الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الآيات: (20- 29)[سورة النحل (16) : الآيات 20 الى 29]
وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20) أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21) إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (22) لا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ (23) وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (24)
لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ (25) قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (26) ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ (27) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29)
التفسير:
قوله تعالى: «وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ» - هو جواب لمن أعماه الضلال، فلم يجد الجواب لقوله تعالى:«أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ»
لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ» .. فهؤلاء الذين جعلهم المشركون آلهة يعبدونهم من دون الله، لا يخلقون شيئا، بل هم مما خلق الله، سواء أكانوا أحجارا أو أناسا أو ملائكة.. فكل ما فى هذا الوجود مخلوق لله. وهو وحده سبحانه المتفرد بالخلق.. وهذا ما يشير إليه قوله تعالى:«قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ.. أَرُونِي ماذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ.. أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ» (4: الأحقاف) .
قوله تعالى: «أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ» هو حكم على هؤلاء المشركين الذين امتهنوا عقولهم هذا الامتهان الذليل، فعبدوا هذه المخلوقات، ولم يفرقوا بينها وبين خالقها- فهؤلاء الضالون هم أموات غير أحياء، إذ لا حساب لهم فى عالم البشر، وإنهم لا يشعرون- أىّ شعور- أن لهم حياة أخرى بعد هذه الحياة، وأن لهم يوما يبعثون فيه.. «وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ» أي متى يبعثون.. والمؤمن وإن كان لا يعلم متى يبعث، فهو على يقين بأنه سيبعث بعد الموت، ويعود إلى الحياة مرة أخرى..
- وفى قوله تعالى: «غَيْرُ أَحْياءٍ» توكيد لموت هؤلاء المشركين، موتا أدبيّا، انسلخوا به عن عالم الإنسانية.. وهذا هو السرّ فى الإشارة إليهم بضمير الغائب فى قوله تعالى:«وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ» .. ولم تجىء الإشارة إليهم بضمير المخاطب «تدعون» .. وذلك لأنهم ليسوا أهلا لأن يخاطبوا..
وقوله تعالى: «إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ» .. هو خطاب للمؤمنين، وإلفات لهم إلى إلههم الذي يعبدونه، وأنه إله واحد، لا شريك له.. أما المشركون، الذين لا يشعرون-
مجرد شعور بالحياة الآخرة- فإن قلوبهم منكرة لهذا القول الحقّ، وهم مستكبرون، فلا يلتفتون إلى داعى الحقّ الذي يدعو إلى الله..
قوله تعالى: «لا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ» أي لا شك أن الله يعلم من هؤلاء المشركين ما تنطوى عليه قلوبهم المنكرة، وما يظهر على ألسنتهم وأيديهم من أفعال السوء، ومنكر القول، وأنهم سيلقون جزاء هذا المنكر الذي هم فيه.. «إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ» فلا ينزلهم الله سبحانه منازل رضوانه، بل يلقى بهم فى عذاب السعير..
وقوله تعالى: «وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ، قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ» هو عرض لبعض ما يعلمه الله سبحانه وتعالى من أمر هؤلاء المشركين، وأنهم إذا تليت عليهم آيات الله أعرضوا عنها، وقالوا، «إن هى إلا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ» والأساطير: جمع أسطورة، وهى ما كتب، وسطّر.. و «الأولين» الماضيين.. و «أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ» أخبارهم التي يتناقلها الناس عنهم، فيكثر فيها- بحكم التداول- التحريف، والتبديل، ويدخل عليها من الغرائب ما يجعلها من قبيل الخرافات! وهنا سؤال: كيف يقال لهم: «ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ» وهم ينكرون هذا، ولا يعترفون بأن الله أنزل شيئا؟
والجواب: هو أن هذا تقرير للواقع، وإلزام لهم به، رضوا أو لم يرضوا..
إنه الحقّ.. فليقولوا فيه ما شاءوا..
