوالك شرح موطأ مالك» للإمام السيوطي ص 180 رقم: 545.

(2)

حول اختلافهم في مكان دفنه صلى الله عليه وسلم أخرج ابن سعد في «الطبقات» 2/ 71- ذكر موضع قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلفظ: «عن ابن عباس- رضي الله عنهما قال: «وضع على سريره في بيته، وكان المسلمون اختلفوا في دفنه، فقال قائل: ادفنوه في مسجده، وقال قائل: ادفنوه مع أصحابه في البقيع

» اه: الطبقات. وانظر: بقية أحاديث الباب.

(3)

حديث «ما قبض الله نبيا

إلخ» . أخرجه الإمام الترمذي في جامعة كتاب «الجنائز» رقم: 939 بلفظ: عن عائشة- رضي الله عنها قالت: «لما قبض الله رسوله صلى الله عليه وسلم اختلفوا في دفنه؛ فقال أبو بكر: سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ما نسيته قال: «ما قبض الله

الحديث» . قال أبو عيسى: هذا حديث غريب، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي يضعف من قبل حفظه، وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه، فرواه ابن عباس- رضي الله عنهما عن أبي بكر الصديق، عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضا. وانظر:«سبل الهدى والرشاد» للصالحي الباب الرابع في دفنه- صلى الله عليه وسلم ومن دفنه؟.

(4)

حديث، أنه صلى الله عليه وسلم قال ل «عليّ غسلني

إلخ» جمع المؤلف أبو مدين حديثين في حديث واحد أخرجهما ابن سعد في «الطبقات» 2/ 61- 63:

ص: 315

الأنصاري «1» » ، ولم يل من الغسل شيئا «2» ، وغسلوه عليه السلام، وعليه قميصه، وكفنوه «3» عليه السلام في ثلاثة أثواب بيض، سحولية من «كرسف» ، ليس فيها قميص

- الأول: أخرجه بلفظ: عن عبد الواحد بن أبي عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب، في مرضه الذي توفي فيه: غسلني يا على إذا مت! فقال: يا رسول الله ما غسلت ميتا قط! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنك ستهيأ، أو تيسر» . قال علي: فغسلته فما آخذ عضوا إلا تبعني. والفضل آخذ بحضنه، يقول: أعجل يا علي انقطع ظهري اه: الطبقات. الثاني: بلفظ: أخبرنا كيسان- أبو عمر القصار- عن مولاه يزيد بن بلال، قال: قال علي: أوصى النبي صلى الله عليه وسلم ألا يغسله أحدا غيري؛ فإنه لا يرى أحد عورتي إلا طمست عيناه، قال علي: فكان الفضل، وأسامة ويناولاني

فما تناولت عضوا؛ إلا كأنما يقلبه معه ثلاثون رجلا، حتى فرغت من غسله. اه: الطبقات.

(1)

وعن حضور «أوس بن خولى» غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 4/ 263: «

وأن أوس- أحد بني عوف بن الخزرج- قال لعلي بن أبي طالب: أنشدك الله يا علي، وحظنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وكان «أوس» من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهل «بدر» ، قال: ادخل، فدخل فجلس، وحضر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم اه: السيرة النبوية. وانظر: «الطبقات» لابن سعد 2/ 62.

(2)

عن غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 4/ 263: قال ابن إسحاق: «

عن عائشة- رضي الله عنها قالت: لما أرادوا غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا فيه، فقالوا: والله ما ندري، أنجرد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثيابه، كما نجرد موتانا، أو نغسله وعليه ثيابه؟! قالت: فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم، حتى ما منهم رجل إلا ذقنه في صدره، ثم كلمهم مكلم من ناحية البيت لا يدرون من هو؟! أن أغسلوا النبي، وعليه ثيابه، قالت: فقاموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فغسلوه وعليه قميصه، يصبون الماء فوق القميص

» اه: السيرة النبوية. وانظر: «الطبقات» لابن سعد 2/ 62- ذكر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم

(3)

حول كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم انظر الحديث المتفق عليه من رواية عائشة- رضي الله عنها: 1- صحيح البخاري- مع فتح الباري- كتاب «الجنائز» الأحاديث بأرقام: 1185، 1298، 1563، 1565. 2- صحيح مسلم كتاب «الجنائز» حديث رقم: 1563، 1565، وانظر: سنن النسائي «الجنائز» حديث رقم: 1871، 1872: عنه عائشة. سنن ابن ماجة «الجنائز» رقم: 1459: عن عائشة. مسند الإمام أحمد «باقي مسند الأنصار» الأحاديث تحت أرقام: 22992، 23484، 23724، 2292، 23484، 23856، 24159: عن عائشة وانظر: الموطأ «الجنائز» رقم: 497، 468. وانظر:«الطبقات» لابن سعد 2/ 63- 67.

ص: 316

ولا عمامة.

ولما فرغ من جهازه «1» يوم الثلاثاء، وضع على سريره في بيته، ثم دخل الناس يصلون [أرسالا «2» ] حتى إذا فرغوا دخل النساء، حتى إذا فرغوا دخل الصبيان، ولم يؤم الناس على رسول الله/ صلى الله عليه وسلم أحد «3» ، ودفن عليه السلام ليلة

(1) حول قوله: «ولما فرغ من جهازه

إلخ» قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 4/ 263، قال ابن إسحاق «

فلما فرغ من جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الثلاثاء، وضع في سريره في بيته، وقد كان المسلمون اختلفوا في دفنه؛ فقال قائل: ندفنه في مسجده، وقال قائل: بل ندفنه مع أصحابه فقال أبو بكر: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما قبض نبي

» الحديث. فرفع فرش رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي توفي عليه، فحفر له تحته، ثم دخل الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم إرسالا: دخل الرجال حتى إذا فرغوا

» إلى قوله: «أحد» . اه: السيرة النبوية.

(2)

ما بين القوسين المعكوفين مطموس بالأصل، وأثبتناه من: أ- «سنن ابن ماجة» الجنائز رقم: 1459. ب- «السيرة البنوية» لابن هشام 4/ 263. ج- «الطبقات» لابن سعد 2/ 68.

(3)

حديث الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم «الرجال أولا

إلخ» . أخرجه الإمام ابن ماجة في سننه، كتاب «ماء في الجنائز» رقم: 1617 بلفظ: عن ابن عباس- رضي الله عنهما قال: لما أرادوا أن يحفروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعثوا إلى أبي عبيدة بن الجراح، وكان يضرح كضريح أهل مكة، وبعثوا إلى «أبي طلحة» ، وكان هو الذي يحفر لأهل المدينة، وكان يلحد، فبعثوا إليهما رسولين، وقالوا: اللهم خر لرسولك، فوجدوا «أبا طلحة» فجئ به

فلحد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلما فرغوا من جهازه يوم الثلاثاء، وضع على سريره في بيته ثم دخل الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسال يصلون، حتى إذا فرغوا أدخلوا

اه: ابن ماجه. وعن الحكمة في عدم الإمامة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته نذكر ما رواه الإمام محمد بن سعد في «الطبقات» 2/ 70، وما قاله السهيلي في الروض الأنف 4/ 273- 274 فنقول: أ- روى ابن سعد، عن «علي بن أبي طالب» رضي الله عنه بلفظ:«لما وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم على السرير قال علي: «ألا يقوم عليه أحد لعله يؤم، هو إمامكم حيا وميتا! فكان يدخل الناس رسلا رسلا؛ فيصلون عليه صفا صفا؛ ليس لهم إمام، ويكبرون، و «علي» قائم بجيال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سلام عليك أيها النبي، ورحمة الله وبركاته! اللهم إنا نشهد أن قد بلغ ما أنزل إليه، ونصح لأمته، وجاهد في سبيل الله؛ حتى أعز الله دينه، وتمت كلمته اللهم فاجعلنا ممن يتبع ما أنزل إليه، وثبتنا بعده، واجمع بيننا وبينه! فيقول الناس: آمين آمين! حتى إذا صلى عليه الرجال، ثم النساء، ثم الصبيان

» اه: الطبقات. ب- وفي الروض الأنف قال السهيلي: «

أن المسلمين صلوا عليه أفذاذا؛ لا يؤمهم-

ص: 317

الأربعاء «1» ، وسوى قبره رجل من الأنصار، وهو الذى سوى قبور الشهداء يوم «بدر» ؛ نصب عليه تسع لبنات [

] «2» نصبا، ورش قبره صلى الله عليه وسلم ب «قربة» ، بدء من قبل رأسه من شقه الأيمن حتى انتهى إلى رجليه «3» . واختلفوا في الذين

- أحد؛ كلما جاءت طائفة، صلت عليه؛ وهذا خصوص به صلى الله عليه وسلم، ولا يكون هذا الفعل إلا عن توقيف؛ وكذلك روي أنه صلى الله عليه وسلم أوصى بذلك ذكره الطبري مسنا، ووجه الفقه فيه: أن الله- تبارك وتعالى افترض الصلاة عليه بقوله: صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [سورة الأحزاب، من الاية: 56] . وحكم هذه الصلاة التي تضمنتها الاية ألا تكون بإمام، والصلاة عليه عند موته داخلة في لفظ الاية، وهي متناولة لها، وللصلاة عليه على كل حال؛ وأيضا فإن الرب- تبارك وتعالى قد أخبر أنه يصلي عليه صلاة المؤمنين، تبعا لصلاة الملائكة، وأن يكون الملائكة هم الإمام، والحديث الذي ذكرته عن الطبري فيه طول، وقد رواه البزار أيضا من طريق مرة: عن ابن مسعود؛ وفيه أنه حين جمع أهله في بيت عائشة- رضي الله عنها أنهم قالوا: فمن يصلي عليك يا رسول الله؟! قال: «فهلا غفر لكم وجزاكم عن نبيكم خيرا» فبكينا وبكى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إذا غسلتموني، وكفنتموني فضعوني على سريري في بيتي هذا على شفير قبري، ثم اخرجوا عني ساعة؛ فإن أول من يصلي علي، جليسي وخليلي «جبريل» ، ثم «ميكائيل» ، ثم «إسرافيل» ثم ملك الموت مع جنوده ثم الملائكة بأجمعها، ثم ادخلوا على فوجا بعد فوج، فصلوا علي، وسلموا تسليما، ولا تؤذوني بتزكية، ولا ضجة، ولا رنة، وليبدأ بالصلاة على برجال بيتي، ثم نساؤهم أنتم أقرؤا أنفسكم السلام مني ومن غاب من أصحابي فأقرؤه مني السلام، ومن تابعكم بعد على ديني فأقرؤه منى السلام؛ فإني أشهدكم أني قد سلمت على من تابعني على ديني من اليوم إلى يوم القيامة قلت: فمن يدخلك قبرك يا رسول الله؟ قال: أهلي مع ملائكة كثير يرونكم من حيث لا ترونهم. اه: الروض الأنف.

(1)

حول دفنه صلى الله عليه وسلم ليلة الأربعاء قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 4/ 236: قال ابن إسحاق: «

ثم دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم من وسط الليل ليلة الأربعاء، وعن عائشة- رضي الله عنها جوف الليل ليلة الأربعاء» . اه: ابن هشام. وانظر: «الطبقات» للإمام ابن سعد 2/ 70- 71.

(2)

ما بين القوسين المعكوفين لم أستطع قراءته. «وفي صحيح مسلم، وابن سعد، والبيهقي: عن سعد بن أبي وقاص- رضي الله عنه قال في مرضه الذي توفي فيه: «ألحدوا لي لحدا، وانصبوا على اللبن نصبا، كما صنع برسول الله صلى الله عليه وسلم» وروى البيهقي عن بعضهم، والواقدي: عن علي بن الحسين أنه صلى الله عليه وسلم نصب عليه في اللحد تسع لبنات. اه: سبل الهدى والرشاد للصالحي.

(3)

حول رش الماء على قبره صلى الله عليه وسلم قال الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» 12/ 335: «

روى ابن سعد والبيهقي: عن جابر- رضي الله عنهما قال: رش على قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم الماء-

ص: 318

أدخلوه قبره عليه السلام.

قال ابن حجر: «وأصح ما روى في ذلك:» ، «على» ، «والعباس» ، «والفضل» ، و «قثم» «أخوه» ، وكان آخر الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم، على أصح الأقاويل «1» . قاله الحاكم.

[عدد غزواته صلى الله عليه وسلم]

«2» (حدثنا علي بن إبراهيم، أنا محمد بن ماجه، أنا علي بن محمد الطنافسى، أنا وكيع، أنا أبي، وإسرائيل، عن أبي إسحاق السبيعي، قال: سألت زيد بن أرقم، كم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!

- رشا. وكان الذي رش الماء على قبره «بلال بن رباح» ب «قربة» بدآ من قبل رأسه من شقه الأيمن

ثم ضرب الماء إلى الجدار، ولم يقدر على أن يدور من الجدار اه» : سبل الهدى والرشاد.

(1)

قول الحاكم: ذكره الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» 2/ 336، فقال: «

وروى الحاكم، والبيهقي: عن ابن عباس- رضي الله عنهما أن الذين نزلوا قبره صلى الله عليه وسلم: على والفضل، وقثم بن عباس، وشقران، وأوس بن خولي، وكانوا خمسة. اه: سبل الهدى والرشاد.

(2)

حديث «زيد بن أرقم» متفق عليه: أخرجه البخاري في صحيحه- فتح الباري-، كتاب «المغازي» ، باب كم غزا النبي صلى الله عليه وسلم؟! 8/ 153 رقم:4471. وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب «الجهاد والسير» ، باب عدد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم أرقام: 3381، 3382. قال ابن حجر في «فتح الباري» 7/ 280- 281: قوله: «تسع عشرة» كذا قال، ومراده الغزوات التي خرج النبي صلى الله عليه وسلم فيها بنفسه سواء قاتل أو لم يقاتل؛ لكن روى «أبو يعلى» ، من طريق «أبي الزبير» : عن جابر؛ أن عدد الغزوات: إحدى وعشرون. وإسناده صحيح، وأصله في مسلم، فعلى هذا؛ فإن «زيد بن أرقم» ذكر ثنتين منهما ولعلهما:«الأبواء» ، و «بواط» ؛ وكأن ذلك خفى عليه لصغره، ويؤيد ما قلته: ما وقع عند مسلم بلفظ: «ما أول غزوة غزاها؟ قال: «ذات العشيرة» ، أو «العشيرة» اه: و «العشيرة» كما تقدم، هي الثالثة. وأما قول ابن التين: يحمل قول «زيد بن أرقم» على أن «العشيرة» أول ما عزا هو- أي: زيد ابن أرقم- والتقدير: فقلت: ما أول غزوة غزاها وأنت معه؟ قال: «العشيرة» فهو محتمل أيضا، ويكون قد خفى عليه ثنتان مما بعد ذلك، أو عد الغزوتين واحدة. اه: فتح الباري.

ص: 319

قال: تسع عشرة غزوة، وغزوت معه سبع «1» عشرة غزوة، وسبقني بغزوتين «2» ) .

(1) في بعض نسخ «أوجز السير» - أصل كتابنا- «سبعة عشرة غزوة» بالتاء، ولعل هذا من أخطاء النسخ لأن التاء لا تلحق بالعدد إذا كان المعدود مؤنثا- غزوة-، وهذا الحكم في الأعداد من ثلاثة، إلى عشرة. قال ابن مالك:

ثلاثة بالتاء قل للعشرة

في عد ما آحاده مذكرة.

اه: شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك 7/ 67.

(2)

في بعض نسخ «أوجز السير» - أصل كتابنا- ب «غزاتين» بدل ب «غزوتين» وكلاهما صحيح، يقال: غزا، يغزو: غزوا، ومغزى

والواحدة: غزوة، وغزاة

وعن ثعلب: الغزوة: المرة والغزاة: عمل سنة كاملة. اه: فتح الباري 7/ 279. وابن «فارس» - رحمه الله تعالى- ذكر ثلاثا وعشرين غزوة، وترك أربع غزوات هى: أ- «غزوة ذى العشيرة» ، أو «العشير» ، وتسمى «العسير» ، وهى أول غزواته صلى الله عليه وسلم، وكانت في السنة الثانية من الهجرة. و «العشيرة» من بطن ينبع، أقام بها رسول الله صلى الله عليه وسلم جمادى الأول، وليال من جمادى الاخرة، ووادع فيها «بنى مدلج» وحلفاءهم من بنى «ضمرة» ، ثم رجع إلى المدينة، ولم يلق كيدا. اه: البداية والنهاية لابن كثير 3/ 246- 247. وانظر فتح الباري الغزوات. ب- «غزوة بنى سليم» ب «حران» ، وتسمى «غزوة الفرع» و «بحران» معدن بالحجاز، من ناحية «الفرع» . وكانت في السنة الثالثة من الهجرة. قال ابن إسحاق: فأقام بالمدينة ربيعا الأول كله، أو إلا قليلا منه، ثم غدا يريد قريشا. واستعمل على المدينة «ابن أم مكتوم»

اه: البداية والنهاية لابن كثير 4/ 3. وانظر «فتح الباري» الغزوات. ج- «غزوة حمراء الأسد» كانت في اليوم التالى لغزوة «أحد» يوم الأحد لست عشرة ليلة مضت من شوال. قال ابن إسحاق: وإنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مرهبا للعدو؛ ليبلغهم أنه في طلبهم ليظنوا به قوة

اه: البداية والنهاية لابن كثير 4/ 49. د- «غزوة مؤتة» وكانت في شهر جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة. اه: السيرة النبوية لابن هشام 4/ 70. وانظر «الروض الأنف» للسهيلي 4/ 78. الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» أدخل بعض الغزوات في بعض انظر الغزوات.

ص: 320

وفي مسلم «1» : عن جابر «أنها كانت إحدى وعشرين غزوة» ، وقيل: خمسا وعشرين «2» .

وزعم الحافظ «عبد الغني المقدسي «3» : أنه المشهور/ ونقل ابن مسعود أن عدد مغازية عليه السلام التي غزا فيها بنفسه سبعا وعشرين، واقتصر عليه غير واحد «4» .

ووقع بين عسكره عليه السلام، وعسكر العدو القتال في تسع «5» منها، أشار إليها

(1) صحيح مسلم كتاب «الجهاد والسير» ، باب عدد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم رقم:3383.

(2)

قوله: «وقيل: خمسا وعشرين ليست في صحيح مسلم» - المصدر السابق-.

(3)

قول الحافظ «عبد الغني المقدسي» غزا النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه خمسا وعشرين

إلخ ذكره في كتابين من كتبه هما: أ- «الدرة المضية في السيرة النبوية» ص 25. ب- «سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه العشرة» ص 32 الإمام/ عبد الغنى المقدسي «600 هـ» . طبع مؤسسة الكتب الثقافية. تحقيق/ هديان الضناوي. دار الجنان.

(4)

حول عدد غزواته صلى الله عليه وسلم التى خرج فيها بنفسه: هل هى سبع وعشرون، أو ست وعشرون، أو خمس وعشرون، أو أربع وعشرون، أو اثنان وعشرون، أو إحدى وعشرون، أو تسع عشرة غزوة حول هذا الاختلاف يقول السهيلي في «الروض الأنف» 4/ 78:«ويمكن الجمع بين هذه الأقوال؛ بأن عددها دون سبع وعشرين نظرا إلى شدة قرب بعض الغزوات من غيره، فجمع بين غزوتين، وعدهما واحدة؛ فضم للإبواء «بواطا» لقربهما جدا؛ إذ الأبواء في «صفر» ، و «بواط» في ربيع الأول. وضم «حمراء الأسد» لأحد لكونها صبيحتها، و «قريظة» للخندق؛ لكونها ناشئة عنها وتلتها، ووادى القرى لخيبر، لوقوعها في رجوعه من «خيبر» قبل دخوله المدينة. وانظر «مقدمة الاستيعاب» لابن عبد البر 1/ 85. وانظر «المواهب اللدنية مع شرحها» 1/ 387- 388.

(5)

قتاله صلى الله عليه وسلم في تسع غزوات هذا هو قول ابن إسحاق، وابن سعد، وابن حزم، وابن الأثير- رحمهم الله تعالى- قالوا:«قاتل النبي صلى الله عليه وسلم في تسع غزوات: «بدر» ، و «أحد» ، و «الخندق» ، و «قريظة» ، و «المصطلق» - وهى المريسيع-، و «خيبر» ، و «الفتح» ، و «حنين» ، و «الطائف» ، ويقال: أيضا «بنى النضير» ، و «وادى القرى» ، و «الغابة» . وقال ابن عقبة: قاتل في ثمان، وأهمل عد قريظة؛ لأنه ضمها إلى الخندق؛ لكونها كانت في إثرها، وأفردها غيره لوقوعها منفردة بعد هزيمة الأحزاب، وكذا وقع لغيره عد «الطائف» و «حنينا» واحدة لكونها كانت في إثرها. روى مسلم: عن بريدة بن الحصيب- رضي الله عنه قال: «قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثمان غزوات» . قال النووي: لعل بريدة أسقط غزوة الفتح، ويكون مذهبه، أنها فتحت صالحا، كما-

ص: 321

بعضهم في بيتين فقال:

يا طالعا على «بدر» وأحد»

حيي لأخبار بني المصطلق

فالفتح حنين قريظة

[]«1» في خندق

وجرح «2» صلى الله عليه وسلم من غزواته في «أحد» فقط.

قاتلت معه الملائكة منها في «بدر «3» » ، وكانوا يوم «حنين» عددا ومددا «4» ، ونزلوا يوم «الخندق» ، فزلزلوا المشركين وهزموهم.

- قال الشافعي وموافقوه. قلت: والتوجيه السابق أقعد. قال الحافظ أبو العباس الحرانى- رحمه الله تعالى- في الرد على «ابن المطهر» الرافضى: لا يفهم من قولهم: أنه صلى الله عليه وسلم قاتل في كذا، وكذا أنه قاتل بنفسه، كما فهمه بعض الطلبة، ممن لا اطلاع له على أحواله صلى الله عليه وسلم، ولا يعلم أنه قاتل بنفسه في غزوة إلا في «أحد» . قال: ولا يعلم أنه ضرب أحدا بيده إلا «أبي بن خلف» ضربه بحربة في يده انتهى. قلت: - أي: الصالحي- وعلى ما ذكره يكون المراد بقولهم: قاتل في كذا، وكذا أنه صلى الله عليه وسلم وقع بينه، وبين عدوه في هذه الغزوات، قتال: قاتلت فيه جيوشه بحضرته صلى الله عليه وسلم بخلاف بقية الغزوات؛ فإنه لم يقع فيها قتال أصلا

اه: سبل الهدى والرشاد للصالحي 4/ 8- 9 بتصرف.

(1)

ما بين القوسين المعكوفين كلمات غير واضحة في صورة المخطوط لم أستطع قراءتها.

(2)

حول إصابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة «أحد» انظر المصادر والمراجع الاتية: 1- «السيرة النبوية» لابن هشام 3/ 157. 2- «حلية الأولياء» للحافظ أبي نعيم 1/ 87. 3- «دلائل النبوة» للإمام البيهقي 3/ 363. 4- «سبل الهدى» للصالحي- ذكر ثبات رسول الله صلى الله عليه وسلم 4/ 196.

(3)

حول قتال الملائكة مع الرسول صلى الله عليه وسلم في «بدر» انظر: أ- «السيرة النبوية» لابن هشام- الملائكة تشهد وقعة بدر- 3/ 41. ب- «سبل الهدى والرشاد» للصالحي- ذكر سيماء الملائكة يوم بدر- 4/ 43.

(4)

حول نزول الملائكة «يوم حنين» روى ابن أبي حاتم، عن السدي الكبير في قول الله تعالى: وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها قال: هم الملائكة وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا [سورة التوبة من الاية: 26] . قال: قتلهم بالسيف. وروى سعيد بن جبير، قال «في يوم حنين: أمد الله- تعالى- رسوله صلى الله عليه وسلم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين

إلخ» اه: سبل الهدى والرشاد للصالحي 5/ 327.

ص: 322

[رفقاؤه صلى الله عليه وسلم النجباء «1» ]

(وأما رفقاؤه صلى الله عليه وسلم النجباء) فهم أربعة عشر.

روى الحافظ أبو عمر، أنه عليه السلام قال:«2» «لم يكن نبي إلا أعطي سبعة نجباء ووزراء، ورفقاء؛ وإني أعطيت أربعة عشر (ف) أولهم (علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو من أول السابقين للإسلام بعد «خديجة» رضي الله عنها.

أمه «فاطمة بنت أسد الهاشمية» ، وهي أول هاشمية ولدت/ هاشميا، وهو أصغر «3» من السيد «جعفر» بعشر سنين، بويع له بالخلافة يوم قتل «عثمان» رضي الله عنه، وقتله «عبد الرحمن بن ملجم» ليلة الجمعة لثلاث عشرة، وقيل: إحدى عشرة ليلة خلت، وقيل: بقيت من رمضان سنة أربعين، ومبلغ سنه على ما قيل: سبع وخمسون، وقيل: ثمان وخمسون، وقيل: ثلاث وستون سنة.

قال صلى الله عليه وسلم: «علي بن أبي طالب، صاحب حوضي يوم القيامة «4» » .

(1) عن النجباء قال ابن الأثير في «النهاية» : جمع نجيب، وهو الفاضل

وقد نجب ينجب نجابة إذا كان فاضلا نفيسا من نوعه، وفي الحديث «إن لكل نبي سبعة نجباء

» اه: النهاية.

(2)

حديث «النجباء» أخرجه الإمام الترمذي في جامعه، والإمام أحمد في مسنده. فأخرجه الترمذي في كتابه «المناقب» حديث رقم: 3721 بلفظ:

قال علي بن أبي طالب قال النبي صلى الله عليه وسلم «إن كل نبي أعطى سبعة نجباء، أو نقباء، وأعطيت أنا أربعة عشر، قلنا: من هم؟ قال: أنا وابناى، وجعفر، وحمزة، وأبو بكر، وعمر، ومصعب بن عمير، وبلال، وسلمان، والمقداد، وحذيفة، وعمار، وعبد الله بن مسعود» قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روى هذا الحديث عن علي موقوفا. وأخرجه الإمام أحمد في مسنده «مسند العشرة المبشرين بالجنة» انظر الحديث تحت أرقام: 629، 1143، 1198، 1209.

(3)

حول صغر «علي» عن «جعفر» رضي الله عنهما انظر: «الاستيعاب» لابن عبد البر 3/ 197.

(4)

حديث «علي صاحب حوضي

إلخ» . ذكره الإمام الهيثمي في مجمع الزوائد كتاب «البعث» باب ما جاء في الشفاعة، 10/ 367 بلفظ: «عن أبي هريرة، وجابر بن عبد الله- رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «علي بن أبي طالب صاحب

» إلى قوله: «يوم القيامة» وجاء فيه: «فيه أكواب كعدد نجوم السماء، وسعة حوضى ما بين الجابية إلى صنعاء» وقال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه ضعفاء، وثقوا. اه: مجمع الزوائد.

ص: 323

(1) حديث «أنا مدينة العلم

إلخ» . أخرجه الترمذي في جامعه كتاب «المناقب» رقم: 3657 بلفظ: عن على- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا دار الحكمة وعلي بابها» . قال أبو عيسى: هذا حديث غريب منكر، وروى بعضهم هذا الحديث، عن شريك، ولم يذكروا فيه عن الصنابي، ولا نعرف هذا الحديث عن واحد من الثقات، عن شريك. وفي الباب: عن ابن عباس. اه: جامع الترمذي. والحديث أخرجه الحاكم في المستدرك، كتاب «معرفة الصحابة» 3/ 126 بلفظ: عن ابن عباس، وجابر- رضي الله عنهما. وقال الذهبي بعد تصحيح الحاكم لحديث ابن عباس. قلت: بل موضوع، وأبو الصلت قال- أي: الحاكم- مأمون. قلت: لا والله لا ثقة، ولا مأمون. وقال الحاكم عن حديث «جابر» ، وله شاهد بإسناد صحيح. قلت: العجب من الحاكم وجرأته في تصحيحه هذا، وأمثاله من البواطيل، وأحمد هذا- أحد رجال السند- دجال كذاب» اه: تلخيص المستدرك للذهبي بتصرف.

(2)

حديث «ترضى أن تكون

إلخ» متفق عليه من رواية سعد بن أبي وقاص- رضي الله عنه أخرجه البخاري في صحيحه- فتح الباري- في المواضع الاتية: أ- كتاب «المناقب» حديث رقم: 4330. كتاب «المغازي» حديث رقم: 4064. ب- أخرجه الإمام مسلم في صحيحه كتاب «فضائل الصحابة» الأحاديث تحت أرقام: 4419، 4420، 4421. وانظر: جامع الترمذي كتاب «المناقب» حديث رقم: 3658. وانظر: «سبل الهدى» للصالحي 11/ 20287.

(3)

حديث «من كنت مولاه

إلخ» . أخرجه الترمذي في جامعه، كتاب «المناقب» رقم: 3646 بلفظ: عن أبي سريحة، أو زيد بن أرقم- شك شعبة- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «من كنت

الحديث» . قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب. وقد روى شعبة هذا الحديث، عن ميمون أبي عبد الله، عن زيد بن أرقم، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. وأبو سريحة، هو حذيفة بن أسيد الغفارى صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. والحديث أخرجه الحاكم في «المستدرك» 3/ 371 بلفظ:

ثنا رفاعة بن إياس، عن أبيه، عن جده قال: كنا مع علي يوم الجمل، فبعث إلى أبي طلحة بن عبيد الله أن الفتى فأتاه-

ص: 324

السلام لابنته فاطمة رضي الله عنها: «والله لقد زوجتك سيدا في الدنيا والاخرة» «1» .

وعن ابن عباس «2» رضي الله عنهما قال: ل «علي» أربع خصال ليست لأحد غيره: هو أول عربي وعجمي صلى مع رسول صلى الله عليه وسلم/ وهو الذي كان معه لواء في كل زحف، وهو الذي صبر معه يوم فر غيره، وهو الذي غسله، وأدخله قبره «3» » .

وفضائله «4» رضي الله عنه أكثر من أن تستقصى، وقد أشار إلى بعضها بقوله:

محمد النبي أخي وصهري

وحمزة سيد الشهداء عمي

وجعفر الذي يضحى ويمسي

يطير مع الملائكة ابن أمي

وبنت محمد سكني وعرسي

منوط لحمها بدمي ولحمي

وسبطا «5» أحمد ولداي منها

فأيكم له سهم كسهمي

- «طلحة» فقال: أنشدك الله هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كنت

الحديث» . قال الذهبي في التلخيص: قلت: الحسن، هو العرينى ليس بثقة.

(1)

حديث: «والله لقد زوجتك

إلخ» . أخرجه الإمام أحمد في مسنده «مسند عمران بن حصين» 5/ 26 بلفظ: عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد «فاطمة» وهى مريضة، فقال لها:«كيف بك يا بنية؟» قالت: إني وجعة، وإنه ليزيد في آمالي طعام آكله، فقال: يا بنية أما ترضين أنك سيدة نساء العالمين؟ قالت: يا أبتي فأين مريم ابنة عمران؟ قال: تلك سيدة نساء عالمها، وأنت سيدة نساء عالمك، وأما والله لقد زوجتك سيدا في الدنيا والاخرة. اه: مسند أحمد.

(2)

حديث: «ابن عباس لعلي أربع خصال

إلخ» أخرجه ابن عبد البر في «الاستيعاب» 3/ 197 رقم: 1875، قال «لعلي

الحديث» .

(3)

حول غسل على بن أبي طالب، النبي صلى الله عليه وسلم وإدخاله قبره انظر: ما ذكرناه سابقا في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. وانظر «السيرة النبوية» لابن هشام 4/ 262. 263.

(4)

حول فضائل الإمام على- رضي الله عنه انظر: أ- «الاستيعاب» لابن عبد البر 3/ 197- 25 رقم: 1875. ب- «أسد الغابة» لابن الأثير 4/ 16- 40. ج- «الإصابة» لابن حجر 2/ 507- 510 رقم: 5688. د- «الخلافة الراشدة والدولة الأموية» من «فتح الباري» جمعا وتوثيقا- رسالة دكتوراه- للدكتور/ يحيى بن إبراهيم اليحيى ص 461- 534.

(5)

«السبط» : ولد الولد. وقيل: أولاد البنات، ومنه الحديث «الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم» أي: طائفتان وقطعتان منه اه: النهاية.

ص: 325

سبقتكم إلى الإسلام طرا

صغيرا ما بلغت أوان حلمي

وأوجب طاعتي فرضا عليكم

رسول الله يوم غدير خم «1»

- وانظر «لسان العرب» لابن منظور/ سبط.

