الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 - عبادة الله عز وجل
- العبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
- دوام عمل النبي صلى الله عليه وسلم:
1 -
2 -
وَعَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْتَصُّ مِنَ الأيام شَيْئاً؟ قالتْ: لا، كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً، وَأيُّكُمْ يُطِيقُ مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُطِيقُ. متفق عليه (1).
- صور من عبادة النبي صلى الله عليه وسلم:
1 -
وضوء النبي صلى الله عليه وسلم:
عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ أنَّهُ رَأى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ دَعَا بِإنَاءٍ، فَأفْرَغَ عَلَى كَفَّيْهِ ثَلاثَ مِرَارٍ فَغَسَلَهُمَا، ثُمَّ أدْخَلَ يَمِينَهُ فِي الإناءِ، فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثاً، وَيَدَيْهِ إلَى المِرْفَقَيْنِ ثَلاثَ مِرَارٍ، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلاثَ مِرَارٍ إلَى الكَعْبَيْنِ، ثُمَّ قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَوَضَّأ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ
ذَنْبِهِ». متفق عليه (2).
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (1987) ، واللفظ له، ومسلم برقم (783).
(2)
متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (159) ، واللفظ له، ومسلم برقم (226).
2 -
صلاة النبي صلى الله عليه وسلم:
1 -
عَنْ بُرَيْدَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أنَّ رَجُلا سَألَهُ عَنْ وَقْتِ الصَّلاةِ؟ فَقَالَ لَهُ:«صَلِّ مَعَنَا هَذَيْنِ» . (يَعْنِي اليَوْمَيْنِ) فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ أمَرَ بِلالاً فَأذَّنَ، ثُمَّ أمَرَهُ فَأقَامَ الظُّهْرَ، ثُمَّ أمَرَهُ فَأقَامَ العَصْرَ، وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ بَيْضَاءُ نَقِيَّةٌ، ثُمَّ أمَرَهُ فَأقَامَ المَغْرِبَ حِينَ غَابَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ أمَرَهُ فَأقَامَ العِشَاءَ حِينَ غَابَ الشَّفَقُ، ثُمَّ أمَرَهُ فَأقَامَ الفَجْرَ حِينَ طَلَعَ الفَجْرُ، فَلَمَّا أنْ كَانَ اليَوْمُ الثَّانِي أمَرَهُ فَأبْرَدَ بِالظُّهْرِ، فَأبْرَدَ بِهَا، فَأنْعَمَ أنْ يُبْرِدَ بِهَا، وَصَلَّى العَصْرَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ، أخَّرَهَا فَوْقَ الَّذِي كَانَ، وَصَلَّى المَغْرِبَ قَبْلَ أنْ يَغِيبَ الشَّفَقُ، وَصَلَّى العِشَاءَ بَعْدَمَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، وَصَلَّى الفَجْرَ فَأسْفَرَ بِهَا، ثُمَّ قال:«أيْنَ السَّائِلُ عَنْ وَقْتِ الصَّلاةِ؟» . فَقَالَ الرَّجُلُ: أنَا، يَا رَسُولَ اللهِ! قال:«وَقْتُ صَلاتِكُمْ بَيْنَ مَا رَأيْتُمْ» . أخرجه مسلم (1).
2 -
وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ الظُّهْرِ سَجْدَتَيْنِ، وَبَعْدَهَا سَجْدَتَيْنِ، وَبَعْدَ المَغْرِبِ سَجْدَتَيْنِ، وَبَعْدَ العِشَاءِ سَجْدَتَيْنِ، وَبَعْدَ الجُمُعَةِ سَجْدَتَيْنِ، فَأمَّا المَغْرِبُ وَالعِشَاءُ وَالجُمُعَةُ، فَصَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهِ. متفق عليه (2).
3 -
تهجد النبي صلى الله عليه وسلم:
1 -
قال الله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا
مَحْمُودًا (79)} [الإسراء:79].
2 -
وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ
(1) أخرجه مسلم برقم (613).
(2)
متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (937) ، ومسلم برقم (729)، واللفظ له.
قَدَمَاهُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللهِ، وَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ:«أَفَلَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْداً شَكُوراً» . متفق عليه (1).
4 -
تصدق النبي صلى الله عليه وسلم:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ. متفق عليه (2).
5 -
صوم النبي صلى الله عليه وسلم:
1 -
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: مَا صَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَهْراً كَامِلاً قَطُّ غَيْرَ رَمَضَانَ، وَيَصُومُ حَتَّى يَقُولَ القَائِلُ: لا وَاللهِ لا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى يَقُولَ القَائِلُ: لا وَاللهِ لا يَصُومُ. متفق عليه (3).
