الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واليقطين: يطلق على كل شجر لا يقوم على ساق، كالبطيخ والقثاء والقرع وهو مأخوذ من قطن بالمكان إذا أقام به.
وقد قالوا إن المراد بهذه الشجرة، هي شجرة القرع، وقيل غير ذلك.
وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ. فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ أى: وبعد أن تداركته رحمتنا، وأخرجناه من بطن الحوت، ورعيناه برعايتنا، أرسلناه إلى مائة ألف من الناس أو يزيدون على ذلك في نظر الناظر إليهم، فآمنوا جميعا فَمَتَّعْناهُمْ بالحياة إِلى حِينٍ انتهاء آجالهم.
قال الإمام ابن كثير: ولا مانع من أن يكون الذين أرسل إليهم أولا، أمر بالعودة إليهم بعد خروجه من بطن الحوت، فصدقوه كلهم، وآمنوا به. وحكى البغوي أنه أرسل إلى أمة أخرى بعد خروجه من الحوت، كانوا مائة ألف أو يزيدون «1» .
هذا ومن العبر التي نأخذها من هذه القصة، أن رحمة الله- تعالى- قريب من المحسنين، وأن العبد إذا تاب توبة صادقة نصوحا، وفي الوقت الذي تقبل فيه التوبة، قبل الله- تعالى- توبته، وفرج عنه كربه، وأن التسبيح يكون سببا في رفع البلاء.
وبعد هذه الجولة مع قصص بعض الأنبياء، أمر الله- تعالى- رسوله صلى الله عليه وسلم أن يسأل هؤلاء المشركين، سؤال توبيخ وتأنيب، عما قالوه في شأن الملائكة من باطل وزور، وأن يرد على أكاذيبهم ردا يخرص ألسنتهم فقال- تعالى-:
[سورة الصافات (37) : الآيات 149 الى 170]
فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (149) أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً وَهُمْ شاهِدُونَ (150) أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (151) وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (152) أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ (153)
ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (154) أَفَلا تَذَكَّرُونَ (155) أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ مُبِينٌ (156) فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (157) وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (158)
سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (159) إِلَاّ عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (160) فَإِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ (161) ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ (162) إِلَاّ مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ (163)
وَما مِنَّا إِلَاّ لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ (164) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166) وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ (167) لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ (168)
لَكُنَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (169) فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (170)
(1) تفسير ابن كثير ج 7 ص 35.
وقوله- تعالى- فَاسْتَفْتِهِمْ.. معطوف على قوله- تعالى- في أوائل السورة:
فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنا.. عطف جملة على جملة. والخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم والاستفتاء: الاستخبار والاستفهام وطلب الفتيا من المفتي.
أى: أسأل- أيها الرسول- هؤلاء المشركين سؤال تقريع وتأنيب: أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ أى: أسألهم بأى وجه من وجوه القسمة جعلوا لربك البنات وجعلوا لأنفسهم البنين؟ إن قسمتهم هذه لهى قسمة جائرة وفاسدة عند كل عاقل، لأنه لا يليق في أى عقل أن يجعلوا لله- تعالى- الجنس الأدنى وهو جنس الإناث، بينما يجعلون لأنفسهم الجنس الأعلى.
وشبيه بهذه الآية قوله- تعالى- أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى. تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى «1» .
قال صاحب الكشاف: فَاسْتَفْتِهِمْ معطوف على مثله في أول السورة، وإن تباعدت بينهما المسافة، أمر رسوله صلى الله عليه وسلم باستفتاء قريش عن وجه إنكارهم البعث أولا. ثم ساق الكلام موصولا بعضه ببعض، ثم أمره باستفتائهم عن وجه القسمة الضيزى التي قسموها، حيث جعلوا لله الإناث ولأنفسهم الذكور، في قولهم الملائكة بنات الله، مع كراهتهم الشديدة لهن. ولقد ارتكبوا في ذلك ثلاثة أنواع من الكفر:
أحدها: التجسيم، لأن الولادة مختصة بالأجسام.
(1) سورة النجم الآيتان 21، 22.
والثاني: تفضيل أنفسهم على ربهم، حيث جعلوا أوضع الجنسين له، وأرفعهما لهم.
والثالث: أنهم استهانوا بأكرم خلق الله، وأقربهم إليه، حيث أنثوهم. ولو قيل لأقلهم وأدناهم: فيك أنوثة، أو شكلك شكل النساء، للبس لقائله جلد النمور، ولا تقلبت حماليقه- أى: أجفان عينيه. «1» .
وقوله- سبحانه-: أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً وَهُمْ شاهِدُونَ، تقريع آخر لهم على جهالاتهم وسفههم، حيث أضرب- سبحانه- عن الكلام الأول إلى ما هو أشد منه في التبكيت والتأنيب.