(1)

«غدير خم» موضع بين مكة والمدينة نصب فيه عين هناك، وبينهما مسجد لرسول الله صلى الله عليه وسلم اه: النهاية. وحديث «غدير خم» . أخرجه الإمام ابن حبان في صحيحه 15/ 376 بلفظ: عن أبي الطفيل قال: قال على: أنشد الله كل امرئ سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم لما قام مقام الناس فشهدوا أنهم سمعوه يقول: «ألستم تعلمون إني أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم» ؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال:«من كنت مولاه، فإن هذا هذا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه» فخرجت وفي نفسى من ذلك شيء فلقيت «زيد بن أرقم» فذكرت ذلك له؛ فقال: قد سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك كله. قال أبو نعيم: فقلت لفطر: كم بين هذا القول، وبين موته. قال: مائة يوم. قال أبو حاتم: يريد موت «علي بن أبي طالب» رضي الله عنه. وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 118 بلفظ: عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم- رضي الله عنه قال: «لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع، ونزل غدير خم أمر بدوحات فقمن، فقال: كأني قد دعيت فأجبت، إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الاخر: كتاب الله، وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما؛ فإنهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض، ثم قال: إن الله عز وجل مولاي، وأنا مولى كل مؤمن، ثم أخذ بيد علي، فقال: من كنت مولاه، فهذا وليه، اللهم وال

» الحديث. وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بطوله شاهده حديث «سلمة بن كهيل» ، عن أبي الطفيل أيضا صحيح على شرطهما. وانظر الحديث بعده. والحديث ذكره السيوطي في «الجامع الصغير» مع شرحه «فيض القدير» 6/ 317- 318 رقم:(9000) ، وعزاه إلى أحمد في مسنده، وابن ماجه في سننه: عن البراء، وإلى أحمد في مسنده: عن بريدة، وإلى الترمذي في جامعه، والنسائي في سننه، وإلى الضياء المقدسي في المختارة: عن زيد بن أرقم رضي الله عنه. قال المناوي في «فيض القدير» قوله: «من كنت مولاه فعلى مولاه» أي: وليه وناصره ولاء الإسلام «ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا» وخصه بالذكر لمزيد علمه، ودقائق استنباطه وفهمه وحسن سيرته وصفاء سريرته، وكرم شيمته، ورسوخ قدمه. قيل سببه أن أسامة بن زيد قال لعلي: لست مولاي، إنما مولاي رسول الله؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، ومن الغريب ما ذكره في لسان الميزان في ترجمة اسفنديار بن الموفق الواعظ: أنه كان يتشيع، وكان متواضعا عابدا زاهدا عن «ابن الجوزي» أنه حكى عن بعض العدول؛ أنه حضر مجلسه، فقال: لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من كنت مولاه

» إلخ: تغير وجه «أبي بكر» ، و «عمر» رضي الله عنهما، ونزلت: فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا

-

ص: 326

فويل ثم ويل ثم ويل لكل [ «1» ]

(و) ثانيهم، وثالثهم (ابناه) : الحسن، والحسين سيدا شباب أهل الجنة رضي الله عنهما «2» .

- الاية «سورة الملك: الاية: 27» هكذا ذكره الحافظ ابن حجر في «اللسان» بنصه، ولم أذكره إلا للتعجب من هذا الضلال وأستغفر الله. قال الحافظ ابن حجر: حديث كثير الطرق جدا استوعبها «ابن عقدة» في كتاب مفرد منها: صحاح، ومنها حسان، وفي بعضها قال ذلك يوم غدير خم

إلخ ولا حجة في ذلك كله على تفضيله على الشيخين، كما هو مقرر بمحله من فن الأصول

قال الهيثمي: رجال أحمد ثقات. وقال في موضع آخر: رجاله رجال الصحيح. وقال المصنف: حديث متواتر. اه: فيض القدير. وذكر السيوطي: أيضا في «الجامع الصغير» 6/ 218 حديث رقم: (9001) حديثا بلفظ: «من كنت وليه فعلي وليه» وعزاه إلى أحمد، والنسائي، والحاكم: عن «بريدة» ورمز له بالحسن. وحول الحديث انظر أيضا المراجع الاتية: أ- موارد الظمان إلى زوائد ابن حبان للهيثمى 1/ 5440. ب- مسند الإمام أحمد 1/ 84، 88، 118، 119، 1520. ج- شرح النووى على صحيح مسلم للنووى 15/ 180.

(1)

ما بين الأقواس المعكوفة مطموس بالأصل لم أستطع الوصول إليه. والأبيات الشعرية كذلك لم أستطع الوصول إليها في المصادر والمراجع المتوافرة لدي.

(2)

حديث «الحسن والحسين

إلخ» أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» 3/ 35 رقم: 2598 بلفظ، عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه. قال المحقق: رواه أبو نعيم في الحلية 4/ 139، وقال: غريب من حديث الأعمش، عن إبراهيم تفرد به حكيم. قلت: قال أبو حاتم: متروك، وكذا في مجمع الزوائد 9/ 182. وللحديث روايات أخرى في «المعجم الكبير» 3/ 35- 39 عن: أ- علي- رضي الله عنه تحت رقم: 26010. ب- الحارث- رضي الله عنه تحت رقم: 2600. ج- أبو هريرة- رضي الله عنه تحت رقم: 2605. د- حذيفة- رضي الله عنه تحت رقم: 2606. هـ- زر بن حبيش- رضي الله عنه تحت رقم: 2607. وأبو سعيد الخدري- رضي الله عنه تحت أرقام: 2610، 2611، 2612، وانظر أيضا بقية الروايات. اه: المعجم الكبير للطبراني. وعن مناقب «الحسن» و «الحسين» على سبيل الاجتماع والانفراد انظر: «سبل الهدى» للصالحي 11/ 55- 81.

ص: 327

(و) رابعهم (حمزة) بن عبد المطلب رضي الله عنه، يكنى «1» أبا عمارة، وأبا يعلى، بابنيه عمارة ويعلى، أسلم رضي الله عنه في السنة الثانية «2» من/ المبعث، وقيل: في السادسة بعد دخول النبي صلى الله عليه وسلم «دار الأرقم «3» » ، وكان أخا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، أرضعتهما معا «ثوبية «4» » الأسلمية، عتيقة «أبي لهب» .

(1) عن كنية «حمزة» بأبي عمارة، وبأبي يعلى انظر: أ- «السيرة النبوية» لابن هشام- إسلام حمزة- 2/ 34. ب- «تلقيح فهوم أهل الأثر» لابن الجوزي ص 61. وقال القسطلاني والزرقاني في «المواهب وشرحها» 3/ 275- 276: «ويكنى أبا عمارة، وأبا يعلى، كنيتان له بابنيه: عمارة، ويعلى. و «أم عمارة» : خولة بنت قيس، من بنى مالك بن النجار. و «أم يعلى» أوسية من الأنصار. وله أيضا من الذكور: عامر، وروح. ومن الإناث أمامة. وقيل في اسمها: عمارة

وابنة تسمى فاطمة

إلخ» اه: المواهب اللدنية وشرحها. وقال الحافظ عبد الغني المقدسي في «الدرة المضية في السيرة النبوية» ص 30- فصل في أعمامه وعماته- ولم يكن له إلا ابنة. انظر: ما قاله الدكتور على حسين البواب محقق الكتاب في التعليق رقم: 1، ص 30.

(2)

حول إسلام «حمزة» رضي الله عنه في السنة الثانية من المبعث انظر: 1- «الاستيعاب» لابن عبد البر 1/ 423- 427 رقم: 559. 2- «الإصابة» لابن حجر 1/ 353- 354 رقم: 1826.

(3)

عن إسلامه في السنة السادسة

قال بذلك «

ابن سعد في الطبقات، والعتقى، وابن الجوزي وقيل: قبل إسلام عمر بثلاثة أيام قاله أبو نعيم وغيره

كما جاء في «المواهب وشرحها» للقسطلاني والزرقاني» - المصدر السابق- اه: المواهب. وانظر: «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 11/ 90.

(4)

عن إرضاع «ثوبية» انظر: أ- «صحيح البخاري» كتاب «النكاح» باب وَأُمَّهاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ [سورة النساء، من الاية: 23] . وانظر: «الجامع الصحيح المختصر» تحت الأجزاء والأرقام الاتية: 2/ 935 رقم: 93512. 5/ 1961 رقم: 4813. 5/ 1964 رقم: 4817. 5/ 1965 رقم: 4818.، 5/ 2054 رقم:50570. ب- صحيح مسلم كتاب «الرضاع» ، باب تحريم الربيبة

حديث رقم: 1449.

ص: 328

وقتله رضي الله عنه «وحشي بن حرب» مولى «جبير بن مطعم بن عدي» ب «أحد» على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة، وهو ابن تسع وخمسين سنة، ودفن هو وابن أخته «1» «عبد الله بن جحش «2» » في قبر واحد، ولم يعقب.

قال صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده؛ إنه مكتوب عند الله- عز وجل في السماء السابعة، حمزة بن عبد المطلب، أسد الله، وأسد رسوله «3» » .

- وانظر: «الاستيعاب» لابن عبد البر 1/ 423 رقم: 559. وانظر: «الإصابة» لابن حجر- القسم الأول- 1/ 353- 354 رقم: 1826. وقال الحافظ مغلطاي في «الإشارة» ص 64: «وأرضعته ثوبية عتيقة أبي لهب حين بشرته بولادته- عليه السلام. وقال أبو أحمد: أعتقها بعد ما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم فأثابه الله على ذلك؛ بأن سقاه الله ليلة كل اثنين في مثل نقرة الإبهام بلبان ابنها «مسروح» . وتوفيت «ثوبية» رضي الله عنها سنة سبع من الهجرة. اه: الإشارة.

(1)

قوله: «

وابن أخته» أى: أخت «حمزة» وهى «أميمة» بنت عبد المطلب «شقيقة عبد الله» والد الرسول صلى الله عليه وسلم. اه: المواهب 2/ 52- غزوة أحد-.

(2)

وعن «عبد الله بن جحش» جاء في «المواهب اللدنية وشرحها» 2/ 51: «

المعروف بالمجدع في الله؛ لأنه سأل الله ذلك» . روى الطبراني، وأبو نعيم بسند جيد: عن سعد بن أبي وقاص: أن عبد الله بن جحش قال له يوم «أحد» ألا تأتى ندعو الله، فخلوا في ناحية، فدعا سعد فقال:«يا رب إذا لقيت العدو فبلغنى رجلا شديدا بأسه شديد حرده- بفتح المهملة والراء ودال مهملة- أى: غضبه- أقاتله فيك ويقاتلني، ثم ارزقني عليه الظفر، حتى أقتله، وآخذ سلبه، فأمّن «عبد الله» . ثم قال- أي: عبد الله-: «اللهم ارزقنى رجلا شديدا بأسه، شديدا حرده، أقاتله فيك ويقاتلنى فيقتلنى، ثم يأخذنى فيجدع أنفي، وأذني؛ فإذا لقيتك، قلت: يا عبد الله فيم جدع أنفك وأذنك؟! فأقول: فيك وفي رسولك، فيقول الله: صدقت. قال سعد: كانت دعوته خيرا من دعوتى؛ لقد رأيته آخر النهار، وإن أنفه وأذنه معلقان في خيط» . اه: المواهب. والحديث في مجمع الزوائد للهيثمى، كتاب «المناقب» - مناقب عبد الله بن جحش- 9/ 301، 302. وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح.

(3)

حديث: «والذي نفسي بيده

إلخ» . أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» - ترجمة حمزة- 3/ 149 رقم: 2952 بلفظ:

عن يحيى بن عبد الرحمن بن لبيبة، عن جده؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «والذى نفسى

إنه لمكتوب

» الحديث. اه: المعجم الكبير.

ص: 329

وقال عليه السلام: «خير إخوتي علي، وخير أعمامي حمزة»

» .

(و) خامسهم (جعفر) بن أبي طالب «2» رضي الله عنه، من المهاجرين الأولين هاجر إلى الحبشة، وقدم منها على رسول الله صلى الله عليه وسلم في فتح «خيبر» ، واعتنقه، وقال:

«ما أدري بأيهما أنا أسر فرحا بقدوم «جعفر» أم بفتح «خيبر «3» » .

- والحديث ذكره الهيثمي بلفظه في مجمع الزوائد كتاب «المناقب» ، باب ما جاء في فضل حمزة، عم رسول الله صلى الله عليه وسلم 9/ 267. وقال: رواه الطبراني، ويحيى، وأبوه لم أعرفهما، وبقية رجاله رجال الصحيح. وانظر:«سبل الهدى والرشاد» للصالحي 11/ 90.

(1)

حديث «خير إخوتي

إلخ» في «المواهب الدنية وشرحها» 3/ 276 بلفظ: «خير إخوتي

» وعزاه إلى الديلمي، وإلى أبي القاسم بن عساكر بلفظ: «خير أعمامي

» وإلى أبي نعيم، من حديث عبد الرحمن بن عابس بن ربيعة، عن أبيه. اه: المواهب. وانظر: «الجامع الكبير» للسيوطي- نسخة قوله- 1/ 517، 518. وانظر:«سبل الهدى والرشاد» للصالحي 11/ 90.

(2)

حول «جعفر بن أبي طالب» رضي الله عنه «وهجرته إلى الحبشة، وتكلمه باسم المهاجرين

إلخ» . قال ابن إسحاق «ثم خرج جعفر

وتتابع المسلمون

ثم أرسل النجاشي، إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاهم، فلما جاءهم رسوله اجتمعوا قال بعضهم لبعض: ما تقولون للرجل إذا جئتموه! قالوا: نقول: والله ما علمنا، وما أمرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم كائنا في ذلك ما هو كائن، فلما جاؤا

فكان الذي كلمه «جعفر بن أبي طالب»

إلخ» اه: السيرة النبوية لابن هشام 2/ 87- الحوار الذي دار بين النجاشي والمهاجرين-.

(3)

حديث «ما أدري بأيهما أسر

إلخ» . ذكره ابن حجر في «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» 11/ 45 رقم: 5907 بلفظ: «

ولقيام النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم جعفر من الحبشة، فقال: «ما أدري بأيهما

أو بفتح خيبر» اه: فتح الباري. وحول قدوم جعفر أيضا انظر: أ- «فتح الباري» كتاب «المغازي» حديث رقم: 3905. ب- «البداية والنهاية» لابن كثير 4/ 306. ج- «دلائل النبوة» للبيهقي 4/ 205. د- «سبل الهدى والرشاد» للصالحي- ذكر قدوم جعفر ومن معه من أرض الحبشة- 5/ 135- 136.

ص: 330

استشهد/ رضي الله عنه ب «مؤتة» في أرض الشام، وكانت سنة ثمان من الهجرة، وقاتل فيها حتى قطعت يداه معا «1» ، فأخبر عليه السلام أن الله- تعالى- أبدله منهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في السماء «2» » .

[ «و» ] * قال صلى الله عليه وسلم: «سيد الشهداء جعفر «3» » .

(1) لم تقطع يداه معا كما ذكر المؤلف هنا؛ بل قطعت اليمنى أولا، ثم اليسرى، كما في حديث ابن عباس- رضي الله عنه الذى رواه الطبراني- مجمع الزوائد المناقب. مناقب جعفر- 9/ 272 بلفظ: «

ثم أخذت اللواء بيدي اليمنى فقطعت، ثم أخذته باليسرى فقطعت، فعوضني الله عن يدي جناحين

إلخ» .

(2)

حول حديث إخباره صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى أبدل جعفرا من يديه جناحين

إلخ. أخرج الحاكم في المستدرك 3/ 42 رقم: 4348 حديث البراء بن عازب- رضي الله عنه قال: «لما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل جعفر داخله من ذلك، فأتاه جبريل، فقال: إن الله تعالى جعل لجعفر جناحين مضرجين بالدم يطير بهما مع الملائكة» قال الحاكم: هذا حديث له طرق، عن البراء، ولم يخرجاه. وقال الذهبي في التلخيص: كلها ضعيفة، عن البراء. وانظر: الحاكم في المستدرك تحت رقمي: 4937، 4945. وأخرج الطبراني في «المعجم الكبير» 11/ 362 رقم: 12020 الحديث بلفظ: عن ابن عباس- رضي الله عنهما قال: لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب، دخل النبي صلى الله عليه وسلم على «أسماء بنت عميس» ، فوضع «عبد الله» و «محمدا» ابني «جعفر» على فخذه، ثم قال:«إن جبريل أخبرني أن الله- عز وجل استشهد «جعفرا» ، وأن له جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة» . ثم قال:«اللهم اخلف جعفرا في ولده» . والحديث بلفظه: عن ابن عباس- رضي الله عنهما ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد كتاب «المناقب» - مناقب جعفر- 9/ 373، وعزاه إلى الطبراني، وقال: فيه «عمر بن هارون» وهو ضعيف، وقد وثق اه: مجمع الزوائد. وانظر: «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 11/ 108.

(*) ما بين القوسين المعكوفين [و] ساقط من الأصل- مستعذب الإخبار

- وأثبتناه لارتباط المقام به.

(3)

حديث «سيد الشهداء

إلخ» . ذكره المتقي الهندي في «كنز العمال» 13/ 332 رقم: 36937، وعزاه، إلى «أبي بكر» وإلى «أبي القاسم الخرقي» . وانظر أيضا «كنز العمال» 11/ 661 رقم:33190.

ص: 331

وقال له عليه السلام: «أشبهت خلقي وخلقي يا جعفر «1» » . وقال عليه السلام:

«دخلت الجنة؛ فإذا جارية [* أدماء لعساء، فق] لت: «ما هذه يا جبريل» ؟.

قال: إن الله عرف شهوة [* جعفر بن أبي طالب للأ] دم اللعس فخلق له هذه.

والأدم: جمع أدماء من [* الأدمة

] الشديدة، واللعس جمع لعساء، وهي [الجارية إذا كان في لونها سواد*] وشربة من الحمرة، وعن أبي

(1) حديث «أشبهت خلقي

إلخ» . أخرجه البخاري في صحيحه: في المواضع الاتية: أ- كتاب «الصلح» حديث رقم: 2501. ب- كتاب «المناقب» - مناقب جعفر-. ج- كتاب «المغازي» حديث رقم: 3920. وانظر: «جامع الترمذي» كتاب «المناقب» : عن البراء بن عازب رقم: 3698. وقال: هذا حديث حسن صحيح

إلخ. اه: الترمذي. وانظر: مسند الإمام أحمد في «المسانيد» الاتية: 1- مسند «العشرة المبشرين بالجنة» تحت الأرقام الاتية: 731، 815، 887. 2- «مسند بني هاشم» رقم:1936. 3- «مسند الكوفيين» تحت رقم: 18238. وانظر: «مسند علي بن أبي طالب» 1/ 98، 115. وانظر: مجمع الزوائد 9/ 272. وانظر: «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 1/ 106، 108.

(*) ما بين الأقواس المعكوفة بياض بالأصل، وأثبتناه من المراجع الاتية: أ- «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير. ب- «لسان العرب» لابن منظور. والنقاط بعد الأدمة بياض بالأصل لم أستطع قراءته. و «الأدمة» و «الإدماء» : يقال: أدماء. وفي الحديث، أنه قال للمغيرة بن شعبة، وقد خطب امرأة «لو نظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما» قال الكسائي: «يؤدم بينكما. - يعني- أن تكون بينهما المحبة

يقال: أدم الله بينهما يأدم أدما، أي: ألف ووفق

إلخ. اه: لسان العرب. و «اللعس» كما في لسان العرب: سواد اللثة والشفة. وقيل: اللعس واللعسة: سواد يعلو شفة المرأة البيضاء. وقيل: هو سواد في حمرة.

ص: 332

[هريرة «1» ]رضي الله عنه قال: «ما احتذى النعال، ولا ركب المطايا، ولا وطئ التراب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من جعفر بن أبي طالب «2» » .

(و) سادسهم (أبو بكر) الصديق- رضي الله عنه القرشي التيمي «3» .

واسمه «عبد الله بن أبي قحافة» .

وأمه «أم الخير «4» » التيمية.

- قال ذو الرمة:

لمياء في شفتيها حوة لعس

وفي اللثات وفي أثيابها سنب.

أبدل اللعس من الحوة. لعس لعسا؛ فهو ألعس، وجعل العجاج اللعسة في الجسد كله: وبشرا مع البياض ألعسا. فجعل البشر ألعس، وجعله مع البياض لما فيه من شربة الحمرة. قال ابن منظور: قال الجوهري: اللعس: لون الشفة إذا كانت تضرب إلى السواد قليلا؛ وذلك يستملح. يقال: شفة لسعاء، وفتية ونسوة لعس. اه: لسان العرب.

(1)

ما بين القوسين المعكوفين [هريرة] بياض بالأصل، وأثبتناه من: أ- جامع الترمذي «المناقب» حديث رقم: 3697. ب- «سبل الهدى والرشاد» 11/ 108.

(2)

الحديث أخرجه الترمذي في جامعه كتاب «المناقب» رقم: 3679 بلفظ: عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: «ما احتذى النعال، ولا انتعل، ولا ركب

الكور بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم

إلخ» . قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب. و «الكور» : الرحل. اه: جامع الترمذي. والحديث ذكره الذهبي في «سير أعلام النبلاء» - ترجمة جعفر- 1/ 217. وعزاه محقق السير إلى: أحمد 3/ 413.، وإلى ابن سعد في «الطبقات» 4/ 1/ 28. وذكره الحافظ ابن حجر في «الإصابة» 2/ 86. وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 209، وصححه، ووافقه الذهبي. اه: محقق سير أعلام النبلاء.

(3)

عن «أبي بكر» رضي الله عنه قال الحافظ مغلطاي في كتابه «الإشارة» ص 468: «كان اسمه في الجاهلية عبد الله بن كعب وفي الإسلام عبد الله الصديق؛ وسمي بذلك لتصديقه النبي صلى الله عليه وسلم وقيل: إن الله- تعالى- صدقه» اه: الإشارة.

(4)

عن أمه «أم الخير» رضي الله عنها: أخرج الطبراني في «المعجم الكبير» 1/ 52 رقم: 2، عن الهيثم بن عدي قال: «أم الخير، أم أبي بكر- رضي الله عنها يقال لها: -

ص: 333

/ وهو أول من أسلم من الرجال*، وكان يقال له «العتيق» لعتاقة وجهه «1» ، وقيل: لقوله عليه السلام: «من سره أن ينظر إلى عتيق من النار؛ فلينظر إلى هذا «2» » .

بويع له بالخلافة في اليوم الذي مات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سقيفة «بني ساعدة» ثم بويع البيعة العامة من عند ذلك اليوم، ومكث بعدها في خلافته سنتين وثلاثة أشهر إلا

- أم الخير بنت صخر

وهلك أبو بكر فورثه أبواه جميعا، وكانا قد أسلما، وماتت أم أبي بكر قبل أبيه» اه: المعجم الكبير.

(*) حول كونه- رضي الله عنه أول من أسلم قال ابن الجوزي في «تلقيح فهوم أهل الأثر» ص 104: «وروى شريح بن يونس، عن يوسف بن يعقوب بن أبي عبد، وصالح بن كيسان، وسعد بن إبراهيم، وعثمان بن محمد الأخنسي، وهم لا يشكون؛ أن أول القوم إسلاما «أبو بكر» اه: تلقيح فهوم أهل الأثر. وانظر: «أسد الغابة» ترجمة أبي بكر 3/ 205- 206.

(1)

حول قوله: يقال له العتيق: أخرج ابن أبي عاصم في كتابه «الاحاد والمثاني» الاتى: أ- 1/ 71: عن عبد الله بن الزبير قال: «كان اسم أبي بكر- رضي الله عنه عبد الله بن عثمان؛ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت عتيق الله- تعالى- من النار فسمى عتيقا» . ب- 1/ 7 رقم: 5: عن الزهري، قال: اسم أبي بكر عتيق

إلخ. ج- 1/ 70 رقم: ب 4 عن عائشة- رضي الله عنها قالت: اسم أبي بكر الذي سماه به أهله «عبد الله بن عثمان»

ولكن غلب عليه اسم «عتيق» . وسمي عتيقا أيضا لجمال وجهه، أخرج ذلك الطبراني في «المعجم الكبير» 1/ 53 رقم: 7 عن الليث بن سعد قال: «إنما سمي أبو بكر عتيقا لجمال وجهه» .

(2)

حديث «من سره

إلخ» . أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 64 رقم: 4404 بلفظ: عن عائشة أم المؤمنين- رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سره

» الحديث إلى قوله: «فلينظر» وزاد بعده «إلى أبي بكر، وإن اسمه الذي سماه أهله لعبد الله بن عثمان بن عامر

حيث ولد فغلب عليه اسم عتيق» . وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وقال الذهبي في التلخيص: صالح- أحد رجال السند- ضعفوه، والسند مظلم. اه: المستدرك. والحديث أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» 1/ 54 رقم: 10 بلفظ: عن عائشة أم المؤمنين- رضي الله عنها إن أبا بكر مر بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «من أراد

» الحديث، دون زيادة الحاكم. قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» 1/ 41: بعضه رواه الترمذي

رواه أبو يعلى، وفيه «صالح بن موسى الطلحي» وهو ضعيف، ولم ينسبه الطبراني في الكبير. اه: مجمع الزوائد.

ص: 334

خمس ليال «1» .

وتوفي بعد أن مرض خمسة عشر يوما، من اغتساله في يوم بارد، حمّ بسببه يوم الجمعة لسبع ليال بقيت من جمادى الاخرة سنة ثلاث عشرة «2» .

قال صلى الله عليه وسلم: «أبو بكر مني، وأنا منه، وأبو بكر أخى في الدنيا والاخرة «3» » .

(1) عن مدة بقاء «أبي بكر» في الخلافة

قال ابن سعد في «الطبقات» 2/ 202: «فكانت خلافته- رضي الله عنه سنتين وثلاثة أشهر، وعشر ليال» اه: الطبقات. وذكر الإمام الطبري في كتابه «التاريخ» 3/ 420 قول ابن سعد. وقال الحافظ مغلطاي في كتابه «الإشارة» ص 470: «ولي الخلافة سنتين ونصفا، وقيل: وأربعة أشهر إلا عشرة أيام

» اه: الإشارة. ولمعرفة المزيد عن الخليفة «أبي بكر- رضي الله عنه انظر المصادر والمراجع الاتية: أ- «الطبقات» للإمام ابن سعد 3/ 202. ب- «الثقات» لابن حبان 1/ 456. ج- «الاستيعاب» لابن عبد البر 3/ 976- 977. د- «الإصابة» لابن حجر 2/ 341- 345 رقم: 4817. هـ- «جوامع السيرة» لابن حزم ص 353. و «تلقيح فهوم أهل الأثر» لابن الجوزي ص 104- 106. ز- «الخلافة الراشدة

» للدكتور/ يحيى بن إبراهيم اليحيى- المبحث الخامس من الباب الأول- ص 197- 218. ح- «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 11/ 260.

(2)

عن سبب وفاة «أبي بكر الصديق» رضي الله عنه قال ابن الجوزي في «تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التاريخ والسير» ص 106: «

أهديت لأبي بكر- رضي الله عنه «خريزة» فأكل منها هو و «الحارث بن كلدة» فقال الحارث لأبي بكر: ارفع يدك يا رسول الله، والله إن فيها لسما؛ وأنا وأنت نموت في يوم واحد؛ فماتا عند انقضاء السنة. وقيل: كان بدء مرضه؛ أنه اغتسل في يوم بارد فحمّ خمسة عشر يوما، وتوفى ليلة الثلاثاء بين المغرب والعشاء، لثمان ليال بقين من جمادى الاخرة

» اه: تلقيح فهوم أهل الأثر. وحول الموضوع-

اغتسل

إلخ- انظر: الطبقات لابن سعد 3/ 202. وانظر: المصادر، والمراجع المذكورة في رقم: 5، أ، ب، ج،

إلخ. وعن «الخريزة» التي أكل منها الصديق فمات بسببها كما في التلقيح. قال الفيروزابادي في «القاموس المحيط» «الخريز» - بالكسر- البطيخ- عربي صحيح، أو أصله فارسي. اه: القاموس.

(3)

هذا الأثر لم أعثر عليه في المصادر المتوافرة لدى.

ص: 335

(1) حديث: «ما نفعني مال

إلخ» . ذكره الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» 11/ 255- الرابع- في تسميته بالصديق فقال: «روى عبد الله ابن الإمام أحمد، وابن مردوية، والديلمي: عن ابن عباس، والطبراني: عن أبي أمامة، والبخاري، والترمذي: عن أبي سعيد، والطبراني في الكبير: عن عبد الله بن عمرو، وابن السني في عمل اليوم والليلة: عن ابن العلاء، والترمذي، وقال: حسن غريب، وابن ماجه: عن أنس، والترمذي: وقال: حسن غريب عن أبي هريرة، وأبو نعيم: عن أبي هريرة، والطبراني في الكبير: عن كعب بن مرة وأبو نعيم في فضائل الصحابة: عن ابن مسعود، وابن عساكر: عن جابر، والإمام أحمد، والبخاري: عن ابن الزبير، والبخاري: عن ابن عباس، والشيرازي في الألقاب: عن سعد، ومسلم: عن ابن مسعود، والطبراني في الكبير: عن أبي واقد- رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما نفعني

» الحديث. وفى لفظ: «

وما نفعني مال أحد قط ما نفعني مال أبي بكر» ، وفي لفظ «لو كنت متخذا خليلا» ، وفي لفظ:«من أهل الأرض» ، وفي لفظ:«غير ربي لاتخذت أبا بكر» وفي لفظ: «ابن أبي قحافة» ، وفي لفظ: «

ولكنه أخي وصاحبي، قد اتخذ الله صاحبكم خليلا» اه: سبل الهدى والرشاد.

(2)

أخرج البخاري في صحيحه- 177/ 177 رقم: 454: عن أبي سعيد الخدري قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الله خير عبدا بين الدنيا، وبين الاخرة، فاختار ما عند الله، فبكى «أبو بكر» رضي الله عنه فقلت في نفسي: ما يبكى هذا الشيخ إن يكن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله؛ فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو العبد، وكان أبو بكر أعلمنا، قال:«يا أبا بكر: لا تبك إن من أمن الناس على في صحبته وماله «أبو بكر» ، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر؛ ولكن أخوة الإسلام ومودته» . وانظر: في المصدر السابق في المواضع الاتية: 3/ 1337 رقم: 3454، 3/ 1417 رقم:3691. وأخرجه من رواية «أبي سعيد الخدري» كل من: أ- الإمام الترمذي في «جامعه» 5/ 608، رقم: 3660. وقال: حديث حسن صحيح. ب- الإمام أحمد في «مسنده» 3/ 18 رقم: 1115. ج- الإمام ابن حبان في «صحيحه» 14/ 558 رقم: 6564. د- الإمام البيهقي في «السنن الكبرى» 5/ 35 رقم: 3.

(3)

انظر: التعليق السابق. وانظر: «مجمع الزوائد» للهيثمى 9/ 44. وانظر: «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 11/ 250.

ص: 336

في شعره، وصرح بأنه خير الصحابة، وأول من صدق النبي صلى الله عليه وسلم وآمن به فقال:

إذا تذكرت شجوا من أخي ثقة

فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا

خير البرية أتقاها وأعدلها

بعد النبي وأوفاها بما حملا

والثاني التالي المحمود مشهده

وأول الناس منهم صدق الرسلا

وكان حب رسول الله قد علموا

من البرية لم يعدل به رجلا «1»

وفضل أبي بكر رضي الله عنه أكثر من أن يحصى مع التطويل؛ فكيف مع الإيجاز الكلمى والتحميل «2» .

(و) سابعهم (عمر) بن الخطاب رضي الله عنه «3» أمه «حنتمة بنت هاشم بن

(1) أبيات «حسان بن ثابت» رضي الله عنه ذكرها الإمام ابن الأثير في «أسد الغابة» 3/ 205، 206 فقال: «

عن مجاهد، عن الشعبي، قال: سألت ابن عباس- رضي الله عنه من أول من أسلم؟ قال: أبو بكر، أما سمعت قول «حسان بن ثابت» . إذا تذكرت

الأبيات- إلى البيت الثالث. اه: أسد الغابة.

(2)

لمعرفة المزيد عن «أبي بكر» رضي الله عنه انظر: المصادر والمراجع الاتية: 1- «الاستيعاب» لابن عبد البر 3/ 91- 103. 2- «أسد الغابة» لابن الأثير 3/ 205. 3- «الإصابة» لابن حجر 2/ 341- 344. 4- «الخلافة الراشدة

» للدكتور/ يحيى بن إبراهيم اليحيى ص 127- 2180 طبع دار الهجرة طبعة/ 1.

(3)

«عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى

» أسلم في سنة ست من النبوة، وقيل: «سنة خمس

أسلم بعد أربعين رجلا، وإحدى عشرة امرأة

» اه: تلقيح فهوم أهل الأثر لابن الجوزي ص 106، 107. حول عدد الذين أسلموا قبله خلاف انظر فيه «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» لابن حجر كتاب «المناقب» : مناقب عمر 7/ 40- 42. عن قصة إسلام عمر- رضي الله عنه انظر: المصادر والمراجع الاتية: أ- «السيرة النبوية» لابن هشام 2/ 95- 98. ب- «الروض الأنف» للسهيلي- إسلام عمر- 2/ 98- 100. ج- «الخلافة الراشدة

» - إسلام عمر- رضي الله عنه للدكتور/ يحيى بن إبراهيم اليحيى ص 220- 226.

ص: 337

المغيرة المخزومية «1» » . ولد بعد الفيل بثلاث عشرة سنة، وأسلم رضي الله عنه ب «دار الأرقم» بعد رجال سبقوه، وهاجر؛ فهو من المهاجرين الأولين «2» ، وشهد بدرا ومشاهد النبي صلى الله عليه وسلم كلها «3» .

بويع له بالخلافة سنة ثلاث عشرة وقتل سنة ثلاث وعشرين من ذي الحجة، طعنه «أبو لؤلؤة فيروز» غلام المغيرة بن شعبة، وكان نصرانيا «4» فكانت خلافته عشر سنين، وستة أشهر «5» .

