الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
9 - رقية العين
- العين: هي سهام مسمومة تخرج من نفس الحاسد إلى المحسود.
- كيفية الإصابة بالعين:
العين التي تصيب بني آدم نتيجة من نتائج الحسد، أو انبهار شديد بما يرى العائن، مع غفلة عن ذكر الله تعالى، وقد يتبعها شيطان من شياطين الجن.
والعين تصيب المحسود تارة، وتخطئه تارة، فإن صادفته حذراً محصَّناً لا منفذ فيه للسهام لم تؤثر فيه، وإن صادفته مكشوفاً لا وقاية عليه أثرت فيه ولا بد.
وتحصل الإصابة بالعين بأن يطلق العائن الوصف على من يريد بدون ذكر اسم الله تعالى ولا تبريك، فتتلقفه الأرواح الشيطانية الحاضرة، وتعمد إلى إهلاك المعيون أو إيذائه، لكن ذلك لا يحصل إلا بإذن الله عز وجل.
- علاج من أصابته العين:
من أصابته عين الحاسد فله حالتان:
الأولى: إن عرف العائن فعليه أن يأمره بالاغتسال، وعلى العائن أن يمتثل ويغتسل طاعة لله ورسوله، ورحمة بأخيه المصاب، ثم يؤخذ الماء الذي اغتسل فيه العائن، ويُصب من خلف المَعِين دفعة واحدة، فيبرأ بإذن الله تعالى.
عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ رضي الله عنه عَنِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «العَيْنُ حَقّ، وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ
سَابَقَ القَدَرَ سَبَقَتْهُ العَيْنُ، وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا». أخرجه مسلم (1).
- صفة الاغتسال:
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ وَسَارُوا مَعَهُ نَحْوَ مَكَّةَ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِشِعْبِ الخَزَّارِ مِنَ الجُحْفَةِ اغْتَسَلَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ وَكَانَ رَجُلاً أَبْيَضَ حَسَنَ الجِسْمِ وَالجِلْدِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ أَخُو بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ، فَقال: مَا رَأَيْتُ كَاليَوْمِ وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ، فَلُبِطَ بِسَهْل، فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لَكَ فِي سَهْلٍ وَاللهِ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَمَا يُفِيقُ. قال:«هَلْ تَتَّهِمُونَ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ؟» قَالُوا: نَظَرَ إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ، فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامِراً فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ وَقال:«عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ؟ هَلَاّ إِذَا رَأَيْتَ مَا يُعْجِبُكَ بَرَّكْتَ؟» ثُمَّ قال لَهُ: «اغْتَسِلْ لَهُ» فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَمِرْفَقَيْهِ وَرُكْبَتَيْهِ وَأَطْرَافَ رِجْلَيْهِ وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ فِي قَدَحٍ، ثُمَّ صُبَّ ذَلِكَ المَاءُ عَلَيْهِ يَصُبُّهُ رَجُلٌ عَلَى رَأْسِهِ وَظَهْرِهِ مِنْ خَلْفِهِ، يُكْفِئُ القَدَحَ وَرَاءَهُ، فَفَعَلَ بِهِ ذَلِكَ، فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ النَّاسِ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. أخرجه أحمد وابن ماجه (2).
الثانية: إذا لم يعرف العائن فيُرقى المريض بالقرآن والأدعية الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع حسن الظن بالله، ويقين القارئ والمقروء عليه على أن الشافي وحده هو الله عز وجل، وأن القرآن شفاء من كل داء.
ويرقيه بما تيسر من القرآن والأدعية النبوية الصحيحة ومن ذلك:
- الفاتحة، وآية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة، وسورة الإخلاص،
(1) أخرجه مسلم برقم (2188).
(2)
صحيح/ أخرجه أحمد برقم (16076) ، وهذا لفظه، وأخرجه ابن ماجه برقم (3509).
والمعوذتان، وإن شاء قرأ:
وغير ذلك مما تيسر من القرآن الكريم.
- ثم يدعو بالأدعية النبوية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ومنها:
- «اللَّهمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إِلَاّ شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَماً» . متفق عليه (1).
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5743) ، واللفظ له، ومسلم برقم (2191).
- «بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرّ كُلّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِد، اللهُ يَشْفِيكَ، بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ» . أخرجه مسلم (1).
- «امْسَحِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ، بِيَدِكَ الشِّفَاءُ، لا كَاشِفَ لَهُ إِلَاّ أَنْتَ» . أخرجه البخاري (2).
- «أعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ» . أخرجه البخاري (3).
- «أَعُوذ بكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّات مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ» . أخرجه مسلم (4).
- «بِاسْمِ اللهِ (ثَلَاثاً) أَعُوذُ بِاللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ» سَبْعَ مَرّاتٍ، واضعاً يده على مكان الألم. أخرجه مسلم (5).
- «أَسْأَلُ اللهَ العَظِيمَ رَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ» . أخرجه أبو داود والترمذي (6).
- «بِاسْمِ اللهِ يُبْرِيكَ، وَمِنْ كُلّ دَاءٍ يَشْفِيكَ، وَمِنْ شَرّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ، وَشَرّ كُلّ ذِي عَيْنٍ» . أخرجه مسلم (7).
نسأل الله لنا ولكم ولجميع المسلمين الشفاء العاجل من كل داء وسقم.
(1) أخرجه مسلم برقم (2186).
(2)
أخرجه البخاري برقم (5744).
(3)
أخرجه البخاري برقم (3371).
(4)
أخرجه مسلم برقم (2709).
(5)
أخرجه مسلم برقم (2202).
(6)
صحيح/ أخرجه أبو داود برقم (3106) ، وهذا لفظه، وأخرجه الترمذي برقم (2083).
(7)
أخرجه مسلم برقم (2185).