الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ترجمة المؤلف باختصار
ترجم للإمام الشيخ علي القاري كثيرون (1)، وكتبت عنه رسائل علمية متخصصة بالعربية وغيرها (2)، لذلك سأكتفي هنا بنبذة عنه، ومن أراد التوسع فعليه بالرسالة المذكورة، أقول:
- هو العلامة المتفنن علي بن سلطان محمد (3) الهروي المكي الحنفي، المشهور بالقاري (4).
(1) أورد الباحث محمد بن عبد الرحمن الشمّاع في بحثه (الملا علي القاري: فهرس مؤلفاته وما كتب عنه) المنشور في مجلة آفاق الثقافة والتراث، العدد الأول، ص 93 - 95 أربعًا وخمسين ترجمة له كتبها قدماء ومحدثون، وفاته أن يذكر ما كتبه:
- المحبي (ت: 1111 هـ) في خلاصة الأثر 3/ 185.
- القادري (ت: 1187 هـ) في التقاط الدرر ص 242.
- الآلوسي (ت: 1317 هـ) في جلاء العينين في محاكمة الأحمدين ص 41.
- المراغي (ق 14 هـ) في الفتح المبين في طبقات الأصوليين 3/ 89.
- أبو غدة في مقدمة تحقيق (فتح باب العناية).
كما يضاف ما كتبه:
- أ. د. محمد الحبيب الهيلة في كتابه التاريخ والمؤرخون بمكة ص 270.
- أصحاب (الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط: التفسير وعلوم القرآن) 2/ 662 - 666، وغيرهم من محققي كتبه.
ويستدرك على الشمّاع ما ذكره من ترجمة اللكنوي له في الفوائد البهية، وهذا غير صحيح، وإنما ترجم له في التعليقات السنية، وهو ما ذكره الباحث مفردًا.
(2)
منها: (الإمام علي القاري وأثره في علم الحديث) كتبها الباحث خليل إبراهيم قوتلاي، وقد نوقشت بجامعة أم القرى سنة 1406 هـ، وطبعت سنة 1408 هـ، ولا شك أن معلومات وجهودًا ظهرت بعد هذا التاريخ.
(3)
اسم أبيه مركب، وقد جاء في عدد من المواضع: سلطان بن محمد، منها في عقود الجواهر والدرر في أخبار القرن الحادي عشر ص 111 وهو خطأ قطعًا، وكنت تناولت هذا الخطأ في مقال بعنوان (ابن بين الزيادة والنقصان) نشر في جريدة العراق بتاريخ 6/ 7/ 1987 م.
(4)
في معجم تفاسير القرآن الكريم 1/ 705: الطائي. وهو تحريف طباعي.
- ولد في هراة سنة 930 هـ تقريبًا (1) وبدأ بطلب العلم فيها، ثم رحل إلى مكة واستكمل فيها تحصيله، وأقام بها إلى حين وفاته يعلِّم، ويصنف، ويفتي، ويحيا حياة الكفاف (2)، ويبتعد عن الأضواء (3).
- أخذ عن عدد من علماء مكة، وأقدمهم وفاة ابن حجر الهيتمي (ت: 973 هـ)، وآخرهم يوسف الأماسي (ت: 1000 هـ)، وأخذ عنه كثيرون.
- كان له اهتمام بتحقيق المسائل العلمية، ومَنْ قرأ مقدمته لكتابه الكبير (مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح)(4) أدرك هذا.
- وكان له مواقف من عدد من المسائل العلمية الخلافية أَدَّتْ ببعض العلماء إلى انتقاده، بينما رآها آخرون علامة على تميزه واجتهاده (5).
(1) هذا ما استنتجه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة من وفاة بعض شيوخه المكيين. انظر تقديمه لـ (شرح شرح نخبة الفكر) للمؤلف ص: ب. وأُرخ لولادته في دليل المطبوعات العربية في روسيا ص 175 بـ: 968 هـ وهو خطأ قطعًا.
(2)
جاء في ترجمته في مقدمة المصنوع ص 10: (وذكر أنه كان يكتب كلَّ عام مصحفًا بخطه الجميل، وعليه طرر من القراءات والتفسير، فيبيعه ويكفيه قوته من العام إلى العام).
وبمناسبة هذا الخبر أقول: جاء في طبعة للقرآن الكريم في اصطنبول قامت بها (بايتان كتاب آوي) سنة 1394 هـ قول طابعيه ص 613 منه: (وموافقًا لخط علي القاري).
(3)
اقرأ -إن شئت- كتابه: (تبعيد العلماء عن تقريب الأمراء) وقد أخرجه إخراجًا مؤسفًا الدكتور محمد علي المرصفي في عالم الكتب - القاهرة (1990 م).
(4)
انظر 1/ 2 - 3 وهذا الكتاب أكبر كتبه وأجلها كما قال المحبي في خلاصة الأثر 3/ 185.
(5)
انظر خلاصة الأثر 3/ 185، وما قاله الشوكاني في البدر الطالع ص 449، وقد نقله القنوجي في التاج المكلل ص 406، وللاستزادة انظر عقود الجوهر 1/ 264 - 266 والإمام علي القاري ص 96 - 114.