(1) عن أم عمر- رضي الله عنهما قال ابن حجر في «فتح الباري» - مناقب عمر- 7/ 44: هي «حنتمة بنت هشام بن المغيرة» ابنة عم أبي جهل، والحارث بن هشام بن المغيرة. ووقع عند «ابن منده» : أنها «بنت هشام» أخت «أبي جهل» ، وهو تصحيف، نبه عليه «ابن عبد البر» وغيره

اه: فتح الباري. وحولها انظر: المراجع الاتية: أ- «الإشارة) للحافظ مغلطاي ص 469. ب- «المعجم الكبير» للطبراني 1/ 64 رقم: 49. ج- «الدرة المضية

» للحافظ/ عبد الغني المقدسي ص 73. د- «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 11/ 263.

(2)

عن هجرة «عمر بن الخطاب» و «عياش بن أبي ربيعة» انظر: «السيرة النبوية» لابن هشام 2/ 219- 220.

(3)

حول حضور «عمر بن الخطاب» رضي الله عنه المشاهد كلها انظر: 1- «السيرة النبوية» لابن هشام. 2- «تلقيح فهوم أهل الأثر

» لابن الجوزي ص 107.

(4)

حول «أبي لؤلؤة فيروز

» قال محمد بن حبيب في كتابه «المحبر» ص 12: «

كان مجوسيا. والمجوس: هم من عبد النار، والنصراني بخلاف ذلك

» اه: المحبر. وعلى قول ابن حبيب «كان مجوسيا» يكون ما ذكره المؤلف- أبو مدين. «وكان نصرانيا» قول مجانب للصواب. والله أعلم. وقال الحافظ مغلطاي في كتابه «الإشارة» ص 471: وقتله «أبو لؤلؤة

» في صلاة الصبح يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة. وقال ابن قانع: غرة المحرم لتمام ثلاث وعشرين، وهو ابن ثلاث وستين سنة. اه: الإشارة.

(5)

حول مدة خلافته- رضي الله عنه انظر: 1- «الاستيعاب» لابن عبد البر 2/ 458- 4474. 2- «الإصابة» لابن حجر 2/ 518- 519 رقم: 5736.

ص: 338

وكان رضي الله/ عنه لا يخاف في الله لومة لائم، وهو الذي نور شهر الصوم بصلاة الإشفاع «1» ، وأرخ التاريخ من الهجرة «2» ، الذي تبعه الناس إلى اليوم، وهو أول من سمي، ب «أمير المؤمنين» «3» ، وهو أول من اتخذ الدرة، وكان نقش خاتمه «كفى بالموت واعظا يا عمر» «4» .

قال صلى الله عليه وسلم: «ما في السماء ملك إلا وهو يوقر عمر، وما في الأرض شيطان إلا وهو يفرق من عمر «5» » .

- 3- «الإشارة» للحافظ مغلطاي ص 471. 4- «حاشية رقم: 2» من ص 471 لمحقق كتاب الإشارة. 5- «الخلافة الراشدة

» - الفصل الثانى خلافة عمر- ص 219- 383.

(1)

قوله: «

الذي نور

» - المراد بذلك صلاة التراويح- عن ذلك قال قال الإمام ابن الجوزي في «تلقيح فهوم أهل الأثر

» ص 107: «وأول من جمع الناس على قيام رمضان» اه: تلقيح فهوم أهل الأثر.

(2)

من أول قوله: «وأرّخ

» إلى قوله: «

اتخذ الدرة» ذكره ابن الجوزي في «تلقيح فهوم أهل الأثر

» ص 107 فقال: «

وهو أول خليفة دعي بأمير المؤمنين، وهو أول من كتب التاريخ للمسلمين، وأول من جمع القرآن في الصحف

، وأول من عزّ في علمه، وحمل الدرة، وأدّب بها، وفتح الفتوح

إلخ» اه: تلقيح. وانظر «الكامل في التاريخ» لابن الأثير 2/ 454- 455.

(3)

حول قوله: «أول من سمي بأمير المؤمنين» : ذكر الهيثمي في «مجمع الزوائد» 9/ 61 كتاب «المناقب» ، باب في تسميته بأمير المؤمنين. عن ابن شهاب قال: قال عمر بن عبد العزيز، لابن أبي حثمة: من أول من كتب من عند أمير المؤمنين؟! فقال: أخبرتني الشفاء بنت عبد الله، وكانت من المهاجرات الأول: أن لبيد بن ربيعة، وعدى بن حاتم قدما المدينة، فأتيا المسجد، فوجدا «عمرو بن العاص» فقالا: يا ابن العاص استأذن لنا أمير المؤمنين. فقال: أنتما والله أصبتما فهو الأمير، ونحن المؤمنون؛ فدخل «عمرو» على «عمر» رضي الله عنهما فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين. فقال عمر: ما هذا؟ فقال: أنت الأمير، ونحن المؤمنون، فجرى الكتّاب من يومئذ. قال الهيثمي: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح. اه: مجمع الزوائد. وانظر: «الكامل» لابن الأثير 2/ 454؛ فقد ذكر فيه رأيا آخر في تسميته بأمير المؤمنين.

(4)

حول نقش خاتمه- رضي الله عنه انظر ص 107 من كتاب «تلقيح فهوم أهل الأثر

» للإمام ابن الجوزي.

(5)

أثر «إن الشيطان

إلخ» أخرجه الإمام أحمد في «فضائل الصحابة» 1/ 335 رقم: 482 ضمن حديث بلفظ «

قال ابن مسعود: إن إسلام عمر

» إلى أن قال: «وإني لأحسب-

ص: 339

وقال عليه السلام: «لو نزل عذاب من السماء ما نجا منه إلا عمر «1» » .

وقال عليه السلام: «إن الحق ينطق على لسان عمر «2» » .

وقال عليه السلام: «لم تكن أمة إلا وفيها محدث*؛ فإن يكن في هذه الأمة محدث فهو عمر رضي الله عنه» «3» قيل: وما المحدث؟ قال الذي يرى الرأى، ويظن

- أن الشيطان يفرقه

» اه: فضائل الصحابة للإمام أحمد. وذكره الذهبي في «سير أعلام النبلاء» 2/ 74 بلفظ: عن عائشة- رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الشيطان يفرق من عمر» رواه مبارك بن فضالة، عن عبيد الله بن عمر، عن القاسم، عن عائشة. اه: سير أعلام النبلاء.

(1)

أثر «لو نزل عذاب من السماء

إلخ» ذكره بلفظه الإمام ابن كثير في كتابه «تحفة الطالب» 1/ 468. وقال: هذا الحديث بهذا اللفظ لم أره في شئ من الكتب؛ وإنما في صحيح مسلم: عن ابن عباس- رضي الله عنهما قال: لما أسروا الأسارى- يعنى- يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر، وعمر- رضي الله عنهما «ما ترون في هؤلاء الأسارى» . اه: تحفة الطالب. لأنه أشار بقتلهم.

(2)

حديث «إن الحق ينطق

إلخ» . أخرجه الإمام أحمد في مسنده «مسند عبد الله بن عمر» 2/ 53 بلفظ: عن عبد الله بن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله- تعالى- جعل الحق على لسان عمر وقلبه» . والحديث ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» 9/ 66، كتاب «المناقب» ، باب إن الله جعل الحق على لسان عمر وقال: رواه الطبراني في «الأوسط» ورجاله رجال الصحيح. وانظر أحاديث بقية الباب. وانظر: «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 11/ 266- فضائل عمر- رضي الله عنه.

(*) عن قوله: «محدث» قال ابن حجر في «فتح الباري» كتاب «فضائل الصحابة» - مناقب عمر- 7/ 50 قال: «محدث» اختلف في تأويله، فقيل: ملهم، قاله الأكثر. والمحدث- بالفتح-: هو الرجل الصادق الظن، وهو من ألقى في روعه شئ من قبل الملأ الأعلى؛ فيكون كالذي حدثه غيره به، وبهذا جزم أبو أحمد العسكري. وقيل: من يجرى الصواب على لسانه من غير قصد. وقيل: مكلم: أي: تكلمه الملائكة بغير نبوة إلخ. اه: فتح الباري.

(3)

حديث: «لم تكن أمة إلا فيها محدث

إلخ» . أخرجه البخاري في صحيحه- فتح الباري- كتاب «فضائل الصحابة» باب مناقب عمر- رضي الله عنه 7/ 42 رقم: 3689 بلفظ: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد كان فيما قبلكم من الأمم ناس محدثون؛ فإن يكن في أمتى أحد فإنه عمر» . زاد زكريا بن أبي زائدة

عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لقد كان فيمن قبلكم من-

ص: 340

الظن؛ فيكون كما رأى، وكما ظن. ورأى عليه السلام «أنه أتي بلبن فشرب منه، ثم تناول فضله عمر، فأول ذلك بالعلم» «1» ورأى عليه السلام: «الناس يعرضون عليه، وعليهم قمص؛ فمنها ما يبلغ الثدي، ومنها دون ذلك، وعرض عليه «عمر» رضي الله عنه وعليه قميص يجره، فأول عليه السلام ذلك بالدين «2» .

وقال عليه السلام: «ينادي مناد/ يوم القيامة: أين الفاروق «3» ؟ فيؤتى به فيقول الله:

مرحبا بك يا أبا حفص، هذا كتابك؛ إن شئت فاقرأه، وإن شئت فلا؛ فقد غفر لك «4» » .

ويقول الإسلام: «يا رب هذا عمر أعزني في الحياة الدنيا؛ فأعزه في عرصات القيامة «5» » .

- بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء؛ فإن يكن في أمتى منهم أحد فعمر «قال ابن عباس- رضي الله عنهما: «من نبي ولا محدث» اه: فتح الباري. وانظر: صحيح البخاري مع الفتح كتاب الأنبياء، باب 54. وانظر: صحيح مسلم كتاب (فضائل الصحابة» باب 23. وانظر: «جامع الترمذي» كتاب «المناقب» 17. وانظر: «مسند الإمام أحمد» 6/ 55.

(1)

حديث «

أتي بلبن

إلخ» أخرجه الإمام البخاري في صحيحه- فتح الباري- كتاب «فضائل الصحابة» باب مناقب عمر- رضي الله عنه 7/ 41 رقم: 3681 بلفظ: عن الزهري قال: أخبرني حمزة، عن أبيه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«بينا أنا نائم شربت- يعنى اللبن- حتى أنظر إلى الرّى يجرى في ظفري- أو في أظفاري- ثم ناولت عمر، قالوا: ما أولته يا رسول الله؟ قال: العلم. اه: صحيح البخاري مع شرحه فتح الباري. وانظر: الحديث في: 1- «مسند الإمام أحمد» مسند عمر 2/ 82. 2- «مجمع الزوائد» 3/ 6 مناقب عمر- رضي الله عنه.

(2)

حديث «بينا أنا نائم

إلخ» في «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» كتاب «فضائل الصحابة» - مناقب عمر- رضي الله عنه 7/ 43 رقم: 3691 بلفظ: عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «بينا أنا نائم رأيت الناس عرضوا علىّ

الحديث» وانظر: مسند الإمام أحمد «مسند أبي سعيد الخدري» 3/ 6.

(3)

عن لقبه بالفاروق قال ابن حجر في «فتح الباري

» 7/ 48 كتاب «فضائل الصحابة» : «

وأما لقبه فهو الفاروق باتفاق. فقيل: أول من لقبه به النبي صلى الله عليه وسلم

وقيل: أهل الكتاب

وقيل: جبريل

» اه: فتح الباري.

(4)

أثر «ينادى مناد

» لم أعثر عليه في المراجع المتوافرة لدى.

(5)

أثر «يا رب هذا عمر

إلخ» لم أعثر عليه في المصادر المتوافرة لدى.

ص: 341

فعند ذلك يحمل على ناقة من نور ثم يكسى حلتين لو نشرت إحداهما لغطت الخلائق، ثم يسير بين يديه سبعون ألف لواء، ثم ينادى مناد «يا أهل الموقف: هذا عمر فاعرفوه «1» » .

قال ابن مسعود رضي الله عنه: «كان إسلام عمر فتحا، وهجرته نصرا، وإمارته رحمة «2» » ، وقال عليه السلام:«لكل شيء جناح، وجناح هذه الأمة أبو بكر وعمر» رضي الله عنهما «3» وروى أن رجلا دخل على عمر فقال: «ما رأيت أحدا بعد النبي صلى الله عليه وسلم خيرا منك» قال: هل رأيت أبا بكر. قال: لا. قال: لو قلت: نعم، لبالغت في عقوبتك» .

(و) ثامنهم (أبو ذر) الغفاري رضي الله عنه وأصح ما قيل في اسمه «4» أنه «جندب «5» بن جنادة» ، أسلم بعد أربعة، وكان خامسا، ثم رجع إلى بلاده، فأقام بها

- و «العرصات» جمع عرصة، وهى المكان الذي لا بناء فيه انظر لسان العرب لابن منظور.

(1)

الحديث أخرجه الإمام الطبراني في «المعجم الكبير» 9/ 162 رقم: 8806 بلفظ: قال ابن مسعود: «إن إسلام عمر

» إلى قوله: «كانت رحمة» وزاد: «والله ما استطعنا أن نصلى عند الكعبة ظاهرين؛ حتى أسلم عمر» اه: المعجم الكبير. والحديث ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» 9/ 32، وعزاه إلى الطبراني في الكبير وقال: رجاله رجال الصحيح إلا أن «القاسم» ، لم يدرك جده «ابن مسعود» اه: مجمع. والحديث أخرجه الإمام أحمد في كتابه «فضائل الصحابة» 1/ 335 رقم: 482 بلفظه، إلى قوله:«حتى أسلم عمر» وزاد بعده: «وإنى لأحسب أن بين يدي عمر ملكين يسددانه؛ وإني لأحسب أن الشيطان يفرقه؛ فإذا ذكر الصالحون فحى هلا عمر» . اه: فضائل الصحابة للإمام أحمد. وانظر «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» مناقب عمر- رضي الله عنه 7/ 48.

(2)

لم أستطع الوصول إليه.

(3)

لم أستطع الوصول إليه.

(4)

عن اسمه- رضي الله عنه وما قيل فيه انظر: أ- «الاستيعاب» لابن عبد البر 4/ 216- 218 رقم: 2974. ب- «أسد الغابة» لابن الأثير 5/ 186- 188. ج- «الإصابة» لابن حجر- أبو ذر- 4/ 62- 64 رقم: 384.

(5)

و «الجندب» قال عنه ابن دريد في «الاشتقاق» 1/ 211: «

ذكر بعض النحويين أن النون فيه زائدة؛ لأن اشتقاقه من الجدب. والجدب: القفر من الأرض. والجندب: دويبة عريضة لها جناحان تسمع لها صريرا إذا-

ص: 342

حتى مضت «بدر» و «أحد» ، و «الخندق» ، ثم قدم على النبي صلى الله عليه وسلم/ المدينة فصحبه إلى أن مات عليه السلام، وتوقي بالربذة سنة إحدى، أو اثنتين وثلاثين، وقيل: أربع وعشرين «1» روي أبو الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر «2» » . وفيه أيضا ورد الحديث «أبو ذر في أمتي على زهد عيسى ابن مريم» «3» .

(و) تاسعهم (المقداد) بن عمرو بن ثعلبة البهراني «4» ، يكنى «أبا معبد» ، وقيل:«أبا الأسود» وهو الذي يقال له: «المقداد ابن الأسود» كان حليفا للأسود بن

- حميت الشمس

وذكر الخليل بن أحمد أن كل اسم على هذا- ثانية نون أو همزة- فلك أن تقول فيه «فعلل» ، أو «فعلل»

» اه: الاشتقاق.

(1)

عن وفاته قال ابن عبد البر في «الاستيعاب» 4/ 218: «

توفى أبو ذر- رضي الله عنه بالربذة سنة إحدى وثلاثين، وصلى عليه عبد الله بن مسعود» رضي الله عنه. وقيل:«توفى سنة أربع وعشرين والأول أصح- إن شاء الله تعالى-» اه: الاستيعاب.

(2)

حديث «ما أظلت

إلخ» . أخرجه الترمذي في «جامعه» كتاب «المناقب» مناقب أبي ذر 5/ 628 رقم: 3081 بلفظ: عن أبي ذر قال: قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أظلت الخضراء

» إلى قوله: «ولا أوفى من أبي ذر» . وزاد «شبه عيسى ابن مريم عليه السلام فقال عمر بن الخطاب كالحاسد: يا رسول الله: أفتعرف ذلك له؟ قال: نعم فاعرفوه له» . قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وقد روى بعضهم، هذا الحديث قال:«أبو ذر يمشى في الأرض بزهد عيسى ابن مريم- عليه السلام» - اه: جامع الترمذي.

(3)

حول «أبي ذر على زهد عيسى

» انظر الحديث السابق الواقع تحت رقم: 4. وانظر: «الاستيعاب» لابن عبد البر- ترجمة أبي ذر- 4/ 218.

(4)

ترجم له ابن الأثير في «أسد الغابة» 4/ 409 فقال: هو «المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك

بن بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة البهراني المعروف بالمقداد بن الأسود. وهذا الأسود الذي ينسب إليه، هو الأسود بن عبد يغوث الزهري؛ وإنما نسب إليه؛ لأن المقداد حالفه فتبناه الأسود فنسب إليه، ويقال له أيضا: المقداد الكندي؛ وإنما قيل له ذلك: لأنه أصاب دما في «بهراء» فهرب منهم إلى كندة فحالفهم، ثم أصاب فيهم دما فهرب إلى مكة، فحالف الأسود بن عبد يغوث

إلخ» اه: أسد الغابة. وانظر: «تلقيح فهوم أهل الأثر

» لابن الجوزي ص 127.

ص: 343

عبد يغوث بن وهب الزهرى: فنسب إليه، وهو من السابقين إلى الإسلام، شهد «بدرا» ، والمشاهد كلها، وكان رضي الله عنه من الفضلاء الأخيار، وتوفي ب «الجرف «1» » فحمل إلى المدينة، ودفن بها، وصلى عليه «عثمان بن عفان «2» » رضي الله عنهما سنة ثلاث وثلاثين، وهو ابن سبعين سنة، ولا عقب له إلا أن له بنتا اسمها «كريمة «3» » .

(و) عاشرهم (سلمان) الفارسي مولاه صلى الله عليه وسلم يكنى «أبا عبد الله» ، ويعرف ب «سلمان الخير «4» » سئل عن نسبه فقال:«أبي الإسلام» .

وسئل عنه «علي» رضي الله عنه، فقال: / «علم العلم الأول والاخر، وهو بحر لا ينزف، وهو منا أهل البيت «5» » .

(1) عن وفاته ب «الجرف» انظر: «الاستيعاب» لابن عبد البر 4/ 43. وقال ابن الأثير في «أسد الغابة» 4/ 411: «وكانت وفاته بالمدينة في خلافة «عثمان» رضي الله عنه بأرض له ب «الجرف» - بانفلاق بطنه- وحمل إلى المدينة

إلخ» أسد الغابة.

(2)

عن صلاة «عثمان» عليه- رضي الله عنهما انظر: أ- «الاستيعاب» لابن عبد البر 4/ 43. ب- «تلقيح فهوم أهل الأثر» لابن الجوزي ص 127.

(3)

في المصادر المتوافرة لدي لم أجد من ذكر له بنتا باسم كريمة، وفي القول تناقض بين قوله:«ولا عقب له» والله أعلم.

(4)

حول «سلمان الخير» و «سلمان الإسلام» قال ابن حجر في «الإصابة» - القسم الأول- 2/ 62 رقم: (3357) : «

ويقال له: سلمان ابن الإسلام، وسلمان الخير، وقال ابن حبان: من زعم أن سلمان الخير آخر فقد أوهم» اه: الإصابة.

(5)

حديث «سلمان منا

إلخ» . أخرجه الحاكم في «المستدرك» كتاب «معرفة الصحابة» 3/ 598 بلفظ: عن كثير بن عبد الله المزني، عن أبيه عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خط عام حرب الأحزاب حتى بلغ «المذاحج» ؛ فقطع لكل عشرة أربعين ذراعا، فاحتج المهاجرون «سلمان منا» . وقال الأنصار:«سلمان منا» . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سلمان منا أهل البيت» اه: المستدرك. قال الذهبي في «التلخيص» : قلت: سنده ضعيف. والحديث أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» 6/ 212 رقم: 6040- ترجمة سلمان-. وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» 6/ 130، وقال: فيه «كثير بن عبد الله المزني» ضعفه الجمهور، وحسن الترمذي حديثه، وبقية رجاله ثقات. اه: مجمع الزوائد.

ص: 344

كان- رضي الله عنه خيرا فاضلا صابرا عالما زاهدا متقشفا. ذكر «هشام بن حسان «1» » ، عن الحسن «2» ، قال كان عطاء حسان خمسة آلاف، فكان إذا خرج عطاؤه تصدق به، ويأكل من عمل يده، وكانت له عباءة يفترش بعضها، ويلبس بعضها، وكان يعمل الخوص بيده فيعيش منه، ولا يقبل من أحد شيئا، ولم يكن له بيت؛ وإنما كان يستظل ب «الجدر» والشجر.

توفي رضي الله عنه في آخر خلافة «عثمان» رضي الله عنه سنة خمس وثلاثين، على ما صدر به «أبو عمر» «3» .

قال صلى الله عليه وسلم: «من أراد أن ينظر إلى رجل نور الله قلبه؛ فلينظر إلى سلمان «4» » .

وقال عليه السلام: «سلمان منا أهل آل البيت «5» » .

وروي من حديث ابن بريدة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«أمرني ربي بحب أربعة: - وأخبرني أنه يحبهن» : «علي» ، و «أبو ذر» ، و «المقداد» ، و «سلمان» «6» .

(1) و «هشام

» ترجم له ابن حجر في «التقريب» ص 572 رقم: 7289، فقال: هو «هشام بن حسان الأزدي القردوسي- بضم القاف والدال- أبو عبد الله البصري. ثقة من أثبت الناس في «ابن سيرين» وفي روايته، عن «الحسن» و «عطاء» مقال؛ لأنه قيل: كان يرسل عنهما من السادسة. مات سنة سبع- أو ثمان- وأربعين ومائة. أخرج له أصحاب الكتب الستة. اه: التقريب.

(2)

«الحسن» إذا أطلق فالمراد به الحسن البصري.

(3)

قول ابن عبد البر توفى في خلافة «عثمان»

إلخ» ذكره في «الاستيعاب» 2/ 61 فقال: «

توفي سلمان- رضي الله عنه في آخر خلافة عثمان- رضي الله عنه سنة خمس وثلاثين. وقد قيل: بل توفى سنة ست وثلاثين في أولها. وقد قيل: توفي في آخر خلافة عمر- رضي الله عنه والأول أكثر. والله أعلم.

(4)

حول حديث «من أراد أن ينظر

إلخ» انظر: 1- «الطبقات» لابن سعد 4/ 98. 2- «مختصر تاريخ دمشق» للشيخ عبد القادر بدران 6/ 200.

(5)

تقدم تخريج الحديث.

(6)

حديث: «أمرني ربي

إلخ» . أخرجه الإمام الترمذي في جامعه كتاب «المناقب» رقم: 3652 بلفظ: عن ابن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله أمرني بحب أربعة؛ وأخبرني أنه يحبهم. قيل: يا رسول الله سمّهم لنا قال: «علىّ» منهم- يقول ذلك ثلاثا- و «أبوذر» ، و «المقداد» ، و «سلمان» أمرنى ربى بحبهم، وأخبرني أنه يحبهم» .

ص: 345

(و) حادي عشرهم (حذيفة) بن اليمان، يكنى: أبا عبد الله. واسم اليمان:

«حسيل بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن فروة بن الحارث بن مازن بن قطيعة/ بن عبس العبسي» حليف لبني عبد الأشهل من الأنصار وأمه: امرأة من الأوس من بني عبد الأشهل اسمها «الرباب بنت كعب بن عدي بن عبد الأشهل» شهد هو، وأبوه، وأخوه «صفوان» «أحدا وقتل أباه يومئذ بعض المسلمين، وهو يحسبه من المشركين «1» .

وتوفي رضي الله عنه سنة ست وثلاثين بعد قتل «عثمان» رضي الله عنه في أول خلافة «علي» رضي الله عنه، على ما صدر به «أبو عمر» «2» . قال فيه صلى الله عليه وسلم:«إنه من أصفياء الرحمن» . وكان رضي الله عنه معروفا في الصحابة بصاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عمر رضي الله عنه يسأله عن المنافقين «3» ، وينظر إليه عند موت من مات من المسلمين؛ فإن لم يشهد جنازته «حذيفة» رضي الله عنه لم يشهدها «عمر» رضي الله عنه وهو

- قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث شريك.

(1)

عن قتل والد «حذيفة

إلخ» قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 3/ 168: قال ابن إسحاق: «لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى «أحد» رفع «حسيل بن جابر» وهو اليمان أبو «حذيفة» وثابت بن وقش- رضي الله عنهما في الاطام مع النساء، والصبيان، فقال: أحدهما لصاحبه، وهما شيخان كبيران: لا أبا لك ما ننتظر؟ فو الله لا بقى لواحد منا من عمره إلا ظمؤ حمار، إنما نحن هامة اليوم، أو غدا أفلا نأخذ أسيافنا ونلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم لعل الله يرزقنا شهادة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأخذا أسيافهما، ثم خرجا، حتى دخلا في الناس، ولم يعلم بهما. فأما «ثابت بن وقش» فقتله المشركون. وأما «حسيل

» فاختلف عليه أسياف المسلمين فقتلوه، ولا يعرفونه، فقال حذيفة: أبي. فقالوا: والله ما عرفناه. وصدقوا. فقال حذيفة: يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين. فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يديه فتصدق حذيفة بديته على المسلمين، فزاد ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا» . اه: السيرة النبوية لابن هشام.

(2)

قول أبي عمر- ابن عبد البر-: «توفي بعد مقتل عثمان

إلخ» ذكره في كتابه «الاستيعاب» - ترجمة حذيفة- 1/ 278.

(3)

سؤال «عمر» ل «حذيفة» رضي الله عنهما عن المنافقين ذكره ابن عبد البر- أبو عمر- في كتابه (الاستيعاب) 1/ 278.

ص: 346

الذي بعثه «1» رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق ينظر إلى قريش، فجاء بخبر رحيلهم سئل رضي الله عنه أي: الفتن أشد؟ قال: «أن يعرض عليك الخير والشر، فلا تدري أيهما تركب «2» » ، وقال:«لا تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة منافقوها «3» » .

(1) عن بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم «حذيفة» «يوم الخندق

إلخ» ذكره ابن هشام في «السيرة النبوية» - في غزوة الخندق- قال: قال ابن إسحاق: «

فلما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اختلف من أمرهم، وما فرق الله به من جماعتهم، دعا الله. أرأيتم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبتموه؟! قال: نعم يا ابن أخي. قال: فكيف كنتم تصنعون؟ قال: والله لقد كنا نجهد. قال: فقال: والله لو أدركناه ما تركناه يمشي على الأرض، ولحملناه على أعناقنا. قال: فقال حذيفة: يا ابن أخي، والله لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخندق، وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هويا من الليل، ثم التفت إلينا، فقال:«من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم ثم يرجع- يشرط رسول الله الرجعة- أسأل الله- تعالى- أن يكون رفيقي في الجنة؟» فما قام رجل من القوم من شدة الخوف، وشدة الجوع، وشدة البرد، فلما لم يقم أحد، دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكن لي بد من القيام حين دعاني، فقال:«يا حذيفة اذهب فادخل في القوم فانظر ماذا يصنعون؟ ولا تحدثن شيئا حتى تأتينا» . قال: فذهبت فدخلت في القوم، والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل لا تقر لهم قدرا، ولا نارا ولا بناء، فقام أبو سفيان فقال: يا معشر قريش؛ إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام، لقد هلك الكراع والخف، وأخلفتنا بنو قريظة، وبلغنا عنهم الذي نكره، ولقينا من شدة الريح ما ترون: ما تطمئن لنا قدر، ولا تقوم لنا نار، ولا يستمسك لنا بناء فارتحلوا؛ فإني مرتحل. ثم قام إلى جمله، وهو معقول، فجلس عليه، ثم ضربه. فوثب به على ثلاث، فو الله ما أطلق عقاله إلا وهو قائم، ولولا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إليّ أن لا تحدث شيئا حتى تأتيني، ثم شئت لقتله بسهم. قال حذيفة: فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلى في مرط لبعض نسائه

فلما رآني أدخلني إلى رجليه، وطرح علي طرف المرط، ثم ركع وسجد، وإني لفيه، فلما سلم أخبرته الخبر، وسمعت «غطفان» بما فعلت قريش، فانشمروا راجعين إلى بلادهم» . اه: السيرة النبوية لابن هشام.

(2)

أثر «حذيفة» رضي الله عنه «سئل، أي: الفتن

» . ذكره ابن عبد البر في كتابه «الاستيعاب» ترجمة حذيفة 1/ 278.

(3)

حديث «لا تقوم الساعة

إلخ» . أخرجه البزار في مسنده «مسند عبد الله بن مسعود» 4/ 265- 266 رؤقم: 1434 بلفظ:

عن ابن عمر، عن ابن مسعود- رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة

» الحديث. قال البزار: وهذا حديث لا نعلم رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا عبد الله بن مسعود، ولا نعلم له طريقا، عن عبد الله إلا هذا الطريق. و «حنش» هذا: اسمه «حسين بن قيس الرحبى» وقد روى عنه غير واحد «1/ 153/ 2» فقال: حسين بن قيس، «ولا نعلم أحدا، قال: حنش إلا التيمي» اه: مسند البزار. -

ص: 347

(و) ثاني عشرهم عبد/ الله (بن مسعود) بن غافل بن حبيب بن شمخ بن قار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر، أبو عبد الرحمن الهذلي، حليف بني زهرة، وأمه: أم عبد بنت عبد ود، من هذيل أيضا. وأمها: زهيرة «قيلة بنت الحارث بن زهرة» .

أسلم- رضي الله عنه في حين إسلام «سعيد بن زيد» ، ثم ضمه رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه؛ فكان يلج عليه نعليه، ويمشي أمامه، ويستره إذا اغتسل، ويوقظه إذا نام، وكان يعرف في الصحابة بصاحب [وساده وسواكه «1» ] .

شهد «بدرا» و «الحديبية» ، وهاجر الهجرتين، وصلى القبلتين، وشهد له- رضي الله عنه بالجنة.

توفي- رضي الله عنه بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين، ودفن بالبقيع، وصلى عليه «عثمان» رضي الله عنه وقيل: الزبير، ودفنه ليلا بإيصائه بذلك إليه، ولم يعلم عثمان- رضي الله عنه بدفنه، فعاتب الزبير على ذلك، وكان يوم توفي ابن بضع وستين سنة قال صلى الله عليه وسلم:«رضيت لأمتي ما رضي/ لها ابن أم عبد، وسخطت لأمتي ما سخط لها ابن أم عبد «2» » .

- وعزاه محقق مسند البزار إلى: ابن عدى في «الكامل» - ترجمة حسين بن قيس-، وإلى الطبراني في الكبير (10/ 8 رقم: 9771) ، وعزاه إلى الهيثمي في «كشف الأستار إلى زوائد البزار» كتاب «الفتن» باب أمارات الساعة 4: 150 رقم: 3416» اه: محقق المسند. والحديث ذكره بلفظه، الهيثمي في «مجمع الزوائد» كتاب «الفتن» ، باب ثان في أمارات الساعة 7/ 327 عن ابن مسعود، وقال: رواه البزار، والطبراني، وفيه قصة، وفيه «حسين بن قيس» ، وهو متروك» اه: مجمع الزوائد. وانظر: (الاستيعاب) لابن عبد البر- ترجمة حذيفة- 1/ 278. وانظر: (فتح الباري

) لابن حجر 13/ 84. وانظر: (مختصر مسند البزار) لابن حجر 2/ 184- 185.

(1)

ما بين القوسين المعكوفين مطموس بالأصل، وأثبتناه من: أ- (الاستيعاب) لابن عبد البر 3/ 112. ب- (تلقيح فهوم أهل الأثر) لابن الجوزي ص 127.

(2)

حديث: «رضيت لأمتي

إلخ» . أخرجه الحاكم في «المستدرك» كتاب «معرفة الصحابة» 3/ 317- 319.

ص: 348

- وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وله علة من حديث «سفيان الثوري» ؛ فأخبرنا محمد بن موسى عمران الفقيه، ثنا إبراهيم بن أبي طالب، ثنا أبو وكيع، عن سفيان. قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري ومسلم، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص، وقال:«مرسل على شرط البخاري ومسلم» اه: المستدرك بتصرف.

(1)

حديث «اهتدوا بهدي عمار

إلخ» جزء من حديث ذكره الشيخ الألباني- رحمه الله تعالى- في (سلسلة الأحاديث الصحيحة) 2/ 231- 236 رقم: 1233، وقال: روي من حديث «عبد الله بن مسعود» ، و «حذيفة بن اليمان» ، و «أنس بن مالك» ، وعبد الله بن عمر» .