ويجوز أن يكون الخطاب للمؤمنين، وفى هذا التفات إليهم، واحتفاء بهم، بإضافتهم إلى ربّهم، على حين يحرم المشركون من هذا الالتفات الكريم، من ربّ العالمين.. والمعنى: إذا قيل لهؤلاء المشركين ماذا أنزل ربكم أيها المؤمنون
قالوا أي المشركون: «أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ» أي هذا الذي تقولون إنه منزل من عند الله، يقول عنه المشركون، هو من أساطير الأولين، وفى خطاب المؤمنين تكريم لهم، ومحاكمة للمشركين، وإشهاد لهم عليهم، وهذا ما يشير إليه قوله تعالى:«وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً» (143: البقرة)«لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ.. أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ» .
يجمع المفسرون على أن اللّام فى قوله تعالى «لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ» هى لام التعليل.. وعلى هذا يكون الفعل بعدها مسبّبا عن قول المشركين الذي قالوه فيما أنزل الله إنه «أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ» .. ويكون المعنى أنهم إنما يحملون أوزارهم، أي آثامهم وذنوبهم بسبب هذا القول المنكر، الذي قالوه فيما أنزل الله، فكان ذلك سببا فى كفرهم الذي أثمر هذا الثمر الخبيث، الذي يحملونه على ظهورهم، ليحاسبوا عليه يوم القيامة..
هذا، وإنى أستريح إلى مفهوم آخر، لهذه الآية، وهى أن اللام هنا للأمر، وأن هذا الأمر موجّه إلى هؤلاء المشركين، وفيه استدعاء لهم أن يحملوا هذه الأوزار وتلك الآثام التي جرّهم عليها هذا الموقف اللئيم الذي وقفوه من كتاب الله.. وأنّهم وإن كانوا سيحملونها يوم القيامة، فإنها محمولة عليهم منذ الآن.. وفى هذا ما يلفتهم إلى ما فوق ظهورهم من أحمال ثقال، تدفع بهم إلى النار.. فإن كان فيهم بقية من عقل ونظر، راجعوا أنفسهم، وتخففوا من هذه الأوزار، ورجعوا إلى ربّهم..
- وفى قوله تعالى: «وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ» .. «من» هنا للتبعيض، أي أن هؤلاء السّادة والرؤساء من المشركين يحملون ذنوبهم كاملة، مضافا إليها بعض الذنوب التي تضاف إليهم من ذنوب أولئك الأتباع الذين
أضلّوهم.. لأن هذا الضلال الذي غرسوه فى قلوب أتباعهم، هو ثمرة مشتركة بينهم وبين هؤلاء الأتباع.. وكل واحد منهم سيحمل نصيبه من هذا الثمر الخبيث..
- وفى قوله تعالى: «بِغَيْرِ عِلْمٍ» إشارة إلى هؤلاء الأتباع، وأنهم إنما باعوا عقولهم لرؤسائهم، وأعطوهم مقاودهم من غير تفكير، أو مراجعة..
وفى هذا توبيخ لهؤلاء الأتباع، ووصم لهم بالغفلة والسّفه، كما أنه تهديد لهؤلاء السادة والرؤساء، إذ غرّروا بأتباعهم وزينوا لهم الضلال.
- وقوله تعالى: «أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ» تقبيح لهذه الأحمال التي يحملها أولئك الضّالون، وتأثيم لحامليها، وأنهم يحملون ما يسوؤهم، ويجلب البلاء عليهم
…
والعاقل إنما يحمل ما يحمل، ابتغاء ما يؤمّل فيه من خير، وما يرجو من نفع.. أما أن يحمل ما يؤذيه ويرديه، فذلك هو السّفه، الذي ينزل بالإنسان إلى أخسّ مراتب الحيوان! قوله تعالى:«قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ» - هو إلفات لهؤلاء المشركين إلى عبر وعظات، يرونها ماثلة بين أيديهم، إن عميت أبصارهم عن أخذ العبرة من أنفسهم.. ففى الأمم الغابرة، كعاد وثمود، التي لا تزال آثار العذاب الذي أخذها الله به- باقية، يمر عليها هؤلاء المشركون، وهم عنها غافلون- فى هذه الأمم مثلات وعبر، إذ كان فيهم ما فى هؤلاء المشركين من مكر بآيات، وكفر بها، وتكذيب برسل الله، وإعنات لهم، فأخذهم الله من حيث لم يحتسبوا، ودمدم عليهم بذنوبهم، فأصبحوا كهشيم تذروه الرياح.. فهل يعجز الله أن يأخذ هؤلاء المشركين كما أخذ أسلافهم؟ أم أنّهم
أخذوا على الله عهدا ألا تجرى عليهم سنّة الله فى الذين خلوا من قبل؟ «قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ» ! (64: النمل) - وفى قوله تعالى: «فَأَتَى اللَّهُ. بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ» - إشارة إلى أن البلاء الذي نزل بهم كان بلاء ماحقا، أتى على حياتهم كلّها من أساسها، واجتثّها من أصولها.. فلم يبق من آثارهم دار ولا ديّار..