أى: إنهم زعموا أن لربك البنات ولهم البنون، فهل كانوا حاضرين وقت أن خلقنا الملائكة حتى يعرفوا أنهم إناث؟ كلا إنهم لم يكونوا حاضرين وإنما هم يهرفون بما لا يعرفون.
وشبيه بهذه الآية قوله- تعالى-: وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً، أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ، سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ «2» .
قال صاحب الكشاف فإن قلت: لم قال: وَهُمْ شاهِدُونَ فخص علم المشاهدة؟
قلت: ما هو إلا الاستهزاء بهم وتجهيل.. وذلك لأنهم كما لم يعلموا ذلك بطريق المشاهدة، لم يعلموه بخلق علمه في قلوبهم، ولا بإخبار صادق، ولا بطريق استدلال ونظر «3» .
ثم أخبر- سبحانه- عن كذبهم فقال: أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ. وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ والإفك: أشنع الكذب وأقبحه. يقال: أفك فلان كضرب وعلم- إفكا وأفكا، إذا كذب كذبا فاحشا.
أى: ألا إن هؤلاء الكافرين. من شدة كذبهم، وشناعة جهلهم ليقولون زورا وبهتانا:
وَلَدَ اللَّهُ أى: اتخذ الله ولدا وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ في ذلك كذبا تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا.
وافتتحت الآية الكريمة بأداة الاستفتاح «ألا» لتأكيد قولهم، وأنهم كانوا مصرين على هذا القول الذي لا نهاية لبطلانه.
ثم كرر- سبحانه- توبيخهم وتقريعهم فقال: أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ والاصطفاء: الاختيار والانتقاء. والاستفهام للإنكار والنفي، أى: هل اختار الله البنات على
(1) تفسير الكشاف ج 4 ص 63.
(2)
سورة الزخرف الآية 19.
(3)
تفسير الكشاف ج 4 ص 63.
البنين في زعمهم؟ كلا إن الله- تعالى- لم: يفعل شيئا من ذلك لأنه- سبحانه- غنى عن العالمين.
ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ أى: أى شيء حدث لكم، وكيف أصدرتم هذه الأحكام الظاهرة البطلان عند كل من كان عنده أثر من عقل.
وقوله: أَفَلا تَذَكَّرُونَ. معطوف على كلام محذوف والتقدير: أتجهلون هذه الأمور الواضحة، فلا تعقلون ولا تتذكرون ولا تعتبرون.
وقوله- تعالى-: أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ مُبِينٌ. فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ إضراب وانتقال من توبيخهم على جهالاتهم، إلى تحديهم وإثبات كذبهم.
أى: بل ألكم حجة واضحة على صحة هذا القول الذي قلتموه من أن الملائكة بنات الله؟
إن كانت عندكم هذه الحجة فأتوا بها إن كنتم صادقين فيما زعمتم.
فالمقصود بالآيتين الكريمتين تعجيزهم وإثبات المزيد من جهالاتهم وأكاذيبهم. ثم حكى- سبحانه- زعما آخر من زعمهم في شأن الملائكة فقال: وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً، وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ.
والمراد بالجنة هنا: الملائكة. سمو بذلك لاجتنانهم واستتارهم عن الأعين.
أى: أن المشركين لم يكتفوا بما قالوا في الآيات السابقة، بل أضافوا إلى ذلك جريمة أخرى، وهي أنهم جعلوا بين الله- تعالى- وبين الملائكة نسبا، ولقد علمت الجنة، - أى الملائكة-، «إنهم» أى القائلون لهذه المقالة الباطلة «لمحضرون» أى: إلى العذاب يوم القيامة. ليذوقوا سوء عاقبة كذبهم.
قال القرطبي: أكثر أهل التفسير أن الجنة هاهنا الملائكة. عن مجاهد قال: قالوا- يعنى كفار قريش- الملائكة بنات الله، فقال لهم أبو بكر: فمن أمهاتهن؟ قالوا: مخدرات الجن
…
ومعنى «نسبا» : مصاهرة. وقال قتادة: قالت اليهود إن الله صاهر الجن فكانت الملائكة من بينهن.
وقال الحسن: أشركوا الشيطان في عبادة الله، فهو النسب الذي جعلوه «1» .
ثم نزه- سبحانه- ذاته عما افتروه فقال: سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ أى: تنزه الله- تعالى- وتقدس عما يقوله هؤلاء الجاهلون.
(1) تفسير القرطبي ج 15 ص 134.
وقوله: إِلَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ استثناء منقطع من قوله لَمُحْضَرُونَ وما بينهما جملة معترضة لتنزيه الله- تعالى- وتقديسه.