(2)

حديث «رجل عبد الله

إلخ» . عزاه السيوطي في «الجامع الكبير» قسم المسانيد 2/ 28- مسند علي- رضي الله عنه إلى: ابن أبي شيبة في «المصنف» ، وأحمد في «المسند» ، وأبي يعلى، وابن جرير، وصححه، و «الطبراني في الكبير» ، والضياء المقدسي في «المختارة» : عن علي. فأخرجه الإمام أحمد في مسنده 1/ 420- 421 بلفظ: عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود- رضي الله عنه أن كان يجتني سواكا من الأراك، وكان دقيق الساقين، فجعلت الريح تكفؤه، فضحك القوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«مم تضحكون؟!» قالوا: يا نبي الله من دقة ساقيه. فقال: «والذي نفسي بيده إنهما أثقل في الميزان من أحد» . وانظر «مسند أحمد» 1/ 421، 5/ 366. والحديث ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» كتاب «المناقب» باب ما جاء في ابن مسعود 9/ 289 بلفظ: عن ابن مسعود أنه كان يجتني سواكا

الحديث. قال الهيثمي: رواه أحمد، وأبو يعلى، والبزاز، والطبراني من طرق وفي بعضها «لساقا ابن مسعود يوم القيامة أشد، وأعظم من أحد» ، وفي بعضها «بينا هو يمشي وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ همزه أصحابه» وأمثل طرقها فيه «عاصم بن أبي النجود» ، وهو حسن الحديث على ضعفه، وبقية رجال أحمد، وأبي يعلى رجال الصحيح. وذكر الهيثمي حديث «فروة بن إياس» في نفس المرجع- 9/ 289- بلفظ: أن مسعود رقى شجرة يجتنى منها سواكا فوضع رجليه عليها فضحك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من دقة ساقيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«لهما أثقل في الميزان من أحد» وقال: رواه البزار والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح. وانظر:«الطبقات» لابن سعد 3/ 1/ 110. وانظر: بقية الأحاديث في مجمع الزوائد 9/ 289. وانظر: كتاب «الاحاد والمثاني» لابن أبي عاصم 1/ 187 رقم: 239: عن علي بن أبي طالب. -

ص: 349

(و) ثالث عشرهم (عمار بن ياسر) بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن حصين العنسي المذحجي، يكنى: أبا اليقظان، حليف لبني مخزوم «1» ، وكان عمار، وأمه «سمية» «2» ممن عذب في الله «3» ، ثم أعطاهم «عمار «4» » ما أرادوا بلسانه، واطمأن بالإيمان قلبه فنزلت فيه: إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ «5» . وهاجر إلى أرض الحبشة «6» ، وصلى القبلتين، وشهد «بدرا» ، والمشاهد كلها، وأبلى ب «بدر» بلاء

- وانظر: كتاب «الأدب المفرد» للبخاري 2/ 92 رقم: 237: عن علي. وانظر: «تاريخ بغداد» للخطيب البغدادي 1/ 148.

(1)

حول اسم عمار وكنيته، ومحالفته، وسبقه

وهجرته

انظر: أ- «الاستيعاب» لابن عبد البر 2/ 476- 481. ب- «الإصابة» لابن حجر 2/ 512- 513 رقم: 5704. ج- «السيرة النبوية» لابن هشام 1/ 264. د- «الروض الأنف» للسهيلي 2/ 78.

(2)

عن «سمية

» قال السهيلي في «الروض الأنف» 2/ 78: «سمية بنت خياطة» أم ياسر كانت مولاة لأبي حذيفة بن المغيرة، واسمه:«مهشم» ، وهو عم «أبي جهل»

إلخ اه: الروض.

(3)

عن تعذيب آل ياسر قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 2/ 68: قال ابن إسحاق «وكانت بنو مخزوم يخرجون عمار بن ياسر، وأباه، وأمه، وكانوا- أهل بيت إسلام- إذا حميت الظهيرة يعذبونهم برمضاء مكة؛ فيمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول فيما بلغني: صبرا آل ياسر، موعدكم الجنة» . «فأما أمه فقتلوها، وهي تأبي إلا الإسلام

» اه: السيرة النبوية.

(4)

حول قوله: «وأعطاهم عمار

إلخ» . قال السهيلي في «الروض الأنف» 2/ 77: فصل ذكر تعذيب من أسلم، وطرحهم في الرمضاء، وكانوا يلبسونهم أدراع الحديد، حتى أعطوهم بألسنتهم ما سألوا من كلمة الكفر إلا «بلالا» رضي الله عنه وأنزل الله فيهم إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ الاية، ونزل في عمار، وأبيه: إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً [سورة آل عمران، من الاية: 28] . ولما كان الإيمان أصله في القلب رخص للمؤمن أن يقول بلسانه إذا خاف على نفسه، حتى يأمن. قال ابن مسعود: «ما من كلمة تدفع على سوطين إلا قلتها

» اه: الروض الأنف. وانظر: «الاستيعاب» لابن عبد البر 3/ 228.

(5)

سورة النحل، من الاية:106.

(6)

حول هجرة «عمار إلى الحبشة

إلخ» . قال الإمام السهيلي في «الروض الأنف» 2/ 80: «وشك ابن إسحاق في «عمار بن ياسر» هل هاجر إلى أرض الحبشة أم لا؟! والأصح عند أهل السير كالواقدي، وابن عقبة، وغيرهما: أنه لم يكن فيهم اه: الروض الأنف.

ص: 350

حسنا، وشهد اليمامة «1» وأبلي فيها أيضا، وقطعت أذنه يومئذ، ومات رضي الله عنه ب «صفين» . وكانت «صفين «2» » في ربيع الاخر سنة سبع وثلاثين «3» ، ودفنه «علي» رضي الله عنهما في ثيابه، ولم يغسله، وكانت سن عمار رضي الله عنه يوم قتل فيها تزيد على تسعين سنة، قال صلى الله عليه وسلم:«من أبغض عمارا أبغضه الله «4» » .

وقال عليه السلام: «اشتاقت الجنة إلى: علي، وعمار، وسلمان، وبلال «5» » .

(1) حول قوله: «وشهد عمار اليمامة

إلخ» انظر: «الكامل في التاريخ» للإمام ابن الأثير 2/ 218- 224.

(2)

حول قوله: «وكانت صفين

إلخ» انظر: «الاستيعاب» لابن عبد البر 3/ 231 ترجمة عمار.

(3)

حول «وفاته بصفين

إلخ» انظر: «الخلافة الراشدة

» للدكتور يحيى بن إبراهيم اليحيى ص 526.

(4)

حديث «من أبغض

إلخ» . أخرجه الإمام أحمد في مسنده «مسند الشاميين» رقم: 16211 بلفظ: عن خالد بن الوليد، قال: كان بيني وبين عمار بن ياسر كلام فأغلطت له في القول، فانطلق عمار يشكوني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء خالد، وهو يشكوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فجعل يغلظ له، ولا يزيد إلا غلظة، والنبي صلى الله عليه وسلم ساكت لا يتكلم، فبكى عمار، وقال رسول الله:«ألا تراه» . فرفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه، قال: «من عادى عمارا عاداه الله، ومن أبغض

» الحديث. قال خالد: «فخرجت فما كان شيء أحب إلى من رضا عمار؛ فلقيته فرضى» اه: المسند. وعزاه الإمام السيوطي في «الجامع الكبير» 1/ 800 إلى «النسائي، وابن حبان، والطبراني في الكبير، والحاكم في المستدرك، والضياء المقدسي في «المختارة» : عن خالد بن الوليد. وحول الحديث انظر أيضا: أ- «تفسير الطبري» 5/ 94. ب- «الدر المنثور في التفسير بالمأثور» للسيوطي 5/ 176.

(5)

حديث «اشتاقت الجنة

إلخ» . أخرجه الحاكم في «المستدرك» في كتاب «معرفة الصحابة» 3/ 173 بلفظ: عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اشتاقت الجنة إلى ثلاثة

» الحديث. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في «التلخيص» . والحاكم لم يذكر «بلالا» في حديثه. وعزاه السيوطي في «الجامع الكبير» 1/ 110 إلى ابن عساكر في «تاريخ دمشق» . وانظر «حلية الأولياء» للإمام أبي نعيم 1/ 190.

ص: 351

ومن حديث «علي بن أبي طالب/ قال: «جاء عمار يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم يوما، فعرف صوته، فقال: «مرحبا بالطيب المطيب ائذنوا له «1» » .

(و) رابع عشرهم (بلال) بن رباح، يكنى: أبا عبد الله.

وأمه «حمامة» وهو مولى «أبي بكر الصديق» رضي الله عنه اشتراه بخمس أوق. وقيل: بسبع. وقيل: بتسع، ثم أعتقه، وكان له خازنا، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنا، شهد «بدرا» و «أحدا» وسائر المشاهد «2» ، ومات ب «دمشق» ، ودفن عند الباب الصغير بمقبرتها سنة عشرين، وهو ابن ثلاث وستين، على ما صدر به «أبو عمر «3» » .

روى ابن وهب، وابن القاسم: عن مالك- رحمه الله تعالى- قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبلال: «يا بلال إني دخلت الجنة فسمعت فيها خشفا» [أمامي*] .

قال: والخشف: الوطء والحس- فقلت: من هذا؟ «قيل: بلال «4» » . وكان بلال- رضي الله عنه إذا ذكر ذلك بكى، وقال- عليه السلام:«أول من يقرع باب الجنة بلال» .

فهؤلاء رفقاؤه صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم، واحشرنا في زمرتهم آمين.

(1) حديث: «مرحبا بالطيب

إلخ» . قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وانظر: سنن ابن ماجة «المقدمة» رقم: 143، 144. وانظر: مسند الإمام أحمد «مسند العشرة المبشرين بالجنة» تحت أرقام: 740، 982، 1026. وانظر:«المستدرك» للحاكم كتاب «معرفة الصحابة» 3/ 388. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في «التلخيص» .

(2)

من قوله: «وهو مولى أبي بكر» إلى قوله: وسائر المشاهد مقتبس من «الاستيعاب» لابن عبد البر 1/ 258- 259 رقم: 214- ترجمة بلال-.

(3)

قوله: «

على ما صدر به

الخ» انظره: في «الاستيعاب» المصدر السابق.

(*) ما بين القوسين المعكوفين غير واضح بالأصل، وأثبتناه من «الاستيعاب» لابن عبد البر المصدر السابق.

(4)

رواية «ابن وهب وابن القاسم

إلخ» ذكرها ابن عبد البر في «الاستيعاب» - ترجمة بلال- 1/ 259- 260 رقم: 214.

ص: 352

[من كان يضرب أعناق الكفار «1» بين يديه](ومن كان يضرب أعناق/ الكفار بين يديه صلى الله عليه وسلم علي) بن أبي طالب- رضي الله عنه (والزبير «2» ) بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي يكنى: أبا عبد الله.

أمه: «صفية بنت عبد المطلب» عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأول من سل سيفا في سبيل الله «3» ، وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«الزبير «4» ابن

(1) في بعض نسخ «أوجز السير» - اصل كتابنا- «المشركين» بدل «الكفار» .

(2)

عن الزبير بن العوام انظر المصادر والمراجع الاتية: أ- «الاستيعاب» لابن عبد البر 2/ 389 رقم: 811- الزبير بن العوام-. ب- «أسد الغابة

» لابن الأثير 2/ 196- 199. ج- «الإصابة» لابن حجر- القسم الأول- 1/ 545- 546 رقم: 2789. د- «تلقيح فهوم أهل الأثر

» لابن الجوزي ص 114- 115.

(3)

حول قوله: «

وأول من سل سيفا

إلخ» انظر: المراجع الاتية: 1- «الاستيعاب» لابن عبد البر 2/ 90. 2- «تلقيح فهوم أهل الأثر

» لابن الجوزي ص 115. 3- «مجمع الزوائد» للإمام الهيثمي، كتاب «المناقب» - مناقب الزبير- 9/ 150.

(4)

حديث «الزبير ابن عمتي

إلخ» . أخرجه الإمام أحمد في مسنده 1/ 9 رقم: 681، 1/ 89 رقم:608. وانظر: «مسند جابر» 3/ 31. والحديث أخرجه الحاكم في (المستدرك) 3/ 414 رقم: 5578 بلفظ: عن مسلم بن نذير قال: كنا عند على- رضي الله عنه فجاء ابن جرموز يستأذن عليّا، فقال على: أتقتل ابن صفية تفخّرا؟! ائذنوا له وبشروه بالنار، سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم يقول:«لكل نبي حواري؛ وابن الزبير حواري وابن عمتي» . وانظر: (فضائل الصحابة) للإمام أحمد 2/ 737 رقم: 1273. وحول الحديث انظر أيضا المصادر والمراجع الاتية: أ- (مصنف ابن أبي شيبة) 5/ 344، 12/ 92. ب- (تاريخ بغداد) للخطيب البغدادي 8/ 95. ج- (سلسلة الأحاديث الصحيحة) للشيخ الألباني- رحمه الله تعالى- 4/ 498 رقم: 1877.

ص: 353

عمتي وحواري من أمتي «1» » .

قتله «عمرو بن جرموز* السعدي «2» «بموضع يعرف بوادي السباع، وجاء بسيفه إلى «علي» فقال له علي: «بشر قاتل ابن صفية بالنار «3» » ؛ وذلك يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الأولى سنة ست وثلاثين.

«ومحمد بن مسلمة**» بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن

(1) عن معنى الحواري قال ابن عبد البر في (الاستيعاب) 2/ 91: «الصاحب المستخلص) .

(*)«جرموز» - بضم الجيم، والميم بينهما راء ساكنة، وآخره زاى- فتح الباري 7/ 82.

(2)

حديث قتل «ابن جرموز

«للزبير» أخرجه الحاكم في (المستدرك) 3/ 406 رقم: 5546 بلفظ:

ثنا مصعب بن عبد الله الزبيري. قال: توجه «الزبير» إلى المدينة، فتبعه «عمرو بن جرموز» ، وهو متوجه نحو المدينة؛ فقتله غيلة بوادي السباع، فبرأ الله من ذمة عليا وأصحابه وإنما قتله عمرو بن جرموز في رجب سنة ست وثلاثين

إلخ» . قال الحاكم: «هذه الأحاديث صحيحة عن أمير المؤمنين على بن أبي طالب، وإن لم يخرجاه بهذه الأسانيد» اه: المستدرك. وانظر: (المستدرك) 3/ 411 أيضا تحت أرقام: 5567، 5568، 5572، 5578، 5582. وانظر:(المعجم الكبير) للطبراني 1/ 123 رقم: 245. وانظر: (فتح الباري) لابن حجر 7/ 82 حديث رقم: 3516. وانظر: (فضائل الصحابة) للإمام أحمد 2/ 737، 744، تحت أرقام: 1272، 1273، 1291. وقال ابن عبد البر في (الاستيعاب) 2/ 193: «

فاتبعه ابن جرموز- عبد الله، ويقال: عمير بن جرموز السعدي- قتله بموضع يعرف بوادي

إلخ» اه: الاستيعاب.

(3)

حول حديث «بشر قاتل ابن صفية

إلخ» . انظر: ما ذكرناه من المصادر والمراجع في التعليق رقم: (6) . وانظر أيضا: أ- (الاستيعاب) لابن عبد البر 2/ 93. ب- (تفسير القرطبي) 16/ 321. ج- (البداية والنهاية) لابن كثير 7/ 250.

(**) انظر: ما ذكرناه سابقا فيمن سموه «محمدا» في الجاهلية. قال ابن حجر في (الإصابة) 3/ 383 رقم: 7806 «

ولد قبل البعثة باثنتين وعشرين سنة في قول الواقدى، وهو ممن سمى في الجاهلية محمد

» اه: الإصابة.

ص: 354

الحارث بن الخزرج [بن عمرو «1» ] بن مالك بن الأوس.

شهد [بدرا «2» ] والمشاهد كلها*، ومات بالمدينة** سنة ثلاث وأربعين «3» » وصلى عليه «مروان «4» » وهو يومئذ أمير على المدينة، وهو أحد الذين قتلوا «كعب بن الأشرف» ، وهو أيضا أحد الذين قعدوا عن الفتنة هو و «أسامة بن زيد» ، و «سعد بن أبي وقاص» ، و «عبد الله/ بن عمر- رضي الله عنهم «5» -» و «عاصم» بن ثابت «ابن أبي الأقلح» بن قيس بن عصمة بن النعمان بن مالك بن أمية بن ضبيعة بن زيد الأنصاري الأوسي، يكنى أبا سليمان «6» .

(1) ما بين القوسين المعكوفين غير واضح بالأصل، وأثبتناه من: الاستيعاب لابن عبد البر 3/ 333- ترجمة محمد بن مسلمة-.

(2)

شهود لغزوة «بدر» قول ابن عبد البر كما في (الاستيعاب) 3/ 333.

(*) شهوده- رضي الله عنه (المشاهد كلها) لم يسلم به بعض الأئمة كالإمام ابن عبد البر وغيره حيث قال في (الاستيعاب) : «

واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة في بعض غزواته وقيل: استخلفه في غزوة «قرقرة الكدر» . وقيل: إنه استحلفه عام تبوك» . وقال ابن حجر في (الإصابة) 3/ 383: «

إلا غزوة تبوك؛ فإنه تخلف بإذن النبي صلى الله عليه وسلم أن يقيم بالمدينة، وكان ممن ذهب إلى قتل كعب بن الأشراف، كما ذكر المؤلف

» اه: الإصابة بتصرف.

(**) وفاته بالمدينة هو قول الإمام ابن عبد البر كما في (الاستيعاب) 3/ 333 حيث قال: «

ومات بالمدينة ولم يستوطن غيرها» اه: الاستيعاب.

(3)

وفاته- رضي الله عنه سنة ثلاث وأربعين ذكره ابن عبد البر في (الاستيعاب) 3/ 335، وذكره أيضا غيره فقال: وقيل: سنة ست وأربعين. وقيل: سنة سبع وأربعين، وهو ابن سبع وسبعين

إلخ» اه: الاستيعاب.

(4)

حول «صلاة مروان بن الحكم عليه

إلخ» انظر: أ- (الاستيعاب) لابن عبد البر 3/ 335.

(5)

حول قتله بن كعب بن الأشراف «وقعوده عن الفتنة

إلخ» قال ابن عبد البر في (الاستيعاب) 3/ 335: «

وهو أحد الذين قتلوا «كعب

»

واعتزل الفتنة، واتخذ سيفا من خشب

إلخ» اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) لابن حجر في 3/ 383- 384: وحيث قال: «

وكان ممن ذهب إلى قتل كعب بن الأشرف، وإلى ابن أبي الحقيق

وكان ممن اعتزل الفتنة

» اه: الإصابة.

(6)

و «عاصم

» ترجم له ابن حجر في (الإصابة) 2/ 244- 245 رقم: 4347 فقال: هو: عاصم بن ثابت

، جد عاصم بن عمر بن الخطاب لأمه من السابقين الأولين من الأنصار له قصة في سرية من سرايا رسول الله- صلى الله عليه وسلم ستأتي- إن شاء الله تعالى-

ولذلك كان-

ص: 355

شهد «بدرا» وقتل يوم الرجيع «1» . وكانت قريش بعثت رسلا لأخذ [رأسه ليبيعوه «2» ] ؛ لأنه قتل عظيما من عظمائهم يوم «بدر» ، وهو «عقبة بن أبي معيط» ، فبعث الله مثل المظلة من «الدبر» - وهم: ذكور النحل- فحمته من رسلهم «3» ، «والمقداد» بن عمرو، وقد تقدم «4» رضي الله عنهم.

[حراسه صلى الله عليه وسلم]

(وحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر حين نام في العريش سعد بن معاذ «5» ) بن النعمان

- يسمى حمى الدبر، وفى هذه القصة يقول حسان:

لعمرى لقد ساءت هذيل بن مدرك

أحاديث كانت في خبيب وعاصم

أحاديث لحيان صلوا بقبحها

ولحيان ركابون شر الجرائم.

(1)

يوم «الرجيع» تقدم الحديث عنه فيما سبق. وانظر حول أيضا المصادر والمراجع الاتية: أ- (السيرة النبوية) لابن هشام 3/ 224- 230. ب- (الروض الأنف) للسهيلي- مقتل خبيب وأصحابه- 3/ 233، 240.

(2)

ما بين القوسين المعكوفين مطموس بالأصل، وأثبتناه من: السيرة النبوية لابن هشام 3/ 225.

(3)

حديث: «

فبعث الله مثل

إلخ» . أخرجه البخاري في صحيحه: الجامع المختصر- وغيره، 3/ 1108 حديث رقم: 2880 عمرة بن أبي سفيان، عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: بعث رسول الله- صلى الله عليه وسلم سرية، وأمر عليهم عاصم

الحديث بطولة في قصة «خبيب بن عدى»

، وفيه: «

أن عاصما قال: لا أنزل في ذمة مشرك، وكان قد عاهد الله أن لا يمس مشركا، ولا يمسه مشرك؛ فأرسلت قريش ليأتوا بشيء من جسده، وكان قتل عظيما- عقبة كما في أصل كتابنا- من عظمائهم يوم «بدر» ، فبعث الله عليه مثل الظلة من الدبر، فحمته منهم؛ ولذلك كان يقال: حمى الدبر

» اه: الجامع المختصر بتصرف. وانظر: (الجامع المختصر) أيضا: 4/ 1465 حديث رقم: 3767، 4/ 6858 حديث رقم:2858. وانظر: (المستدرك) للحاكم 3/ 245 رقم: 4679. وانظر: (المعجم الكبير) للطبراني 4/ 221 رقم: 4191، 5/ 259 رقم:5284. وانظر: (السنن الكبرى) للبيهقي 5/ 261 رقم: 8839.

(4)

انظر (رفقاؤه النجباء) .

(5)

عن حراسة «سعد بن معاذ» انظر: أ- (تلقيح فهوم أهل الأثر) لابن الجوزي. ب- (المواهب اللدنية مع شرحها) للإمامين القسطلاني، والزرقاني 3/ 303، 304.

ص: 356

ابن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي.

يكنى: أبا عمرو.

وأمه: «كبشة بنت رافع «1» » لها صحبة.

أسلم بالمدينة بين العقبة الأولى والثانية على يدي «مصعب بن عمير» .

وشهد «بدرا» و «أحدا» و «الخندق» ، ورمي يوم «الخندق» بسهم في أكحله «2» فعاش شهرا، ثم انتفض جرحه؛ فمات منه سنة خمس من الهجرة بعد قريظة بليال، وهو ابن سبع وثلاثين سنة.

ودفن بالبقيع، والذي رماه بالسهم «حبان بن العرقة «3» » / وقال: «خذها وأنا

(1) و «كبشة أم سعد» ترجم لها ابن عبد البر في (الاستيعاب) 4/ 460 فقال: «كبشة بنت رافع بن عبيد بن الأبجر» وهي «خدرة بنت عوف

هى أم سعد

روى سعد بن إبراهيم، عن عامر ابن سعد بن أبي وقاص قال: لما خرج بجنازة «سعد

» جعلت أمه تبكي، فقال لها عمر: انظري ما تقولين يا أم سعد؟! فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «دعها يا عمر كل باكية مكثرة إلا أم سعد ما قالت من خير فلن تكذب» . اه: الاستيعاب.

(2)

و «الأكحل» : عرق في اليد؛ أو عرق الحياة، ولا تقل عرق الأكحل. اه: القاموس.

(3)

عن «حبان بن العرقة» ورميه لسعد في أكحله أخرج الحاكم في (المستدرك) 3/ 277 رقم: 4921 بلفظ: عن عبد الله بن كعب بن مالك؛ أنه قال: الذي رمى «سعد بن معاذ» يوم الخندق «حبان بن قيس بن العرقة» - أحد بنى عامر- فملا أصابه قال: «خذها وأنا ابن العرقة» فقال سعد: عرق الله وجهك في النار ثم عاش سعد بعد ما أصابه سهم نحوا من شهر، حتى حكم في بنى قريظة بأمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم ورجع إلى مدينة رسول الله- ثم انفجر كلمه فمات ليلا؛ فأتى جبريل- عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له:«من هذا الذي فتحت له أبواب السماء واهتز له عرش الرحمن؟! فخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى سعد، فوجده قد مات» اه: المستدرك. وانظر: (المعجم الكبير) للطبراني 22/ 448- رقم: 1091- ترجمة خديجة، رضي الله عنها. وانظر:(صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان) 15/ 468 رقم: 7028. وانظر: (مسند إسحاق بن راهويه) 2/ 544 رقم: 726. قال ابن الأثير في كتابه (الكامل في التاريخ) 2/ 72- 73: «ورمى سعد بن معاذ بسهم قطع أكحله، رماه حبان بن قيس بن العرقة

» . والعرقة أمه؛ وإنما قيل لها: العرقة؛ لطيب ريح عرقها، وهي «قلابة بنت سعيد بن سعد، وهي جدة خديجة» رضي الله عنها أم أبيها، أو هي أم «عبد مناف بن الحارث» جد أبيه، فلما رمى سعدا قال: «خذها

إلخ» فقال النبي- صلى الله عليه وسلم: «عرق الله

الحديث»

إلخ» اه: الكامل. -

ص: 357

ابن العرقة» ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«عرق الله وجهه في النار «1» » .

ولما مات- رضي الله عنه نزل من الملائكة لتشييع جنازته سبعون ألفا ما وطئوا الأرض قبلها «2» . وقال عليه السلام لأمه: «إن ابنك أول من ضحك الله له «3» » .

وعن عائشة- رضي الله عنها قالت: «كان في بني عبد الأشهل ثلاثة لم يكن يعز النبي- عليه السلام من المسلمين أحدا أفضل منهم: «سعد بن معاذ» ، و «أسيد ابن حضير» و «عباد بن بشر» «4» .

وقال عليه السلام: «اهتز العرش لموت سعد بن معاذ «5» » .

- وانظر: (الطبقات) لابن سعد 2/ 1/ 48. وانظر: (الديباج على صحيح مسلم) للسيوطي 4/ 375 رقم: 1769.

(1)

حديث «عرق الله وجهه

إلخ» أخرجه ابن سعد في الطبقات 2/ 1/ 48.

(2)

حديث: «

نزل لتشييع جنازته

إلخ» ذكره الهيثمي في (مجمع الزوائد) كتاب (المناقب) باب ما جاء في فضل سعد 9/ 308 بلفظ: عن ابن عمر- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «لقد نزل لسعد بن معاذ- رضي الله عنه سبعون ألف ملك، ما وطئوا الأرض قبلها» وفيه: وقال حين دفن: «سبحان الله سبحان الله لو انفلت أحد من ضغطة القبر لانفلت منها سعد» . قال الهيثمي: رواه البزار بإسنادين أحدهما رجال الصحيح.

(3)

حديث «إن ابنك

إلخ» . أخرجه الإمام أحمد في مسنده (من حديث أسماء بنت يزيد) 6/ 456 بلفظ: عن امرأة من الأنصار يقال لها: «أسماء

قالت: لما توفى «سعد بن معاذ» صاحت أمه، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم:» ألا يرقأ دمعك؟! فإن ابنك أول من ضحك الله له» اه: المسند.

(4)

حول قول عائشة- رضي الله عنها: «كان في بني عبد الأشهل ثلاثة

إلخ» انظر: أ- (الاستيعاب) لابن عبد البر- ترجمة سعد بن معاذ- 2/ 198- 199. ب- (الاستيعاب) 2/ 350- 351 رقم: 1362- ترجمة عباد بن بشر. ج- (الإصابة) لابن حجر 2/ 3 رقم: 3204- ترجمة سعد بن معاذ-. وحول الحديث انظر أيضا: أ- (الطبقات) لابن سعد 3/ 2/ 9. ب- (الاستيعاب) لابن عبد البر 2/ 168 رقم: - ترجمة سعد بن معاذ-. ج- (البداية والنهاية) لابن كثير 4/ 128.

(5)

حديث: «اهتز عرش

إلخ» متفق عليه من رواية جابر- رضي الله عنهما: أخرجه-

ص: 358

وقال ابن حجر في «شرح الشمائل*» : أي: «تحرك فرحا بقدوم روحه، وإعلاما للملائكة بفضيلته وموته» .

قال النووي: «وهذا القول هو الظاهر» . وقيل: المراد بالاهتزاز: الاستبشار والقبول؛ لا الحركة، ولا الاضطراب، (و [حرسه «1» ] ذكوان بن عبد قيس «2» ) بن

- البخاري في صحيحه- فتح الباري- كتاب (المناقب) مناقب «سعد بن معاذ» حديث رقم: 3519. وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب (المناقب) حديث رقم: 18308. وحول الحديث انظر أيضا: 1- مسند الإمام أحمد (باقى مسند الأنصار) حديث رقم: 5567، و (مسند الكوفيين) حديث رقم:18308. 2- المستدرك للحاكم كتاب (معرفة الصحابة) 3/ 206 تحت أرقام: 4622، 4624، 4627: 5265. 3- المعجم الكبير للطبراني 1/ 204 رقم: 553، 6/ 10 رقم: 5334، 5341، 5342، 12/ 422 رقم: 13555- 20/ 351 رقم: 529.

(*) كتاب (شرح الشمائل) لابن حجر لم أصل إليه في مؤلفات (ابن حجر) المتوافرة لدي، وحول اهتزاز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ نذكر ما قاله ابن حجر وغيره. قال ابن حجر- رحمه الله في (فتح الباري) كتاب (الغزوات) عند شرحه لحديث رقم: 3592 الجزء 7/ 124: «

اهتز عرش الرحمن: المراد باهتزاز العرش استبشاره وسروره بقدوم روحه. يقال: لكل من فرح بقدوم قادم عليه: اهتز له، ومنه اهتزت الأرض بالنبات إذا اخضرت وحسنت. ووقع ذلك من حديث «ابن عمر» عند الحاكم بلفظ:«اهتز العرش فرحا به» ؛ لكنه تأوله كما تأوله البراء بن عازب؛ فقال: اهتز العرش فرحا بلقاء الله سعدا حتى تفسخت أعواده

إلخ» . وقيل: «المراد باهتزاز العرش اهتزاز حملة العرش

إلخ» اه: فتح الباري لابن حجر بتصرف واختصار، ومن أراد المزيد فليرجع إليه. وقال السيوطي في (الديباج على صحيح مسلم) 5/ 431 رقم: 2467: «

واهتزاز العرش: تحركه فرحا بقدوم سعد

وجعل الله في العرش تمييزا حصل به هذا؛ ولا مانع؛ لأن العرش جسم من الأجسام يقبل الحركة والسكون

إلخ. قال النووي: وهذا هو المختار. وقيل: المراد أهل العرش، أي: حملته، وغيرهم من الملائكة، فحذف المضاف

والمراد باهتزاز: الاستبشار

» اه: الديباج

باختصار وتصرف.

(1)

ما بين القوسين المعكوفين مطموس بالأصل، والمقام يقتضيه.

(2)

في بعض نسخ (أوجز السير) - أصل كتابنا- «ذكوان بن عبد الله بن قيس» وهذا مخالف لما في المصادر والمراجع الاتية:

ص: 359

خلدة بن مخلد بن عامر الأنصاري الزرقي، شهد العقبة الأولى والثانية، وشهد «بدرا» واستشهد في «أحد «1» » قتله «أبو الحكم بن الأخنس بن شريق «2» » فشد علي بن أبي/ طالب- رضي الله عنه على «أبي الحكم هذا، وهو فارس فضرب رجله بالسيف، فقطعها من نصف العجز، ثم طرحه عن فرسه فذفف «3» عليه.

«وحرسه عليه السلام ب «أحد «4» » محمد بن مسلمة الأنصاري» رضي الله عنه يوم «أحد» في خمسين رجلا منهم: «سعد بن معاذ» و «أسيد بن حضير» ، و «سعد ابن عبادة «5» » ، وحرسه أيضا» محمد بن مسلمة» رضي الله عنه ليلة نزلت «بنو قريظة» على حكمه صلى الله عليه وسلم» «6» .

- أ- (الاستيعاب) لابن عبد البر 1/ 482. حيث قال: «ذكوان بن عبد قيس بن خلدة

» . ب- (الإصابة) لابن حجر 1/ 482- رقم: 2436. ج- (السيرة النبوية) لابن هشام- بيعة العقبة الأولى- 2/ 184 حيث قال: «ومن بني زريق ابن عامر

رافع بن مالك

و «ذكوان بن عبد قيس بن خلدة» وكانت حراسته مع «سعد بن أبي وقاص» ب «وادي القرى»

إلخ» اه: السيرة النبوية لابن هشام. وحول الموضوع انظر: أ- (تلقيح فهوم أهل الأثر) لابن الجوزي ص 81. ب- (المواهب اللدنية مع شرحها) 3/ 304 للإمامين القسطلاني، والزرقاني.

(1)

حول شهود «ذكوان بن عبد قيس» بيعة العقبة الأولى والثانية قال ابن عبد البر في (الاستيعاب) - المصدر السابق- «ذكوان

وشهد العقبة الأولى والثانية، وخرج من المدينة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان معه بمكة، وكان يقال له: مهاجر أنصاري، وشهد «بدرا» ، وقتل يوم أحد شهيدا، قتله: أبو الحكم بن الأخنس بن شريق فشد على بن أبي طالب

إلخ كما اقتبس المؤلف اه. الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) لابن حجر 1/ 482 رقم: 2436. وانظر: (السيرة النبوية) لابن هشام 3/ 192- ذكر من قتل من المشركين يوم أحد-.

(2)

حول قتل «أبي الحكم

» ل «ذكوان

» انظر: المصادر والمراجع التي ذكرناها في التعليق السابق.

(3)

«ذف» على الجريح، «ذفا، وذفافا- ككتاب- وذففا- محركة: أجهز

واذفه، وذافه، وعليه وله أجهز عليه

» اه: القاموس المحيط.

(4)

لفظ: ب «أحد» ساقط من بعض نسخ «أوجز السير» - أصل كتابنا-.

(5)

حول حراسة «سعد بن عبادة» لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد انظر: السيرة النبوية لابن هشام «غزوة أحد» 3/ 150.

