الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1 - أقسام العلم
- العلم: هو نقل صورة المعلوم من الخارج، وإثباتها في النفس، كتعلم الإيمان والأحكام والأخلاق.
- العمل: هو نقل صورة العلم من النفس، وإثباتها في الخارج، كأداء الصلاة والزكاة ونحوهما.
- العلوم الممنوحة والممنوعة:
الله عز وجل هو العليم بكل شيء وحده، وقد علَّم عباده أشياء، ومنعهم أشياء، وهو العليم الحكيم.
1 -
العلوم الممنوحة:
علَّم الله الإنسان ما لم يعلم، وعلمه البيان، وأقدره على العمل، وعلَّمه ما ينفعه في الدنيا والآخرة من الإيمان، والعمل الصالح، وأمور الكسب والمعاش.
وعرَّفه ما يضره في الدنيا والآخرة من الكفر، والشرك، والمعاصي.
قال الله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89)} [النحل: 89].
2 -
العلوم الممنوعة:
طوى الله عن البشر ومنعهم ما ليس من شأنهم، ولا حاجة لهم به، ولا مصلحة لهم فيه، ولا نشأتهم قابلة له.
كعلم الغيب .. والعلم بكل ما كان وما يكون .. والعلم بما في قلوب الناس ..
والعلم بعدد القطر .. وعدد النبات .. وعدد الذرات .. وعدد النجوم .. وعدد المخلوقات .. وعدد الأنفاس .. وعدد الكلمات .. ووقت قيام الساعة .. ووقت نزول الغيث .. وغير ذلك مما حجب العليم الخبير علمه عن البشر، واختص بعلمه عالم الغيب والشهادة.
فمن تكلف علم ذلك فقد ظلم نفسه، وتدخل فيما لم يؤمر به، وتجاوز ما حُدّ له، وكلف نفسه ما لا طاقة له به.
قال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12)} [الطلاق: 12].
- أقسام العلوم باعتبار منفعتها:
العلوم باعتبار منفعتها نوعان:
الأول: علم تكمُل النفس به، وهو العلم بالله، وأسمائه، وصفاته، وشرعه.
الثاني: علم لا يحصل للنفس به كمال، وهو كل علم لا يضر الجهل به، ولا ينفع العلم به من قيل وقال، وما يضر كعلم السحر والكهان.
- درجات الحصول على العلم:
العلم من حيث الحصول عليه ثلاث درجات:
الأولى: علم جلي: وهو كل ما يدرك بالحواس كالسمع، والبصر، والعقل، وهي طرق العلم وأبوابه، وكذلك ما يُدْرَك بخبر الصادق، وما يحصل بالفكر والاستنباط.
الثانية: علم خفي: وهو ما ينبت في القلوب الطاهرة من كدر الدنيا، وفي الأبدان الزاكية التي زَكَتْ بطاعة الله، ونبتت على أكل الحلال.
فمتى خلصت الأبدان من الحرام، وطهرت الأنفس من علائق الدنيا، زكت أرض القلب، وأنبتت من كل زوج بهيج، علماً وعملاً.
الثالثة: علم لدني: وهو ما يحصل للعبد من غير واسطة، بل بإلهام من الله، وتعريف منه لعبده.
وذلك ثمرة العبودية الصادقة، والمتابعة الحسنة، والصدق مع الله، والإخلاص له، وبذل الجهد في تلقي العلم من مشكاة رسوله صلى الله عليه وسلم، والانقياد له، فيفتح الله له من فهم الكتاب والسنة بأمر يخصه به.
قال الله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114)} [طه: 114].
- أقسام العلوم باعتبار مصدرها:
العلوم باعتبار مصدرها تنقسم إلى قسمين:
الأول: العلوم الشرعية: وهي كل ما استفيد من الأنبياء والرسل.
والعلوم الشرعية قسمان:
منها ما يتعلق بالقلوب كالتوحيد والإيمان، والمحبة والتوكل ونحو ذلك.
ومنها ما يتعلق بالجوارح، وهو علم المسائل والأحكام كالعلم بكيفية العبادات كالصلاة والزكاة والصيام والحج ونحو ذلك.
الثاني: العلوم التي ليست بشرعية: وهي كل ما سوى ذلك.
وهي ثلاثة أقسام:
علم محمود .. وعلم مباح .. وعلم مذموم.
1 -
فالعلم المحمود: هو ما ترتبط به مصالح أمور الدنيا كالطب والحساب.
فالطب ضروري لبقاء الأبدان وسلامتها، فإن الذي أنزل الداء أنزل الدواء،
وأرشد إلى استعماله، فلا يجوز التعرض للهلاك بإهماله، وهو فرض كفاية، وأفضل العلوم بعد علم الشرع، وفيه أجر بحسب نية صاحبه.
