الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2- «سبتة»
«41»
قلت: فمدينة سبتة؟
قال: عروس المجلى، وثنية الصباح الاجلى. تبرجت تبرج العقيلة، ونظرت وجهها من البحر فى المرآة الصقيلة، واختص ميزان حسناتها بالاعمال الثقيلة. واذا قامت بيض أسوارها مقام سوارها، وكان جبل بنيونش «42» شمامة أزهارها، والمنارة منازه شوارها «43» ، كيف لا ترغب النفوس فى جوارها، وتخيم الخواطر بين أنجادها وأغوارها!! الى المينا الفلكية، والمراسى «44» الفلكية، والركية الزكية «45» ، غير المنزورة ولا البكية «46» ذات الوقود الجزل، المعد للازل، والقصور المقصورة على الجد والهزل، والوجوه الزهر السحن،
سبتة
ساحل المدينة وجبل بنيونش
المضنون بها عن المحن. دار الناشبة، والحامية المضرمة للحرب المناشبة، والاسطول المرهوب، المحذور الالهوب، والسلاح المكتوب المحسوب، والاثر المعروف المنسوب. كرسى الامراء والاشراف، والوسيطة لخامس أقاليم البسيطة، فلا (119: أ) حظ لها فى الانحراف.
بصرة علوم اللسان، وصنعاء الحلل الحسان، وثمرة امتثال قوله تعالى:«إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ»
«47» ، الامينة على الاختزان، القويمة المكيال والميزان، محشر أنواع الحيتان، ومحط قوافل العصير والحرير والكتان، وكفاها السكنى ببنيونش «48» فى فصول الزمان، ووجود المساكن النبيهة بأرخص الاثمان. والمدفن المرحوم غير المزحوم، وخزانة كتب العلوم، والآثار المنبئة عن أصالة الحلوم «49» الا أنها فاغرة أفواه الجيوب «50» للغيث المصبوب، عرضة للرياح ذات الهبوب، عديمة الحرث فقيرة من الحبوب، ثغر تنبو «51» فيه المضاجع بالجنوب. وناهيك (59) بحسنة تعد من الذنوب، فأحوال أهلها رقيقة «52» ، وتكلفهم ظاهر مهما عرضت وليمة أو عقيقة، واقتصادهم لا تلتبس منه طريقة، وأنساب نفقاتهم- فى تقدير الارزاق- عريقة، فهم يمصون البلالة مص المحاجم، ويجعلون الخبز فى الولائم بعدد الجماجم، وفتنتهم ببلدهم فتنة الواجم، بالبشير الهاجم «53» ،