(6)

حديث: نزول «بني قريظة» على حكم «سعد بن معاذ» .

ص: 360

(وحرسه عليه السلام يوم الخندق: الزبير بن العوام رضي الله عنه «1» )

(وكان عباد) - بتشديد الموحدة- «بن بشر» بن وقش الأشهلي الوقشي. قال الواقدي: يكنى: أبا بشر «2» . «يلي حراسته صلى الله عليه وسلم «3» » .

أسلم- رضي الله عنه «4» - على يد «مصعب بن عمير» ، وشهد «بدرا» و «أحدا» ، والمشاهد كلها، وكان فيمن قتل «كعب بن الأشرف» ، وكان من فضلاء الصحابة «5» .

- أخرجه الإمام البخاري في صحيحه- الجامع الصحيح المختصر- 3/ 1106 رقم: 2878 بلفظ: عن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه قال: لما نزلت بنو قريظة على حكم «سعد هو ابن معاذ- بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قريبا من المسجد فجاء على حمار؛ فلما دنا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قوموا إلى سيدكم؛ فجاء فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «إن هؤلاء نزلوا على حكمك» قال: فإني أحكم أن تقتل المقاتلة؛ وأن تسبي الذرية، قال «لقد حكمت فيهم بحكم الملك» . اه: الجامع المختصر. وحول الموضوع انظر: أ- «المنتخب» من مسند «عبد الله بن حميد» ص 307 رقم: 995. ب- «السنن الكبرى» للبيهقي 6/ 57 رقم: 995. ج- «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» لابن حجر «المغازي» 7/ 57 رقم: 1109. د- «السيرة النبوية» لابن هشام 3/ 269- تحكيم سعد في بني قريظة-.

(1)

حول حراسة «الزبير بن العوام» لرسول الله صلى الله عليه وسلم. قال القسطلاني والزرقاني في «المواهب اللدنية وشرحها» 3/ 304. «

ومنهم الزبير حرسه يوم الخندق، يحتمل حقيقة اليوم، ويحتمل زمن الخندق لبقائه أياما

» اه: المواهب.

(2)

حول كنية «عباد

» بأبي بشر «قال ابن عبد البر في «الاستيعاب» 2/ 350 رقم: 1362: قال الواقدي: عباد بن بشر، يكني: أبا بشر، ويكنى أبا الربيع

إلخ» اه: الاستيعاب.

(3)

في بعض نسخ «أوجز السير» أصل كتابنا «يلي حرسه «بدل»

حراسته

» وكلاهما صواب.

(4)

حول إسلام «عباد

«على يد» مصعب

» قال ابن عبد البر- أبو عمر- في «الاستيعاب» 2/ 350 رقم: 1362 «لا يختلفون أنه أسلم بالمدينة على يد «مصعب

» ؛ وذلك قبل إسلام: «معاذ» و «أسيد بن حضبر» وشهد «بدرا» و «أحدا» ، والمشاهد كلها، وكان فيمن قتل «كعب بن الأشرف» ، وكان من فضلاء الصحابة

» اه: الاستيعاب.

(5)

انظر: التعليق السابق.

ص: 361

روى أنس بن مالك- رضي الله عنه أن عصاه كانت تضيء له؛ إذ كان يخرج من عند النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيته ليلا «1» .

استشهد يوم اليمامة «2» ، وهو ابن خمس وأربعين سنة، وكان له يومئذ بلاء وغناء*.

(وحرسه/ عليه السلام بوادي القرى سعد بن أبي وقاص) بن مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب- أحد العشرة «3» - كان سابع سبعة في إسلامه، وهو أحد الذين جعل عمر- رضي الله عنه فيهم الشورى، وكان مجاب الدعوة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«اللهم سدد سهمه، وأجب دعوته «4» » وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله في سرية «عبيدة بن الحارث «5» » .

(1) حول إضاءة العصى لبشر

إلخ. قال ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 350 رقم: 1362: «

روى أنس بن مالك، أن عصاه كانت تضئ له إذ كان يخرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته ليلا، وعرض له ذلك مرة مع «أسيد بن حضير» ؛ فلما افترقا أضاءت لكل واحد منهما عصاه

إلخ» اه: الاستيعاب.

(2)

حول استشهاده باليمامة، انظر:«الاستيعاب» المصدر السابق.

(*) قوله: «غناء» - يعني-: فيه نفع وكفاية: يقال: هذا الشىء لا غناء عنه. اه: المعجم الوسيط.

(3)

قوله: «أحد العشرة» أي: المبشرين بالجنة- رضي الله عنهم.

(4)

حديث «اللهم سدد

إلخ» . أخرجه الحاكم في «المستدرك» كتاب «معرفة الصحابة» 3/ 500 بلفظ: عن سعد بن أبي وقاص قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم سدد رميته

» الحديث. قال الحاكم: هذا حديث تفرد به يحيى بن هاني خالد الشجري، وهو شيخ ثقة من أهل المدينة. ووافقه الذهبي في التلخيص. وانظر:«المصنف» للإمام عبد الرزاق رقم: 20423. وانظر: «حلية الأولياء» للإمام أبي نعيم 1/ 93، 10/ 325. وانظر: «البداية والنهاية» لابن كثير 8/ 76.

(5)

حول قوله: «وهو أول من رمى بسهم

إلخ» قال ابن هشام في «السيرة النبوية» 3/ 18- سرية عبيدة بن الحارث-: «

قال ابن إسحاق: وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم

عبيدة بن الحارث

في ستين راكبا، أو ثمانين راكبا من المهاجرين

فلم يكن بينهم قتال؛ إلا أن «سعد بن أبي وقاص» قد رمى يومئذ بسهم؛ فكان أول سهم رمى به في الإسلام

» اه: السيرة النبوية.

ص: 362

توفي في قصره ب «العقيق» على عشرة أميال [من المدينة «1» ] وحمل إليها على رقاب الرجال، وصلى عليه «مروان» ودفن بالبقيع.

وكانت وفاته على ما قاله الواقدي: سنة خمس وخمسين، وهو ابن سبع وسبعين سنة. (وحرسه عليه السلام ليلة بنى «2» بصفية) بنت حيي بن أخطب، و (هو) بطريق «خيبر أبو أيوب» واسمه «خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار (الأنصاري) العقبي البدري، شهد سائر المشاهد، «ونزل «3» عليه النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة مهاجرا، فلم يزل عنده حتى بنى مسجده ومساكنه» .

توفي «4» رضي الله عنه تحت راية/ «يزيد بن معاوية» بالقسطنطينية من أرض الروم، في خلافة معاوية، وذلك سنة خمسين، أو إحدى وخمسين من التاريخ، وقيل:

بل كان ذلك سنة اثنين وخمسين. قال أبو عمر: وهو الأكثر. و (حرسه بلال بوادي القرى*)، «فلما نزل قوله- تعالى-: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ «5» ترك عليه السلام أولئك الحرس» .

(1) ما بين القوسين المعكوفين زيادة يقتضيها المقام أثبتناها من «الاستيعاب» لابن عبد البر 2/ 173. وحول وفاته- رضي الله عنه قال ابن عبد البر في «الاستيعاب» 2/ 173- 174: «

واختلف في وقت وفاته؛ فقال الواقدي: سنة خمس وخمسين، وهو ابن بضع وسبعين سنة وقال أبو نعيم: مات سعد بن أبي وقاص سنة ثمان وخمسين. وقال الزبير: والحسن بن عثمان، وعمرو بن على الفلاس: توفي «سعد

» سنة أربع وخمسين، وهو ابن بضع وسبعين سنة

إلخ» اه: الاستيعاب.

(2)

في بعض نسخ «أوجز السير» - أصل كتابنا-: «بنائه» بدل «بنى» وكلاهما صواب.

(3)

من أول قوله: «ونزل عليه

- أي: على أبي أيوب-» إلى قوله «ومساكنه» مقتبس من «الاستيعاب» لابن عبد البر 2/ 9- 10 رقم: 618.

(4)

وحول وفاته- يعنى أبا أيوب

رضي الله عنه ب «القسطنطينية» قال ابن عبد البر في «الاستيعاب» 2/ 10: «

ثم مات بالقسطنطينية، من بلاد الروم- بتركيا الان- زمن معاوية، وكانت غزواته تلك تحت راية «يزيد

» هو كان أميرهم يومئذ، وذلك سنة خمسين، أو واحد وخمسين من التاريخ، وقيل: بل كانت سنة اثنتين وخمسين، وهو الأكثر، في غزوة «يزيد

» اه: الاستيعاب.

(*) ووادي القرى قال عنه ياقوت الحموي في كتابه «المشترك وضعا والمفترق صقعا» 431: «

بين الشام والمدينة، والنسبة إليه وادي

» اه: المشترك

(5)

سورة المائدة، من الاية:67.

ص: 363

[أسلحة رسول الله صلى الله عليه وسلم*]

(وكان سلاح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا الفقار «1» ) - بالكسر والفتح- سمي بذلك لفقرات

- قالت أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت هذه الاية

وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ فأخرج رأسه من القبة، فقال:«يا أيها الناس انصرفوا «فقد عصمني الله» . أخرجه الترمذي في كتاب «التفسير» تفسير سورة المائدة 5/ 234 رقم 3046. وقال: هذا حديث غريب. وأخرجه الحاكم في (المستدرك) كتاب (التفسير) تفسير سورة المائدة 2/ 313. وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في التلخيص. وانظر: «شرح الزرقاني على المواهب» 3/ 304.

(*) عن ممتلكات رسول الله صلى الله عليه وسلم من أسلحة وغيرها. أخرج الإمام الطبراني في «المعجم الكبير» 11/ 111 رقم: 11208 بلفظ: عن ابن عباس- رضي الله عنهما قال: «كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سيف قائمته من فضة، وقبعته من فضة، وكان يسمى «ذا الفقار» ، وكانت له قوس يسمى السداد، وكانت له كنانة تسمى «الجامع» ، وكانت له درع موشحة بالنحاس يسمى «ذات الفضول» ، وكانت له حربة تسمى «النبعاء» ، وكان له مجن يسمى «الذقن» ، وكان له فرس أشقر يسمى «المرتجز» ، وكان له فرس أدهم يسمى «السكب» ، وكان له سرج يسمى «الداج» ، وكانت له بغلة شهباء يقال لها:«دلدل» وكانت له ناقة تسمى «القصواء» ، وكان له حمار يسمى «يعفور» وكان له بساط يسمى «الكز» ، وكانت له عنزة تسمى «النمر» وكانت له ركوة تسمى «الصادر» وكانت له مرآة تسمى «المدلة» ، وكان له مقراض يسمى «الجامع» ، وكان له قضيب شجوط يسمى «المشوق» اه: المعجم الكبير. وذكره السيوطي في «الجامع الصغير» 5/ 175- 177 رقم: 6854 وعزاه إلى الطبراني في الجامع الكبير: عن ابن عباس: قال المناوي في «فيض القدير شرح الجامع الصغير» ، رواه الطبراني من حديث «عثمان بن عبد الرحمن» عن علي بن عروة، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، وعمرو بن دينار عن ابن عباس، وفيه علي بن عروة، وهو متروك. وقال شيخه الزين العراقي: فيه على بن عروة الدمشقي نسب إلى وضع الحديث، وأورده ابن الجوزي في «الموضوعات» وقال: موضوع «عبد الملك» ، و «علي» ، و «عثمان» : متروكون، اه: ونوزع في «عبد الملك» بأن الجماعة إلا البخاري رووا له، اه: فيض القدير. وانظر: «السنن الكبرى» للبيهقي 9/ 52 رقم: 17743.

(1)

انفردت إحدى نسخ «أوجز السير» - أصل كتابنا- في حاشية من حواشي إحدى لوحاتها بالاتي: «الفقار: جمع فقرة، قاله الإمام الفقيه «أبو زيد الأنصاري» . وقال أبو الخطاب: قيدناه أيضا- بفتح الفاء- وهو جمع فقرة. وقال ثعلب: سمى ذا الفقار؛ لأنه كانت فيه حفر حسان صغار، والفقر الحفرة» اه: من حاشية إحدى لوحات أوجز السير.

ص: 364

كانت في وسطه؛ مثل فقرات الظهر، وهذا لا يفيد أن الفقرات كانت في ظهره؛ بل هو صادق بكونها في ظهره، أو في حده، و (كان) ذو الفقار* (سيفا أصابه صلى الله عليه وسلم يوم بدر) وكان للعاص بن منبه على ما في «المواهب «1» » . وفي «الروض «2» » : كان ل «نبيه» و «منبه» ابني الحجاج، وكانت قبعته وبكراته ونصله من فضة. وقبيعة السيف: ما علا طرف مقبضه. وقيل: ما تحت [ «3» ] السيف وبكراته: حلقه، ونصله ما في أسفل غماره، وكان لا يفارقه عليه السلام/ في حروبه كلها، (وكان له صلى الله عليه وسلم سيف) يسمى «مأثور «4» » -

(*) عن «ذي الفقار» قال الإمام الذهبي في «تاريخ الإسلام» - السيرة النبوية- ص 511: «

وكان له ذو الفقار؛ لأنه كان في وسطه مثل فقرات الظهر، صار إليه يوم «بدر» ، وكان للعاص ابن منبه أخ «نبيه بن الحجاج بن عامر السهمي» . قتل العاص وأبوه وعمه كفارا يوم «بدر» - وكانت قبيعته وقائمته وحلقته، وذؤابته، وبكراته ونصله من فضة، والقائمة هي الخشة التي يمسك بها، وهي القبضة

ويقال: كان أصله من حديدة وجدت مدفونة عند الكعبة، من دفن جرهم؛ فصنع منها «ذو الفقار» و «صمصامة» «عمرو بن معديكرب الزبيدي» التي وهبها ل «خالد بن سعيد بن العاص» اه: تاريخ الإسلام للذهبي. وحول «ذي الفقار» سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم دار حوار بين «الأصمعي» و «هارون» الرشيد «ذكره الإمامان: القسطلاني، والزرقاني في «المواهب اللدنية وشرحها» 3/ 378 قالا: «قال الأصمعي دخلت على «الرشيد» فقال: أريكم سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا الفقار؟! قلنا: نعم، فجاء به، فما رأيت سيفا قط أحسن منه؛ إذا نصب لم ير فيه شيئ، وإذا بطح عد فيه سبع فقر وإذا صحيفة يمانية يحار الطرف فيه من حسنه، وكذا قال قاسم في «الدلائل» أن ذلك يري في رونقه شبيها بفقار الحية؛ فإذا التمس لم يوجد. وفي رواية عن الأصمعي: أحضر الرشيد يوما «ذا الفقار» فأذن لي في تقبيله، واختلفت أنا ومن حضر في عدد فقاره: هل هي سبع، أو ثماني عشرة؟، وصار إليه يوم «بدر» ، كما أخرجه الترمذي، وقال: حسن غريب، والحاكم وصححه: عن ابن عباس- رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم تنفل «ذا الفقار» وكان للعص

» اه: المواهب. وانظر: «الطبقات» لابن سعد 1/ 171- 172. وانظر: «الدرة المضية في السيرة النبوية» للإمام عبد الغني المقدسي ص 47- 48. وانظر: «الكامل في التاريخ» لابن الأثير 2/ 180.

(1)

«المواهب» المراد بها «المواهب اللدنية» للإمام القسطلاني [انظر: النقل السابق] .

(2)

قول السهيلي: «

وسيفه ذو الفقار

الخ» ذكره في كتابه «الروض الأنف» 3/ 84.

(3)

ما بين القوسين المعكوفين مقدار كلمة لم أستطع قراءتها.

(4)

عن سيفه «مأثور» الذي ورثه صلى الله عليه وسلم من أبيه أخرج ابن سعد في «الطبقات» 1، 2/ 171: قال أخبرنا محمد بن عمر، حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة، عن عبد المجيد بن-

ص: 365

بضم المثلثة- (ورثة* من أبيه) وقدم به المدينة.

(وأعطاه صلى الله عليه وسلم عند توجهه إلى «بدر» (سعد بن عبادة: سيفا يقال له:

العضب «1» ) . والعضب- بمهملة فمعجمة كصعب- وهو السيف القاطع.

(وأصاب صلى الله عليه وسلم من بني قينقاع «2» سيفا قلعيا) - بفتح القاف واللام- نسبة إلى مرج القلعة «3» - بفتح القاف واللام-: موضع بالبادية تنسب إليه السيوف. وفي «المواهب «4» » : إنه بضم القاف (وكان له صلى الله عليه وسلم سيف يقال له: (البتار «5» ) - بفتح

- سهيل، قال: «قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة في الهجرة بسيف كان لأبي مأثور- يعني أباه-

» اه: الطبقات.

(*) حول قوله: «

ورثه من أبيه

إلخ» . جاء في «المواهب اللدنية وشرحها» 3/ 378 قال: «

وكون الأنبياء يرثون مسألة فيها نزاع بين العلماء؛ حتى قال بعضهم: ليس في كون الأنبياء يرثون نقل. وقال بعضهم: لا يرثون كما لا يورثون؛ وإنما ورث أبويه صلى الله عليه وسلم قبل الوحي، وصرح شيخ الإسلام في «الفصول» - كتاب في السيرة لابن كثير-: بأنهم يرثون، وبه جزم الفرضيون، وذكر الواقدي أنه صلى الله عليه وسلم ورث من أبيه:«أم أيمن» ، و «خمسة أجمال» ، وقطعة من الغنم، ومولاة شقران ومن أمه ورث دارها بالشعب ومن زوجه «خديجة بنت خويلد» رضي الله عنها دارها بمكة بين الصفا والمروة، وأموالا

» اه: المواهب اللدنية وشرحها بتصرف.

(1)

عن «العضب» قال الإمام الذهبي في «تاريخ الإسلام» - السيرة النبوية- ص 51: «

وأعطاه» سعد بن عبادة «سيفا يقال له: الغضب

» اه: تاريخ الإسلام.

(2)

في بعض نسخ «أوجز السير» - أصل كتابنا- «من سلاح بني قينقاع «بدلا» من بني قينقاع» .

(3)

حول «

مرج القلعة» . قال الإمام عبد الغني المقدسي في كتابه «الدرة المضية في السيرة النبوية» ص 46: «

مرج القلعة: موضع قريب من «حلوان» على طريق «همذان» ، وقد أصابه من بني قينقاع

» اه: الدرة المضية. وقال الإمام الذهبي في «تاريخ الإسلام» - السيرة النبوية- ص 512-: «

وقد أخذ من سلاح بني قينقاع ثلاثة أسياف: سيفا قلعيا منسوب إلى مرج القلعة- بالفتح-: موضع بالبادية

» اه: تاريخ الإسلام. وانظر: «تلقيح فهوم أهل الأثر» لابن الجوزي ص 41. وانظر: «المواهب اللدنية وشرحها» 3/ 379.

(4)

قوله: «وفي المواهب» - يعني المواهب اللدنية للقسطلاني- ذكره في 3/ 379- فقال: وفى المواهب أنه بضم القاف «القلعي»

إلخ. اه: المواهب.

(5)

قوله «البتار» أي: القاطع.

ص: 366

الموحدة، وشد المثناة الفوقية- وكان له صلى الله عليه وسلم سيف يقال له:«اللحيف «1» » ، قال المناوي: وهو سيف مشهور. (وكان له صلى الله عليه وسلم سيف يقال له (المخذم «2» )

(1) قول المؤلف: «

وكان له سيف يقال له اللحيف

الخ» مخالف أما في صحيح البخاري وغيره فقد أخرج البخاري في صحيحه «الجامع المختصر» 3/ 1046 حديث رقم: 2700 بلفظ: عن سهل بن سعد قال: «كان للنبي- صلى الله عليه وسلم في حائطنا فرس يقال له: اللحيف» اه: الجامع المختصر. قال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري

» 6/ 59 حديث رقم: 2700: قوله: يقال له: اللحيف- يعني بالمهملة والتصغير- قال ابن قرقول: وضبطوه عن ابن سراج بوزن رغيف. قلت: ورجحه الدمياطي، وبه جزم الهروي، وقال: وسمي بذلك لطول ذنبه؛ فعيل بمعنى فاعل؛ وكأنه يلحف الأرض بذنبه. قوله: وقال بعضهم «اللخيف» - بالخاء المعجمة- وحكوا فيه الوجهين. وهذه رواية «عبد المهيمن بن عباس بن سهل ولفظه عند «ابن منده» : كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم عند «سعد بن سعد» ، والد» سهل: ثلاثة أفراس، فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يسميهن:«لزاز» - بكسر اللام وبزايين الأولى خفيفة- و «الظرب» - بفتح المعجمة وكسر الراء بعدها موحدة-، و «اللخيف» . وحكي سبط ابن الجوزي؛ أن البخاري قيده بالتصغير والمعجمة. قال: وكذلك حكاه ابن سعد، عن الواقدي، وقال: أهداه له: «ربيعة بن أبي البراء: ملك بن عامر العامري وأبوه الذي يعرف بملاعب الأسنة. انتهى. ووقع عند ابن أبي خيثمة: أهداه له «فروة بن عمرو» . وحكى ابن الأثير في «النهاية» أنه روي بالجيم بدل الخاء المعجمة، وسبقه إلى ذلك صاحب «المغيث» ، ثم قال: فإن صح فهو سهم عريض النصل؛ كأنه سمي بذلك لسرعته وحكى ابن الجوزي: أنه روي بالنون بدل اللام من النحافة» اه: فتح الباري» . ملحوظة: مما سبق يتضح لنا أن قول المؤلف: «وكان له سيف

» قول مخالف لما في الصحيح، وعلي قول ابن الأثير وغيره هو سهم، وليس سيفا، والله أعلم. وانظر «المعجم الكبير» للطبراني 6/ 121 رقم:570. وانظر «السنن الكبرى» للبيهقي 10/ 25 رقم: 19585. وانظر: «الجامع الصغير» للسيوطي مع شرحه «فيض القدير» للمناوي 5/ 177 رقم: 6855. وانظر: كتاب «الحلية في أسماء الخيل المشهورة في الجاهلية والإسلام» ص 60 للإمام الصاحبي التاجي. وانظر «تاريخ الإسلام» للإمام الذهبي- السيرة النبوية- ص 510. وانظر: «المواهب اللدنية مع شرحها» 2/ 128، 3/ 379.

(2)

حول سيفه صلى الله عليه وسلم المسمى ب «المخذم» - بكسر الميم وإسكان الخاء وفتح الذال المعجمة، ثم ميم- والمراد القاطع. انظر:«المواهب اللدنية مع شرحها» 3/ 279.

ص: 367

- بمعجمتين- كمنبر.

قال في القاموس «1» » : مخذم- كمنبر: سيف الحارث بن أبي شمر الغساني.

(و) كان له صلى الله عليه وسلم سيف يقال له: (الرسوب «2» ) كصبور؛ لأنه يمضي في الضربة، ويغيب فيها من رسب الماء.

أي: ذهب/ سفلا. أصابه عليه السلام هو والذي قبله مما كان على «الفلس» - صنم طيء- (فكانت «3» ثمانية أسياف «4» ) ، وزاد بعضهم في أسيافه صلى الله عليه وسلم «الصمصامة «5» » - بفتح المهملة- سيف «عمرو بن معديكرب الزبيدي» الذي وهبه ل «خالد بن سعيد بن العاص» ، وكان مشهورا، (وأصاب صلى الله عليه وسلم من سلاح «بني

(1) انظر القاموس المحيط للفيروزابادي/ خذم 4/ 105. و «المخذم» - بالذال المعجمة- ورد في جميع نسخ «أوجز السير» - أصل كتابنا- التي بين يدي، ورد «المخدم» - بالدال المهملة- ولعله من أخطاء النسخ، والله أعلم.

(2)

عن سيفه صلى الله عليه وسلم المسمى ب «الرسوب» قال الإمام الذهبي في «تاريخ الإسلام» ص 512- السيرة النبوية- «

وكان عنده بعد ذلك «الرسوب» من رسب الماء إذا سفل» اه: تاريخ الإسلام. وفي «المواهب اللدنية» 3/ 379: «

والرسوب- بفتح الراء وضم المهملة، وسكون الواو فموحدة- قيل: إنه من السيوف السبعة التي أهدت «بلقيس» لسليمان- عليه السلام كما في «النور» ، وهو فعول من رسب يرسب- بضم السين- إذا ذهب إلى أسفل، وإذا ثبت استقر؛ لأن ضربته تغوص في المضروب، وتثبت فيه، وقد أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم «المخذم» و «الرسوب» من «الفلس» ، وهو صنم كان اطئ

الخ» اه: المواهب.

(3)

في إحدى نسخ «أوجز السير» - أصل كتابنا-: «وكانت» بدل «فكانت» .

(4)

عن أسياف رسول الله صلى الله عليه وسلم وكونها ثمانية انظر: المصادر والمراجع الاتية: أ- «الطبقات» لابن سعد 1/ 468. ب- «تاريخ الإسلام» للذهبي ص 512- السيرة النبوية-. ج- «عيون الأثر

» لابن سيد الناس 2/ 318. وذكر له ابن القيم في كتابه «زاد المعاد

» بحاشية «المواهب» 1/ 115 «تسعة أسياف» ولم يذكر «الصمصامة» فيها.

(5)

عن سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم «الصمصامة» قال الزرقاني في «شرح المواهب اللدنية» 3/ 279: «

وزاد اليعمري وغيره: «الصمصامة، ويقال له «الصمصام» - بفتح المهملة وإسكان الميم فيهما-: السيف الصارم، الذي لا ينثني، كان سيف عمرو

إلخ» اه: المواهب. وانظر: «سبل الهدى والرشاد

» الصالحي 7/ 364.

ص: 368

قينقاع» ثلاثة أرماح «1» ) من «نبع» ، وهو «الصفراء» ، و «الشحوط» - كجوهر- شجر*، و «النبع» - كزرع- شجر أيضا.

(وكان له صلى الله عليه وسلم سواها رمح يقال له: المتثني «2» )، ويقال له:«المنثني» ، و «المثنى» .

(وكانت له صلى الله عليه وسلم عنزة «3» ) - بفتحات-: حربة صغيرة، دون الرمح: شبه

(1) عن «الرماح» التي أصابها رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني قينقاع أخرج ابن سعد في «الطبقات» 1، 2/ 172- باب ذكر رماح رسول الله- صلى الله عليه وسلم فقال: «

عن مروان بن أبي سعيد بن المعلى، قال: أصاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم من سلاح بني قينقاع: ثلاثة أرماح، وثلاثة قسى: قوس اسمها الروحاء، وقوس شحوط- تدعى البيضاء-، وقوس صفراء- تدعى الصفراء- من نبع» اه: الطبقات. وحول الرماح والقسي انظر أيضا: أ- «الكامل في التاريخ» لابن الأثير 2/ 180. 181. ب- «زاد المعاد

» لابن القيم بحاشية «المواهب اللدنية

» 1/ 115- 116. ج- «المواهب اللدنية» 3/ 379- 380.

(*) عن الشحوط- شجر- قال الفيروزابادي في «القاموس المحيط» : «شجر تتخذ منه القسي، أو ضرب من «النبع» ، أوهما» اه: القاموس.

(2)

جمع نسخ «أوجز السير» - أصل كتابنا- ذكرت هذا الرمح باسم «المتثني» . وقد ذكر الإمام ابن القيم في «زاد المعاد» 1/ 116، والقسطلاني والزرقاني في «المواهب وشرحها» : 3/ 381: «الرمح» باسم: «المنثنى» و «المتثنى» - بضم الميم، وإسكان المثلثة، وفتح النون وكسرها- اسم فاعل من تثني إذا انعطف

«ولعل وجه التسمية أنه كان لينا» اه: زاد المعاد، والمواهب بتصرف. وانظر:«الإشارة» للحافظ/ مغلطاي ص 390. وانظر: «تلقيح فهوم أهل الأثر» لابن الجوزي ص 42.

(3)

حديث «العنزة

» . أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي، وأبو داود وغيرهم: فأخرجه البخاري في «الوضوء والصلاة» تحت أرقام: 181، 363، 465، 469، 470، 471، والبخاري في «المناقب» رقم:3289. وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب «الصلاة» تحت أرقام: 777، 778. وأخرجه النسائي في «القبلة» رقم: 764، وفي «الصلاة» رقم:446. وأخرجه أبو داود في سنة كتاب «الصلاة» رقم: 590.

ص: 369

«العكاز «1» » فيه سنان مثل سنان الرمح، وكانت لل «زبير بن العوام «2» » ، قدم بها من الحبشة، فأخذها صلى الله عليه وسلم منه.

وفي «الطبقات» لابن سعد: أن النجاشي أهداها للنبي صلى الله عليه وسلم، وكان يمشي بها بين يديه، حتى تركز أمامه فيصلي إليها.

وعن ابن عباس- رضي الله عنه أنه كان له عليه/ السلام عنزة تسمى «القمر «3» » .

(وكان له صلى الله عليه وسلم «محجن» ) : وهو عصا في رأسها اعوجاج «4» . يتناول بها الراكب

(1) حديث «العكاز

» . أخرجه البخاري ففي صحيحه كتاب «الصلاة» رقم: 470 بلفظ: عن عطاء بن أبي ميمونة قال: سمعت أنس بن مالك قال: «كان للنبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج لحاجته تبعته أنا وغلام، ومعنا «عكازة» ، أو عصا

» اه: صحيح البخاري.

(2)

عن «العكازة وكونها للزبير

الخ» قال الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» 7/ 365: «

روى البلاذرى، عن أسماء بنت أبي بكر الصديق- رضي الله عنهما قالت: لما هاجر الزبير إلى أرض الحبشة، خرج النجاشي يقاتل عدوا له، فأعطاه النجاشي يومئذ «عنزة» يقاتل بها، فطعن بها عدة، وقدم بها الزبير، فشهد بها «بدرا» ، و «أحدا» و «خيبر» ، ثم أخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ منصرفه من «خيبر» ، فكانت تحمل بين يديه يوم العيد، يحملها «بلال بن رباح» يصلي إليها. وروى ابن أبي شيبة، عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قال:«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تغرز له العنزة، ويصلي إليها» قال: عبد الله، وهي الحربة» اه: سبل الهدى والرشاد. وانظر: «زاد المعاد» لابن القيم بحاشية «المواهب» 1/ 116.

(3)

عن العنزة المسماة «القمر» قال الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» 7/ 366 «

وروى ابن عباس- رضي الله عنهما قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حربة تسمى «القمرة»

» اه: سبل الهدى والرشاد.

(4)

«المحجن» عصا معقفة الرأس كالصولجان، والميم زائدة، وفي الحديث:«أنه كان يستلم الركن بمحجنه» اه: النهاية. وقال الإمام ابن القيم في «زاد المعاد» 1/ 117: «ومحجن قدر ذراع، أو أطول يمشي به، ويركب به، ويعلقه بين يديه على بعيره» اه: زاد المعاد. وحول «المحجن» انظر أيضا. أ- «تاريخ الإسلام» للإمام الذهبي ص 515- السيرة النبوية-. ب- كتاب «الإشارة» للحافظ مغلطاي- الالة الحربية- ص 393.

ص: 370

ما يسقط له، ويحرك بها بعيره للمشي؛ وقد يجعل في طرفها حديد، وكان يعلقه بين يديه على بعيره، ويستلم به الركن اليماني في حجه «1» .

(و) كانت له صلى الله عليه وسلم (مخصرة «2» ) - كمكنسة- وهي ما يتوكأ عليها كالعصا وغيره.

وفي «النبراس «3» » : المخصرة: ما يتمخصره بيده فيمسكه عليه، تسمى (العرجون)، (و) كان له صلى الله عليه وسلم (قضيب) من الشحوط «4» يسمى:(الممشوق «5» ) ، ومعناه الطويل

- ج- «عيون الأثر

» لابن سيد الناس 2/ 417: ذكر سلاحه صلى الله عليه وسلم. الإمام الصالحي في كتابه «سبل الهدى والرشاد» 7/ 586 سمى هذا المحجن «الدقن» .

(1)

استلامه صلى الله عليه وسلم الركن اليماني بالمحجن، عزاه محقق الإشارة في ص 393- الحاشية رقم: 3 إلى «تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس» للديار بكري.

(2)

حديث «المخصرة» متفق عليه من رواية «علي بن أبي طالب» رضي الله عنه أخرجه البخاري في صحيحه كتاب «الجنائز» رقم: 1374 بلفظ: عن علي- رضي الله عنه قال: كنا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتانا النبي صلى الله عليه وسلم فقعد، وقعدنا حوله، ومعه مخصرة فنكس فجعل ينكت بمخصرته

إلخ. وانظر: صحيح البخاري كتاب «التفسير» رقم: 4567. وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه كتاب «القدر» رقم: 4786. وأخرجه الإمام أبو داود في سننه كتاب «السنة» رقم: 4074. وانظر: سنن النسائي كتاب «الزينة» رقم: 5097: عن البراء بن عازب. وانظر: المسند للإمام أحمد «مسند العشرة المبشرين بالجنة» رقم: 1015: عن علي. وانظر: «تاريخ الإسلام» - السيرة النبوية» - للذهبي ص 515. وانظر: «الإشارة» للحافظ/ مغلطاي ص 393. وانظر: «عيون الأثر» لابن سيد الناس 2/ 417.

(3)

كتاب «النبراس» الذي ذكره المؤلف لم أستطع الوصول إليه في المصادر، والمراجع المتوافرة لدي.

(4)

عن الشحوط انظر: ما ذكرناه سابقا.