- اعتنى بالتأليف وترك بعده ثروة علمية كبيرة وقفها وشرط ألا يمنع من استنساخها، وقد تفاوت عددها لدى المترجمين:
فقد ذكر له الحاج خليفة (33) كتابًا (1)، وذكر البغدادي (105) كتاب (2)، وذكر جميل العظم (128) كتاب (3)، وذكر بروكلمان (170)(4)، وعدَّ الصباغ (125) كتاب (5)، وقوتلاي (148) كتاب (6)، وأوصلها الشماع إلى (263)(7).
والواقع أن مؤلفات القاري ما زالت بحاجة إلى إفرادها بالجمع والبحث والدراسة المتأنية المتعمقة، وتحقيق عناوينها ونسبتها، والاطلاع عليها قدر الإمكان، وقد تيسر الوصول إلى الكثير منها، ذلك أن تكرارًا كثيرًا حصل في بعض القوائم كقائمة الشماع فقد تكرر عنده الكثير، واستوقفني ثلاثون كتابًا مكررًا.
(1) ينظر كشف الظنون في مواضع كثيرة.
(2)
انظر: هدية العارفين 1/ 751 - 753.
(3)
انظر: عقود الجوهر 1/ 266 - 273.
(4)
انظر: تاريخ الأدب العربي: العصر العثماني ق 9/ 86 - 101.
(5)
انظر: مقدمة تحقيق (الأسرار المرفوعة) ص 23 - 32.
(6)
انظر: الإمام علي القاري ص 115 - 166، وهذا غير ما انفرد بذكره بروكلمان، أو رجح الباحث أنه أجزاء من كتب. فإذا أضفنا هذه أصبح العدد (166).
(7)
الملا علي القاري. البحث السابق ص 64 - 93.
ولعل الباحثين الأخيرين يتابعان جهودهما في هذا المجال، ويقدمان لنا دراسة جامعة مستوعبة، يُعَرَّف فيها بهذه الكتب تعريفًا كاملًا. وقد طبع منها الكثير، وما من مكتبة تخلو منها مطبوعة ومخطوطة.
- تلقى العلماء مؤلفات القاري (1) بالقبول، وحظي هو وهي بالثناء، وأكتفي هنا بذكر الأقوال الآتية:
قال المحبي عنه: (أحد صدور العلم، فرد عصره، الباهر السمت في التحقيق، وتنقيح العبارات، وشهرته كافية عن الإطراء في وصفه .... اشتهر ذكره وطار صيته، وألف التآليف الكثيرة اللطيفة التأدية، المحتوية على الفوائد الجليلة)(2).
وقال اللكنوي بعد أن ذكر له مجموعة من الكتب وأنه طالعها كلها: (وغير ذلك من رسائل لا تعد ولا تحصى، وكلها مفيدة بلَّغته إلى مرتبة المجددية على رأس الألف)(3).
لكن ليته رحمه الله لم يقيد نفسه بالسجع، وترك قلمه على سجيته،
(1) للتدليل على اشتهار مؤلفاته أذكر هنا أن الباحث المحقق السيد محمد فاتح قايا أحصى (27) نسخة لرسالته (رسالة في بيان إفراد الصلاة عن السلام هل يكره أم لا) المطبوعة ضمن المجموعة العاشرة من (لقاء العشر الأواخر بالمسجد الحرام) 1429 هـ وقد اعتمد الباحث المذكور على (13) نسخة منها.
(2)
خلاصة الأثر 3/ 185.
(3)
التعليقات السنية ص 9 وفيها: بلغت. وفي قوله: (لا تعد ولا تحصى) مبالغة ظاهرة!
فإنَّ ذلك يكون أجمل في أسلوبه وأفضل، وقد يقوده السجع إلى محذور، انظر إلى قوله في مقدمة مرقاة المفاتيح وهو يذكر سندًا عاليًا حصل عليه في رواية مشكاة المصابيح قال:(وهذا أعلى ما يوجد من السند المعتمد، في هذا الزمان المكدر المنكد)(1) فالمقصود ينتهي عند قوله: في هذا الزمان، وليس السياق سياق شكوى منه.
- حظي بعض كتبه بشروح متعددة ككتابه (الحزب الأعظم والورد الأفخم)(2).
- طبع له في قزان وقصبة مياس بروسيا ثمانية كتب هي: تزيين العبارة، والحزب الأعظم، ورسالة في الخضر، وشرح عين العلم، وشرح الفقه الأكبر، وشرح مختصر الوقاية (فتح باب العناية)، وشرح مسند الإمام الأعظم، والمنح الفكرية. طبعت ما بين 1845 - 1911 م، وطبع الحزب الأعظم إحدى عشرة طبعة (3).
- توفي رحمه الله في شوال سنة 1014 هـ (4)، ودفن بالمعلاة، ولما بلغ
(1) مرقاة المفاتيح 1/ 3 وفيه (على)، فصححتها.
(2)
انظر: جامع الشروح والحواشي 2/ 939 - 940.
(3)
انظر: دليل المطبوعات العربية في روسيا من 1787 إلى 1917 م ص 170 - 175 و 288.
(4)
جاء في دليل المطبوعات العربية في روسيا ص 170 أنه توفي سنة 1023 هـ، وهو مخالف لما ذكره المؤلف نفسه في سائر المواضع!
خبر وفاته علماء مصر صلوا عليه بجامع الأزهر صلاة الغيبة في مجمع حافل يجمع أربعة آلاف نسمة فأكثر (1).
* * *
(1) خلاصة الأثر 3/ 186.