الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تاريخ تأليف الكتاب
ليس في الأصول الخطية التي اعتمدنا عليها ما يشير إلى تاريخ تأليف الكتاب، لكن النظر فيما وصلنا من مصنفات ابن القيم رحمه الله يدل على أنه لم يتوفَّر على التصنيف إلا بعد وفاة شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية وخروجه من سجن القلعة ثالث عشري ذي الحجة سنة 728
(1)
.
ويشبه أن يكون توجَّه بعد ذلك إلى مكة وجاور بها، وفيها صنَّف "الفتوحات القدسية"، و"التحفة المكية"، وأظنهما مجموعين كما قدمتُ الإشارة لذلك، وأحال في "مفتاح دار السعادة" على الكتاب الأول، ثم "تهذيب السنن" سنة 732، وأحال في "المفتاح" عليه، ثم "المفتاح"، فإنه صرَّح في مقدمته (ص: 126) بأنه من بعض النُّزُل والتحف التي فتح الله بها عليه حين انقطاعه إليه عند بيته، ثم ابتدأ "زاد المعاد" وأحال فيه على "المفتاح".
ويشبه كذلك أن يكون تصنيف "المفتاح" قبل "طريق الهجرتين"، ويدل لذلك إحالته في "طريق الهجرتين"(124) على كتابه الكبير في المحبة، وقد وعد في مقدمة "المفتاح" بتأليفه.
وحين حكى في "طريق الهجرتين"(808) الخلاف في المفاضلة بين النخيل والعنب قال: "
…
وذكرت كلُّ طائفة حججًا لقولها قد ذكرناها في غير هذا الموضع". وهي مذكورةٌ في "المفتاح" (ص: 656).
(1)
"أعيان العصر"(4/ 368).
واستظهر شيخنا الجليل محمد أجمل الإصلاحي في مقدمة تحقيقه لـ "طريق الهجرتين"(20) أنه مؤلف قبل سنة 732، فعلى هذا يكون "المفتاح" مما كُتِب قبل ذلك، لكن يشكل عليه أنه أحال في "المفتاح" على "تهذيب السنن"، فهو متأخرٌ عنه
(1)
.
والحاصل أن كتاب "مفتاح دار السعادة" مما صنفه ابن القيم بمكة، وفيها صنف كتبه الأولى، وقد أحال عليه في كتبه الكبار:"زاد المعاد"، و"إغاثة اللهفان"، و"مدارج السالكين"، و"الصواعق المرسلة"، وغيرها.
والقول في ترتيب تآليفه زمنيًّا يحتاج إلى استقراءٍ تامٍّ لها، واستخراج الإشارات الهادية، والإحالات الكاشفة، ومقارنة مباحثها وطريقته في معالجتها، وهو جديرٌ بالعناية، فعسى أن يوفق لتحريره من شاء الله من عباده.
* * *
(1)
يلاحظ أيضًا أن هذه الإحالات ليست قاطعة في مسألة التقدم والتأخر؛ لأنه قد يحيل عليه في إخراج جديد للكتاب أو في لحقٍ يضيفه بعد ذلك. (علي العمران). وهو كما قال، وإنما هي قرائن وحسب.