(5)

«

عن الممشوق» قال ابن القيم في «زاد المعاد

» بحاشية «المواهب» 1/ 117: «

وقضيب من الشحوط يسمى الممشوق» اه: زاد المعاد. وانظر: تاريخ «الإسلام» ص 515- السيرة النبوية-. وقال الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» 7/ 316: «

وروى ابن عباس قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم قضيب يسمى الممشوق» قيل: وهو الذي يتداوله الخلفاء اه: سبل الهدى والرشاد. وحديث: «

كان له قضيب شحوط

إلخ» .

ص: 371

المدود «1» » .

(وكانت له صلى الله عليه وسلم منطقة «2» ) - بكسر الميم وفتح الطاء- وهي ما يستر به الوسط.

قال المناوي: ويسميها الناس «الحياطة» ، (من أديم) - كحميم-: الجلد، أو أحمره، أو مدبوغه، و «الأدم» - بفتحتين-: اسم الجمع. (مبشور) نعت أديم.

(فيها ثلاث حلق من فضة، والإبزيم) الذي في رأس المنطقة، (من فضة) أيضا.

(والطرف من فضة) .

قال فى القاموس «3» : والإبزام/ والإبزيم- بكسر [هما «4» ]- الذي في رأس المنطقة، وما أشبهه، وهو ذو لسان يدخل فيه الطرف الاخر.

(وكانت له صلى الله عليه وسلم من الدروع ذات الفضول «5» ) - بالمعجمة وضم الفاء قبلها- أرسل بها إليه «سعد بن عبادة» حين سار إلى «بدر» وكانت من حديد موشحة

- أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» وقد تقدم تخريج الحديث، مع بيان درجته.

(1)

قوله: «الممشوق» المراد به: الطويل الدقيق كما في القاموس.

(2)

حول: «منطقته صلى الله عليه وسلم المصنوعة من أديم

إلخ» قال ابن القيم في «زاد المعاد

» 1/ 116: «

ومنطقة من أديم منشور فيها ثلاث حلق من فضة؛ والطرف من فضة، وكذا قال بعضهم. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:«لم يبلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم شد على وسطه منطقة» . اه: زاد المعاد. وفي «المواهب اللدنية وشرحها» 3/ 380: «

وكان له منطقة- بكسر الميم- اسم لما يسميه الناس» الحياصة «قول المناوي-:» من أديم جلد فيها ثلاث حلق من فضة، والإبزيم- بالكسر- الذي في رأس المنطقة، وما أشبهه، وهو ذو لسان يدخل فيه الطرف الاخر كما في القاموس- 4/ 8 بزم- من فضة، والطرف الذي يدخل في الإبزيم من فضة، وقد ذكر ابن سعد، وغيره؛ إنه صلى الله عليه وسلم يوم «أحد» حزم وسطه بمنطقة وأقره اليعمري، وغيره؛ فيقول ابن تيمية- السابق- لم يبلغنا أنه شد على وسطه منطقة تقصير؛ فابن سعد ثقة حافظ؛ فهو حجة على النافي؛ ولا سيما أنه نفى أنه بلغه، ولم يطلق النفي فدع عنك قيل: وقال» اه: المواهب بتصرف.

(3)

انظر: «القاموس المحيط» باب فصل الباء/ بزم.

(4)

ما بين القوسين المعكوفين مطموس بالأصل، وأثبتناه من القاموس المحيط المرجع السابق.

(5)

عن درعه صلى الله عليه وسلم «ذات الفضول» . أخرج النسائي في «السنن الكبرى» 10/ 26 رقم: 19590 بلفظ: عن علي بن أبي طالب- رضي الله عنه قال: «كان فرس رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له: المرتجز، وبغلته يقال لها: «دلدل» ، وحماره يقال-

ص: 372

بنحاس «1» ، وهي التي رهنها «2» عند اليهودي في ثلاثين صاعا من شعير إلى سنة ففداها

- له: «عفير» ، وسيفه يقال له:«ذو الفقار» ، ودرعه ذات الفضول» . اه: السنن الكبرى وأخرج ابن سعد في «الطبقات» - ذكر درع رسول الله صلى الله عليه وسلم 1/ 172- 173 بلفظ: عن محمد بن مسلمة، قال: رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم «أحد» درعين: درعه ذات الفضول» اه: الطبقات. وانظر: «المعجم الكبير» للطبراني 11/ 111 رقم: 11208. وانظر: «الجامع الصغير» للسيوطي مع شرحه «فيض القدير» للمناوي 5/ 175- 176 رقم: 6854.

(1)

حديث: «

موشحة بالنحاس

إلخ» . أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» 11/ 111 حديث رقم: 11208 بلفظ: عن ابن عباس- رضي الله عنهما قال: «كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سيف قائمته من فضة

وكانت له درع موشحة بالنحاس، يسمى ذات الفضول

إلخ» اه: المعجم الكبير. وانظر: «سبل الهدى والرشاد» 7/ 368:

(2)

عن رهن درعه صلى الله عليه وسلم عند اليهودي

إلخ. أخرج البخاري في «الجامع الصحيح المختصر» كتاب «المغازي» 3/ 1086 رقم: 275 الحديث بلفظ: عن عائشة- رضي الله عنها «توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعا من شعير وقال أبو يعلى: حدثنا الأعمش «درع من حديد» . وقال معلى: حدثنا عبد الواحد، حدثنا الأعمش، وقال:«رهنه درعا من حديد» . اه: الجامع الصحيح المختصر. وانظر: أيضا «الجامع الصحيح

» 4/ 1620 رقم: 41517. وانظر: «جامع الترمذي» 3/ 519: رقك: 1214: عن ابن عباس. وانظر: «سنن النسائي المجتبى» «البيوع 7/ 303 رقم: 4651: عن ابن عباس. وانظر: «سنن ابن ماجه» (الأحكام) 2/ 815 رقم: 2438: عن أسماء بنت يزيد. وانظر: «مسند الإمام أحمد» - مسند بني هاشم- الأحاديث تحت أرقام: 2005، 2589، 3234. و «باقي مسند المكثرين» رقم:6828. وانظر: «المعجم الكبير» للطبراني 11/ 268 رقم: 11697، 11/ 299 رقم: 1179، 24/ 1766 رقم: 444، 24/ 182 رقم: 460: عن أسماء بنت يزيد. وقال ابن القيم: في «زاد المعاد» بحاشية «المواهب» 1/ 115: «

وكان له سبعة أدرع: ذات الفضول، وهي التي رهنها عند «أبي الشحم» اليهودي- رجل من بني ظفر الطبقات 1/ 173- على شعير لعياله، وكان ثلاثين صاعا، وكان الدين إلى سنة، وكانت الدرع من حديد» اه: زاد المعاد بتصرف. وقال الذهبي في «تاريخ الإسلام» - السيرة النبوية- ص 513: «

وكانت له درع يقال لها؛ ذات الفضول لطولها، أرسل بها إليه «سعد بن عبادة» حين-

ص: 373

«أبو بكر» رضي الله عنه بعد موته «1» عليه السلام، (و) كان له صلى الله عليه وسلم (درعان أصابهما من بني قينقاع، يقال لأحدهما: السغدية) - بضم السين المهملة وسكون الغين المعجمة «2» - نسبة إلى سغد- كقفل- وهو «سمرقند «3» » - وبفتح السين وسكون العين المهملتين- نسبة إلى السعد- كرعد- وهو موضع تصنع به الدروع «4» .

(ويقال: كانت عنده صلى الله عليه وسلم درع داود عليه السلام التي لبسها لما قتل جالوت «5» ) .

- سار إلى «بدر»

» اه: تاريخ الإسلام. وانظر: «الدرة المضية في السيرة النبوية» للحافظ عبد الغني المقدسي ص 46.

(1)

عن افتكاك درع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرهن

الخ قال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» 5/ 142 حديث رقم: 2374: «

وذكر ابن الطلاع في «الأقضية النبوية» أن «أبا بكر» افتك الدرع، بعد النبي صلى الله عليه وسلم؛ لكن روى ابن سعد: عن جابر، أن أبا بكر- رضي الله عنه قضى عدات النبي صلى الله عليه وسلم، وأن عليّا- رضي الله عنه قضى ديونه. وروى إسحاق بن راهوية في مسنده، عن الشعبي مرسلا، أن أبا بكر افتك الدرع، وسلمها لعلي ابن أبي طالب، رضي الله عنه. وأما من أجاب بأنه صلى الله عليه وسلم افتكها قبل موته فمعارض بحديث عائشة- المتقدم.

(2)

ذكر المؤلف- رحمه الله تعالى- هنا درعا واحدة، وهلي «السغدية» ، ولم يذكر الدرع الثانية التي ذكرها ابن سعد في «الطبقات» - ذكر درع رسول الله صلى الله عليه وسلم 1/ 172 بلفظ:«عن مروان ابن أبي سعيد بن المعلى قال: أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من سلاح بني قينقاع درعين: درع يقال لها: «السغدية» ، ودرع يقال لها:«فضة» اه: الطبقات. وقال الإمام الذهبي في «تاريخ الإسلام» - السيرة النبوية- ص 513: «

ودرعان من بني قينقاع، وهما:«السغدية» ، و «فضة» ، وكانت «السغدية» درع «عكبر القينقاعي» ، وهي درع «داود» التي لبسها حين قتل جالوت» اه: تاريخ الإسلام للذهبي. وانظر: «زاد المعاد

» لابن القيم بحاشية «المواهب» 1/ 116. وانظر: «الدرة المضية

» للإمام عبد الغني المقدسي ص 46. وانظر: «سبل الهدى والرشاد» 7/ 368.

(3)

حول «السغد» . قال الفيروزابادي في «القاموس المحيط» : «السغد بالضم بساتين نزهة، وأماكن مثمرة بسمرقند.

(4)

حول «سمرقند» قال صاحب القاموس: «

بلد يعمل فيه الدروع، وقيل: قبيلة

إلخ» اه: القاموس.

(5)

و «جالوت» . قال عنه الإمام السهيلي في «التعريف والإعلام فيما أبهم من الأسماء والأعلام في القرآن» ص 30: «وجالوت رجل من العماليق، وهم بنو عملاق بن لاوذ بن أرم بن سام بن نوح، -

ص: 374

(وكانت له صلى الله عليه وسلم قوس من شحوط «1» ) - بشين معجمة مفتوحة فواو ساكنة فمهملتين-: ضرب من شجر الجبال، وكانت (تدعى «2» الروحاء) . «و» كانت له صلى الله عليه وسلم (قوس من/ شوحط) أيضا، وكانت (تدعى البيضاء) . (و) كانت له (قوس من نبع «3» ) - بفتح النون وسكون الباء الموحدة، وعين مهملة-: شجر من شجر الجبال تتخذ منه القسي، ومن أغصانه السهام صلى الله عليه وسلم. قيل: هو الشحوط، وقيل: غيره.

(و) كانت (تدعى الصفراء «4» ) ، (و) كانت له صلى الله عليه وسلم (قوس تدعى الكتوم «5» ) ؛ لانخفاض صوتها إذا رمي عنها، كسرت يوم «أحد» فأخذها «قتادة بن النعمان «6» » ،

- وأن البربر من نسله في أحد الأقوال

» اه: التعريف والإعلام.

(1)

حول «الشحوط» انظر: ما ذكرناه سابقا.

(2)

في بعض نسخ «أوجز السير» - أصل كتابنا- «تسمى» «تدعى» وكلاهما صواب.

(3)

عن «النبع» قال الفيروزابادي في «القاموس المحيط» : «شجر للقسى والسهام، ينبت في قلة الجبال، والنابت في السفح: الشريان، وفي الحضيض: الشحوط» . اه: القاموس.

(4)

عن أقواسه صلى الله عليه وسلم «الصفراء» و «البيضاء» : قال ابن سعد في «الطبقات» 1/ 174: «

وثلاثة قسى

وقوس من شحوط تدعى البيضاء وقوس صفراء تدعى الصفراء من نبع» اه: الطبقات. وانظر: «زاد المعاد» لابن القيم بحاشية «المواهب اللدنية» 1/ 116. وانظر: «تلقيح فهوم أهل الأثر» لابن الجوزي ص 42.

(5)

عن قوسه صلى الله عليه وسلم «الكتوم» قال ابن القيم في «زاد المعاد» 1/ 116: «

وكانت له ست قسي» :

والكتوم كسرت يوم «أحد» ، فأخذها «قتادة بن النعمان» . اه: زاد المعاد. وانظر: «تاريخ الإسلام» - السيرة النبوية- للإمام الذهبي ص 514.

(6)

و «قتادة

» ترجم له ابن عبد البر في «الاستيعاب» 3/ 248- 251 فقال: «قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد

الأنصاري، يكنى: أبا عمرو، وقيل: أبا عمر

عقبى شهد «بدرا» ، والمشاهد كلها، وأصيبت عينه يوم «بدر» ، وقيل: يوم الخندق. قال: وقيل: يوم «أحد» ، فسالت حدقته، فأرادوا قطعها، ثم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فدفع حدقته بيده، حتى وضعها موضعها، ثم غمزها براحته، وقال:«اللهم أكسها جمالا» فمات، وإنها لأحسن عينيه، وما مرضت بعد. قال أبو عمر: الأصح، والله أعلم أن عين قتادة أصيبت يوم «أحد

» . وقال عبد الله بن محمد بن عمارة: إن قتادة بن النعمان رميت عينه يوم «أحد» فسالت حدقته على وجهه، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: إن عندي امرأة أحبها؛ وإن هي رأت عيني خشيت أن تقذرني فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فاستوت، وكانت أقوى عينيه وأصحهما. وكان-

ص: 375

(و) كانت له صلى الله عليه وسلم (الجعبة) - بضم الجيم- قاله ابن حجر «1» ، وقيل: - بفتحها- قاله []«2» . قال العلامة سيدي عبد الرحمن بن محمد الفاسي- رحمه الله تعالى-:

ولعله الصواب، وهي الكنانة- بكسر الكاف- كان يضع نبله، وكانت (تدعى الكافور «3» ) ، وعن ابن عباس- رضي الله عنهما أنه كان له كنانة تسمى «ذات الجمع «4» » .

(ويقال: إن رجلا أهدى للنبي صلى الله عليه وسلم ترسا عليه تمثال عقاب) أو كبش (فوضع صلى الله عليه وسلم يده عليه فأذهب الله عز وجل ذلك التمثال «5» ) .

- من فضلاء الصحابة، وكانت وفاته في سنة ثلاث وعشرين، وقيل: أربع وعشرين، وهو ابن خمس وستين سنة، وصلى عليه «عمر بن الخطاب» ونزل في قبره «أبو سعيد الخدري» ، وهو أخوه لأمه- رضي الله عنهم أجمعين-» اه: الاستيعاب. وانظر: «الإصابة» لابن حجر 3/ 225- 226 رقم: 7076.

(1)

قول ابن حجر: «الجعبة

إلخ» . ذكره في كتابه «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» كتاب «المغازي» باب إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ 7/ 361- 362 عند شرحه لحديث أنس- رضي الله عنه رقم: 4064 فقال: «

لما كان يوم «أحد» انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو طلحة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم مجوب عليه بجحفة له، وكان أبو طلحة رجلا راميا شديد النزع، كسر يومئذ قوسين، أو ثلاثا، وكان الرجل يمر معه بجعبة- بضم الجيم وسكون العين المهملة بعدها موحدة، هي الالة توضع فيها السهام- من النبل، فيقول: انثرها لأبي طلحة

الخ» اه: فتح الباري.

(2)

ما بين القوسين المعكوفين كلمة لم أستطع قراءتها.

(3)

حول جعبته صلى الله عليه وسلم الكافور، قال الذهبي في «تاريخ الإسلام» السيرة النبوية ص 514: «

وكانت جعبته تدعى الكافور» اه: تاريخ الإسلام.

(4)

حديث ابن عباس عن كنانته «ذات الجمع» أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» 11/ 111 رقم: 11208 بلفظ: عن ابن عباس- رضي الله عنهما قال: «كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سيف قائمته من فضة

وكانت له كنانة يسمى الجمع

إلخ» . اه: المعجم الكبير للطبراني. وقد نقلنا فيما سبق آراء العلماء في درجة الحديث. وقال ابن القيم في «زاد المعاد

» بحاشية «المواهب» 1/ 118: «

وكانت له كنانة تسمى الجمع» . اه: زاد المعاد. وانظر: «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 7/ 175.

(5)

عن هذا الترس

إلخ.

ص: 376

وقال السهيلي: وكان له ترس فيما ذكر/ الطبري فيه تمثال كرأس الكبش، وكان عليه السلام يكرهه فيه؛ فأصبح ذات يوم، وقد أمحى، ولم يبق فيه أثر.

(وكانت له صلى الله عليه وسلم راية «1» سوداء* مخملة** مربعة. (تسمى

- أخرج ابن سعد في «الطبقات» 1/ 173 بلفظ: أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: سمعت مكحولا يقول: «كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ترس فيه تمثال رأس كبش، فكره النبي صلى الله عليه وسلم مكانه، فأصبح، وقد أذهبه الله» اه: الطبقات. وحول الموضوع انظر: المصادر والمراجع الاتية: أ- «دلائل النبوة» للإمام البيهقي 6/ 81. ب- «المصنف» للإمام ابن أبي شيبة، كتاب «الفضائل» باب ما أعطى الله- تعالى- محمدا صلى الله عليه وسلم 10/ 503 حديث رقم: 11828، وكتاب «العقيقة» رقم: 5252. ج- «تاريخ الإسلام» للذهبي- السيرة النبوية- ص 514 وفيه: «

وأهدى له ترس فيه تمثال عقاب، أو كبش، فوضع يده عليه فأذهب الله ذلك التمثال» اه: تاريخ الإسلام. د- كتاب «الإشارة إلى سيرة المصطفى» للحافظ مغلطاي- الالة الحربية صلى الله عليه وسلم ص 390. هـ- «المواهب اللدنية» للقسطلاني مع شرحها للزرقاني 3/ 381.

(1)

عن راية رسول الله السوداء

إلخ. قال ابن حجر في «فتح الباري

» كتاب الجهاد 6/ 127: «

وأورد حديث البراء؛ أن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت سوداء مربعة من نمرة، وحديث ابن عباس: كانت رايته سوداء، ولواؤه أبيض أخرجه الترمذي» - الجهاد رقم: 1603- وابن ماجة- الجهاد الحديث رقمي: 2806، 2808. وعن الفرق بين اللواء والراية

قال ابن حجر في «فتح الباري

» كتاب «الجهاد» : باب ما قيل في لواء النبي صلى الله عليه وسلم 6/ 127: «

اللواء- بكسر اللام والمد- هي الراية، ويسمى أيضا العلم، وكان الأصل أن يمسكها رئيس الجيش، ثم صارت تحمل على رأسه وقال أبو بكر بن العربي: اللواء غير الراية، فاللواء ما يعقد في طرفه الرمح، ويلوي عليه، والراية ما يعقد فيه يترك حتى تصفقه الرياح. وقيل: اللواء دون الراية: وقيل: اللواء العلم الضخم، والعلم علامة لمحل الأمير يدور معه حيث دار والراية يتولاها صاحب الحرب

إلخ» اه: الباري. وانظر «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 7/ 173.

(*) قوله: «

راية سوداء

إلخ» . قال السيوطي في «شرح سنن ابن ماجة» : قال ابن المالك، أي: ما غالب لونه أسود بحيث من البعيد أسود لا أنه غالب خالص السواد؛ لما في الترمذي من أنها كانت من نمرة، قال القاري: والنمرة بردة فيها تخطيط سواد وبياض كلون النمر الحيوان المشهور. اه: شرح سنن ابن ماجه.

(**) وعن الخمل قال صاحب القاموس: الخمل هدب القطيفة ونحوها.

ص: 377

العقاب «1» ) - بالضم كاسم الطائر- وتسمى أيضا النمراء؛ لكون لونها لون النمر فيه بياض وسواد «2» .

والمخمل: اسم مفعول من أخمل ما جعل له خمل، أي: أهداب كالقطيفة ونحوها.

(وكان لواؤه صلى الله عليه وسلم أبيض «3» )، وقيل: كانت له ألوية: أبيض، وأسود، وأغبر «4» .

(1) في بعض نسخ «أوجز السير» - أصل كتابنا- «يقال لها العقاب «بدل» تسمى العقاب» وكلاهما صواب. وعن الراية المسماة ب «العقاب» . قال ابن حجر في «فتح الباري

» كتاب «الجهاد» 6/ 127: «

وقيل: كانت له راية تسمى العقاب سوداء مربعة

إلخ» اه: فتح الباري. وانظر: «شرح سنن ابن ماجة» للسيوطي ص 202.

(2)

عن لون العقاب انظر: ما ذكرناه سابقا.

(3)

أخرج الترمذي حديث جابر- رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة ولواؤه أبيض. وقال الذهبي في «تاريخ الإسلام

» - المغازي-: «وقال أيمن بن نائل، حدثني قدامة بن عبد الله، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي جمرة العقبة على ناقة حمراء» وفي رواية: «صبهاء

» اه: تاريخ الإسلام. وانظر «فتح الباري

» كتاب الجهاد 6/ 127.

(4)

عن ألوان «لواء» رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخرج الترمذي في جامعة كتاب «الجهاد» حديث رقم: 1603 بلفظ: حدثنا يونس بن عبيد مولى محمد بن القاسم- قال: بعثني محمد بن القاسم إلى البراء بن عازب أن أسأله عن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «كانت سوداء مربعة من نمرة» . قال أبو عيسى: وفي الباب عن علي، والحارث بن حسان، وابن عباس. قال أبو عيسى: وهذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي زائدة اه: جامع الترمذي. وفي نفس المصدر- جامع الترمذي- حديث رقم: 1604، ذكر حديث ابن عباس فقال: «

كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء ولواؤه أبيض» . قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه: عن ابن عباس. وحول الموضوع انظر: المصادر والمراجع الاتية: أ- «سنن الإمام أبي داود» كتاب «الجهاد» حديث رقم: 2224، 2226. ب- «سنن ابن ماجة» كتاب «الجهاد» حديث رقم: 2806، 2808. ج- «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 7/ 371.

ص: 378

وعن عروة «1» : «إن أول ما حدثت الرايات يوم خيبر «2» » ، وما كانوا يعرفون قبل ذلك إلا الألوية «3» » .

قال أبو ذر الخشني: «اللواء ما كان مستطيلا، والراية: ما كان مربعا» . وقال ابن حجر «4» : «الراية- بمعنى اللواء- وهو العلم الذي يحمل في الحرب يعرف به موضع صاحب الجيش، وقد يحمله أمير الجيش، وقد يدفعه لمقدم العسكر» . انتهى.

وكان مكتوب في لوائه ورايته صلى الله عليه وسلم: لا إله إلا الله محمد رسول الله «5» . (وكان له صلى الله عليه وسلم مغفر «6» ) - كمنبر- من حديد.

(1) و «عروة

» ترجم له ابن حجر في «التقريب» ص 389 رقم: 4561 فقال: هو «عروة بن الزبير بن خويلد الأسدي، أبو عبد الله المدنى، ثقة فقيه مشهور من الطبقة الثالثة. مات سنة أربع وتسعين ومائة على الصحيح، ومولده في أوائل خلافة «عثمان» رضي الله عنه أخرج له أصحاب الكتب الستة» اه: التقريب.

(2)

انظر: «غزوة خيبر» المتقدمة، وانظر:«السيرة النبوية» لابن هشام 3/ 39.

(3)

قول عروة: «إن أول

إلخ» : ذكره الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» «المغازي» غزوة خيبر 7/ 477. فقال: «

وقد ذكر ابن إسحاق، وكذا أبو الأسود عن «عروة» أن أول ما وجدت

إلخ» اه: فتح الباري.

(4)

قول ابن حجر- رحمه الله تعالى- تقدم ذكره.

(5)

حول قوله: «وكان مكتوب

الخ» قال ابن حجر في «فتح الباري

» كتاب «المغازي» - غزوة خيبر- 7/ 476- 477 حديث رقم: 4209، 4210: «

وعند ابن عدي، على أبي هريرة: «وزاد مكتوبا فيه: لا إله إلا الله

إلخ» وسنده واه. اه: فتح الباري.

(6)

عن مغفره صلى الله عليه وسلم الذي يقال له: «

السبوغ

إلخ» قال ابن القيم في «زاد المعاد» بحاشية «المواهب اللدنية» 1/ 116 «

ومغفر

يقال له: السبوغ، أو ذو السبوغ» اه: زاد المعاد. وانظر: تاريخ الإسلام للذهبي ص 514. وانظر: «الإشارة» للحافظ مغلطاي ص 392. وحديث: المغفر عموما المتفق عليه من رواية أنس بن مالك- رضي الله عنه أخرجه البخاري في كتاب «المغازي» ، باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح؟ حديث رقم: 4286 بلفظ: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح، وعلى رأسه المغفر» اه: فتح الباري. وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب «الحج» ، باب جواز دخول مكة بغير إحرام، حديث رقم:1357. وانظر: «المواهب اللدنية مع شرحها» 3/ 381.

ص: 379

(يقال له: السبوغ) أو ذو السبوغ، والمغفر/ يلبسه الدراع على رأسه، ومن زرد الحديد ونحوه تحت القلنسوة.

[أفراس رسول الله صلى الله عليه وسلم]

(ويقال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أفراس منها: الورد «1» ) وهو لون بين الكميت والأشقر (أهداه له عليه السلام تميم الداري) فأعطاه «عمر بن الخطاب» عليه السلام فحمل عليه في سبيل الله، ثم وجده يباع برخص فهم أن يشتريه، وذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «لا تشتره، ولا تعده في صدقتك

«2» » الحديث.

(ومنها الظرب «3» ) بالمعجمة المفتوحة، وكسر الراء وبالموحدة آخره، كواحد

(1) عن فرسه صلى الله عليه وسلم المسمى بالورد: أخرج ابن سعد في «الطبقات» ذكر خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم ودوابه 1/ 175 بلفظ: أخبرنا «محمد بن عمر

»

وأهدى تميم الداري لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا يقال له: الورد؛ فأعطاه «عمر بن الخطاب» فحمل عليه في سبيل الله، فوجده بياع اه: الطبقات.

(2)

حديث: «

لا تشتره

إلخ» متفق عليه من رواية زيد بن أسلم، رضي الله عنه: أخرجه البخاري في صحيحه كتاب «الهبة» رقم: 2430 بلفظ عن زيد بن أسلم، عن أبيه، سمعت «عمر بن الخطاب» يقول: حملت على فرس في سبيل الله، فأضاعه الذي كان عنده، فأردت أن أشتريه منه، وظننت أنه بائعه برخص؛ فسألت عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال:«لا تشتره، وإن أعطاكه بدرهم واحد؛ فإن العائد في صدقته كالكلب يعود في قيئه» . وانظر: البخاري كتاب «الجهاد» تحت أرقام: 2442، 2748، 2781 اه: البخاري. وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه كتاب «الهبات» حديث رقم: 3045. وانظر الحديث أيضا في: أ- سنن النسائي كتاب «الزكاة» رقم: 2568. ب- مسند الإمام مالك كتاب «مسند العشرة المبشرين بالجنة» حديث رقم: 161. ج- موطأ الإمام مالك كتاب «الزكاة» حديث رقم: 550.

(3)

عن «الظرب» - بوزن كتف-: قال مالك: في «الموطأ» 2/ 930 رقم: 1662: الجبيل الصغير. وانظر: «تنوير الحوالك شرح موطأ مالك» ص 224. وحديث «الظرب» أخرجه ابن سعد في «الطبقات» 1/ 175 فقال: «

وأما الظرب؛ فأهداه له فروة بن عمرو الجذامي

» . اه: الطبقات.

ص: 380

الظراب- وهو الروابي الصغار، أهداه له «فروة بن عمير الجذامي» .

(ومنها السكب «1» ) - كصعب- ويحرك- كمدد- و (كان) السكب (أول فرس ملكه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأول فرس غزا عليه، وأول ما غزا عليه «أحدا» اشتراه بعشر أواق، وكان أغر محجلا طلق اليمين كميتا- أي: خالط حمرته قنوء «2» - وقيل: كان أسود (وكان له صلى الله عليه وسلم فرس يقال له المرتجز) - بضم الميم وكسر الجيم- سمي بذلك لحسن صهيله؛ كأنه ينشد رجزا، وكان أبيض (وكانت له صلى الله عليه وسلم/ بغلة يقال لها:

دلدل «3» ) - كقنبر- (وهي أول بغلة ركبت في الإسلام) أهداها له «المقوقس» ،

- وقال الذهبي في (تاريخ الإسلام) : السيرة النبوية ص 518: «

والظرب واحد الظراب، وهي الروابي الصغار؛ سمي به لكبره وسمنه، وقيل: لقوته؛ أو لحسن صهيله» اه: الطبقات. وحول الظرب انظر أيضا: 1- «زاد المعاد» لابن القيم بحاشية «المواهب» 1/ 119. 2- «الجامع الصغير» للسيوطي 5/ 177 حديث رقم: 6856 حيث ذكر الحديث، وعزاه إلى البيهقي في السنن، عن سهل بن سعد، ورمز له بالصحة. وفى «فيض القدير» للمناوي قال: «

وجملة أفراسه صلى الله عليه وسلم سبعة متفق عليها جمعها الإمام ابن جماعة في بيت، فقال:

والخيل: سكب لحيف ظرب

لزاز مرتجز ورد لها أسوار

اه: فيض القدير.

(1)

و «السكب» - بفتح السين المهملة، وإسكان الكاف وبالموحدة- يقال: فرس سكب؛ أي: كثير الجري؛ كأنما يصب جريه صبا. قال ثعلب: «إذا كان الفرس شديد الجري؛ فهو فيض وسكب تشبيها بفيض الماء، وإنسكابه، وأصله من سكب الماء يسكب- بضم الكاف- وهو أول فرس ملكه

إلخ» اه: المواهب. وعن السكب قال الإمام الذهبي في «تاريخ الإسلام» السيرة النبوية ص 518 «

وأول فرس ملكه السكب، وكان اسمه عند الأعرابي «الضرس؛ فاشتراه منه بعشر أواق، أول ما غزا عليه «أحدا» ليس مع المسلمين غيره» اه: تاريخ الإسلام. وقال ابن القيم في «زاد المعاد» 1/ 119: «وكان أغرّ محجلا طلق اليمين كميتا. وقيل: كان أدهم» . اه: زاد المعاد. وانظر: كتاب «الحلية في أسماء الخيل المشهورة في الجاهلية والإسلام» ص 47 للإمام/ الصحابي التاجي. «ت 695 هـ» تحقيق/ الدكتور/ حاتم صالح الضامن.

(2)

حول قوله: «خالط حمرته

إلخ» انظر: «القاموس المحيط» .

(3)

و «دلدل» - بضم الدالين المهملتين- وحديث بغلته صلى الله عليه وسلم المسماة ب «دلدل» أخرجه الحاكم-

ص: 381

وقيل: غيره. وكانت شهباء، وعاشت بعده صلى الله عليه وسلم حتى كبرت وزالت أضراسها، فكان يجرش لها الشعير «1» ، وبقيت إلى زمن «معاوية» ، وكانت ب «ينبع» .

(وكان له صلى الله عليه وسلم حمار يقال له: عفير «2» ) - بالمهملة كزبير- أهداه له «المقوقس

- في «المستدرك» 2/ 665 رقم: 4208 بلفظ: عن علي قال: «كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرس يقال له: المرتجز

وبغلته «دلدل»

» . اه: المستدرك. قال الذهبي في التلخيص: حسان بن على ضعفوه. وأخرجه ابن سعد في «الطبقات» ذكر خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم ودوابه 1/ 172 بلفظ: عن محمد بن عمر، حدثنا موسى بن إبراهيم، عن أبيه، قال:«كانت دلدل بغلة النبي صلى الله عليه وسلم أول بغلة ركبت في الإسلام، وأهداها له «المقوقس» ، وأهدى معها حمارا يقال له:«عفير»

» اه: الطبقات. وانظر في نفس المصدر حديث ابن عباس. وانظر: بقية أحاديث الباب. وانظر: «السنن الكبرى للبيهقي 10/ 26 رقم: 1959. وانظر: «المعجم الكبير» للطبراني 11/ 111 رقم: 111208. وانظر: «فتح الباري» لابن حجر 6/ 75. وانظر: «تاريخ الإسلام» للذهبى ص 519- السيرة النبوية. وانظر: «الإشارة» للحافظ مغلطاي- دوابه- صلى الله عليه وسلم وما كان له من الخيل والإبل والغنم ص 383- 389. والحديث ذكره السيوطي في «الجامع الصغير» مع شرحه «فيض القدير» 5/ 176 رقم: 6854، وعزاه للطبراني في الجامع الكبير. قال المناوي: «

دلدل

أهداها له يوحنا ملك أيلة، وظاهر البخاري؛ أنه أهداها له في غزوة حنين» ، وقد كانت هذه البغلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك. قال القاضي:«ولم يرد أنه كانت له بغلة غيرها ذكره النووي، وتعقبه الجلال البلقيني: بأن البغلة التي كان عليها يوم «حنين» غير هذه ففي مسلم أنه كان على بغلة بيضاء، أهداها له «الجذامي» . قال: وفيما قاله القاضي نظر؛ فقد قيل: كان له: «دلدل» و «فضة» ، وهي التي أهداها له: ابن العلماء و «الأيلية» ، وبغلة أهداها له «كسرى» ، وأخرى من «دومة الجندل» ، وأخرى من النجاشي كذا في سيرة مغلطاي الإشارة ص 385، 387. وفي الهدي: كان له من البغال «دلدل» وكانت شهباء، أهداها له «المقوقس» ، وأخرى اسمها «فضة» ، أهداها له صاحب دومة الجندل

» اه: فيض القدير. وقد سبق بيان درجة الحديث.

