الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السرية غير السرية، الخليقة بالحذر الحرية، مسرح السائمة الاميرية، وخدامها (103: أ) - كما علمت- أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ
«64» .
5- مالقة
«65»
قلت: فمدينة مالقة؟
قال: وما القول «66» فى الدرة الوسيطة، وفردوس هذه البسيطة؟
أشهد لو كانت سورة لقرنت بها حذقة الاطعام «67» ، أو يوما لكانت عيدا فى العام «68» ، تبعث لها بالسلام مدينة السلام «69» ، وتلقى لها يد الاستسلام محاسن بلاد الاسلام. أى دار، وقطب مدار، وهالة ابدار، وكنز تحت جدار. قصبتها مضاعفة الاسوار، مصاحبة للسنين مخالفة للادوار «70» ، قد برزت فى أكمل الاوضاع وأجمل الاطوار. كرسى ملك عتيق، ومدرج مسك فتيق، وايوان أكاسرة، ومرقب عقاب كاسرة، ومجلى فاتنة حاسرة، وصفقة غير خاسرة. فحماها منيع حريز،
مالقة- القصبة
أحد الافنية فى القصبة
اضطبنت دار الاسطول، وساوقت البحر بالطول، وأسندت الى جبل الرحمة ظهرها، واستقبلت ملعبها ونهرها، ونشقت وردها الارج (103: ب) وزهرها، وعرفت قدرها، فأغلت مهرها. وفتحت جفنها على الجفن غير الغضيض «72» ، والعالم الثانى ما بين الاوج الى الحضيض.
دار العجائب المصنوعة، والفواكه غير المقطوعة ولا الممنوعة، حيث الاوانى تلقى لها يد الغلب صنائع حلب، والحلل التى تلح صنعاء فيها بالطلب، وتدعو الى الجلب، الى الدست الرهيف، ذى الورق الهيف.
وكفى برمانها حقاق ياقوت، وأمير قوت، وزائر غير ممقوت. الى المواساة، وتعدد الاساة، واطعام الجائع والمساهمة فى الفجائع، وأى خلق أسرى من استخلاص الاسرى، تبرز منهم المخدرة حسرى، سامحة بسواريها ولو كانا سوارى كسرى. الى المقبرة التى تسرح بها العين، وتستهان- فى ترويض روضاتها- العين، الى غللها المحكمة البنيان، الماثلة كنجوم السماء للعيان، وافتراض سكناها- أوان العصير- على الاعيان، ووفور أولى المعارف والاديان.
(104: أ) وأحسن «73» الشعر فيما أنت قائله
…
بيت يقال- اذا أنشدته- صدقا
وعلى ذلك، فطينها يشقى به قطينها، وأزبالها تحيى بها سبالها، وسروبها يستمد «74» منها مشروبها، فسحنها «75» متغيرة، وكواكب
قصبة مالقة (منظر جانبي)
أذهانها النيرة متحيرة، وأقطارها جد شاسعة، وأزقتها لزجة «76» غير واسعة، وآبارها تفسدها أزفارها، وطعامها لا يقبل الاختزان، ولا يحفظ الوزان، وفقيرها لا يفارق الاحزان، وجوعها ينفى به هجوعها، تحث «77» على الامواج أقواتها، وتعلو على الموازين غير القسط أصواتها، وأرحيتها تطرقها النوائب، وتصيب أهدافها السهام الصوائب، وتعد بها الجنائب، وتستخدم فيها الصبا والجنائب، وديارها الآهلة بالسكان قد صم بالنزائل صداها، وأضحت بلاقع بما كسبت يداها، وعين أعيانها أثر، ورسم مجادتها قد دثر، والدهر لا يقول لعا لمن عثر «78» ، ولا ينظم شملا اذا انتثر. وكيف لا يتعلق الذام، ببلد يكثر به الجذام! محلة بلواه آهلة، والنفوس- بمعرة عدواه- جاهلة.
ثم تبسم عند انشراح صدر، وتذكر «79» قصة (104: ب) الزبرقان بن بدر «80» .
تقول هذا مجاج النحل تمدحه
…
وان ذممت تقل «81» قىء الزنابير
مدح وذم، وعين الشيء واحدة
…
ان البيان يرى الظلماء كالنور «82»