2 -
وَعَنْ أنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُفْطِرُ مِنَ الشَّهْرِ حَتَّى نَظُنَّ أنْ لا يَصُومَ مِنْهُ، وَيَصُومُ حَتَّى نَظُنَّ أنْ لا يُفْطِرَ مِنْهُ شَيْئاً، وَكَانَ لا تَشَاءُ تَرَاهُ مِنَ اللَّيْلِ مُصَلِّياً إِلا رَأيْتَهُ، وَلا نَائِماً إِلا رَأيْتَهُ. أخرجه البخاري (4).
6 -
حج النبي صلى الله عليه وسلم:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أنَّهَا قالت: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ حَجَّةِ الوَدَاعِ، فَمِنَّا مَنْ أهَلَّ بِعُمْرَةٍ، وَمِنَّا مَنْ أهَلَّ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، وَمِنَّا مَنْ أهَلَّ بِالحَجِّ، وَأهَلَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالحَجِّ، فَأمَّا مَنْ أهَلَّ بِالحَجِّ، أوْ جَمَعَ الحَجَّ
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (4837) ، واللفظ له، ومسلم برقم (2820).
(2)
متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6) ، واللفظ له، ومسلم برقم (2308).
(3)
متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (1971) ، واللفظ له، ومسلم برقم (1157).
(4)
أخرجه البخاري برقم (1972).
وَالعُمْرَةَ، لَمْ يَحِلُّوا حَتَّى كَانَ يَوْمُ النَّحْرِ. متفق عليه (1).
7 -
ذِكْر النبي صلى الله عليه وسلم:
1 -
قال الله تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205)} [الأعراف:205].
2 -
وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ اللهَ عَلَى كُلِّ أحْيَانِهِ. أخرجه مسلم (2).
3 -
وَعَنِ الأَغَرِّ المُزَنِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي، وَإِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللهَ، فِي اليَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ» . أخرجه مسلم (3).
- فقه عبادة النبي صلى الله عليه وسلم:
النبي صلى الله عليه وسلم أكمل الخلق عبادة لله عز وجل، وكانت حياته صلى الله عليه وسلم كلها عبادة لربه.
وقد امتن الله عز وجل على هذه الأمة:
بأحسن الكتب .. وأحسن العلوم .. وأحسن العبادات .. وأحسن المعاملات .. وأحسن الأخلاق .. وقد بينها النبي صلى الله عليه وسلم لأمته عملياً، فكان خلقه القرآن.
يتأدب بآدابه .. ويعمل بمحكمه .. ويحل حلاله .. ويحرم حرامه.
وعبادة النبي صلى الله عليه وسلم لربه من أحسن العبادات، وقد نوَّعها الله له ولأمته؛ لِتُقبل
النفوس، وتنشط الأجساد، وتدوم الطاعة.
فمنها ما هو مشروع في أوقات خاصة. كصلوات الفريضة، وصوم رمضان، والحج ونحو ذلك.
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (1562) ، واللفظ له، ومسلم برقم (1211).
(2)
أخرجه مسلم برقم (373).
(3)
أخرجه مسلم برقم (2702).
ومنها ما هو مشروع على الدوام في كل وقت كالأذكار، والأدعية.
ومنها ما هو واجب في اليوم مرة كالصلوات الخمس.
ومنها ما هو واجب في الأسبوع مرة كصلاة الجمعة.
ومنها ما هو واجب في السنة مرة كصوم رمضان.
ومنها ما هو واجب في العمر مرة كالحج.
ومنها ما هو واجب كأركان الإسلام، وأركان الإيمان، وأركان الأخلاق.
ومنها ما هو مسنون كنوافل العبادات كالصلاة والصوم والصدقة والحج.
ومنها ما هو بين العبد وربه كالعبادات الكبار، والأدعية والأذكار.
ومنها ما هو بين العبد وغيره كالمعاملات من بيع وشراء، وقرض وإجارة، ووقف ووصية، وصلح وهدية ونحو ذلك.
ومنها ما يتعلق بالآداب العامة والخاصة .. والأخلاق الحسنة.
فحياته صلى الله عليه وسلم كلها عبادة، وكلها تعبد لله بما أرسله الله به، وكلها استقامة على أوامر الله في كل حين، وكلها طاعة للهِ عز وجل.
قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)} [الأنعام:162 - 163].