- وفى قوله تعالى: «فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ» تأكيد لهذا البلاء الشامل الذي أخذهم الله به، من الأرض والسماء، وأن السماء- وقد كانت سقفا محفوظا فوقهم- قد أطبقت عليهم، ترميهم بحجارة من سجّيل، وأن الأرض، وقد كانت بساطا ممدودا تحتهم، قد فغرت فاها لهم، وألقت بهم فى بطنها..
فالمراد بالسقف هنا، السماء.. كما يقول سبحانه:«وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً» وفى قوله تعالى: «مِنْ فَوْقِهِمْ» مع أن السقف لا يكون إلا من فوق توكيد لهذه الفوقية، وإلفات إليها، وإلى ما ينزل منها من بلاء، وقد كانت تنزل بالرحمة والغيث المدرار.
الضمير فى «يخزيهم» بعود إلى المذكورين فى قوله تعالى: «قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ، مِنْ قَبْلِهِمْ» فهؤلاء الذين أخذهم الله بالبلاء فى الدنيا من الذين كذبوا الرسل- لم يوفّوا حسابهم بعد، وأنهم إذا كانوا قد رموا بهذا العذاب فى الدنيا فإن لهم فى الآخرة عذابا أنكى وأشدّ.. وإن من صور هذا العذاب الذي ينتظرهم يوم القيامة، هو هذا الخزي الذي يلبسهم، حين يعرضون هذا العرض الفاضح على الملأ، ويسألون هذا السؤال الذي يكشف لهم جريمتهم، حين يسألهم الحق
جلّ وعلا: «أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ؟» ثم يلتفتون فلا يجدون لهؤلاء الشركاء أثرا، فيركبهم الكرب، ويعروهم الهمّ والخزي!.
والمشاقّة: الشقاق والخلاف.. وفى تعدية الفعل «تشاقّون» بحرف الجر «فى» الذي يفيد الظرفية، إشارة إلى أن خلافهم وشقاقهم كان منحصرا فى هؤلاء الشركاء. فلم تتسع مداركهم للبحث عن شىء وراء هذا، بل جمدوا عليه، ولصقوا به كما يلصق المرض الخبيث بأهله.
- وقوله تعالى: «قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ» .. هذا القول من شهود المحشر يوم القيامة، من الملائكة، والرسل، وأتباع الرسل، حيث وجم المجرمون فلم ينطقوا.
هو صفة لأولئك الذين قال فيهم أهل العلم: «إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ» .. فهؤلاء الكافرون، تتوفاهم الملائكة وقد ظلموا أنفسهم بإغراقها فى الضلال، والتنكّب بها عن طريق الحق.. فإذا سيقوا إلى موقف الحساب فى ذلّة وصعار «ألقوا السّلم» - أي أعطوا أيديهم مستسلمين لمن يقودهم إلى هذا المصير المشئوم، الذي هم صائرون إليه، وعلى ألسنتهم- التي مرنت على الكذب ولافتراء- هذا القول الكاذب، يرددونه فى غير وعى:«ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ» ! هكذا المجرم يردّد كلمات البراءة من ذنبه، ويداه ملطّختان بدم قتيله- إنها كلمات عزاء ومواساة، يتعلّق بها المجرمون، كما يتعلّق الغريق بمتلاطم الأمواج!.
- وقوله تعالى: «بَلى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» .. هو تكذيب لهم، وقطع لهذا الأمل الكاذب الذي تعلقوا به- بلى- لقد