(1)

قوله: «يجرش لها الشعير» : يعنى يدق.

(2)

حديث وكان له «حمار» يقال له «عفير» : أخرجه البخاري في صحيحه 3/ 1046 رقم: 2701 بلفظ: عن معاذ بن جبل قال: كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له «عفير» . -

ص: 382

مع البغلة، وقيل: كان أشهب.

[نوقه صلى الله عليه وسلم]

(وكانت له صلى الله عليه وسلم من النوق العضباء، والقصواء «1» ) .

- وأخرجه مسلم في صحيحه 1/ 58 رقم: 30. وانظر: السنن للإمام أبي داود 3/ 25 رقم: 2559: عن معاذ بن جبل. وانظر السنن الكبرى للبيهقي 10/ 25 رقم: 19589. وانظر: المعجم الكبير للطبراني 10/ 148 رقم: 10274، 20/ 127 رقم: 256. والحديث عزاه السيوطي في «الجامع الصغير» مع شرحه «فيض القدير» للمناوي 5/ 174 رقم: 6851 إلى الإمام أحمد: عن علي، وإلى الطبراني في «المعجم الكبير» ، عن ابن مسعود، ورمز له بالحسن قال المناوي في «فيض القدير» «كان له حمار

عفير» بضم العين المهملة وفتح الفاء وسكون التحتية بعدها راء- تصغير أعفر، خرجوه عن بناء أصله- كسويد- تصغير أسود من العفرة، وهي حمرة يخالطها بياض ذكره جمع، ووهموا عياضا في ضبطه بغين معجمة. قال ابن حجر: وهو غير الحمار الاخر الذي يقال له: «يعفور» . وزعم ابن عبدوس: «أنهما واحد، رواه الدمياطي؛ فقال: «عفير» أهداه له «المقوقس» ، و «يعفور» أهداه له «فروة بن عمرو» ، وقيل: بالعكس

إلخ» فيض القدير. وانظر: «الطبقات» لابن سعد 1/ 174- 175. وانظر: «الكامل في التاريخ» للحافظ ابن الأثير 2/ 180.

(1)

عن «العضباء» و «القصواء» قال ابن حجر في «فتح الباري» باب ناقة النبي صلى الله عليه وسلم كذا أفراد في الترجمة

الخ 6/ 74، 83 حديث رقم:2717. «

العضباء- بفتح المهملة وسكون المعجمة بعدها موحدة ومد-: هي مقطوعة الأذن، أو المشقوقة قال ابن فارس: كان ذلك لقبا لها لقوله: تسمى العضباء، ولقوله: يقال لها العضباء؛ ولو كانت تلك صفة لها لم يحتج لذلك. وقال الزمخشرى: العضباء منقول من قولهم: ناقة عضباء؛ أي: قصيرة اليد. واختلف: هل العضباء هي القصواء، أو غيرها فجزم الحربى بالأول وقال: تسمى العضباء، والقصواء، والجدعاء، وروى ذلك ابن سعد، عن الواقدي. وقال غيره: بالثاني. وقال الخليل: العضباء: المشقوقة الأذن. قال أبو عبيدة: القصواء: المقطوعة الأذن عرضا، والعضباء: المقطوعة: النصف فما فوق وحديث: «العضباء» و «القصواء» انظر في: أ- «الجامع الصحيح المختصر» للإمام البخاري: 2/ 974 رقم: 2581، 3/ 1053 رقم: 1053، 4/ 1598 رقم: 4139، 5/ 275 رقم: 3091، 3786. 3/ 1053-

ص: 383

بفتح القاف مع المد والقصر- وقيل: - بالضم والقصر- وأنكره ابن بري.

و (مروة وكانت لقحة «1» ) أي: ذات لبن. (وكانت له صلى الله عليه وسلم ناقة يقال لها:

(البغوم «2» ) - بموحدة فغين معجمة مضمومتين. وواو ساكنة- وهو صوت الناقة التي

- رقم: 2716 بلفظ: عن حميد قال: سمعت أنسا- رضي الله عنه يقول: «كانت ناقة النبي صلى الله عليه وسلم يقال لها: العضباء» . وانظر: «صحيح مسلم» : 2/ 1045 رقم: 1365، 3/ 326 رقم:1218. وانظر: «السنن» للإمام أبي داود 2/ 1954198، 3/ 239 رقم: 3316، 4/ 253 رقم: 4802. وانظر: سنن النسائي «المجتبى» 7/ 168 رقم: 4226. وانظر: الحاكم المستدرك 4/ 51 رقم: 6851. وانظر: «المعجم الكبير» للطبراني 1/ 347 رقم: 1049، 2/ 95 رقم: 1421، 3/ 261 رقم: 3350، 3/ 262 رقم: 3352، 18/ 191 رقم: 454، 22/ 203 رقم: 533، 24/ 178 رقم:448. وانظر: «صحيح ابن حبان» بترتيب ابن بلبان 2/ 477 رقم: 703، 9/ 187 رقم: 3875، 16/ 133 رقم: 7173. وانظر: «صحيح ابن خزيمة» 4/ 262 رقم: 4/ 292، 4/ 310 رقم:2953. وانظر: «الطبقات» لابن سعد- ذكر خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم ودوابه 1/ 176. وانظر: «الجامع الصغير» للسيوطي 5/ 175 رقم: 2953. وانظر: «الكامل في التاريخ» لابن الأثير. وانظر: «تاريخ الإسلام» للذهبي- السيرة النبوية- ص 520.

(1)

و «اللقحة» : الناقة القريبة العهد بالنتاج، وناقة لقوح: إذا كانت غزيرة اللبن، وجمعها: لقاح- بكسر اللام وفتحها- اه: النهاية لابن الأثير. وعن «مروة» لقحته صلى الله عليه وسلم قال ابن سعد في «الطبقات» 1/ 178: «

فكانت مهرة أرسل بها» سعد بن عبادة «من نعم بني عقيل، وكانت غزيرة» اه: الطبقات. وقال ابن القيم في «زاد المعاد

» بحاشية «المواهب» 3/ 390. «

مروة

وقد أرسل بها إليه «سعد بن عبادة»

إلخ» اه: زاد المعاد. وانظر: «الإشارة» للحافظ/ مغلطاي ص 388. وانظر: «المواهب اللدنية مع شرحها» 3/ 392.

(2)

عن ناقته صلى الله عليه وسلم المسماة بالبغوم: أخرج ابن سعد في «الطبقات» 1/ 177- ذكر لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم «

حدثنى معاوية بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع، قال: كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم

لقاح، وهي التي أغار عليها القوم بالغابة، وهي عشرون لقحة

وكان فيها لقائح لها غزر: الحناء

والبغوم

إلخ» . اه: الطبقات.

ص: 384

لا تفصح به (وكان* له صلى الله عليه وسلم مائة من الغنم «1» )«لا يريد أن يزيد على ذلك كلما ولد الراعي بهمة ذبح مكانها شاة «2» » .

قال اليعمري**: وكانت له شاة- زاد في العيون-: يختص بشرب لبنها تسمى

- وحول: «البغوم» انظر أيضا المراجع الاتية: أ- «الكامل في التاريخ» للإمام ابن الأثير 2/ 180. ب- «تلقيح فهوم أهل الأثر» للإمام ابن الجوزي- ذكر لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم ص 41. ج- «المواهب اللدنية مع شرحها» 3/ 392.

(*) في بعض نسخ «أوجز السير» - أصل كتابنا- «وكانت له» «بدل» وكان له كلاهما صواب.

(1)

حديث: «وكان له صلى الله عليه وسلم مائة من الغنم

إلخ» . أخرجه الإمام أبو داود في سننه 1/ 35 رقم: 142 بلفظ:

عن عاصم بن لقيط بن صبرة، عن أبيه: لقيط بن صبرة قال: كنت وافد بني المنتفق، أو في وفد بني المنتفق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نصادفه في منزله، وصادفنا عائشة أم المؤمنين- رضي الله عنها قال: فأمرت لنا بخريزة فصنعت لنا، قال: وأتينا بقناع- ولم يقل قتيبة القناع- والقناع: الطبق فيه تمر. ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «هل أصبتم شيئا، أو أمر لكم بشيء؟ قال: قلنا: نعم يا رسول الله فبينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوس إذا دفع الراعى غنمه إلى المراح، ومعه «سخلة» تيعر، فقال:«ما ولدت يا فلان» ؟. قال: بهمة. قال: «فاذبح لنا مكانها شاة» ثم قال: «لا تحسبن» ولم يقل: لا تحسبن أنا من أجلك ذبحناها لنا غنم مائة لا نريد أن تزيد؛ فإذا ولد الراعي بهمة ذبحنا مكانها

إلخ» اه: السنن للإمام أبي داود. والحديث أخرجه الحاكم في «المستدرك» 4/ 123 رقم: 7067. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص. وحول الحديث انظر: أ- «مسند الإمام الشافعي» ص 15. ب- «صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان» 3/ 332 رقم: 1054. د- «تاريخ الإسلام» للإمام الذهبي- السيرة النبوية- ص 521. هـ- «زاد المعاد

» بحاشية «المواهب» 1/ 121. و «سبل الهدى والرشاد

» للصالحي 7/ 412.

(2)

من أول قوله: «لا يريد أن يزيد» إلى قوله: «شاة» مقتبس من حديث الإمام أبي داود المتقدم.

(**) و «اليعمري» هو: «الحافظ أبو الفتح محمد بن محمد بن سيد الناس اليعمري» المتوفى-

ص: 385

«غوثة «1» » ، وقيل:«غيثة» - وشاة تسمى «قمر «2» » وعنز تسمى «اليمن» ، وكانت له سبع «3» أعنز منائح.

ترعاهن/ «أم أيمن» وتروح كل ليلة للبيت الذي يرقد فيه صلى الله عليه وسلم وكان يسميهن بأسماء؛ فمنهن: «بركة» - بفتح الراء- و «زمزم» و «سقيا» - بضم السين- و «عجوة» - بفتح العين وسكون الجيم- و «ورسة» - بكسر الراء- و «إطلال» ، و «إطراف «4» » .

- سنة 734 هـ صاحب كتاب «السيرة النبوية: عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير» .

(1)

«غوثة» - بغين معجمة ومثلثة- وقيل: «غيثة» بياء بدل الواو

إلخ اه: المواهب. وانظر: «سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد» للإمام الصالحي 4/ 412 الباب السادس في شياهه ومنائحه- صلى الله عليه وسلم.

(2)

عن شاته- صلى الله عليه وسلم المسماة «قمر» أخرج الإمام ابن سعد في «الطبقات» - ذكر منائح رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغنم 1/ 179 بلفظ: عن مكحول؛ أنه سئل عن جلد الميتة فقال: كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة تسمى «قمر» ففقدها يوما فقال: «ما فعلت قمر؟» فقالوا: ماتت يا رسول الله. قال: «فما فعلتم بإهابها- جلدها؟ - قالوا: ميتة. قال: «دباغها طهورها» اه: الطبقات. وانظر: «زاد العاد» لابن القيم بحاشية «المواهب» 1/ 121. وانظر: «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 7/ 412.

(3)

عن أعنزه السبع

إلخ أخرج ابن سعد في «الطبقات» 1/ 178 بلفظ: عن ابن عباس- رضي الله عنهما قال: «كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم سبع أعنز ترعاهن أم أيمن» اه: الطبقات.

(4)

عن أسماء أعنزه صلى الله عليه وسلم. أخرج ابن سعد في «الطبقات» ذكر منائح رسول الله صلى الله عليه وسلم 1/ 178 حديثا بلفظ: «

عن إبراهيم بن عبد الله- من ولد عتبة بن غزوان- قال: «كانت منائح رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغنم سبعا: «عجوة» و «زمزم»

» الحديث اه: الطبقات. وحول أسماء أعنزه صلى الله عليه وسلم انظر أيضا: أ- «تلقيح فهوم أهل الأثر» لابن الجوزي ذكر منائح رسول الله صلى الله عليه وسلم ص 41. ب- كتاب «الإشارة» للحافظ مغلطاي ص 389. ج- «عيون الأثر» لابن سيد الناس 2/ 423. د- «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 7/ 411- 413.

ص: 386

[تركة النبي صلى الله عليه وسلم*]

(ويقال: ترك) النبي صلى الله عليه وسلم (يوم مات ثوبي حبرة) من قطن، تتنج باليمن فيها

(*) حول تركة النبي صلى الله عليه وسلم نقول: هل يوجد شيء من آثار الرسول صلى الله عليه وسلم في العصر الحاضر؟! أجاب على السؤال السابق الدكتور/ ناصر بن عبد الرحمن الجديع في كتابه «التبرك: أنواعه وأحكامه» ص 256- 260 فقال: «قبل الإجابة عن هذا السؤال أحب أن أنبه على أن حكم التبرك باثار الرسول صلى الله عليه وسلم باق على مشروعيته، لا يقتصر على الصحابة- رضي الله عنهم أو التابعين فقط- رحمهم الله تعالى-؛ فإن بركة آثار الرسول صلى الله عليه وسلم باقية فيها، وليس هناك ما يرفعها. وإجابة عن السؤال الأنف الذكر لابد من بيان الأمور الاتية: أولا: جاء في صحيح البخاري كتاب «الوصايا» الباب الأول 3/ 186 رقم: 2588، 4192: عن عمرو بن الحارث- رضي الله عنه أنه قال: «ما ترك رسول الله- صلى الله عليه وسلم عند موته درهما ولا دينارا، ولا عبدا، ولا أمة، ولا شيئا إلا بغلته البيضاء، وسلاحه، وأرضا جعلها صدقة» . ولا شك أن هذا يدل على قلة ما خلفه الرسول صلى الله عليه وسلم من أدواته الخاصة. ثانيا: وردت أخبار عديدة بعد عصر الصحابة- رضي الله عنهم والتابعين- رحمهم الله تعالى- إلى يومنا هذا تدل على حصول هذا التبرك باثار المصطفى- صلى الله عليه وسلم من قبل بعض الخلفاء، والعلماء والصالحين؛ وإن كان بعض هذه الأخبار ليس صحيحا؛ وهذا إما بسبب ضعف في روايته؛ أو لعدم صحة نسبة الأثر ذاته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا هو الأكثر. قال «أحمد بن إسماعيل بن محمد بن تيمور» «ت 1348 هـ» في كتابه «الاثار النبوية» بعد أن سرد الاثار المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وغيره بالقسطنطينية- عاصمة الخلافة العثمانية- قال: «لا يخفي أن بعض هذه الاثار محتمل الصحة؛ غير أنا لم نر أحدا من الثقات ذكرها بإثبات أو نفي؛ فالله- سبحانه- أعلم بها، وبعضها لا يسعنا أن نكتم ما يخامر النفس فيها من الريب، ويتنازعها من الشكوك

» اه: الاثار النبوية لتيمور بتصرف. ثالثا: ثبوت فقدان الكثير من آثار الرسول صلى الله عليه وسلم على مدى الأيام والقرون بسبب الضياع، أو الحروب والفتن، وغير ذلك. ومن الأمثلة على هذا ما يأتي: 1- جاء في صحيحي البخاري، ومسلم- البخاري اللباس 7/ 53، مسلم اللباس والزينة، باب لبس النبي صلى الله عليه وسلم خاتما من ورق 3/ 1656-: عن ابن عمر- رضي الله عنهما أنه قال: «اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما من ورق؛ فكان في يده، ثم كان في يد أبي بكر- رضي الله-

- عنه- ثم كان في يد «عمر» رضي الله عنه، ثم كان في يد «عثمان» رضي الله عنه حتى وقع في بئر أريس «نقشه: محمد رسول الله» . 2- فقدان البردة، والقضيب في آخر الدولة العباسية حين أحرقهما التتار عند غزوهم ل «بغداد» سنة 656 هـ. قال ابن كثير: في «البداية والنهاية» 6/ 8: «وقد توارث بنو العباس هذه البردة خلفا عن سلف، وكان الخليفة يلبسها يوم العيد على كتفيه، ويأخذ القضيب المنسوب إليه- صلوات الله وسلامه عليه- في إحدى يديه فيخرج وعليه من السكينة والوقار ما يصدع به القلوب، ويبهر به الأبصار» . 3- ذهاب نعلين ينسبان إلى النبي صلى الله عليه وسلم في فتنة «تيمور لنك» بدمشق سنة 803 هـ. ومن الأسباب أيضا لفقدان (الاثار النبوية) وصية بعض من عنده شيء منها أن يكفن فيه إن كان لباسا كما في حديث «سهل بن سعد» الذي أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب «الأدب» 7/ 8 بلفظ: «جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ببردة

فرآها عليه رجل من الصحابة فقال يا رسول الله:» ما أحسن هذه فاكسنيها؟! فقال: «نعم» فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم لأمه أصحابه

فقال: رجوت بركتها حين لبسها وثبت في الصحيحين أن الرسول صلى الله عليه وسلم أعطى اللاتي يغسلن ابنته «إزاره» وقال: «أشعرنها إياه» اه: التبرك ص 248- 249. رابعا: من الملحوظ كثرة ادعاء وجود وامتلاك شعرات منسوبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في كثير من البلدان الإسلامية في العصور المتأخرة؛ حتى قيل: «إن في «القسطنطينية» وحدها ثلاثا وأربعين شعرة سنة 1327، ثم أهدى منها خمس وعشرون، وبقي ثماني عشرة» اه: ص 259 من كتاب «التبرك» . ولذا قال مؤلف كتاب «الاثار النبوية» بعد أن ذكر أخبار التبرك بشعرات الرسول صلى الله عليه وسلم من قبل أصحابه- رضي الله عنهم: «فما صح من الشعرات التي تداولها الناس بعد ذلك؛ فإنما وصل إليهم مما قسم بين أصحابه- رضي الله عنهم غير أن الصعوبة في معرفة صحيحها من زائفها» اه: ص 259 من كتاب «التبرك

» . على أنه في بعض الأماكن يحتفل بإخراجهما- علي طريقة خاصة- مرة واحدة، أو أكثر كل عام، في بعض المواسم كليلة السبع والعشرين من شهر رمضان، أو ليلة النصف من شعبان مثلا

انظر: الاثار لتيمور ص 91، 95 من حاشية رقم: 7 من كتاب «التبرك» . ومن خلال ما تقدم؛ فإن ما يدعى الان بعض الأشخاص، أو في بعض المواضع من وجود بعض الاثار النبوية كالشعرات، أو النعال وغيرها موضع شك؛ فيحتاج في إثبات صحة نسبته إلى الرسول صلى الله عليه وسلم إلى برهان قاطع يزيل الشك الوارد؛ ولكن أين ذلك؟. يقول الشيخ الألباني- رحمه الله تعالى- في كتابه «التوسل وأنواعه» ص 146: «

ونحن نعلم أن آثاره صلى الله عليه وسلم من ثياب، أو شعر، أو فضلات، قد فقدت؛ وليس بإمكان أحد إثبات وجود شيء منها على وجه القطع واليقين، لا سيما مع مرور أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان-

ص: 387

خطوط حمراء خضر (وإزارا عمانيا) نسبة إلى عمان بلاد باليمن. (وثوبين صحاريين) - نسبة إلى صحار بمهملتين كغراب- قرية قرب اليمن، هي قصبة عمان، مما يلي الجبل، وقيل: من الصحرة، وهي حمرة خفيفة كالغبرة، يقال: ثوب أصحر، وصحاري. و (قميصا سحوليّا «1» ) - بفتح السين يعني أبيض- من قولهم: سحلت الشيء إذا قصدته نسبة إلى «سحول» قرية باليمن. (وجبة «2» ) قيل: هي ثوبان بينهما حشو (يمنية «3» وخميصة «4» ) ، وهي ثوب خز، أوصوف معلم، وقيل: كساء رقيق من

- على وجود تلك الاثار النبوية، ومع إمكان الكذب في ادعاء نسبتها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم للحصول على بعض الأغراض؛ كما وضعت الأحاديث، ونسبت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم كذبا وزورا. وعلى أى حال؛ فإن التبرك الأسمى والأعلى بالرسول صلى الله عليه وسلم هو اتباع ما أثر عنه قول أو فعل، والاقتداء به، والسير على منهجه ظاهرا وباطنا، وإن في هذا الخير كله

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله تعالى-: «كان أهل المدينة لما قدم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم في بركته لما آمنوا به وأطاعوه، فببركة ذلك حصل لهم سعادة الدنيا والاخرة؛ بل كل مؤمن آمن بالرسول وأطاعه حصل له من بركة الرسول صلى الله عليه وسلم بسبب إيمانه وطاعته من خير الدنيا والاخرة ما لا يعلمه إلا الله» اه: كتاب التبرك ص 260.

(1)

«سحول» كصبور: موضع باليمن تنسج به الثياب، القاموس المحيط.

(2)

حول لبسه صلى الله عليه وسلم «الجبة» انظر: «تاريخ الإسلام» للذهبي- السيرة النبوية- ص 503.

(3)

من أول قوله: «ويقال: ترك يوم مات» إلى قوله: «يمنية» . ذكره الحافظ الذهبي في كتابه «تاريخ الإسلام» السيرة النبوية- ص 516- 517 فقال: «

وقال ابن فارس: يقال ترك يوم توفي صلى الله عليه وسلم ثوبى حبرة

الخ» ثم قال- رحمه الله تعالى-: «

وأكثر هذا الباب كما ترى بلا إسناد، نقله هكذا ابن فارس، وشيخنا الدمياطي والله أعلم، هل هو صحيح أم لا؟!» . اه: تاريخ الإسلام بتصرف. وانظر: «سير أعلام النبلاء» للذهبي 11/ 212، 250، 337. وانظر:«عيون الأثر» لابن سيد الناس 2/ 418. (2) حول «الصحرة» انظر: القاموس المحيط.

(4)

وحديث «الخميصة» متفق عليه من رواية عائشة- رضي الله عنها: أخرجه البخاري- الجامع الصحيح 177/ 146 رقم: 366 بلفظ: عن عائشة- رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى في خميصة لها أعلام، فنظر إلى أعلامها نظرة، فلما انصرف قال:«اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم، وائتوني بأنبجانية أبي جهم؛ فإنها ألهتني آنفا عن صلاتي» . وقال هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قال النبي صلى الله عليه وسلم:«كنت أنظر إلى علمها في الصلاة فأخاف أن تفتنني» . وانظر: أيضا نفس المصدر في المواضع الاتية: 1/ 262 رقم: 716، 5/ 2190 رقم:4579. وأخرجه مسلم في صحيحه 1/ 391 رقم: 566، وانظر: «الطبقات» لابن سعد 1/ 457. وانظر: «تاريخ الإسلام» للذهبي ص 501- 502.

ص: 389

صوف معلم، وغير معلم يلتحف به، كأنه من لباس الأشراف بأرض العرب.

(وكساء أبيض وقلانس «1» ) : جمع قلنسوة، وهي غطاء قبطي «2» تستر به الرأس.

قاله/ السيوطي في فتاويه* (صغارا لاطئة «3» )، أي: لاصقة بالرأس بقطرها، (ثلاثا أو أربعا، وإزارا طوله خمسة أشبار وملحفة «4» ) - بكسر الميم- وهي الملاءة التي يلتحف بها صغيرة أو كبيرة.

(مورسة) أي: مصبوغة بالورس، وهو نبت يماني أصفر يتخذ منه الغرة للوجه.

(1) عن «القلانس

إلخ» أخرج الإمام الذهبي في كتابه «تاريخ الإسلام» - السيرة النبوية- باب ملابسه ص 491 قال: «قال خالد بن يزيد: ثنا عاصم بن سليمان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يلبس القلانس البيض والمزرورات، وذوات الأذان» . «عاصم» هذا بصري متهم بالكذب «اه: تاريخ الإسلام» .

(2)

قوله: «قباطي» - نسبة إلى القبط- علي غير قياس، جمعه «قباطي» - بفتح القاف- أو «قباطي» - بضم القاف- كلمة يونانية، وهي ثياب من كتان بيض رقاق كانت تنسج بمصر، وهو منسوبة إلى القبط «اه: المعجم الوسيط بتصرف.

(*) فتاوي الإمام السيوطي بحثت عنها فلم أصل إليها.

(3)

عن «القلانس اللاطئة» قال الإمام الذهبي في «تاريخ الإسلام» - السيرة النبوية ص 492- 493: «وعن بعضهم بإسناده واه: كانت له صلى الله عليه وسلم عمامة تسمى «السحاب» يلبس تحتها القلانس اللاطئة ويرتدى

» اه: تاريخ الإسلام.

(4)

حول: «الملحفة المورسة» انظر: «الطبقات» للإمام ابن سعد 1/ 451. وقال الإمام الذهبي في «تاريخ الإسلام» - السيرة النبوية- ص 499- 500 «باب منه» : «وقال وكيع: نا ابن أبي ليلي، عن محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، عن محمد بن عمرو بن شرحبيل، عن قيس بن سعد قال: أتانا النبي صلى الله عليه وسلم فوضعنا له غسلا فاغتسل، ثم أتيته بملحفة ورسية، فاشتمل بها؛ فكأني انظر أثر الورس على عكنه» وقال هشام بن سعد، عن يحيى بن عبد الله بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ ثيابته بالزعفران: قميصه، ورداءه، وعمامته «مرسل- ابن سعد في «الطبقات» 1/ 452» اه: تاريخ الإسلام بتصرف وزيادة. وأخرج ابن سعد في «الطبقات» 1/ 452 بلفظ: عن «أم سلمة» رضي الله عنها قالت: «ربما صبغ لرسول الله صلى الله عليه وسلم رداؤه بزعفران وورس «اه: الطبقات. وذكر الذهبي في «تاريخ الإسلام» حديث أم سلمة: وقال: وهذا إسناد عجيب مدني. وعن زيد بن أسلم: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ ثيابه حتى العمامة بالزعفران» . وقال الذهبي: وهذه المراسيل لا تقاوم ما في الصحيح من نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التزعفر وفي لفظ: «نهي أن يتزعفر الرجل» ، ثم نهي عنه» اه: تاريخ الإسلام.

ص: 390

(وكان صلى الله عليه وسلم يلبس يوم الجمعة) ويوم العيد (برده الأحمر ويعتم «1» ) بعمامة يرسلها بين كتفيه ويديرها ويغرزها.

روى ابن حبان، عن ابن عمر- رضي الله عنهما: أنه قيل له: كيف كان يعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!: «كان يدير كور العمامة على رأسه، ويغرزها بردائه، ويرخي ذؤابة بين كتفيه «2» » .

وروى ابن أبي شيبة، عن علي أنه صلى الله عليه وسلم عممه بعمامة، وترك طرفها على منكبيه «3» (وكانت له صلى الله عليه وسلم ربعة «4» ) إسكندرانية من هدية «المقوقس» (فيها مرآة) قال ابن عباس

(1) حول قوله: «وكان صلى الله عليه وسلم يلبس يوم الجمعة

إلخ» . أخرج ابن سعد في «الطبقات» - ذكر لباس رسول الله صلى الله عليه وسلم 1/ 148 بلفظ: «كان يلبس

الحديث» اه: الطبقات. وقال الإمام الذهبي في «تاريخ الإسلام» السيرة النبوية ص 499: «قال حفص بن غياث، عن حجاج، عن أبي جعفر، عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس برده الأحمر في العيدين والجمعة» رواه هشيم، عن حجاج، عن أبي جعفر فأرسله» اه: تاريخ الإسلام للذهبي.

(2)

حديث: «

كان يدير كور عمامته

إلخ» ذكره الإمام الهيثمي في «مجمع الزوائد

» 5/ 123 وقال: رواه الطبراني في «الأوسط» ورجاله رجال الصحيح خلا «أبا عبد السلام» وهو ثقة اه: مجمع الزوائد. والحديث ذكره الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» وغزاه إلى الطبراني، والبيهقي، وأبي موسى المدني، وإسناده على شرط الصحيح إلا «أبا عبد السلام» وهو ثقة اه: سبل الهدى والرشاد.

(3)

الحديث أخرجه الإمام أبو داود الطيالسي في مسنده ص 23 رقم: 145 بلفظ: عن علي- رضي الله عنه قال: «عممني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم بعمامة سدلها خلفي

» الحديث. وانظر الحديث في «السنن الكبرى» النسائي 5/ 498 رقم: 9758. وانظر: «السنن الكبرى» للبيهقي 10/ 14 رقم: 19520. وانظر: «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 7/ 275.

(4)

عن ربعته «الإسكندرانية» جاء في «المواهب اللدنية وشرحها» 3/ 383: «الربعة: - بفتح الراء وإسكان الموحدة وعين مهملة- كجونة العطار بإسكان الواو، وربما همزت-: هو جلد يجعل فيه العطار الطيب

وكان يجعل فيها المرآة التي كان ينظر فيها

ويجعل فيها مشطا من عاج ويجعل فيها المكحلة وكان له صلى الله عليه وسلم المكحلة

وكان له صلى الله عليه وسلم في المكحلة: المقراض، والسواك.

ص: 391

رضي الله عنه «كان له صلى الله عليه وسلم مرآة تسمى «المدلة» «1» . وفى الحديث «كان صلى الله عليه وسلم إذا نظر في المرآة قال: «الحمد لله الذي حسن خلقي وخلقي وزان ما/ شان من غيري «2» » .

(و) فيها أيضا (مشط «3» ) - بالضم- واحد الأمشاط التي يمتشط بها، قاله في الصحاح (عاج)، قال بعضهم: أنه «الذبل» ، وهو بمعجمة فموحدة، ومقتضى القاموس أنه بوزن «فلس» . قال:«والذبل: جلد السلحفاة البحرية، أو البرية، أو عظام دابة بحرية تتخذ منها الأسورة والأمشاط «4» » . انتهى.

- وهذه الربعة أهداها له «المقوقس» صاحب «الإسكندرية، مع «مارية» أم إبراهيم في جملة ما أهداه. وفي الألفية: كانت ربعة أي: مربعة*** كجونة يجعل فيها أمتعة، اه: المواهب اللدنية.

(1)

حول حديث: «وكانت له مرآة» أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» 11/ 111 رقم: 111208. وانظر «الجامع الصغير» للسيوطي مع شرحه «فيض القدير» للمناوي 5/ 175 رقم: 68554. وقد ذكرنا ما قاله المناوي في الحديث سابقا، انظر الظرب-.

(2)

حديث: «الحمد لله الذي حسن

إلخ» . أخرجه الحافظ ابن حجر في كتابه «مختصر زوائد مسند البزار» 2/ 423 رقم: 2135 بلفظ: «عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نظر في المرآة قال: الحمد لله الذي سوى خلقي، وأحسن صورتي، وزان مني ما شان من غيري» قال: لا نعلمه يروى مرفوعا إلا بهذا الإسناد، و «ليس بالحافظ، قال الشيخ: بل ضعيف جدا. قلت: بل متهم. والحديث ذكره الإمام الهيثمي في «مجمع الزوائد» 10/ 138، وقال: فيه «داود بن المحبر» وهو ضعيف جدا، وقد وثقه غير واحد، وبقية رجاله ثقات «اه: مجمع الزوائد. وقال الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» 7/ 346 بعد غزوة إلى البزار: عن أنس، وإلى الطبراني من طريق آخر عن أنس أيضا، رجاله ثقات، غير هاشم بن هاشم: وإلى أبي يعلى، والطبراني: عن ابن عباس- رضي الله عنهما بلفظ: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نظر في المرآة قال: الحمد لله

» الحديث اه: سبل الهدى والرشاد.

(3)

حول مشطه صلى الله عليه وسلم أخرج ابن سعد في «الطبقات» 1/ 147 الحديث بلفظ: «عن ابن جريج قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مشط من عاج يتمشط به» اه: الطبقات، وانظر: بقية أحاديث الباب. وانظر: «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 7/ 345- 347.

(4)

قول الفيروزابادي في «القاموس المحيط» : «والذبل: جلد السلحفاة

إلخ» انظره في باب اللام فصل الذال من القاموس/ ذبل.

ص: 392

واختلف أهل اللغة: هل العاج ناب الفيل، ولا يسمى غيره عاجا؟ أو عظم مطلقا، أو الذبل، وهو ظهر السلحفاة البحرية، أو البرية، أو عظام ظهر دابة بحرية؟! أقوال. (و) فيها (مكحلة) بمروة فيها الإثمد «1» ، وهو حجر الكحل المعروف، وقيل: فيها كحل أصبهاني أسود نقله ابن حجر «2» .

(و) فيها أيضا (مقراض «3» ) يسمى الجامع، (و) فيها أيضا (سواك «4» وكان له صلى الله عليه وسلم قدح) من نضار «5» - بالمعجمة كغراب-: وهو الخالص من العود، ومن كل شيء، ويقال: أصله من شجر النبع. وقيل: من الأثل، ولونه يميل إلى الصفرة، وكان فيه حلقة من حديد يعلق بها.

قال اليعمري «6» كأنه «شفرفيل» وهو (مضبب/ بثلاث ضباب فضة «7» ) وقيل:

(1) عن «الإثمد» قال ابن حجر في «فتح الباري» 15810: «بكسر الهمزة، بينهما مثلثة ساكنة، وحكى بعضهم ضم الهمزة-: حجر معروف أسود يضرب إلى الحمرة؛ يكون في بلاد الحجاز، وأجوده يؤتى به من «أصبهان»

إلخ» اه: فتح الباري.

