الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الخامس
المجلس الثاني
(116: أ) المجلس الثانى (116: أ) المجلس الثانى قال المخبر: فلما اندمل جرح الفراق بعد طول، وزمان مطول «1» ومحا- رسم التذكر- تكرار فصول، ونصول خضاب «2» ، وخضاب نصول «3» ، بينا أنا ذات يوم فى بعض أسواق الغبار، أسرح طرف الاعتبار، فى أمم تنسل من كل حدب، وتنتدب من كل منتدى ومنتدب، ما بين مشتمل للصماء يلويها، ولائث للعمامة لا يسويها، ومتلفظ بالشهادة وهو لا ينويها، وصاعد من غور، ومتظلم من جور، وممسك بذنب عير أو روق «4» ثور، يموجون، ومن الاجداث يخرجون، كأنهم النمل نشرها وقد برزت للشمس، من مطر الامس، يشيرون (116: ب) بأجنحة الاكسية، ويتساقطون على ثماد القلب «5» وأسئار الاحسية «6» ، وقد اصطف ذابحو الجزور، وبائعو اللبوب «7» والبذور «8» ولصق بالاملياء «9» حللة العقد وشهدة الزور، ونظرت فى ذلك المجتمع الهائل المرأى والمسمع.
الى درسة غى، وطهاة كى، ورقاة جنون، بضروب من القول وفنون، وفيهم كهل قد استظل بقيطون «10» ، وسل سيف
لاطون «11» ، وتحدى برقية لديغ ومداواة مبطون، قد اشتمل بسمل غفاره وبين يديه غبار فى جلد فاره، وطحن من اطعام كفارة «12» . وأمامه تلميذ قد شمر الاكمام، والتفت الخلف والامام، وصرف لوحى لحظه- الاهتمام. وهو يأسو ويجرح، ويتكلم بلسان القوم ثم يشرح، ويقيد من حضره بقيد العزيمة فلا يبرح. ويقول:
أيها البهم السارح، والحزب المسرور بما لديه الفارح، والسرب الذي تقتاته لولاة البغى الجوارح «13» . صرفتم غروب اعتنائكم، لمآرب نسائكم وأبنائكم، وذهلتم عمن حل بفنائكم، وجعلتم تطعمون وتجمعون، «إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ»
«14» . من وقعت على منكم عينه، فقد رأى فاتح أقفال الاسرار، ومثبت (117: أ) الفرار، ومصمت أولئك الصرار، ومغور مياه الآبار بيسير الغبار، ومخرج الاضمار فى المضمار، ومذهب المس وطارد العمار «15» .
أنا قاطع الدماء اذا نزفت، وكاشف الغماء اذا ما انكشفت، أهنا «16» الابل فلا تجرب، وأخط حول الحمى فلا تدنو السباع ولا تقرب، وأدخن بها فلا تتسلل الحية ولا تدب العقرب، ان نعيت الشمس- لوقت محدود- طمس فيها نورها «17» ، وان وعدت الارض برى
محمود فار تنورها «18» ، وان كتبت لعقد النكاح انحلت، وان عقلت خطى الضالة وقفت حيث حلت، وان زجرت الجنون تركت وخلت، وان استثرت الدفائن ألقت الارض ما فيها وتخلت «19» . أنا جردت البيضة الشقراء، وزوجت الفتى الشرقى من الجارية العذراء. أنا صافحت الملك، ورصدت الفلك، ومزجت- بسر الحكمة- الضياء والحلك، فاحتقرت الملك وما ملك.
دعوت علم الطباع فأطاع، وقطعت شكوك الهيئة بالشكل القطاع، وقلت بالقدر وبالاستطاع، وسبقت فى صناعة البرهان «20» يوم الرهان.
ورضت صعاب الرياضيات حتى ذل قيادها، وسهل انقيادها، وعدلت الكواكب (117: ب) واختبرت القلوب اليابانية والمناكب، وبشرت عند رجوع خنسها «21» بالغيوث السواكب، ووقفت بالامتحان، على صناعة الالحان، وقرأت ما بعد علم الطبيعة، وناظرت قسيس البيعة «22» ، وأعملت فى الاصول مرهفة النصول، وأحكمت أمزجة الطباع وطبائع الفصول. وامتزت بالبروع فى علم الفروع، وقمت فى العهد الحديث بالحديث، وحزت فى علم اللسان درجة الاحسان. وحققت قسمة الفروض،
وعدلت الشعر بميزان العروض، ونظمت ونثرت، وأكثرت فما عثرت.
وعبرت حلم النوم، ولبست الخرقة بشرط القوم «23» ، ولزمت خلوة الذكر ومعتكف الصوم.
وأما معرفتى بالاخبار، وزرع الارض بالاشبار، ما بين جليقية «24» الى الانبار «25» ، وأوصاف المدن الكبار- فقد ثبت بالاختبار.
قال: فأثار قديمى، وأذكرنى بنديمى، فقلت: الله أكبر، أوضح- الخبر- المخبر. فخضت اليه ومن بينى وبينه وهم بحر زاخر، وأول ليس له آخر، وبهم يسخر منه الساخر، ما بين كبش مجتر وعجل ناخر «26» . وقلت: أيها الحبر، ضالتى قريب أمدها، معروف معتمدها. وعلى ذلك فالشكر (118: أ) ممنوح، والرفد طوفان نوح.
فألان «27» العريكة، وسلم النطع والاريكة، وقال: أجل واعرض،
وأنزل السؤال وافرض. فقلت: بى الى تعرف البلدان جنوح وجنون، والجنون فنون، وقد ظفرت قبلك بنقاب «28» ، وعود احتقاب، وسارب أنقاب «29» ، حصل به من طلبى الشطر «30» ، وبك يتم الشكر «31» ، ويعظم الخطر. فقال: الناس متهم «32» ومنجد «33» ، (وخانل وممجد) ، ولا تجود يد الا بما تجد.
والله المرشد. وجعل ينشد:
اذا المشكلات تصدين لى
…
كشفت غوامضها بالنظر
ولست بامعة فى الرجال
…
أسائل هذا وذا: ما الخبر «34»
ولكننى مذرب الاصغرين
…
أبين- مع ما مضى- ما غبر «35»
ثم قال: هات، أمن عقدك الشبهات.
المملكة المغربيّة في حدودها الطبيعيّة والتاريخية.