الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وموسى: هو ابن عمران بن يصهر بن ماهيث بن لاوى بن يعقوب بن إسحاق، وكانت ولادته في حوالى القرن الثالث عشر ق م.
وهارون: أخو موسى، قيل كان شقيقا له، وقيل كان أخا له لأمه..
والمعنى: لقد أنعمنا على موسى- وهارون- عليهما السلام بنعمة النبوة، وبغيرها من النعم الأخرى.
والتي من بينها أننا نجيناهما وقومهما المؤمنين، من استعباد فرعون إياهم، ومن ظلمه لهم.
وَنَصَرْناهُمْ فَكانُوا هُمُ الْغالِبِينَ أى: ونصرنا موسى وهارون ومن آمن بهما. فكانوا بسبب هذا النصر الذي منحناهم إياه، هم الغالبين لأعدائهم، بعد أن كانوا تحت أسرهم وقهرهم.
وَآتَيْناهُمَا بعد كل ذلك الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ أى: الكتاب المبين الواضح وهو التوراة.
يقال: استبان الشيء، إذا ظهر ووضح وضوحا تاما.
وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ، أى: وهديناهما وأرشدناهما- بفضلنا وإحساننا- إلى الطريق الواضح الذي لا عوج فيه.
وَتَرَكْنا عَلَيْهِما فِي الْآخِرِينَ. سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ أى: وأبقينا عليهما في الأمم المتأخرة الثناء الجميل، والذكر الحسن.
إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ أى: مثل هذا التكريم نجازي عبادنا المحسنين إِنَّهُما مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ أى الذين صدقوا في إيمانهم، وفي طاعتهم لنا.
ثم ساق- سبحانه- جانبا من قصة إلياس- عليه السلام وهو أيضا من ذرية إبراهيم وإسحاق، فقال- تعالى-:
[سورة الصافات (37) : الآيات 123 الى 132]
وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ (125) اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127)
إِلَاّ عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128) وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (129) سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ (130) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131) إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (132)
وإلياس- عليه السلام هو ابن فنحاص بن العيزار بن هارون- عليه السلام فهو ينتهى نسبه- أيضا- إلى إبراهيم وإسحاق.
ويعرف إلياس في كتب الإسرائيليين باسم إيليا وقد أرسله الله- تعالى- إلى قوم كانوا يعبدون صنما يسمونه بعلا.
ويقال: إن رسالته كانت في عهد «آحاب» أحد ملوك بنى إسرائيل في حوالى القرن العاشر ق م.
والمعنى: وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ الذين أرسلناهم إلى الناس ليخرجونهم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان.
وقوله: إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ شروع في بيان ما نصح به إلياس قومه، والظرف مفعول لفعل محذوف، والتقدير اذكر وقت أن قال لقومه ألا تتقون الله. وتخشون عذابه ونقمته. والاستفهام للحض على تقوى الله- تعالى- واجتناب ما يغضبه.
ثم أنكر عليهم عبادتهم لغيره- سبحانه- فقال: أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ.
والبعل: اسم للصنم الذي كان يعبده قومه، وهو صنم قيل: سميت باسمه مدينة بعلبك بالشام، وكان قومه يسكنون فيها، وقيل: البعل: الرب بلغة اليمن.
أى: قال لهم على سبيل التوبيخ والزجر: أتعبدون صنما لا يضر ولا ينفع وتتركون عبادة أحسن من يقال له خالق، وهو الله- عز وجل الذي خلقكم ورزقكم.
ولفظ الجلالة في قوله: اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ بدل من أَحْسَنَ الْخالِقِينَ.