وكذلك الحساب تعلمه ضروري في المعاملات، وقسمة المواريث والوصايا.
وهو فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط الفرض عن الباقين.
وكذلك كل ما يحتاجه الناس في حياتهم تعلُّمه فرض كفاية كالفلاحة، والصناعة ونحو ذلك.
2 -
والمباح: كالعلم بالأشعار، وتواريخ الأخبار والأحداث.
3 -
والمذموم: كل ما يفسد البلاد والعباد والأخلاق كعلم السحر، والكهانة، والشعوذة ونحو ذلك.
- أقسام العلم الشرعي:
العلم الشرعي ثلاثة أقسام:
الأول: العلم بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله، وأكثر آيات القرآن في تقرير هذا النوع.
الثاني: العلم بما أخبر الله به مما كان من الأمور الماضية .. وما يكون من الأمور المستقبلة .. وما هو كائن من الأمور الحاضرة.
وفي مثل هذا أنزل الله آيات الخلق، وقصص الأنبياء مع أممهم، وآيات الوعد والوعيد، وصفة الجنة والنار.
الثالث: العلم بما أمر الله ورسوله به من أعمال القلوب كالإيمان واليقين والتوكل ونحو ذلك.
ومن أعمال الجوارح كالعبادات والطاعات القولية والفعلية.
- فقه العلم الشرعي:
العلم خمسة أنواع:
1 -
علم هو حياة الدين وأصله، وهو علم التوحيد.
2 -
علم هو غذاء الدين، وهو علم الإيمان، والذكر والوعظ، والتفكر في الآيات الكونية، والآيات القرآنية.
3 -
علم هو دواء الدين، وهو علم المسائل الشرعية، والفتوى.
4 -
وعلم هو داء الدين، وهو كل قول على الله بلا علم.
5 -
وعلم هو هلاك الدين وأهله، وهو علم السحر والكهانة، والبدع والفواحش ونحوها.
1 -
قال الله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19)} [محمد: 19].
2 -
وقال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33)} [الأعراف: 33].
- أقسام العلوم الشرعية باعتبار ذاتها:
العلوم الشرعية تنقسم إلى قسمين:
علوم خبرية اعتقادية .. وعلوم طلبية عملية.
فالأول: كالعلم بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله، والعلم بأركان الإيمان، والثواب والعقاب ونحو ذلك.
والثاني: كالعلم بأعمال القلوب والجوارح من الأحكام، من الأركان، والواجبات، والسنن، والمحرمات، والمكروهات، والمباحات.
- شعب العلم الشرعي:
العلم الشرعي له شعبتان:
فضائل .. ومسائل.
1 -
الفضائل: تولِّد الشوق والرغبة لامتثال أوامر الله عز وجل، وهي من الإيمان، ونتعلمها قبل الأحكام والمسائل، وبها تُعرف قيمة الأعمال، فتنشط النفوس للعمل.
فالقلوب تتأثر من كلام الله ورسوله، فتتحرك الجوارح لأداء الطاعات بالرغبة والشوق.
قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108)} [الكهف: 107 - 108].
2 -
المسائل: وهي الأحكام الشرعية العملية التي نتعلمها، ونعمل بها، ونعلمها الناس كأحكام الطهارة، والصلاة ونحوهما، والقصد من معرفتها التعبد لله بها، وأن تكون جميع أعمالنا على طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم.
قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2)} [الجمعة: 2].
- أقسام العلماء من حيث المعرفة:
العلماء من حيث العلم ثلاثة أقسام:
الأول: عالم بالله، عالم بأوامر الله، فهذا في أعلى الدرجات.
الثاني: عالم بالله، غير عالم بأوامر الله كما يجب.
الثالث: عالم بأوامر الله، غير عالم بالله كما يجب.
أما الأول: فهو الذي عرف ربه بأسمائه وصفاته، وعرف جلاله وجماله، وعرف أحكام دينه وشرعه.
فهذا بأعلى المنازل، وهذا سبيل الأنبياء والصديقين.
وعلامته: أن يكون دائم الذكر لربه .. معظماً له .. محباً له .. مستحٍ منه .. خائفاً منه .. راجياً له .. مطيعاً له .. عابداً له بما شرعه رسوله صلى الله عليه وسلم .. معلماً لشرعه .. داعياً إليه.
وأما الثاني: فهو الذي استولت معرفة ربه على قلبه، فهو يرى عظمة الله، فهو دائم التعبد والذكر والاستغفار، فلا يتفرغ لتعلم الأحكام إلا ما لا بد منه.
فهذا على خير عظيم، لكنه دون الأول.
وأما الثالث: فهو الذي عرف الحلال والحرام، والأركان والواجبات، والسنن والمباحات، لكنه لا يعرف أسرار جلال الله وعظمته وجماله، وحقوقه على عباده.