أى: والله لقد علمت الملائكة أن المشركين القائلين بهذا القول الفاسد لمحضرون إلى النار، ويدعّون إليها دعا، لكن عباد الله الذين أخلصوا له العبادة والطاعة ليسوا كذلك، بل هم ناجون من عذاب جهنم، لتنزيههم الخالق- عز وجل عما لا يليق به.
ثم حقر- سبحانه- من شأن المشركين، ومن شأن آلهتهم المزعومة فقال: فَإِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ. ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ. إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ.
وهذا الكلام يجوز أن يكون حكاية لما رد به الملائكة على المشركين الذين قالوا الإفك والزور قبل ذلك، ويجوز أن يكون كلاما مستأنفا من الله- تعالى- على سبيل الاستخفاف والتهكم بالمشركين وبآلهتهم.
والفاء في قوله فَإِنَّكُمْ واقعة في جواب شرط مقدر. و «الواو» في قوله وَما تَعْبُدُونَ للعطف على اسم إن، أو بمعنى مع. و «ما» موصولة أو مصدرية. و «ما» في قوله: ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ نافية والضمير في «عليه» يعود على الله- عز وجل والجار والمجرور متعلق «بفاتنين» . والمراد بالفتن: هنا الإفساد، من قولهم: فلان فتن على فلان خادمه. إذا أفسده. وجملة «ما أنتم عليه بفاتنين» خبر إن.
و «صال» - بكسر اللام- اسم فاعل منقوص- كقاض- مضاف إلى ما بعده.
وحذفت ياؤه لالتقاء الساكنين.
والمعنى: إذا أدركتم- أيها المشركون- ما قلناه لكم. فثقوا أنكم أنتم وآلهتكم لن تستطيعوا أن تضلوا أحدا هداه الله- تعالى- لكنكم تستطيعون أن تضلوا من كان من أهل الجحيم مثلكم.
فالمقصود بهذه الآيات الكريمة، الاستخفاف بالمشركين وبآلهتهم، وبيان أن من هداه الله، تعالى- لا سلطان لهم عليه في إغوائه أو إضلاله.
قال صاحب الكشاف: والضمير في «عليه» لله- تعالى- ومعناه: فإنكم ومعبوديكم ما أنتم وهم جميعا بفاتنين على الله، إلا أصحاب النار الذين سبق في علمه أنهم لسوء أعمالهم يستوجبون أن يصلوها.
فإن قلت: كيف يفتنونهم على الله؟ قلت: يفسدونهم عليه بإغوائهم واستهوائهم.
من قولك: فتن فلان على فلان امرأته، كما تقول: أفسدها وخيبها عليه.. «1» .
ثم بين- سبحانه- أن الملائكة معترفون اعترافا تاما بطاعتهم لله- تعالى- وبمداومتهم على عبادته وتسبيحه فقال: وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ. وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ. وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ.
أى: لقد اعترف الملائكة بطاعتهم الكاملة لله- تعالى- وقالوا: وما منا أحد إلا له مقام معلوم في عبادة الله- تعالى- وطاعته، وإنا لنحن الصافون أنفسنا في مواقف العبودية والطاعة لله- عز وجل وإنا لنحن المسبحون والمنزهون له- تعالى- عن كل مالا يليق به.
وقد ذكر الإمام ابن كثير هنا جملة من الأحاديث منها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما لجلسائه: «أطّت السماء وحق لها أن تئط- أى سمع لها صوت شديد- ليس فيها موضع قدم إلا عليه ملك راكع أو ساجد، ثم قرأ: وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ: وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ «2» .
ثم أخبر- سبحانه- عن حال المشركين قبل أن يأتيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ. لَكُنَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ. فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ.
و «إن» في قوله وَإِنْ كانُوا.. هي المخففة من الثقيلة، واسمها ضمير محذوف.
والقائلون هم كفار مكة، والفاء في قوله فَكَفَرُوا بِهِ وهي الفصيحة الدالة على محذوف مقدر.
والمعنى إن حال هؤلاء الكافرين وشأنهم، أنهم كانوا يقولون قبل مجيء الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم «لو أن عندنا ذكرا من الأولين» أى: لو أن عندنا كتابا من كتب الأولين كالتوراة والإنجيل. لكنا عباد الله المخلصين أى: لكنا بسبب وجود هذا الكتاب من عباد الله الذين يخلصون له العبادة والطاعة.
فجاءهم محمد صلى الله عليه وسلم بالكتاب المبين كما تمنوا وطلبوا، فكانت النتيجة أن كفروا به، فسوف يعلمون سوء عاقبة هذا الكفر، يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ، وَيَقُولُ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ «3» .
(1) تفسير الكشاف ج 4 ص 65.
(2)
تفسير ابن كثير ج 7 ص 38.
(3)
سورة العنكبوت الآية 55.