(2)

قول المؤلف: «نقله ابن حجر» ذكره الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» 10/ 158 فقال: «

وهو حجر الكحل

واختلف هل هو اسم الحجر الذي يتخذ منه الكحل، أو نفس الكحل ذكره ابن سيده» اه: فتح الباري.

(3)

حديث «

وفيها أيضا مقراض

» . أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» للطبراني 11/ 111 رقم: 11208: عن ابن عباس- رضي الله عنهما. وقد تقدم ذكر الحديث وبيان درجته أكثر من مرة، أنظر أفراسه صلى الله عليه وسلم «الظرب» . وانظر:«الجامع الصغير» للسيوطي 5/ 175- 176 رقم: 6854. وانظر: «سبل الهدى والرشاد» للصالحي 7/ 361.

(4)

حديث: «وكان له صلى الله عليه وسلم سواك

» . ذكره الإمام الهيثمي في (مجمع الزوائد) كتاب (اللباس) باب ما ينبغي المحافظة عليه 5/ 175، وعزاه إلى الطبراني في «المجمع الأوسط» وقال:«وفيه إسماعيل بن يحيى أبو أمية» وهو متروك. اه: مجمع الزوائد.

(5)

حول «النضار» انظر: القاموس المحيط/ نضر.

(6)

قول اليعمري: «كأنه شفرفيل» لم أستطع الوصول إليه في كتابه «السيرة النبوية- عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير» .

(7)

حديث: «

قدحه صلى الله عليه وسلم المضبب» .

ص: 393

حديد، والذي في البخاري؛ «أنه انصدع فسلسله أنس بفضة» ، وكان يقدر أكثر من نصف المد وأقل من المد. (و) كان له صلى الله عليه وسلم (تور) - بالمثناة (من حجارة يقال له: المخضب «1» ) - كمنبر- يتوضأ فيه و (مخضب آخر «2» )(ومن شبه)(و) كان له عليه السلام (قدح من زجاج «3» ) يشرب فيه. قال ابن حبان: بعثه

- أخرجه الإمام البخاري في صحيحه كتاب «الأشربة» رقم: 5207 بلفظ: «

عن عاصم الأحول، قال: رأيت قدح النبي صلى الله عليه وسلم عند أنس بن مالك، وكان قد انصدع فسلسله بفضة، قال: وهو قدح جيد عريض من نضار، قال: قال أنس: لقد سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا القدح أكثر من كذا، وكذا، قال: وقال ابن سيرين: إنه كان فيه حلقة من حديد؛ فأراد أنس؛ أن يجعل مكانها حلقة من ذهب، أو فضة، فقال أبو طلحة: لا تغيرن شيئا صنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فتركه» . اه: صحيح البخاري. وانظر: «البداية والنهاية» للإمام ابن كثير 6/ 7. وانظر: «تاريخ الإسلام» للإمام الذهبي- السيرة النبوية- ص 509. وانظر: «المواهب اللدنية مع شرحها» 3/ 382.

(1)

حديث: «وكان له تور

إلخ» . أخرجه البخاري في صحيحه كتاب «الوضوء» باب الغسل والوضوء في المخضب

إلخ رقم: 188، بلفظ: عن أنس قال: «حضرت الصلاة فقام من كان قريب الدار إلى أهله، وبقي قوم، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمخضب من حجارة فيه ماء، فصغر المخضب أن يبسط فيه كفه، فتوضأ القوم كلهم، قلنا كم كنتم؟! قال: ثمانين وزيادة» اه: صحيح البخاري. وانظر: صحيح البخاري كتاب «الأدب» حديث رقم: 3310. وانظر: «مسند الإمام أحمد» باقي مسند المكثرين رقمي: 12331، 13105. وانظر: «المواهب اللدنية مع شرحها» 3/ 382.

(2)

عن مخضبه صلى الله عليه وسلم المصنوع من شبه- نحاس- انظر: صحيح البخاري كتاب «الوضوء» رقم: 191، وكتاب «المغازي» رقم: 4088، وكتاب «الطب» رقم:5275. وانظر: سنن ابن ماجة كتاب «الطهارة وسننها» رقم: 465. وانظر: «مسند الإمام أحمد» باقي مسند الأنصار الأحاديث تحت أرقام: 24024، 24726، 25527، 25528. وانظر:«سنن الدارمي» المقدمة رقم: 81. و «الشبه» : قال عنه صاحب القاموس المحيط: «الشبه والشبهان- محركتين- النحاس الأصفر» اه: القاموس.

(3)

حديث: «كان له قدح من زجاج

إلخ» .

ص: 394

إليه* «النجاشي» . وروى أنه كان له آخر من فخار يشرب فيه أيضا «1» .

(و) كان له عليه السلام (مغسل من صفر «2» )(و) كان له صلى الله عليه وسلم (قصعة) عظيمة يطعم فيها الناس تسمى (الغراء «3» ) لها أربع حلق يحملها أربعة رجال (و) كان له صلى الله عليه وسلم (سرير «4» ) قوائمه من ساج موشح بالليف.

- أخرجه الإمام ابن سعد في «الطبقات» 1/ 171 ذكر مشط رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكحلته

إلخ بلفظ: «

عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال:«أهدى المقوقس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قدح زجاج كان يشرب فيه» اه: الطبقات. وانظر: الحديث الوارد بعده في الطبقات. وانظر: «تاريخ الإسلام» للذهبي- السيرة النبوية- ص 509 باب مشطه

إلخ. وانظر: «المواهب اللدنية مع شرحها» 3/ 382.

(*) حول قوله: «

بعثه إليه النجاشي

إلخ» قال ابن حجر في «فتح الباري» 1/ 304 رقم: 197 «

وفي مسند أحمد، عن ابن عباس أن المقوقس أهدى للنبي صلى الله عليه وسلم قدحا من زجاج» لكن في إسناده مقال اه: فتح الباري.

(1)

حول قوله: «

وروى أنه كان له قدحا من فخار

إلخ» . قال الإمام السيوطي في «شرح سنن ابن ماجة» ص 36 رقم: 466: «

ذكر الغزالي في الإحياء: وكان له مطهرة فخار يتوضأ فيها، ويشرب منها

؛ لكن قال الحافظ العراقي في تخريجه، لم أقف له على أصل، وكذلك نقل الغزالي عن بعضهم

إلخ» اه: شرح سنن ابن ماجه.

(2)

حول مغسله صلى الله عليه وسلم من صفر

إلخ. انظر التعليق السابق «المخضب» .

(3)

حديث القصعة الغراء أخرجه أبو داود في سننه كتاب «الأطعمة» حديث رقم: 3281 بلفظ: عن عبد الله بن بسر، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم قصعة يقال لها: الغراء يحملها أربعة رجال فلما أضحوا وسجدوا الضحى أتى بتلك القصعة، وقد ترد فيها، فالتفوا عليها فلما كثروا جثا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أعرابي: ما هذه الجلسة؟! قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كلوا من حواليها، ودعوا ذروتها يبارك فيها» . اه: سنن أبي داود. وانظر: «السنن الكبرى» للإمام البيهقي 7/ 283 رقم: 14430: عن عبد الله بن بسر. وحول وصفها بالغراء قال القسطلاني والزرقاني في «المواهب اللدنية وشرحها» 3/ 383: «

قال ابن رسلان في شرحه: الغراء: تأنيث الأغر، مشتق من الغرة، وهي بياض الوجه وإضاءته، ويجوز أن يراد أنها من الغرة، وهي الشيء النفيس المرغوب فيه؛ فتكون سميت- وصفت- بذلك لرغبة الناس فيها لنفاسة ما فيها، أو لكثرة ما تشبعه. وقال المنذري: سميت غراء لبياضها بالألية، والشحم. اه: المواهب.

(4)

حول سريره صلى الله عليه وسلم

إلخ.

ص: 395

وقال السهيلي: «وكان سريره خشبات مشدودة بالليف» . انتهى.

بعث إليه به «أسعد بن زرارة «1» » وهو في دار «أبي أيوب» وكان وهبه ل «عائشة» رضي الله عنها وجعله في بيتها، ثم لما توفي صلى الله عليه وسلم وضع عليه، ثم رفع عليه «أبو بكر» رضي الله عنه، ثم طلبه الناس من «علي» ، فصاروا يحملون عليه موتاهم تبركا.

ثم اشترى «2» / «عبد الله بن إسحاق» مول «معاوية» ألواحه من تركة «عائشة» رضي الله عنها بأربعة آلاف درهم.

(و) له صلى الله عليه وسلم (قطيفة «3» ) ، وهو كساء له خمل، وفسرها «الخشني» بالمهملة.

- جاء في «المواهب اللدنية وشرحها» 3/ 383: «

وكانت له صلى الله عليه وسلم قطيفة له خمل وسرير قوائمه من ساج؛ أهداه إليه «أسعد بن زرارة» ، فكان ينام عليه، ثم وضع عليه صلى الله عليه وسلم لما مات» اه: المواهب. وعن الساج انظر: «القاموس المحيط» .

(1)

حول قوله: «بعث إليه به أسعد

إلخ» . قال الصالحي في كتابه «سبل الهدى والرشاد» 7/ 354: «

روى البلاذري، عن عائشة- رضي الله عنها قالت: كانت قريش بمكة، وليس شيء أحب إليها من «السرر» تنام عليها؛ فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة نزل منزل «أبي أيوب» قال صلى الله عليه وسلم:«يا أبا أيوب أما لكم سرير؟!» قال: لا والله، فبلغ «أسعد بن زرارة» ذلك فبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسرير له عامود، وقوائم ساج؛ فكان ينام عليه، حتى توفى وصلي عليه، وهو فوقه، فطلب الناس يحملون موتاهم عليه، فحمل عليه «أبو بكر» ، و «عمر» رضي الله عنهما والناس طلبا لبركته» اه: سبل الهدى والرشاد.

(2)

عن شراء «عبد الله بن إسحاق لسرير رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» 7/ 354: قال الإمام الواقدي: «أجمع أصحابنا بالمدينة لا اختلاف بينهم في أن «سرير» رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتراه «عبد الله بن إسحاق الأسجاني» من مولى معاوية بأربعة آلاف درهم» اه: سبل الهدى والرشاد.

(3)

عن قوله: «وله قطيفة

إلخ» . قال السيوطي في «الديباج على صحيح مسلم» 3/ 41 رقم: 967: «

قطيفة حمراء: هي كساء له خمل، قال وكيع: هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم أخرجه ابن سعد في «طبقاته»

إلخ. اه: الديباج. وقال السيوطي أيضا في «شرح سنن ابن ماجة» ص 207 رقم: 12889: «

والقطيفة دثار له خمل، كذا في القاموس، أي: كان لباسه صلى الله عليه وسلم قطيفة لا أدري تقوم بأربعة آلاف درهم، أو أقل من ذلك

إلخ» اه: شرح سنن ابن ماجه.

ص: 396

(ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:» عليكم بهذا العود الهندي؛ فإن فيه سبعة أشفية «1» ) وهو «الكست «2» » . وقيل «القسط» .

«قال ابن العربي*» : «القسط نوعان: هندي، وهو أسود، وبحري، وهو أبيض، والهندي أشدهما حراراة» ، وتمام الحديث كما في «الجامع الصغير» «3» من

(1) حديث «عليكم بهذا العود

إلخ» متفق عليه من رواية أم قيس بنت محصن: أخرجه البخاري في صحيحه كتاب «الطب» تحت أرقام: 5260، 5276، 5276، 5279، بلفظ: «

أن أم قيس بنت محصن الأسدية- أسد خزيمة- وهي أخت عكاشة بن محصن، أخبرته أنها أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بابن لها قد أعلقت عليه من «العذرة» فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«علي ما تدغرن أولادكن بهذا العلاق عليكن بهذا العود الهندي؛ فإن فيه سبعة أشفية، منها ذات الجنب» يريد الكست، وهو العود الهندي. وقال يونس، وإسحاق بن راشد: عن الزهري علقت عليه اه: صحيح البخاري. وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب «السلام» تحت رقمي: 4102، 4103. وانظر: السنن للإمام أبي داود كتاب «الطب» رقم: 3379: عن أم قيس. وانظر: السنن للإمام ابن ماجة كتاب «الطب» رقم: 3462: عن أم قيس. وانظر: مسند الإمام أحمد 5/ 355- 356: من حديث «أم قيس» . وانظر: «صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان» 13/ 433 رقم: 670. وانظر: «السنن الكبرى» للإمام البيهقي 7/ 465 حديث رقم: 15465.

(2)

«الكست» لغة في «القسط» وهما لغتان مشهورتان. قال ابن حجر في «فتح الباري» 10/ 172 حديث رقم: 5388: «

الكست يعني القسط، قال وهي لغة تفسير العود الهندي؛ بأنه القسط، والقائل هي لغة الإمام الزهري.

(*) قول ابن العربي: «القسط نوعان

» إلى قوله «

أشدهما حرارة» في «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» للحافظ ابن حجر 10/ 148. وحول «الكست» ، القسط انظر أيضا: المصادر السابقة التي ذكرناها في التعليق رقم: 2.

(3)

قول المؤلف: «وتمام الحديث كما في الجامع الصغير

إلخ» . قول غير منهجى؛ لأنه لا يجوز عزو الحديث لغير الصحيحين إذا كان فيهما، أو في أحدهما مهما كان المعزو إليه مشهورا، أو عظيما؛ لأن هذا العزو لا يعطي الصحة التي تستفاد من العزو إليهما- قول الحافظ مغلطاي- كما في صحيح الجامع الصغير رقم: 1028 للألباني- رحمه الله تعالى- اه: غاية السول في تفضيل الرسول صلى الله عليه وسلم للعز بن عبد السلام ص 50 تحقيق/ الشيخ الألباني- رحمه الله.

ص: 397

رواية البخاري «يسعط به من العذرة «1» ، ويلد به من ذات الجنب*» .

قال العلقمي: «** كذا وقع الاقتصار في الحديث من السبعة على اثنين، فإما أن يكون ذكر السبعة فاختصره الراوي، أو المنتصر على الاثنين لوجودهما- حينئذ دون غيرهما «2» .

وقد ذكر الأطباء في منافع «القسط «3» » : أنه يرد الطمث والبول، ويقتل ديدان الأمعاء، ويدفع السم، وحمى الربع والورد، ويسخن المعدة، ويحرك شهوة الجماع، ويذهب الكلف «4» » .

والعذرة- بضم المهملة وسكون المعجمة-: وجع في الحلق/ يعتري الصبيان غالبا، وهو الذي يسمى «سعوط اللهاة» .

(1) وعن «العذرة» قال ابن الأثير في «النهاية في غريب الحديث» : «

العذرة هي بضم العين المهملة، وسكون الذال المعجمة: وجع في الحلق يهيج من الدم، وقيل: قرحة تخرج في الخرم الذي في الأنف، والحلق تعرض للصبيان عند طلوع العذرة؛ فتعمد المرأة إلى خرقة فتفتلها شديدا، وتدخلها في أنفه، فتطعن ذلك الموضع، فيتفجر منه دم أسود؛ وذلك الطعن يسمى الدغر وقد تدفع ذلك الموضع بإصبعها

إلخ» اه: النهاية. وانظر: «شرح سنن ابن ماجة» للسيوطي ص 247 رقم: 3462.

(*)«ذات الجنب» قال عنها الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» 10/ 172: «

هو ورم خبيث حار يعرض في الغشاء المستبطن للأضلاع، وقد يطلق على ما يعرض في نواحى الجنب من رياح غليظة تحتقن بين الصفافات والعضل التي في الصدر والأضلاع فتحدث وجعا

إلخ» اه: فتح الباري.

(**) من قوله: «كذا وقع الاقتصار في الحديث» إلى قوله «ما كان الله ليسلطها علي» مقتبس من: «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» للحافظ ابن حجر 10/ 146، 172 حديث رقم:5368.

(2)

حول اقتصاره على اثنين دون السبعة قال ابن حجر في «فتح الباري» 10/ 146: «

قال بعض الشراح بأن السبعة علمت بالوحى، وما زاد عليها بالتجربة، فاقتصر على ما هو بالوحي لتحققه

إلخ» اه: فتح الباري.

(3)

عن منافع القسط قال الفيروزابادي في «القاموس المحيط» : «

وبالضم عود هندي وعربي مدر نافع للكبد جدا، والمغص والدود وحمى الربع شربا، وللزكام والنزلات، والوباء بخورا، والكلف طلاء» اه: القاموس.

(4)

«الكلف» : «نمش يعلو الوجه كالسمسم، وحمرة كدرة تعلو الوجه، والبهق» اه: المعجم الوسيط.

ص: 398

«وذات الجنب «1» : وجع يعرض في الغشاء المستبطن للأضلاع ويقال لذات الحنب أيضا: وجع الخاصرة» .

«وهي من الأمراض المخوفة؛ لأنها تحدث بين القلب والكبد، وهي من سيئ الأسقام؛ ولهذا قال عليه السلام: «ما كان الله ليسلطها عليّ «2» » (و) يروى (أنه صلى الله عليه وسلم قال: «أطيب الطيب المسك «3» » . «وكان عليه السلام يتبخر بالعود، ويطرح معه

(1) عن ذات الجنب انظر: ما ذكرناه عنها فيما سبق.

(2)

حديث: «ما كان الله ليسلطها

إلخ» . أخرجه الحاكم في «المستدرك» 4/ 225 رقم: 7447 بلفظ. «

عن هشام بن عروة أخبرني أبي أن عائشة- رضي الله عنها قالت: يا ابن أختي لقد رأيت من تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبا؛ وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تأخذه «الخاصرة» فتشتد به، وكنا نقول: أخذ رسول الله عرق الكلية. ولا نهتدي، أن نقول «الخاصرة» ، أخذت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فاشتدت به حتى أغمى عليه، وخفنا عليه، وفزع الناس إليه؛ فظننا أن به ذات الجنب قلدناه، ثم سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفاق، فعرف أنه قد لد ووجد أثر ذلك اللد فقال:«أظنتم أن الله سلطها علي، ما كان الله ليسلطها علي والذي نفسي بيده لا يبقى في البيت أحد إلا لد إلا عمي» . قال: فرأيتهم يلدونهم رجلا رجلا. قالت عائشة: رضي الله عنها ومن في البيت يومئذ فنذكر فضلهم، فلد الرجال أجمعون، وبلغ اللدود أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فلددن امرأة حتى بلغ اللدود امرأة منا. قال أبو الزناد: ولا أعلمها إلا «ميمونة» . قال: وقال: الناس: «أم سلمة» ، فقالت: إني والله لصائمة. فقلنا: بئس والله ما ظننت أن نتركك، وقد أقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلددناها» . قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص. وانظر: «فتح الباري» للحافظ ابن حجر 10/ 172. وانظر: «مسند أبي يعلى» للإمام أحمد بن على بن المثنى 8/ 353 حديث رقم: 4936.

(3)

حديث: «أطيب الطيب

إلخ» . أخرجه الإمام مسلم في صحيحه كتاب «الألفاظ من الأدب

» باب استعمال المسك حديث رقم: 4182 بلفظ: عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «

والمسك أطيب

» اه: صحيح مسلم. وأخرجه أحمد في مسنده 3/ 31، 36، 40، 47، 62، 68، 77. وأخرجه الحاكم في «المستدرك» 3/ 161 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي في التلخيص.

ص: 399

الكافور «1» » «وكان له صلى الله عليه وسلم فيما يروى خاتم من حديد ملوي بفضة، وكان نقشه: محمد رسول الله «2» » ) .

قال ابن نافع، قال ابن عمر- رضي الله عنهما: «اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما من ورق، ونقش فيه: محمد رسول الله؛ فلم يزل يلبسه حتى توفي صلى الله عليه وسلم، ثم «أبو

(1) الحديث أخرجه مسلم في صحيحه كتاب «الألفاظ» رقم: 4184 بلفظ: عن نافع، قال: كان ابن عمر- رضي الله عنه إذا استجمر استجمر بالألوة- العود- غير مطراة، وبكافور يطرحه مع الألوة، ثم قال:«هكذا كان يستجمر رسول الله صلى الله عليه وسلم» اه: صحيح مسلم. وانظر الحديث في «الطبقات» لابن سعد- ذكر ما حبب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 1/ 113 وفيه ذكر العود بلفظه اه: الطبقات.

(2)

حول قوله: «وكان له خاتم من حديد

إلخ» . قال الإمام ابن كثير في «البداية والنهاية» 6/ 3، 4: هذا الحديث- يعني الذي ذكره ابن فارس-

فإذا خاتم من حديد

إلخ يرده أحاديث متفق عليها أخرجها البخاري ومسلم، وغيرهما- البخاري كتاب «الاعتصام» بالكتاب، رقم:6754. ومسلم «اللباس والزينة» رقم: 3889، ورقم: 3900 أنه صلى الله عليه وسلم كان له خاتم من فضة لما ثبت في الصحيحين، عن ابن عمر- رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس خاتما من ذهب فنبذه، وقال: لا ألبسه أبدا، فنبذ الناس خواتيمهم، وقد كان له خاتم من فضة يلبسه كثيرا، ولم يزل في يده حتى توفي- صلوات الله وسلامه عليه-، وكان فصه منه- يعني ليس فيه فص ينفصل عنه-

ونقشه محمد رسول الله ثلاثة أسطر: محمد سطر، الله سطر؛ وكأنه والله أعلم كان منقوشا، وكتابته مقلوبة ليطبع على الاستقامة، كما جرت العادة بهذا. وقد قيل: إن كتابته كانت مستقيمة، وتطبع كذلك، وفي صحة هذا نظر، ولست أعرف لهذا إسنادا لا صحيحا، ولا ضعيفا. ومما يزيد في ضعف حديث «ابن فارس» ويرده الحديث الذي رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، والنسائي من حديث «أبي طيبة» - عبد الله بن مسلم السلمي المروزي-: عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه:«أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه خاتم من شبه- نحاس أصفر- فقال: «مالي أجد منك ريح الأصنام؟!» فطرحه، ثم قال يا رسول الله: من أي: شيء اتخذه؟! قال: «اتخذه من ورق- فضة-، ولا تتمه مثقالا» وقد كان عليه السلام يلبسه في يده اليمنى، كما رواه، أبو داود والترمذي في الشمائل، والنسائي من حديث شريك

إلخ» اه: البداية لابن كثير. وحديث: «

خاتم من حديد

» أخرجه ابن سعد في «الطبقات» 1/ 163 بلفظ: «

عن إبراهيم

قال كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم حديدا ملويا عليه فضة

إلخ» . وأخرج مكحول: «أن خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من حديد» اه: الطبقات.

ص: 400

بكر» رضي الله عنه حتى مات، ثم «عمر» رضي الله عنه حتى مات، ثم «عثمان» رضي الله عنه سنين «1» .

وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: «كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم: محمد سطر، ورسول سطر، والله سطر، ثلاثة/ أسطر «2» » . وقال: «إنا قد اتخذنا خاتما ونقشناه، فلا ينقش أحد عليه «3» » . وقالت عائشة- رضي الله عنها «كان عليه السلام

(1) حديث ابن عمر- رضي الله عنهما: «اتخذ رسول الله خاتما من ورق

إلخ» . أخرج البخاري في صحيحه كتاب «اللباس» رقم: 4517، وفيه «حتى وقع في بئر أريس» وانظر البخاري الحديث برقم:54240. وأخرجه مسلم في كتاب «اللباس» حديث رقم: 3899. وانظر: «الطبقات» لابن سعد 1/ 162، 163. وانظر:«البداية والنهاية» لابن كثير 6/ 2- 5.

(2)

حديث أنس- رضي الله عنه: «كان خاتم رسول الله

إلخ» . أخرجه البخاري في صحيحه كتاب «الخمس» رقم: 2875 بلفظ: عن أنس، أن «أبا بكر» رضي الله عنهما لما استخلف بعثه إلى البحرين، وكتب له هذا الكتاب، وختمه بخاتم النبي صلى الله عليه وسلم وكان نقش الخاتم ثلاثة أسطر:

«الحديث» اه: صحيح البخاري. وانظر: أيضا صحيح البخاري كتاب «اللباس» حديث رقم: 5429. وأخرجه الترمذي في جامعه كتاب «اللباس» حديث رقم: 1669: عن أنس، وقال: حديث حسن صحيح غريب. وانظر أيضا جامع الترمذي كتاب «اللباس» حديث رقم: 1670، وقال:

وفي الباب: عن ابن عمر. وانظر: الحديث في «الطبقات» لابن سعد 1/ 164 ذكر نقش خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وانظر: ما نقلناه من «البداية والنهاية» 6/ 2- 5 التعليق السابق.

(3)

حديث: «إنا قد اتخذناه

إلخ» . أخرجه البخاري، والنسائي: فأخرجه البخاري في صحيحه كتاب «اللباس» حديث رقم: 5425 بلفظ: عن أنس- رضي الله عنه قال: صنع النبي صلى الله عليه وسلم خاتما قال: «إنا اتخذنا خاتما ونقشنا فيه نقشا، فلا ينقش عليه أحد» قال: فإني لأرى بريقه في خنصره. اه: صحيح البخاري. والحديث أخرجه النسائي في كتاب «الزينة» تحت رقمي: 5113، 5187: عن أنس. وانظر: «الطبقات» لابن سعد 1/ 164- ذكر خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 401

يتختم في يمينه «1» » . وفي حديث آخر «كان خاتمه في خنصره الأيمن؛ فإذا دخل الخلاء، جعل الكتابة مما يلي كفه» . وروي عن أنس أنه عليه السلام: «كان يتختم في يساره «2» » . (وأهدى له عليه السلام النجاشي) - بكسر أوله، وياؤه أصيلة لا ياء نسبة وتشديدها، والأول فيها أفصح قاله ابن حجر*- (خفين أسودين

(1) حديث عائشة- رضي الله عنها «كان- عليه السلام يتختم

الخ» . أخرجه البخاري في صحيحه، والترمذي في جامعه: عن ابن عمر. ومسلم والنسائي: عن أنس، وأحمد والترمذي في جامعه، وابن ماجة في سننه: عن عبد الله بن جعفر. قال المناوي في «فيض القدير شرح الجامع الصغير» 5/ 201 رقم: 6966: «كان يتختم في يمينه» أي: يلبس الخاتم في خنصر يده اليمنى- يعنى كان أكثر أحواله ذلك- وتختم في يساره. والتختم في اليمين واليسار سنة؛ لكنه في اليمين أفضل عند الشافعي، وعكس ذلك عند مالك. قال العراقي: في شرح الترمذي وتبعه ابن حجر: ورد التختم في اليمين من رواية تسعة من الصحابة، وفي اليسار من رواية ثلاثة كذا قالا؛ لكن يعكر عليه نقل العراقي نفسه التختم في اليسار، عن الخلفاء الأربعة وابن عمرو، وعمرو بن حريث قال البخاري:«والتختم في اليمين أصح شيء في هذا الباب، واليمين أحق بالزينة، وكونه صار شعار الروافض لا أثر له» . اه: فيض القدير.

(2)

حول حديث تختمه في يساره انظر: أ- «السنن» للإمام أبي داود 4/ 91 رقم: 4229. ب- «السنن الكبرى» للإمام البيهقي 4/ 142 رقم: 7359. ج- «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» 10/ 327 حديث رقم: 5538. وانظر التعليق السابق. وذكر السيوطي في «الجامع الصغير مع شرحه فيض القدير» 5/ 201 رقم: 6967. قال المناوي في فيض القدير: «

بهذا- يعني التختم في اليسار- أخذ مالك بفضل التختم فيها على التختم في اليمين، وحمله الشافعي على بيان الجواز، والتختم في اليسار غير مكروه، ولا خلاف الأولى إجماعا» اه: فيض القدير. وقد توسع في بيان الموضوع الحافظ ابن حجر فانظره في كتابه «فتح الباري

» 10/ 327 رقم: 5583.

(*) قول ابن حجر- رحمه الله تعالى- ذكره في «فتح الباري» 7/ 191 «موت النجاشي» فقال: «

وأن النجاشي لقب من ملك الحبشة كما أشار

ابن التين أفاد أنه بسكون الياء- يعني ياء النجاشي- أنه أصلية، لا ياء النسب، وأن غيره قال بتشديدها أيضا، في حين حكى ابن دحية كسر نونه» اه: فتح الباري.

ص: 402

ساذجيين «1» ) - بفتح الذال المعجمة- أي: سوادهما، أو ليس فيهما بياض، أو غير منقوشين، أو لا شعر فيهما، (فلبسهما صلى الله عليه وسلم ثم توضأ ومسح عليهما.

- و «الساذج» كما في المعجم الوسيط: - بفتح الذال وكسرها- الخالص غير المشوب، وغير المنقوش، وهي ساذجة يقال: حجة ساذجة: غير بالغة «معرب، فارسيته: سادة» . اه: المعجم الوسيط.

(1)

حديث «

خفين أسودين

إلخ» . أخرجه الإمام أبو داود في سننه 1/ 39 رقم: 155 بلفظ: «

عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه أن النجاشي أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم خفين أسودين ساذجين فلبسهما ثم توضأ ومسح عليهما» قال مسدد: عن دلهم بن صالح، قال أبو داود: هذا مما تفرد به أهل البصرة. وأخرجه الترمذي في جامعة 5/ 124 رقم: 2820 بلفظه، عن عبد الله بن بريدة عن أبيه. وقال: هذا حديث حسن إنما نعرفه من حديث «دلهم» وقد رواه محمد بن ربيعة، عن دلهم. وانظر: الحديث في سنن ابن ماجة 1/ 182 رقم: 549، 2/ 1196 رقم:3620. وانظر/ مسند الإمام أحمد 5/ 352 رقم: 23031. وانظر الحديث أيضا في «السنن الكبرى» للإمام البيهقي 1/ 282 رقم: 1256. وانظر: «الطبقات» لابن سعد 1/ 169 ذكر خفى رسول الله صلى الله عليه وسلم. والحديث أخرجه الترمذي في كتابه «الشمائل المحمدية» ص 59، طبع شركة مصطفى الحلبي وجاء في روايته:«ثم توضأ، ومسح عليهما» . قال الشيخ محمد البيجوري صاحب المواهب اللدنية على الشمائل: (ت 1276) . قوله: «أهدى للنبي» وفي نسخة «إلى النبي» فهو يتعدى باللام، وبإلى. قوله:«خفين» أي: وقميصا وسراويل، وطيلسانا. قوله:«أسودين ساذجين»

قال المحقق أبو زرعة: أي: «لم يخالط سوادهما لون أخر، وهذه اللفظة تستعمل في العرف؛ لذلك لم أجدها في كتب اللغة، ولا رأيت المصنفين في غريب الحديث ذكروها. قوله: «فلبسهما» التعبير بالفاء التي تفيد التعقيب، يفيد أن اللبس بلا تراخ، فينبغي للمهدي إليه التصرف في الهدية عقب وصولها إليه بما أهديت لأجله إظهارا لقبولها، وإشارة إلى تواصل المحبة بينه، وبين المهدي ويؤخذ من الحديث أنه ينبغي قبول الهدية حتى من أهل الكتاب؛ فإنه كان وقت الإهداء كافرا كما قاله ابن العربي، ونقله عنه الزين العراقي، وأقره. قوله:«ثم توضأ ومسح عليهما» أي: بعد الحدث، وهذا يدل على جواز مسح الخفين، وهو إجماع من يعتد به. وقد روى المسح على الخفين ثمانون صحابيا، وأحاديثه متواترة

إلخ» اه: المواهب الدنية على الشمائل المحمدية.

ص: 403

(فهذا أوجز ما كان من حديثه ومولده ومبعثه، وأحواله صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم، واحشرنا في زمرته آمين يا رب العالمين «1» ) .

فقد جمع- رحمه الله في هذه الأوراق من كل مشرب صفا وراق، وأخذ من كل مسألة من أمهات السير بطرف، وأتى بما فيه/ شرف الألباب من لباب الشرف، مما يحق على المرء المتكلم أن يتخذه وردا، ويردده صدرا ووردا، وفيما أتينا به، والحمد لله من شرح مسائله الكفاية والإقناع، مما يكشف درر الغرر «2» السريعة القناع.

والحمد لله الذي له الحمد في الأولى والاخرة، والصلاة والسلام على من تجمعت فيه أنواع المحامد الفاخرة، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

قال مؤلفه- عفا الله عنه-: وافق الفراغ من تعليقه «3» أواخر رمضان المعظم سنة اثنين وثلاثين وألف «4» .

(1) قوله: «يا رب العالمين» هذه خاتمة بعض نسخ «أوجز السير» لابن فارس المتوافرة لدي.

(2)

قوله: «

درر الغرر

إلخ» المراد جمع درة، وهي اللؤلؤة العظيمة، و «الغرر» : جمع غرة وهي من المتاع خياره، ومن القوم أشرفهم» . اه: القاموس.

(3)

«التعليقة» : ما يذكر في حاشية الكتاب من شرح لبعض نصه، وما يجرى هذا المجرى

جمعة تعاليق «مولد» . اه: المعجم الوسيط.

(4)

قوله «قال مؤلفه

إلخ» . هذا ختام كتاب «مستعذب الإخبار بأطيب الأخبار» : لأبي مدين- رحمه الله تعالى- وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وسلم.

ص: 404

الفهارس

أولا: فهرس الايات القرآنية

ثانيا: فهرس الأحاديث والاثار

ثالثا: فهرس المصادر والمراجع والدوريات

رابعا: فهرس الموضوعات

ص: 405