فهذا على خير لكنه دون الأول والثاني.
1 -
قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28].
2 -
وقال الله تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9)} [الزُّمَر: 9].
- أولو الأمر:
المراد بأولي الأمر الأمراء المتقون .. والعلماء الربانيون.
فهؤلاء هم المجاهدون في سبيل الله:
الأمراء المتقون بأيديهم .. والعلماء الربانيون بألسنتهم.
والأمراء يرجعون إلى العلماء الربانيون فيما أشكل عليهم، فعاد الأمر إلى فضل العلم والعلماء، وأنهم أئمة الناس الذين يقتدى بهم، ويهتدي بسببهم الضال، ويُشفى العليل، ويتعلم الجاهل.
وهذا النور الذي أضاء على الناس منهم هو نور الإيمان والعلم والمعرفة.
1 -
قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)} [النساء: 59].
2 -
- أقسام العلماء من حيث المنفعة:
العلماء ثلاثة أقسام:
الأول: عالم استنار بنور الإيمان والعلم، واستنار بذلك الناس منه.
فهذا من خلفاء الرسل، وورثة الأنبياء، وبسطته للناس رحمة لهم.
الثاني: عالم استنار بنور علمه، ولم يستنر به غيره.
فهذا إن لم يفرط كان نفعه قاصراً على نفسه، وبينه وبين الأول ما بينهما.
الثالث: عالم لم يستنر بنور علمه، ولم يستنر به غيره.
فهذا علمه وبال عليه، وبسطته للناس فتنة لهم، ومن يرد الله فتنته فلا حيلة
فيه، ولا يزيده كثرة العلم إلا حيرة وضلالاً وطغياناً، والله أعلم حيث يجعل رسالته:{وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (41)} [المائدة: 41].
- أقسام الناس من حيث العلم والعمل:
الناس في العلم والعمل أربعة أصناف:
الأول: من رزقه الله علماً وعملاً:
وهؤلاء خلاصة الخلق، وأئمة هذا الصنف الأنبياء والرسل، وهم في ذلك درجات، ثم يليهم أتباعهم من الصديقين والشهداء والصالحين، وهم في ذلك درجات.
الثاني: من حُرم العلم والعمل:
وهذا الصنف شر البرية، وهم الصم البكم العمي الذين لا يعقلون، وجلهم أمثال البهائم والحمير والسباع.
الثالث: من فُتح له باب العلم، وأُغلق عنه باب العمل:
فهذا في رتبة الجاهل أو شر منه، وما زاده العلم إلا وبالاً وعذاباً.
الرابع: من رزقه الله حظاً من الإرادة والعمل، ولكن قل نصيبه من العلم:
فهذا له نصيب من الخير، وإذا عرف فضل العلم أقبل عليه، وحسن عمله.
ونور العلم لم يُحجب عن القلوب لمنعٍ من جهة المنعم سبحانه، ولكنه حُجب لخبث وشغل من جهة القلوب، فالقلوب المملؤة بالماء لا يدخلها الهواء، والقلوب المشغولة بغير الله لا تدخلها المعرفة بجلال الله.
- قوة العلم والعمل:
الناس من حيث القوة العلمية والعملية قسمان:
الأول: من تكون له القوة العلمية الكاشفة، ويكون ضعيفاً في القوة العملية، يبصر الحقائق ولا يعمل بموجبها، ويرى سبل المهالك ولا يتوقاها، فهو أعمى البصر عند ورود الشهوات، فهو فقيه ما لم يحضر العمل، فإذا حضر العمل شارك الجهال في التخلف، وفارقهم في العلم.
وهذا هو الغالب على أكثر النفوس المشتغلة بالعلم، إذ قد يكون لها مقاصد غير وجه الله تحرمها ثمرة العلم، وهو العمل بموجبه، والمعصوم من عصمه الله.
الثاني: من تكون له القوة العملية، وتكون أغلب القوتين عليه، ويكون ضعيف القوة العلمية، فهو أعمى البصر عند ورود الشبهات.
فداء هذا من جهله .. وداء الأول من فساد إرادته.
وهذا حال أكثر السالكين على غير طريق العلم.
فهؤلاء كلهم عمي عن ربهم، وعمي عن شريعته.
ومن كملت له هاتان القوتان استقام له سيره إلى الله عز وجل، وحصلت له السعادة في الدنيا والآخرة.
واستكمال القوة العلمية يكون بمعرفة فاطره وبارئه .. ومعرفة أسماء الله وصفاته .. ومعرفة الطريق الموصلة إليه .. ومعرفة نفسه وآفاتها.
واستكمال القوة العملية يكون بأداء حقوق الله وأوامره صدقاً، وإخلاصاً، ومتابعة.